بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته تعددت نعمه وتتابعت الائه سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين. وحبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه على ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فان الليلة ليلة الجمعة معشر المحبين ليلة الجمعة العامرة بكثرة الصلاة والسلام على نبي الهدى وسيد الورى وامام الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم تعمر فيها القلوب حبا له فتفيض الالسنة صلاة وسلاما عليه مستشعرة قوله صلى الله عليه عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه وسلم تهتف الالسنة وتنبض القلوب حبا وصلاة وسلاما على من عمرت القلوب بحبه صلى الله عليه وسلم. منتظرة طامعة مشتاقة في ذلك الاجر العظيم والموعود الكريم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه ما تتابع الليل والنهار وصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الاطهار وصحابته المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ايها الاخوة المباركون في مدارستنا لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. وقف بنا الحديث في الدرس المنصرم. عند الباب الثاني من ابواب القسم الثاني من الكتاب المتعلق بحقوقه العظيمة عليه الصلاة والسلام على امته. وهذا الباب الثاني جاء يحمل عنوان المحبة له عليه الصلاة والسلام. المحبة التي هي جناح الطائر بل رأسه وقلبه الذي يحلق به العبد في عبوديته لربه وطاعته لنبيه صلى الله عليه وسلم. وبدأ المصنف رحمه الله بالمحبة بعد الايمان به عليه الصلاة والسلام لعلمنا جميعا انه لا تمام في الانقياد ولا كمال في الامتثال ولا استقامة في المنهج في الاستنان بشيء اعظم من بنائه على قواعد الحب في القلوب لنبي الامة صلى الله عليه وسلم. فكل من كانت محبته اصدق كانت طاعته اكمل. وكل من كان اوفر حبا في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان الى سنته اقرب والى طاعته اصدق. وفي الاخذ بمنهجه وهديه صلى الله عليه وسلم اتم واكمل. عندما نتحدث عن اتباع السنن والاقتداء والاتساء. وعن منهج كريم نريد ان نعيشه في الحياة في ظلال سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فان المدخل ها هنا. والخطوة الاولى تبدأ من حب عظيم. ينبغي ان في القلوب له عليه الصلاة والسلام تقدم في المجلس المنصرم في بعض النصوص الشرعية التي تدل على لزوم محبته عليه الصلاة والسلام. وان الحديث عن حبه صلى الله عليه وسلم ليس فضلا يدعى اليه. ولا كمالا ننشد الوصول اليه. ولا مرتبة عليا يحث الناس على الوصول اليها بل هو واجب حتم متعلق باصل الايمان. لا ايمان لمن لا حب له ومن كان في حبه اعظم كان في ايمانه اكمل عن لزوم واجب محتم نطقت به نصوص الشريعة. انت مسلم تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا يجب ان يكون حبهما لهما في قلبك اعظم المكانة وان يكون الحب الوافر في القلب هو المنطلق الاساس. فان لم يكن كذلك فلا بد من العودة اليه انه الخطوة الاولى عندما ينطلق العبد ممتثلا مؤديا للواجبات منكفا عن الحرام ولا يزال في محبته ضعف او خلل او قصور فثمة مدخل كبير سيلج منه ستجد قلوبا ومن ثم فستجد قلوبا يتسرب اليها الظعف والوهن. ستجد قلوبا يتسلط عليها الشيطان. فهي سرعان ما تستجيب للحرام. او ترتد على الادبار او تتعلق بالهوى والشبهات والشهوات والسبب ان بناء المحبة لم يكتمل بعد. عندما تأتي النصوص الشرعية تقول لي ولك يا عبد الله ابدأ اولا بحب لله. وحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانه تأسيس للمنطلق الاول والبوابة التي ندخل منها الى ساحة الايمان والعمل الصالح والى مدرج كبير يتفاوت فيه العباد لكنهم ينطلقون من العتبة ذاتها من ايمان يوجب عليك حبا عظيما. الحديث عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في فصول هذا الباب حديث عن هذا المنطلق الاساس. مضى بكفر منصرم. قول الله عز وجل قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. قال المصنف فكفى بهذا حظا وتنبيها ودلالة وحجة على الزام محبته ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقها له عليه الصلاة والسلام الى ان قال ثم فسقهم بتمام الاية واعلمهم انهم ممن ضل ولم يهده الله. كانت هذه الاية مفتتحة هذا الباب الذي ساق فيه المصنف عددا من النصوص وقف بنا الحديث بنا في حديث انس رضي الله عنه في قوله عليه الصلاة والسلام في قوله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من ولده ووالده والناس اجمعين. نعود الى تتمة الباب والفصل الذي عقب به المصنف رحمه الله تعالى. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين ولجميع المسلمين من المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هو المجلس الثاني والثلاثون بعد المئة مما جالس تدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام وباسانيدكم المتصلة الى القاضي العلامة بالفضل عياض ابن موسى ابن عياض ابن عمرون الي طوبيا الاندلس رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال في الباب الثاني من القسم الثاني في لزوم محبته عليه الصلاة والسلام وعن انس رضي الله عنه عليه الصلاة والسلام قال ثلاث من كن في وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في النار. هذا الحديث الذي وقف بنا في المجلس المنصرم درسنا وهو حديث صحيح اخرجه الشيخان الامامان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى في الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان هل للايمان حلاوة وما معنى الحلاوة التي يذكرها النبي هنا عليه الصلاة والسلام يقصد ان شيئا اعظم من تحصيل مجرد الايمان يمكن ان يجده بعض العباد. الكل مؤمن لكن فرق بين مؤمن واخر بين مؤمن وجد حلاوة الايمان ومؤمن لا يزال في اولى درجاته وعند بدايات عتباته ان رمت عبد الله ان ينعم الله عليك فتتذوق حلاوة الايمان. هي حلاوة يعني هي لذة وطعم مستطاب لكنه ليس بذوق الافواه بان الايمان مقره القلب. فالحلاوة فيه حلاوة قلب هي سعادة اذا هي انشراح صدر هي انس هي بهجة هي سرور رغم ما قد يكتنفك في الحياة من حولك من ضيق عيش او قلة ذات يد او فقر او حاجة او مرض او شيء من تقلص ظل الحياة ومتاعها مما تجده قد انبسط على بعض الناس من حولك لذة القلب وسعادته وانسه وفرحه ليس فيما يظنه كثير من الناس لكنه فيما دل عليه الحديث حلاوة الايمان تريد هذا المعنى العجيب الذي لا يجده كل من حصل الايمان. لانه صلى الله عليه وسلم علقه وبهذه الامور الثلاث. اذا هي مقومات لمن اراد لمن رام ان يتذوق هذه الحلاوة ويتقلب في تعيينها هي مقومات اسس لدعائم الايمان يقول صلى الله عليه وسلم في اولاها ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما اما لاحظت هو لا يطلب منك الحب هو يطلب منك ان يكون الاحب ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. لانه لا ينكر احدا انه بمقتضى بشريته وله قلب ينبض وله مشاعر تسكن القلب فاذا لابد له من حب محبوب هذا لا يفارقه انسان قد يحب مالا متاعا شخصا وانسانا زوجة او والدا او والدة او ابا او ابنا شيء ما في الحياة لابد ان يحبه كل احد انا وانت ليس المطلوب اخلاء القلوب من حبها لما تحب هذا مستحيل وليس المطلوب قطع كل شيء من صلات الحب في قلوب البشر هذا ايضا متعذر وتكليف لما لا يطاق لكن المطلوب ان تحافظ على حب ما تشاء ومن تشاء وبقدر ما تشاء ولكن ان اردت ان يكون لك نصيب من حلاوة الايمان فعليك ان تتخذ القرار ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ساسألك هل تحب الله ستشير برأسك بلا تردد النعم هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يتردد احد الا ان يقول نعم وليس له سوى هذا الجواب في حديثنا عن حلاوة الايمان ليس المطلوب ان تحب هذا حاصل المطلوب ان يكون هذا في اعلى درجاته ليس المطلوب حب الله وحب رسوله عليه الصلاة والسلام بل المطلوب ان يكون في قلبك الاحب هذا هو التحدي الكبير وسيكون عندئذ حب كل شيء سواهما في الحياة يأتي ثانيا وثالثا ورابعا وعاشرا ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. ولهذا بسط طويل سيأتي في بعض الاحاديث القادمة بيان لمزيد علاقات بهذه اللفظة العظيمة اذا هذا سر كل انسان بينه وبين الله في بيان قدر ما يحمله من الحب في قلبه لربه. ولنبيه عليه الصلاة والسلام ولك انت ان تختبر نفسك بنفسك من قبل ان ينكشف الغطاء وان يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور. فسينكشف كل شيء وسيعلم كل عبد عندئذ بالميزان دار ما حمل في قلبه طيلة حياته من حب لربه وحب لنبيه عليه الصلاة والسلام. الميزان عندك الان وليس بوسع احد ان يعرف هذا الا انت. وعندئذ ايضا سيلزمك ان تعالج. ما قد تجد من قصور وضعف وخلل جرب نفسك وانظر واختبرها. اتجد اقبال نفسك وسرور فؤادك وانشراح صدرك. لكل ما يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مقدما عندك محبوبا مستطابا عن طيب نفس وانشراح صدر وطيب خاطر في كل شيء اتقوم الى الصلاة مثلا من على الفراش وتترك لذيذ النوم مع شدة التعب والحاجة الى ذلك الفراش الوفير. ما تتركه الا حبا لله لان منادي يقول حي على الصلاة تجاهدك نفسك في بعض المواضع امام موقف يستدعي حفاظا على سنة او ثباتا على مبدأ او استقرارا على خلق كريم فتزل بك عواصف الهوى والشهوة ذات اليمين وذات الشمال. فيقوم قائم الحب الصادق في قلبك انه لا شيء احب اليك من اتباع السنة واقتفاء الاثر ولزوم الواجب والاحتكام الى شريعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هذه وامثالها هي مواطن ينظر فيها احدنا لنفسه في المرآة. فيجد توفر الحب الصادق في قلبه لربه ولنبيه عليه الصلاة والسلام هذه اولى الخطوات ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. قال ثانيا وان يحب المرء لا يحبه الا لله وهذا فرع عن محبة الله فمن احب الله كان سائر ما يحب متفرعا عن حبه لله. فان احب فلله وبالله وان ابغض ايضا فلله. لا يمكن ان تزعم انك تحب الله ثم انت تحب شيئا يكرهه الله او يبغضه او يسخطه جل في علاه لا يمكن ان تثبت لي حبك لنبيك صلى الله عليه وسلم ثم انت تتنكب عن قصد واصرار وعمد تنكبوا سننه وتنبذها خلف الظهر بلا مبالاة. لا يمكن ان تقنعني بحب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم انت تنبذ صحابته العداء عياذا بالله او تتخذ موقفا مغرضا من ال بيته وصحابته عليه الصلاة والسلام من احب الله واحب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق في محبوبات قلبه من هذا الحب لانه الاصل. فاذا احب انسان انسانا. فكلما كان حبه لله اصدق كان سبيل حبه لخلق الله مبنيا على حبه لله فان احب مرئا ففي الله عز وجل ان يحب المرء لا يحبه الا لله. ومعنى ذلك ان يكون سبب المحبة والموالاة قائما على قدر المحبوب في حبه لربه وطاعته وتقواه. يزداد حبك في قلبك لكل عبد تراه على طاعة الله امثل ومن الله اقرب تحبه وليس بينك وبينه مصلحة. ولا قرابة ولا نسب ولا شيء من اغراض الدنيا. لكنه وقع في قلبك موقع الحب لله عز وجل. يقولون ان من علامات الحب لله وفي الله انه لا يزيدها بر ولا ينقصها جفاء فان جفاك او وصلك كل ذلك عندك سيان. لانك ما احببته لوصلة وصلك بها. ولن تبغضه ايضا لجفوة حتى يجفوك بها. قال عليه الصلاة والسلام في ثالث هذه الخصال وان يكره ان يعود في الكفر كما يكره ان يقذف في نار لان الاولى نقيض الاخرة. فمن احب الله وكان حب الله اعظم شيء في قلبه كان ابغض شيء اليه ما يهدم اصل التوحيد وهو اعظم حقوق الله. يسأل عليه الصلاة والسلام عن اعظم الحقوق عن افضل الايمان عن افضل الاعمال فيقول ايمان بالله اوجب الواجبات واعظم الحقوق ورأس الايمان واعظم شعب الايمان لا اله الا الله ويسأل الصلاة والسلام عن اكبر الكبائر وافجر الفجور ورأس المحرمات واعظمها فيقول الشرك بالله عندما يقبح في قلب العبد الكفر في الله الكفر بالله جل جلاله سيقبح عنده كل من اتصل بهذه الخصلة البغيضة يكره الكفر ويكره العودة اليه او الاقتراب منه او التشبه باصحابه او موالاتهم على رغم عدائهم للدين. كل ذلك يأتي في في قالب الحب الصادق لله جل جلاله. ثلاثة الخصال جاء فيها الشاهد في قوله ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وفيه مقصد المصنف رحمه الله من بيان لزوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لانت احب الي من كل شيء الا نفسي التي بين جنبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم لن يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فقال عمر رضي الله عنه والذي انزل عليك الكتاب لانت احب الي من نفسي التي بين جنبي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم الان يا عمر. الان. الان يا عمر. هذا الحديث الذي اخرج البخاري رحمه الله من اعجب الحوارات بين رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه. بل ليس اي صحابي من صحابته انه عمر رضي الله عنه في حوار صريح يقول عمر مبتدأ خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم فانت احب الي من كل شيء الا نفسي التي بين جنبي ارأيت هذه مصارحة لا مواربة فيها جاء عمر يعلنها صراحة ما احتاج الى ان يزعم شيئا لا يرى نفسه بلغ الوصول اليه لانت احب الي من كل شيء الا نفسي التي بين جنبي فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم ايضا بحزم لا محاباة فيه قال لن يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه يعني بقي عليك يا عمر حتى تحقق المرتبة السنية ان تزيل هذا الذي بقي. قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فعندئذ تأتي المعالجة الحاسمة من الفاروق عمر رضي الله عنه بلا تردد ليقول والذي انزل عليك الكتاب تاب لانت احب الي من نفسي التي بين جنبي. فقال له الان يا عمر الله الله والله ما تدري مما تعجب اتعجب من صراحة عمر وجرأته رضي الله عنه في التعبير عن شيء قد يكون خللا لكن هي هي الخطوة الاولى للمعالجة مصارحة النفوس والوقوف على ما يحتاج الى العلاج والامساك بمواطن تلك القضايا التي تحتاج الى مشرط جراح وعلاج طبيب يقول انت احب الي من كل شيء الا من نفسي ويكون النبي عليه الصلاة والسلام في جوابه لعمر وهو يدري ما عمر رضي الله عنه. يقول لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه ثم هذا العجيب في موقف عمر رضي الله عنه ثانيا هذا الملاك العجيب هذا النفاذ في تصرفه في امر قلبه وكأنما هو شيء بيديه يتحرك. ليقول رضي الله عنه والذي انزل عليك الكتاب ابى لانت احب الي من نفسي التي بين جنبي سطوة عمر رضي الله عنه على قلبه. واقتداره على اتخاذ القرار وجرأته وقدرته رضي الله عنه الى ان يعيد موازنة مشاعر القلب وان يرتب المحبوبات ويتخذ القرار في ساعتها هذا يدل على ان مشاعر القلب التي تقودنا ولا نقودها انما يملك زمامها من اتاه الله ثباتا ورسوخا وقدم صدق ومنزلة عجيبة. هذا عمر يقود مشاعره ولا تقوده. فهو الذي يرتبها فيقول انت الان احب وكان صادقا في الاولى وهو صادق والله في الثانية لما صدق ابتداء ليعلن انه لا يزال يجد حب نفسه اعلى درجة. فلما وجد المسألة لا تقبل المفاوضة نفد رضي الله عنه الى صميم القلب لينزلها دون تردد لينزل نفسه من قلبه دون تردد ينزل نفسه تدري لما لان الاوجب ان يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المنزلة اعظم من نفسه وفعل رضي الله عنه. فعلها فهل افعلها انا وانت القرار لي ولك وبيوسع كل واحد منا ان يفعل ذلك لكن اذا اردت ان تفعل فعليك ان تكون صريحا كما كان عمر رضي الله عنه. صريحا مع نفسه صادقا مع ربه اصدق مع نفسك لتكتشف ما بداخلها. ثم اذا وجدتها ستملك الحزم يقودك في ذلك ايمان صادق وحب عظيم واستحضار لمثل هذه النصوص. تدري ما الذي جعل عمر يعود الى قلبه؟ فيعيد الترتيب من جديد داخل قلبه. ويعيد منازل محبة داخل القلب لانه سمع لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه. سمعها فعالج واعاد الترتيب وقد سمعتها انت الان فهل لك ان تعيد الترتيب وتعيد الى قلبك منازل المحبوبات داخلها ليكون البشر مرتبين فيها كالتالي اولا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضع ثانيا وثالثا ما تشاء لمن تشاء ضع والديك وزوجتك واولادك ومن تحب من خلق الله عز وجل. لكن لا يمكن ان ينازع في حب البشر احد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما نقول في حب البشر لان حب خالق البشر ورب البشر واله الناس اجمعين ان سلطان الحب في القلب اجمع. فاذا احببنا الله فبحب الله احببنا رسوله. صلى الله عليه وسلم. ولحبنا لله جعلنا حب رسوله صلى الله عليه وسلم اعظم المحبوبات بعده. لانه لا يمكن الا ان تفعل ذلك من من استولى حب الله على قلبه ووجد حب الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بتلك المنزلة ليس له والله الا ان ان يجعل حب رسوله صلى الله عليه وسلم اولا قبل كل شيء. قال الان يا عمر. وعمر رضي الله عنه بذلك نال تلك المنقبة ولاحظ كيف اشتمل الحديث على الجمل من مصارحة فمعالجة فاتخاذ قرار ثم انقلب الحديث في اخره الى شهادة ومنقبة وثناء. عمر رضي الله عنه زعم ان انه فعل ولان ذلك غيب ومن عمل القلب. ولا يطلع عليه الا بالوحي. فقد قال صاحب الوحي عليه الصلاة والسلام الان يا عمر فقد كان عمر مثالا للبشر عندما نجح احدهم في جعل حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حب النفس فنالها شهادة بقوله الان يا عمر قال رحمه الله تعالى قال سهل رحمه الله تعالى من لم يرى ولاية الرسول عليه الصلاة والسلام وعليه في جميع الاحوال ورى نفسه في ملكه عليه السلام لا يذوق حلاوة سنته. لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه الحديث يقول سهل من لم ير ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم عليه في جميع الاحوال ويرى نفسه في ملكه عليه الصلاة والسلام. يرى نفسه في ملكه يعني يجعل امره ونهيه تبعا لامري ونهي رسوله لله صلى الله عليه وسلم هو تماما على حد قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وقوله صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. اذا جاء اامر الله وامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا امر لك ولا لنفسك ولا لهواها ولا لاحد عليك ان يكون مقدما على امر ربنا وامر نبينا عليه الصلاة والسلام. يقول سهل رحمه الله من لم يرى نفسه في ملكه عليه الصلاة والسلام لا يذوق حلاوة سنته. هذه مناطة بتلك فاجعل نفسك وامرك وزمامك وقيادك تبعا لسنته ستذوق والله حلاوة سنته. تدري ما المراد ان تكون السنة حاكمة لك في الحياة ان تكون المعيار ان يكون القرار عندك ان تفعل او لا تفعل هو العودة الى السنة فان رأيتها مضيت. وان غابت عنك احجمت عندما تكون السنة حاكمة سترى نفسك في قولك وفعلك. وحركتك وسكنتك وقيامك وطعامك وشرابك في البيت وخارج البيت بل في حياتك ومماتك ان تكون السنة حاضرة حاكمة ان تكون امرة الناهية من بلغ هذه المرتبة يقول من لم ير نفسه في ملكه لا يذوق حلاوة سنته صلى الله عليه وسلم للسنة حلاوة هي فرع عن حلاوة الايمان ويقصدون بها في هذا السياق ايها الكرام ان المحبين في تطبيقهم للسنن ليسوا يبحثون عن مجرد الاجر والثواب لانها سنن. بل هم يستمتعون بها رعاك الله وهم يطبقونها يشعر احدهم اذا ما حظي بسنة وشرفه الله بتطبيق السنة في اي باب من ابواب الحياة انه يجد متعة ولذة لانها سنة دافعه في ذلك انه يجد نفسه في موقع من الحياة شبيها فيه بصنيع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه عنده بحد ذاتها متعة ان يبلغ مرتبة وموقفا وصنيعا وتصرفا في الحياة يجد فيه له شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم ولك مواضع ستأتي عقب درس او اثنين ان شاء الله في ذكر مواقف السلف في صنائعهم في مواقف حياتهم كانوا متعة فللسنة حلاوة. حلاوتها متعة. فضلا عن الاجر والثواب. اذا ما كان مندفعهم ولا منطلقهم في تطبيق السنن هو مجرد البحث عن الثواب والاجر والحسنات. هذا موجود نعم. وهذا دافع ولا شك وهذا حافز. فان العبادة التي يعتنى فيها بالسنن وتطبيقها بدقائقها وصغائرها اعظم اجرا من العبادة التي يستوفى فيها الواجب دون بعض سننها لا شك العبادة اكمل كلما كانت سننها اوفى. لكن المحبين لهم في تطبيق السنن ايضا دافعوا ثان هو الوقود الداخلي يدفعهم الحب حتى لو علموا انها ليست بسنة بمعنى السنن الفقهية. ليست في ابواب العبادات فهم ايضا ينطلقون يحثون الخطى يقتفون الاثر مع علمهم انه لا ثواب. في مثل ذلك الصنيع لا ثواب في شيء يفعلونه لا تعبد فيه. ان يقول انس فما زلت احب الدباء من يومئذ. ولا يقولها ولا يعتقد ولا يفتي هو ان من اكل الدبان له اجر سنة لانه فعل سنة ويقول اخر وثالث ورابع في تفسير ما يسألون عما يفعلون فيقولون هكذا رأينا سمعنا شاهدنا صحبنا نبي صلى الله عليه وسلم كانوا يا قوم ينطلقون من دوافع المحبة ودوافع المحبة ذاتها متعة ولها حلاوة ولها في قلوب اصحابها بهجة وسرور. يقول سهل رحمة الله عليهم من لم ير ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم عليه في جميع الاحوال ويرى نفسه في ملكه عليه الصلاة والسلام لا يذوق حلاوة سنته واستدل فقال لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه. نعم قال القاضي رحمه الله تعالى فصل في ثواب محبته صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام. لما فرغ من ذكر النصوص الموجبة للحب ذكر الاجر والثواب السؤال ان كان واجبا واجبا وحتما ولازما فلا حاجة الى ذكر الثواب لانه يكفي ان يرتب العقاب على الترك. فالواجب واجب بغض النظر عن تحصيل الثواب. لكنها شريعة الله عز وجل الحكيمة العادلة الممتلئة رحمة بعباده. يوجب عليهم جل جلاله واجبا. ثم يحثهم عليه ويأمرهم به الزاما ثم يعرض لهم بذلك من الاجر والحسنات والثواب. ما تحفز به النفوس وتدفع به الهمم. هكذا كان عليه الصلاة والسلام ايضا يذكر لاصحابه ابواب الواجبات. الثواب جزاء الواجب. واكرام للنفوس وحفز للعباد واغراء لهم على الاقبال على الامتثال لهذا الواجب. اذا حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم واجب لا خيار لنا فيه وحتم اللازم متعلق باصل الايمان في القلب لا خيار لنا فيه وعلينا وعلينا ان نوطن القلوب على حب الحبيب صلى الله عليه وسلم. عفوا ليس على حبه بل على تقديم حبه ليكون احب الينا من كل شيء وعلينا ان نجاهد النفوس وان نوطينها على ذلك لانه واجب. ومع ذلك فتأتيك الشريعة اغراء ليكون لك ذلك دافعا وحافزا ان تبحث عن واجب تؤجر عليه. فجاءت النصوص مغرية ودافعة للعباد نحو الانطلاق في تسابق كريم حميم في ان يكون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا في القلوب بالنصوص الاتي ذكرها. نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد ابن عتاب بقراءتي عليه. قال حدثنا ابو القاسم حاتم ابن محمد قال حدثنا ابو الحسن علي ابن خلف قال حدثنا ابو زيد المروزي قال حدثنا محمد ابن يوسف قال حدثنا محمد ابن اسماعيل محمد ابن اسماعيل هذا هو الامام البخاري رحمه الله. والمصنف يسوق الحديث بسنده اليه. قال حدثنا عبدان قال حدثني حدثنا ابي قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سال بن ابي الجعد عن انس رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال متى الساعة؟ يا رسول الله؟ هذا الموقف العظيم ما اعددت لها؟ قال ما اعددت لها امن كثير من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة. ولكني احب الله ورسوله. قال صلى الله عليه انت مع انت مع من احببت. هذا الحديث العظيم يا كرام الذي اخرجه الشيخان. البخاري ومسلم فيه هذا الموقف العظيم فاسمع بقلبك لا باذنك رعاك الله. يقول انس رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم سائلا عن امر عظيم كان يشغل القلوب شأن عظيم الساعة والقيامة والجنة والنار. قال يا رسول الله متى الساعة فعدل عليه الصلاة والسلام عن جوابه عن موعد الساعة الى ما هو اهم. فان جاءت الساعة اليوم او غدا السؤال المهم ليس هو متى تقوم الساعة؟ السؤال هل انت مستعد لها؟ من الايمان والعمل الصالح ما يدخلك لا تقوم لاجله الساعة فعدل عن الجواب صلى الله عليه وسلم فقال ما اعددت لها قال الرجل ما اعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني احب الله ورسوله قال صلى الله عليه وسلم انت مع من احببته في تتمة الحديث عند البخاري. قال انس رضي الله عنه فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. قال انس فانا احب النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم بحبي اياهم وان لم اعمل بمثل اعمالهم ونحن والله نقول اليوم نحب الله ونحب النبي صلى الله عليه وسلم ونحب ابا بكر وعمر ونحب انسا وسائر الصحب ونرجو ان نكون معهم في الجنة بحبنا لهم وان لم تبلغ بنا اعمالنا منازلهم رضي الله عنهم ماذا تريد ثوابا اعظم من هذا؟ ثم ما زلنا نقصر في ان تبلغه حبنا في قلبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المبلغ انس وهو صحابي وظفير بالصحبة وشرف بالجهاد ونال الرضوان وشهادة الله لمثله في القرآن يقول ما ارحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت فنحن والله اشد فرحا بقوله صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب انت مع من احببت فاحب رسولك صلى الله عليه وسلم واحب ابا بكر وعمر يقول انت مع من احببت لا يحرم الله محبا ان يبلغ درجة محبوبه. وان يحشر في زمرته. وان يكون معه في الجنة. يقول انس فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم انت مع من احببت. يقول انس فانا احب النبي صلى الله عليه عليه وسلم وابا بكر وعمر وارجو ان اكون معهم بحبي اياهم وان لم اعمل بمثل اعمالهم ونحن كذلك نرفع النفوس وندفعها. يقول الحافظ ابن حجر انت مع من احببت اي ملحق بهم حتى تكون بزمرة هذا الباب الكريم في ثواب الحب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم. منطلق كبير يا كرام. يا قوم هذا نعم نحن ضعاف والله مقصرون في جانب العمل. ليس لنا حظ من جهاد ولا صدقة او صلاة او قرآن او عظيم بر واحسان حسبك ان تجود بحب قلبك لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا يكون رصيدا لك في الميزان يوم القيامة حب يجبر لك الخلل ويغفر لك الزلل. حب يرفع لك الدرجة حب يرقى بك الى فوق ما اتصور كرما من الله واكراما لمن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم تدرك عندئذ ان الحب ليس بالشيء اليسير ولا بالهين في الميزان ولا هي كلمة تقال باللسان. الحب منهاج حياة من اسسه في قلبه انطلق في حياته عبدا صادقا في حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم. وحاشاه ان يزعم تبا ثم تراه غارقا في الشهوات. زاهدا في السنن والمستحبات ان يكون مفرطا في الواجبات ابدا ليس هذا شأن المحبين. نعم التقصير وارد والخلل وارد والضعف فينا لازم والفتور فينا والتقصير والخطأ كل هذا واقع وحاصل. لكن ثق تماما والله ان لقيت ربك يوم القيامة قلب عامر بحبه جل جلاله وحب نبيه صلى الله عليه وسلم فاحسن ظنك بربك الكريم فليكن تعويلنا يا كرام على عمل القلب اكد واعظم هي المحبة التي تقوم مقام كثير من العمل وجبر الخلل ونقص وسد العثرة وزوال ما يمكن ان يكون من تقصير في حياة العباد. نعم قال رحمه الله تعالى وعن صفوان ابن قدامة رحمه الله قال هاجرت الى النبي فاتيته فقلت الله عليه وسلم فاتيته فقلت يا رسول الله ناولني يدك ابايعك فناولني يده فقلت يا رسول الله اني احبك. قال صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب. وروى هذا اللفظ عن عن النبي صلى الله وعليه وسلم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وابو موسى وانس رضي الله عنهما وعن ابي ذر رضي الله عنه بمعناه هذا الحديث مروي من طرق عدة يقول لما هاجر صفوان بن قدامة الى النبي صلى الله عليه وسلم اتيته فقلت يا رسول الله ناولني يدك ابايعك فناولني يده فقلت يا رسول الله اني احبك فقال المرء مع من احب هذه مصارحة فيها قدر كبير من اللطف. يأتي الرجل يبايع فيمد يده يقول يا احبك وما اعذبها من كلمة تدرك بها حجم المتعة ان يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب عندما تفيض مشاعر القلب فينطق اللسان مترجما عن مشاعر الفؤاد. اتملك ان تقول في مناجاتك في دعائك وعزتك يا رب اني لاحبك واحب نبيك صلى الله عليه وسلم هذه ستقولها خفقة قلب ونبض مشاعر وليس جملة لسان يقال بالجوارح يقول صلى الله عليه وسلم المرء معا احب ويرويه ايضا الشيخان في الصحيحين من حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنهم. وفي روايته قال جاء رجل فقال يا رسول الله كيف تقول في رجل احب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال صلى الله عليه وسلم المرء مع من احب هذه جاءت في احاديث ابي موسى وانس وابي ذر وابن مسعود وعدد كبير من الصحب رضي الله عنهم جميعا. انت مع من احببت اجعلها شعارك في الحياة المرء مع من احب هي سلوى لكل مقصر مثلي ومثلك. لا يزال يجاهد نفسه في الرقي بها واستكمال القصور واداء واداء الواجبات واجتناب المحرمات. لكننا ندرك بحجم تقصيرنا وخطأنا وذنبنا ان الله كريم ومن كرمه انه يفيض على عباده من الثواب والاجر فوق ما يتخيلون. ولكن ليس بالمجان حسبك ان تدفع ثمن ذلك حبا عمرت به قلبك طيلة حياتك لنبيك صلى الله عليه وسلم ومن شئت من صحبه الكرام. هي السلوى اذا هي البشرى للقلوب المحبة. فاللهم انا نحبك ونحب نبيك صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام اجمعين رضي الله عنهم انت مع من احببت المرء مع من احب اخرجه الشيخان متفقين في جملة من احاديث الصحيحين ومنفردا احدهما عن الاخر. ايضا بجملة من تلك الاحاديث وفي رواية عند ابي داود قال انس رضي الله عنه رأيت اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء لم ارهم فرحوا بشيء اشد منه لما قال رجل يا رسول الله الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله فقال المرء مع من احب. هذه الروايات المتعددة وهي كثيرة وهو حديث عظيم شريف. رواه جمهرة من الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم انس وابن مسعود وابو موسى الاشعري وعلي ابن ابي طالب وابو سعيد الخدري وابو ذر الغفاري وصفوان بن عسال وعبد الله بن زيد الخطمي والبراء بن عازب وعروة بن مضرس الطائي وصفوان بن قدامة الجمحي وابو امامة الباهلي وابو سريحة الغفاري وابو هريرة ومعاذ بن جبل وابو قتادة الانصاري وعبادة بن الصامت. وجابر بن عبدالله وعائشة رضي الله عنهم جميعا. هذا الحديث بلغت روايات الصحابة كما جاء ذلك الامام ابو نعيم في كتاب سماه كتاب المحبين مع المحبوبين وجمع طرق الحديث وسردها وتتبعها من نحو عشرين صحابيا. ولذلك اجل العلماء هذا الحديث وبينوا مكانته واعتنوا باخراجه وبيان فضله ومكانته. اذا هو حديث ليس بالعابر. حديث ينبغي ان يحرك القلوب وان يجري فيها المياه الراكدة. وان يجعلها تفيض دوما بحب متدفق متجدد لهذا الاصل الكبير فانه نبع عظيم ما زالت ترتوي منه قلوب اهل الايمان هو دواؤها هو ماء حياتها حبها لربها وحبها لنبيها صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى وعن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخذ بيد حسن وحسين رضي الله عنه فقال من احب من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجة يوم القيامة. الحديث فيه قدر مشترك مع ما سبق من الاحاديث. وزاد فيه حب الحسن والحسين وفاطمة علي رضي الله عنهم جميعا. الحديث في ضعفه اسناد في متنه نكارة كما ذكر الذهبي في السير. وقد اخرج الحديث احمد والترمذي وغيره اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد سبطيه الحسن والحسين فقال من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة وعلى كل فما تقدم من الاحاديث اكدوا وهي اصح واثبتوا في بيان منزلة حب قلوبي لنبيها صلى الله عليه وسلم. ولا يزال هذا ايضا شعار المسلم ان يعلنها دوما. ان يشهد الله على حبه لربه عز وجل وحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم وحب ال بيته وهؤلاء منهم السادة الكرام علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا وعن سائر ال البيت بيت والصحابة جميعا رضوان الله عليهم قال رحمه الله تعالى وروي ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله لانت احب الي من اهلي ومالي واني لاذكرك فما اصبر حتى اجيء اجيء فانظر اليك واني ذكرت موتي وموتك فعرفت انك اذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين. وان دخلتها لا اراك فانزل الله تعالى ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. فدعا به فقرأها عليه كان هذا هما عندهم وهم يتنعمون بصحبته عليه الصلاة والسلام وتكتحل اعينهم برؤيته عليه الصلاة والسلام وتتشنف اذانهم بسميع بسماع اللذيذ من حديثه عليه الصلاة والسلام لكنهم ما كانوا يشبعون من ذلك ولا يرون لهم فيه كفاية ولا حدا يقفون عنده. يقول الرجل يا رسول الله لانت احب الي من اهلي ومالي. واني سأذكرك فما اصبر حتى اجيء فانظر اليك. واني ذكرت موتي وموتك. فعرفت انك اذا دخلت الجنة رفعت النبيين وان دخلتها لا اراك يحمل هم يوم القيامة كيف يرى حبيبه صلى الله عليه وسلم لانه يعلم ان درجته صلى الله عليه وسلم في درجة النبيين. وان سائر امته لا يبلغها فليس فيهم نبي. وخشي ان يكون ذلك حرمانا وتذكر ان نعيما يتقلب فيه في الدنيا يخشى ان يفوته في الاخرة اذا فاته رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل ادركت حجم النعيم الذي عاشه الصحابة بصحبتهم له صلى الله عليه وسلم يقول فانزل الله تعالى ومن يطع لا هوى الرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا قال فدعا به فقرأها عليه. ذكر في سبب نزول الاية غير واحد كالواحدي في اسباب نزوله وذكر ايضا عدد من اهل العلم وفيه تظعيف لبعظ رواة السند في صحة الرواية وذكرها سببا لنزول الاية. لكن المعنى شواهد كثيرة في مواقف الصحب الكرام رضي الله عنهم في شدة حبهم وعظيم شوقهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الاية باق في دلالته. ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم. وقد مر بك قبل قليل فقال الرجل ما اعددت للقيامة من كثير صلاة ولا صيام ولا عمل ولكني احب الله ورسوله. قال انت مع من احببت فعلق قلبك حسن ظن بربك وتعويلا على كرمه وثوابه جل جلاله لاهل المحبة عليه الصلاة والسلام ان تبلغ تلك الدرجة. ولا تعولن على عملك فمهما بلغ فانه لا يبلغ تلك المراتب السنية. هب انك عشت حياتك ما غبت عن طاعة الله طرفة عين ولا عصيت ربك قط لحظة بليل او نهار. هب انك فعلت ذلك ودخلت الجنان من اعلى درجاتها وتبوأت منازلها العلا هل تظن ان ذلك سيبلغ بك درجة النبيين وتظفر بمرافقته صلى الله عليه وسلم؟ ابدا فمقام النبوة لا يبلغها عمل صالح ويبقى الباب اذا والمعول اذا والمدخل اذا على هذا الباب مع الذين وهذا معلق بقوله ومن يطع الله والرسول فاحمل في قلبك حبا لتنال المرء مع من احب واحمل في حياتك عملا صالحا وطاعة لتنال ومن يطع الله والرسول. هذان طريقان يا كرام. ينتهيان عند نقطة واحدة ويقول ايضا الى مأمول كبير. تشتاق اليه نفوس العباد رح صحبته عليه الصلاة والسلام ومرافقته في الجنة. فالمحبة اذا اولا والطاعة والعمل ولزوم سنته ثانية لتنال ذلك الموعود الكريم مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا قال رحمه الله تعالى وفي حديث اخر كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ينظر اليه لا يطرب قال صلى الله عليه وسلم ما بالك؟ قال بابي وامي اتمتع من النظر اليك. فاذا كان يوم القيامة رفعك الله تفضيله فانزل الله الاية. كان رجل ينظر اليه صلى الله عليه وسلم لا يطرف يعني لا يرمش بعينه ولا يغمضها فلما سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال ما بالك؟ قال بابي وامي من النظر اليك فاذا كان يوم القيامة رفعك الله بتفضيله قال فانزل الله الاية وقد ذكر بعض اهل العلم ولا اسناد يمكن الحكم بالحديث عليه قال رحمه الله تعالى وفي حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احبني كان معي في الجنة تقدم بعض هذا الحديث سابقا وهو مما اخرج الامام الترمذي وقال عنه حديث حسن غريب وذكر انه سأل الامام البخاري عنه فلم يعرفه في بعض رواة سنده ضعف والحديث له شواهد اصح منه في لفظه وتقدم جملة كبيرة منها وهذا تمام الفصل الذي اراد فيه المصنف ذكر ثواب محبة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم اذا ايها له عليه الصلاة والسلام ان المحبة امر عظيم. وعمل قلب جليل وفيه من الثواب ما وعد الله به اهل المحبة ان يبلغوا بحبهم الصادق وبطاعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك الموعود الكريم بالمعية الشريفة العظيمة لنبيهم صلى الله عليه وسلم في الجنة. فادخروا من حبكم ايها المحبون ما تبلغون به مرافقة المحبوب الحبيب صلى الله عليه وسلم. واكثروا من صلاتكم وسلامكم على حبيبكم صلى الله عليه وسلم ما يشفع لكم بصدق الحب وشاهد الوفاء لقلوب ملئت حبا لنبيها صلى الله عليه وسلم. لك مهجتي صلت عليك ما الحب ان بخل المحب بمهجته؟ فعلى عظيم الخلق صل محبة يكفيك انك واحد من صلى الله عليه وسلم واعمروا ليلتكم العظيمة المباركة هذه بعمل عظيم. وهو كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله الله عليه واله وسلم تستكثرون بها من الخيرات وتستنزلون بها من صلاة رب البريات ما تدركون به الرحمات وكشف كربات وزوال الهموم وتحقيق الحاجات. فيا رب صلي وسلم وبارك على حبيب القلوب وانسها. وبهجة القلوب وسعدها صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما دائمين ابدا. وارضى اللهم عن ال بيته الكرام وصحبه الغر الاعلام ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. نسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا رب العالمين. اللهم ارحم موتانا اشف مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا ووفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى اللهم انا نسألك الهدى والتقى وجنبنا مواطن الردى نعوذ بك يا ربي من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة ات نقمتك وجميع سخطك يا ارحم الراحمين. الهنا وخالقنا اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرج رجاء ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا رب العالمين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. ربنا اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. اللهم تب علينا وتقبل منا واهدنا سبل السلام. اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا. واجعل لنا يا رب عندك في العاقبة ذخرا واجرا كريما. ننال به اعلى المقامات ونظفر به بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم. احينا اللهم مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين. وصل يا ربي سلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين