والصنف الثاني جماعة لهم شغلة بالعلم واهلية له. وارادوا ان يكون لهم من المناصب الدينية النية التي قد صارت في يد غيرهم ما ينتفعون به في دنياهم فاعوزهم ذلك وعجزوا عنه فاظهروا الرغبة عنه وانهم تركوه اختيارا ورغبة وتنزها عنه وضربت السنتهم بصد اهل المناصب الدينية او السنهم يا شيخ؟ السنهم لكن العبارة قلقة انما مراده بذلك آآ انهم صاروا يسبون اهل المناصب الدينية. يعني كان يقول ضربت يعني انطلقت اسيا نعم وضربت السنهم بسب اهل المناصب الدينية وسلب اعراضهم والتنقص بهم. واظهروا انهم ان وما تركوا ذلك لان فيه مداخلة للملوك لان فيه مداخلة للملوك واخذ واخذ بعض واخذ بعض من بيوت الاموال وان اهل المناصب قد صاروا اعوانا للظلمة ومن الآكلين للسحت ولا حامل لهم على ذلك الا مجرد الحسد والبغي والتحسر على ان يكونوا مثلهم. فوضع من هؤلاء؟ هؤلاء طلبة علم وعندهم علم واهل ارادوا ان يصلوا الى مناصب عليها علماء يتصلون بالحكام فعجزوا عنه ولم يصلوا اليها فجعلوا يسبون العلماء الذين يتصلون بالحكام ويطلقون السنتهم السنتهم بسبهم ليس قربة الى الله ولا تنزها عما عند الحكام ولكن ايش؟ حسدا. حسدا لهؤلاء لانهم عجزوا ان يصلوا الى ما وصل اليه هؤلاء بنا فوضعوا انفسهم موضع اهل التعفف عن ذلك والتورع عنه بنيات فاسدة. ومقاصد كاسدة مع ما في ذلك من الدخول في خصلة من خصال النفاق والوقوع في معرة بلية الرياء بالغيبة المحرمة بغير سبب وبغير حق. وادخلوا انفسهم في هذه المصائب والمهالب والمعاصي والمخازي والجرائم والمآثم على علم منهم بتحريمها وكما قال القائل يدعو كل دعائه ما للفريسة لا تقع عجل بها يا ذا العلا ان الفؤاد قد انصدعت. وقد عرفنا منها هذا الجنس جماعات وانتهت احوالهم الى بنيات وعرفنا منهم من ظفر بعد استكثاره من هذه البلية اياك بمنصب من المناصب فكان اشر اهل ذلك المنصب وبلغ في التكالب على الحطام والتهامر على الجرائم الى ابلغها الى ابلغ غاية. ومنهم من جالس بعد مزيد من التعفف وكثرة التقارب لك او قريب ملك او صاحب ملك فصار بطريقهم بما لا يستحل بعضه فضلا عن كله من له وازع من دين بلا ادنى زاجر من عقل بل عرفنا منهم من صار نماما وضع من يتصل به لنقل احبار الناس اليه ففعل. ولكن لم يقتصر على نقل ما سمع. بل جاوز ذلك الى التزيد عليه بالزور والبهت حتى يجعل ذلك الذي وضعه للنقم عدوا عظيما لمن لا ذنب ولا قال بعض ما كذب ما كذب عنه فضلا عن كله. وبالجملة ما جربنا واحدة من هذا الا وكشفت الايام عن باطن مخالف عن باطن مخالف ما كان يظهره. وقول وفعل ما كان يشتغل به ايام تعطله فليأخذ المتحري لدينه حذره منهم ولا يركن عليه في شيء من الاعمال الدينية كائنا ما كان فان قلت اذا ظهر ظهورا بينا ان بعض المداخلين يعينه اي الحاكم على ظلمه بيده او لسانه او يسوغ له ذلك او يظهر من الثناء عليه ما لا يجوز اطلاقه على مثله. قلت ومن كان هكذا فهو من جنس الظلمة وليس من الجنس الذي قدمنا ذكره من المداخلين لهم. والظلم كما يكون باليد يكون باللسان والقلم وبالقلم. وقد يكون ذلك اشد. وكلامنا في ان يتصلوا بهم غير معين لهم على ما لا يحل ولا مشارك لهم بيد ولا لسان. بل رجلا مقصده بالاتصال بهم الاستدعاء بل يكون رجلا مقصده بالاتصال مقصده بالاتصال بهم الاستعانة بقوتهم على انفاذ حكم الله عز وجل. وعلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بحسب الحال. وبما تبلغ اليه الطاقة. مثلا اذا كان العالم ينكر ما يراه من من المنكرات على الرعايا ولا يقدر على ذلك الا اذا كان له يد من السلطان يستعين بها على ذلك فهذا فهذا خير كبير واجر عظيم واجر عظيم وكذلك اذا كان لا يقدر على فصل الخصومات وارشاد الناس الى الطاعات الا من السلطان فذلك مسوغ صحيح ايضا. وهكذا اذا كان لا يقدر على تخفيف بعض ما تفعله وزراء السلطان وامراؤه واهل خاصته من الظلم الا باتصاله بالسلطان فهو ايضا مسوغ صحيح وهكذا اذا كان السلطان يصغي الى الموعظة منهم في بعض الاحوال. ويخرج عن فعل المنكر او يخفف ذلك شيئا ما فهذا مسوغ صحيح واعلم ان احوال السلاطين كما قال بعض السلف لهم طاعات مسؤوليات ومهام وواجبات اتصال العلماء بالحكام ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ان يكون اتصاله بهم للامر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستعانة بهم على تنفيذ امر الله عز وجل وشريعته سواء كان قاضيا او مفتيا او امرا بالمعروف او ناهيا عن منكر والثاني من يعينهم على ظلمهم ويشي بالناس اليهم ويقول هؤلاء فعلوا وهؤلاء تركوا وربما يكون كاذبا وهذا لا شك انه مشارك لهم في الظلم بل قد يكون اظلم حيث يدلهم على ما لا حقيقة لهم والثالث ان يكون موقفه لا هذا ولا هذا يذهب الى الحكام ليتزلف اليهم ويدخل السرور عليهم والانث والتحدث لما لا حاجة اليه احيانا فهذا ربما نقول ان عدم ذهابه خير من الذهاب وقد نقول ان ذهابه خير من من عدم ذهابه لانه اذا ذهب وهو ممن اشتهر بالعلم او عرفوا الحكام انه انه من اهل العلم فصاروا يأنسون باهل العلم ولا ينفرون منه وان كان هذا لا خير فيه بالنسبة لتوجيه الحاكم او منعه من الظلم او ما اشبه ذلك واذا تركهم فقد ينفرون من اهل العلم ويقول ان اهل العلم لا يرون شيئا وها هم العامة يأتون اليه من اسواقهم ويجلسون الينا وهؤلاء لا يأتون فيحصل بذلك نفرة الاقسام اذا ايش؟ ثلاثة الاول من يعينهم على ظلمهم ويفتح لهم من ابواب الظلم والتعزير وغير ذلك ما يستحق العقاب من الله عليه والثاني من يدلهم على الخير ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وقد لا يدرك كل ما يريد وليس بلازم ان ان يدرك كل ما يريد بل قد يكون فيه التخفيف تخفيض باب الظلم او على الاقل يشكو الحاكم السلطان ان في ان في الناس من ينكر عليه ويبين له الحق والثالث القسم الثالث سلبي لا ينتفع به السلطان ولا ينفعه السلطان نعم نعم هذه الوظيفة ربما تؤثر على الدين هل يجوز له ان كيف تراضيه؟ ربما يكون آآ واعظا لعامة من الناس يرى شركيات ويرى ولا يستطيع ان ينكر هذه العقائد لان الرأي العام مستمر طيب واذا واذا لم يتوظف يستطيع ان يعزم ناس في حاله. لا بأس اذا كان اذ لو توظف لم يقبل الناس منه وان وان لم يتوظف قبلوا فهنا يرجح المصلحة هو سؤال واحد لا ما جا لكن هم ما سألنا حتى اي نعم هم يستغفرونني انسى نعم واعلم ان احوال السلاطين كما قال بعض السلف لهم طاعات مسؤوليات ومهام رباس كبيرة ومعاصي كبيرة وصدق هذا القائل فان من طاعاتهم مسؤولياتهم تأمين سبل تأمين الضعفاء من الاقوياء والحيلولة بينه وبين ما يريدونه من ظلمهم جهاد اهل الكفر والبغي المتجرين على نهب الضعفاء وهتك حرمهم وتخويفهم ومغالبتهم على ما تحت ايديهم من املاكهم اقامة الحلول الشرعية والقصاص اقامة شعائر الاسلام والقيام من رعاية اياهم بواجباته نصب القضاة لفصل الخصومات بالطرق الشرعية واهل واهل الحسبة بالقيام الحسبة من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر جمع الجيوش وتأمير الامراء لقهر اعداء الدين والقيام بما يحتاجون من بيوت الاموال احياء مدارس الاحياء مدارس العلم بنصب المدرسين امساك اهل الجسارة عما يريدونه من الفساد في الارض بهيبة السلطان ومخافة الايقاع بهم فان كثيرا بل الاكثر لولا مخافة السلطان لكان له من الافاعيل ما لم يكن في حساب ولهذا ترى من لا سلطان عليه في جميع البلاد يفعل ما ترجف منه القلوب وتذري منه الدموع ورحم الله الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز فانه قال ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وصدق وصدق مما قاله هو الحق الذي فما قال وصدق كما قاله هو الحق الذي يعلمه كل عاقل فان غالب الناس لولا مخافة عقوبة السلطان انه لترك الواجبات الا النادر. وفعل من المنكرات ما لا يأبى عليه الحصر. واما اهل المخافة من الله عز وجل الذين يفعلون الواجب لكونه اوجبه الله عليهم. ويتركون المنكرات لكون الله عز عز وجل نهاهم عنها فهم اقل قليل. ومن انكر شيئا من هذا فليبحث عن حقائق الامور وينظر في مصادرها ومواردها واحوال الفاعلين لها حتى يتضح له ان الامر كما عمر بن عبدالعزيز رحمه الله