بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام الانبياء وخاتم المرسلين صفوة الله من خلقه اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته والتابعين. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة الكرام فان مجلسكم هذا ما زال في كل ليلة من ليالي الجمعة عامرا بذكر الله عز وجل وبكثرة الصلاة والسلام على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. في هذا المكان المبارك في هذه الليلة المباركة. وتدارسنا لكتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض رحمة الله عليه هو مما يحملون على كثرة الصلاة والسلام عليه كلما مر اسمه صلى الله عليه وسلم او ذكر شأنه عليه الصلاة والسلام او عرض ذكر حق من حقوقه وواجبي من واجبات الوفاء العظيم له صلوات ربي وسلامه عليه. وما يزال مجلس هذا متابعا لما وقف الحديث عنده في الباب الثاني. في الباب الاول من القسم الثاني من الكتاب. وهو المتعلق بحقوقه على امته صلوات ربي وسلامه عليه. مضى في اول هذه الابواب الحديث عن واجب الطاعة والايمان به عليه الصلاة والسلام اما الواجب الاخر الذي ما زالت فصوله معنا متتابعة فهو واجب الحب له صلوات الله وسلامه عليه. لزوم محبته فيها من عظيم الاجر والمثوبة. وما يلزم من نصوص ارتباط ذلك باصل عقيدتنا معشر المسلمين. باب كبير انتهى بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية في فصل ما روي عن السلف والائمة من محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكثرة في اشتياقهم اليه صلى الله عليه وسلم. كان فصلا نستلهم منه معنى المحبة الصادقة. فصل يذكر فيه كيف كان سلفنا يحمل الحب الصادق العظيم بين جوارحه لنبي الله عليه الصلاة والسلام. فصل نتعلم منه كيف يكون احد نعم يعيش في حياته معنى الحب الكبير للنبي العظيم صلى الله عليه وسلم نتعلمه ونعلمه لاجيالنا لابنائنا وبناتنا. كيف يكون حبنا لنبي الله صلى الله عليه وسلم عامرا في كيف يكون مضيئا في الارواح؟ كيف يكون زادا في طريق الطاعة والاتباع له عليه الصلاة والسلام. ثم ثن رحمه الله بعد ذلك بفصل اورد فيه العلامات التي يستدل بها على تحقق الحب في القلب. لرسول الله عليه الصلاة سلام وهذا الفصل يا كرام من اهم ما يكون. ومن اكد ما ينبغي الاعتناء به. فما كل من ادعى المحبة فما كل من ادعى المحبة محب. ولا كل من زعمها صادق في دعواه. فان حب النبي عليه الصلاة والسلام امر عظيم ومرتقا كبير ومنزلة شريفة يتنافس فيها الصالحون. وهي ليست تنال بالادعاء بالاقوال. وما كل من قال من السابقين في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم يلزم ان يكون كذلك. فانها ما جعلت دعاوى بلا براهين وعظم براهين المحبة ما يسوقه المصنف رحمه الله في هذا الفصل العاطر في علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم مهم لنا لاجل مراجعة مستوى حب احدنا في قلبه. لنبينا صلى الله عليه وسلم لمعرفة اين يقع الواحد منا في هذا الطريق العظيم ولبيان زيف شيء من المحبة قد نكون واقعين فيه. ربما وقعنا في زيف من المحبة ليس بالضرورة ان يكون صادقا. ثمة علامات يا كرام. نصت عليها الشريعة. ودل عليها السلف. وكانوا رحمة الله عليهم يعيشونها في حياتهم شواهد صدق على محبتهم لنبي الله صلى الله عليه واله وسلم. وان عندما اقول ان مثل هذا الفصل فيما سنتذاكره الليلة من اهم ما نعتني به ومن اكد ما يستوجب علينا اليوم مراجعته والنظر فيه ومراجعة احوال محبتنا في القلوب لنبي الامة صلى الله عليه وسلم. لان ها هنا فئام كثيرة قامت تدعي الحب الكبير العريض لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لكنها تعيش في حياتها فصاما نكدا وبعدا جليا وتعيش شيئا من المناقضة الفجة لهذا العنوان العريض. ان محبة النبي صلى الله عليه وسلم وايمان هي طهارة للقلوب صفاء للارواح. بل قلنا ان محبته عليه الصلاة والسلام هي الحياة الحقيقية التي تجعل المحب في طريق السنة وعلى هدي النبوة سائرا اماما هاديا يتبعه الناس ويقتدون به يتعلمون منه سنن النبي عليه الصلاة والسلام. اما حين تكون المحبة اقاويل تعلن ورايات ترفع ثم لا نلتمس لها شواهد في الحياة. بل نجد التنكب الكبير العريض لسنن المصطفى عليه الصلاة والسلام. وشيئا واضحا جليا من الهجران نعم هجران السنة على صاحبها افضل الصلاة والسلام. ونجد ايضا قدرا كبيرا من الخلل. وفجوة بعيدة بل وخندقا كبيرا بيننا وبين هدي الحبيب عليه الصلاة والسلام. وسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم هي وقفة للمراجعة اذا والذي يسطر هذا الكلام امام من ائمة السلف القاضي عياض. في ذكر علامات المحبة ثم هو لا يقولها ارتجالا بل يسوء ولك النصوص فيها ثم يورد من اثار السلف ما ينبغي على كل صادق فينا منصف مع نفسه ان يقف عندها ويراجع نفسه ثم يتأمل داخل حشايا قلبه عن حجم محبته الصادقة لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيه جملة من الاثار والنصوص الشرعية يسوقها المصنف تباعا رحمة الله عليه. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في علامة محبته عليه السلام اعلم ان اعلم ان من احب شيئا اثره واثر موافقته والا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا والصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامات ذلك عليه واولها الاقتداء به واستعمال سنته. واتباع اقواله وافعاله. وامتثال اوامره واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه وشاهد ذلك وشاهد هذا قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. يقول العلامة ابن القيم رحمة الله عليه. والمقصود انه بحسب متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون العزة والكفاية والنصرة كما انه بحسب متابعته صلى الله عليه وسلم تكون الهداية والفلاح والنجاة فالله سبحانه علق سعادة الدارين بمتابعته عليه الصلاة والسلام وجعل شقاوة الدارين في مخالفته صلى الله عليه وسلم فلاتباعه الهدى والامن والفلاح والعزة والكفاية والنصرة والولاية والتأييد وطيب العيش في الدنيا والاخرة ولمخالفيه الذلة الذلة والصغار. والخوف والظلال والخذلان والشقاء اه في الدنيا والاخرة وليس محبا من يعد شقاءه عذابا اذا ما كان يرضى حبيبه. محبة النبي صلى الله عليه وسلم يا كرام لو اردنا ان نقيسها على محبتنا لاي انسان ستجد نفسك لا محالة ملزما ان تكون منقادا بين قوسين من غير اختيار منقادا لمن تحب فترى نفسك لعظيم محبتك لمن تحب منقادا له مستجيبا له غير غير قابل لنفسك ان تتأخر عنه او تتوانى اذا دعاك او طلبك او نهاك هذا شأننا يا اخوة عموما في حب من نحب للحب سلطان على قلوب المحبين. يعرف هذا كل من له ادنى تجربة في حبه لاي احد من البشر من احب زوجة من احب اما او ابا من احب صديقا من احب استاذا يجد يجد سلطان المحبة يقود من داخل قلبه بلا اختيار بان يستجيب لمن يحب. فاذا طلبه طلبا او امره او نهاه لا يقدر هو لا يقدر على التخلف على التأخر لا يقدر على العصيان لا يقدر على ان يأبى الاستجابة هذا شيء مستقر في النفوس. اقول لو قسنا محبتنا له صلى الله عليه وسلم على محبتنا لاي محبوب في القلب فستفرض هذا المعنى وجوب الانقياد وسلطان المحبة التي تأخذنا نحو الطاعة والاستجابة بلا اختيار فكيف وحبنا له ليس كحبنا لسائر الناس. لانه نبي صلى الله عليه وسلم. وهذه قف عندها نبي واجب له علينا الطاعة والاتباع يعني يجب ان نطيعه ولو لم تكن المحبة في القلوب وافية ولو قصر بعضنا في حب عظيم يوفره في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فان الطاعة قائمة اتباع لا يزال واجبا والانقياد واجب لا خيار فيه فكيف اذا اجتمع الامران حب يحملك على الطاعة وطاعة واجبة له لانه نبي لك صلى الله عليه وسلم. الا تفترض معي الان اننا مهما حملنا في قلوبنا من المحبة ولو في اظعف درجاتها وفي ادنى منازلها انه يجب ان نكون على طريق الطاعة والسنة والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم من غير قصور ولا فتور ولا تأخر ولا حرج او تردد هذا الاصل ينبغي ان نلتفت له جيدا. ولنفتح الاعين الان تماما على ما نراه في حياتنا قبل حياة الناس من حولنا. من قصور وزهد في السنن وتأخر واعراض ورغبة عنها او تقديم لكثير من امور الدنيا. قدمنا كثيرا من العادات من الاعراف من الاهواء من تقاليد المجتمعات على سنن نعلم انها سنن. لكن ما تزال سطوة العادة وتقاليد المجتمع ربما كانت اقوى في قلوبنا. وربما كان هوى نفسنا وعادة احدنا وطريقته في طعامه او شرابه او هيئته ولباسه كانت مقدمة عنده على السنة وهو يعلم انها سنة. هنا نحتاج ان نلتفت لنقول لانفسنا. لنصارح قلوبنا. اين الحب لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم احب يقال بالالسنة ويكثر ترداده في المجالس وفي الرسائل وفي القصائد اشعار دون ان يكون لذلك اثر بين في الحياة. نحمل فيه النفوس على اخذها بخطوات تتتابع في طريق الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المقصود الكبير من كلام الائمة. يقول رحمه الله اعلم ان من احب شيئا اثره واثر موافقته والا لم يكن صادقا في حبه وكان مدعيا. فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامات ذلك عليه واولها انظر كيف جعل هذه اولى علامات المحبة الطاعة. الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. هو المقدم في نفسي على نفسي واهل بيتي واحبابي وخلاني. هذا العنوان الصادق لمن يحب. وصدق من قال لو قال لي مت مت سمعا وطاعة وقلت لداعي الموت اهلا ومرحبا. عندما نوطن نفوسنا على هذا الاصل الكبير نجعل عندها طريقا واضحا لا اختيار فيه. من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبقدر محبته تكون درجة طاعته واستقامته على سنته. اجعل هذا عنوانا اجعله ميزانا. ولك ان تقيس بالعكس. فبقدر فبقدر تسابقنا في الحرص على السنن واستمساكنا بها وحرصنا عليها ودعوتنا للناس من حولنا اليها. هو بقدر ما تحمله القلوب من حب صادق لرسول الله. صلى الله عليه وسلم وبقدر النقص بقدر التأخر بقدر الفتور بقدر الظعف في طريقنا لاتباع السنن اجعل ذلك معيارا وعلامة على نقص في المحبة. ولا تكابر عبد الله وانظر بصدق وانصاف مع نفسك فانت ستحاسبها وليس احد يحاسبك لكن لا تنسى انه سيأتي يوم القيامة موعد قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله الطاعة والاتباع هي العنوان الصادق. فاجمع من شواهد المحبة لربك من كثرة طاعتك لنبيك صلى الله عليه وسلم بقدر ما تستطيع واذا اقبلت على ربك غدا واردت ان تثبت لربك انك عبد احببته في حياتك فلا يكونن هذا يوم القيامة بلسان ليس له في ميزان العمل شاهد. اجمع شواهد المحبة في الحياة من الان. وشواهد حبك فاتبعوني قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. هكذا يقول الله لنا اعظمنا حبا لله اصدقنا في الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هكذا اراد الله ان يكون طريق رسوله صلى الله عليه وسلم موصلا الى محبته جل جلاله وطريقا شريفا وظلا وارثا نتفيأ فيه محبة ربنا لنا عز وجل. فاتبعوني يحببكم الله هذه الطاعة هذا الاتباع الكبير الشريف العظيم والله هو اشرف ما تحيا عليه النفوس. وامتع ما تعيش عليه قلوبنا المؤمنين في الحياة الدنيا هو تتبع السنن. والحرص عليها في الحياة. فانت مثلا في طعامك ستأكل لا محالة. وستشرب ولابد ولك لباس لابد ان تكتسي به. ولك في كل شئون الحياة خطوات تخطوها. فانت لا محالة ستعامل وولدا وابا واما وجارا وصديقا وستبيع وتشتري وتأكل وتشرب. فانت لا محالة تفعل ذلك من امور الحياة التي لا غنى لك عنها فماذا لو وقعت تلك المواقف منك في الحياة على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم. وعلى اثارة من هدي نبوته. وعلى نور من مشكاة سنته. الن تختلف الحياة؟ بلى والله ستختلف ستختلف عندما نوطن انفسنا في اخلاقنا في تعاملاتنا في بيعنا وشرائنا في عبادتنا وصدق مناجاتنا لخالقنا ان نتلمس فيها خطى النبي صلى الله عليه وسلم. صدقوني سنرتقي والله اعلى درجات الحياة واسعد منازلها من رام السعادة من بحث عنها من اراد ان يعيش كريم النفس عزيز القلب سعيد الروح فليبحث عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم في الحياة. وليلتزم خطاها سيجد متعة وسعادة وسرورا سيجد طريقا كله نور وظل وارث وبهجة ترفرف معها الارواح ولا عجب فانها تسلك طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا يا كرام هو العنوان الكبير. لمعنى المحبة التي تمتلئ في القلب تحمل صاحبها على الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول رحمه الله واولها الاقتداء به واستعمال سنته واتباع اقواله وافعاله وامتثال اوامره واجتناب نواهيه والتأدب بادابه في عسره ويسره. ومنشطه ومكرهه. هكذا لن تجعل لك خيارا في الحياة. ان تخطو فيها خطوة في اي باب من الابواب الا ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة ولك فيه اسوة اقتدي به فيها وتنتهج خطاك على طريقه فيها. صلوات الله وسلامه عليه. من عاش كذلك ومن قطع طريق حياته في الدنيا كذلك عاش في دنياه كريما مكرما عزيزا باتباع السنة ولقي الله يوم القيامة ايضا عظيم الاجر موفور الثواب هو اصدق من يرجو ان ينال شفاعته عليه الصلاة والسلام. وارجى من يمكن ان يظفر بشرف صحبته ومرافقته في الجنان صلوات الله وسلامه عليه وايثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته. قال تعالى والذين تبوأوا الدار ايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. ويؤثرون على انفسهم ولو كان انا بهم خصاصة واسخاط العباد في رضا الله تعالى. نعم سيكون هذا ايضا من علامات المحبة وهي فرع عن الطاعة والاقتداء باع ولاستعمال السنن ايثار شرعه عليه الصلاة والسلام على هوى النفوس. وعلى موافقة الشهوات واسخاط العباد في رضا الله تعالى. كل تلك ستأتي تباعا عندما يكون ما امر به النبي عليه الصلاة والسلام وما دل عليه وما ارشد اليه وما عليه يكون اولا لنا في الحياة. عندما تكون السنة اولا وعندما تكون الطاعة والاتباع له صلى الله عليه وسلم في حياتنا مقدمة سنكون ممتثلين لقول ربنا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ولقوله سبحانه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. لكن صدقني اقصر طريق لان تعيش فيه طاعة كاملة. واتباعا صادقا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ان تغذي شجرة المحبة هذه في قلبك. واسقها اسقها دوما حتى تنبت في قلبك فتزهر ربيعا عامرا. من كان اصدقا في القلب حب محمد. حبا كان اكثر طاعة واذا اردت اختصار الطريق فتعاهد حبك في قلبك لنبيك صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن في القلب حب محمد لعمت بك بلوى وما الضلال صلوات الله وسلامه عليه قال القاضي عياض حدثنا القاضي ابو علي الحافظ قال حدثنا ابو الحسين الصيرفي وابو الفضل ابن خيرون قال حدثنا ابو يعلى البغدادي قال حدثنا ابو علي السنجي قال حدثنا محمد بن محبوب قال حدثنا ابو عيسى قال حدثنا مسلم ابن حاتم قال حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري عن ابيه عن علي ابن زيد عن سعيد ابن المسيب انه قال ابن مالك رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني ان قدرت على ان تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لاحد فافعل ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن احيا سنتي فقد احبني. ومن احبني كان معي في فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله. نعم هذا الحديث قد تقدم قبل مجلسين لما قال من احيا سنتي فقد احبني ومن احبني كان معي في الجنة. وان كان معنى الحديث صحيحا الا ان لفظه هنا. بالرواية التي ساقها القاضي عياض رحمه الله من طريق الامام الترمذي ابي عيسى وهو في سننه او جامعه حديث كما قال الترمذي حسن غريب وقال ذاكرت به محمد ابن اسماعيل يعني الامام البخاري فلم يعرفه. والحديث في اسناده بعض الرواة الضعفاء. وبعضهم منكر الحديث جدا فان لم يثبت الحديث سندا الا ان معناه صحيح ان طريق الطاعة والاتباع عمران للمحبة في القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمحبة اذا توفرت وقادت صاحبها الى الفضائل الى المكارم الى الخيرات الى السبق في الطاعات كان ولا شك من السابقين الى الجنان الظافرين بصحبته هناك صلوات الله وسلامه عليه نعم فمن اتصف فمن اتصف بهذه الصفة فهو كامل المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. من حقق هذه المرتبة احبتي الكرام. كان هو الكامل في المحبة واراد بها الجمل التي سمعت تقديم السنة ايثارها على الهوى وعدم مخالفتها لشيء من مشتهيات النفوس وان تكون هي هي العنوان الصادق في الحياة. من عاش على السنة ومات عليها وكان من اهلها الرافعين لرايتها والداعين للامة اليها كان لا شك على خير عظيم وهو هذا من اكمل الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم واذا كان كامل الحب لرسول الله صلى الله الله عليه وسلم فهو ولا شك من اكمل الناس حبا لله. لن يحب احد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا بحبه لربه جل وعلى فانه الذي دلنا على ذلك وامرنا به سبحانه وتعالى. هذه اذا منطقة فاصلة ولتكن فارقا بين اتباعه المحبين الصادقين. السابقين في هذه المحبة له صلوات الله وسلامه عليه من المتأخرين المتراخين المقصرين في محبته صلوات الله وسلامه عليه ومن خالفها في بعض هذه الامور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها من خالفها من خالف المحبة هنا في بعض هذه الامور يعني خالفها بتقصير في الطاعة بتقصير في اتباع السنن بشيء من ديني الهوى والعادات والاعراف على السنن. لن يكون هذا خارجا عن المحبة. ولن يكون فاقدا لها ولن يكون محروما قال ومن خالفها فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها. تدري لم لان اظعف المؤمنين ايمانا واقلهم منزلة هو لا يفقد في قلبه محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وسل وسل ابعد الناس عن الطاعات. سل يعني والعياذ بالله افجر الفجار واشقى الاشقياء. وابعد البعداء. سله بصدق. هل حبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا يملك الا ان يجيبك نعم لا يملك سوى ذلك لكنك ما ترى عليه من حاله وبعده وعصيانه او غرقه في بحر الشهوات هو زلل وهي معصية واستحواذ من الشيطان على هذا المسكين. لكن لا يعني ذلك انه قد غابت عنه بالكلية في قلبه محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول المصنف ومن خالفها يعني المحبة في الطاعة والاتباع وسائر ما ذكر. من خالفها في بعض بهذه الامور فهو ناقص المحبة ولا يخرج عن اسمها. نعم ودليله ودليله قوله عليه السلام لله الذي حده في الخمر فلعنه بعضهم. وقال ما اكثر ما اكثر ما يؤتى به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله. ارأيت هذا الصحابي الذي جلد في الخمر وكان يؤتى به مرارا والحديث في البخاري من رواية عمر رضي الله عنه فلما جيء به وقد ضرب في الخمر وجلد مرارا بين يدي رسول لله صلى الله عليه وسلم. سخط بعض الصحابة فلعنه من كثرة ما جلد في الخمر لعنه وقال ما اكثر ما يؤتى به يعني ما هذا الا يستحي؟ الا يكف؟ الا يقلع الا يتوب مرة بعد مرة ثم يؤتى به اين؟ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانه يقول بلسان حاله يا هذا قليل من قليل من الادب قليل من الايمان. فقام ولعنه غاضبا. وقال ما اكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله اليس مؤمنا اليس يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ان تنظر الى عصيانه وذنوبه وكبائره وسائر ما وقع فيه. لكنه لا يزال لا يزال على طريق الاسلام ظعفت في قلبه المحبة لربه نعم وضعفت في قلبه المحبة لنبيه صلى الله عليه وسلم. نعم وغلبت على قلبه محبة الشهوات والمعاصي والذنوب والاثام. نعم لكنك لا تستطيع ان تحكم عليه بانه قد سلب تماما من قلبه حبه لله او لرسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا وهو شارب خمر يؤتى به يحد يقول عليه الصلاة والسلام لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله وسيقام عليه الحد وسيعزر او يجلد او ربما فعل شيئا سواها من الموبقات والذنوب والكبائر التي تستوجب الحدود. لكن ذلك لا يعني خروجه عن تحدي الايمان ولهذا قال المصنف ومن خالفها في بعض هذه الامور فهو ناقص المحبة لا يخرج عن اسمها ماذا يعني هذا لي ولك عبدالله؟ يعني ان في قلبي وقلبك ولابد قدر من الحب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم يتفاوت الناس فيه وبعضنا يسبق بعضنا فيه فاذا تأكد هذا عندك فقم رعاك الله وانظر الى رصيد الحب في قلبك لربك ولنبيك صلى الله عليه وسلم فاعلي بنيانه رعاك الله واجتهد واجتهد جيدا في ان يكون هذا قويا قدر المستطاع. فانك والله لن تتعب على شيء في دنياك اعظم ولا احق ولا اولى من ان تتعب في هذه القضية ان تعمر المحبة في قلبك لربك. ولنبيك صلى الله عليه وسلم هو اعظم والله ما تصرف فيه الاوقات. وما تشغل به الاعمار وما تهتم به جهود احدنا في حياته ان يهتم بقلبه فيعمره من باطنه. وعمرانه الحقيقي ان يؤسس لهذه العريظة في الفؤاد حبا لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يأتينك الشيطان فيقول لكنك وكذا فيذكرك بمعاصيك وتقصيرك واثامك وفجراتك وغدراتك وخلواتك. نعم انا كذلك وقل له نعم انا كذلك لكني والله احب ربي واحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلا يزهدنك فيما بعد اذا ما استيقظت وحرصت وانتبهت فجئت تحث الخطى تقول لبيك يا رسول الله وتبحث عن السنن محبا معزا مكرما باحثا عن شرف لك بين اتباعه صلى الله عليه وسلم لتكون من اهل سنته لا يحقرن الشيطان فيك خصلة ولا ذنبا ولا معصية ولا كبيرة ولا فجورا ربما وقعت فيه. لانك وان كنت كذلك فلست محروما من هذا الطريق ولا اتقوا الباب في وجه عبد يؤمن بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا. فانهض رعاك الله واطرد عنك تاوس الشيطان وخطراته وقل انا عبد مؤمن بالله. محب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم اقبل رعاك الله بنفس الشريحة وقلب مشرق على سنن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اقبل عليها اقبال المحب المستكثر منها غير المقصر ولا المتواني لا تلتفتن الى ما سبق من تقصير بل اقبل على ما تستقبل من بقية عمرك وايامك واحجز لك مقعدا بعيدا هناك في الجنة. في صحبته عليه الصلاة والسلام. لكن المنازل العظيمة تلك لها مهر ومهرها بذل اثمانها في الحياة. مهرها اتباع السنة. استكثر منها لتنال شرف الصحبة. والرفقة له عليه الصلاة والسلام هذا يا كرام يعطيك يعطيك بابا كبيرا من الامل والتفاؤل وحسن الظن بالله هذا وهو شارب خمر يقول فيه صلى الله عليه وسلم لا تلعنه فانه يحب الله ورسوله. صلوات الله وسلامه عليه. اللهم صلي وسلم ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم كثرة ذكره له. فمن احب شيئا اكثر ذكره. من احب ان اكثر ذكره ومن احب الله اكثر من ذكر الله ومن احب النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وهكذا نحن ايضا في كل شأن في الحياة هذا ديدن الانسان. من احب شيئا اكثر ذكره فمن احب مثلا شيئا من متع الحياة؟ من احب الطعام وكان شرها مولعا به متعلقا قلبه به لا يزال يكثر من ذكر طعام في جلساته وبين اصدقائه وخلانه. ومن احب انسانا فايضا سيكثر من ذكره يذكر اخباره ومواقفه معه وما رأى منه وما سمع ومن احب مالا اكثر من العناية به والاقبال عليه والاشتغال به هكذا نحن هكذا نحن ايها البشر من احب شيئا اكثر من ذكره ولهذا جاء الامر كثيرا بالاكثار من ذكر الله لانه طريق الى ان تورث القلوب محبة الله. هما طريقان يفضي الى الاخر كل طريق يفضي الى الاخر من احب شيئا اكثر من ذكره ومن اكثر من ذكر شيء احبه فاذا كنت تريد اذا كنت تريد سقيا نبتة المحبة في قلبك فاكثر من ذكر الله واكثر من الصلاة والسلام على لله صلى الله عليه وسلم ستنمو المحبة في قلبك لا محالة واذا نمت الحبة في قلبك سترى نفسك مكثرا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فاذا ابصرت انسانا كثير الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه احد رجلين ولابد هو احد اثنين اما انه يستلهم المحبة بكثرة صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم. فهو سائر في الطريق هنيئا له ما سيصل اليه قريبا واما انه قد وصل واستمتع بتلك المحبة فاذا بها تفيض على لسانه صلاة وسلاما كثيرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا لن كون خائبا ولا محروما ولا شقيا بل ولا يساء به الظن طالما اكثر من ذكر ربه ومن الصلاة والسلام الله عليه وسلم يا كرام لم لا نكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ونحن نعلم انها تورث محبته في القلب. ونحن نعلم انها تنمي شجرة المحبة في القلب وانها تثمر طاعة واتباعا وسنة في اقتدائنا به عليه الصلاة والسلام السنا نستكثر بعد ما سمعنا في الحديث الصحيح الذي روى الامام احمد وغيره لما قال عليه الصلاة والسلام اتاني جبريل فقال يا محمد اما يرظيك ان ربك عز وجل يقول انه لا يصلي عليك من امتك احد صلاة الا صليت بها عشرا ولا يسلم عليك احد من امتك تسليمة الا سلمت عليه عشرا؟ فقلت بلى اي رب. لقد رضيت عليه الصلاة والسلام. هذه الكرامة من ربه جل جلاله لي ولك عبد الله. بكل صلاة يصلي ربك عليك عشرا. وبكل تسليم يسلم ربك عليك عشرا. فاذا صلى عليك ربك وسلم عليك ربك. من انت لست نبيا حتى يصلي الله عليك لكنك عبد محب لنبيك صلى الله عليه وسلم فاكثرت من الصلاة والسلام عليه فرزقك الله بكل صلاة وسلام عليه صلى الله عليه وسلم عشر مرات يصلي ربك ويسلم وعليه قال الصحابي اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس يرى في وجهه البشر قالوا يا رسول الله اصبحت اليوم طيب النفس يرى في وجهك البشر؟ قال اجل اتاني من ربي فقال اتاني ات من ربي فقال من صلى عليك من امتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات. ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر ورد عليه مثلها هذا الحديث الذي له عدة طرق طرق يرتقي بها ويعضد بعضها بعضا. حديث يحتج به. اما زلت عبد الله مقصرا اما زلت مستقلا من الصلاة والسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم جاء في بعض الروايات انه صلى الله عليه وسلم سجد شكرا لله عز وجل لما اوحى الله اليه بذلك. وما من عبد يصلي علي الا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي. يقول صلى الله عليه وسلم فليقل العبد من ذلك او يكثر الخيار لك عبد الله لكن اذا كنت باحثا عن حب صادق في قلبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالطريق كما يقول المصنف هنا رحمه الله كثرة ذكره فمن احب شيئا اكثر ذكره عن ابن مسعود رضي الله عنه انه صلوات الله وسلامه عليه قال ان لله تعالى ملائكة سياحين في الارض يبلغوني من امتي السلام. فسلم عليه حيث كنت ابلغ صلاتك وسلامك من اي موضع عبد الله. تلك ملائكة تنقل صلاتك وسلامك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. تنقل صلاتك وسلامك تدري على اي صفة ينقل صلاتك وسلامك على نبيك صلى الله عليه وسلم عن عمار ابن ياسر في الحديث الحسن عن عمار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى ان لله تعالى ملكا اعطاه سمع العباد فليس من احد يصلي علي الا ابلغنيها. واني سألت ربي الا يصلي علي عبد صلاة الا صلى عليه عشر امثالها. بالاضافة الى ذلك في الحديث الذي اخرجه بعض اهل السنن يقول صلى الله عليه وسلم اكثروا الصلاة علي فان الله وكل بي ملكا عند قبري. فاذا صلى علي رجل من امتي قال لي ذلك الملك يا محمد ان فلان ابن فلان ان فلان ابن فلان صلى عليك الساعة اي شرف لك عبد الله ان تذكر باسمك في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هو في قبره حي حياة برزخية حياة الانبياء وفيها من الخصائص ما خصهم بها الله. ومنها ما سمعت ينقل اليه صلاة العباد وسلامه عليه صلى الله عليه وسلم. فاذا قلت ربي صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد. ينقل وينقل سلامك له عليه الصلاة والسلام. كل تلك الفضائل وغيرها كثير مما امتلأت به دواوين السنن. في بيان شرف بالصلاة والسلام عليه وفضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم تجعل من ذلك امامنا ايها الكرام بابا مفتوحا ان نستبق فيه نحو طريق رحب واسعة هي الاستباق هي الاستباق في توفير قدر اكبر من المحبة في القلوب لرسولنا صلوات الله وسلامه عليه من علامات محبته اذا كثرة ذكره والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ومنها كثرة ومنها كثرة شوقه شوقه الى لقائه. فكل حبيب يحب لقاء حبيبه. اما كثرة الشوق فقد تقدم بكم في ليلة الجمعة الماضية ما اورد المصنف رحمه الله في الحديث الذي اخرج الامام مسلم من اشد امتي لي حبا ناس يكونون بعدي يود احدهم لو رآني باهله وماله عندما تصدق المحبة يزداد الشوق في القلب هذه المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تزيد من شوقنا اليه. شوقنا اليه وقد وقد فاتنا شرف صحبتنا هو شوق الى لقائه في الجنة. وصدق من قال ان فاتك شرف صحبته في الدنيا فعول على الحرص الاكبر الا تفوتك صحبته في الاخرة. واما الصحبة في الاخرة له عليه الصلاة والسلام. فشرف عظيم منزلته عالية ودرجته في الجنة سامية. ولن يصلها كل احد. فاذا رمت ذلك الشرف فاستجمع عبد الله من رصيد للعمل الصالح والاجتهاد ما يبلغك ذلك الشوق العظيم. كثرة الشوق الى لقائه عليه الصلاة والسلام. وقد حدث اصحابه كما في صحيح مسلم والذي نفس محمد في يده ليأتين على احدكم يوم لا يراني. ثم لان يراني احب اليه من اهله وماله معهم. هذا وقد عاشوا معه وشرفوا بصحبته. يقول لهم صلى الله عليه وسلم مخبرا لهم عن قرب فراقه لهم. يقول والذي نفس محمد في يده ليأتين على احدكم يوم لا يراني. لانه ميت لا محالة عليه الصلاة والسلام واخبرهم بما هو كائن قريبا او بعيدا ثم قال يقول لمن شرف بصحبته وبمن اكتحلت عينه وبرؤيته يقول ثم لان يراني احب الي من اهله وماله معهم فنحن اذا لان نبذل المال والاهل والمهج في سبيل الشرف برؤيته والشوق الى لقائه. عليه الصلاة والسلام نحن احرى بذلك واولى هذا الشوق اذا الى لقاء الحبيب عليه الصلاة والسلام هو احد علامات المحبة اجعلها سؤالا لنفسك كالتالي اتجد في في في قلبك حنينا وشوقا الى ان تلقاه عليه الصلاة والسلام حدث نفسك بذلك هل حصل معك مرة او مرات بقدر ما يكون حدوث ذلك في فؤادك. وشعورك بالحنين والشوق الى لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا علامة على قدر من المحبة في القلب. هو وقود يشتعل. فترى ترى حرارة ذلك الوقود حنينا وشوقا في خاطرك ينبض به قلبك وقد تقدم معك فيما سبق. اثار بعض السلف وسيسوق المصنف الاشارة اليها. لما حضرت بلالا وفاة فقالت امرأته حزنا عليه وشفقة على ما ترى من حاله تقول وحزناه فيقول لها واطرباه غدا القى الاحبة محمدا وحزبا ويقدم الاشعريون اصحاب ابي موسى رضي الله عنهم يقدمون المدينة يدخلونها طربا وشوقا ويقولون غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبا او محمدا وصحبه هذا شوق امتلأ به القلب فترجمه اللسان وعبر عنه فرحا وشوقا الى لقائهم الى رؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما مضى بك قصة خالد بن معدان التابعي الجليل وقد حكت ابنته وهي تقول ما كان خالد يأوي الى فراش الا وهو يذكر من الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى اصحابه من المهاجرين والانصار يسميهم ويقول هم اصلي وفصلي واليهم يحن طال شوقي اليهم فعجل ربي قبضي اليك حتى يغلبه النوم. كان يفعل هذا مرارا وابنته تحكي ما ترى انا وانت اي شوق لنا في القلوب للقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم. ارجو الا نغيب في زحمة الحياة. والا تشغلنا الشواغل والصوارف وما نعيشه في يومنا وليلتنا من هم اليوم والغد والعمل والوظائف والارتباطات ارجو الا يشغلنا عن قضية هي كبرى في الحياة حبنا لله فنشتاق الى لقاء الله. وحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنشتاق بهذا الحب الحب لا تكتمه حدث به نفسك. واجعله عامرا في قلبك حتى لا يخمد. حتى لا يدفن حتى لا يموت. وابقه مشتعلا هذا الاشتياق يا كرام احد دلائل المحبة في القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حديث الاشعريين عند قدومهم المدينة انهم كانوا يرتجزون. غدا نلقى الاحبة محمدا وصحبه وتقدم قول بلال ومثله قال عمار قبل قتله. وما ذكرناه من قصة خالد بن معدان ومن علاماته مع كثرة ذكره تعظيم تعظيمه له وتوقيره عند ذكره واظهار الخشوع والانكسار مع سماع اسمه هذه علامة رابعة ذكر المصنف رحمه الله في اولى العلامات كثرة ذكره الطاعة والاقتداء والامتثال واتباع السنة. ذكر ثانيا من العلامات كثرة ذكره والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه سلم ذكر ثالثا كثرة الشوق الى لقائه عليه الصلاة والسلام. ذكر هنا علامة رابعة من علاماته يعني من علامات المحبة كثرة ذكره وتعظيمه عليه الصلاة والسلام المقصود بالتعظيم والتوقير هو ما ذكر الله عز وجل في سورة الفتح. انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله اللام للتعليل هذا مقصد من ارساله عليه الصلاة والسلام يقول الله انا ارسلناك يا محمد عليه الصلاة والسلام انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله عزروه وتوقروه. التعزير الاحترام لرسول لا عليه الصلاة والسلام. التعظيم والتوقير كذلك فتعظيم جنابه عليه الصلاة والسلام هذا احد علامات المحبة الصادقة في القلوب. تعظيمه وتوقيره عند ذكره. واظهار الخشوع والانكسار مع سماع اسمه اترى كيف تغشانا هيبة واجلال عند ذكر عظيم من العظماء او ذكر حديث ينسب اليه ونرى ذلك من الادب في تعاملنا مع القامات الكبار سواء كانوا علماء او اباء او رؤساء مع كل من نحترم ونجل ونقدر ونوقر نرى ان من علامات الادب والتعظيم هذا هذا الاحترام وهذا الاجلال وهو كما يقول المصنف شيء من الانكسار. لانا نرى من مقامات الادب فعل ذلك هذا نبينا عليه الصلاة والسلام وهو اعظم من يوقر من البشر واجل من يحترم فان من علامات محبته صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتوقيره عند ذكره اما الصحابة فقد عاشوا هذا التوقير والاحترام والتعظيم سلوكا في حياتهم ادبا في كلامهم حتى نظرات اعينهم ما كانوا يحدون النظر اليه صلى الله عليه وسلم كانوا كما يقول انس اذا اتوا باب حجراته طرقوا الابواب بالاظافير ادبا معه عليه الصلاة والسلام كانوا لا يرفعون صوتهم بين يديه والله يؤدبهم من فوق سبع سماوات. لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ان الذي يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى. لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا كان يؤدبهم ربهم عاشوا هذا الادب والاحترام والتعظيم والتوقير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا معه فتأدبوا عاشوا معه فاحترموا وقدروا ووقروا وعزروا رضوان الله عليهم. انا وانت هل فاتنا هذا الباب من الادب؟ هل فاتنا هذا التطبيق من المحبة معه عليه الصلاة والسلام؟ ابدا. من اجلي واجلك. بقي هذا الباب مفتوحة. ما زلنا نحترمه ونوقره عليه الصلاة والسلام. ولذلك صور شتى. منها ما قال المصنف عند ذكر اسمه. اترى اذا بعت حديثه عليه الصلاة والسلام من خطيب على المنبر او متحدث في المجلس او شخص يسوق الكلام في موضع ما. فكن كما تكون مشتغلا بالحديث بالضحك بالانس مع من تشاء. لكن اذا سمعت تسمه عليه الصلاة والسلام فتأدب وليكن لك حظ من التوقير والاجلال لان اسمه وحديثه وقوله يذكر وعلى مسامعك صلوات الله وسلامه عليه. هذا الادب يا كرام هو مظهر من مظاهر المحبة. محبتنا له عليه الصلاة والسلام تظهر في توقير واحترام وادب عند سماع سنته. عند دراسة سيرته. فاذا اردت ان تقرأ كتابا في سيرته. او تسمع حديثا من عليه الصلاة والسلام فان من تمام التوقير ان لا يزال قلبك ولسانك مشتغلا بكثرة الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم من الادب والاحترام والتوقير لسنته ان تحل في قلبك موضع التعظيم. فاذا سمعت شيئا من سنته عظمته في قلبك. هذا من تعظيمك لنبيك عليه الصلاة والسلام. تبقى عندك معظمة فوق الرأس وعلى العين اجلالا واحتراما وتقديرا. لم بانها سنته صلى الله عليه وسلم وكفى لانها سيرته لانها امره لانها هديه عليه الصلاة والسلام. سيذكر المصنف طرف من فعل الصحابة والتابعين. نعم قال اسحاق تجيبي كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه الا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا. يقول اسحاق وهو ليس صحابيا لكنه من علماء الاسلام من علماء القرن الرابع لكن يحكي ما استقر عنده من هذا الفهم عن حال السلف يقول كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعده لا يذكرونه الا خشعوا واقشعرت جلودهم وبكوا وكذلك وكذلك كثير من التابعين منهم من يفعل ذلك محبة له وشوقا اليه. ومنهم من يفعله تهيبا وتوقيرا عندما تظهر علامات الخشوع والانكسار والاعظام والاجلال بل ربما ذرفت العيون عند ذكره وذكر حديثه صلوات الله وسلامه عليه فتارة يكون المحمل على ذلك محبة عظيمة. وشوق كبير. فاذا ذكر اسمه تجدد هذا الشوق في القلب. ومن بعد اتى الحنين ففاضت العين حبا وشوقا له عليه الصلاة والسلام. وتارة يكون الباعث على ذلك والمحمل عليه الهيبة والوقار فمن تمام الهيبة والوقار له عليه الصلاة والسلام ان تحل على القلب قدر من الخشوع والسكينة والوقار لالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه لفتة يا كرام عندما نجتمع في المجالس. وعندما نبقى في في مجامعنا في مناسباتنا في بيوتنا واسرنا وتدور الاحاديث في المجلس ويتكلم كل اثنان على حدة وثلاثة ونضحك ولا نتباسط ونسر بالاحاديث ونستمتع بالمباحات. فاذا كان في الحديث جملة يذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبينا وقائدنا وامامنا في الدنيا وفي الاخرة صلوات الله وسلامه عليه. فحق كن علينا جميعا والله يا كرام ان نتداعى وان نتواصى وان نتنادى بالاجلال والاحترام والتوقير ليس المقصود ان ينفض المجلس وان ينقلب الانبساط والمرح والسرور الى كآبة وحزن وبكاء لكنا نقول المطلوب هو قدر من الاجلال والتوقير. فاذا ذكر حديثه عليه الصلاة والسلام وذكرت سنته او ذكر اسمه او ذكرك احد بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فحقك والله ان تستجيب لذلك. وان يكون لك قدر من التوقير والوقار لذكره عليه الصلاة والسلام هذا ادب نتأدب به يا كرام. فمن باب اولى اذا ما جاءتنا سنة وعرضت علينا شيء من احكام دينه صلوات الله وسلامه عليه الا نتجرأ على تجاوزيها ولا اهمالها ولا الانصراف عنها. ينبغي ان تكون سنته حاكمة لنا. اذا ما رآك احد فنصحك في شيء يتعلق بلباسك بطعامك بشرابك بهيئتك باي شيء يتعلق بك؟ فقال لك اخي رعاك الله سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم كذا فحذرك نصحك نهاك امرك ارجو الا تأخذنا النفس بالعزة بالاثم وتأخذنا الكبر وشيء من الانصراف وشيء من تسلط الشيطان في ساعة غضب ورد للحق وانفة وكبر ان وبطر فنقول لا ونرفض ونجادل متى كان المتحدث حتى لو كان مغظبا لك ومؤذيا ومتجاوزا معك لكن او اذا نسب شيئا صحيحا ثابتا الى النبي عليه الصلاة والسلام. وذكرك به ينبغي ان تكون هذه وقفة نعود بها الى ذواتنا عظيما لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومنها محبته لمن؟ لمن احب النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو بسببه من اهل بيته وصحابته من وصحابته من المهاجرين والانصار وعداوة من عاداهم وبغض من ابغضهم وسبهم فمن احب شيئا احب من يحبه فمن احب شيئا احب من يحب تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا لابد ان تحب من احب عليه الصلاة والسلام ومن كان يحب عليه الصلاة والسلام من كان يحب كان يحب امنا عائشة ويحب اباها ابا بكر ويحب عليا وعمر وعثمان ويحب الحسن والحسين ويحب المهاجرين والانصار اذا هي علامات اربعة مضى منها اول العلامات في محبته عليه الصلاة والسلام طاعته واتباع سنته. وكان ثانيها كثرة ذكره عليه الصلاة والسلام ثالثها كثرة الشوق الى لقائه. ورابعها تعظيمه وتوقيره عند ذكره واظهار الخشوع والانكسار مع سماع اسمه وهذه علامة خامسة هي محبته لما احب عليه الصلاة والسلام وللمصنف فيها حديث نأتي عليه تباعا. من دعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء الحب اول شرطه فروضه ان كان صدقا طاعة ووفاء. سيسوق المصنف رحمه الله فيما سنأتي عليه في ليلة الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى معاني المحبة لما احب عليه الصلاة والسلام وطرفا من ذكر ما احب صلوات الله وسلامه عليه مما دلت عليه السنة وفي هذا باب كبير يا كرام ما زلنا نتتبع فيه ونقتفي طريقا نلتمس فيه ازديادا من محبة القلوب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فكلنا ذاك العبد السائر في هذا الطريق الحريص الراغب بصدق ان يلقى الله غدا وفي صدره حنين عظيم حب صادق لربه ولنبيه عليه الصلاة والسلام. كم من محب بات يزجي دمعه وحنينه شوقا الى القياه ويود ان الكون بين اكفه ملكا له يشتري به رؤياه رباه ان قلوبنا مشتاقة قواه من شوق بها اواه يا ربي احببناه دون لقائه ثم اقتفينا في الحياة هداه يا ربي. فاجمعنا به في جنة نروي العيون بوجهه وسناه. صلى الله عليه جل جلاله ما فاض بين العالمين نداه. فاجعلوا ليلتكم يا كرام ويوم غد الجمعة عامرا بكثرة الصلاة والسلام عليه وانتم تدركون قوله صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله وعليه بها عشرا. فاللهم صل وسلم وبارك عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه عليهم مصلون وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون واكتب يا رب لنا بكثرة الصلاة فتنا على سنته والسلام عليه حبا صادقا واتباعا واستنانا عظيما له صلى الله عليه وسلم. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته. واحشرنا يا ربي في دمرته واكرمنا بشفاعته يا اكرم الاكرمين. واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم احفظ علينا امننا وايماننا. وسلامتنا واسلامنا. ووفقنا لما تحب وترضى الهنا من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وصل يا رب وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والرسول المجتبى محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين