الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله رسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد اخوة الاسلام فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس المبارك كل ليلة من ليالي الجمعة. متتابعين فيه في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض رحمه الله تعالى وهو مجلس نستزيد فيه علما بما نتعلمه من المسائل التي اودعها المصنف رحمه الله في كتابه. ونستكثر في هذا المجلس كذلك من ذكر ربنا جل وعلا في رحاب بيته الحرام ومن كثرة الصلاة والسلام على سيد الانام صلى الله عليه واله وسلم. نرجو بركة هذه الليلة وخيرها كثرة صلاتنا وسلامنا على امام الهدى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. صلوا على غيث القلوب خير الخلائق رحمة الرحمن صلى الله عليه واله وسلم. وما زال الحديث في هذا المجلس متابعا لما مضى في مجلس سابق ليلة الجمعة الماضية بالحديث عما قرره المصنف رحمه الله. من خلاف اهل العلم في تكفير المتأولين من اهل القبلة من الطوائف المنتسبة الى الاسلام. وفي ذلك قرر المذهبين الكبيرين لاهل السنة التي رحمهم الله تعالى موردا في ذلك الادلة الدالة لكل قول ومذهب على ما ارادوا. وتقدم ذلك ليلة الجمعة الماضية. فلما انتهى المصنف رحمه الله من تقرير المسألة علميا. كما هي في عقائد اهل السنة والجماعة اورد في مقابل ذلك الخلاف الذي يقابله لدى الطوائف المنتسبة الى الاسلام في اصل التكفير وتذكيرا بما سبق ايها الكرام. نؤكد على نقطتين عظيمتين تقررتا في كلام المصنف رحمه الله في جلسة سابقة اولاهما ان التكفير تكفير المسلم الذي استقر اسلامه وعلم بيقين في الاسلام هو من الامور العظام. واغلقت الشريعة دون ذلك الابواب باشد الوعيد. فان المعتدي على بتكفير يخرج به من الاسلام واقف على شفا وعلى شفير يخرج به نفسه من الاسلام ان لم يكن كذلك ولذلك جاء الوعيد ان من قال لاخيه يا كافر فقد باء بها احدهما وفي لفظ ان كان كذلك والا حار عليه يعني رجع عليه القول بالتكفير عياذا بالله تعالى. ولهذا عظم في الشريعة حرمة مسلم عرضه وماله ودمه واشد ما يتعلق بعرض المسلم دينه وعقيدته الا يتهم بشيء يقذف به للخروج من الاسلام. فان اتهام المسلم في عرضه في عفته وطهارته ليست باعظم من اتهامه في دينه وعقيدته بكفر او فسق او بدعة ونحو ذلك. اما الامر الثاني الذي تقرر فهو التفريق الكبير الذي يقرره اهل اهل العلم بين الحكم بتكفير الفعل وتكفير فاعله. فانه ما يزال اهل العلم يقررون ما يستوجب الكفر من المعتقد والقول والفعل بما دلت عليه نصوص الشريعة وبينته تحذيرا للمسلم من الاقتراب من تلك المكفرات ففرق بين تلك الافعال والاقوال والمعتقدات التي تودي بصاحبها الى الكفر او الفسق او البدعة عياذا بالله وبين من يقع في شيء من تلك المعتقدات والاقوال والافعال. فلا يلزم من ذلك الحكم على الاعيان بحكمنا على افعال الا اذا تحققت الشروط وانتفت الموانع وتقدم بيان ذلك مرارا وكلام اهل العلم في ذلك واضح وعلى كل حال فانما يقال هذا الكلام. تأكيدا لاصل عظيم وبيانا لموقف اهل السنة الجليل في انهم ليسوا مكفرين لامة الاسلام. بل نصوص الشريعة التي بينت الكفر. وحذرت منه هي التي بينت اصول ذلك الباب اهل السنة اورعوا واتقى لله عز وجل من ان يكفروا اعيان المسلمين وافرادهم واحادهم باخراجهم من دين فليس لذلك حق لاحد ولا حظ فيه او مصلحة. بعدما تقرر كلام المصنف رحمه الله اورد طرفا في اخر هذا الفصل من كلام الطوائف المنتسبة الى الاسلام ممن خالف اهل السنة في جملة من الابواب في المعتقد هذا احدها في القول بتكفير المتأولين من اهل القبلة او المنتسبين الى الاسلام. نعم. بسم الله الرحمن الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد اشرف خلق الله اجمعين وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين قال المصنف رحمه الله وقال ابو الهذيل ان كل متأول كان تأويله تشبيها لله بخلقه له في فعله وتكذيبا لخبره فهو كافر. هذه المذاهب المعروفة لاهل السنة. قال رحمه الله هذه المذاهب المعروفة لاهل السنة ولغيرهم من الفرق فيها مقالات كثيرة مضطربة سخيفة. اقربها قول جهم اقربها قول جهم ومحمد ابن شبيب ان الكفر بالله الجهل به لا يكفر احد بغير ذلك. وقال ابو الهذيل ان كل متأول كان تأويله تشبيها لله بخلقه وتجويرا له في فعله وتكذيبا لخبره فهو كافر وكل من اثبت شيئا قديما لا يقال له الله فهو كافر. وقال بعض المتكلمين ان كان ممن كان ممن عرف الاصل وبنى عليه وكان وكان فيما هو من اوصاف الله فهو كافر. وان لم يكن من هذا الباب ففاسق الا ان يكون ممن لم يعرف الاصل فهو مخطئ غير كافر. هذه نبذة من خلاف بعض الطوائف وممن سمى المصنف رحمه الله مثل جهم بن صفوان ومحمد بن شبيب وابي الهذيل العلاف وغيرهم من الجهمية او المعتزلة الحق كما قرر اهل العلم ان ما صار اليه اهل السنة في باب الحكم بتكفير المخالف لاصول اولي العقائد المناقضة لما قررته نصوص الكتاب والسنة. الخارج تماما عن مقتضى توحيد الله سبحانه انه وكل ما يتصل بذات الله من الاحكام والاسماء والاوصاف. مخالفا بذلك صريح الكتاب والسنة فهو خارج عما قررته تلك العقائد التي بنيت على نصوص الشريعة. اما التكفير فقد مضى ويقابل ذلك عند اهل السنة الفتان من الطوائف المنتسبة الى الاسلام على طرفي نقيض من المعتقد الوسط الذي يقول به اهل السنة. فطرف يغلق باب التكفير جملة ولا يرى احدا من البشر يمكن ان يكون كافرا الا ان ينكر وجود الله. قال محمد قال جهم ومحمد بن شبيب ان الكفر بالله الجهل به. قال لا يكفر احد بغير ذلك. وهذا ضرب قل لجملة من نصوص الشريعة بعرض الحائط فيما دل على كفر جملة من الافعال والمعتقدات. فاين العقائد الباطنة واين الاعتقادات المنحرفة؟ واين الاديان التي رفعت وختمت ونسخت بدين الاسلام؟ يقول لا كفر الا الجهل بالله واما ما يتعلق بمعتقد سائر الطوائف البشرية على وجه الارض من بوذية ومجوسية وهندوسية ويهودية ونصرانية وغيرها كثير فانه لا يتعلق الكفر بشيء منها الا ان يكون صاحبها جاهلا الله هذا الغلو في اغلاق باب التكفير يقابله غلو في طرف اخر وهو التسرع في التكفير والتعجيل به والتوسع في دائرته. فيكفر المسلم بذنب يرتكبه. وكبيرة يقع فيها. وهذا معتقد والخوارج فانهم يرون تكفير المسلم اذا وقع في شيء من الكبائر. فالمرتكب للكبيرة عندهم كافر خارج من ملة في الاسلام بسرقة او بزنا او اكل ربا او قتل للنفس وسائر الكبائر. ولحق بهم المعتزلة في مآل القوم فانهم يرون ان مرتكب الكبيرة خارج عن الاسلام. ليس كافرا في الدنيا لكنه في منزلة بين المنزلتين فاذا مات على ذلك من غير توبة كان مصيره في الاخرة النار مع الكفرة. فالتحق قولهم بقول للخوارج في المآل وحكم المسلم المرتكب للكبيرة في الاخرة. هذه الاقوال التي تقع على طرفين في توسع في التكفير او اغلاق اللبابه نبه عليه اهل العلم فيما يتعلق ببيان قول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في تحديد اصول لهذه القاعدة الكبرى من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم ما لنا وعليه ما علينا. فالاسلام الايمان حق للمسلم اذا اذا التحق بدين الاسلام وقد شهد الشهادتين وادى الفرائض واعترف بالواجبات. والمراد باهل قبلتنا يعني من يدعي الاسلام ويستقبل القبلة في الصلاة. فهذا الباب في التكفير وعدم التكفير باب عظيم عظمت فيه الفتنة بين الطوائف المنتسبة الى الاسلام وكثر فيه الافتراق وتشتت فيه الاهواء والاراء. فمن الناس في جنس التكفير في اهل المقالات والعقائد الفاسدة المخالفة للحق الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم كما قلنا سابقا يتعلقون بطرفين ووسط من جنس الاختلاف في تكفير لاهل الكبائر. فطائفة تقول لا نكفر من اهل القبلة احدا. وينفى التكفير نفيا عاما. مع العلم بانه يدخل في اهل القبلة التي وفي عموم اهل الاسلام في الظاهر يدخل فيهم اهل النفاق. فان ظاهرهم الاسلام ويحكم لهم في الظاهر باحكام والشرع قد قرر انهم كفار حقيقة. بل هم في الدرك الاسفل من النار كما صرح القرآن. فليسوا من الاسلام في شيء ومن اغلق باب التكفير امتنع عليه تكفير المنافقين الذين كفرهم القرآن بل فيهم كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اي في المنافقين من هو اكثر من اليهود والنصارى بالكتاب والسنة والاجماع وفيهم من قد يظهر بعض حيث يمكنهم وهم يتظاهرون بالشهادتين. ولا خلاف ايضا بين اهل الاسلام. ان رجلا لو اظهر الانكار الواجبات الظاهرة انكر الصلوات الخمس وصيام رمضان وانكر وجوب حج بيت الله الحرام. من انكر اركان الاسلام ولو قال اني مسلم الف مرة ولو نطق بالشهادتين حتى الصباح لم يثبت له اسلامه مع انكاره اصول دين واركانه العظام فهذا من المكفرات التي يخرج بها من يدعي الاسلام من الاسلام. فهذا الصنف من البشر هو ممن يحكم بكفره قطعا ويقينا. او بالعكس لو انكر المحرمات الظاهرة المتواترة. فانه يستتاب فان تاب والا قتل كافرا مرتدا. والنفاق والردة مظنتهما البدعة والفجور. كما ذكر ذلك بعظ اهل العلم الخلال في كتاب السنة بسنده الى محمد ابن سيرين. لما قال رحمه الله ان اسرع الناس ردة اهل هو وكان يرى ان الاية نزلت فيهم واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ولهذا فان اهل العلم لا يطلقون القول بان اهل السنة احدا بذنب بل يقولون لا نكفر بكل ذنب كما تقول الخوارج. والا فبعض الاعمال موجب للتكفير لا محالة. ولذلك ايضا قال شيخ الاسلام رحمه الله والعلماء قد تنازعوا في تكفير اهل البدع والاهواء وتخليدهم في النار ما من الائمة الا من حكي عنه في ذلك قولان كمالك والشافعي واحمد وغيرهم رحمهم الله تعالى. فهذه الاقوال الواردة الان في كلام المصنف رحمه الله هي طرف من ذلك الذي صار اليه الطوائف المخالفة لاهل السنة يقول جهم بن صفوان رأس الجهمية الطائفة التي لم يختلف اهل السنة في تكفيرهم. الذين ينكرون ما ثبت لا ويجحدون صفات الله واول من تأول على الله وافترى عليه فيما اخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه فكذبوا والسنة الصحيحة الصريحة وابتدعوا اول بدعة فيما يتعلق بالعبث في الذات الالهية عياذا بالله. وفيما اوجب الله لنفسه واخبر عن ذاته العلية من الاسماء والصفات. يقول جهم ان الكفر بالله الجهل به. لا يكفر احد بغير وهذا قول غلاة المرجئة فانهم يثبتون اصل الايمان وهو الاعتراف بالقلب. فمن اعترف بقلبه بوجود الله فهو مسلم. ثبت له الايمان. ولا فرق بين مؤمن ومؤمن. وينكرون التفاوت في اصل الايمان ودرجاته ويجعلون اقل اهل الايمان درجة بمثابة اعلاهم فيها درجة. وان ايمان ابي بكر الصديق رضي الله عنه في اصله اي مؤمن في في امة الاسلام الى يوم القيامة. بل من وسع الدائرة غلوا فاثبت الايمان بمجرد الاقرار القلبي وان لم ينطق بالشهادتين جعلوا فرعون مسلما مؤمنا لانه امن بوجود الله. بل جعلوا ابليس مقرا بالايمان وان ايمان ابليس وفرعون وجبريل وميكال ومحمد صلى الله عليه وسلم سواء هذا من القول في شدة بطلانه ووضوح تهافته مما يقرره اولئك الغلاة الذين ابتدعوا في الاسلام اشار المصنف رحمه الله الى ذلك اشارة فقال ولغيرهم يعني لغير اهل السنة من الفرق مقالات كثيرة مضطربة سخيفة قال اقربها قول جهم. يعني هناك اقوالا ابعد من هذا سخفا. وابعد منها اضطرابا واعتلالا وبعدا عن الحق صواب. ايضا نقل قول ابي الهذيل العلام رأس المعتزلة قال ان كل متأول كان تأويله تشبيها لله القه وتجويزا له في فعله وتكذيبا لخبره فهو كافر. قال وكل من اثبت شيئا قديما لا يقال له فهو كافر. نعم. احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله. وقال بعض المتكلمين ان كان من ممن عرف الاصل وبنى عليه وكان فيما هو من اوصاف الله فهو كافر. وان لم يكن من هذا الباب ففاسق الا ان يكون ممن لم يعرف الاصل فهو مخطئ غير كافر. وذهب عبيد الله بن الحسن العنبري الى تصويب اقوال المجتهدين في اصول الدين فيما كان عرضة للتأويل. وفارق في ذلك فرق الامة. اذ اجمعوا اذ اجمعوا سواه على ان الحق في اصول دين واحد والمخطئ فيه اثم عاص فاسق. وانما الخلاف في تكفيره. وقد حكى القاضي ابو بكر الباقلاني مثل قول عبيد الله عن داوود الاصبهاني قال وحكى قوم عنهما انهما قالا ذلك في كل من علم الله سبحانه من حاله استفراغ الوسع في كل من علم الله سبحانه من حاله استفراغ الوسع في طلب الحق من اهل ملتنا او من غيرهم. وقال نحو هذا وقال نحو هذا القول الجاحظ وثمامة في ان كثيرا من العامة والنساء والبل ومقلدة النصارى واليهود وغيرهم لا حجة لله عليهم اذ لم اذ لم تكن لهم طباع يمكن معها الاستدلال. وقد نحى الغزالي قريبا من هذا المنحى في كتاب التفرقة وقائل هذا كله كافر بالاجماع على كفر من لم يكفر احدا من النصارى واليهود. وكل من فارق دين المسلمين او وقف في تكفيرهم او شك قال القاضي ابو بكر لان التوقيف والاجماع على كفرهم فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف او شك فيه والتكذيب او الشك فيه لا يقع الا من كافر. ختم المصنف رحمه الله الفصل بمسألة مقررة في كتب الاصول اصول الفقه والعقائد على حد سواء وهي مسألة تصويب المجتهدين والمراد بها عند اهل العلم القول بان كل مجتهد مصيب كل مجتهد مصيب. والمقصود هنا في موضع كلام المصنف رحمه الله مسائل العقائد. او ما يسمى باصول الدين. فهل كل من في العقائد باجتهاد واداه اجتهاده الى قول يكون مصيبا؟ الذي يقرره عامة اهل العلم علم ان الصواب في العقائد واحد. ما هو؟ وجود الله سبحانه وافراده بالعبادة واستحقاقه لها دون هذا الحق واحد لا يتعدد. وما عداه من العقائد فباطل وضلال وانحراف وكفر. فمن اعتقد الوهية غير الله فهو كافر. كعبدة الاوثان والاصنام. ومن اعتقد شريكا مع الله في التدبير والتصريف فهو كافر. ومن صرف شيئا من العبادة لغير الله فقد اشرك. ومن انكر وجود الله فهو ملحد وهكذا فمهما تعددت العقائد التي يعتقدها كثير من البشر اليوم وقبل اليوم من ما خالف هذا الحق وهو وجود الله وافراده ربوبية والوهية واسماء وصفات فهو كافر. لان هذا هو اصل العقيدة التي لا يتم التوحيد الا بها. ولا يكون اسلام الا على وفقها فما خالف ذلك فقد خالف الاسلام. فاذا قلت ان كل مجتهد مصيب كان معناه ان اليهودي اذا اداه اجتهاده الى معتقده اليهودي فهو مصيب في اجتهاد وان النصراني الذي يقول بالتثليث عياذا بالله اذا اداه اجتهاده الى ان الالهة ثلاثة فهو ومن اداه من النصارى من اداه اجتهاده الى ان يقول ان عيسى ابن الله تعالى الله. فهو مصيب ومن اداه اجتهاده الى انكار وجود الله جملة وتفصيلا فهو مصيب. السؤال هل يقول بهذا القول في احد من العقلاء فضلا عن ان يكون من العلماء؟ الجواب لا البتة. لم؟ لان هذا قول لا تقبله العقول لانك لو قلت ان كل مجتهد مصيب بمعنى مصيب في اعتقاده الذي اداه اليه اجتهاده كان هذا مفضيا الى القول بتعدد الحقائق المتناقضة. فتقول المسلم الموحد عقيدته وجود الله وافراده بالعبادة والنصراني يقول الالهة ثلاثة. والملحد يقول لا اله والكون مادة. فاذا قلت كل مصيب اذا تقول الصواب انه لا يوجد اله. والصواب ان الالهة ثلاثة. والصواب ان الاله واحد. الاجتماع بين النقائض متعذر. فهذا القول يفضي الى ما يستحيل وقوعه وهو اجتماع النقائض. فاذا لا يقول بهذا القول احد انما قولهم ان كل مجتهد مصيب في امور العقائد معناه انه غير اثم اذا افرغ وسعه وبذل اجتهاده في تحري الحق والوصول اليه. وهذا المنقول عمن سمى المصنف رحمه الله عبيد الله بن الحسن العنبري هو ممن ذكر في كتب اهل العلم محدث اه ثقة امام من ائمتهم وذكر عنه رجوعه عن القول في هذه المسألة ونسب ايضا الى الجاحظ ابي عثمان عمرو بن بحر البصري المعتزل المشهور الاديب الذي كان ايضا موصوفا بشيء من الانحراف في المعتقد وشيء مما ينسب اليه في ديانته. وكذلك نسب الى ثمامة ابن اشرس احد رؤوس المعتزلة. القول بان كل مجتهد مصيب بمعنى نفي الاثم عنه. ورفع الحرج. وهم يستندون في ذلك الى ما اشار اليه مصنف رحمه الله بقوله انهم بذلوا ما في وسعهم ولم يكن منهم شيء يبذل فوق ذلك. فاذا ادى العبد طاقته وجهده في تحري الحق واصابته فلم يبلغه باجتهاده فانه قد ادى ما عليه. قال رحمه الله الله حكى قوم عنهما انهما قالا ذلك في كل من علم الله سبحانه من حاله استفراغ الوسع في طلب الحق من اهل ملتنا او من غيرهم. مسلما او غير مسلم فانه يرتفع الاثم عنه. هذا الذي استبعده المصنف رحمه الله وحكاه قولا مناقضا للاجماع هو الصواب الذي قرره بعض المحققين كشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله انه عندما يتحدث عن مسألة الخطأ والصواب في الاجتهاد لا فرق بين اصول الدين وفروعه بين العقيدة والفقه وان الباب واحد وان المعتزلة اول من فرق بين اصول الدين وفروعه على تفريق لا يستقيم لهم على قاعدة مطردة ومع ذلك فان هذا التفريق يعوزه الدليل. والذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وكلام ائمة السلف انه لا اثم على من بذل الوسع وتحرى الحق اذا كان مجتهدا الاجتهاد الحق واما في العقيدة وتوحيد الله سبحانه فانه لا يجتهد عبد باحثا فيها عن الحق الا هدي اليه. ليس لان المسألة عويصة وتحتاج الى تأمل وفناء اعمار. بل لانها الفطرة التي خلق الله عليها البشر. فلو نشأ العبد عاميا اميا جاهلا. لا يقرأ ولا يكتب. ولا حضر بين يدي استاذ ولا درس في كتاب ولا تعلم ولا خط حرفا في كتاب فانه لو اجتهد حقا وتحرى باحثا سواء نشأ في صحراء او بادية او في ادغال وعلى رؤوس جبال او نشأ بين امة كافرة وعقائد منحرفة باطلة لكنه قام عنده داعي الفطرة السوية باحثا عن حقي سيهدى اليه لا محالة. لان لهذا الحق وهو الاصل العظيم توحيد الله. افرادا بالوجود افرادا بالربوبية بالالوهية. هذا الذي اقامت عليه الشريعة الادلة بوجوه لا تنحصر. اولها الفطرة. ودلالة السوي عليها فضلا عن دلائل الكون والخلق. فضلا عن دلائل ايات الخالق في النفس. وفي الافاق فضلا عما يهتدي اليه بالتعلم والتأمل والنظر والتأمل والتدبر في ملكوت الله كل ذلك من الشواهد المبثوثة في النفس والافاق والكون وغرست في الفطرة لا تحتاج الى استاذ ولا كتاب ولا معلم ولا دراسة. فمن اجتهد في تحريها اصيب اصاب الحق وهدي اليه. واما من لم يفعل ذلك. وقال انا وجدنا اباءنا على امة واقتصر في تلقي العقيدة ما يناقض الفطرة وينازعها فظل ينازع فطرته باقيا على عقيدة تلقفها او ورثها من الاباء والاجداد محرفة منحرفة في غاية البعد عن الحق والصواب فهذا لا يعذر. وليس معذورا في ان ينازع في ويطأ على كل شواهد الادلة القائمة في النفس والكون ثم يكابر ويضع كل ذلك تحت قدميه مصرا على المضي في الضلال فتلك قلوب اعماها الله عن الحق لانها ما ارادت الا ذلك. والله قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم. والله عز وجل انما يهدي من طلب الهدى. ومن تحرى الحق هدي اليه. والمقصود ايها المباركون ان المنقول في كلام المصنف مما استبعده رحمه الله هو الذي يقرره كثير من اهل العلم. بل جماهير المتأخرين على هذا التقرير هو عدم موافقتي على تصويب المجتهدين في الاصول والعقائد بعد رفع الاثم والذي عليه الحق وقررته الادلة ان الاثم مرتفع وقد ظهر لك معنى ذلك الارتفاع وانه لا يعني اذا رفع الاثم عن من لم يصب الحق في اصول الدين والعقيدة فليس معنى رفع الاثم عنه اقراره على ما انتهى اليه اجتهاده من الباطل. والمعتقد الخاطئ شيء ورفع الاثم عنه شيء. اما الباطل الذي هو عليه فلا فرق بينه بين الاجتهاد في فروع الشريعة والمسائل الفقهية. فان نقول ان الحق فيه واحد والمصيبة واحد. والمخطئ فيه مأجور معذور في الفقه. وليس معنى اصابة المجتهد الاجتهاد والبحث عن الدليل اقراره على ما انتهى اليه اجتهاده. بل اما ترى العلماء يقول احدهم بالقول ويستدل له فيرجحه ويرى قوله صوابا يحتمل الخطأ. ويحكم على قول غيره بانه خطأ يحتمل الصواب. لان المسائل ظنية والادلة غير صريحة ولا قطعية. فلذلك صار هذا الاجتهاد مظنة للاختلاف السائغ. الذي لا يصادر الاجتهاد ولا يمنع الاقوال ويعطي فسحة للنظر والاجتهاد والتأمل. قال رحمه الله تعالى بعدما نسب تلك الاقوال الى قائليها وقد نحى الغزالي قريبا من هذا المنحى في كتاب التفرقة وهو كتاب له في المعتقد. وقد قرر شيخ حافظ الشيخ الاسلامي الحافظ ابن حجر ان الغزالي على ما عليه الجمهور كافة في غير ما نسبه اليه المصنف هنا. قال رحمه الله وقائل هذا كله كافر بالاجماع على كفر بالاجماع على كفر من لم يكفر احدا من النصارى واليهود. وكل من فارق دين المسلمين او وقف في تكفيرهم او شك يريد ان يقول الاجماع منعقد على ان اليهود والنصارى كفار. بدليل القرآن والسنة في مثل قوله سبحانه وتعالى ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين. فجعل الكفر صنفين صنف في اهل الكتاب اليهود والنصارى وصنف في مشرك العرب الوثنيين وجمعهم وصف الكفر. قال لم يكن الذين كفروا من اهل كتابي والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة. قال فالكفر كفر اليهود والنصارى ثابت بالكتاب والسنة والاجماع فمن لم يكفر اليهود والنصارى فقد خالف الكتاب والسنة والاجماع ومخالف القرآن كافر ومخالف الاجماع القطعي الصريح ايضا كافر. فلذلك قال ان من يصوب اليهود والنصارى في عقائدهم. او يقر بهم كمن يقول كمن يقول ان الدين عند الله الاسلام يعني عند المسلمين. لكن لا بأس ان يكون يهودي في دينه يراه حقا فليعتقد بما يراه حقا. والنصراني والهندوسي والمجوسي والبوذي سائر الملل والطوائف والاديان. اقرارهم على اديانهم بمعنى القول بانها حق عندهم اقرارهم على ذلك هذا هذا خطأ. لان النصوص الصريحة ان من لم يقر لله عز وجل بالتوحيد فهو كافر هذه الملل والطوائف والاديان لا تقر بهذا الاصل لله. تنازع الله عز وجل في حقه العظيم على العباد. اتدرون ما والعباد على الله ما حق الله على العباد؟ قال حقه ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وتلك الملل والاديان والعقائد لا تعبد الله ولا تعرفه ولا توحده. فاولئك ما ادوا حق الله. فمن لم يكفر اولئك الطوائف البشرية التي دل الكتاب والسنة على كفرها فقد خالف الكتاب والسنة. قال القاضي ابو بكر لان التوقيف والاجماع على كفرهم وقف التوقيف يعني النص من الكتاب والسنة. يعني يريد ان يقول ان الدليل النصي ودليل الاجماع قائم على كفرهم. فمن وقف في ذلك فقد كذب النص والتوقيف او شك فيه. ومن كذب النص كفر. ومن شك فيما اخبر الله تعالى به ايضا لم يبقى له اسلام لان معنى الاسلام الاستسلام لله. والانقياد له تقبل ما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. تم هنا كلام المصنف رحمه الله في الفصل الذي ابتدأناه منذ واكثر من مجلس فيما سبق وهو ذكر خلاف اهل العلم من السلف فمن بعدهم فيما قال فيه المصنف تحقيق القول في اكفار المتأولين يعني في تكفير المتأولين من المسلمين ومعنى المتأولين كما تقدم ان من قال بقول لا احملوا في صريح القول كفرا لكنه في لازمه او مآله يؤول الى ما يستلزم الكفر وصاحبه لا يقول بذلك الا على سبيل الاجتهاد والتأويل الذي لو وقف عليه لا يقر به. لما انتهى الفصل هذا فصل شرع فيه المصنف رحمه الله في سرد وحصر ما يعد كفرا من العقائد الباطلة المنحرفة ربما كانت تتمة مجلس الليلة ومجلس الجمعة القادمة ليلة الجمعة القادمة ان شاء الله. فيه مما يؤذي سمع المسلم ويضيق به صدره لان فيه من المقالات الكفرية التي فيها اساءة للذات الالهية او تعد على مقام الربوبية اراد به المصنف رحمه الله بيان ان تلك العقائد الكافرة انما حكم بكفرها بناء على ما تحمله من وضلال وغل لا يقبل به المسلم في ادنى درجات الاسلام. ومن ثم كان الحكم بكفر تلك المقالات كفرا بناء على ما تحمله من مناقضة صريحة لما جاءت به نصوص الكتاب والسنة وانعقد عليه اجماع اهل الاسلام نعم احسن الله اليكم واثابكم فصل في بيان ما هو من المقالات كفر وما يتوقف او يختلف فيه وما ليس بكفر. اذا بعض المقولات بعض العقائد كفر لا خلاف فيه. وبعضها ليس بكفر اتفاقا ويقع بينهما ما اختلف فيه العلماء او توقفوا في الحكم بتكفير قائله. والسبب تجاذب النظر فيه وتردد تلك المقالات بين ان تلحق بما يعد كفرا او لا تكون كذلك. وسيأتي بيان ما تفصيلا في هذا الفصل؟ قال المصنف رحمه الله اعلم ان تحقيق هذا الفصل وكشف اللبس فيه وكشفا لرسم وكشف اللبس فيه مورده الشرع ولا مجال للعقل فيه. والفصل البين في هذا ان كل مقالة صرحت بنفي الربوبية او الوحدانية او عبادة احد غير الله او مع الله فهي كفر. كل مقالة صرحت بنفي الربوبية او الوحدانية. نفي الربوبية يعني ان ينفى والعياذ بالله. نسبة الخلق والتدبير الى الله ما الربوبية؟ هو توحيد الله بافعاله. ان الله خلق الخلق ودبر الكون وسوق الارزاق. وانه في الخلق كيف شاء فمن نفى ذلك؟ نفى الربوبية عن الله تعالى الله. فمن نفاها عن الله؟ اما ان ينسبها الى غيره الا او ان يقول باشنع قول عرفته البشرية وهو نفي الخلق جملة وتفصيلا. فيقولون ان الطبيعة نفسها والكون اوجد نفسه بنفسه في مقالة لا تقبلها عقول الاطفال والسذج فظلا عن عقلاء البشر. قال رحمه الله كل مقالة صرحت بنفي الربوبية او الوحدانية. يعني يقر بربوبية الله ان طه رب هذا الكون خلقا ورزقا وتدبيرا واحياء واماتة وتصريفا. لكنه يجعل مع الله في ذلك شريكا. فيظن ويعتقد ان هناك غير الله ممن يدبر الكون. اعتقادا باطلا كمن يعتقد في بعض المخلوقات كالملائكة او الانبياء او الاولياء او الجن انهم يملكون للكون تدبيرا بوجه ما وانهم يملكون جلب نفع او دفع ظر او احياء ميت او شفاء مريظ او يعتقد ان الرزق بيد احد الاولياء والمقبورين هنا او هناك. هذا ايضا مما ينافي التوحيد. وقد اثبت الربوبية وهو الذي كانت تفعله العرب الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم. وهكذا فهم يقرون بربوبية الله انكروا البعث وبعض امور الربوبية لكنهم كانوا يصرفون العبادة لغير الله او يثبتون مع الله غيره في تدبير الكون فقال كل مقالة صرحت بنفي الربوبية او الوحدانية. يعني لا فرق بين من ينكر ربوبية الله او من ويثبت مع الله شريكا فيها. او اثبت الربوبية ووحد الله فيها. لكنه اذا جاء للعبادة صرف شيئا منها لغير الله فهذا ليس خطأه في ربوبيته لله في ربوبية الله ولا في الوحدانية بل هو في الالوهية في صرف العبادة لغير الله سبحانه. فاذا قلت له امرك بيد من؟ قال الله. فاذا قلت له من الذي يملك الرزق قال الله واذا قلت له من تعبد قال الله لكنه اذا التمس شيئا من العبادات ذبح ذبح لغير الله. نذر نذر لغير الله القى بدراهم يتصدق بها ليست لله. هذا ايضا مشكلته في صرف العبادة. قال المصنف رحمه الله جامعا بين تلك الاصناف كل مقالة صرحت بنفي الربوبية. او الوحدانية او عبادة احد غير الله او مع الله فهي كفر وسيسوق الامثلة لبعض مسميات الطوائف التي وقعت في مثل ذلك نسأل الله السلامة احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله اعلم ان تحقيق هذا الفصل وكشف اللبس في مورده الشرع ولا مجال للعقل فيه. والفصل البين في هذا ان كل مقالة صرحت بنفي الربوبية او الوحدانية او عبادة احد غير الله او مع الله فهي كفر. كما قالت الدهرية وسائر فرق اصحاب الاثنين من من الدين من الديصانة من الديصانية والمانوية واشباههم من الصابئين والنصارى والمجوس والذين اشركوا بعبادة الاوثان او الملائكة او الشياطين او الشمس او القمر. او النجوم او النار او احد غير الله من مشركي العرب واهل الهند والصين والسودان وغيرهم ممن لا يرجع الى كتاب. هذه امثلة ساقها المصنف رحمه الله سردا وتباعا لانه ليس من المقصود في كلامه رحمه الله ولا من المقصود في مجلسنا الاستطراد في بيان عقائد هذه الطوائف ولا بيان ما اشتملت عليه من التناقضات والضلالات والانحرافات. انما هو الاشارة اليها اشارة. قال كما قال الدهرية والدهرية في اصطلاح سلفنا هم الملاحدة في اقرب مصطلح معاصر نستعمله اليوم كل من يقول بنفي وجود الخالق سبحانه وتعالى. وينسبون الخلق الى الدهر لا يؤمنون يومي باليوم الاخر ولا بوجود الله ولا بخلقه للكون. وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم انهم الا يظنون. الدهرية ينفون وجود الله سبحانه وتعالى. ويقولون ان الطبيعة خلقت نفسها والمعاصرون منهم ارباب العلم. والنظريات يتكلفون النظريات البائسة التي لا اصغر عاقل لتفسير وجود الكون. فتأتيك نظريات العلماء والباحثين لتفسير وجود بداية الكون وشرارة الانطلاق في الخلق. فمن قائل ان جرما سماويا كبيرا كان ناريا فتجمد ثم نشأ عنه الكواكب او ارتطم جرم بجرم فتناثرت كواكب المجموعة الشمسية والقائل ان اصل الخلق خلية تطورت عبر ملايين السنين فاتخذت اشكالا فصار بعضها على شكل حيوانات وبعضها على شكل انسان من قائل ان الاصل الخلقي مخلوق واحد تطور في اشكال متعددة كمن يقول ان اصل خلقة الانسان قرد عبر الزمان والتاريخ وتغيرت كثير من صفاته وخصائصه. وما زالت تلك المقولات التي يتبناها العلم الحديث ويقرها اسبابا تفسيرية لنشأة الكون ووجود الخلق. معرضين تماما او جاهلين عما بينه القرآن في كلمتين. فيما بين فيه وجود الخلق وان الله عز وجل اول ما خلق القلم. فقال له اكتب فكتب ما هو كائن الى يوم القيامة بامر الله. ثم خلق الله عز وجل الخلق تباعا. واما خلق الانسان تحديدا فقد اخبرنا القرآن فيه بكل وضوح وصراحة. اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من طين. فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. الى اخر ما حكى القرآن في غير ما موضعه. فالقرآن يخبرنا كيف كانت بداية خلق وان ابا البشر ادم عليه السلام خلق من تراب من طين ونفخ فيه من رح رب العالمين سبحانه وتعالى فكانت خلقة الانسان بعيدا عن تلك الفلسفات والهرطقات والبعد التام عن من يفقد اصل العلم وهو الوحي الذي اخبرنا بما قبل الكون وما بعده وكيف بدأ الخلق وكيف ينتهي؟ بداية العالم ونهايته موصوفة في عقيدة اهل الاسلام بما حكاه القرآن. وبينته نصوص الوحي بما اخبر الله عز وجل الخالق لهذا الكون جل في علاه اما الدهريون القدماء والمعاصرون فلا يزالون في ظلالهم يعمهون. ويظنون انها محاولات العين المعاصر القائم على البحث والتجربة والاثبات بالدلائل والبراهين. ولا يزالون في حيرة عظمى يستنبطون عظمة وعظمة الخلق وقوانينه المعجزة ولا يهتدون الى الخالق المدبر المعجز سبحانه وتعالى. لكنها سنة الله في كل من لم يهتدي الى هذا الاصل بالعلم وهو معرفة الخالق سبحانه وتعالى. فمهما استجمع من ادوات العلم وبحث وفتش ونظر وقلب وصعد الى السماء ونزل وبحث في عمق الارض وسبر اغوارها يظن انه يمسك باسباب العلم وينقاد والى الحقائق ثم هو امام مجهولات لانه ما عرف الاجابة الاولى في نسبة كل ذلك الى الخالق سبحانه وتعالى هذه الاشارة الى مقالة الدهرية. قال وسائري فرق اصحاب الاثنين من الديصانية والمانوية باهيهم من الصابرين. اما الصابئون فقد ذكرهم القرآن في اية البقرة واية الحج والمائدة. ان الذين امنوا والذي هادوا والنصارى والصابعين الصامئون هم عبدة الكواكب يقال لهم الصابئة والصابئون. وقيل يعبدون شيئا من خلائق غير الكواكب لا يعبدون الله. يزعمون انهم على دين سماوي ولهم طقوس ولهم عبادات ولا تزال بعض البشرية اليوم تدين بهذا الدين الذي وصفه القرآن قبل اكثر من اربعة عشر قرنا من الزمان. اما الديصانية وسائر فرق اصحاب الاثنين يختصر بها المصنف رحمه الله اشارة الى كثير من الفلسفات الشرقية والمراد بها العقائد التي يعتقدها سكان شرق الكرة الارضية. من الهند والصين وغيرهم من الطوائف. فانهم يقومون في معتقدات تتعدد في تفاصيلها وتجتمع في اصل واحد. وهو اثبات الهين للكون. او خالقين للكون او اصلين لهذا الكون يعبر عنهما باله الخير واله الشر. او بالنور والظلمة. فيجعلون للخلق في الاصل خالقين ولكل انحاء ما يقع في هذه الدنيا يرجع الى اصلين خير وشر او نور وظلام. فاختصر الوسائل فرق اصحاب الاثنين. ويرون ان كل شيء في هذا الكون فهو مخلوق حادث متجدد. وان الاصل شيئان قديمان ازليان فقط النور والظلام. وكل خير فهو مرجعه الى النور وكل شر وفساد فمرجعه الى الظلام وبالتالي فيجعلون اله الخير او النور هو الاله المعبود واله الشر هو المنبوذ. عياذا بالله. قال من الديصانية هذه بعض الفرق والطوائف المنحرفة من اصحاب الفرقة الاثنينية الديصانية نسبة الى رجل مجوسي يقال له دي صان يقول ان للكون خالقين النور والظلم والمانوي نسبة ايضا الى احد الصابئة وعباد الالهين يقال له ماني يقول ان مبدأ العالم ايضا اثنان نور وظلام وكل منهما منفصل عن الاخر في مخلوقاته وتدبيره في شيء ما زالت بعض البشرية تعتقده دينا وتحمله في صدورها عقيدة. قال واشباههم من الصابرين والنصارى والمجوس والمراد بالمجوس كما تعلمون عبدة النار. والذين اشركوا بعبادة الاوثان او الملائكة او الشياطين والشمس والقمر والنجوم والنار الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد اشهد ان محمدا رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم. اشهد ان لا اله الا الله حي على الصلاة حي على لا اله الا الله على ابراهيم وعلى ال ابراهيم قال المصنف رحمه الله تعالى في تتمة كلامه واشباههم من الصابرين والنصارى والمجوس والذين اشركوا بعبادة الاوثان او الملائكة او الشياطين او الشمس او القمر او النجوم او النار او احد غير الله. فلا فرق اذا فارق العبد عبادة ربه الخالق سبحانه. فلا فرق بين ان يعبد كوكبا شمسا وقمرا او مخلوقا عظيما ملكا او غيره وبين ان يخلق بين ان يعبد مخلوقا حقيرا كفأر وحشرة. فاذا ظلت العقول عن الخالق رتعت في اوحال زبالات الافكار. واهتدت الى تلك الضلالات التي ارتضتها لنفسها نسأل الله السلامة. قال كل اولئك اولئك من عبد غير الله من مشرك العرب واهل الهند والصين والسودان وغيرهم ممن لا يرجعوا الى كتاب. اراد ان قل ان البشرية اذا ضلت عن الحق فلا فرق فيها بين العرب والهند والصين والسودان ويقصد بالسودان عموم افريقيا فانها كانت تسمى بلاد السودان وليست المصطلح الجغرافي المعاصر لدولة السودان بهذا الاسم تحديدا بل يراد الافارقة عموما فانهم ينسبون الى بلاد السودان. فيقول لا فرق اذا ظلت البشرية فعبدت غير الله من وثن او او ملك او شيطان او شمس او قمر او نجم ونار وشيء سوى الله فلا فرق بين مشرك العرب واهل الهند والصين وده وغيرهم ممن لا يرجعوا الى كتاب. يريد بها العقائد البشرية المنحرفة التي لا تستند الى دليل ولا الى دين سماوي او كتاب الهي كاليهود والنصارى. وسيستمر المصنف رحمه الله في ضرب الامثلة ايضا بكثير من تلك الطوائف التي سنأتي عليها في قوله وكذلك القرامطة واصحاب الحلول والتناسخ من الباطنية والطيارة من الروافض والجناحية والبيانية والغرابية. اسماء لطوائف متعددة تتعدد في اسمائها وتجتمع في ضلالها وانحرافها فيها نسأل الله العافية والسلامة. تم مجلسنا الليلة ايها المباركون وسيبقى بقية باقية للفصل نأتي عليها في ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. اما بقية ليلتكم فهي ليلة جمعة. ونهاركم غدا نهار الجمعة. ويعلم كل مسلم ما للجمعة من خير وبركة تلتمس بذكر الله سبحانه ودعائه وطرق بابه وتلتمس بما يحب الله سبحانه ومما احب جل جلاله الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. وحثثنا بذلك وكان الاغراء عظيما لنا امة اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. يا رب اسعدنا برؤية وجهه فالشوق زاد مع الحياة توقدا. صلى عليك الهنا ما اشرقت شمس وما لبى المصلون الندا اللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال والاكرام. صل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه يصلون وصل اللهم وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه وكثرتها والاستزادة منها من اكثر امته له حبا صلى الله عليه وسلم واجعلنا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم من اشد امته منه قربا. واجعلنا الهي بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم من اكثر امته اتباعا لسنته واستمساكا بهديه. اللهم فاحينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا في زمرته واكتب لنا الفوز يا رب بشفاعته. نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله به اجمعين والحمد لله رب العالمين. كل شيء في الحرم المكي يدعو للشوق ومن ذلك دروس الحرم العلمية وكراسي العلماء. فماذا لو قربنا لك هذه المجالس لتعيش في رحابها وانت في بيتك. على قناة التوجيه الارشاد الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي. تستطيع ان تكون احد حضور مجالس العلم في المسجد الحرام مباشرة ولحظة احظى حيث يمكنك حضور المجلس ومتابعة الدرس واخذ العلم عن اهله. وكانك هناك. للمتابعة اشترك الان