ناخذ الحاضر الان قال الله عز وجل واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته اتلوا الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم واعلموا ان الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم على ثلاثة اقسام القسم الاول ما دل الدليل على عمومه له وللامة والثاني ما دل الدليل على خصوصه فيختص به والثالث ما ليس فيه دليل فيعم الامة على ما سنذكر ان شاء الله اما ما دل الدليل على العموم فمثاله قوله تعالى يا ايها النبي اذا طلقتم النساء فطلقوهم قال اذا طلقتم النساء فطلقوهم فكان يجاوب الاول للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم قال اذا طلقتم يخاطب الامة كلها فطلقوهم وما دل الدليل على انه خاص به فهو خاص به مثل قوله تعالى الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي انقذ ظهرك ورفعنا لك ذكرك الى اخره هذا خاص برسول بالاتفاق الثالث ما لا دليل فيه لهذا ولا لهذا فيعم الامة ولكن كيف عمومه للامة هل هو عمومه؟ هل هو شامل لها باصل الخطاب او انه من اجل التأسي بالرسول عليه الصلاة والسلام فعلى الاول يقولون ان الخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم شامل للامة باصل خطاب ولكن وجه الخطاب اليه لانه زعيم الامة عليه الصلاة والسلام والخطاب الموجه للزعيم زعيم الامة خطاب له وللامة بلا شك والقول الثاني ان الخطاب الموجه للرسول وحده خاص به لكن تدخل الامة من باب التأسي به الخلاف هنا في الحقيقة لفظي او جيب لاخر ما دام الاتفاق على ان الحكم يعم الامة سواء قلنا باصل خطاب او عن طريق التأسي هنا يقول واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك الخطاب للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكن لا شك اننا مأمورون بتلاوة القرآن الكتاب الا ان قوله اتلوا ما اوحي اليك يقتضي ان الخطاب في الاصل هنا لمن للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لاننا لم يوحى اليه وقول من كتاب ربك اي مكتوبة وسمي وسمي مكتوبا لانه مكتوب في اللوح المحفوظ ولانه مكتوب في الكتب التي بايدي الملائكة سفره الكرام البررة ولانه مكتوب بالصحف التي بايدي لايدي الناس وقول من كتاب ربك الربوبية هنا خاصة لان تربية الله عز وجل لرسله ليست كتربية نساء المؤمنين لا مبدل لكلماتهم لا مبجل يعني لا احد يبدل كلمات الله عز وجل وليس المعنى ان الله لا يبدل الله سبحانه وتعالى هو الذي يفعل ما يشاء لكن لا مبدل اي لا احد يبدل كلمات الله عز وجل حتى لو حاول احد ان يبدل كلمات الله فضحه الله واخزاه وبين عدوانا الشاهد من هذا قوله من كتاب ربك لا مبدل لكلماته يدل على ان القرآن ايش من كلام الله نعم ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون ان هذا القرآن يقص والقصص هو الكلام وقوله على بني اسرائيل هم بنو يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم نجتمع معهم بمن بابراهيم ولهذا يعتبر بنو اسرائيل بني عمي العرب على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون اكثر الذي هم به يختلفون وعلى الاقل ساكت عنه لكن يقص عليهم اكثر اللي فيه يختلفون ليبين لهم الصواب لقد اختلفوا في اشياء كثيرة بين القرآن صوابه الشاهد من الاية قوله يقص والقصص وسرد الاحاديث بالقول وقال عز وجل وهذا كتاب انزلناه مبارك هذا المشار اليه القرآن كتاب اي مكتوب وفهمنا معنى مكتوب قبل قليل انزلناه اي نزل من عند الله عز وجل مبارك اي ذو بركة وما ادرك القرآن على هذه الامة فانه مبارك على الشخص نفسه مبارك على الامة جميعا مبارك على في اثاره العظيمة في هذه الاية دليل على ان القرآن منزل على ان القرآن منزل فاذا كان منزلا فهو كلام من كلام الله عز وجل الذي انزله لا كلام غيري فان قال قائل اننا نجد اشياء منزلة وهي مخلوقة مثل قوله تعالى انزل انزل من السماء ماء وانزلنا الحديث فيه بأس شديد وحينئذ لا يتعين ان يكون الازال انزال القرآن لا يتعين ان يكون القرآن كلاما بل من جنس المخلوقات فالجوار المنزل الذي من عند الله ينقسم الى قسمين اعيان قائمة بنفسها فهذه مخلوقة مثل انزل من السماء ماء انزلنا الحديد فيه بأس شديد وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج هذه مخلوقة لانها اعيان قائمة بنفسها بائنة عن الله الثاني ان يكون هذا المنزل وصفا لا يقوم بنفسه مثل الكلام الكلام وصف المتكلم ليس شيئا قائما بنفسه فيكون غير مخلوق وهذا الذي عليه السلف رحمهم الله اذا القرآن منزل مخلوق ولا غير مخلوق؟ غير مخلوق فلو اورد علينا شخص وقال انه ليس كل منزل غير مخلوق وضرب مثلا بما قلنا انزل من السماء انزلنا الحديث في ابن شديد انزل لكم الان ثلاثة ازواج فماذا نجيبه نقول المنزل نوعان الاول اعيان قائمة بنفسها فهذه مخلوقة لانها منفصلة بائن عن الله والثاني اوصاف قال كلام فهذه تكون غير مخلوقة وقال الله عز وجل لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله لو انزلنا لرأيت له شرطية وفعل الشرط فيها يا علي وجواب الشرط لرأيته لرأيته خاشعا متصدع من خشية الله هذا وهو الجبل الحجر الاصم لو نزل عليه هذا القرآن لتصدع من خشية الله عز وجل فكيف بقلوب بقلوبنا لا تلين يمر القرآن عليها كأنما مر الماء على صلب على حجم الصدر نسأل الله ان يلين قلوبنا وقلوبكم لذكره القلوب قاسية قرأ عمر رضي الله عنه والطور وكتاب مسطور الى قوله ان عذاب ربك لواقع ما له من دافع فمرظ اسبوعا رضي الله عنه من شدة ما اثر هذا في قلبه والان يقرأ كثير من الناس القرآن لا يتحرك قلبه فاذا رأيت قلبك لا يلين لقراءة القرآن فاتهمه لو انزلنا هذا القرآن فهو صريح بان القرآن منزل وقال الله عز وجل واذا بدلنا اية مكان اية هذي شرطية جواب الشرط قالوا انما انت مفتري اذا بدلنا اية مكان اية يعني انزلنا اية مكان اية اخرى فنسخنا الاولى وابقينا الثانية قال الله تعالى والله اعلم بما ينزل وهذه الجملة الاعتراضية لها معنى عظيم وهو ان هذا التبديل صادر عن عن علم ليس لمجرد مشيئة بل هو عن علم لان الثاني اولى من الاول ولذلك نسخ فهذه الجملة الاعتراظية في هذا المكان من احسن ما يكون موقعه قالوا انما انت مفتر اي كاذب ووجه ووجه تشبيههم وتلبيسهم يقولون هذا الرجل يأتي اليوم باية بكرة باية ثانية هذا دليل على انه كذاب لو كان صادقا لبقي على الايات الاولى والواقع ان هذا تلبيس وتمويه فان كونه يأتي باية اخرى غير الاولى يدل على ايش؟ على صدقه في الواقع ما يدل على انه مفتي لانه لان المفتري يحافظ على الا يتغير كلامه والصادق يخبر مما بلغ وبما اوحي اليه سواء كان عليه او له ارأيت قول الله تبارك وتعالى واذ تقول للذي انعم الله علي وانعمت علي امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه هل يمكن ان يقول هذا من كان مفتريا لا يمكن ولهذا يقول عائشة لو لو كان محمد كاتما ما انزل الله عليه لكتم هذه الاية والشاهد من الاية قوله والله اعلم بما ينزل فهو صريح واضح على ان القرآن منزل فالقرآن اذا كلام الله منزل ايش عثمان غير مخلوق وقال تعالى قل نزله روح القدس من ربك من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى قل يا محمد لمن اتهمك بالقرآن وشكك في القرآن انه لا مجال لهذا التشكيك او التكذيب نزله روح القدس وهو جبريل وصفه الله تعالى بروح القدس لطهارته ونزاهتهم وعدم خيانتهم ولهذا قال الله تعالى انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم امين وقال عز وجل نزل به الروح الامين على قلب وسماه الله روحا لانه ينزل بما تحيا به القلوب عليه السلام والا فهو جسم جسمه من الاجسام رآه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على خلقته التي خلق عليها له ست مئة جناح سد الافق رآه مرتين مرة والرسول في الارض ومرة في السماء وكان يأتي بسورة البشر ولقد ظل من قال ان الملائكة عبارة عن قوى الشر اقوى الخير عن قوى الخير وانهم معاني فان الله تعالى يقول جاعل الملائكة رسلا اكمل اولي اجنحة مثنى وثلاث ورباع قول من ربك نقول هذه الربوبية خاصة وقول من ربك يدل على انه لا واسطة بين جبريل وبين الله تبارك وتعالى والله تعالى يقول الكلام القرآن ثم يأخذه جبريل وينزل به على قلب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ليثبت نعم بالحق كلمة بالحق هل هو وصف للانزال او وصف للكتاب الجواب لهما جميعا فهو نازل بالحق يعني يحمل الحق وهو نازل من عند الله حقا لا منية فيه فكلمة بالحق تعني انه جاء بالحرب وتعني انه حق نفس القرآن وليس فيه وليس به باطل ليثبت الذين امنوا وهنا وبشرى للمسلمين انظر كيف قال ليثبت الذين امنوا لان التثبيت خاص والمؤمن يثبته الله تبارك وتعالى بالقرآن سواء كان ذلك في عباداته الخاصة او في القبر او اذا لقي العدو او اذا نزلت به كربة فان الله يثبت المؤمن بالقرآن لكن العموم قال وهدى وبشرى للمسلمين. هدى اي علم وبشرى اي بشارة لمن؟ للمسلمين فهو بشرى لهم يبشرهم بالخير والسعادة واذا علم العبد ان الله وفقه للعمل به استبشر وعلم انه على خير ففرق الله تعالى بين المؤمنين وبين المسلمين هنا بان المؤمنين يكون القرآن تثبيتا له اما المسلمون فهو هدى اي علم وبشار