وقال تعالى اامنت بمن في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف ندير هذان انذاران عظيمان لا مناص لمن اراد الله ان يصيبه بهما امنتم من في السماء ان يصف بكم الارض هل نحن نأمن لا نأمن فها وقارون افتخر في ماله قال الله تعالى فخسفنا به وبداره الارض هو وجار الخشبة من الارض واخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه ما زال يتجلجل فيها الى يوم القيامة نسأل الله العافية طيب نحن لا نأمل افعلم؟ قال الله عز وجل افأين اهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون اوامن اهل القرى ان يأتيهم فاسنا ضحى وهم يلعبون افأمنوا مكر الله وقوله من في السماء يعني به يعني به الله ان فاذا هي تمور تضطرب ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصب هذا العذاب من فوق واذا جاء العذاب من فوق فقد تملك تملك تملك المعذب حاصبا يحسبه. فما هذا الحاصد اهو برد او صواعق او اشيا غير معلومة شهب او ما اشبه ذلك كل هذا محتمل وما لم نعلم محتمل عاصما يرسل عليكم من فوق ارسل الله على اصحاب الفيل حجارة من سجيل ترميه نعم طير الابابيل ترميهم بحجارة وجعل عالية في قرى قوم لوط جعل عليها سافلها وامطر عليهم حجارة من السجين المهم ان الله انذر من عذاب يأتي من تحت وعذاب يأتي من فوق لان هذا لا طاقة للانسان به اما ما يأتي محايفا من يمين او شمال فيمكن ان يفر الانسان او يدافع لكن هذا لا يمكن الشاهد من هذا قوله في السماء ففيها اثبات ان الله في السماء وهنا يقع اشكال وهو ان في تقتضي الظرفية في اللغة العربية. وولاة كلامنا في الظرفية وهذا يقتضي ايش؟ ان يكون السماء محيطا بالله وهو باطل فكيف نتخرج من هذا الاشكال الجواب نتخرج من هذه الاشكال بسلوك احدى طريقين اما ان نقول ان في بمعنى على فيكون المعنى اأمنتم من على السماء وحينئذ لا اشكال لان الله تعالى عالم على السمع ما في اشكال على كل شيء وحينئذ لا اشكال فاذا قال قائل وهل تأتي فيه بمعنى على فالجواب نعم فاذا قال ائتوني بشهر قل له تفضل استمع قال فرعون للسحرة الذين امنوا ولا اصلبنكم في جذوع النخل في جذور ومعلوم انه ليس يريد ان يفتح باطن الجذع ويدس السحرة فيه لانه قال اصيبنكم ومعنى في اي على جذوع النخل لا اشكال طيب لكن لشدة ربطه اياهم كانما جعله في جوفه مثال اخر قال الله تعالى قل سيروا في الارض طيروا في الارض في جوفها قولوا نعم او لا لا اذا سيروا على الارض على سطحها فصح بذلك ان يقال اامنتم من في السماء اي من على السماء وهذا واظح لا غبار عليه او يقال ان المراد في السماء هنا العلو اي امنتم من كان عاليا عليكم فاذا قال قائل وهل تأتي السماء بمعنى العلو فالجواب نعم تأتي قال الله تعالى انزل من السماء ماء من السماء ومعلوم ان الماء هنا اي المطر والمطر ينزل من السحاب علاش كلامك طيب الدليل انه ينزل من السحاب قول الله تعالى الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله ومعلوم ان ان السحاب ليس في السماء اين هو بين السماء والارض قال الله تبارك وتعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وقال ان في السماء والارض الاية واصطحاب مسخر بين السماء والارض اذا انزال الاشكال والجواب عنه باحدى طريقين مفهومة معلومة الان ولا غير معلومة؟ الحمد لله. طيب ها الثنية نقول المراة في السماء العلو والله تعالى في العلو ولا شيء فوقه واضح طيب يأتي انسان يقول اثبتوا لي ان السماء بمعنى العلو فنثبت له نقول هذا المطر اخبر الله انه ينزل من السماء وهو انما ينزل من السحاب المسخر بين السماء والارض طيب فقال قال الله عز وجل وقوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام. اتى بالايات الدالة على الله لخلقه بعد ان ذكر علوه ذكر ايات قد يفهم من ظاهرها خلاف العلوم فقال عز وجل هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يرجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. هذا كله سبق لنا الم تعلموا ذلك؟ طيب قال وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير وهو معكم هو الضمير يعود على من؟ على الله معكم اينما كنتم فهو مصاحب لكم عز وجل فالمعي هنا المصاحبة لان اصل المعية في اللغة العربية بمعنى المقارنة والمصاحبة هذا اصله ولهذا يقال المرأة مع زوجها اي مصاحبة الله ويقال ويقول القائل ويقول القائد للجند اذهبوا الى المعركة فانا معكم اي مصاحب وهو على كرسيه يدبر العمليات ويقال للصديق الولي الحميم انه معي والصبيان الصغار احيانا يتزاعلون فينقسمون الى طائفتين فاذا جاء واحد ثالث تبادروا اليه وقال له انت معي ولا مع فلان نعم المعنى مصاحب لي ولي لي او او لفلان فالمعية لا تقتضي لا المعية لا تستلزم الاختلاط وان كانت قد تقتضيه كما يقال الماء مع اللبن اذا خلق قول وما معكم ايضا نعود هو اي الظمير يعود على من؟ على الله عز وجل معنا وكل ظمير يذكر مضاف الى الله فهو له حقيقة لكن ينزه عن الظن الكاذب كما سيأتي في كلام المؤلف قوله اينما كنتم اين هذه الظرف؟ مكان اكد عمومه بقوله ماء اينما كنت في اي مكان هو معكم لكن هل المراد انه معنا على على او في المكان الذي نحن فيه هذا مستحيل يستحيل ان يكون الله مع الخلق في امكنتهم وجه ذلك ان العلو من صفاته ايش؟ الذاتية التي لا ينفك عنها فلا فلا يمكن ان ينزل الى الارض فيكون مع انسان في ارضه ثم نقول اذا جعلتم الله مع كل انسان في اي مكان لازم من ذلك احد امرين ولابد اما ان يتعدد الرب فيكون مع فلان ومع فلان ومع فلان ممن لا يحصيهم الى الله واما ان يتجزأ فيكون اجزاء لا نهاية له وكلا الامرين باطن باطن باطل اذا ما معنى المعية نقول هي معية تليق به مع علوها عز وجل ولما فشى القول بالحلول وانه مع الناس كلهم في امكنتهم شاع عند علماء الجهمية لان الجهمية انقسموا في هذا الباب الى قسمين وشاع بين الناس وكان بعضهم يقول لبعض الله معك يعني مصاحب انتم يا قرناء اعلن السلف ان المراد بالمعية العلم قالوا معكم اي علمه معكم او انه عالم بكم ومعلوم اننا لو اخذناها اولنا حقيقتها الى الى الى المعنى لم لم يكفي الاقتصار على العلم فهو معنا بعلمه ومعنى بسمعه وبصره وسلطانه وجميع ما تقتضيه ابوهيتها عز وجل لكن لكل مقام مقال ولكل زمن ما يناسبه العامي لو لو اردت ان تشرح له من الصباح الى المساء ان المعية حقيقة ولكنها ولكن الله في السماء ما تصور هذا ولا فهم هذا ولا عرف كيف يكون لكن اذا قلت وهو معكم اي عالم بكم محيط بكم علما وسما وقدرا وقدرة فهم هذا بسرعة ولهذا تجد في عبارة بعض السلف ولا نقول انه معنا ها هنا الارض كما تقول الجميع قال ذلك اظنه ابن ابن مبارك رحمه الله وهذا يتبين لك عمق فقه السلف وانهم قد يفسرون الشيء بلازمه درءا لمفسدة عظمى يفهمها العامة ولا حرج ان يفسر الشيء الى زمن واذا تأملت كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في كتبه الصغيرة والكبيرة عرفت انه يقرر انها معية حقيقية ولكن لا تستلزم المخالطة وظرب مثلا في الحموية بالنجم ضرب مثلا في الوسطية بالقمر النجم نقول معنا سهيل على على يسارنا اتعرفون سهيلا نعم وين سوهاج جنوب ولهذا قال بعضهم ايها المنكح الثريا سهيلا عاملك الله كيف يلتقيان ما يمكن هذا جنوب وهذا شمال يقول المسافر ما زلت اسيروا وسهيل معي اين سهيل في السمع ويقول الاخر ما زلت اسير والقمر معي والقمر في السماء وهذا التعبير تعبير لغوي والكتاب والسنة جاء باللغة العربية ولا منافاة اطلاقا الان لو ان احدا من الناس في المنارة يشاهد من تحته هل يقال انه معه لا يقال انه معه وان كان المكان يختلف الحاصل ان معية الله عز وجل لا تنافي علو الله لان اجتماع العلو والمعية ممكن في حق المخلوق ففي حق الخالق من باب اولى. هذه واحدة ولان الله تعالى اثبت ذلك في الكتاب اثبت العلو والمعين ولا يمكن ان يتناقضه لان لان كلام الله ليس فيه ثناء الوجه الثالث هب ان معية المخلوق للمخلوق لا يمكن ان تتحقق مع تباعد المكان فهل اذا امتلأ في حق المخلوق يمتنع في حق الخالق لا يمتنع لان صفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به المعية قسمها العلماء رحمهم الله الى الى قسمين بل اكثر الاول ان تقتضي عموم الاحاطة والثاني ان تقتضي النصر والتأييد والثالث ان تقتضي الانذار والتهديد كم يعطينا الاول نعم المعية العامة التي مقتضاها الاحاطة بالخلق والثاني المانيا الخاصة المعية التي تقتضي النصر والتأييد. والثالثة التي معية تقتضي الانذار والتهديد. وستذكر يقول وهو معكم اينما كنتم. اي اي الاقسام