رب العالمين. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين. وقوله ليس كمثله شيء وهو والسميع البصير وقوله ان الله نعم ما يعظكم به. ان الله كان سميعا بصيرا. وقوله ولولا اذ دخلت قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله. وقوله ولو شاء الله مقتتل ولكن الله يفعل ما يريد. وقوله احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم. ان الله يحكم ما يريد وقوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما قعدوا في السماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان المؤلف رحمه الله ساق اولا سورة الاخلاص ثم اية الكرسي بما ظمناه من صفة لله عز وجل ثم ساق هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم الى ان انتهى الى قوله آآ وان الله قد حاض بكل شيء عنده هذه الايات كلها في العلم علم الله تبارك وتعالى علم لازم لذاته. لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان. هذه واحدة علم الله تعالى محيط بكل شيء جملة وتفصيلا ثالثا علم الله عز وجل محيط بما يفعله بنفسه وما يفعله خلقه رابعا علم الله تبارك وتعالى يوجب للعبد اذا امن به ان لا يقوم بما رحمة الله ولا يترك ما اوجب الله. لانه ان فعل فالله عليم به. والرب عز وجل لم يخبرنا بعلمه لمجرد ان نطلع على انه عليم. ولكن ليحذرنا نفسه. كما قال الله تعالى واعلموا ان الله يعلم ما في كمل فاحذروه. وهذا من فوائد معرفة اسماء الله وصفاته. ان الانسان يستقيم على على شريعة الله ثم ذكر المؤلف ما يتعلق بالرزق والسمع والبصر فقال قال نعم. قال المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الايات وقوله ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين يعني ودخل في ذلك ودخل في هذه الجملة ما وصف به نفسه في قوله ان الله هو الرزاق. ان الله هو الرزاق هو هذه ضمير فصل ضمير الفصل يفيد ثلاثة اشياء الاول التوكيد. والثاني الحصر والثالث التمييز بين الخبر والصفة ضمير الفصل يفيد ثلاثة امور. الاول التوكيد والثاني الحصر والثالث التمييز بين الخبر والصفة وهو حرف لا محل له من الاعراب مثال ذلك اذا قلت زيد الفاضل لا تدري ان هل الفاضل خبر؟ او صفة؟ والخبر مرتقب لانه هو جائز ان يكون المعنى زيد الفاضل حاضر اليس كذلك؟ طيب فاذا قلت زيد هو الفاضل تعين ان تكون الفاضل خبرا ثانيا اذا قلت زيد هو الفاضل. يعني لا غير يعني لا ريب وهذه افادة الحصر ثالثا اذا قلت زيد هو الفاضل فانك اكدت الفضل في زيد فهذه فائدة فائدة ضمير الفصل اما اعرابه فلا محل له من اعراب لا محل له من العراق. قال الله تعالى لعلنا نتبع السحرة ان كانوا هم الغالبين. الغالبين فلم تؤثرهم وهي ضمن الفصل شيئا. لان الواو اسم كامل والغالبين خبره. اذا لم يؤثر ضمير الفصل شيئا في الاعراب اذا ان الله هو الرزاق تفيد هذه الثلاثة تفيد الحصر والتوكيد والتمييز بين الخبر والصفة هو لا غيره الرزاق صيغة مبالغة وكانت كذلك لوجهين. الاول كثرة رزقه عز وجل فما اكثر ما ما يرجو ما اكثر ما يعطي. والثاني كثرة المرزوقين من يحسن الخلائق عجيب لا احد الا الله. وقد قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. كل ما الارض فيسقوا على الله عز وجل وما اكثر المرزوقين ما اكثر الرزق ايضا انظر الى نعم الله التي يعطيكها هي رزق. اكل شرب لباس سكن مركوب امن كل هذه من الارزاق لا تحصى فجاء بصيغة المبالغة لوجهين نعم لكثرة رزق الله ولكثرة المرزوقين. نعم بارك الله فيك ان الله هو الرزاق قال ذو القوة المتين. الرزاق معناه المعطي. لان الرزق يعني العطاء. كما قال الله تعالى واذا القسمة اولي القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه اعطوهم. رزق الله تبارك وتعالى ينقسم الى قسمين جزء تقوم تقوم به الحياة الجسدية مثل الاكل والشرب والسكنى وما اشبه ذلك. هذا عام لكل احد المؤمن والكافر والبر والفاجر اليس كذلك؟ وعام حتى حتى للوحوش والحشرات وغيرها ورزق تقوم به حياة القلوب هذا خاص بمن؟ بالمؤمنين حياة القلوب بالايمان والعلم. وهذا خاص بالمؤمنين. اذا الرزق ينقسم الى الاول ما به حياة الابدان وهذا عام والثاني ما تقوم به حياة القلوب وهذا خاص الرزاق تشمل المعنيين جميعا. ذو القوة اي صاحب القوة التي لا يقاومها شيء ولما قالت عاد من اشد منا قوة؟ قال الله عز وجل اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة ويدلك على قوة الله عز وجل انه يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه وانه يمسك السماوات والارض ان تزولا ولان زالتا ان امسكهما من احد بعده وانه يقول كن فيكون يأمر الارض فتزول الجبال وتبسط بعد ان كانت مكورة ويأمر فيخرج الناس من الاجداد ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محضرون القوة من الصفات الذاتية او الفعلية الذاتية لانه لم يزل ولا يزال قويا المتين اي الشديد الشديد في قوته عز وجل والشديد في جميع افعاله الانتقامية. كما قال عز وجل ان ربك لشديد العقاب فالمتين يعني الشديد ففي هذه الاية اثبات من اسماء الله فيها من اسماء الله الرزاق والمتين وفيها من صفاته الرزق والمتانة والقوة وقال الله تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ما اعظم هذه الاية وما ابلغ ردها على اهل التعطيل واهل التمثيل ليس كمثله شيء يعني لا يماثله اي شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في اي شيء من اموره عز وجل ليس كمثله شيء. اذا هو مباين ومفارق لجميع المخلوقات افهمتم لا يمكن ان يشابهه شيء من المخلوقات في اي في اي الامور. لا في الذات ولا في الصفات ولا في الافعال ولا في الارادة ولا غير ذلك وقد تخبط الناس في اعراب هذه الاية ليس كمثله شيء وقالوا كيف تدخل الكهف على مثل لان هذا لان هذا يشتبه في ان له مثلا وليس كمثله مثل ولكن نقول اللغة العربية لها اساليب منها التكرار للتأكيد فمثلا نقول الكاف تدل على التشبيه والتمثيل ومثلها تمثيل فيكون الكاف للتمثيل المنفي والمثل للتمثيل المنفي فكأنه نفى ان يكون مثله شيء كم مرة؟ مرتين وحينئذ نسلم من جميع الاحتمالات التي ذكرها بعض الناس وتخبطوا فيها فالكاف اذا زائدة لتوكيد نفي المثل في هذا نعم وهو السميع البصير السميع اي ذو السمع الكامل البصير في البصر الثاقب سبحانه وبحمده واعلم ان السميع تنقسم ينقسم الى قسمين في في الاصل سميع بمعنى مجيب بمعنى مجيب مثل قول الله تعالى ان ربي لسميع الدعاء انتبه يا ولد سميع الدعاء اي مجيب الدعاء وليس المراد بسميع الدعاء انه يدرك الدعاء ويسمعه. لا المراد السميع الدعاء اي مجيب الدعاء وكذلك قول المصلي سمع الله لمن حمده يعني استجاب لمن حمده وليس المراد سمعه سمع ادراك ومن المعلوم انه اذا استجاب فقد سمعه سمع ادراكه فان قال قائل وهل لهذا شاهد؟ وهو ان يكون السمع بمعنى الاستجابة الجواب نعم من القرآن قال الله تعالى ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون سمعنا الاولى بمعنى ادركنا المسموع وهم لا يسمعون لا يستجيبون فتبين الان ان سمعة تأتي بمعنى استجاب فينقسم سمع الله الى قسمين الاول سمع اجابة والثاني سمع ادراكه يعني ادراك المسموع ما من صوت وان بعد وان خفي الا ويسمعه الله عز وجل انت اذا قلت بنفسك سمع الله لمن حمده لا يسمعك من الى جانبك فان الله يسمع عز وجل يسمع هذا القسم من السمع او هذا النوع من السمع له ايضا اقسام القسم الاول ان يراد به التأييد والثاني ان يراد به التهديد والثالث ان يراد به بيان عموم سمع الله عز وجل ثلاثة وهي التأييد والتهديد نعم وعموم سمع الله عز وجل المثال الاول ان موسى عليه الصلاة والسلام لما ارسله الله لما ارسله الله الى فرعون قال اننا نخاف ان يفرط علينا او يطغى او ان يطغى فقال الله له لا تخاف انني معكما اسمع وارى المراد بالسمع هنا ايش هاد التعيين هذا سنة تعييد يعني اؤيدكما وانصركما وادافع عنكما الثاني المراد به التأديب مثل قول الله تعالى لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اولياء من هم اليهود عليهم لعنة الله الى يوم القيامة لقد سمع الله قول هل المراد بهذا ان الله يخبرنا انه سمع قولهم او يراد به تهديدهم؟ تهديد ومنه قول الله تعالى ان يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم مكتوبون الثالث ان يراد به عموم بيان عموم سمع الله عز وجل مثل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله هذه المرأة جاءت للرسول صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها انه ظاهر منها والمظاهرة في في الجاهلية طلاق بائن وهي قد كبر سنها وكثر عيلها فتشتكي انزل الله هذه الاية قد سمع والله يسمع سمع الله قول البيت جادلك بزوجها ولما كان هذا القول مستمرا بالمحاورة مع الرسول عليه الصلاة والسلام قال والله يسمع تحاوركما تحاوركما تقول عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات تثني على الله بهذا السمع الشامل العام لقد كانت المجادلة تكلم النبي صلى الله عليه وسلم واني لفي الحجرة ويخفى علي بعض حديثنا والله عز وجل يسمع الايمان بهذا السمع يوجب للعبد الا يقول كلمة فيها غضب الله عز وجل فان فعل فنقص فايمانه ناقص بلا شك احذر احذر ان تزل فان ربك يسمع ويعلم ويرى اقسام السمع اذا من في الاصل لا في قسم بمعنى الاستجابة وسمع بمعنى ادراك المسنون والثاني انواعه ثلاثة دمع وللتهديد ولبيان عموم سمع الله عز وجل طيب وهو السميع البصير البصير له معنيان احدهما من البصر والثاني من العلم وكلاهما صحيح. فلله تعالى بصر وله عين وسيأتي ان شاء الله بيان الادلة في في ثبوت العين واما البصر فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في وصف تبارك وتعالى حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه بصره من خلقه وبصره ينتهي لكل شيء اذا لاحرق سبحات وجهك كل خلق