السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الله من خلقه وامام انبيائه وخاتم رسله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان تان الى يوم الدين وبعد اخوة الاسلام في كل مكان فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا المجلس المتتابع كل ليلة من ليالي الجمعة بفضل الله سبحانه وتعالى نتدارس فيه هذا السفر المبارك كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام ابي الفضل القاضي عياض بن موسى الاحصوبي المالكي رحمة الله تعالى عليه واذ نجلس هذا المجلس في هذا المكان المبارك في هذه الليلة المباركة فانما نستكثر من عمل جليل مبارك يتزود فيه من صلاتنا وسلامنا على امامنا ورسولنا صلى الله عليه وسلم بقدر ما نرجو ان يصلي علينا ربنا سبحانه وتعالى عشرة اضعاف ما نصلي ونسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم ونحن امام الوعد الحق الصادق فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صلي وسلم وبارك عليه. ايها الكرام ليست الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم شعيرة وعبادة وذكرا يؤدى ليلة الجمعة ويومها فحسب نعم هي ذكر وعرفان هي وفاء وبعض حق يؤدى لنبي الامة صلى الله عليه واله وسلم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تشرح الصدور وتكفى الهموم وتحقق المطالب وتغفر الذنوب. اما قال عليه الصلاة والسلام للصحابة الجليل ابي ابن كعب رضي الله عنه لما قال اذا اجعل لك صلاتي كلها؟ قال اذا تكفى همك ويغفر ذنبك بكاء وهكذا هي الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تحمل احدنا على مزيد من الحب الصادق والطاعة والتمسك بسنة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام واذ نتدارس كتاب الشفاء فانا وقفنا في منتهى الفصل الماضي وها نحن نستفتح عاما هجريا جديدا في اول مجالسه لهذا العام بهذا الفصل الذي جعله المصنف رحمه الله في حكم الذمي الذي يسب الله تعالى الله وسياق المصنف رحمه الله فيما سبق من فصول مضت كما يعلم من يتابع هذه المجالس انه رحمه الله تعالى لما الى حكم من يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفصل في ذلك غاية التفصيل واتم البيان مفرقا بين المسلم والذمي بين العامد والهازئ بين القاصد والذي يقول الكلام غير مباشر كل ذلك استوفى ثم انتقل رحمه الله في تأصيل متين يبين حرمات الشريعة وما لا يجوز الاعتداء عليه بانتقاص او استهزاء او سب او سخرية او شتم فخص هذا الباب الذي نحن في خاتمته وهو خاتمة ابواب الكتاب في حكم سب الله تعالى الله. او سب الانبياء عليهم السلام او الملائكة الكرام عليهم السلام او سب ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم او شيء من شعائر الدين وحرماته العظيمة لان ذلك كله داخل في شعائر الاسلام وحرمات الشريعة التي اوجب الله تعظيمها. ومن تعظيمها ان تبقى محترمة مهابة جليلة واعظم الحرمات واجلها واعظم العظائم تعظيم الله تعالى. خالق خلق ورب الكون المدبر الرازق المتصرف ذو الجلال والاكرام سبحانه وتعالى فمن عظم الله تتابعت عليه صور التعظيم التي تكون فرعا عما عظم الله سبحانه وتعالى. وهنا كان كلام المصنف رحمه الله على حكم من سب الله وكلام اهل العلم في ذلك وتمام وضوحه وبيانه وما يترتب عليه. فساق هذا الفصل الذي نحن بصدده في حكم الذمي الساب لله تعالى. نسأل الله العافية والسلامة. ونسأله واياكم العلم النافع العمل الصالح انه ولي ذلك والقادر عليه الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد اشرف الخلق اجمعين وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين فصل في حكم الذمي الساب لله تعالى قال المصنف رحمه الله هذا حكم المسلم الساب لله تعالى. واما الذمي فروي عن عبد الله ابن عمر في ذمي تناول من حرمة الله تعالى على غير ما هو عليه من دينه وحاج فيه. فخرج ابن عمر عليه بالسيف فطلبه فهرب. تقدم في الباب الثاني من هذا القسم الرابع في الكتاب. اذ نحن في الباب الثالث من القسم الرابع. كان الباب الذي سبق وهو الثاني من هذا القسم تناول فيه المصنف رحمه الله وفصل حكم الذمي الذي يسب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا استخف بقدره او وصفه بغير الوجه الذي كفر به وها هنا يتناول حكم الذمي الذي يسب الله تعالى اذا هو يمشي رحمه الله تعالى في طريقة عرض المسائل على هذا الترتيب. تكلم عن حكم سب رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه المقصود من الكتاب وهو التعريف بحقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من ذلك التفصيل وبيان الاوجه وانتقل الى بيان حكم سب الله عياذا بالله ايضا فرق بين المسلم والذمي من الذمي المقصود بالذمي اهل الكتاب اليهودي او النصراني الذي يعقد له في بلاد الاسلام عقد ذمة وعقدوا الذمة معناه الاتفاق معه. على البقاء على دينه في ظل دولة الاسلام ملتزما بذلك دفع الجزية صاغرا وهو يحترم شعائر الاسلام واحكام الاسلام وبقاءه بين وهراني المسلمين في بلدانهم. اذا هو في حكم اهل الاسلام وتحت حاكمهم وولي امرهم فيسمى ذميا لهذا المعنى الشرعي الذي دلت عليه نصوص الشريعة في وجه من وجوه بحقوق اهل الذمة اذا ابوا الا البقاء على دينهم فانهم يعطون الذمة يعني ان تحفظ حقوقهم باحكام بينتها الشريعة وفصل فيها الفقهاء. اذا فالذمي هو من يعيش في بلاد الاسلام ملتزما باحكام للشريعة من حيث احترام حدودها. وتعظيم شعائرها وحرماتها. نعم هو يهودي او نصراني. لكن اما وقد له وقع له عقد ذمة في بلاد الاسلام فانه يحرم عليه الاستهزاء او التطاول او التعرض على شيء من حرمات الاسلام وشعائره العظام. ولذلك كان الكلام فيما سبق انه اذا سب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نقض العهد والذمة التي بينه وبين المسلمين فهذا من باب اولى ان يقال في التطاول على مقام الالوهية عياذا بالله ولا يقال دعه فانه كافر ولا ذنب بعد الكفر وطالما رضينا ببقائه كافرا في بلاد المسلمين وبين المسلمين فلا ذنب بعد الكفر فسواء ان سب الله او سب رسول الله صلى الله عليه وسلم او وقع فيما وقع فيه من عقائد الكفر هو اصلا كافر ونحن رضينا ببقائه بيننا كافرا واعطيناه عقد الذمة. الجواب لا. ليس كذلك عقد ذمة الذي اعطيناه اياه هو على معتقده اليهودي او النصراني. ولذلك فان عقد الذمة لا يتناول كل الملل الكافرة بل من نصت عليه الشريعة وهم اليهود والنصارى والمجوس في قول بعض اهل العلم لحديث سنوا بهم سنة اهل الكتاب فالمقصود انه ليس كل كافر فالوثنيون مثلا والملحدون لا ذمة لهم في الاسلام فلما خص اهل الكتاب اليهود والنصارى بهذا النوع من التعامل في الشريعة لانهم اهل كتاب. اذا هم يؤمنون بالله وبانبياء الله لكنهم لا يؤمنون بنبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. ففرق بين هذا وبين ان تقول هو كافر فلا ذنب بعد الكفر لما وقع له عقد الذمة مع اهل الاسلام في بلاد المسلمين فانه يعني البقاء على دينه اليهودي او دينه النصراني ملتزما الاحترام لاحكام الاسلام وتعظيم حرماته وشعائره وسائر الاحكام التي يقتضيها عقد الذمة. السؤال هو هل سب الله عياذا بالله او سب رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم هو من عقائد اليهود والنصارى التي يقرها عليهم الاسلام؟ الجواب لا ولا اقرهم على هذا اهل الاسلام. انما اقروهم على عقائدهم. التي هي عندهم في دين اليهودية او دين النصرانية وليس في في عقائد اليهودية او النصرانية التطاول على مقام الالوهية فان وقع هذا فهو كفر حتى في ملتهم حتى في دينهم هو كفر وزندقة وخروج عن الدين فهذا معنى قول المصنف هذا حكم المسلم الساب لله تعالى يعني فيما تقدم من فصول. قال واما الذمي فروي عن عبد ابن عمر رضي الله عنهما في ذمي تناول من حرمة الله تعالى على غير ما هو عليه من دينه هذا قيد. قال وحاج فيه يعني استدل واحتج. فخرج ابن عمر عليه بالسيف يعني ليقتله. فطلبه فهرب. قوله على غير ما هو عليه من دينه يعني دينهم الذي نحن نعتبرهم به كفارا عقيدتهم في في توحيد الله لا فرق فيه بين الاديان فالاسلام واليهودية والنصرانية في عقائدها تتفق على توحيد الله توحيد الله ربوبية وتوحيد الله الوهية وتوحيد الله تعظيما واجلالا ومحبة وخشية وسائر اعمال القلوب هل من عقائد اليهودية او النصرانية التي جاءت بها انبياؤهم عليهم السلام نسبة الولد الى الله تعالى الله او نسبة الزوجة اليه تعالى الله عن ذلك وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله. انظر ماذا قال الله؟ ذلك قولهم افواههم وليس من الدين الذي جاءهم يضاهئون به قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله انى يؤفكون هذا كفر هذا معنى قول المصنف من تناول حرمة الله على غير ما هو عليه من دينه. اذا ان يدعي بعضهم الوهية عيسى عليه سلام او عقيدة التثليث ان الله عياذا بالله كما يقولون ثالث ثلاثة. هذه عقائد كفر وليست من دينهم. الذي يقرون عليهم هذا معنى قول المصنف اذا تناول حرمة الله وقع في كفر على غير ما هو عليه من دينه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقال مالك في كتاب ابن حبيب والمبسوطة وابن القاسم في المبسوط وكتاب وكتاب محمد وابن وابن سحنونة من شتم الله من اليهود والنصارى بغير الوجه بالذي به كفروا قتل ولم يستتب قال ابن القاسم الا ان يسلم. قال في المبسوطة طوعا قال اصبغ لان الوجه الذي به كفروا هو دينهم. وعليه عوهدوا من دعوى من دعوى الصاحبة والشريك والولد هذا دينهم الذي عليه يعوهدوا فهذا وجه من قال من اهل العلم بالقول بقتلهم. فمنهم من قال لا يستتاب ومنهم من قال الا ان يسلم طوعا يعني لا يكره على الاسلام فان اسلم فقد عصم دمه وحقنه فان بقي على كفره قتل لتناوله الله بالانتقاص. فمن سب الله تعالى عياذا بالله. ومن وصف الله بما لا يليق من فحش وبذيء القول وساقط الذي لا يقوله الرجل للرجل من اهل قومه مروءة ونبلا. فان يتجاوز بالفحش والقبح وساقط القول ما لا يرضاه للرجل النبيل من قوله ليقوله في مقام الالوهية عياذا بالله هذا كفر وخروج من الدين لا تبقى معه لصاحبه عصمة دم سواء كان مسلما ينتسب الى الاسلام وقد تقدم الكلام عنه او كان ذميا كما يقرر المصنف هنا رحمه الله نقلا عن هؤلاء الائمة مالك فيما ينقله اصحابه ابن حبيب وابن القاسم وابن سحنون قال من شتم الله من اليهود والنصارى بغير الوجه الذي به كفر وقتل ولم يستتب فاما ما هم عليه من دينهم واعتقادهم الباطل فهو كفر ان يقول ان الله ثالث ثلاثة او ان يدعي الوهية المسيح عيسى عليه السلام. او ان ادعي فيه بلوته لله تعالى الله. هذا كفر لكن ما هي عقيدتهم الكافرة التي انتسبوا بها الى النصرانية ووقع لهم عليها عقد الذمة. فما كان وراء ذلك من شتم واعتداء تطاول على مقام الالوهية كسب وسخرية وشتم وقبيح قول فهذا لا وجه لاقرارهم عليه ولا سكوتي عليه اذا صدر من ذمي وان كان بينه وبين المسلمين في بلادهم عقد ذمة كما تقدم قال اصبغ لان الوجه الذي به كفروا هو دينهم. وعليه عوهدوا من دعوى الصاحبة والشريك والولد. فتمت معاهدتهم واعطاؤهم الذمة على هذا المعتقد وان كان كفرا. لكن ما وراء ذلك من الكفر لم يقع له بهم عهد ولم يوافقوا عليه ولم يقروا عليه. فاذا صدر منهم فقد نقضوا العهد الذي لهم مع اهل الاسلام. نعم قال اصبغ قال اصبغ لان الوجه الذي به كفروا هو دينهم. وعليه عوهدوا من دعوى الصاحبة والشريك والولد واما غير هذا من الفرية والشتم فلم يعاهدوا عليه. فهو نقض للعهد قال ابن القاسم في كتاب محمد ومن شتم الله تعالى من غير اهل الاديان بغير الوجه الذي ذكر في كتابه قتل الا ان يسلم وقال المخزومي في المبسوطة ومحمد ومحمد ابن مسلمة وابن ابي حازم لا يقتل حتى يستتاب. مسلما كان او كافرا فان تاب والا قتل وقال مطرف وعبد الملك مثل قول مالك. اذا هذان قولان لاهل العلم سواء من فقهاء مذهب اصحاب الامام مالك رحمه الله او غيرهم من المذاهب الذمي الذي يتطاول على مقام الالوهية هل يقتل من غير استتابة او لا لابد من استتابته قولان والمقصود بالاستتابة عرض التوبة عليه وهو الذي يرجحه كثير من العلماء لاقامة الحجة عليه ولاعطائه الفرصة عله ان يتوب ويرجع طب حتى من يقول انه يستتاب وتعرض عليه التوبة ثم يندم ويعلن توبته او اسفه او عدم قصده لما صدر منه من التطاول على مقام الالوهية فان اهل العلم مطبقون على انه وان سلم من القتل فانه لا يسلم من النكال والتأديب والتشديد عليه في العقوبة وهذا حق يا كرام هذا اصل عظيم ما هو؟ تعظيم الله تعالى والله عز وجل لما ذم الاقوام الكافرة في كتابه الكريم ذكر من وجوه الملامة والعتب واستيجاب العقاء في مثل قوله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا وفي غير ما اية يأتي قول الله عز وجل تقريرا لهذا الاصل العظيم. وما قدروا الله حق قدره ما قدروا الله حق قدره في نحو ثلاث ايات في كتاب الله الكريم. للدلالة على ان اصل الكفر ومنشأه عند كل من كفر بالله انه ما عرف قدر الله وما عظمه فكيف بمسلم يفترض فيه انه عرف الله وعظمه فان صدر منه ذلك التجاوز القبيح كان مرتكبا اعظم القبائح واشد الجرم في ميزان الاسلام وكذلك الشأن في ذمي يفترض فيه انه يعرف الله ويعرف حقوقه ويعرف ما استوجب عليه من دينه من تعظيم لله عز وجل. فاذا تجاوز ذلك فقد اتى باقبح واشده وابشعه. فاستوجب العقاب والنكال الشديد ما قدروا الله حق قدره. اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم والقيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. وما قدروا الله حق قدره ان الله لقوي عزيز مسكين ابن ادم عندما يزل به اللسان وتقذف به القدم في ان يقول قولا لا يعرف ما تبعته. وفي الحديث الصحيح ان الرجل لا يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا. يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب. ولا والله لا شيء من الكلام اشد جرما واعظم اثما في ميزان العبد وصحيفة عمله من ان يتفوه بكفر عياذا بالله او يتطاول على مقام الالوهية. هذا المقام يا كرام لا مزح فيه لا هزل لا سخرية لا استهزاء نحن اليوم في دنيانا وفي مقاييسنا المعاصرة وفي حساباتنا التي نتعامل بها لا نرضى بانتقاص او سب او سخرية او استهزاء لاصحاب المقامات الرفيعة في المجتمع لاصحاب المناصب العلية للوجهاء للعظماء للكبراء. ونعتبر التطاول عليهم قلة ادب تستوجب العقاب ونعتبر التفوه عليهم بالانتقاص موجب للعقوبة ايا كانت. لتأديبه وردع غيره هذا اذا قيل في عظماء البشر فبالله عليكم ما الذي يقال في حق رب البشر سبحانه وتعالى اولى اولى ما عظمه البشر على وجه الارض هذه على وجه البسيطة في عمر الدنيا باكمله هو تعظيم الله سبحانه وهذا الذي لا فرق فيه بين مؤمن وكافر بين مسلم وذمي. تعظيم الله عز وجل وان يعرف البشر قدر ربه العظيم جل جلاله اصل الاصول واعظم الحرمات. وهي ايضا رأس الشعائر في دين الله. وعليها تنبني كل فروع الاسلام واصوله الباقيات على تعظيم الله عز وجل يأتي الايمان بالنبوات والتصديق بالرسالات والاستجابة لدين الله. فمن لم يعظم ربه ما ابقى شيئا من معالم الدين صغيرا ولا كبيرا. فمرد الامر اذا الى تعظيم الله سبحانه وتعالى. وهذا الشأن العظيم المبثوث في كتاب الله الكريم والذي جاء فيه التقريع والتوبيخ للامم الكافرة على اختلاف مراحل عمر البشرية لتأكيد ان هذا الاصل هو ما ينبغي ان يستقر اولا في قلوب العباد تعظيم الله جل جلاله. وقدره حق قدره وان يعرف البشر مهما كان ان يعرف ان ربه العظيم سبحانه وتعالى وحقه الجليل لا يقبل شيئا من المساس بمقام عظيم له سبحانه وتعالى وما تجاوز ذلك فموجب في شرائع الله على اختلاف الانبياء والرسل عليهم السلام اشد انواع النكاد والعقوبة والخزي في الدنيا والاخرة نسأل الله السلامة احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وقال ابو محمد ابن وقال ابو محمد ابن ابي زيد من سب الله تعالى بغير الوجه الذي به كفر قتل الا ان يسلم وقد ذكرنا قول ابن الجلاب قبل وذكرنا قول عبيد الله وابن لبابة وشيوخ الاندلسيين في النصرانية وفتياهم بقتلها لسبها بالوجه الذي كفرت به لله تعالى. وللنبي صلى الله عليه وسلم. واجماعهم على ذلك. نعم في ذلك الفصل في الباب الثاني قول المصنف رحمه الله وافتى عبيد الله بن يحيى وابن لبابة في جماعة سلف اصحابنا الاندلسيين بقتل نصرانية استهلوا بنفي الربوبية. ومعنى استهلت يعني اعلنت واظهرت استهلت بنفي الربوبية وبنوة عيسى لله تعالى الله وتكذيب محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة قال وبقبول اسلامها القتل عنها به. فاشار هنا الى ما تقدم قال ذكرنا قولهم هو فتياهم بقتلها. لسبها بالوجه الذي كفر به لله تعالى وللنبي صلى الله عليه وسلم. فان كانت فتواهم فيما يستوجب القتل بالوجه الذي كفروا به فمن باب اولى ان يكون الوجه الذي غير الذي اقر به على كفرهم بالله سبحانه وتعالى. فما نقله هناك ايضا من مقرونا بقبول اسلامها ودرء القتل عنها به كما تقدم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قد ذكرنا قول ابن الجلاب قبل وذكرنا قول عبيد الله وابن لبابة وشيوخ الاندلسيين في النصرانية وفتياهم بقتلها لسبها بالوجه الذي كفرت به لله تعالى وللنبي صلى الله عليه وسلم. واجماعهم على ذلك وهو نحو وهو نحو وهو نحو القول الاخر في من سب النبي صلى الله عليه وسلم منهم بالوجه الذي كفر به. ولا فرق في ذلك بين سب الله وسب نبيه صلى الله عليه وسلم. لانا عاهدناهم على الا يظهروا لنا شيئا من كفرهم. والا يسمعونا شيئا من ذلك فمتى فعلوا شيئا منه فهو نقض لعهدهم واختلف العلماء في الذمي اذا تزندق فقال مالك ومطرف وابن وابن عبد الحكم واصبغ قالوا لا يقتل بانه خرج من كفر الى كفر. وقال عبدالملك بن الماجشون يقتل لانه دين لا لا يقر عليه احد. ولا تؤخذ عليه جزية. قال ابن حبيب ولا اعلم من قاله من العلماء غيره. لما انتهى رحمه الله من حكم الذمي الذي يسب الله تعالى ختم الفصل بهذه المسألة في حكم الذمي اذا تزندق والزندقة تعني الخروج عن الدين وخلع لباس التدين الى الكفر والالحاد عياذا بالله تعالى فالذمي اذا تزندق قال مالك ومطرف وابن عبد الحكم واصبغ لا يقتل لان غاية ما فيه انه خرج من كفر الى كفر ولا يزال في دائرة الكفر فلا يقام عليه الحد لانه لا يقال عنه مرتد انما حد الردة في المسلم الذي يفارق الاسلام عياذا بالله. ونقل هنا قولا عن عبدالملك ابن الماجي شون لا يعلم من قاله غيره كما ونقل عن ابن حبيب؟ قال يقتل والسبب ان الزندقة الحاد وهي ليست دينا يمكن ان يقر عليه صاحبه. ولا تؤخذ عليه الجزية. فلما فارق دينه اليهود او النصراني فكأنه خرج من العهد الذي له مع اهل الاسلام فبقي لا عهد له. فلذلك افتى بقتله كشأن المسلم الذي يرتد عياذا بالله تعالى نعم احسن الله اليكم فصل في حكم المفتري في حكم المفتري الكذب على الله تعالى بادعاء الالهية او الرسالة او النافي ان يكون الله ربه او خالقه ليكون الله ربه او النافي ان يكون الله ربه او خالقه. هذا فصل فرع عما سبق تكلمنا عن حكم من سب الله عياذا بالله. هذا الفصل ليس في من سب الله بل من نازع الله عز وجل شيئا من حقوقه العظيمة كمثل ان يفتري الكذب على الله فيدعي الالوهية كما فعل فرعون. فقال انا ربكم الاعلى وقال ما علمت لكم من اله غيري او كذب على الله فادعى انه نبي بعث من عند الله فادعى الالوهية او ادعى الرسالة او نفى ان يكون الله ربه او خالقه هذا وان لم يكن سبا ولا انتقاصا صريحا لمقام الالوهية لكنها سلب للالوهية اعظم حقوقها وهو الالوهية والربوبية او الكذب في دعوى ادعاء النبوة والرسالة بعد رسول الله محمد صلى الله عليه واله وسلم. هذا الفصل في بيان موقف اهل العلم. من مثل هذا الصنيع لو خرج علينا انسان اهوج او مجنون او ممسوخ العقل والفطرة فادعى انه رب او ادعى انه نبي او اتى بعقيدة جديدة ما عرفت البشرية لها تاريخا سابقا. وما اكثرها اليوم في حياتنا المعاصرة من الشبهات الفجة التي لا مسكت عقل لها ولا شيء من الدين ولا شيء من مقومات القبول. لكننا في زمن تتلاطم فيه امواج الفتن والشبهات نسأل الله العافية. وكلما نعق ناعق وخرج اهوج وجدت من له ومن يلتف حوله ومن يصدق باطله ويؤمن بمزاعمه. وهكذا هو الشأن على مدار التاريخ. فهذا فصل في بيان حكم هذا الصنف من البشر نسأل الله العافية. وموقف الاسلام من مثل هؤلاء في افترائهم على الله. وتعديهم على مقام الالوهية ومنازعتهم للرب جل جلاله شيئا من حقوقه وصفاته التي تفرد بها تعالى الله عما يقول الظالمون والافاكون علوا كبيرا الله اليكم. قال المصنف رحمه الله هذا حكم من صرح بسبه واضافة له واضافة له ما لا يليق بجلاله فاما مفتري الكذب عليه تبارك وتعالى بادعاء الالهية او الرسالة. او النافي ان يكون الله عز وجل او ربه او قال ليس لي رب او المتكلم بما لا يعقل من ذلك في سكره او غمرة جنونه حتى لو كان سكران او في غمرة فوات عقله فان هذا لا فرق فيه بين الصاحي والسكران بين العاقل والمجنون فاما المجنون المرفوع عنه القلم فسيأتي ذكر الكلام عنه لكن ما لا من تكلم بما لا يعقل في غمرة سكره وزوال عقله يعني بسبب كان هو المتسبب فيه بان يتناول مسكرا او يفوت عقله فيتحمل تبعه تصرفاته الناشئة عن ذلك ارسل الله اليكم قال رحمه الله او المتكلم بما لا يعقل من ذلك في سكره او غمرة جنونه فلا خلاف في كفر قائل لذلك ومدعيه مع سلامة عقله كما قدمنا لكنه تقبل توبته على المشهور وتنفعه انابته وتنجيه من القتل فيأته فيأته يعني رجعته يعني هذا يستتاب ليس كمن تعرض بصريح السب لله تعالى عياذا بالله. ذاك نقل فيه الخلاف من اهل العلم من لا يرى استتابته انه قد اتى من الجرم وبشاعة الجناية ما لا يقبل معه حتى عرض التوبة عليه. بل يقام عليه الحد. اما هذا فانه يستتاب. لاحتمال ان يكون به شيء من الخبل. وجنون العقل الذي يمكن ان يرد اليه صوابه من الاستتابة. قال فاذا تاب تقبل توبته على المشهور وتنفعه انابته. وتنجيه من القتل فيأته يعني رجعته الى الحق والصواب وآآ توبته مما بدر منه مما قال فان هذا ينفعه ينفعه في لماذا يرفعه في درء القتل عنه وحقن دمه لكنه مع ذلك هل يسلم من التأديب والعقاب؟ الجواب لا. فانه مع ذلك ينبغي ان يكون له النكال. والادب والشديد لضمان تأديبه وعدم عودته الى مثل شناعة جرمه التي بدرت منه احسن الله اليكم قال رحمه الله لكنه لا يسلم من عظيم النكال. ولا يرفه عن شديد العقاب. لان لا يخفف عنه ولا يوسع عنه في العقاب ليكون ذلك زجرا لمثله عن قوله وله عن العودة لكفره او جهله يكون ذلك زجرا لغيره وله فانه لو قال قائد يا اخي اعذروه ربما قال ما قال لانه كان في ساعة سكر وزوال عقل يقال نعم فهذا تأديب له بحيث حتى لو وقع في سكر مرة ثانية والعياذ بالله قد يكون بقي عنده من تذكر اليم العقاب الذي ناله ما لا يعود معه الى تلك الشناعة حتى لو فقد عقله. فان هذا مقام تأديب. يا اخوة البهائم وهي بهائم تؤدب وتراض وتروظ بالضرب وبشيء من التعامل حتى تفهم وهي بهيمة لا عقل لها افيكون ابن ادم حتى لو فقد عقله اشد ضلالا وغباء وزوال عقل من البهيمة التي خلقها الله عجما لا عقل لها. البهائم تروض وابن ادم الجاهل والجاحد والكافر بالله عز وجل. والمتطاول على مقام الالوهية اولى. بالترويظ والتأديب. فهذا وجه اقرار العلماء رحمهم الله لضرورة تأديبه وايقاع النكال به. قال المصنف رحمه الله لا يرفه عن شديد العقاب لا يخفف عنه التأديب قال ليكون ذلك زجرا لمثله. عن قوله وله يعني وزجرا له عن العودة لكفره او جهله. نعم ولا يرفه عن شديد العقاب ليكون ذلك زاجرا لمثله عن قوله وله عن العودة لكفره او جهله الا من تكرر منه ذلك وعرف استهانته بما اتى به فهو دليل على سوء طويته وكذب توبته عمن منه ذلك تكرر نفيه ان الله خلقه. تكرر منه ان يدعي الرسالة واوتي به في المرة الاولى واستتيب فتاب واظهر الندم ولما خاف من القتل تراجع واعتذر وغير كلامه وقال لا ما قصدت كذا بل قصدت كذا وكذا قبلنا توبته وادبناه ثم عاد بعد مرة اخرى اما رغبة في الظهور والاشتهار والانتشار او رغبة في ان ينال شيئا دفع له او لاي غرض من الاغراض او لشدة حمق وخبار لا يزال يعيش فيه صاحبه فعاود الكرة. قال تكرار ذلك منه دلالة على استهانته وسوء طويته. فمثل هذا لا يقبلون معه التكرار في الاستتابة مرة بعد مرة. ولو قال مرة انه سكران ومرة انه مغلوب على امره ومرة انه غرر به فلما يتكرر منه يعامل معاملة الزنديق الذي لا يؤمن باطنه ولا يقبل منه رجوع ولا توبة فيقام الحد نسأل الله السلامة. فالتكرار قرينة عند اهل العلم وعند القضاة في المحاكم ان المرة الاولى التي اعتبرناها زلة ان توبته واستتبناه وعاقبناه وادبناه. فما معنى ان يعود بعد مدة؟ وان يكرر مقالته او مثلها او ابشع فان ذلك امار على امر اخر ينبغي ان يجتث من جذوره فينتقل التعامل معه من الاستتابة والرغبة في استصلاح بامره الى ضرورة تخليص المجتمع من فساده وشره واقامة حد الله عليه. ولا يزال الكلام في كل ما قرر في الاستتابة او اقامة الحد او التأديب والنكال والتعذيب لا يزال الكلام في سياق ذلك كله يا كرام منوطا بولي الامر والحاكم وجهة الاختصاص كالقضاء والمحاكم وليست الى افراد الناس وعامتهم. وليس كل كل من وقف على متطاول وهازع وجاحد تناوله بيده. لان هذا مظنة الفوضى وشيوع الاضطراب وليس هذا من احكام الشريعة ولا من فقه الاسلام بل مرد ذلك الى من له الولاية ومن له الحكم ومن يتولى امر المسلمين في اقامة بهذه الاحكام وتطبيق الحدود او التأديب والتعزير والنكال وسائر ما تقدم في هذا الباب احسن الله اليكم قال رحمه الله الا من تكرر منه ذلك وعرف استهانته بما اتى به. فهو دليل على سوء طويته وكذب توبته وصار كالزنديق الذي لا نأمن باطنه ولا نقبل رجوعه وحكم السكران في ذلك حكم الصاحي. عادة ايقرر الفقهاء ان السكران مع انه فاقد لعقله والعقل مناط التكليف فانه لا يعذر فيما جنى على نفسه بيده ويتحمل تبعة تصرفه سكران طلق زوجته يقع طلاقه سكران اتلف شيئا لغيره يتحمل قيمة المتلف. ولا يقال انه فاقد العقل والشريعة تقول رفع القلم عن النائم وعن الصبي وعن المجنون وهذا مثلهم لا ليس مثلهم لما تعمد ازالة عقله بيده تحمله الشريعة طبيعة تصرفه فاذا طلق وقع طلاقه ولو كان سكران وهنا ايضا قال حكم السكران في ذلك حكم الصاحي يعني فيما لو قال قولا او تطاول بكفر او شيء مما تقدم في ادعاء الالوهية او الرسالة او نفي ربوبية الله له واو خلقه اياه تعالى الله عن ذلك. فانه لا فرق فيه بين السكران والصاحي. لانه يتحمل تبعة ما جنى به على نفسه من اتيانه للحرام وشربه للمسك وتعمده ازالة عقله بنفسه فهو المظنون الذي جنى على نفسه بيده احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله واما المجنون والمعتوه فما علم انه قاله من ذلك في حال غمرته وذهاب ميزه بالكلية فلا نظر فيه المجنون والمعتوه المجنون من فقد العقل تماما المعتوه ليس مجنونا لكنه فيه نقص عقل شديد. لا يكاد لا يكاد. في بقية عقله ان تمسك منه شيء عاقل بمعنى انه يعرف الناس من حوله ويعرف هذا فلان وهذا فلان وربما جاءته فترة فتكلم بكلام سوي كالاسوياء لكنه ظعيف العقل جدا لكنه ليس به مس من جنون فهو والمجنون في حكم الشريعة سواء. قال واما المجنون والمعتوه فما علم انه قاله من ذلك في غمرته وذهاب ميزه في حال غمرته يعني ذهاب عقله بالكلية وذهاب ميزه يعني تمييز وادراك العقل اذا فقده تماما قال فلا نظر فيه. يعني لا حرج ولا تحمله الشريعة شيئا من ذلك لانه مرفوع عنه القلم قال رحمه الله وما فعله من ذلك في حال ميزه وان لم يكن معه عقله وسقط تكليفه ادب على ذلك عنه نعم. اما في حال بقية قدر من التمييز في عقله هو ليس عاقلا تمام العقل. لكن ما دام بقي معه قدر من التمييز. فصدر عنه ذلك لا يقتل. نعم وهو ساقط التكليف ولكن يؤدب لينزجر فلماذا يؤدب وهو مسكين ومعتوه وابله وضعيف العقل وشبه مجنون؟ كما تقدم لانه يؤدب واذا كانت البهائم فوض فابن ادم الذي معه قدر من العقل اولى بالتأديب من البهائم التي لا عقل لها بالكلية. نعم وان لم يكن معهم على ذلك ادب على ذلك لينزجر عنه كما يؤدب على قبائح الافعال. ويوالى ادبه على ذلك حتى ينكف عنه فما تؤدب البهيمة على سوء الخلق حتى تراه وقد وقد حرق علي بن ابي طالب رضي الله عنه من ادعى له الالهية. وقد قتل عبد الملك بن مروان الحارث المتنبأ وصلب وفعل وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك باشباههم واجمع واجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم والمخالف في ذلك من كفرهم كافر. هذه شواهد من تاريخ اسلام كان فيها لولاة الامور وحكام المسلمين وخلفائهم مواقف حق وانتصار لربهم سبحانه وتعالى ونصرة للدين ونصيحة لله ولدينه ولكتابه. حرق علي بن ابي طالب رضي الله عنه في ايام فئة من غلاة الشيعة غلوا فيه حتى بلغوا به مرتبة الالوهية عياذا بالله فما رضي ذلك ورأى ان هذه الشناعة لا حظ لها في العفو ولا المصافحة ولا السماح فامر بحرقهم لانهم قد خرجوا الى الكفر الشنيع الذي لا يرجى معه عودة الى الاسلام وفيئة الى الصواب. وعلي رضي الله عنه من الخلفاء الراشدين المهديين الذين جعلت تصرفاتهم في في ميزان الشريعة مصدرا من التشريع. عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ قتل عبد الملك بن مروان الخليفة الاموي قتل الحارث المتنبأ هو الحارث بن سعيد. متنبأ ادعى النبوة كذاب من اهل دمشق واتباعه يعرفون بالحادثية. قتله عبدالملك بن مروان وصلبه. لانه ادعى النبوة. وقد كان الحكام وخلفاء والمسلمين حازمين في ذلك غاية الحزم نعم لا يزال في امم الاسلام وتاريخ الاسلام لا يزال فيهم الجهال وارباب البدع والخرافات والضلالات والمحدثات التي لا عد لها ولا حصر. لكن ان كان المقام يتعلق بكفر بالله وسب لله تعالى الله. او تطاول على مقام الوهية او النبوة فان المقام عندهم عظيم. والحكم عندهم شديد. قال رحمه الله وفعل ذلك غير واحد من الخلفاء والملوك باشباههم يعني باشباه من ادعى الالهية زمن علي رضي الله عنه واشباه الحارث بن سعيد الذي ادعى النبوة زمن عن عبد الملك بن مروان فكانوا لا يتساهلون في ذلك. قال واجمع علماء وقتهم على صواب فعلهم فما عارض احد ولا قال ليس هذا حكم الشريعة. قال والمخالف في ذلك من كفرهم كافر ولم يرتابوا في ذلك ان كفر هؤلاء متحقق. وان اقامة الحد عليهم هو من مهمات وواجبات الحكام والخلفاء التي كانوا يقومون بها بانفسهم او يوعزون بها الى ولاتهم في الاقاليم والامصار لاقامة الحدود وتطبيقها وردع اولئك عن تطاولهم وسفههم وبغيهم في التعدي على مقام الالوهية تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا الله اليكم. قال المصنف رحمه الله واجمع واجمع فقهاء بغداد ايام المقتدر من المالكية وقاضي قضاتها ابو عمر المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الالهية. والقول بالحلول وقوله انا الحق مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبته. هذه ايضا احد الامثلة والشواهد في تاريخ الاسلام. زمن الخليفة العباس المقتدر بالله جعفر بن احمد فانه ايضا كان ممن ظهر في زمنه من غلاة المتصوفة الذين بلغوا درجة الكفر عياذا بالله. الحلاج وهو الحسين منصور الصوفي المشهور بالحلاج فانه قد بلغ مبلغا عظيما في قوله الكافر بالله جل جلاله. ادعى انه الاله وادعى حلول الذات الالهية به وادعى انه وسائر من في طبقته اعلى مقاما من الانبياء. وهو القائل خذنا بحرا وقف الانبياء بساحله وله من العبارات المليئة كفرا شيء كثير وقد انتفض علماء الاسلام في ذلك الزمن لبيان كفره ورد باطله لكنه تمادى. فلما بلغ امره للولاة كان قاضي قضاة المالكية ابو عمر المالكي كما يقول المصنف رحمه الله اجمع الفقهاء على قتله وصلبه لادعائه الالوهية وقوله الحق قال مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبته فقتل وصلب درءا للفتنة واقامة للحد حفظا لهذا المقام العظيم مقام الالوهية من الاعتداء والتطاول الذي يتجرأ عليه سفهاء البشر احسن الله اليكم. قال رحمه الله وكذلك حكموا في ابن ابي العزاقر. وكان على نحو من مذهب الحلاج بعد هذا ايام الراضي بالله وقاضي قضاة بغداد بغداد يومئذ ابو الحسين ابن ابن ابي عمر المالكي. هذا ايضا نموذج اخر ابن ابي العزاقري وهو ايضا احد هؤلاء الغلاة واسمه ابو جعفر محمد بن علي الشلمغاني نسبة الى قرية تسمى شلمغان من قرى واسط ايضا دعا الالوهية مع شدة البدع والحوادث التي اتى بها. وادعى حلول الذات الالهية به تعالى الله. وهو الذي ادعو الى ترك فرائض الدين كترك الصلاة والصوم واستباحة كل فرج عياذا بالله تعالى. يأتي هذا في اطار الولاية التي بها على اتباعهم من الجهال والسفهاء والرعاع. فما يزالون يعظمونه حتى يدعي انه ربهم والههم ويعلم الغيب ويدبر الامر ويصرف الكون فيستجيبون له ويخضعون ويؤمنون به ويصرفون العبادة له فيكون بابا من ابواب الكفر والضلال والشقاء نسأل الله السلامة. وهو ايضا على نهج الحلاج. وعلى طريقته وقد تقدم ان الحلاج قتله الخليفة المقتدر وقطع اطرافه الاربعة واحرق جثته ولما صارت رمادا القاها في نهر دجلة ونصب رأسه على جسر بغداد ليكون عظة وعبرة وهكذا صنع الخليفة الراضي بالله من خلفاء بني العباس واسمه محمد بن جعفر فعل هذا كذلك بن ابي العزاقر فانه قتله واحرق جثته الخليفة الراضي بالله العباسي فاقول هذه المواقف من خلفاء المسلمين كانت نصرة للحق وغيرة على دين الله. وعدم رضا بان تمس الذات الالهية بشيء من سوء هؤلاء السفهاء وجهالاتهم وحماقاتهم والا في المجتمع كان ولا يزال مليئا باولئك من اصحاب البدع والمحدثات والخرافات والدعوة والشعوذة والدجل مليء لكن ان يبلغ احدهم مقاما يدعي فيه حلول الذات الالهية به تعالى الله او انه اصبح هو الاله وانه كذا وكذا. فكانوا لا يقبلون في هذا شيئا من الرضا او التنازل بل يعتبرونه ومروقا عن الدين واعتداء على اعظم الحقوق اطلاقا وهو حق الذات الالهية فكان له اشد العقاب والتعزير وهو القتل او الصلب او تحريق الجثة نسأل الله العافية الله اليكم قال رحمه الله وقال ابن عبد الحكم في المبسوط من تنبأ قتل تنبأ يعني من ادعى النبوة وذلك ان الله عز وجل قال في كتابه الكريم في اية محكمة تتلى الى يوم القيامة ما كان محمد ابا احد من رجالكم قم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. وكان الله بكل شيء عليما فمدعي النبوة مكذب للقرآن. لان الله يقول محمد خاتم النبيين. فمن يقول انه نبي؟ فقد كذب كلام الله في وتكذيب الله كفر والنبي عليه الصلاة والسلام هو القائل انا النبي ولا نبي بعدي. وهو المسمى بالخاتم عليه الصلاة والسلام لانه لا نبي بعده به ختمت النبوة ولهذا بعث صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة. فمدعي النبوة كذاب على الله. مكذب على الله مكذب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم والواحدة من هذه الخصال تستوجب الكفر. فكيف بها مجتمعة نسأل الله العافية قال ابن عبد الحكم من تنبأ قتل واعتبروا هذا باختصار حكما مستوجبا للكفر لما تبين من وجوه الكفر المجتمعة التي اجتمعت في صاحبها. نسأل الله في احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله وقال ابو حنيفة واصحابه من جحد ان الله تعالى خالقه او ربه او قال ليس لي رب هو مرتد وقال ابن القاسم في كتاب محمد وابن حبيب في العتبية فيمن تنبأ قالوا يستتاب يستتاب قالوا يستتاب اسر ذلك او اعلنه وهو كالمرتد. وبه الله اكبر لا اله الا الله وقال ابن القاسم في كتاب محمد وابن حبيب في العتبية فيمن تنبأ قالوا يستتاب اسر ذلك او اعلنه وهو وبه قال السحنون وغيره وقال وقاله اشهب في يهودي تنبأ وادعى انه رسول الينا قال ان كان معلنا بذلك استتيب فان تاب والا قتل وقال في جملة من نقول اهل العلم في تقريرهم لهذا الاصل العظيم في من تنبأ او من زعم انه قد بعثه الله او انكر ربوبية الله تعالى الله عن ذلك والحكم عليه بالردة في قول ابي حنيفة واصحابه وابن القاسم وسحنون واشهب وابن ابي زيد وغيرهم رحم الله الجميع وقال ابو محمد ابن ابي زيد في من لعن بارئه وادعى انه ان لسانه زل وانما اراد لعن الشيطان قال يقتل بكفره ولا يقبل عذره وهذا على القول الاخر من انه لا تقبل توبته وقال ابو الحسن القابسي في سكران قال انا الله انا الله ان تاب ادب فان عاد الى مثل قوله طولب مطالبة لان هذا كفر المتلاعبين. ما يقبل اهل العلم كما سمعتم في نقول عدة ما يقبلون التطاول على مقام الالوهية. ولا صاحبه سكران قال انا الله انا الله قال ان تاب ادب فان عاد يحاكم محاكمة الزنديق لان هذا كفر المتلاعبين. وابن ابي زيد فيمن لعن بارئه والعياذ بالله. وادعى انها زلة لسان وقال اردت لعن الشيطان قال يقتل بكفره ولا يقبل عذره قوم كانت محبتهم لله وتعظيمهم لله وحراستهم لشريعة الله تأبى الا ان تقف على الله حراسة من عبث العابثين. وسيأتيكم في مجلس ليلة الجمعة القادمة ان شاء الله في مواقف عجيبة. قال ابن حبيب في من بلغه عن كلمة قالها سخرية في مطر قد نزل فقال عبارة لا يليق قولها نسب شيئا بشعا قبيحا الى مقام الالوهية عياذا بالله. فكان بعض الفقهاء قد توقفوا عن سفك دمه وقالوا هذا عبث. يكفي فيه شيء من الادب. فبلغ ذلك ابن حبيب الفقيه المالي وقال دمه في عنقي ايشتم رب عبدناه ثم لا ننتصر له ان اذا لعبيد سوء وما نحن له بعابدين فبكى. ثم رفع المحضر بذلك المجلس الى الامير عبدالرحمن بن الحكم الاموي فذهوا وقتله وصلبه ووبخ من قال من الفقهاء بالاكتفاء بتعزيره وتأديبه هذا الذي توارثته الامة حق علينا ان نعيشه اليوم تعظيما لربنا وخالقنا واجلالا لمقامه العظيم قدرا له حق قدره الكريم تم هذا الفصل سيعقبه فصول تباع في هذا الباب ان شاء الله تعالى. وما زال في ليلتكم وجمعتكم غدا متسع كريم ايها الكرام بمزيد من الصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول الامة صلى الله عليه واله وسلم. صلوا على المختار نبراس الهدى ان الصلاة تضيء عتمات الدجى يا فوز من صلى عليه مرددا فهو الشفيع هو النبي المجتبى. صلى عليك الله يا خير الورى ما اشرقت شمس وما ليل سجى. فاللهم صل وسلم وبارك عليه ازكى صلاة واتم سلام يا ذا الجلال باكرام. اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون واجعلنا الهي بالصلاة والسلام عليه من شد من اشد امته له حبا. ومن اكثرهم منه يوم القيامة قربا وارزقنا يا رب شفاعته واكرمنا بورود حوضه نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلي اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين. كل شيء في الحرم المكي يدعو للشوق. ومن ذلك دروس الحرم العلمية وكراسي العلماء فماذا لو قربنا لك هذه المجالس لتعيش في رحابها وانت في بيتك. على قناة التوجيه والارشاد الرقمي ومن التواصل الاجتماعي تستطيع ان تكون احد حضور مجالس العلم في المسجد الحرام مباشرة ولحظة بلحظة. حيث يمكنك المجلس ومتابعة الدرس واخذ العلم عن اهله. وكانك هناك. للمتابعة اشترك الان