اهل التعطيل ينكرون الصفات على خلاف بينهم فيما ينكر وما يثبت فالاشاعرة مثلا هم اخف الناس في هذا الباب لانهم يثبتون من الصفات سبع صفات بحجة ان العقل دل عليه وينكرون الباقي والمعتزلة ينكرون جميع الصفات والجهمية ولاتهم ينكرون الصفات والاسماء لكن يثبتون الا انهم لا يصفون الله بشيء حتى الاسماء يقولون ان الاسماء هذه اسماء لبعض المخلوقات الغلاة ينكرون ان يوصف الله تعالى بالاثبات او النفي فيقولون لا يجوز ان تصف الله بانه موجود ولا انه معجون ولا انه قادر ولا انه عاجز اي صفة سواء كانت عدمية او وجودية لا يوصف الله بها هؤلاء اهل التعطيل عطلوا الله تعالى المصفات اهل التمثيل اثبتوها اثبتوا الصفات لكن على وجه التمثيل. قالوا لله وجه في وجوهنا ويد كايدينا. وعين كاعيننا. وهكذا فالممثلة غلوت في الاثبات والمعطلة غلو النفي والتنزيه كما يقولون على اننا نقوم ان كل معطل ممثل وكل ممثل معطل كل معطل ممثل كيف يكون وهو لم يثبت نقول نعم كل معطل ممثل لانه انما عطل ان اعتقد ان الاثبات يستلزم التمهير يستلزم التنفيذ فيكون مثل اولا ثم اجي ثم عطل ثاني فهذا وجه كونه كون المعطل ممثلا ثم انه اذا نفى الصفات عن الرب عز وجل بدعوى تنزيه فقد فقد مثله بما ليس له صفات كالجماد ونحوه وهذا التمثيل لا شك كل كل ممثل معطر كيف نقول انه معطل وقد اثبت نقول نعم ومعطل لانه عطل اولا النص الذي اثبت به الصف انتبه عطل النص الذي اثبت به الصلة كمثل اذا قال لله وجهك ووجوهنا واستدل بقول الله تعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام يقول انت الان عطلت هذه الاية لان الاية لا تدل باي وجه من الوجوه على وجه مماثل على وجه لله مماثل لوجه المخلوق ما تدل على هذا لانها لان الله اظاف الوجه اليه والمضاف الى الشيء يكون على بحسبه اذا هو عطل ايش حطل النص الذي اثبت به السلف ثانيا عطل كل نص ينفي مماثلة الله للخلق فليس كمثله شيء عند الممثل كلام لغو لان الممثل يقول ان الله له مثل تعطل كل نص يدل على ايش؟ على ان الله لا مثيل له ثالثا انه عطل الله تعالى من كماله الواجب وذلك لان تمثيل الكامل بالناقص يجعله ناقصا فاذا مثل الله بالخلق معناه انه ناقص عز وجل وحاشاه من هذا الخلاصة ان اهل السنة والجماعة وسط بين الممثلة وبين المعطل اتدرون لماذا مثل هؤلاء ومثل هؤلاء لان اهل التمثيل اخذوا بالنصوص من وجه وتركوا النصوص الاخرى والمعطلة كذلك اخذوا بنصوص من وجه وتركوا النصوص الاخرى اهل السنة والجماعة اخذوا بالنصوص كلها وجمعوا بينها وقالوا ان النصوص التي فيها اثبات الصفات يجب العمل بها واثبات الصفات والنصوص التي فيها المماثلة يجب ايش؟ العمل بها ولكن مماثلة وبذلك سلموا واحكم وامتثلوا امر الله عز وجل ويسلم الذي يسلك هذا المسلك يسلم من كل ارادة حتى في حديث السورة ان الله خلق ادم على صورته اذا قلنا وهو الحق ان الظمير يعود على على الله عز وجل نستطيع ان نقول ان ادم على صورة الله لكنه ليس مماثلا له لقوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ونضرب لهذا مثالا بان اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ومن المعلوم انهم على صورته بدون مماثل فانت يا اخي المسلم اذا سلكت هذا المسجد واخذت باطراف الادلة فاثبت ما اثبته الله لنفسك ونفيت عنه التمثيل سلمت واستراح قلبك واطمأنت نفسك وامكنك ان تجادل بهذه القاعدة كل من جادلك تقول انا اثبت هذا لله وانفي عنه ايش؟ التمثيل لا امثل فتسلم وهم وسط في نعم في باب افعال الله بين الجبرية والقدرية في افعال الله بالنسبة للعبد الانسان يفعل باختيارها او او باضطراره باختياره الجميع يقولون ان الانسان مجبر على العمل ويستدلون بايات متشابهة مثل قوله تعالى ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد وبقول الله تعالى ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما انت عليهم بوكيل الى غير ذلك من الايات والاحاديث فيقولون ان الانسان مجبر على العمل وانه لا فرق بين رجل سقط من السطح الى الارض ورجل اخر نزل مع الدرج بهدوء وطمأنينة الكل منهم حصل منه هذا بغير اختيار افهمتم؟ وان شاء الله سيأتي في باب القدر بيان ما يترتب على هذا القول من المفاسد لكن الان نصور اقوالهم لاجل ان نعرف الوسطية في اهل السنة والجماعة القدرية بالعكس يقولون ان الانسان مستقل بعمله ولا علاقة ولا علاقة في مشيئة الله عز وجل بعمل يفعل كل شيء بدون مشيئة الله لان الله سبحانه وتعالى اظاف الاعمال الى العبد فقال بما كنتم تعملون بما كنتم تكسبون ولان الله تعالى يعاقب العبد على السيئات ويثيبه على الحسنات ولو كان مجبرا ما حسن ان يثاب على الحسنات لان بغير اختيار ولا ان يعاقب على السيئات لان هذا ظلم اذا نتخلص من هذا على زعمهم ان نقول ان الانسان مستقل بعمله يفعل ما يشاء وان كان الله لم يشاءه بل ولو كان الله شاء خلافه لانه ايش؟ مستقل ويستدلون بعمومات الادلة الدالة على ان فعل العبد منسوب اليه وان كل انسان يعرف الفرق بين الاجبار والاختيار اهل السنة والجماعة اخذوا بالنصوص باطرافها وجمعوا بعضها الى بعض وقالوا ان الانسان يفعل باختياره لكن هذا الاختيار نعلم انه صادر عن مشيئة الله عز وجل وعلم الله ولذلك اذا فعل الانسان فعلا ليس باختياره نفاه الله عنه ففي اهل الكهف قال الله تعالى ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال ولم يقل يتقلبون لماذا؟ لانهم نيام والنائم لا اختيار له وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من نسي وهو صائم فاكل او شرب فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه فاهل السنة يجمعون بالادلة ويقولون فعل الانسان باختياره ولا مكره له. بل انه اذا اكره على الفعل لم ينسب اليه ولم يثبت له حكمه حتى الكفر وهو اعظم ما يكون من المعاصي اذا اكل على الانسان لا ينسب اليها ولا يثبت له حكم هذان بابان الباب الاول باب الصفات والباب الثاني باب افعال الله بالنسبة لتعلقها بعمل العبد وفي بابه وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرها في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم كالخوارج في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ادلة فيها وعيد فهل هذا الوعيد نافذ لكل من فعل هذا الفعل على حسب ظاهر النصوص او هذا الوعيد لمن استحل هذه الاعمال المرجي ان يكون ان كل مؤمن كامل الايمان نعم ان كل مؤمن لا لا يدخل الجنة الا يدخل النار كل مؤمن فلن يدخل النار بل هو في الجنة والنار حرام علي ويستدلون بادلة والوعيدية يقولون كل من فعل كبيرة فهو مخلد في النار فرق عظيم فالمرجع يقول افعل ما شئت من المعاصي لك دون التي دون الكفر وانت لا تدخل النار هؤلاء من المرجئة الوعيدية يقولون اذا فعلت كبيرة فانت مخلط في النار فرق بين هذا وهذا اهل السنة والجماعة يقولون اذا فعلت معصية دون الكفر فانك مستحق للعقوبة ولكنها ليست واجبة اذ قد يعفو الله عنها لقول الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء المرجئة طائفة واحدة والوعيدية طائفتان احداهما الخوارج والثانية المعتزلة التي عبر عنها المؤلف رحمه الله بالقدرية اهل السنة وصلوا كما سمعتم مذهبهم بين هؤلاء وهؤلاء وانك لتعجب من المرجئة كيف يقرأون الوعيد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم يقولون هذا لمن استحل هذه السيئات او للكافر ومعلوم ان من استحلها فهو كافر والنبي صلى الله عليه وسلم علق العقوبة في مطلق الفعل لا بالاستحباب الخوارج والمعتزلة يقولون فاعل كبيرة مخلد في النار ويستجلون بالعمومات مثل قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما اهل السنة والجماعة كما قلت وسط يقولون ان فاعل الكبيرة التي دون الكفر تحت مشيئة الله ان شاء عذبه وان شاء غفر له وفي باب اسماء الايمان والدين بين الحرورية والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية اسماء الايمان والدين يعني هل نقول لهذا العامل انه مؤمن او نقول انه كافر اسمع يقول بين الحرورية والمعتزلة هذي طائفة هذا قسم وبين المرجئة والجهمية هذا قسم اخر الحرورية هم الخوارج نسبة الى مكان خرجوا فيه على علي بن ابي طالب يسمى حرورة والمعتزلة اتباع واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد فسموا بذلك لانهم اعتزلوا مسجد الحسن البصري رحمه الله وبين المرجئة والجهمية