وقوله والعرش فوق الماء وقوله الا تأمنوني وانا امير من في السماء الهمزة هنا للاستفهام ولا نافذ ويحتمل ان تكون الا من باب العرض المقصود به التوبيخ وهذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم حين قسم بعض الغنائم فكان في قلوب بعض الناس ما فيها فقال الا تأمنوني وانا امين من في السماء والمراد بمن في السماء من؟ الله عز وجل وفي السماء سبق الكلام على تخريجها حديث صحيح وقوله والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه العرش فوق الماء هذا الماء لا ندري ما هو فنقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم العرش فوق الماء والله اعلم بهذا والله فوق العرش الشاهد هنا والله فوق العرش حيث فيه ثبوت الفوقية لله عز وجل وهي ايضا فوقية خاصة في العرش قال وهو يعلم ما انتم عليه ما انتم عليه من اي حال من كل الاحوال مع انه في في العلو المطلق لكنه عز وجل لا يخفى عليه شيء وقوله نعم حديث حسن رواه ابو داوود وغيره قوله رواه ابو داود وغيره نعلم ان المراد بغيره من عدا البخاري ومسلما كيف علمنا ذلك لانه اذا كان الحديث قد رواه البخاري ومسلم لا يمكن ان لا يذكروهما اعني الذين يخرجون الاحاديث لابد ان يذكر البخاري ومسلم لانه لا حدثهما وقال رواه ابو داوود فقد هضم الحديث حقه فاذا جاءك مثل هذا التعبير فاعلم ان الحديث ليس في الصحيحين عند الناقل لانه لو كان في الصحيحين لا ذكرهما مقدما لهما على غيرهما وقوله وقوله للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال اعتقها فانها الجارية امة لمعاوية بن حكم كان قد صكها وندم فاراد ان يعتقها ليكفر ذلك عن سكته اياه فاخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فدعا بها فاتت فقال لها اين الله؟ قالت في السماء على الفطرة هي جارية ما قرأت ولا درست ولا عرفت لكن على الفطرة قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله وهذا يتضمن الشهادتين لان الذي في السماء هو الله عز وجل وليست الالهة المعبودة من دون الله في السماء فيكون في هذا اخلاص اخلاصها الالوهية لله وحده اما شهادة الرسالة فقال فلما سألها من انا؟ قالت رسول الله قال اعتقها فانها مؤمنة اعتقها فانها مؤمنة والعتق وتحرير الرقبة وتخليصها من الرق وقوله فانها مؤمنة تعليم للامر باعتاقها يستفاد من هذا الحديث فيما يتعلق بصفات الله ان الله تعالى في السماء لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقر الجاري على ذلك ويستفاد منه انه يستفهم عن هذا في صيغة المكان اين الله وهذه اه الاداة يستفهم بها عن المكان نعم فاذا قال قائل اذا قلتم انه يستفهم بها عن المكان ففيه اشكال وهو انه قد يتصور المتصور ان هذا المكان يحيط بالله كما نحن الان في المسجد في مكان لك المسجد يحيط منى الجواب ان المكان الذي له فيه مكان هوى بمعنى لا لا يحصله شيء اطلاقا هو فوق المخلوقات كلها كما جاء في الحديث وفي عماء ما فوقه آآ وما تحته عمى بمعنى انه ليس فوقه شيء في مكان لكن ما يحيط به شيء واضح ولا غير واضح طيب اذا المكان الذي يستفهم عنه باينا بالنسبة لله لا يمكن ان يحيط به عز وجل بل هو في فضاء ما فيه شيء يحاذيه او يحيط به ومن فوائد الحديث الفقهية انه لا ينبغي ان يعتق الا من كان مؤمنا لانه اذا اعتق غير مؤمن ربما يحن الى اهله في بلاد الكفر لان اصل الرق هو سبي الكفار ليس من نسائهم وذرياتهم فيخشى اذا اعتق ان يرجع الى اهله. ويكفر وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان انتهى المؤلف من سياق الاحاديث الدالة على العلو وسبقها الاحاديث الدالة على الكلام انتقل الاحاديث الدالة على المعيب. فقال وقوله افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت وحديث حسن افضل الايمان يعني يعني اكمله ان يستقر في قلبك هذا العلم ان الله معك حيثما كنت واذا امنت هذا الايمان فانك لن تخالف امر الله لانك تعلم انك اذا خالفتهم علم بك ولن تجرأ على محارم الله لانك اذا علمت ان الله معك فلن تجرأ على على هذا ولذلك صار هذا افضل الايمان وقد سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عن الاحسان فقال ان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراه لو اننا حققنا هذا الايمان ان الله معنا حيثما كنا لرأيت استقامة الناس على دين الله وعدم مخالفته ولكان هذا هذا الاعتقاد خيرا للناس من صوت كل ذي سلطة لانه يؤمن لان الله تعالى يراقب ويعلمه فيخجل ويستحي من معاصي الله عز وجل ويكون ايمانه عن اقتناع ليس عن خوف صوت السلطان ولكنه عن خوف الله عز وجل وقوله اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصن قبل وجهه ولا عن يمينه فان الله قبل وجهه ولكن عن يساره او تحت قدمه هنا اربع جهات للمصلي اذا قام يصلي فله اربع جهات امام وخلف ويميل وشمال فاذا قام يصلي فانه لا يحل له ان يبصق بين يديه لان في ذلك سوء ادب مع الله عز وجل لان الله قبل وجهه تبارك وتعالى وهل من الادب مع شخص مثلك او ادنى منك ان ان تبصق بين يديه اجيبوا لا اذا كان هذا لا يمكن بالنسبة للمخلوق فيجب الا يمكن بالنسبة للخالق فالله تعالى احق ان يعظم واحق ان يستحي منه والبصاق في بين يدي المصلي حرام واثم وسوء ادب مع الله ولكن هل تبطل الصلاة به الجواب لا تقبل الصلاة لان التحريم هنا لا يعود الى شيء يتعلق بالصلاة وانما يعود الى ادب مع الله عز وجل باقي من الجهات ايش الخلف لا يمكن ان يبسط خلفه لانه لو فعل ذلك لاستدبر القبلة باقي اليمين واليسار ايهما اولى اليسار او لا نبص عن يساره فقيل لان عن يمينه ملكا وهذا التعليم فيه نظر لان عن اليسار ملكا ايضا كما قال عز وجل عن اليمين وعن وعن الشمال قريبا وانفصل عن هذا الايراد الذي قال عن يمينه ملكا قال لان ملك الملك عن يمينه له السلطة على ملك فهو افضل منه ولكن يقال ان صح هذا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو مسلم ولا قول لاحد وان لم يصح فلان جانب اولى من التكريم اولى بالتكريم من جانب اليسار وقوله او تحت قدمه هذه ايضا محل البساط اذا كان الانسان يصلي الشاهد من هذا الحديث فيما يتعلق بالصفات ان الله تعالى قبل وجه حقيقة او مجازا حقيقة يجب ان يؤمن بانه قبل وجه المصلي حقيقة وحينئذ يرد علينا اشكال وهو هل هذا ينافي علوه عز وجل فالجواب لا لا ينام لان من الممكن ان يكون الشيب قبل وجهك وهو عال عليك واقرب مثال لهذا انك لو اتجهت الى الشمس عند غروبها او شروقها لك انت ايش؟ قبل وجهك وهي فوق ثم على فرض ان هذا لا يمكن بالنسبة للمخلوق فالخالق لا يقاس بغيره فهو ممكن في حق الخالق اذا لا اشكال والحمد لله ان الله قبل وجهه المصلي وفيه ايضا من من الامور الفقهية انه يحرم ان يبصق عن قبل وجهه ان يبصق قبل وجهه كما قرأناه قبل قليل وفيه ايضا ان النخامة طاهرة من اين تؤخذ من قوله او تحت قدميه ولو كانت نجسة ما جاز ان ان يلامسها بقدمه قال وقوله صلى الله عليه وسلم الشاهد من هذا الحديث ان الله قبل وجه المصلي وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع والارض ورد العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والقرآن اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بناصتها انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر رواه مسلم هذا حديث اه طلب الغنى وقضاء الديون ولا شيء افضل منه لانه من عند الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم قولها اللهم رب السماوات السبع والارض ورب العرش العظيم الرب سبق لنا ان معناه الخالق المالك المدبر ربنا ورب كل شيء قوله رب كل شيء تعميم بعد تخصيص لان لا يظن ان ربوبيته خاصة بما ذكر وناظر هذه قوله تعالى قل انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة ان نعم قوله انما امرت ان اعبد فهذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء. لما قال رب هذه البلدة قد يظن ظان انه ليس ربا لكل شيء فقال وله كل شيء طرب فالق الحب والنوى الفلق الفتح ومعنى فارق الحب انه سبحانه وتعالى هو الذي يفلق الحبة من الحنطة او الذرة او الشعير حتى تخرج فتكون زرعا النوى يعني نوى النخيل واشباههم لان الذي يخرج اما حبوب واما ثمار فالثمار له نوى والحبوب له حب فالغ الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والقرآن ثلاثة انزلها الله عز وجل لهداية الخلق وبدأها بالترتيب الزمني فبدأ بالتوراة لانها الاولى ثم الانجيل لانه الثاني ثم القرآن لانه الاخير اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة انت اخذ بنصتها اعوذ بك اي اعتصم بك من شر نفسي وهل للنفس شر نعم ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي وهذا شر ومن شر كل دابة انت اخذ بنصيتها من كل شر من شر كل دابة هذا عام وانت اخذ بناصيتها لبيان العلة في انه سبحانه وتعالى قادر على منع شرور الدواء لانه اخذ بناصية كل دا وليس المعنى ان من الدواب ما الله اخذ بنصرته ومنها ما ليس كذلك لان لان الله تبارك وتعالى يقول في في الكتاب العزيز ما من دابة ايش؟ الا هو اخذ بنصيته لكنها ذكر هذا الوصف لانه يستعيذ بالله من شر كل دابة فيعلل ان كل دابة فالله اخذ بناصيته انت الاول الناصية مقدم الرأس انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء وانت الظاهر فليس دونك شيء وانت الباطن نعم وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء وسبق الكلام على هذه الاسماء الاربعة اقض عني الدين اقض عنه يعني اعني على قضائه وليس المعنى ان الله تعالى ينزل الدراهم والدنانير من السماء حتى يقضي دينه بل المراد الاعانة على قضائه واغنني من الفقر اغنني من الفقر اي من خلو ذات اليد في هذا الحديث فوائد من صفات الله وغيره فيه من الفوائد في الصفات ان التوراة والانجيل والقرآن كلها ليش منزلة من عند الله عز وجل وفيها ايضا اثبات الاسماء الاربعة وما تتضمنه من الصفات فيه من المسائل الفقهية ان قضاء الدين ان الدين ثقيل ولهذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يقضي عنه دينه فان قال قائل هل النبي صلى الله عليه وسلم يكون مدينا فالجواب نعم يكون المدينة فانه كان يستقرض على ابل الصدقة وكان صلى الله عليه وسلم يشتري الطعام لاهله ويرهن صاحب الدكان فقد اشترى طعاما لاهله في اخر حياته وارهن البائع درعه ومات وديعه مرهونة عليه الصلاة والسلام طيب وهل وفي الحديث ايضا انه ينبغي للانسان ان يسأل الله الغنى من الفقر ما هو الاغني الطائل الغنى من الفقر يعني بقدر الحاجة لان الغناء الزائد لان الغنى الزائد ربما يدخل الانسان وينسيه ربه عز وجل لكن الغنى الذي فيه الكفاية كافية ولهذا قال اغنني من الفقر