بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام والانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين اشهد وتشهدون انه بلغ الرسالة وادى الامانة وجاهد في الله حق الجهاد حتى اتاه اليقين. فصلى الله ربي لما وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وهذه ليلة عظيمة هي ليلة الجمعة. وقد قال فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة ويوم الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. يا من تنفس بالمحامد واهتدى واراك كترفل في الفضائل كالندى جد بالصلاة على الذي بفعاله ساق البرية نحو انوار الهدى. فاللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا وحبيبنا. وقرة عيوننا محمد بن عبدالله وعلى ال بيت وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد ايها الكرام فانه من اغتنام هذه الليلة الشريفة ومن التقلب في بركاتها وحيازة حسناتها. والتنعم بما اودع الله تعالى فيها من الفضائل والهبات والحسنات ان نستجمع قدرا عظيما من الصلاة والسلام على امام الهدى وسيدي الورى صلى الله عليه واله وسلم وان مما يحملنا على كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم مجلس كهذا نتذاكر فيه شأنه العظيم وسيرته العطرة وحقوقه الكريمة صلى الله عليه واله وسلم. وما زالت مدارستنا في كتاب الشفاء في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه موردا عذبا اكرمنا الله عز وجل بالاجتماع له في في رحاب بيته الحرام في هذه الليلة العظيمة فاجتمع لنا شرف المكان والزمان وبركة المجلس بالعلم الذي تتدارس فيه بابا من ابواب الايمان والعقيدة والخير والهدى وقف بنا الحديث ايها الكرام عند الباب الثاني من القسم الثاني من الكتاب وهو القسم الذي صنعه المؤلف رحمه الله بتعداد الحقوق الواجبة علينا لنبينا صلى الله عليه وسلم. وقد كان الباب الاول في شأن الايمان به وطاعته وامتثال امره وهديه عليه الصلاة والسلام. واما الباب الثاني ففي محبته الواجبة علينا له صلى الله عليه وسلم. تقدم في فصول هذا الباب النصوص الواردة في لزوم المحبة النصوص الواردة ايضا في ثوابها لبيان مكانة هذه العبادة العظيمة اجل. فحبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم عبادة نتقرب بها الى الله حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم عروة وثيقة من عرى الايمان. حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم حتم واجب لا خيار لنا فيه. انما الذي نتحراه توطين القلوب على هذا الحب الكريم للنبي العظيم صلى الله عليه وسلم في حبنا له عليه الصلاة والسلام نؤسس قواعد الايمان. وبحبنا له صلى الله عليه وسلم ثبتوا الاقدام في طريق السنة والطاعة والاقتداء. بحبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم. نجد سعادة الحياة وانسها بانشراح الصدر وراحة القلب وسعادة الفؤاد. حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم بحر عظيم لا ساحل له. سبق فيه اسلافنا من الامة من الصحابة فالتابعين فمن بعدهم رضوان الله عليهم وسلك بنا سبيلهم. وقد كانوا فيه يضربون اروع المثل في الحب الصادق وما معنى ان تمتلئ القلوب حتى تقطر حبا لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. اما ان النصوص الواردة في هذا الباب التي استعرضناها في مجلسين سابقين او اكثرا كفيلة بان تؤسس في نفوس اهل الايمان معنى الحب العظيم له عليه الصلاة والسلام لكننا في فصل الليلة ونحن نسوق اثارا عن سلفنا الكرام من الائمة بالصحابة والتابعين ومن بعدهم في ترجمة تلك المشاعر وحكاية مواقف كانت تظهر عظيم الحب الذي كنز في تلك القلوب الطاهرة. فكيف انعكس ذلك في حياتهم؟ في عبارات ومقولات ومواقف تجلى فيها حب صادق يصلح ان ننصبه لانفسنا مرآة نبصر فيها احوالنا. ايها الكرام ايها المباركون هذا المنهج عملي في حياة سادتنا من السلف من الصحابة فمن بعدهم رضي الله عنهم وهم افضل هذه الامة جيلا وخير هاقرن واقربها سدادا واصدقها ايمانا واعمقها برا ووفاء وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ايضا اكثر هذه الامة لاجيال الواردة في هذا من رصيد العلم والايمان. وهي ايضا احراها والله واحقها بالحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والفهم السديد لنصوص الشريعة الواردة في هذا الباب. حديثنا عن هذا المنهج العملي هو تقريب لصفحات مشرقة في تاريخنا معشر المسلمين. ونجد فيها نبع حب دفاق كان يمتلئ ويتضوع بهذا الحب العظيم الطاهر للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. تجد اروع حب من من افضل جيل واكرمه لاعظم حبيب صلى الله عليه وسلم يمكن ان تحبه قلوب البشر. كانت فيها مشاعر جياشة بالمحبة وعاطفة الصدور وما تحملها تلك النفوس العظيمة في اجيال السلف. هذا المنهج الذي سنستعرض بعض مواقفه فيه في مجلس الليلة ان شاء الله يكشف جانبين اليهما في اجيالنا معشر المسلمين في هذه الاونة وغيرها اولهما ان هذا المنهج سيكشف لنا بيانا بان المحبة عمل مستقل. وهو عبادة من عبادات القلوب واجب من واجبات الايمان وانه رغم استلزام هذه المحبة للطاعة وكونها توجب الامتثال الصادق الا انها ليست هي فالمحبة شأن والطاعة والامتثال والعمل ولزوم السنة شأن اخر. بمعنى بمعنى كل من ادعى المحبة صادق في دعواه ان لم تكن محبته مثبتة لما تستلزمه الحب والمحبة والصدق فيها من اثر عملي ينبغي ان يوجد في الحياة. وهذا يعني ايضا ان ما كل متبع مستن حريص على الطاعة ما كل شخص على قدر عظيم من المحبة اجل فربما يقبل انسان على الطاعة والاقتداء بالسنة حرصا على الثواب ورغبة في الاجر ولا يلزم من هذا ان يكون في دافع عظيم نحو حب الا ان هذا هو المرجو. هذا بيان اول نستكشفه في حكاية منهج السلف وهم ستجد في اقاويلهم وعباراتهم عبارات تقطر بمعنى الحب الذي تترجمه مشاعر القلب ونبضات اما الجانب الاخر فهو ان منهج السلف في هذا الباب وهديهم هو الميزان هو المعيار في معنى المحبة تفسيرها من اجل الا نتفاوض كثيرا والا يزايد بعضنا على بعض في دعوى حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فان المحبة قد ولجها اقوام كثيرون ودخلوها من ابواب شتى. واقتصر بعضهم مع الاسف الشديد على جانب وقضية ومسألة وزاوية وظنوا انهم بلزومهم اياها قد افرغوا مشاعر القلب الممتلئة محبة له صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك هل المحبة يمكن ان تنحصر يوما من الايام الى اعظم من نصبه الله في حياتنا معشر المسلمين من البشر اينبغي ان يكون اعظم محبوب من البشر في قلوب البشر عليه الصلاة والسلام. ايعقل ان يختزل ذلك كله؟ في قصيدة تقال وانشاد يطرب له القلب ويهتز له البدن او في مناسبات او في ايام او في ساعات ان لم يكن هذا الحب يحمل صاحبه على ان يظهر محبته بال شغوف صادق تجاه من يحب عليه الصلاة والسلام. فيقبل على معرفته باخباره. وعلى حب صادق اتباع اثاره وعلى تمسك يقطر محبة ورغبة ووفاء في الاستنان بسنته والاهتداء بهديه عليه الصلاة والسلام. ها هنا حديث يطول وهذا باب ينبغي ان ان نعود اليه كل حين وان نتبصر فيه كيف فكان اصدق اجيال الامة حبا له صلى الله عليه وسلم كيف كانت محبتهم في حياتهم رضوان الله عليهم عندئذ حق علينا ان نعود الى ذواتنا الى انفسنا الى قلوبنا فنعالج ما فيها من خلل فيما ينبغي ان القلب الصادق في قلب المسلم لنبيه صلوات الله وسلامه عليه. هذا فصل اذا فيما روي عن السلف والائمة مما للنبي صلى الله عليه وسلم وشوقهم له ابي هريرة رضي الله عنه الذي سمع له في هذا الفصل كالان حديث صحيح اخرجه الامام مسلم. يقول فيه نبينا صلوات الله وسلامه عليه من اشد امتي لي حب الناس يكونون بعدي. يود احدهم لو رآني باهله وماله هذا الحديث هو تصدير المصنف رحمه الله له في هذا الفصل وقد خصه بما روي عن السلف والائمة من محبتهم وشوقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن الحديث لا يتحدث عن زمن الصحابة الذين عاصروه عليه الصلاة والسلام انما يتحدث عن الاجيال اللاحقة والتي فيها انا وانت ومن قبلنا ومن بعدنا الى ما شاء الله. هذا عنوان كبير وباب من ابواب المحبة له عليه الصلاة والسلام فتحه بيديه صلوات ربي وسلامه عليه. ونصب فيه علامة تشتاق اليها النفوس الصادقة موجودة في دواخلها. اسمع بقلبك رعاك الله. يقول حبيبك صلى الله عليه وسلم من اشد امتي لي حبا ليس فقط من محبيه ليس فقط من اتباعه الذين يؤمنون به ويدعون محبته. بل بلغوا في ذلك التقدم من اشد امتي لي حبا هذه شهادة يا رجل يا محب هذا النبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر عن تلك العلامة. فان كنت من اصحابها ابصر يقول من اشد امتي لي حبا ناس يكونون بعدي. اذا ليسوا من صحابتي وانما اخرج الصحابة رضي الله عنهم لانهم ظفروا بما لم يظفر به جيل في الامة بعدهم الى يوم القيامة اما اكتحلت اعينهم برؤية الحبيب عليه الصلاة والسلام اما جالسوه اما قابلوه وجها لوجه ام امسكوه بايديهم واصطكت به اجسادهم وتنعموا بلذيذ القرب منه صلى الله عليه وسلم اما صلوا خلفه اما جلسوا يسمعون خطبه اما بذلوا ارواحهم ومهجهم فداء وجهادا في الذب عنه وعن دينه وسنته صلى الله عليه وسلم لقد كان لهم الحظ الاكبر والنصيب الاوفر في الاغتراف من معنى الحب له عليه الصلاة والسلام. ومن هنا لا تسألني عن دلائل حب الصحابة له صلى الله عليه وسلم لا تسأل ليس لانه ما من حقنا ان نسأل ولكن اذا اردنا الاجابة فان صحبتهم كلها للنبي صلى الله عليه وسلم هي عنوان احبتهم له جهادهم صلاتهم صيامهم ذهابهم مجيئهم طاعتهم وامتثالهم لامره ونهيه عليه الصلاة والسلام. كل ذلك صفحات مشرقة وان كانت ستأتينا بعض الامثلة لكنه لكنه من الاجحاف اذا اردنا ان نثبت شواهد لحب الصحابة لنبينا صلى الله عليه وسلم ان نذكر قصة واثنتين بل والله ولا عشرين ولا مئتين ماذا تحكي يا هذا اتحكي حياة مائة الف انسان رجالا ونساء كان بعضهم يسابق بعضا في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وينافس بعضهم بعضا ايهم يحظى بشرف المحبة في قلبه عليه الصلاة والسلام ليأتي عمرو بن العاص المتأخر في زمان اسلامه رضي الله عنه ويقولها بصراحة يا رسول الله من احب الناس اليك والذي جرأه على السؤال انه وجد في مشاعره وتعامله مع نبي الله صلى الله عليه وسلم ما اشعره انه من اقرب الناس اليه فرجا ان يكون صاحب الجواب قال يا رسول الله من احب الناس الي؟ فقالها صلى الله عليه وسلم عائشة فرجع عمرو بن العاص بجواب ربما ما توقع ان يسمعه. لكنه عاود مرة اخرى عله يجد فرصة. قال فمن الرجال يا رسول الله ان كانت عائشة محبوبته رضي الله عنها من صنف النساء من ازواجه. ولا يزال في السؤال عن صنف الرجال متسع لعل انه يظفر قال فمن الرجال يا رسول الله؟ قال ابوها بعيدا عن الجواب لكن عمرو بن العاص الذي جاء متأخرا في اسلامه بعد سنوات الهجرة وبعد سنوات مديدة من زمن النصرة جاء يسأل وما سأل الا لانه وجد من فيض المشاعر حبا تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظن انه قد حاز فيه سبقا كبيرا هذا الموقف الذي يحكيه عمرو ويحكيه كثير من الصحابة كان صفحات مشرقة. كانت رايات خفاقة. كانوا يعلنون فيها كل حين وان حبهم الصادق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ليس يعنيهم صلوات ربي وسلامه عليه. لكنه يعني من بعدهم ولهذا قال ناس يكونون بعدي علي كل ما سمعت هذا السؤال اخفق قلبك ارتجف بدنك صدقا ارجوت ان تكون واحدا من هؤلاء وان يفوز بشهادة يخبر بها صلى الله عليه وسلم. ثم والله ليست مستحيلة ولا صعبة المنال. لكنها تحتاج الى صادق في محبته لنبي الامة عليه الصلاة والسلام. يقول ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني باهله في ومالي يود احدهم ان يظفر برؤيته عليه الصلاة والسلام ولو بذل في سبيل ذلك ما له واهله ومستعد انت الان ان تتنازل عن دنياك في سبيل ان تكتحل عينك برؤيته صلى الله عليه وسلم. هذا جواب لا يعبر عنه وباللسان هذا جواب يعبر عنه بفيض الدموع وخفقات القلب ان يكون حبيبك صلى الله عليه وسلم مستوليا على مشاعر صدرك يبلغ حبك له ان تشعر في لحظة انك مستعد للتنازل عن دنياك اهلك ومالك في سبيل ان تظفر بنظرة له صلى الله عليه وسلم. وان تتحل عينك برؤيته هذه متعة هذه لذة هي سعادة ولانها سعادة فهي تفوق سعادات القلب بمتع الحياة التي قال الله فيها زين للناس حب الشهوات من النساء والقناطير المقنطرة فان يكون حبك له صلى الله عليه وسلم يفوق ذلك كله فانت مستعد لان تبذل ما جبلت نفسك وما فطرت عليه وما زين للناس حبه كما قال الله من اجل ان يكون حبيبك صلى الله عليه وسلم الى نظر عينيك وتظفر برؤيته. هذه علامة يقول فيها صلى الله عليه وسلم من اشد امتي لي حبا ليس فقط شهادة بالحب بل بشدته والسبق فيه. ثم لعلك ان تبلغ في ذلك الصفوف الاول في من بلغ مع النبي صلى الله عليه وسلم حبا صادقا ووفاء عظيما. هذا الحديث الذي اخرجه الامام مسلم. سورة فيها محمل على شوكة عظيم ومشاعر قلب يتمنى به صاحبه الرؤية والاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم هي علامة تجعلنا تلك المشاعر على الدوام. هذا الرصيد يا كرام. لا يمكن ازدياده في القلب من الشوق للنبي صلى الله عليه وسلم. ولا حب رؤية ولا تمني هذه الامنية العظيمة التي تبلغ بك تلك المنقبة الشريفة بنص قوله عليه الصلاة والسلام هذا لا يمكن ان يزداد بمجرد خواطر القلب ولا تفكير عابر هذا هذا الرصيد من الحب والله لا يتنامى الا بجهاد السنين والا ببذل الاعمار وهي هي حياة كاملة باختصار. تعيشها يقظة ومناما صبحا ومساء في كل لحظة حركة سكون ليس يهمك شيء سوى ان يكون شأن النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم. حاضرا في قلبك عامرا في فؤادك كسيرته سنته هديه عليه الصلاة والسلام هو الهم الاكبر لك في البحث في الاقتفاء في التتبع والاهتداء هذا الذي يجعل تلك المشاعر تتغذى فتنمو واذا بها كاغصان في اشجار كبيرة باسقة ثم هي وارثة الظلال وتجد حياتك كلها متفيئة ظلالها في كل شأن صغير او كبير. نعم قال رحمه الله تعالى وقد تقدم حديث حديث عمر رضي الله عنه وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم لانت احب الي من نفسي وما تقدم عن الصحابة في مثله. يشير رحمه الله تعالى الى ما مر في المجلس السابق من حديث عمر رضي الله عنه وهو صحيح وقد اخرجه البخاري. لما قال فيه للنبي صلى الله عليه وسلم لان احب الي من كل شيء الا نفسي التي بين جنبي. فقال عليه الصلاة والسلام لن يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه فقال عمر والذي انزل عليك الكتاب لانت احب الي من نفسي التي بين جنبي. فقال صلى الله عليه وسلم الان يا عمر الحديث وما فيه من وقفات عظيمة وما فيه ايضا من اشارات لطيفة مضى ذكره والحديث عنه في مجلس الدرس الماظي قال رحمه الله تعالى وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال ما كان احد احب الي من الله صلى الله عليه وسلم. حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه وقد اخرجه الامام مسلم في صحيحه وفيه قصة وتمام رواية الامام مسلم رحمه الله لحديث عمر بن العاص فيما ساق بسنده عن ابن شماسة المهري قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يعني يحتضر رضي الله عنه فبكى طويلا وحول وجهه الى الجدار فجعل ابنه يقول يا ابتاه اما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا اما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا يهون على والده سكرات الموت ويزف اليه البشريات عل جانب الرجاء يغلب عليه في تلك الحالة. فجعل يذكره ببشارات النبي صلى الله عليه وسلم قال فاقبل بوجهه فقال ان افضل ما بعد ان افضل ما نعد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم اني قد كنت على اطباق ثلاث لقد رأيتني وما اجد اشد بغضا قال لقد رأيتني وما احد اشد بغظا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا احب الي ان اكون قد استمكنت منه فقتلته فلو مت على تلك الحال لكنت من اهل النار قال فلما جعل الله الاسلام في قلبي اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ابسط يمينك فلأبايعك. قال فبسط يمينه قال عمرو فقبضت يدي. قال ما لك يا عمرو قلت اردت ان اشترط قال تشترط بماذا؟ قلت ان يغفر لي فقال صلى الله عليه وسلم اما علمت ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله. يقول عمرو ما كان وما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اجل في عيني منه وما كنت اطيق ان املأ عيني منه اجلالا له ولو سئلت ان اصفه ما اطقت لاني لم اكن املأ عيني منه ولو مت على تلك الحال لرجوت ان اكون من اهل الجنة يقول رضي الله عنه ثم ولينا اشياء ما ادري ما حالي فيها فاذا انا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار فاذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا ثم اقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى نسبكم وانظر ماذا اراجع به رسل ربي هذا الشاهد الذي ساق المصنف في قول عمرو رضي الله عنه ما كان احد احب الي من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يحكي حاله رضي الله عنه لكن حال الصحابة رضي الله عنهم جميعا كان مثل ذلك. فما كان احد من البشر احب اليهم من اصولنا صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى وعن عبدت او عن عبدة بنت خالد بن معدان رضي الله عنها قالت ما كان خالد يأوي الى فراش الا وهو يذكر من شوقه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى اصحاب ابه من المهاجرين والانصار يسميهم ويقول هم اصلي وفصلي واليهم يحن قلبي. قال شوقي اليه طال شوقي اليهم فعجل ربي قبض اليك حتى يغلبه النوم. خالد بن معدن رحمة الله عليه ثقة عابد من سادات التابعين. وقد ذكر هذا في ترجمته غير واحد كابي نعيم في حلة الاولياء. والذهبي في السير رحمة الله عليهم اجمعين. تقول ابنته عبدة تحكي حال ابيها. تقول ما كان خالد يأوي الى فراش الا وهو يذكر من توقه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. والى اصحابه من المهاجرين والانصار يسميهم. يعني ربما سمى ابا بكر وعمر وعثمان وسمى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة والسادات من المهاجرين والانصار يسميهم شوقا ويحن اليهم يقول وهو على فراشه يتقلب ينتظر المنام. يقول هم اصلي وفصلي. واليهم يحن قلبي قال شوقي اليهم فعجل ربي قبضي اليك حتى يغلبه النوم هذا جزء من الشوق الذي يشير اليه مثل قوله صلى الله عمتي لي حبا اي وسلم من اشد امتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني باهله وماله. عندما يبلغ الشوق هذا المبلغ العظيم. فيصبح حال صاحبه كالتي سمعت. كلما اوى الى فراش تذكر محبوبه عليه الصلاة والسلام يتذكره شوقا يتذكره حبا يتذكره رغبة في الاجتماع واللحاق به عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى وروي عن ابي بكر رضي الله عنه انه قال للنبي صلى الله عليه وسلم والذي بعثك بالحق لاسلام ابي طالب كان اقر لعيني من اسلامه يعني اباه ابا قحافة وذلك ان اسلام ابي طالب كان اقر لعينيك صلى الله عليه وسلم ونحوه ونحوه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رضي الله عنه ان تسلم احب الي من ان يسلم الخطاب لان ذلك احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما اثر ابي بكر فاخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق وفي سنده راو وفيه ضعف واما اثر عمر ففي سنده راوي متروك. لكن كلا القصتين تشير الى يعني قول ابي بكر لاسلام ابي طالب اقر لعيني من اسلام ابيه يعني ابي قحافة. قال لان اسلام ابي طالب كان اقر لعين رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عمه ومثله ما ذكر في اثر عمر لما قال للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ان تسلم احب الي من ان يسلم الخطاب يعني ابوه لان ذلك احب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم القصتان وما شابهها تحكي شيئا عظيما ومرتبة راقية من مراتب المحبة عندما جعلوا محبوب النبي صلى الله عليه وسلم مقدما على محبوب احدهم اذ يقول ابو بكر لان يسلم ابو طالب اقر الى عين من اسلام ابيه يعني ابي قحافة لا لشيء الا لعلمه ان اسلام ابي طالب احب الى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من اسلام والده ابي عندما تتجاوز حبك لمن تحب يكونوا احب اليك ما يحب هو عندما تتجاوز حبك لمن تحب الى حب ما يحب فانت تتجاوز حبك لشخصه الى ان تبلغ حب محبوبه فيكون المحبوب عنده مقدما في محبوباتك على ما تحب ونفسه. هذه المراتب العالية يبلغها من صدق في حبه وبذل مثل هؤلاء الكبار. وان كان في اسناد الرواية عنهم شيء من النظر الا ان المقصود ان ها هنا مراتب عظيمة بلغها رضي الله عنهم من بلغ من اجل ما بذلوا وعاشوا وصدقوا في ايمانهم وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله تعالى وعن ابن اسحاق رحمه الله ان امرأة من الانصار قتل ابوها واخوها وزوجها يوم احد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا خيرا هو بحمد الله كما تحبين قالت ارونيه حتى انظر اليه. فلما رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل. ذكر ذلك ابن اسحاق في سيرته وفي سنده ارسال فان السند لم يثبت فيه الصحابي الراوي لهذه الحادثة وجرت ايضا عادة اصحاب السير على عدم العناية في ذكر القصص والحوادث على صنعة المحدثين في اثبات الاسانيد وفحصها والنظر فيها والرواية تقول ان امرأة من الانصار يوم احد وهذه من مشاهير القصص التي تروى عن الصحابة في شهداء احد ان امرأة من الانصار استشهد ثلاثة من اهل بيتها زوجها وابوها واخوها. قتل ثلاثتهم وقد رجع الناس يوم احد من احد وليس في المدينة الا فيه مصاب ليس بيت في المدينة من المهاجرين والانصار الا فيه شهيد او جريح او مصاب. فكل بيوتات المسلمين بالمدينة طابها كلم واذى يوم احد ابتلاء من الله كما ذكر الله في كتابه فلما رجعوا وقفت النساء يستطلعن الخبر فمنهن من تعزى في زوجها او في ولدها او في اخيها فما سلم بيت منه رضي الله عنهم اجمعين. فلما اقبلت المرأة وقد نعي اليها الثلاثة زوجها وابوها واخوها. واذا بها متصبرة تسأل وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل به وما فعل. فلما طمأنوها وقالوا هو بخير على ما تحبين. لم يطمئنوا فؤادها حتى ابصرته مقبلا صلى الله عليه وسلم فقالت عبارتها الشهيرة كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله يعني كل مصيبة بعد ان اطمأن القلب على سلامتك تهون. كل المصائب تهون اذا هي تقر رضي الله عنها ان المصاب برسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم المصاب وهو منطوق قوله صلى الله عليه وسلم انه لن يحل بالامة مصاب اعظم من فقد الامة لنبيها. صلوات ربي وسلامه عليه والقصة ايضا شاهد والشواهد ولا زالت حاضرة وفيها ايضا مشاعر حب ما نطقت بتلك العبارات ولا قالت تلك الجملة من اجل ان ترصدها وسائل الاعلام. ولا حضرت جملة تقولها في مناسبة كهذه. ولا كان يجرى معها مقابلة ولن ينقل عنها هذا الكلام لكنها كانت تحكي مشاعر قلبها انذاك. فان تعجب فان تعجب من ان تفقد ثلاثة مما ملأوا قلبها زوجها عماد قلبها وابوها اصل نسبها واخوها الذي يشد بها عضدها ثم تفقد ثلاثتهم يوم احد لكنها تتصبر لذلك كله وترى ان كل ذلك يهون متى اطمأن قلبها لسلامة النبي صلى الله عليه واله وسلم قال رحمه الله وسئل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان والله احب واحب الينا من اموالنا واولادنا وابائنا وامهاتنا ومن الماء البارد بارد على الظمأ. مقولة امير المؤمنين علي رضي الله عنه ايضا مما اشتهرت ولا يعلم لها سند في ذكر تخريجها لكنها ايضا لسان حال الصحابة اجمعين. كان النبي صلى الله عليه وسلم احب اليهم من اموالهم. ولذلك بذلوا اموالهم نصرة له الصلاة والسلام وكان احب اليه من اولادهم ولذلك قدموا اولادهم فداء وتضحية من اجله بالجهاد معه عليه الصلاة والسلام وابائهم امهاتهم قال ومن الماء البارد على الظمأ وصدقت المقولة نعم لقد كان في حياتهم عليه الصلاة والسلام لن اقول محبوبا لكن كان شيئا عظيما والله فان قلت حق لهم ان يكون نبينا صلى الله عليه وسلم في حياتهم شيئا عظيما لانهم شاهدوا العظمة وانهم قد وجدوا بانسهم وعيشهم واختلاطهم ومجيئهم وذهابهم معه صلى الله عليه وسلم ما اختلط دمائهم وارواحهم وخفق قلوبهم فانت تقول ان كان هذا قد حق لهم فحق لنا نحن ايضا ان ننافس في هذه المحبة وان نزاحم عليها. من قال لك انهم وحدهم من استأثر بحب صادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان قلت ظفروا بما لم نظفر به فينبغي ان تقول ولقد ابتلوا بما لم نبتلى به. نعم لقد كان ما ظفروا به من هذا العطاء الرباني الكريم. وهذا الاصطفاء الجليل ما كان عن فراغ وما كان بالمجان وقد عاشوا حياتهم في عظيم الابتلاءات والمحن والفتن فجزاهم الله بما صبروا واتاهم بما ثبتوا. فكانت تلك المكارم والمناقب وتلك المراتب من الشرف التي حظوا بها رضي الله عنهم كان يقابلها ابتلاءات عظام ومحن شداد وصعوبات تنفلق لها الجبال. فصبروا رضي الله عنهم وامتلأ رصيدهم من الايمان والاجر والثبات فاتاهم الله عز وجل من ذلك النعيم بصحبتهم له صلوات الله وسلامه عليه. فمحبة له نعم شاهدة حاضرة تجدها في كل سطر وانت تقرأ في السيرة. وتجدها في كل مقطع وانت تقرأ في تراجم احدهم في جهاده في نصرته في هجرته في تضحيته في حديثه مع النبي صلى الله عليه وسلم. لسنا نحن معشر المؤمنين من يحكي حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم. لقد كان الكافر وهو كافر. اذا ابصر موقفا يعود فيقول شاهد في مجمع الصحابة حول النبي صلى الله عليه وسلم يعود فيقول لقومه والله يا قوم لقد وفدت على الملوك وكسرى وقيصر وما رأيت احدا يعظم احدا كما يعظم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم هذه شهادة صدق نطق بها كل من حظي بتلك الحقبة وشهد ذلك الجيل ونقل ذلك المشهد في حياتهم رضي الله عنه. قال رحمه الله تعالى وعن زيد ابن اسلم رحمه الله قال خرج عمر رضي الله عنه ليلة يحرث الناس فرأى مصباحا في بيت واذاعة عجوز تنفش صوفا وتقول على محمد صلاة الابرار صلى عليه الطيبون الاخيار قد قد كنت قواما بكا بالاسحار يا يا اطوار هل تجمعني وحبيبي الدار؟ تعني النبي صلى الله عليه وسلم فجلس عمر رضي الله عنه يبكي وفي الحديث طول قصة عمر رضي الله عنه في قصة زمن خلافته لما كان يحرص الناس ليلة وسمعت القصة اذ اقبل على بيت فيه عجوز صوفا وتنشد تلك الابيات وترتجز على محمد صلاة الابرار. صلى عليه الطيبون الاخيار قد كنت قواما منبكا بالاسحار يا ليت شعري والمنايا اطوار هل تجمع عني وحبيبي الدار؟ تعني النبي صلى الله عليه واله وسلم نعم قال رحمه الله تعالى وروي ان ان عبد الله بن عمر رضي الله عنه خدرت رجله فقيل له اذكر احب الناس اليك يزل عنك. فصاح يا محمداه فانتشرت سند القصة ضعيف ولا يثبت ولا يصح. وبعض العامة يقول هذا ويذكره من باب الاشتهاد والنقل والرواية انه من قدرت يده او رجله يعني تقلص عنها الدم اصابها الثقل والتنميل فانه يكفيه لزوال ذلك ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم طاعة ولا شك وقربة وحسنة وثواب واجر. لكن تخصيصها لبعض المواقف او زمان او جعلها مقيدة بفضيلة عمل يحتاج الى دليل ولا يثبت به. نعم قال رحمه الله ولما احتضر بلال رضي الله عنه نادت امرأته وحزناه فقال واطرباه غدا القى الاحبة محمدا وحزبه. ومثله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما. بلال وحذيفة ويحكى ايضا عن ابن مسعود ومعاذ وعدد من الصحب الكرام رضي الله عنهم ان احدهم عندما تحظره الوفاة واحتضار الانسان ساعة الموت والاجل ونزع الروح هي من اشد لحظات الحياة ومن اعظمها الما وصعوبة على المحتضر لكنه في تلك المراحل كانوا يعيشون لحظة شوق. وهذا العجيب في شأنهم رضي الله عنهم. فللموت سكراته ولنزع الروح ايضا مصاعبه والامه وصعوباته ماذا يعني ان تبقى تلك اللحظة حاضرة شوقا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليست تعني والله الا شيئا واحدا ان حبا عظيما قد تربع على عرش تلك القلوب فحتى وهي في ساعات الاحتضار ما يزال فيها متسع لان تتذكر شوقا. فعندما يكون الموت محبوبا تلك اللحظة مرحبا به مستبشرا بقدومه رغم فراق البيت والاهل والاسرة وبكاء الزوجة والاطفال واهل البيت من حوله لن يكون الموت محبوبا ولا امرا مفرحا ولا مسرورا الا لكونه يحمل بشارة فيها لحاق بالمحبوب صلى الله عليه وسلم وفيها الحاق به وبالرفيق الاعلى صلوات ربي وسلامه عليه. يقول لما حظرت بلال الوفاة امرأته فقالت وحزناه فقال واطرباه غدا القى الاحبة محمدا وحزبه. عاشوا بعده صلى الله عليه وسلم ولما عاشوا بعده وجدوا الم الفقد الذي فقدوا به نبيهم صلوات الله وسلامه عليه. فلما طال بهم الامد وعاشوا بعده سنين الى ما شاء الله فحانت ساعة الوفاة وجدوا انها ستجمعهم مرة اخرى في عالم البرزخ او في الاخرة بالحبيب صلى الله عليه عليه وسلم. نعم. قال رحمه الله ويروى ان امرأة قالت لعائشة رضي الله عنها اكشفي لي قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشفته لها فبكت حتى ماتت. لا يعلم لقصة سند ولا يصح رحمه الله اشار الى ضعفها بقوله ويروى ان امرأة قالت لعائشة تكشفي لي قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكشفته فبكت حتى ماتت. نعم. قال رحمه الله ولما اخرج اهل مكة زيدا زيد ابن الدثنة رضي الله عنه من الحرم ليقتلوه قال له ابو سفيان ابن حرب انشدك بالله يا زيد اتحب ان محمدا الان دنا مكانك تضرب عنقه وانت في اهلك؟ فقال زيد والله ما احب ان محمدا الان في الذي هو فيه تصيبه شوكة وانا جالس في اهلي. واني واني جالس في اهلي. قصة زيد ابن كنة رضي الله عنه وهو ممن اسر رضوان الله عليه مع بعض الصحابة وقد كان لهم آآ قصة رواها وبعضها اصحاب الصحيح وروى اهل السير عامة القصة وحادثتها وفيها طول. فلما وقع اسيرا رضي الله عنه في يد قريش اخذوه الى مكة كانوا قد تشاوروا في قتله والخلاص منه اذى ونكالا له وللمسلمين. فلما جاءوا به ليقتلوه اخرجوه خارج الحرم الى الحل. فلما نصبوه قالوا قال له ابو سفيان وابو سفيان يومئذ مشرك لم يسلم بعد رضي الله عنه. قال بالله يا زيد اتحب ان محمدا الان عندنا مكانك تضرب عنقه وانك في اهلك؟ يعني اتود ان تسلم نفسك ويكون محمد صلى الله عليه وسلم بين ايدينا في قبظتنا فلم يقل لم يكتفي بالجواب بلا وان هذا ليس هو المأمول عنده في قلبه رضوان الله عليه. لكنه ذهب الى ابعد من ذلك. قال ما احب ان محمدا الان في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة واني جالس في اهلي احب اليهم ان يسلم صلى الله عليه وسلم من كل سوء وشر واذى ولو باقل القليل منه ان تغشاك ان يشاك بسوء الاحب اليهم الا يروه صلى الله عليه وسلم الا في تمام السلامة والعافية لانه عليه الصلاة والسلام ملك قلوبهم حبا واسرها صلوات ربي وسلامه عليه بما عاشوا معه من صحبة وجدوا فيها ما استوجب ذلك كله في قلوبهم رضوان الله عليهم فقال ابو سفيان رضي الله عنه ما رأيت من الناس احدا يحب احدا كحب اصحاب محمد صلى الله الله عليه وسلم محمدا. عليه الصلاة والسلام ومثله ايضا ما حصل في صلح الحديبية. وما رآه ايضا بعض الوفود ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من اجل المفاوضة يوم الصلح وما رجعوا به وما حكاه ايضا آآ سهيل بن عمر فيما وجده هو في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيم الصحابة واجلالهم له عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله تعالى وعن ابن عباس رضي الله عنه عن ابن عباس وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت المرأة اذا اتت النبي صلى الله عليه وسلم حلفها بالله ما خرجت من ما خرجت؟ ما خرجت من بغض زوج ولا رغبة بارض عن ارض وما خرجت الا حبا لله ورسوله. صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث الذي اخرج البزار وفي سنده ايضا ضعف لضعف بعض برواته انه كان من امتحان المؤمنات المهاجرات على حد قول الله يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن. الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن الى الكفار. فكان من سؤاله عليه الصلاة والسلام ان يحلفها بالله انها ما خرجت يعني في هجرتها اليه. ما خرجت من بغض زوجي ليس فرارا من زوج ابغضته ولا رغبة بارظ عن ارض ليس من اجل دنيا وما خرجت الا حبا لله ورسوله عليه الصلاة والسلام. فان كان الواقع انه وجد منهن من من حلفت على ذلك اذا قد قام بقلبها قائم الحب لله. ولرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حملها ذلك على الهجرة والتضحية والفداء من اجل ان تظفر بصحبته صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى ووقف ابن عمر رضي الله عنهما على ابن الزبير رضي الله عنهما بعد قتله فاستغفروا غفر له وقال كنت والله ما علمت صواما قواما تحب الله ورسوله صلى الله عليه الصلاة والسلام في مقتل عبد الله بن الزبير وما فتك به الحجاج اثر حصاره له بمكة فانه قتل رضي الله عنه شر قتلة فوقف الصحابي الجليل عبد الله بن عمر ووقف يعزيه ويواسي الناس من حوله فقال تلك الكلمات التي يعلنها فيما عن هذا الصحابي الجليل. قال والله كنت قواما صواما تحب الله ورسوله. فشهد له بامر عظيم اما الصوم والقيام فامر يلحظ ويشاهد ويرى لما تشهد لانسان بانه صوام قوام فلانك رأيته يصوم وعلمت منه الصيام ورأيته يقوم وعلمت عنه القيام. لكن من اين تشهد لانسان بحبه لله؟ ولرسوله صلى الله عليه وسلم المحبة عمل قلب وامر داخل الصدور لكنه يقصد رضي الله عنه انه وجد من دلائل ذلك الحب ما جعله يشهد بذلك له مقسما بالله عليه لما قال وقد استغفر له كنت والله ما علمت يعني فيما اعلم صواما قواما تحب الله ورسوله. فانظر رعاك الله الى امر اخر ايضا. وان كان ايضا سند الاثر ضعيفا انظر الى امر اخر انه يمكن ان يبلغ الحب الصادق عند العبد المسلم حب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الى امر يشهده الناس من حولك فيعلمون عنك حبك لربك وحبك لنبيك صلى الله الله عليه وسلم صحيح هذا عمل قلب. وعمل القلب من علم الغيب. لكن الناس تحكي بما ترى. وتشهد بما تلحظ. والحب لا دفينا وكل من احب شيئا انسانا او طعاما او شرابا او مالا يظهر عليه اثر ذلك الحب. يظهر الميل يظهر الشغف يظهر والفرح يظهر الاستئناس والانبساط والسرور. كل شيء تحبه يظهر اثر حبك له مهما اخفيته. فمن احب الله واحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يبقى هذا سرا ولا امر كن خفيا سيعرف الناس من حولك ويقرأون في صفحات حياتك معالم هذا الحب لربك ومعالم الحب لنبيك صلى الله عليه وسلم. فعش كما شئت عبد الله واحمل في قلبك من حبك لربك ولنبيك صلى الله عليه وسلم ما استطعت ان تحمل لكن ان استطعت ان تغادر حياتك وتركت فيها من خلق الله شاهدا لك انك عبد تحب الله اهو تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فتلك والله الغنيمة ختم المصنف باثر عبدالله بن عمر بشهادته لابن الزبير رضي الله عنهما بهذه العبارة. وليس هذا الفصل منتهى حكايات الصحابة ولا مواقف السلف التي تحمل عنوان الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. بل حياتهم كلها كما اسلفت تحكي ذلك ومواقفهم ايمانهم تصديقهم هجرتهم جهادهم نصرتهم كلها شواهد صدق على هذا الامر العظيم لكن لا بأس ان تسمع رعاك الله طرفا من القصص التي سمعتها كثيرا. والمواقف التي ليست هي بجديدة عليك لكنه نحتاج بين الحين والحين ان نذكر القلوب بان لنا سلفا كريما واننا جيلا عظيما والله كنا تعلموا منهم كل شيء في ديننا ومما نتعلمه من اخبارهم واحوالهم كيف نتعلم الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم عد الى تلك القصص بلا ملل واستكثر منها واسمعها قلبك وعد اليها واروها لاولادك لابنائك وبناتك علمهم كيف يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ علمهم ان لنا سلفا مثل ابي بكر وعمر وعثمان او علي ومثل خالد وابي هريرة ومثل عائشة وصفية وميمونة وغيرهم كثير وكثير من صغار الصحابة وكبارهم من ونسائهم بل حتى من صبيانهم واطفالهم كيف عاشوا معه عيشة عابرة بحب صادق له صلى الله عليه وسلم علمهم ان هذا الحب هو اولى الخطوات نحو ان نظفر بشرف كبير نتعلم فيه تطبيق السنن في الحياة. نتعلم فيه كيف نكون فعلا من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم؟ كيف نشرف بالانتماء الى امته؟ كيف نشرف بالاعتزاز صلى الله عليه وسلم علمهم ان المحبة تعني ان ترفع رأسك حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم انك واحد من امته علمهم ان المحبة تعني افتخارك بتطبيق سنته لا تستحي منها. ولا يمكن ان تخجل ولا يعيرك احد حاشا. من اجل ان تطبق سنة ما حملك عليها الا حبك لحبيبك صلى الله عليه وسلم. هذا ونحوه من التراث الذي يحويه تاريخنا فيما تحمله تلك المواقف والقصص والاحداث ينبغي ان تكون حاضرة. استكثارنا منها ليست معلومة حتى نقول علمتها من قبل وسمعتها انفا وهذه ليست بجديدة علي. هذه انما نحتاجها يا كرام. من اجل ان نجدد في القلوب بين الحين والحين هذه المعاني الكرام فانها ايمان. فانها حب فانها طاعة. هي مقتضى شهادتنا ان لا اله الا الله. وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا عسانا ان نحكي وماذا يمكن ان نترك ونذر في احد ظهرت المشاهد والمواقف الجلية للصحابة رضي الله عنهم حاصروه صلى الله عليه وسلم يوم احد ففي ذلك الموقف يوم احد تسارع حوله ثلة من الصحب الكرام رظي الله عنهم يصورونه يحوطونه يفدونه بانفسهم وارواحهم مهجهم رضي الله عنهم في ذلك الموقف وقف ابو طلحة رضي الله عنه يصور نفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع وصدره ليقيه من سهام العدو وهو يقول نحري دون نحرك يا رسول الله يرضى ان يصاب بالسهام وان تخرج روحه وان يقتل وان يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يوم الهجرة وقصة ابي بكر في صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم والحديث عند البخاري استأذن ابو بكر بالهجرة فقال له لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا فلما اذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة قدم على ابي بكر يخبره بالامر. قال ابو بكر الصحبة يا رسول الله قال له الصحبة ففرح ابو بكر تقول عائشة رضي الله عنها فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم ان احدا يبكي من الفرح حتى بيت ابا بكر يبكي يومئذ فرح لانه ظفير بان يكون مصاحبا له عليه الصلاة والسلام في صحبته له في هجرته الى المدينة في صلح الحديبية وعروة ابن مسعود يأتي مفاوضا من طرف قريش ثم يحكي واصفا ما رأى ما شاهد ما عاين من الحب القيل والاجلال فقال والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله ان رأيت ملكا قط عظمه اصحابه ما يعظم اصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم. والله ان تنخم نخامة الا وقعت في كف رجل منه فدلك بها وجهه وجلده. واذا امرهم ابتدروا امره. واذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئهم. واذا تكلم خفضوا عنده وما يحبون اليه النظر تعظيما له. مواقف عديدة وشواهد كثيرة ايضا كان الصحابة رضي الله عنه يثبتون في ذلك منها الامر العجيب والمواقف المتتابعة. كان الدافع في ذلك كله ما حملته تلك القلوب الطاهرة من حب الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم ومواقفها عديدة في بدر تجدها واحد والخندق وتجدها يوم فتح مكة وفي خيبرة وفي سائر المواقف فظلا عن احداث اليوم والليلة في دخولهم وخروجهم وجلوسهم بين يديه وحديث احدهم معه رضي الله عنهم جميعا وصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. باختصار يا كرام. محبة النبي صلى الله عليه وسلم على معناها الصادق وعلى مقتضاها الصحيح هي والله حياة حقيقية. من حرمها ما عرف لذة الحياة. ولا اهتدى بعد الى سعادة قلب ولا انسي الصدر ولا انشراح البال قولوا معي فخرا لاعظم مرسل بالشر ندد انا نحبك يا رسول الله حبا لا يبدد. فلتشهدي يا ارض والسماء والكون يشهد. عاشوا بهذا المعنى الكبير وورثوه للامة والاجياد من بعدهم الى يوم القيامة. حفاظنا على هذا الارث وروايتنا له واهتداؤنا به هو تصويب للمنهج هو تسديد لما يمكن ان نعيشه بين كثير من الامواج المتلاطمة في بحر الحياة باحثين فيه عن مكمن للحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الليلة جمعة يا كرام فاستكثروا فيها من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. واملؤوا صحائفكم بما شئتم فانها نور وبركة وصلاة من ربكم عليكم استكثر ما شئت وتذكر من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فاللهم صل وسلم وبارك على حبيبك المصطفى. ورسولك محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهد ضال لنا واشرح صدورنا واستر عيوبنا وثقل موازيننا. اللهم انا نسألك توبة صادقة قبل الموت تمحو بها سالف اوزان وتبيض بها صحائفنا وتثقل بها موازيننا وترضى بها عنا يا اكرم الاكرمين. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم واغفر لنا ولسائر المسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. نعوذ بك اللهم من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته. ونعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك اتي نقمتك وجميع سخطك يا ارحم الراحمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلي سلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين