جنة عرضها السماوات والارض صلى عليك الله يا خير الورى ما بلت الامطار عودا او ثرى. وعليك من ربي سلام دائم ما دامت الشمس بدنيانا ترى ايها المحبون لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ها هي ذي ليلة الجمعة قد اقبلت. واقبل معها غيث يهطل على القلوب المستبصرة صلاة وسلاما على الحبيب المصطفى. صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. واذ نستجلب في مجلسنا المبارك هذا كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. بمدارسة فضائله الشريفة وحقوقه العظيمة. مستصحبين الليلة وبركة المكان رحاب بيت الله الحرام. فليهنكم يا قوم شريف مجلسكم هذا ومكانكم وصنيعكم ولكم تمطر سماؤكم الليلة صلوات ربكم عليكم بصلاتكم على نبيكم صلى الله عليه واله وسلم وما زال هذا المجلس الذي نختتم فيه الليلة بعون الله تعالى. مدارستنا لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في اخر فصل من فصول الكتاب الذي ابتدأناه ليلة الجمعة الماضية في الحديث عن شناعة وجرم وقبح ان تعدى وتطاول على حرمة من حرمات الدين حرمة ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه امهات المؤمنين واصحابه رضي الله عنهم جميعا واثم ذلك وشناعة فعله كان من المصنف رحمه الله تعالى ختم للكتاب بهذا الفصل اتماما لسلسلة من التعظيم والوقار والاجلال فيما تأدبت به الشريعة فيما ادبت به الشريعة امة الاسلام حفاظا على الحقوق وايفاء بالحرمات. نسأل الله التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين وحبيب رب محمد نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولنا ولوالدينا وللسامعين قال المصنف رحمه الله وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم الى موسى ابن عيسى العباسي الهاشمي. طيب اعد قبلها من قوله وحكى ابو الحسن قال المصنف رحمه الله وحكى ابو الحسن الصقلي ان القاضي ابا بكر ابن الطيب قال ان الله تعالى اذا ذكر في القرآن ما نسبه اليه المشركون سبح نفسه لنفسه. كقوله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه. في كثيرة وذكر تعالى ما نسبه المنافقون الى عائشة فقال ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم سبح نفسه في تنزيهها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته عز وجل من السوء. وهذا يشهد لقول مالك في قتل من من عائشة ومعنى هذا والله اعلم ان الله تعالى لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سبا لنبي عليه السلام وقرن سب نبيه عليه السلام واذاه باذاه تعالى وكان حكم مؤذيه تعالى القتل كان نبيه كذلك كما قدمناه. نعم تقدم ليلة الجمعة الماضية ايها المباركون ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عامة خير الامة واشرفها واعلاها قدرا. شهد الله تعالى لهم بالرضوان وتنزلت عليهم ايات الاستبشار جنتي ورحمة الله ونعيمي فضله بما اعد لهم في الجنان. واذا كان الصحب الكرام رضي الله عنهم عامة بهذه المثابة فان منهم من خص بمزيد فضل واكرام كال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وازواجه امهات المؤمنين من خصائص بيت النبوة رضي الله عنهن جميعا. وتقدم ايضا طرف من كلام السلف في بيان عظم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخطر التطاول او التعدي على هذا المقام لاتصاله بامر عظيم وهو حراسة الشريعة وحماية بابها. قال بشر ابن الحارث رحمه الله من شتم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كافر وان صام وصلى وزعم انه من المسلمين. ولربما هاب اعداء الدين الطعن في القرآن او في السنة مباشرة. وتهيبوا من اقتحام ذلك. فتسوروا على ذلك السوء والاتهام والطعن من هلال الصحابة رضي الله عنهم فيرمونهم بسوء وينسبون اليهم ما لا يليق بهم رضي الله عنهم. ولذلك فان من اقصر الطرق التي يقصدها اعداء الاسلام هدما للكتاب والسنة الطعن في اصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال ابو زر رحمه الله اذا رأيت الرجل يتنقص احدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم حق والقرآن حق وانما ادى الينا هذا القرآن والسنة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وانما يريدون ان يجرحوا شهودنا. ليبطلوا الكتاب والسنة الجرح بهم اولى وهم زنادقة وتقدم قول الامام السرخسي رحمه الله فمن طعن فيهم فهو ملحد منابذ للاسلام دواؤه السيف ان لم يتب قال السماك رحمه الله لمن انتقص الصحابة يقول مخاطبا لكل فئة اتخذت من الصحابة رضي الله عنهم مسارا للطعن والجدل والانتقاص. وان زعموا انهم مسلمين. يقول مخاطبا لامثال هؤلاء. علمت ان اليهود لا يسبون اصحاب موسى عليه السلام وان النصارى لا يسبون اصحاب عيسى عليه السلام. فما بالك يا جاهل تسب اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال وقد علمت من اين اوتيت لم يشغلك ذنبك. اما لو شغلك ذنبك لخفت ربك؟ ولقد كان في في ذنبك شغل عن مسيئين فكيف لم يشغلك عن المحسنين؟ اما لو كنت من المحسنين لما تناولت المسيئين ولرجوت لهم ارحم الراحمين. قال لكنك من المسيء فمن ثم عبد الشهداء والصالحين. ايها العائب لاصحاب محمد صلى الله عليه واله وسلم لو نمت ليلك وافطرت نهارك لكان خيرا لك من قيام ليلك وصوم نهارك مع سيء قولك في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم الى ان قال فويحك لا قيام ليل ولا صوم نهار وانت تتناول الاخيار فابشر بما ليس فيه البشرى ان لم تتب مما تسمع وما ترى وبما تحتج يا جاهل الا بالجاهلين. ثم ساق كلاما غليظا في التعنيف والتشنيع على امثال هؤلاء قال ابن مسعود رضي الله عنه وهو احد الصحب الكرام. من النجوم التي تلألأت في سماء الامة بصحبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعلم من يأتي بعدهم في الامة ان يعرف بمكانة الصحابة قدرها. يقول ان الله نظر في قلوب العباد وجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد. فاصطفاه لنفسه سبحانه. فابتعثه برسالته. ثم في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب اصحابه خير قلوب العباد وزراء نبيه يقاتلون على دينه. وقال ايضا رضي الله عنه يخاطب جيله من الصحابة رضي الله عنهم قال انتم اكثر صلاة واكثر صياما واكثر جهادا من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وهم كانوا خيرا منكم قالوا فيم ذلك يا ابا عبد الرحمن؟ قال كانوا ازهد منكم في الدنيا وارغب منكم في الاخرة. يقول الامام الحسن البصري رحمه الله ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا اكياسا عملوا صالحا واكلوا طيبا وقدموا ثم لم ينافسوا اهل الدنيا في دنياهم ولم يجزعوا من ذلها اخذوا صفوها وتركوا كدرها. والله ما تعاظمت في انفسهم حسنة عملوها. ولا تصاغرت في انفسهم سيئة امرهم الشيطان بها. والمقام يطول في ذكر مناقب هؤلاء رضي الله عنهم وتقدم في مجلس ليلة الجمعة الماضية طرف طيب من النصوص والاثار في هذا العظيم. وسيأتي في كلام المصنف رحمه الله ذكر بعض الوقائع وكلام اهل العلم في التشديد على مكانة واحترامهم وحبهم والترضي عنهم رضي الله عنهم اجمعين احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم الى موسى بن عيسى العباسي الهاشمي فقال من حضر هذا؟ فقال ابن ابي ليلى انا فجلده ثمانين وحلق رأسه واسلمه للحجامين ابن ابي ليلى رحمه الله احد الائمة فقهاء الكوفة. وحدثت الواقعة زمن هذا الامير من امراء ال العباس. موسى ابن الهاشمي العباسي شتمت عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها فاوتي بالرجل فقال من حضر هذا؟ فقال الامام الفقيه ابن ابي ليلى فثبت عنده ما نسب الى ذلك المدعى عليه. قال فجلده ثمانين. وحدق رأسه واسلمه للحجامين. اما جلد الثمانين فلانه قذف وجعل ذلك حدا ينبغي ان يؤدب به صاحبه واما حلق رأسه فتعزير زائد فوق ذلك. وقد كان حلق الرؤوس بمثابة التنكيل والتوبيخ والتقبيح لمن يأتي بعض القبائل قوله رحمه الله واسلمه للحجامين. قال بعض الشراح اما المراد انه اعطاه للحجامين حبسا له عندهم وتعزيرا فوق تعزير وتأديبا او لاجراء الحجامة عليه باخراج دمه فيكون هذا مزيد له وايلام له بما لحقه من الجلد وما لحقه ايضا من الحلق. وقيل معناه الحقه بالحجامين ليكون في سلكهم وفي جماعتهم وقد كان عمل الحجامة لا يتعاطاه الا الاسافل من القوم وربما غلب عليهم مما عرف عنهم قلة الدين وضعف الاخلاق وتدني احوالهم فجعله بينهم تعزيرا هو توبيخا على بشاعة ما صنع والمراد بكل ذلك ان يكون تنكيلا وتوبيخا واشعارا له بالذل والهوان بما صنع ابه بسبه لامنا عائشة رضي الله عنها احسن الله اليكم قال رحمه الله وروي عن عمر بن الخطاب انه نذر قطع لسان عبيد الله بن عمر اذ شتم المقداد بن اذ اذ شتم المقداد ابن الاسود الكندي فكلم في ذلك فقال دعوني اقطع لسانه حتى لا يشتم احد بعد ابا محمد صلى الله عليه وسلم. لما اشتد عمر رضي الله عنه فيما يروى عنه في هذا الاثر باحد اولاده بسبب عديه على احد الصحابة وشتمه. فنذر ان يقطع لسانه فكلم عمر رضي الله عنه في ذلك ان يتراجع. فقال اقطعوا لئلا يتجرأ احد بعده فيشتم احدا من الصحابة. لقد عرف الجيل الاول وعلى رأسهم الصحابة انفسهم علموا رضي الله عنهم ان احترام الصحابة واجلال مكانتهم مطلب اساس يربى عليه الجيل عليه الامة ليس تقديسا للاشخاص كما تقدم ولا فرضا للعصمة لهم فهم بشر. لكنهم صفوة البشر وخيرة الخلق في الامة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم دلت على ذلك النصوص وشهدت به الاثار وتواترت به الوقائع والاحداث. حسبك يا رجل ان الله عز وجل اختار من بين خلقه ليكونوا صحابة نبيه عليه الصلاة والسلام ولو علم الله في او فيك خيرا واننا اهل لذلك لجعلنا في جيلهم ولله الحكمة البالغة. فعلمت الامة ان لمكانة قدرا عظيما ينبغي توفير احترامها وتوقيرها واعزازها واجلالها لما لهم من صحبة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وروى ابو ذر الهروي ان عمر بن الخطاب اوتي باعرابي يهجو الانصار فقال لولا ان له صحبة لكفيتكموه. لولا انه ثبت ان هذا الاعرابي معدود في عداد الصحابة رضي الله عنهم وقد بدرت منه زلة اللسان والتطاول والاساءة لولا انه واحد منهم قال لكموه يعني لرأيتم مني من الادب ما يكفيكم عناء مثله لكنه كف عنه لكونه في عداد الصحابة والا فقد كان رضي الله عنه من اشد الناس عناية لادب الشريعة وحرمة الاسلام وتعظيم شعائر الدين. رضي الله عنه وعن سائر الصحابة اجمعين قال مالك رحمه الله من انتقص احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فليس له في هذا الفيئ حق. قد قسم الله في ثلاثة اصناف فقال للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. ثم قال والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليه ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. وهؤلاء هم الانصار ثم قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. فمن تنقصهم فلا حق له في فيئ المسلمين. هذا من الطف الشواهد التي يستدل بها رحمة الله عليهم على وجوب محبة الصحابة والترضي عنهم والاستغفار لهم ودعوة الله ان يكون خير خلف قيل لهم رضي الله عنهم جميعا. ونقله الامام القاضي عياض رحمه الله في هذا الاستدلال عن الامام ما لك رحمه الله وحكاه غير واحد عن اكثر من احد من علماء الاسلام. الاية في سورة الحشر وفيها ذكر احكام الفي. قول الله عز وجل وما افاء الله على رسوله منهم فما اوجبتم عليه من خير ولا ركاب. الفيء كل مال يغنمه المسلمون من الكفار من غير قتال بحيث يحضرون ساحة الجهاد فيفر اهل الكفر تاركين الاموال والمغانم من مال وسلاح ومتاع ما اخذه المسلمون صفوا من غير كدر ومن غير قتال يسمى فيأ. وقسمته في الشريعة مختلفة عن قسمة الغنيمة في سورة بدر وفي سورة الانفال واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى مساكين وابن السبيل. قال الله تعالى في قسمة الفيء ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. هذه قسمة الفين. ان تكون مقسمة على ما قسم الله عز وجل في كتابه. فمن المستحق في الفي؟ لانه لا قتال فلا سهم فيه لمقاتل مجاهد فارس ولا راجل كما هو الشأن في الغنيمة لكنه جاء في الاية بيان ان مرد هذا المال الى بيت مال المسلمين ليصرف منه على اهل واهل الاسلام المذكورون في سياق ايات سورة الحشر ثلاثة اصناف. قال الله تعالى في اولهم للفقراء المهاجرين فهؤلاء اول الاصناف المستحقة لرمالي في بيت مال المسلمين والصحابة المهاجرون الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا الاية الفئة الثانية في الاية التي بعدها والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. من المقصود؟ اهل المدينة انصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم تبوأوا الدار اي دار؟ طيبة المدينة تبوأوا الدار قبل المهاجرين. قال تبوأوا الدار والايمان من قبلهم هل امن الانصار قبل المهاجرين الجواب لا لكن معنى الاية تبوأوا الدار تبوأوا الدار وصدقوا بالايمان وليس معطوفا على التبوؤ لان الايمان معنى معنوي. والمقصود الثناء على هذه الفئة من الصحابة فمن الانصار تبوأوا الدار وصدقوا بالايمان فذكرهم الله ايضا في سياق اصناف المسلمين. هؤلاء المهاجرون والانصار وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الله بعدها في الفئة الثالثة والذين جاءوا من بعدهم بعد الصحابة وخصهم بهذا الوصف ليكونوا ممن يدخلوا في مستحقي بيت مال المسلمين من اهل الاسلام الاول المهاجرون والثاني الانصار. قال في الفئة الثالثة والذين جاءوا من بعدهم. كل من جاء بعد الصحابة يدخل في هذه الاية. بهذا القيد وهذا الوصف يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم قال المصنف فمن تنقصهم فلا حق له في فيئ المسلمين. لما لانه ليس من المهاجرين ولا من الانصار ولا من الفئة الثالثة التي تحمل في قلبها حبا وتدعوا ادعوا لهم ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. فهذا ان جاء ذاك الابعد. ان جاء يطعن في الصحابة فلا يصدق عليه ان انه يقول ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. بل ان بعض اهل العلم يرى ان هذه الاية مما تحمل في دلالاتها اللازمة تكفير من سب الصحابة. رضي الله عنهم لانه ان لم يكن في عداد احدى فرق المسلمين هؤلاء فليس مسلم وينتفي عنه وصف الايمان لخروجه من الاصناف في الاية التي حصلت اهل الاسلام في تلك الاصناف. ولذلك قال ابن ابي ليلى الناس ثلاثة منازل المهاجرون والذين تبوأوا الدار والايمان والذين جاءوا من بعدهم قال فاجهد الا تخرج من هذه منازل والمقصود كما تقدم هنا في كلام المصنف رحمه الله تعالى. وساق بعض اهل العلم ايضا عن مصعب بن سعد قال على ثلاثة منازل فسقطت منزلتان وبقيت منزلة يعني ذهب جيل الان المهاجرين والانصار. قال سقطت منزلتان وبقيت منزلة. فاحسن فاحسنوا ما انتم عليه ان تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت يعني هذا احسن شيء تصنعه ان تدخل في ان تكون من الفئة الثالثة والا تحرم دخولها. عن جعفر بن محمد بن علي عن ابيه عن جده علي من الحسين رضي الله عنه وعن ابيه وعن جده انه جاء رجل هذا زين العابدين. جاءه رجل فقال له يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقول في عثمان؟ هذا زمن الفتنة لما خاض الناس وطاش الجاهلون وقدح من قدح في الصحابة الكبار وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيعة برأسها تطعن في الصحابة وتنتقص من اقدارهم. فاصبح الناس يأمون هؤلاء الكبار من ورثة بيت النبوة زين العابدين احد كبراء ورؤساء من سلالة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا كان منتسبا الى علي رضي الله عن فاصدق ما يمكن ان تسمع من طعن طاعن لو كان يخرج من افواه هؤلاء الكبار رضي الله عنهم. فاتاه ذاك السائل قال ما تقول في لانه قد شاع انذاك ان عثمان سلب الخلافة من علي رضي الله عنه وانه كان سببا في كذا وكذا. فجاء الى علي ابن الحسين بن علي بن ابي طالب حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يسأله قال ما تقول في عثمان؟ قال يا اخي انت من قوم قال الله فيهم للفقراء المهاجرين؟ قال لا. قال انت ممن قال الله عز وجل فيهم للفقراء المهاجرين؟ قال لا. قال فوالله لئن لم تكن من اهل الاية فانت من قوم قال الله فيهم والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم قال لا. قال فوالله لئن لم تكن من اهل الاية الثالثة التي هي والذين جاءوا من بعدهم فهو اثبت عليه انه ليس من المهاجرين ولا من الانصار. قال فوالله لئن لم تكن من اهل الاية الثالثة لتخرجن من الاسلام وهي قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. وقد قيل ايضا ان محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه روى عن ابيه ان نفرا من اهل العراق جاءوا اليه فسبوا ابا بكر وعمر رضي الله عنهما ثم عثمان رضي الله عنه فاكثروا. فقال لهم انتم من المهاجرين الاولين. انتم؟ قالوا لا. قال افمن تبوأ الدار والايمان من قبلهم؟ قالوا لا. قال قد تبرأتم من هذين الفريقين. انا اشهد انكم لستم من الذين قال الله فيهم والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا في الايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك الرحيم ثم شنع عليهم قال فعل الله بكم وفعل فاخرجهم من مجلسه رضي الله عنهم جميعا. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله في كتاب ابن شعبان قال من قال في واحد منهم انه ابن زانية وامه مسلمة حد عند بعض اصحابنا حدين. حدا له وحدا ولا اجعله ولا اجعله كقاضي في الجماعة في كلمة لفضل هذا على غيره. يقول الفقهاء لو ان رجلا قذف انسانا وجب عليه حد القذف بشرطه المذكور عند الفقهاء. عملا بقوله تعالى والذين يرمون المحصنات والذين ان في قوله تعالى والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة الان فمن قذف اثنين شخصين وجب لكل واحد منهم حد مستقل لكن من قذف جماعة بكلمة جاء الى ثلاثة او خمسة او جماعة فرماهم بكلمة واحدة قذفهم جميعا يعد الفقهاء مثل هذا القذف الجماعي بكلمة قذفا واحدا يحد له حدا واحدا لكن لو انه قال لاحد الصحابة يا ابن الزانية فانه يجعله بمثابة تهمتين وقذفين اثنين واحد للصحابي نفسه والثاني لامه قال ان كانت مسلمة. يعني ان كانت من الصحابيات قال ولا اجعله كقاذف الجماعة في كلمة. فان قيل ما الفرق؟ قال لفضل هذا على غيره. فضل الصحابة ومكانتهم التي بهذا المقام العظيم رضي الله عنهم جميعا احسن الله اليكم ولقوله عليه السلام من سب اصحابي فاجلدوه تقدم الحديث في المجلس الماضي وانه منكر لا يصح عند اهل العلم بهذا اللفظ قال ومن قذف ام احدهم وهي كافرة حد حد الفرية لانه سب له. فان كان الصحابي المقذوف رضي الله عنه ليست امه مسلمة فانه يحد حد القذف لاتهامه الصحابي الكريم فوجب له حد القذف وليس حدين كما لو كانت امه مسلمة فان كان احد من ولد هذا الصحابي حيا قام بما يجب له. والا فمن قام به من المسلمين كان على الامام قبول قيام قال وليس هذا كحقوق غير الصحابة لحرمة هؤلاء بنبيهم عليه السلام ولو سمعه الامام واشهد عليه كان ولي القيام به. قال كله في سياق ما تقدم الان في خصوصية مقام الصحابة رضي الله عنهم بهذه الاحكام. وانهم ليسوا كغيرهم من سائر الامة. وان الامام والحاكم والقاضي وولي امر المسلمين. لو نشر الواقعة بنفسه او وقف على ذلك التطاول والاساءة وجب عليه ان يقوم بحق الصحابة رضي الله عنهم. قال وليس هذا كحقوق غيرهم لان لو رجلا ما في المجتمع سبه احد من الذي يستحق له ان يطالب بحقه اما هو ذاته او من يقوم مقامه اما الصحابة قال فيكفي ان يقوم الامام وولي امر المسلمين بالقيام بحقه والحفاظ على مكانتهم واقامة حد القذف على المتطاول عليهم. قال وليس هذا كحقوق غيرهم لحرمة هؤلاء صلى الله عليه وسلم. نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله ومن سب غير عائق ومن سب غير عائشة من ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان احدهما يقتل لانه سب النبي صلى الله عليه وسلم بسب حليلته. والاخر انها كسائر الصحابة يجلد المفتري قال وبالاول اقول نعم تقدم ليلة الجمعة الماضية ان الطعن في ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها خاصة كفر يوجب القتل نسأل الله السلامة. والسبب انه طعن في القرآن ومخالفة لكلام الله عز وجل يبرئها الله من فوق سبع سماوات وينزل في شأنها قرآنا يتلى الى يوم القيامة ثم يأتي بشر مخلوق ضعيف حقير يقول بخلاف ما قال الله فهذا مكذب للقرآن فالحكم بكفره وقتله ليس لسبه عائشة رضي الله عنها خاصة بل لما يتضمنه ذلك من تكذيبه بالقرآن نسأل الله العافية. طيب وغير عائشة رضي الله عنها من امهات المؤمنين رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال فيها قولان الاول انه ايضا يقتل ما وجه ذلك؟ قال لانه يتضمن سبا لرسول الله. صلى الله عليه وسلم لانهن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل واحدة منهن زوجته التي ارتضاها الله عز وجل زوجة لنبيه حليلته رضي الله عنها فالطعن فيها طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقدم بلا خلاف ولا امتراء ان التطاول الذي يبلغ مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج صاحبه من الاسلام ويوجب حد القتل ردة او حدا كما تقدم من اجل توفير الحرمة والمقام العظيم لمن اعظم الله عز وجل شأنه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم والقول الاخر عند العلماء ان سب غير عائشة رضي الله عنها لا يبلغ القتل لانه لا يتضمن مخالفة للقرآن فيكون حكمه ان حكم سائر الصحابة وما حكم قذف الصحابة او سبهم؟ تقدم انه يجلد حد المفتري. قال ابن شعبان الذي ينقل الامام القاضي عياض كلامه قال وبالاول اقول يعني انه يرجح القتل لما يتضمن ذلك من تطاول على عرض رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ترى الله اليكم قال رحمه الله وروى ابو مصعب عن مالك قال من انتسب الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يضرب ضربا وجيعا ان ويشهر ويحبس طويلا حتى تظهر توبته. لانه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا تحذير من التساهل قل في دعوى الانتساب الى ال البيت النسب النبوي الشريف والنبي عليه الصلاة والسلام قد قال ليس منا من انتسب الى غير ابيه هذا جرم عظيم مجرد ان ينتسب الرجل الى غير ابيه الى غير قبيلته هذه جناية وهي من اعمال الذنوب التي شنع الاسلام فعلها ووبخ فاعلها. فكيف اذا كانت الجناية انتساب الرجل اذا كانت الجناية انتساب الرجل الى غير نسبه ثم الكذب بدعوى الانتساب الى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى عن ما لك من انتسب الى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يعني كذبا وزورا. قال يضرب ضربا وجيعا ويشهر ويحبس طويلا حتى تظهر توبته فان قيل لم ذلك؟ قال لانه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم ومسار الاستخفاف فيه انه رآه كاي نسب يسهل له الانتساب اليه ولا يرعى حقا لحرمة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا فيه ما لا يقال في حق غيره صلوات الله وسلامه عليه احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله وافتى ابو المطرف الشعبي في فقيه فقيه فقيه ما لقه وافتى ابو المطرف الشعبي فقيه في رجل انكر تحليف امرأة بالليل وقال لو لو كنت لو كان بنت ابي بكر الصديق ما حلفت ما حلفت الا بالنهار الفت وقال لو كانت بنت ابي بكر الصديق ما ما حلفت الا بالنهار. وصوب قوله بعض المتسمين بالفقه. فقال ابو المطرف هذا لابنة ابي بكر في مثل هذا يوجب عليه الضرب الشديد والسجن الطويل. والفقيه الذي صوب قوله هو احق باسم الفسق من اسم الفقه فيتقدم له في ذلك ويزجر ولا تقبل فتواه ولا شهادته وهي جرحة ثابتة فيه ويبغض في الله ويبغض في الله. ابو المطرف الشعبي رحمه الله تعالى احد ائمة المالكية. مفتي ما لقى والتي تسمى باسمها هذا في بلاد الاندلس الى اليوم ملكة من كبرى مدن الاسلام التي فتح المسلمون ايام الاندلس في ذلك الفردوس المفقود بلغته واقعة ان رجلا انكر تحريف امرأة بالليل. وقد كان القضاة والفقهاء في مواقف القضاء والاشهاد يرعون خصوصيات النساء وعدم خروجهن من البيت وفي الليل خاصة فانكر تحريف امرأة بالليل يعني عرض عليه ان تستدعى امرأة لتحلف وتؤدي شهادتها بالليل فقال لو كانت بنت ابي بكر ما حلفت الا بالنهار يعني لو كانت من كانت حتى لو كانت بنت ابي بكر انا سابقى على تحليفها بالنهار. وصوب قوله بعض المتسمين بالفقه عرض قوله هذا على بعض الفقهاء فقال قوله صحيح. ويريد تقرير حكم يقرره الفقهاء ان النساء لا يستشهدن او يحلفن الا نهارا مراعاة لحرمتهن وخصوصيتهن فلما بلغ الامر ابا المطرف الشعبي الفقيه رحمه الله انكر الامرين مقولة الرجل واقرار الفقيه الذي عرضت عليه مقولة فاقرها اما الرجل فقال ذكر هذا لابنة ابي بكر في مثل هذا الكلام يوجب عليه الضرب الشديد والسجن الطويل السؤال هو ماذا فعل؟ غاية ما قال انه حتى لو كانت بنت ابي بكر واذا قيل ابنة ابي بكر رضي الله عنهم وعنها فان المقصود عائشة رضي الله عنها وهي المتبادر وليس غيرها من بنات ابي بكر رضي الله عنهن جميعا. وهي اشهر من ان تعرف. قال لو كانت بنت ابي بكر هو طبعا يقصد المبالغة في قوله لكن هذه المبالغة تتضمن استخفافا ضمنيا غير صريح ينسب الى عائشة رضي الله عنها فغضب الفقيه وهذا من فقه الائمة ودقة نظرهم رحمه الله. قال ذكره لابنة ابي بكر في مثل هذا يوجب عليه الضرب الشديد. والسجن الطويل مع انه ما قال ولا نصف كلمة لكنها جملة ان كان ينقصها الادب في حق زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحق ناقص الادب ان يؤدب حتى يعود اليه الادب. قال السجن والحبس الطويل هذا الذي تكلم بالكلمة. طيب وذلك الفقيه الذي عرضت عليه الواقعة فاقرها ورأى ان لا شيء في المقولة. قال والفقيه الذي صوب قوله هو احق باسم الفسق من اسم الفقه فيتقدم له في ذلك ويزجر. ثم يعني يعلم شناعة خطأه الذي وقع فيه. ولم يكتف قال ولا تقبل فتواه ولا شهادته وهي جرحة ثابتة فيه ويبغض في الله. بالله عليكم ارأيتم حبا وتوقيرا لمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومقام اهل بيته وزوجاته رضي الله عنهن. مثل هذا هذا عندما كانت الامة تمتلئ صدورها عزة بالاسلام وتعظيما لحرمات الاسلام ومعرفة لمقام نبي الاسلام صلى الله عليه وسلم وما اتصل به من الحرمات والحقوق من اجلالي والتوقير والاكرام. هذه مواقف يسوقها المصنف رحمه الله. تثبت لك شواهد عاشتها الامة في مواقف في وفتواها بين علمائها حكى لك موقفا فيما لاقى وموقفا في اشبيلية وثالثا في قرطبة ليثبت لك ان هذا الكلام الذي تقرأه وتسمعه مما يسطره الفقهاء. ما كان تنظيرا مدونا في سجلات الفقه محفوظة على الارفف في المكتبات. بل كانت حياة تعيشها الامة انذاك وواقعا ينبض فخرا واعتزازا بالاسلام وحبا له وغيرة عليه ورفعا لرايته وحراسة لمعالمه وشعائره وحرماته. هذا ينبغي ان نقوله يا امة الاسلام في كل زمان ومكان. ولو كانت امة مستضعفة ولو ركبها الذل وتعالت عليها موجات الهوى. هذا شيء وان تبقى الامة منافحة عن دينها. وتقطر على شعائر ملتها هذا شيء اخر. بوسع الضعيف المستضعف والقهير والمقهور المستذل. بوسعه وان كان تحت موطئ القدم قهرا وذلا واستعبادا ان يصيح بصوت يقطر عزة انه لا يقبل بالتطاول على مقام الالوهية ولا مقام النبوة ولا كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واي شيء من شعائر الدين وحرماته ومعالمه هذا هو اقل درجات الكرامة التي تحتفظ بها الامة في زمن الذل والهوان هذا اقل درجات الكرامة ان ترفض وان تقول بملئ الافواه لا ولا ترضى ان تسام في دينها في عقيدتها في مبادئها في اخلاقها وهذا من صميم شعائر الدين. الحديث عن هذه الحرمات العظام التي ساقها المصنف رحمه الله. مذ بدأ يتكلم عن التطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسب وشتم وانتقاص تصريحا او تعريضا. هذه ينبغي ان تقر في الامة. واول ينبغي ان تقر في مثل هذه المجالس في حلق الذكر وعلى منابر الجمعة وان تصب في اذيان الجيل صبا. وان تمتلئ قلوبهم وعقولهم حب بل لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكتاب ربها القرآن الكريم ولسنة نبيها صلى الله عليه وسلم ولكل من اتصل بذلك من شعائر الاسلام وحرماته العظام. هذه ايضا هي اولى خطوات السعي الى العزة المنشودة التي تريدها امة الاسلام. اما ان تريد العزة والنصر الحسي والقهر على الاعداء وان ترفع عنها قناع الذل الذي غشيها مدة طويلة وهي لا تزال قانعة قابعة ولا تحرك ساكنا عندما تتطاول الاقلام والافواه على حرمات الاسلام وشعائره فتلك العزة المنشودة بعيدة المنال عندما لا تبدأ باولى الخطوات وهي طرق العزة التي تحتفظ بها امة الاسلام بما عظم الله عز وجل من الحرمات واعلى من شعائر دينه العظيم احسن الله اليكم. قال المصنف رحمه الله وقال ابو عمران في رجل قال لو شهد علي ابو بكر الصديق رضي الله عنه قال انه ان كان اراد ان شهادته في مثل هذا لا يجوز فيه الشاهد الواحد. فلا شيء عليه. وان كان اراد غيرها يضرب ضربا يبلغ به حد الموت. وذكروها رواية اي اي رواية عن الامام مالك. هذا موقف اخر. رجل قال لو شهد علي ابو بكر الصديق بكذا ما فعلت او ما صنعت او ما اديت ما علاقة ذكر ابي بكر الصديق رضي الله عنه في هذا السياق انا وانت سافهم انه يقول لو جاء اعدل الشهود على وجه الارض ولو كان ابا بكر الصديق رضي الله عنه. فشهد فهذا لا يكفي في اثبات الحق لان الحقوق انما تثبت بشاهدين. لكن الزلل في ان يأتي بمضرب مثل به على عدم قبول الشهادة منفردا فلا يجد الا اسم ابي بكر رضي الله عنه. قال ان اراد ان شهادة الواحد لا تكفي ولو كان الشاهد ابا بكر رضي الله عنه فالكلام صحيح لكن ايضا هل هو انتقاص ضمني وتعريض بمقام الصحب الكرام وعلى رأسهم ابو بكر رضي الله عنه قال ان اراد ان شهادته في مثل هذا لا يجوز فيه الشاهد الواحد فلا شيء عليه. وان اراد غير هذا طعنا ولمزا وتعريضا وتضمينا للكلام واخفاء بما لا يستطيع البوح به قال في ضرب ضربا يبلغ به حد الموت وذكر هذا رواية عن الامام مالك رحمه الله تعالى. نعم احسن الله اليكم. قال القاضي ابو الفضل رحمه الله هنا انتهى القول بنا فيما حررناه. وانتجز الغرض الذي انتهيناه توفي الشرط الذي شرطناه مما ارجو ان يكون في كل قسم منه للمريد مقنع. وفي كل باب منهج الى بغيته منزع هذه خاتمة المصنف الامام ابي الفضل القاضي عياض ابن موسى ابن عياض الي يحصو بي السبت المالكي رحمه الله تعالى قال هنا هل قول فيما حررناه وانتجز الغرض الذي انتحيناه اي الذي قصدناه من تأليف الكتاب. والغرض الاساس بحقوق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال واستوفي الشرط الذي شرطناه مما ارجو ان يكون في كل قسم منه وللمريد مقنع يعني كفاية. وفي كل باب منهج الى بغيته ومنزع. وصدق رحمه الله وادى ما عليه رحمة الله عليه فان اقسام الكتاب الاربعة اتت على ما اراد رحمه الله على غاية التمام. ولهذا كان كتابه لا يزال رحمة الله تغشاه ما يزال مرجعا للامة الى اليوم في مثل هذا الباب العظيم في التعريف بحقوق نبي الامة صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله وقد سافرت فيه عن نكت تستغرب وتستبدع وكرعت في مشارب في مشارب من التحقيق لم يورد لها قبل في اكثر في مشرع واودعته غير ما فصل ووددت لو وجدت من من بسط قبلي الكلام فيه او مقتدى يفيدني عن كتابه او فيه لاكتفي بما ارويه عما ارويه. قال وقد سفرت فيه السفر الكشف والبيان والايضاح قال سافرت اي كشفت في هذا الكتاب عن نكت تستغرب النكتة هي الدقيقة العلمية الصغيرة التي لا تظهر الا لاهل العلم يقال فيها نكتة علمية يعني مسألة دقيقة من دقائق العلم تحوي فوائد وجمعها نكت. قال سفرت فيه يعني في طبعا نكت تستغرب وتستبدع. يعني ترى غريبة بديعة. وكرعت في مشارب من التحقيق. الكرب هو السقيا من مورد الماء مرة بعد مرة. الكرع الشرب بالفم. من النهر الجاري او من القناة او من المصب في النهر ونحوه. قال كرعت في مشارب يعني اردت بهذا الكتاب ان اتي الى منابع العلم المتدفقة. وانهاره فاغترف فيه من التحقيق قال ما لم يورد لها قبل في اكثر التصانيف مشرع. اراد انه كشف عن امور وابدع رحمه الله في تقرير الفصول والابواب على غير ما وجده عند من سبقه من اهل العلم. واودعته غير فصل وددت لو وجدت من بسط قبلي الكلام فيه ثمة فصول لم يسبق اليها المصنف رحمه الله. فكانت ابداعا وابتكارا وكانت تجديدا في هذا العلم واضافة كان له فيها ما قصبوا السبق رحمه الله قال وددت لو وجدت منبسط قبلي الكلام فيه او مقتدى يفيدني عن كتابه او فيه. يعني او اجد احد العلماء ممن يقتدى به فاحيل اليه واستفيد منه واكتفي بما ارويه عما ارويه. ويقصدون بي ارويه ان يسوق بسنده الرواية المتصلة الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم احسن الله اليكم قال رحمه الله والى الله تعالى جزيل الضراعة في المنة بقبول ما منه لوجهه والعفو عما من تزين وتصنع لغيره. وان يهب لنا ذلك بجميل كرمه وعفوه. هذا من عظيم شأن اهل العلم رحمة الله عليهم يبذلون ما يبذلون ويقومون بواجب العلم وامانته والتحقيق والبيان وسائر ما اوجب الله عليهم ثم يلبسون انفسهم ثوب القصور والاعتراف بين يدي الله بالتقصير قال الى الله جزيل الضراعة في المنة بقبول ما منه لوجهه والعفو عما تخلله من تزين وتصنع لغيره انه قد يكون في بعض مواضع الكتاب شيء داخلت فيه بعض الحظوظ النفس في الداخل واراد به محمدة او ثناء او سمعة او رياء وان قل اذا كان هذا الشأن ائمة الاسلام العلماء الكبار فنحن والله اولى بالاعتراف بالتقصير والخوف على انفسنا من مداخل الشيطان. وان يوردنا موارد الهلاك. وان نسأل الله دوما ان يحفظ علينا نياتنا واقوالنا وافعالنا من مداخل الشيطان هذا مما نتعلمه من صنيع اهل العلم. وها هي ذي دعوات ختم بها المصنف القاضي عياض رحمه الله كتابه اجعلوها يا كرام محل تأمين منكم علنا ان ندخل في تلك الدعوات المجابة ونحن في رحاب بيت الله الحرام في هذه الليلة الشريفة الكريمة نعم قال رحمه الله والى الله تعالى جزيل الضراعة في المنة بقبول ما منه لوجهه والعفو عما تخلله من تزين وتصنع لغيره. وان يهب لنا ذلك بجميل كرمه وعفوه. لما اودعناه من شرف مصطفاه وامين وحيه. واسهرنا به جفوننا لتتبع فضائله. واعمالنا فيه خواطرنا من ابراز خصائصه ووسائله ويحمي اعراضنا عن ناره الموقدة لحمايتنا كريم عرضه. اللهم صلي وسلم ويجعلنا ممن لا يذاد اذا زيد المبدل عن حوضه ويجعله ويجعله لنا ولمن تهمم باكتتابه واكتسابه سببا يصلنا باسبابه نجدها يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا يحوز به رضاها نحوز به رضاه نحوز بها رضاه وجزيل ثوابه. ويخصنا بخصيص زمرة نبينا عليه سلام وجماعته ويحشرنا ويحشرنا في الرعيل الاول واهل الباب الايمن من اهل شفاعته. ونحمده تعالى على ما هدى اليه من جمع من جمعه والهم وفتح البصيرة لدرك حقائق ما اودعناه وفهم. ونستعيذه جل اسمه من دعاء لا يسمع وعلم لا ينفع وعمل لا يرفع فهو الجواد الذي لا يخيب من امله ولا ينتصر من لا يرد دعوة لا يرد دعوة القاصدين ولا يصلح عمل المفسدين. وحسبنا الله ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اللهم صلي وسلم وبارك عليه ونحن ايضا الى الله تعالى جزيل الضراعة في المنة بقبول ما جلسنا في رحاب بيته الحرام وما تدارسناه من دروس اردنا فيها رفع الجهل وكسب العلم. وملأ الفؤاد ايمانا وحبا ورضا بما كتب الله عز وجل لنا من شرف الانتساب الى هذا الدين. وكتابه العظيم ونبيه الكريم صلى الله عليه واله وسلم فاجعل اللهم كل مجلس جلسناه في رحاب بيتك الحرام في هذه الليالي المباركة حجة لنا وذخرا لنا وثقلا فيما موازين حسناتنا. اجعلها يا رب لنا شفيعا يوم نلقاك. واجعلها يا ربي بابا تملأ به القلوب حبا لنبيك ومصطفاك صلى الله عليه وسلم والزمنا يا رب بذلك سنته احينا يا رب على سنته. وامتنا على سنته واحشرنا في زمرته صلى الله عليه واله وسلم نسألك يا رب علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم اجعل هذه المجالس عامرة بذكرك نورا تضاء به الصحائف وثقلا نراه في الموازين وسبقا تقربه العيون يوم نلقاك يا ذا الجلال والاكرام. واجعله يا رب لنا من العلم والحجة لنا التي تزداد بها الايمان في القلوب يزداد بها الايمان وتكتسب بها الحجة وتدرأ بها الشبهة ويدفع فيها البلاء يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. هذه المجالس ايها المباركون في رحاب بيت الله الحرام. في هذه الليالي العظام هي والله من نعيم المؤمن الذي يجده في دنياه. ومن عاجل بشراه ان يسوق الله قدميه الى هذه المواضع المباركة. فيخشى مجالها تحفها الملائكة وتغشاها السكينة وتتنزل فيها الرحمة في اعظم بقعة على وجه الارض. وعلى مرأى الكعبة المشرفة في ليلة مباركة تضاعف فيها الحسنات وتدخر فيها الاجور. وحسبنا ان احدنا رزق من توفيق الله له ما حمله على ان يكون من اهل لهذه المجالس عسى الله ان يبلغ بنا وبكم وقد تم لنا بحمد الله تعالى ختم مجالس مدارسة هذا الكتاب في رحاب بيته الحرام في هذا اليوم الثاني عشر من شهر صفر سنة اربع واربعين والف من الهجرة بعد تسعمائة سنة من وفاة مؤلفه القاضي عياض رحمه الله المتوفى سنة اربع واربعين وخمسمائة من الهجرة بمئتين وستة وعشرين مجلسا سبقها مجلسان تقدمة للكتاب وموضوعه ومؤلفه. وكان اول مجالس هذا الكتاب يوم والثاني عشر من شهر ذي القعدة سنة ست وثلاثين واربعمئة والف من الهجرة. فتم لنا اليوم سبع سنوات وثلاثة اشهر بالظبط لله تعالى ولو اخرجنا منها مدة التوقف بسبب جائحة كورونا منذ الدرس الخامس والثمانين بعد المئة يوم الرابع من شهر رجب سنة احدى واربعين حتى عاد الدرس يوم التاسع من شهر صفر سنة ثلاث واربعين فكان مجموع التوقف سنة وسبعة اشهر ويكون مجموع مدة مجالس الكتاب خمس سنوات وثمانية اشهر بفضل الله تعالى وفي ختام هذا المجلس ها هنا وقفات اولها حمد الله وشكره والثناء عليه بما هو اهله. اكرمنا بما فتح علينا بفضل العلم ومدارسته وما جاد به فضله علينا. من الاستبصار وما احيا به قلوبنا من حبه تعالى ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم كل ذلك في رحاب بيته الحرام وفي هذه الليلة الشريفة المباركة فسبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه ثانيا بعد تسعمئة سنة تماما من وفاة المصنف رحمه الله نأتي اليوم. فنختم مدارسة كتابه في اعظم بقعة اشرف مكان ونقرأ كلام الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى جعله الله له من الاجر الجاري وجعله لنا من العلم النافع والذخم لدنيانا واخرانا وما زال هذا السفر المبارك محط ثناء العلماء واشادتهم رحمة الله عليهم. بل قيل ان القاضي عياض كان يحب كتابه حبا جما. فلما عاتب في ذلك انشد قالوا نراك تحب الشفاء وتخبر فيه عن المصطفى. فقلت لاني عليل كل عليل يحب الشفاء. رحمة الله عليه. ثالثا لئن تم الكتاب ومدارسته وانتهت بمجلس اليوم مجالسه فان طريق المسلم احب في درب محبته وعمارة قلبه من تلك الركائز باقية. فانهض عبد الله وانت امة الله بما يجب على كل منكم من احياء هذه معالم وتجديد تلك المعاني فانها منابع الايمان واليقين وحصون العقيدة الراسخة. رابعا لعلنا نوجز في المجلس القادم شاء الله مضامين الكتاب التي بثت في مجالس السنوات السابقة. اختصارا لها وتذكيرا بها وربطا لابوابها وفصولها واستحضارا تقها وترابطها. خامسا مما ارجوه من بركة هذه المجالس واتصال هذه الامة بسلفها الصالح الاجازة بهذا الكتاب بالمسند المتصل الى مؤلفه رحمه الله. فاني اجيز كل من حضر هذه المجالس. ومن ادرك مجلس الختام هذا ومن سمعه من قرب ومن بعد بهذا السفر المبارك بما اجازنا به اهل العلم والفضل رحمة الله على امواتهم واحيائهم باسانيدهم المتصلة الرياض الى كتاب الشفاء للامام القاضي عياض رحمه الله. وصلنا الله واياهم باحسانه وسلك بنا وبكم سبيل العلماء الربانيين فعسى الله ان يجعل مجالسنا هذه ونحن في رحاب بيته في هذه الليالي المباركة في كل تلك السنوات السابقة قربة لديه سبحانه وزلفة اليه ويرزقنا بها صدق الايمان وتمام المحبة وكمال اليقين. والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات. وصلى الله ربي وسلم وبارك على سيد الورى وامام الهدى نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحبه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين كل شيء في الحرم المكي يدعو للشوق. ومن ذلك دروس الحرم العلمية وكراسي العلماء. فماذا لو قربنا لك كهذه المجالس لتعيش في رحابها وانت في بيتك. على قناة التوجيه والارشاد الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي تستطيع ان تكون احد حضور مجالس العلم في المسجد الحرام مباشرة ولحظة بلحظة. حيث يمكنك حضور المجلس ومتابعة الدرس واخذ العلم عن اهله وكأنك هناك. للمتابعة اشترك الان