بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله اولا واخيرا وظاهرا وباطنا واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبدالله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلوات الله وسلامه عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فمن رحاب بيت الله الحرام ينعقد هذا مجلس المتتابع من مجالس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. للامام القاضي ابن موسى الاحصوبي المالكي رحمة الله تعالى عليه وقد وقف بنا المسير في اخر فصول الكتاب. وهي مجالس ملءها العلم والخير والبركة ومجالس ذكر تحفها ملائكة الله عليها السلام في بيته العظيم في هذه الليلة مباركة ونحن نستكثر في مجلسنا هذا من ذكره جل جلاله. ومن الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه واله وسلم راجين بذلك ان نكون في عداد من يذكرهم الله عز وجل في الملأ الاعلى. وان نكون ممن يحظى بصلاة به عليه عشرة اضعاف صلاته على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح فمن صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. نور اطل على الحياة عظيما وبكفه فاض السلام عميما. لم تعرف الدنيا عظيما مثله. صلوا عليه وسلموا تسليما. صلى الله عليه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وهذه المجالس في اخر فصول الكتاب مجالس تعظيم واجلال للشعائر التي عظم الله والحرمات التي حرمها جل جلاله وتقدست اسماؤه. مجلس وليلة الجمعة الماضية طاب باعظم ما تطيب به المجالس بالحديث عن تعظيم رب العزة والجلال. وما الذي قررته نصوص الشريعة واطبقت عليه كلمة فقهاء الامة جيلا بعد جيل في خروج كل من تعدى على هذه حرمتي عن دائرة الاسلام فلا والله لا يبقى لامرئ مثقال ذرة من ايمان اذا تعدى على مقام الالوهية او تطاول على اعظم الحقوق التي عرفتها الخليقة قط. حق الله سبحانه وتعالى. وحقه العظيم التعظيم بجلاله وتقديره حق قدره وتلك مجالس قد مضت فيها الادلة والنصوص واقوال سلف الامة. مجلس الليلة بعون الله ذو صلة بما سبق والحديث عن تعظيم مقام الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام. صفوة الله من خلقه من البشر وتعظيم الملائكة الكرام عليهم السلام صفوة الله من خلقه من اهل السماء. والله عز وجل قد قال الله وفي من الملائكة رسلا ومن الناس. فهؤلاء صفوة خلق الله. من الرسل من الانبياء من الناس ومن ملائكة الله الكرام عليهم السلام. فمن تطاول او تعدى او اساء الى من اصطفى الله عز وجل فقد اساء الى من اصطفاهم الله. وذلك لا يبقى معه لامرء مثقال ذرة من ايمان وهو خروج من الاسلام عياذا بالله فيأتي المصنف في هذا الفصل بهذا المعنى العظيم ثم يليه فصل عن تعظيم كتاب الله وكلامه الجليل وما الذي يتقرر فيه ايضا من الاحكام بازاء التطاول او الانتقاص او الحط من القدر. وكل ذلك منتظم في ما ابتدأه المصنف انطلاقا من تعظيم حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان التطاول على مقام النبوة كفر وخروج من الدين موجب للحد والقتل والعياذ بالله. ثم ساق الحديث الى كل ذي صلة بتعظيم رسول الله الله عليه وسلم وخطورة التطاول عليه بانتقاص او ازدراء او استخفاف او سب او طعن او شتم ريحا او تلويحا قصدا او بغير قصد. تلك امور عظيمة في الدين وقواعد جليلة لا يجوز بحال التطاول عليها او الاستهانة بشأنها. فكان هذا في سياق ما سبق من الفصول الماضية سائلين الله التوفيق والسداد والهدى الرشاد وان يعمنا واياكم في هذا المجلس ونحن في رحاب بيته باعظم ما اعطى عباده السائلين ويكرمنا واياكم بالعفو والعافية والعلم النافع والعمل الصالح وبالله التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على رسوله الامين نبينا محمد اشرف الخلق اجمعين. اللهم صلي وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين. فصل في حكم من سب سائر انبياء الله تعالى وملائكته واستخف بهم. قال المصنف رحمه الله وحكم من سب سائر انبياء الله تعالى وملائكته عليهم السلام واستخف بهم او كذبهم فيما اتوا به او انكرهم او جحدهم. حكم نبينا عليه السلام على مساق ما قدمناه وحكم نبينا صلى الله عليه وسلم وجوب احترامه وتوقيره وحبه واجلاله. والانبياء عليهم السلام في هذا المقام على مرتبة واحدة من وجوب الايمان. والتعظيم بهم اولهم واخرهم عليهم السلام. اما قلنا مرارا نحن امة مباركة. بعث فينا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فامنا به وامنا باخوته الانبياء والرسل الكرام عليهم السلام جميعا. ولا نستثني منه احدا وستأتيك الادلة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته به ورسله لا نفرق بين احد من رسله. هذا الذي شرفنا به امة الاسلام من بين سائر الامم ان كل امة انما امت بنبيها خاصة. الذي بعث اليهم وبالرسول الذي ارسله الله تعالى اليهم. اما نحن امة محمد صلى الله عليه وسلم فامنا بنبينا وصدقناه واحببناه وعظمنا قدره الذي عظمه الله ثم امنا بكل من سبق من الانبياء والرسل عليهم السلام. من لدن ادم عليه السلام ابي البشر الى طولنا محمد صلى الله عليه وسلم. كلهم والله نملأ قلوبنا حبا لهم وتعظيما واجلالا وتوقيرا ولا نرضى المساس بمقام احد منهم قط. ونحن بذلك اي والله نحن بذلك اشد ايمانا وتعظيما لهم من ايمان وتعظيم اقوامهم لهم. ذلك ان من اقوامهم من كذبه ومن اعتدى عليه ومن قتله ومن من اذاه اما نحن فلا نملأ الصدور الا حبا وتعظيما لهم. ولا نملأ القلوب الا اجلالا وتوقيرا لمقامهم. هكذا امرنا الله وهكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت لنا بذلك الكرامة في الدنيا بهذا الايمان والشرف في الاخرة تدرون ما الشرف؟ ان الله اصطفى هذه الامة فجعلها امة شاهدة على الامم. لتكونوا اداء على الناس ليس على امتنا على كل الخليقة. ويكون الرسول عليكم شهيدا. وكذلك جعلناكم امة وسطا هذه الوسطية خيرية وعدالة وفضل وشرف هكذا جعل الله عز وجل لهذه الامة بما حباها من الايمان بالانبياء عليهم السلام حتى عد هذا ركنا عندنا في الاسلام من اركان الايمان. الايمان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. لن تؤمن بنبيك فقط عليه الصلاة والسلام بل برسل كافة فمن لم يؤمن بهم لا يبقى له ايمان. ولا نفرق بين احد من رسله. هذا الواجب الذي تقرب اوجب علينا في شريعتنا معشر المسلمين تعظيما للانبياء الكرام. ورسل الله عليهم السلام تعظيما ايمسهم بانتقاص او حط قدر ولذلك فعامة ما يروى في القصص والاخبار والروايات الاسرائيلية التي تنسب الى الانبياء عليهم السلام. مما فيه انتقاص او حط قدر يضرب به عرض الحائط ولا يلتفت اليه ليه؟ لانها لا مستند لها اولا. فلا زمام ولا خطاء ولانها تعارض هذا الاصل العظيم. الذي وجب علينا الايمان به فما اصطفاهم الله الا بما علم سبحانه وتعالى وما جبلهم عليه من الخيرية والتقى والاصطفاء على سائر البشر. هذا اصل جعله المصنف رحمه الله تعالى في هذا الفصل قال حكم من سب الانبياء واستخف بهم او كذبهم او انكرهم او جحدهم حكم نبينا صلى الله عليه وسلم. وما حكم من سب او كذب او استخف او انكر نبينا صلى الله عليه وسلم شيئا الحكم عليه بالكفر والخروج من الملة والمروق من الدين ثم اقامة الحد عليه بقتله لانه استوجب عقابا شديدا هو من اشد عقوبات الاسلام لعظم جنايته التي اقترف بهذا التكذيب والاستخفاف والانكار. نسأل الله العافية والسلام قال رحمه الله وحكم من سب سائر انبياء الله تعالى وملائكته عليهم السلام واستخف بهم او كذبهم فيما اتوا به او انكرهم او جحدهم حكم نبينا عليه السلام على مساق ما قدمناه. قال الله تعالى ان الذين يكفرون الله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله. ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا. هذا حكم صريح من القرآن الكريم. بكفر من اراد ان يفرق بين الرسل فامن ببعضه وكفر الطبيبة فلهذا فان من امن بموسى عليه السلام من اليهود ولم يؤمن برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر. ومن امن برسالة عيسى عليه السلام من النصارى ولم يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر. وهكذا حكم الله عز وجل ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا فلا سبيل لاحد ان يزعم اليوم انهم اهل ايمان. والقرآن يقول اولئك هم الكافرون حقا. واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال والله لو كان موسى بن عمران حيا ما وسعه الا ان يتبعني. واذا نزل نبي الله عيسى عليه السلام اخر الزمان فانما يحكم بشريعة الاسلام التي بعث الله بها محمدا صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم. قال رحمه الله وقال تعالى اولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسحاق ويعقوب والاسباط. والاسباق وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون. الاية في البقر التي ثبت في صحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. انه كان بها احيانا في الركعة الاولى من سنة الفجر. وفيها هذا الاصل العظيم من الايمان بالانبياء والرسل عليهم السلام اختها الاية الاخرى في سورة ال عمران هي كذلك في الدلالة قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له وقال تعالى امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. قال امالكم في كتاب ابن حبيب ومحمد وقاله ابن القاسم وابن الماجسون وابن عبد الحكم واصبغ وسحنون فيما شتم الانبياء او احدا منهم او قتل ولم يستتب. ومن سبهم من اهل الذمة قتل الا ان يسلم. هذا الحكم ذاته الذي نقله المصنف رحمه الله عن هؤلاء الائمة الاعلام في شأن من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم عياذا بالله. او تنقصه او حط من قدره او استخف بمكانته او نسب اليه شيئا من النقائص عليه الصلاة والسلام. انه يقتل ولا يستتاب في كلامي جل اهل العلم وكثير منهم في من تقدم ذكرهم. وان كان ذميا يعني يهوديا او نصرانيا مقيما في بلاد الاسلام بعقد الذمة الذي يعطي فيه الجزية صاغرا باقيا على احكام الشريعة واحترام حدودها فانه لا اقرأوا القتل عنه الا ان يعلن دخوله في الاسلام. فيقتل الا ان يسلم تعظيما لهذه الاصول العظام وقواعدها الكبيرة في شريعة الاسلام الله اليكم قال رحمه الله وروى سحنون عن ابن القاسم من سب الانبياء من اليهود والنصارى بغير الوجه الذي به كفر فضرب عنقه الا ان يسلم. وقد تقدم الخلاف في هذا الاصل وقال القاضي بقرطبة سعيد بن سليمان في بعض اجوبته قال من سب الله تعالى وملائكته قتل. وقال سحنون من شتم ملكا من الملائكة فعليه القتل. هذا فيما تقدم في حكم سب الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا. او برسول الله صلى الله عليه واله وسلم تقدم ذكره. وتقدمت ايضا الوجوه التي يقع بها الانتقاص والازدراء القصد والعمد التعريض او التصريح او ان يقول كلاما يراد به او لا يقصده او ما كان فلتة وزلة لسان كل ذلك تقدم. المقصود بتقريره الان ان هذا في حق الملائكة الكرام عليهم السلام. فماذا لو هزئ من يزعم الاسلام باحد من الملائكة الكرام عليهم السلام. فجرى على لسانه اما اسماء الملائكة على العموم او على اعيانهم بالخصوص فاذا جرى ذكر اسم جبريل عليه السلام او ميكال عليه السلام او اسرافيل عليه السلام او قيل الملائكة كذا ثم الصق ذلك بوصف لا يليق او قاله في مقام ضحك وسخرية واستهزاء او تطرف تطرف وضحك ليضحك به الجالسين. او ساق طرفة يتندر بها في المجالس. حذاري هذا عظيم وهذه صفوة من خلق الله اصطفاها الله. فالسخرية منها انتقاص لما عظم الله وازدراء لشيء اصطفاه الله واعلى مكانته. فليعلم المسلم ان التطاول بقصد الازدراء او بقصد والسخرية والاستهزاء والتندر في المجالس حذاري ليضحك الساخر بما يضحك منه الا ان يكون شيئا مما حرمته الشريعة. او عظمته او اوجبت كرامه وتعظيمه لانه من شعائر الله او من حرمات الاسلام. ومن ذلك الملائكة الكرام عليهم السلام. نقل المصنف رحمه الله عن سعيد بن سليمان القرطبي قاضي قرطبة قال من سب الله وملائكته قتل فجعل الحكم واحدا. فاذا قال قائل هل يستوي الخالق بالمخلوق؟ الجواب لا. لكن التعظيم الواجب التعظيم الواجب يوجب لكل من الخالق ومن عظم الله من خلقه هذا الادب والتعزير والعقاب. وهو يبلغ القتل في مثل هذه الاحوال. نسأل الله العافية احسن الله اليكم قال رحمه الله وفي النوادر عن مالك في من قال ان جبريل اخطأ بالوحي وانما كان النبي علي ابن ابي ابي طالب قال رحمه الله استتيب فان تاب والا قتل. ونحوه عن ونحوه عن سحنون. وهذا قول الغرابي من الروافض سموا بذلك لقولهم كان النبي صلى الله عليه وسلم اشبه بعلي رضي الله عنه من الغراب بالغراب هذه طائفة من الشيعة الروافض الغولاة الذين يزعمون النبوة في حق امير المؤمنين الخليفة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وهو بريء من هذا الكلام. وانما هو غلو هذه الفئة الضالة. التي بالغت في زعمها حبها لعلي رضي الله عنه وانتصارها له وتشيعها له ولال بيته. فبلغ بهم الغلو ان زعموا انه ولي وصي لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وانه الاولى بالخلافة من بين اصحابه. ثم بلغ بهم الغلو ان وصفوا الصحابة بالجور والظلم والاعتداء على الحق الذي خصه به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم بلغ الغلو بمثل هذه الطوائف من الى ان زعموا انه نبي بل زعم الغلاة منهم ان النبوة انما كانت في حقه لا في حق محمد رسول الله. صلى الله عليه وسلم. فقالت طائفة المأفونة منهم ان جبريل اخطأ بالوحي وانما كان الواجب ان ينزل على علي فنزل خطأ على محمد صلى الله عليه وسلم كفر عجيب واستخفاف باصول الشريعة وهذا فيه قدح في مقام الالوهية اولا وفي مقام النبوة ثانيا وفي حق الملك امين الوحي جبريل عليه السلام ثالثا. ولذلك اجمع اهل العلم في الاسلام على كفر هؤلاء. وعلى انهم قدم لهم في الاسلام ولا مثقال ذرة بل هذا من اضل الضلالات ومن ابطل الاباطيل. قال هذه الطائفة تسمى الغرابية وهي طائفة من غلاة الشيعة قال المصنف رحمه الله سموا بذلك لقولهم كان النبي صلى الله عليه وسلم اشبه بعلي من الغراب بالغراب وهذا مثل تضربه العرب لشدة الشبه بين اثنين. فان الغراب لا يختلف في مظهره وهيئته وشكله عن سرب الغرباء فتراهم شكلا واحدا. وانما قالوا ما قالوا قبحهم الله لا لوصف علي رضي الله عنه بالجمال شبها الله صلى الله عليه وسلم بل لتسويغ ما ادعوه وافتروه ان جبريل عليه السلام اخطأ. فكان الواجب ان يبلغ بالوحي عليا فاخطأ لشبهه برسول الله صلى الله عليه وسلم تعالى الله عن ذلك ونزه الله مقام النبي صلى الله عليه صحبه الكرام رضي الله عنهم اجمعين الله اليكم قال رحمه الله وقال ابو حنيفة واصحابه على اصلهم من كذب باحد من الانبياء او تنقص احدا منهم او برأ منه فهو مرتد فقال ابو الحسن القادسي في الذي قال لاخر كانه وجه مالك الغضبان. لو قال رحمه الله لو عرف انه قصد ذم قتل الملك الملك عليه السلام خازن النار مالك. الذي جاء اسمه في سورة الزخرف ونادوا يا ما لك ليقض علينا ربك قال انكم ماكثون وهو خازن النار عليه السلام فقال وقد سئل بعض الفقهاء عن رجل قال لاخر يذمه يقول كانه وجه مالك الغضبان هذا التشبيه لا يجوز اولا لكن السؤال هل هو انتقاص للملك واستخفاف به وسخرية ان كان كذلك فقد اوجد على نفسه القتل. ولهذا قال ابو الحسن القابسي لو عرف انه قصد ذم الملك قتل فاما ان قال لا ما قصدت ذم الملك انما قصدت تفخيم شأن هذه الموصوف. فقلت كانه وجه مالك. اشارة علو قدره او هيبة منظره ايا كان فهذا محرم فيما يتداول من الالفاظ. لكن السؤال متى تستوجب كفرا وقتلا والعياذ بالله قال ان قصد به الاستخفاف او الانتقاص او الذم للملائكة عليهم السلام الله اليكم. قال القاضي ابو الفضل رحمه الله وهذا كله فيمن تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة والنبيين او على معين ممن حققنا كونه من الملائكة والنبيين. ممن نص الله تعالى عليه في كتابه او حققنا علم او او حققنا علمه بالخبر المتواتر والمشتهر المتفق عليه المتفق عليه بالاجماع القاطع. هذا الكلام يتناول من الانبياء والملائكة من ثبت اسمه اذا عين من ثبت اسمه بنص او دلالة صحيحة من حققنا كونه من الملائكة والانبياء بالنص في كتاب الله او بالخبر المتواتر او المتفق عليه والاجماع اراد المصنف رحمه الله الان في هذا الكلام ان يفرق بين الاسماء التي اتفق على كونها من الملائكة او ممن اختلف فيهم هل هو نبي او لا؟ او هل هو ملك او لا؟ لان الذي يختلف فيه ليس حكمه حكم من اتفق على كونه ملكا او نبيا والكل واجب التعظيم. يعني سيأتيك الان مثلا انه اختلفوا في بعض البشر من العظماء المقدرين او كذي القرنين ولقمان والخضر هل هم انبياء؟ فيهم خلاف. فمن تطاول على هذه الاسماء كالخضر وذي القرنين مثلا ولقمان او مريم لانهم ليسوا انبياء. فمن تطاول عليهم فهو اثم وارتكب جرما لان الله عظم شأنه في كتابه واثنى عليه. لكنهم ليسوا انبياء. فهذا الحكم يختلف فيمن ثبت انه نبي او ملك ومن اختلف فيه والا فالكل واجب التعظيم واجب الاحترام واجب الاجلال حرام التطاول عليه او الانتقاص لانه لم ياتي في شريعة الاسلام في كتاب الله او سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الا في سياق التعظيم والاحترام. لكن حكم المتعلق بالكفر والخروج من الاسلام. والقتل نسأل الله السلامة يختلف بين المقامين. نعم. احسن الله اليكم. قال القاضي ابو فضل رحمه الله وهذا كله في من تكلم فيهم بما قلناه على جملة الملائكة والنبيين او علام معين ممن حققنا كونه من الملائكة والنبيين ممن نص الله تعالى عليه في كتابه. او حققنا علمه بالخبر تواتر والمشتهر المتفق عليه بالاجماع القاطع. كجبريل وميكائيل ومالك وخزنة الجنة وجهنم. والزبانية وحملة العرش المذكورين في القرآن من الملائكة. ومن سمي فيهم ومن سمي ومن سمي فيه من الانبياء. من سمي في القرآن من الانبياء والذين سموا في القرآن من الانبياء خمسة وعشرون نبيا عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ومن سمي فيه من الانبياء وكعزرائيل واسرافيل والحفظة ورضوان ومنكر ونكير من الملائكة المتفق على قبول الخبر به ماء. نعم. قال من سموا في القرآن كجبريل وميكال ومالك وخزنة الجنة وخزنة النار والزبانية وحملة العرش هؤلاء ذكروا في القرآن وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة ونادوا يا ما لك وهكذا في غير ما اية ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فسموا هؤلاء في القرآن. قال اما غيرهم فربما ذكر في بعض الاخبار والاحاديث. قال كعزرائيل واسرافيل والحفظة ورضوان ومنكر ونكير من الملائكة. المتفق على قبول الخبر بهما. اما عزرائيل فلم يثبت به صحيح لا في القرآن ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنه كما يقول الحافظ ابن كثير سمي في بعض الاثار الموت سمي بعزرائيل وهو مشتهر. لكنه لا يثبت به نص وهو مما تتداوله العامة وتشتهر على السنتها ان اسم ملك الموت عزرائيل ولا يثبت به نص ولعله مما بلغنا من الاخبار الاسرائيلية. واما اسرافيل فهو الملك بالنفخ في الصور كما ثبت في الحديث والحفظة المقصودين بقوله تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظون من امر الله ورضوان مخازن الجنة ومنكر ونكير المراد بهما الملكان الموكلان سؤال العبد في قبره وبعذابه او نعيمه كما ثبتت بذلك الاخبار. اما التسمية بمنكر ونكير فايضا مما لا يثبت به نص صحيح قال رحمه الله هذه امثلة لمن سمي في كتاب الله من الملائكة والانبياء عليهم السلام او من سمي في الاخبار المشتهرة او الصحيحة او المتفق على قبولها او وقع الاجماع على تسميتهم. هؤلاء التطاول وعليهم في جملتهم او باعيانهم واسمائهم كفر على ما تقدم نسأل الله السلامة. نعم. احسن الله اليكم. قال رحمه الله فاما من لم تثبت فاما من لم تثبت الاخبار بتعيينه ولا وقع الاجماع على كونه من الملائكة او الانبياء كهاروت في الملائكة والخضر ولقمان وذي القرنين ومريم واسية وخالد بن سنان المذكور انه نبي اهل الرس وزراء دشت الذي تدعى الذي الذي تدعي الذي تدعي المجوس والمؤرخون نبوته فليس الحكم في سابهم والكافر بهم كالحكم فيما قدمناه. قال مثل هاروت وماروت في الملائكة. المذكورين في سورة البقرة في قوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر ما انزل على الملكين ببابلة هاروت وماروت. وفي الاية كلام طويل عريض لاهل العلم واثار كثيرة ايضا واخبار جما هل هما ملكان انزلا من السماء؟ ام هما ممن اصطفى الله فكانت بهما الفتنة المذكورة في الاية. قال والخضر ولقمان وذي القرنين ومريم واسيا وخالد ابن سنان وزرادشت هؤلاء اسماء من الاعلام المشهورة في تاريخ البشرية اما فصاحبوا موسى عليه السلام المذكور في سورة الكهف. واما لقمان فالذي سميت سورة في القرآن باسمه. وخلد الله ذكره في كتابه بقوله ولقد اتينا لقمان الحكمة. واما ذو القرنين فلنذكر ايضا في اخر سورة الكهف في قصته المشهورة واوتي الملك. هل كان نبيا اوليس كذلك على خلاف. ومريم ابنة عمران لان الله عز وجل جعل النبوة في الذكور من عباده خاصة وهذا مما وقع الاتفاق عليه ومنهم من قال ان الله اوحى اليها فخصت بذلك واسي امرأة فرعون لما حباها الله به من جلالة كان وذكر شأنا في قوله وضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون. وذكر النبي عليه الصلاة والسلام انها ممن فضل الله من على العالمين قال وخالد بن سنان المذكور انه نبي اهل الرس اهل البئر قتلوا نبيهم ودسوه في البئر على قصة تذكر في ترجمته ومختلف فيه وفي اسمه هل هو من عداد الانبياء او ليس كذلك؟ زرادشت الذي تدعي المجوس والمؤرخون نبوته واليه تنسب طائفة زرادشتية بعقيدتهم ومذهبهم وملتهم. ويذكرون انه نبي نزل عليه الوحي وتتابع المؤرخون ايضا على ذكر مثل هذا ولا يعلم وليس بين يدينا نص في اثبات ذلك. قال ليس الحكم في سابه والكافر بهم كالحكم في من قدمنا والسبب انه لم يثبت عندنا قطعا انه نبي او ملك تثبت له من الحرمة ما ثبت للملائكة والانبياء عليهم السلام سؤال اذا لم يثبت ان لقمان نبي ولا ان ذا القرنين نبي ولا الخضر نبي. السؤال. اذا يجوز شتمه وسبه والاستهزاء به انتقاص من قدرك؟ الجواب لا. هو حرام يكفينا ان الله عظم هذه الاسماء في كتابه وذكرها في سياق التخليد لذكرهم الى يوم القيامة. وذكر من شأنهم وعظمة احوالهم ما يستوجب الاحترام. كلامنا فقط هو هل يستوجب ذلك الانتقاص والسب والشتم؟ هل يستوجب الكفر والخروج ان الاسلام اولا واقامة الحد بالقتل ثانيا هذا الذي يتوقف اهل العلم. قال الحكم فيه ليس كالحكم في من تقدم ذكره نعم فليس الحكم في سادهم والكافر بهم كالحكم في من قدمنا. اذ لم تثبت لهم تلك الحرمة ولكن يزجر من تنقصهم واذاهم ويؤدب بقدر حال بقدر حال المقول فيه. لا سيما من عرفت صديقيته وفضله منهم وان لم تثبت نبوته واما انكار نبوتهم او كون او كون الاخر من الملائكة يعني انكار نبوة ذي القرنين او لقمان او الخضر او او اسيا او زرادشت او انكار انتساب هاروت وماروت مثلا الى الملائكة. من انكر هذا ان هذا نبي او هذا ملك فهو ايضا ممن سيفصل المصنف رحمه الله الحكم فيه فان كان المتكلم في ذلك من اهل العلم فلا حرج عليه لاختلاف العلماء في ذلك. يعني ربما كان من اهل العلم وهو لا يرى نبوة بعض هؤلاء فقال ان فلان ليس ملكا قالها وهو عالم. واختار قولا مما اختلف فيه العلماء فهذا شأنه هو مما ينبغي لاهل العلم ايضا ان يقرروه. فهذا مما لا اشكال فيه لانه عالم. ويتكلم فيما يتناوله العلماء بالخلاف والترجيح وان كان من عوام الناس زجر عن الخوض في مثل هذا فان عاد ادب اذ ليس اذ ليس لهم الكلام في مثل هذا. ان كان من العوام فلا غرض له ولا مصلحة من جلوسه في المجالس او ارساله الرسائل او تعليقه في بعض منصات وسائل التواصل ليقول فلان نبي وفلان ليس نبي وفلان من الملائكة وفلان ليس من الملائكة. يقول ان كان من العوام زجر عن الخوظ في مثل هذا. ليش؟ لان الخوظ في فيه مدعاة الى التنقص ولو بغير قصد. يعني الان لو قلت لهذا الذي كتب يقول اه لقمان ليس نبيا خضر ليس نبيا. السؤال هل هو يقصد عدم تعظيمه؟ او ما الذي يقصده بنفي النبوة عنه؟ ليس من العلماء حتى نقول هو عالم ويرجح ما بعض ما قاله العلماء من عامة الناس. فلذلك قال المصنف يسجرون عن الخوظ في مثل هذا لانه مد دعاة الى الانتقاص من قدرهم ولو بغير قصد. فاذا قال ليس نبيا وربما فهم العامة لانهم عوام. اذا هو كسائر البشر ولا قدر له يتميز به عنه. ولا فضل له على غيره من الناس. اذا هو وجارنا وصاحب البقالة في الحي عندنا سواء لا هذا ليس صحيحا. كوننا نقول ان لقمان ليس نبيا. او ان الخضر ليس نبيا ليس معناه انه اصبح مثل سائر البشر يكفيك ان الله عز وجل ذكره في القرآن في مقام التعظيم والاجلال. فخوض العامة في مثل هذا ينبغي ان ان يكفأ الباب عنه قال يزجر فان عاد اؤدب اذ ليس لهم الكلام في مثل هذا احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد كره السلف الكلام في مثل هذا مما مما ليس تحته عمل لاهل العلم فكيف للعامة؟ نعم يعني هذا مما لا يترتب عليه عمل ولا اثر فاجتناب الخوظ فيه اولى خصوصا للعوام. لان خوضهم فيه ربما قاد وال الى ما لا لهم الحديث عنه. نعم احسن الله اليكم فصل في حكم من استخف بالقرآن او المصحف او بشيء منه او سبهما قال رحمه الله واعلم ان من استخف بالقرآن او المصحف او بشيء منه او سبهما او جحده او حرفا منه او اية او كذب به او بشيء منه او كذب بشيء مما صرح به في مما صرح به فيه من حكم او خبر او اثبت ما نفع او نفى ما اثبته على علم منه بذلك او شك في شيء من ذلك فهو كافر عند اهل العلم باجماع. من اخف بالقرآن او المصحف. ما الفرق بينهما من استخف بالقرآن او المصحف. ما الفرق بينهما القرآن كلام الله الايات والسور والمصحف هو الكتاب الذي جمع فيه القرآن. فالمصحف هو الورق والغلاف الذي كتب فيه القرآن والقرآن هو الايات والسور كلام الله جل جلاله. قال من استخف بالقرآن او بالمصحف الاستخفاف بالمصحف كأن لا يحترمه الا يقدره ان يطأه والعياذ بالله ليجعله في مكب النفاية ان يمسه بنجاسة ان يحرقه انتقاصا واستخفافا هذا استخفاف بالمصحف. اما القرآن فهو الايات والسور كلام الله قال رحمه الله والفصل هذا في سياق ما تقدم حديث عن تعظيم لامر عظيم. ما هو كلام الله يا اخوة في عدد من الايات وصف الله كلامه بما وصف به نفسه سبحانه. ربنا عزيز وفي غير معاية انه العزيز الحكيم. ووصف كتابه بالعزيز قال وانه لكتاب عزيز. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ربنا حكيم. ووصف كلامه بانه حكيم. قال سبحانه يس والقرآن الحكيم فكلامه حكيم. قال كتاب احكمت اياته. ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فهو حكيم كلامه حكيم. اما من الحكمة واما من الاحكام واما من الحكم فكلامه موصوف بذلك كله سبحانه وتعالى. ربنا مجيد ومن اسمائه المجيد ومن صفاته المجد سبحانه. ووصف القرآن بانه مجيد. فقال بل هو قرآن في لوح محفوظ قال قاف والقرآن المجيد. المجيد من المجد وهو كثرة الخير والبركة والعظمة ربنا سبحانه وتعالى كريم. ووصف كتابه بانه كريم. قال فلا اقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم انه لقرآن كريم ربنا عظيم وكلامه عظيم. وقد جاء في كتاب الله من الاوصاف تحمل الجلال والعظمة والهيبة والتقدير ورفعة المكانة لكلامه سبحانه. بل ما وصف احد كتاب الله باعظم ولا اجمل مما وصف به الله سبحانه وتعالى كلامه بكلامه. وصف الله القرآن في القرآن فكان وصفه واجمله واعظمه واجله في كتاب الله عن كتاب الله. واوصافه جما وتعظيم الله عز وجل للقرآن عظم الله القرآن وعظم انزاله وعظم النعمة التي جاء بها هذا القرآن لهذه الامة يحمد الله وسبحانه وتعالى نفسه على على انزاله القرآن. فيقول الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب فنحن والله احق بالحمد فالحمد لله. عظم الله نفسه وذاته العلية على تنزيل الكتاب. قال تبارك الذي نزل على عبده ليكون للعالمين نذيرا. فنحن والله احق بالتعظيم والثناء والمجد فتبارك الله. عظم الله كتابه ايما تعظيم وجعل تنزيله على هذه الامة نعمة وجليلة هي النعم التي انعم الله بها علينا في هذا الدين قال سبحانه وتعالى اليوم اكملت لكم دينكم. واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. تنزيل القرآن حدث عظيم قال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. هذا السياق وغيره مما يضيق المقام عن ذكره دال اتم الدلالة واوضحها على ما جعل الله سبحانه وتعالى لكتابه من العظمة والاجلال. فبالله عليكم ما شأن هذا المخلوق الحقير الضعيف ابن ادم اذا تطاول على هذا الكلام العظيم؟ اذا استخف به اذا تنقص اذا هزأ به اذا جعله اضحوكة او ساقه في طرفة او نكتة ساخرة ما شأنه هذا في حقيقة شأنه استخفاف بامر عظيم عظمه الله بل هو صفة من صفات الباري جل وعلا كلامه الذي هو اعظم الكلام سبحانه وتعالى. وهذا الكلام العظيم لربنا العظيم هو دستور الامة وشريعتها وهو الذي بقي مخلدا محفوظا الى ان يبعث الله الارض ومن عليها. عظم الله القرآن جبريل عليه السلام لانه نزل بالقرآن. وعظم رمظان لانه الشهر الذي نزل فيه القرآن. وعظم ليلة القدر لانها الليلة التي انزل فيه القرآن وعظم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم الذي انزل عليه القرآن. وعظم في الامة تلك الفئة التي في صدورها القرآن فتشرفت به تعلمته وعلمته فقال خيركم من تعلم القرآن وعلمه. هذه الحفاوة والتعظيم والاجلال والاكرام لكل ما اتصل بالقرآن العظيم في شريعة الاسلام تأبى تأبى على من تنقص او تعدى او استهزأ او تطاول باي صورة كانت قصدا او عمدا بعبارة او اشارة توجب انه اتى امرا عظيما قال فيه المصنف رحمه الله من استهزأ او استخف او جحد او كذب او اثبت ما نفى او نفى ما اثبت على علم او شك في شيء من ذلك فهو كافر عند اهل العلم باجماع فاي في الامة من يرفع راية التعظيم لكتاب الله العظيم وهو عظيم. للقرآن المجيد وهو مجيد. للكتاب المبارك الذي جعله الله لهذه الامة شفاء ونورا ورحمة وهدى وذكرى وبشرى وجعله سبحانه وتعالى روحا لها تتنفس به الحياة. فمن تطاول على القرآن فلا والله ما بقي له في في رقعة الاسلام مثقال ذرة ولن فيه لحظة لانه قد هتك كل ما جاء في القرآن من تعظيم القرآن. وجاء بما يتنافى مع ما اخبر الله عز وجل به من تعظيم كتابه العظيم اعلموا ان من الاستخفاف بالقرآن دعوى تحريفه كما سيأتي في كلام المصنف. او التشكيك فيه. او المناقشة والاعتراض المجادلة في بعض الاحكام التي تناولها القرآن. ليأتي حثالة من سقط البشر ليجادل ويماري في امر يقر رب البشر في كتابه العظيم. فيناقش في احكام ثابتة قطعية راسخة كاحكام الميراث. او احكام النكاح او احكام النفقة او احكام الطلاق او العدة او الحلال والحرام والطعام وسائر العبادات التي شرعت في الاسلام. فيأتي بعض حسادة البشر انتسب الى الاسلام او لم ينتسب اليه. ليجادل ويعترض ويماري في كتاب الله عز وجل. وتعلم امة الاسلام ان كتاب الله الذي وصفه الله بالحكمة والاحكام وانه عظيم ومجيد وكريم هو والله اجل هو اعظم مما لو اجتمعت عليه الخليقة انسا وجنا ان تطاله بسوء. او ان تمسه بشيء يمكن ان يكون وانتقاصا فقط لانه كلام الله. وكلام الله عز وجل له من العظمة ما للمتكلم به سبحانه ذو العزة والجلال. فهذا الفصل في تقرير هذا المعنى العظيم. وان تعرف الامة هذه المكانة الرفيعة لكلام ربي وكتابه سبحانه وانه لا ينبغي السكوت او الرضا او التهاون او الاستخفاف بشأن من تطاول من بشر على كتاب الله سبحانه وتعالى وهو بالعظمة التي مر وصفها انفا احسن الله اليكم قال الله تعالى وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من حكيم حميد قال رحمه الله حدثنا الفقيه ابو الوليد هشام ابن احمد رحمه الله قال حدثنا ابو علي قال حدثنا قال حدثنا ابن عبد البر قال حدثنا ابن عبد المؤمن قال حدثنا ابن داسه قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا احمد ابن حنبل قال حدثنا يزيد ابن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المراء في القرآن كفر تؤول تؤول تؤول تؤول بمعنى الشك وبمعنى الجدال. الحديث اخرجه المصنف كما ترى من طريق الامام ابي داود رحمه الله وهو عنده في السنن. وشيخ الامام ابي داود في السند الامام احمد بن حنبل. وهو عنده في المسند ايضا رحمه الله والحديث صححه غير واحد كابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي والنووي ايضا. يقول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم المراء في القرآن كفر. والمقصود بالمراء في معنى الشك ان من يماري بمعنى يشك شككوا فيما جاء في القرآن كله او بعضه ولو باية منه. وتؤول ايضا بمعنى المجادلة في القرآن يعني ان جعل من بعض سور القرآن او احكام القرآن او قصص القرآن او شيء مما جاء في القرآن يجعله مسارا للجدل ليشكك مثلا في صدق وصحة قصة مما اوردها القرآن فيخرج المأفون ليقول ان كذا من الشخصيات المذكورة في القرآن انها خيالية ليست حقيقية وليس لها وجود في حياة البشر او يجادل في شيء من الاحكام او السور كما تقدم ذكره او في ثبوت القرآن وبقائه كما فعل بعض بعض المستشرقين في التشكيك في صحة المجموع في المصحف مما قام بجمعه الصحب الكرام رضي الله عنهم بعد ممات رسول صلى الله عليه وسلم فيشككون في صدق هذا الجمع وصحته واستيعابه لما نزل من الوحي. فان القرآن كان مفرقا فشيء يجمع بعد ممات النبي عليه الصلاة والسلام. ثم يسوقون من الشبه والاباطيل والاراجيف التي لا تثبت على قدم الاسلام عجب ولا جرم ان يسوق تلك الشبهة كافر. مشكك في الاسلام. يقصد بذلك اضعاف. يقين في كتاب ربه وقرآنهم. لكن الاشكال ان يستجيب لهذه الاراجيف والشبهات بعض ضعاف العلم من بني الاسلام فعلام يعطي هذا المسلم المسكين ضعيف الحظ من العلم على ما يعطي اذنه وسمعه لمثل تلك الاباطيل؟ ان لم يكن عنده من العلم ما يحفظ به الوقار والتعظيم لكتاب الله. فعلاما يتتبع المواقع ويستمع لاولئك ويشاهد مقالاتهم ويقرأ ما كتبوا. ثم يقول صحيح كيف كذا؟ وما الجواب عن كذا لنفترض انني لا املك جوابا عما سمعت من سؤال واشكال. لكن ان كان فيه تشكيك فيما يتعلق بصحة القرآن وحفظه بالله عليكم حتى لو ما كان عندي جواب. اليس عندي اصل عظيم اركن اليه؟ في عظمة قرآن ووجوب الايمان به. وان الله تكفل بحفظه. او اصدقه واترك قول الله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظوا اتركه واخذ به ثم اعرض عن ما قيض الله لهذا الكتاب من حفظ الامة له عبر القرون جيلا بعد جيل فبقي قرآنا يتلى وسيتلى الى قيام الساعة. هذه كلها مما ينبغي على اهل الاسلام وعيه وادراكه وان يكون عندنا اصل متين. ان كتاب الله محفوظ. وان القرآن المحفوظ في المصاحف هو الذي انزله الله على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. فلا مقام اذا ولا بقاء لكذبة كاذب وافتراء مفتر وزعم مبطل ملحد يريد ان يشكك المسلمين في دينهم. فالواجب اولا امام تلك الاباطيل الاعراض عنها. وقفل الابواب في وجوهها وعدم السماح بالوقوف عليها او تداولها الا لعالم يقصد الرد في ذلك الباطن الله اكبر واللغة حي على الصلاة لا حول ولا قوة لا اله الا الله اللهم صلي على محمد اذا فالواجب على امة الاسلام ان تعي مكانة كتاب ربها العظيم وعظمته وجلالته فتعرف فله حقه فكان من واجب ذلك ومن لوازمه الا تفتح الامة بابا ولا تعطي اذنا لكل من يسيء او يتطاول او يشكك في كتاب الله الكريم. وربما كان وراء ذلك من اغراض المبطلين واراجيف الملحدين المضلين ما يوجب عدم الاستجابة لهم. ولا تلقف كلامهم ولا الوقوف على اباطيلهم. هذا واجب يحفظ المسلم على نفسه عقيدته وايمانه وتعظيمه لكلام ربه فانه يخشى والله ان يقع هذا الكلام في اذن او قلب مسلم ضعيف العلم قليل البضاعة فربما اورث ذلك عنده شبهة. فالمسك ما ان يقرأ كتاب الله او يسمعه او يقبل عليه الا وجد حكاكة في صدره مردها الى كلام ذلك المأفون. فالواجب اغلاق ذلك والا يجابه الا اهل العلم بقصد الرد حتى لا يظن بنا الضعف ولا الجهل بكتاب ربنا او امكان الذب عنه ورفع غايته واثبات عصمته. هذا من اجل ان تحفظ الامة مكانة كتاب ربها العظيم. ويبقى لها في قلوبها المكانة قدر الرفيع الذي يحفظ عليها تعظيمها العظيم لكلام ربها العظيم ما يزال في المجلس والفصل هذا بقية نأتي عليها ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. وما يزال ايضا في جمعتكم ليلتكم هذه وجمعتكم غدا ما يزال فيها ايضا متسع وفسحة من الوقت لمن اراد الغنيمة والفوز الكبير والصلوات التي تتنزل عليه من ربه بما تسابق فيه المحبون في الامة والصالحون والاخيار. اقصد الصلاة على النبي صلى الله عليه واله وسلم فانها منجم ومغنم يغترف منه الصالحون والمحبون بقدر ما يحب احدهم ان يحوز في صحيفته وان يحظى في ليلته وجمعته. ذكرتك في فراغي وانشغالي. ولم يبرح حضورك عن خيالي. واهديك الصلاة لكي يصلي علي الله عشرا ذو الجلال فذكرك يا حبيبي انس قلبي بروحي انت يا خير الرجال فصلى الله ما شمس اطلت على الماحي المكلل بالجمال. صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته ازكى صلاة واتم سلام. اللهم صل وسلم على نبينا الاكرم وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين صل عليه يا رب بعدد ما تحب ان نصلي ونسلم عليه. واجعل صلاتنا وسلامنا سلما الى رضوانك وتنزل صلواتك ربنا علينا وانت اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا رب العالمين الهي اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ذا الجلال والاكرام. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا يا حي يا قيوم. اللهم انا نسألك ايمانا صادقا ويقينا راسخا وعلما نافعا ورحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف قيل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. كل شيء في الحرم المكي يدعو للشوق. ومن ذلك دروس الحرم العلمية وكرم قاسي العلماء. فماذا لو قربنا لك هذه المجالس لتعيش في رحابها وانت في بيتك. على قناة التوجيه والارشاد الرقي ومنصات التواصل الاجتماعي. تستطيع ان تكون احد حضور مجالس العلم في المسجد الحرام مباشرة ولحظة بلحظة حيث يمكنك حضور المجلس ومتابعة الدرس واخذ العلم عن اهله. وكأنك هناك. للمتابعة اشترك الان ان