بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله طوله وخليله ومصطفاه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد فهذه ليلة كريمة مباركة. ليلة الجمعة جمعة ليلة الاستكثار من الصلاة والسلام على سيد الانام صلى الله عليه وسلم. القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة جمعة ويوم الجمعة وهذا مجلس انما هو مجلس نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على امام الهدى وسيد الورى وحبيب القلوب وسعدها وبهجة الارواح وانسها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. نستكثر من الصلاة والسلام عليه في مجلس نتدارس فيه صفحات من حقوقه العظيمة. ونقرأ فيه سفرا كريما مباركا في بيان شأنه العظيم عليه الصلاة سلام ومقامه الكريم صلى الله عليه وسلم. وما زلنا في كل جملة يذكر فيها اسمه صلى الله عليه وسلم. تتحرك طينتنا تواطئ القلوب بالصلاة والسلام عليه عليه الصلاة والسلام. باجنحة من الاشواق طارت اليك طارت اليك الروح يا خير الانام وما من خفقة الا وصلت عليك هوى وثنت بالسلام. فصلوا وسلموا عليه صلى الله عليه وسلم امتثالا لامر ربكم القائل ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وتجاوبا مع هذه الليلة العظيمة المباركة بالاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. اذ لا يزال مجلسنا متتابعا في هذه الفصول العظيمة الواردة في محبته صلى الله عليه وسلم. فيما ساق القاضي عياض رحمه الله تعالى في كتاب به الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفي ليلة الجمعة الماضية افتتحنا فصلا في علامات محبته صلوات ربي وسلامه عليه وذكر فيها المصنف من العلامات الجليلة الاقتداء به واستعمال سنته واتباع اقواله وافعاله عليه الصلاة والسلام ثم ثنى رحمه الله بذكر كثرة ذكره والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. واردف ذلك الصادق الى لقائه عليه الصلاة والسلام فكل حبيب يحب لقاء حبيبه كما قال رحمه الله. وختم المجلس السابقة بذكر علامة اخرى من علامات محبته وهو تعظيمه وتوقيره عند ذكره. واظهار الخشوع والانكسار مع سماع اسمه صلى الله عليه وسلم ما يزال في الفصل بقية نحن باحوج ما نكون اليها امة محمد صلى الله عليه وسلم في تلهفنا وبحثنا الصادق عن حب عظيم نملأ به القلوب. بسيد الانبياء وخاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام وفي هذا الطريق المليء شوقا وحبا تتدفق مشاعر الفؤاد بحثا عن حب عظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فتنتصب هذه العلامات معيارا ومرآة نقيس بها الخطى وننظر بها الحال ونصوب بها المسار. ليس من احد في صلى الله عليه وسلم الا ويحمل في قلبه حبا له عليه الصلاة والسلام. قل او كثر ضعف او قويا. انما المراد ان تكون المحبة هذه عامرة. ان تكون مثمرة ان تكون حاملة لصاحبها. على ما يليق بقلب عبد حمل في قلبه حبه لربه وحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم. في تتمة الفصل يسوق المصنف رحمه الله جملة اخرى من تلك العلامات التي وجدها رحمه الله مشارا اليها في نصوص الكتاب والسنة. ثم وجدها ايضا شاهدة في حياة سلف الامة رضوان الله عليهم وسلك بنا سبيلهم. ما زلنا نقول هذا الفصل يا كرام مهم لي ولك. ولكل عبد وامة في هذه الامة المحمدية ان ينظر فيها احدنا ما يحمله فؤاده من من رصيد الحب لنبي الامة عليه الصلاة والسلام وان نعمل على تعظيمه واجلاله وتوقيره لتكون محبة حاملة لنا على ما يليق بنا ونحن ونتقرب الى الله جل جلاله ونثبت خطى الاقدام في الطريق اليه سبحانه بالاستمساك بسنة نبيه ومصطفاه صلوات ربي وسلامه عليه حمدا لمن شفى بالسنة النبوية الغراء والسيرة المصطفوية الزهراء قلوبا كانت من الهلكة على ووفق من احبهم فعرفهم قدر حبيبه المصطفى واجتباهم للقيام بحقوقه كما قام به اهل الوفاء فهم في رياض سيرته العطرة ينعمون وفي حياض محبته النضرة يحظرون صلى الله عليه وعلى اله الابرار واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم فهذا هو مجلسنا الخامس والثلاثون بعد المئة من المجالس المباركة في هذه البقعة الشريفة الطاهرة باسانيدكم المتصلة ورواياتكم المتسلسلة الى كتاب الشفا للقاضي ابي الفضل عياض بن موسى اليحصد رحمه الله الله تعالى قال فصل في علامة محبته عليه الصلاة والسلام قال ومنها محبته لمن احب النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو بسببه من اهل بيته وصحابته من المهاجرين والانصار وعداوة من عداهم وبغض من عداوة وعداوة من عاداهم وبغض من ابغضهم وسبهم فمن احب شيئا احب من يحب ان احب شيئا كانسان احب من يحب فمن احب الله احب ما يحبه الله. ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم احب من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا شيء نجده فطرة في القلوب يا كرام. انت اذا احببت انسانا ما لاي سبب فان حبك يحملك على ان تتجاوز بحبك شخصه الى حب متعلقاته وكل ما يتصل به. فترى نفسك بلا اختيار ان صدق حبك ترى نفسك بالاختيار تحب الشيء الذي يحبه من تحب تحب طعامه تحب لباسه تحب كلامه تحب ضحكه ومزاحه تحب كل شيء يتصل به حتى انك حبوا المكان الذي يجلس فيه. وتحب الزمان الذي يتصل به. وهكذا نجد في هذا المعنى الذي يتدفق القلب اذا وقع فيه الحب فما ظنك بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو اطهر حب واشرفه. وهو اسماه واعذبه واهناه هو اعظم ما يمكن ان تحمله قلوب البشر من معاني الحب التي جعلها الله في قلوبنا معشر البشر متعة الحب ان تحب ربك وتحب نبيك صلى الله عليه وسلم. حبا يتجاوز حب الفطرة والعادة الى حب العبادة حب الاجلال حب التعظيم والوقار هكذا هو حبنا في ديننا. هو حب نمارسه مشاعر قلب هو عبادة نتقرب بها الى الله. يؤجر احدنا وهو في مكانه صامت ما تقرب لله بقربة. ما تحرك لسانه بكلمة ولا فعلت يده شيئا ولا خطت قدمه خطوة. الا انه يؤجر وتزداد حسناته. وتبيض صحيفته لان قلبه تلك الساعة ما زال ينبض بشيء عظيم من عبادات القلوب هو حبها لربها. وحبها لنبيها صلى الله عليه وسلم لما ان من اجل ثمار تلك المحبة. ومن علاماتها الصادقة ان تحب من احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فماذا احب عليه الصلاة والسلام ومن احب صلى الله عليه وسلم؟ هذا ليس سرا يخفى. كان عليه الصلاة والسلام صريحا مع امته في بيان واعلان من يحب وماذا يحب ويسأل فيجيب صلى الله عليه وسلم ويخبر امته بمن لهم في قلبه محبة ومكانة. اما لو صادقا في حبه صلى الله عليه وسلم فانه يلزمك ان تحب من احب ولو لم تعلم سببا لحبك اياه الا انك تحبه لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له. وهذا افي وحده فهذا سياق من المصنف رحمه الله يذكر فيه عداد بعض من احب صلى الله عليه وسلم حتى يحمل احدنا قلبه على ان يوجد فيها وافرا من المحبة لمحبوباته عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحسن والحسين رضي الله عنهما اللهم اني احبهما فاحبهما وفي رواية في الحسن رضي الله عنه قال عليه السلام اللهم اني احبه فاحب من يحبه وقال عليه الصلاة والسلام من احبهما فقد احبني. ومن احبني فقد احب الله. ومن ابغضهم ما فقد ابغضني ومن ابغضني فقد ابغض الله. اتحب الحسن والحسين؟ نعم. انهما حفيدا رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم وريحانتيه وسبطيه رضي الله عنهما وسيدا شباب اهل الجنة. هما ابن بنته فاطمة وابن عمه علي رضي الله عنهم اجمعين. احبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الوالد لولده. احبهما حب الجد لاحفاده. واحبهما النبي صلى الله عليه وسلم لمن وقع في قلبه محبته. هذان الحسن والحسين. سبطار رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانتاه من الجنة يقول في الحسن اللهم اني احبه فاحب من يحبه. والرواية صحيحة. ويقول في حديث اخر اللهم اني احبهما فاحبهما. صححه الترمذي. هذا البيان بهذين الصحابيين الكريمين الحسن والحسين وهما حفيداه عليه الصلاة والسلام وسبقاه وريحانتاه في الدنيا رضي الله عنهما لو لم يكن الا انهما الا انهما من سلالته الشريفة. ومن نسبه وهم قطعة منه صلى الله عليه وسلم لكان هذا كافيا في حبهما. فكيف وقد جاء الامر بحبهما؟ وقد جاء التوجيه بان يكون حبه صلى الله عليه وسلم موصولا بحب هذين الصحابيين الكريمين رضي الله عنهما. الحسن والحسين سيدا شباب اهل نحبهما ونحب اباهما عليا رضي الله عنه. ونحب امهما فاطمة رضي الله عنهما. حبا لهم لذواتهم بما لهم من الخير والفضل والسبق والمناقب العظيمة في الاسلام. ونحبهما ايضا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانما نحبهما لمكانتهم في قلبه عليه الصلاة والسلام. وهم ال بيته وهم من يتصل نسبه الشريف بهم رضي الله عنهم وارضاهم هذا حب يا كرام هو ايضا ديني من هذا المعنى وفطري نجده في القلوب. الا ترى رعاك الله ان ان انسانا لو احسن اليك موقفا ما في الحياة وامتد احسانه اليك فوقف معك في مصيبة او كربة او دفع عنك ملمة او قضى عنك دينا او فرج عنك مصيبة وهو جار لك ولو لم تربطك به علاقة نسب ولا صهر ولا رحم. لكنه لاحسانه العظيم اليك في موقف لا تنساه له في الحياة تجد نفسك اسيرا لهذا الاحسان فكلما ابصرته تذكرت اياديه البيضاء. فتحرك قلبك احتراما واجلالا وحبا له. بل انك اذا وقر حبه في قلبك يمتد حبك الا لحب اولاده واهل بيته لا لشيء الا لان اباهم كان معك يوما من عظيم الاحسان وكانت له يد بيضاء وكان له لك في الحياة موقف هو بعد الله جل جلاله كان منجاة لك من هلك وكان منقذا لك وكان بابا عظيما تعرف انك عشت بعده صفحة جديدة في الحياة. بالله عليكم احسان من من البشر يوازي او يقرب او يماثل او يقارب احسان رسول الله صلى الله عليه وسلم الى امته. ليس الذي قظى عنا دينا ولا انقذنا من كربة ولا اعطانا صدقة لكن الله اخرجنا به من النار الى جنة عرضها السماوات والارض. واستنقذنا به من الظلمات الى النور لم يأخذ بايدينا الى ابواب الجنان فحسب بل سابق بنا عليه الصلاة والسلام لنكون اكثر اهلها يوم القيامة ولنكون داخلين لها يوم القيامة. ولنكون السابقين الى درجاتها العلى يوم القيامة اي احسان يمكن ان يكون قلبك اسيرا له اكثر من احسانه عليه الصلاة والسلام. الا ترى ان هذا دافع عظيم يجعلك تحب تحبه وتحب ازواجه واهل بيته رضي الله عنهم جميعا حبا له صلوات الله وسلامه عليه. هذان الحسن والحسين وستأتي توص في بيان بعض ال بيته ايضا وغيره من الصحابة رضي الله عنهم جميعا وقال صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي. فمن احبهم فبحبي احبهم. ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله ومن اذى الله يوشك ان يأخذه. الحديث اخرجه الترمذي واحمد وفيه ضعف لضعف بعض رواته لكن معناه صحيح ثابت من نصوص اخر كثيرة في مثل قوله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي. فان احدكم لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه محابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام. ساداتنا في الامة وهم سلفنا وخير سلف وخير قرون الامة على الاطلاق واعظم جيل واشرفه ظفر بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. المتقرر في عقائدنا معشر المسلمين اجلال هؤلاء الكرام وحبهم رضي الله عنهم والتقرب الى الله بحبهم بل جعلت في علامات اهل السنة في تاريخ الاسلام حب الصحابة حتى تقرر في عقائدنا ان حبهم دين وايمان واحسان. وان بغضهم كفر ونفاق وطغيان ولا يزال في علامات اهل الاهواء. ومن في قلوبهم غل على الاسلام وعقائد المسلمين لا تزال في ابرز علاماتهم موقفهم البغيض من الصحب الكرام رضي الله عنهم. وليت شعري لا تدري ما الذي يسخطونه في قوم اختارهم الله واصطفاهم من الامة لان يكونوا صحابة نبيه عليه الصلاة والسلام. لا يبغض احد صلى الله عليه وسلم ثم يزعم انه لا يزال يحمل في قلبه بقية من حبه لنبيه عليه الصلاة والسلام. ايحب وهو ينتقص اصحابه ايحبه وهو يبغضهم؟ ايحبه صلى الله عليه وسلم ثم يشتم كبار اصحابه او بشيء من الكفر او النفاق او الفواحش او الاثام هذان لا يستقيمان ابدا. لتدركوا رعاكم الله ان اي عقيدة تطفو على صفحة الامة ويمكن ان تكون نابتة سوء فليس لها في الاسلام جذر وليس لها امتداد. وان تسمى اصحابها باسم وان انتسبوا الى ملا لاهل الاسلام لكنه غطاء مكشوف ان يتكلم من يزعم الاسلام في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فظلا عن سبهم او شتمهم فظلا عن تكفيرهم واخراجهم من الملة والعياذ بالله اي مسلم تدعي لنفسه بقاء الاسلام وهو يخرج من دائرة الاسلام صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. يقول الله الله في اصحابي يقول لا تسبوا اصحابي عليه الصلاة والسلام لقد اثنى القرآن عليهم جملة واثنى النبي صلى الله عليه وسلم جملة في نصوص كثيرة واثنى عليه الصلاة والسلام على احادهم في ابواب كثيرة حتى افردها العلماء في مناقب رضي الله عنهم تارة بقبائلهم وعشائرهم ومجاميعهم كالمهاجرين والانصار. وتارة باشخاصهم اعيانهم رضي الله عنهم. ومن تصفح دواوين السنة وجد خيرا كثيرا ووفرة في احاديثه. عليه الصلاة والسلام يمدح هذا ويثني على ذاك ويذكر مناقبهم وسبقهم لمن كان يقولها صلى الله عليه وسلم كان يقولها ليعرفوا قدر بعضهم ويقولها للامة من بعدهم لنحفظ قدرهم ونوفر في القلوب حبهم رضي الله عنهم فهذه من من عتبات الاسلام التي ليس وراءها شيء من بقية الدين. الصحب الكرام رضي الله عنهم. واما نصبهم غرضا يرمى ثم يشتم او يعاب او يذم. فالسؤال الذي يسأل من يظن نفسه مسلما وهو ينتقص او يسب او يشتم او يكفر الصحابة رضي الله عنهم. السؤال هو فمن اي باب جاءك الاسلام؟ ومن اين عرفت الدين؟ من الذي نقل القرآن بعد مماته صلى الله عليه وسلم من الذي روى السنة للامة؟ من نقل الحلال والحرام؟ من الذي حفظ علينا الشرائع والشعائر؟ من الذي لنا على طريق الجنة ونقل لنا الاسلام كما اخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما انهم وحدهم فقط من اخذوا عنه صلى الله عليه وسلم مباشرة ومن سمعوا منه ومن شاهدوه وصحبوه. فاذا اسقطنا هؤلاء واذا اغلقنا الباب دونه فاي طريق سنسلكه للاسلام واي طريق لمعرفة الحلال والحرام واي سند سيربطنا بكلام ربنا او بسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فكان عليه الصلاة والسلام فلم يوصي امته مبينا مكانة صحبه الكرام رضي الله عنهم جميعا قال رحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم في فاطمة رضي الله عنها انها بضعة مني يبغضني ما ابغضها اخرجه البخاري ومسلم يقول انها بضعة مني يغضبني ما اغضبها هي ابنته رضي الله عنها وهي قطعة منه رضي الله عنها وهي من اشبه الناس بابيها صلى الله عليه وسلم رظي الله عنها كان يحبها ويفرح بها اذا اقبلت ويقوم اليها ويخص رضي الله عنها بمزيد من الحفاوة والاكرام. وزوجها من ابن عمه علي ابن ابي طالب امير المؤمنين رضي الله عنهم جميعا فكانت فاطمة رضي الله عنها من احب اولاده اليه صلى الله عليه وسلم. ذلك انه فقدهم تباعا بنينا وبناتا وبقيت فاطمة رضي الله عنها حتى اقر الله عينه صلى الله عليه وسلم بها وبزوجها وببنيها سر بهم فكانوا له انسا وكانوا له فرحا بل كانوا له عضدا صلى الله عليه وسلم ليست هي ولا زوجها فحسب لكن انهم ال بيته جميعا عليه الصلاة والسلام. يقول انها بضعة مني يغضبني ما اغضبها. كانت رضي الله عنها حتى مماتها كانت اول اهل بيته لحاقا به صلى الله عليه وسلم اذ ماتت بعده بستة اشهر. وكانت من احب اولاده اليه كما اسلفت وهذا مما يتواصى به اهل الاسلام حبهم لال بيته صلى الله عليه وسلم عامة وحبهم لهؤلاء خاصة فاطمة وزوجها واهل بيتها رضي الله عنهم جميعا ولرحمه الله تعالى وقال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في اسامة بن زيد رضي الله عنهما احبيه فاني احبه. اسامة بن زيد حبه وابن حبه رضي الله عنه. اسامة بن زيد بن حارثة. وزيد بن حارثة ايضا من احب الصحابة الى قلبه عليه الصلاة والسلام سلام وهو الذي كان يدعى في مكة بزيد بن محمد اذ تبناه ورباه صلى الله عليه وسلم فلا يعرف الا بزيد ابن محمد حتى نزلت اية الاحزاب ادعوهم لابائهم. هو اقسط عند الله. فما زال زيد رضي الله عنه حبيب القلب اليه صلى الله عليه وسلم ثم كان ابنه اسامة من بعده من احب الناس اليه فكان حبه وابن حبه رضي الله عنهم جميعا يقول لعائشة الحديث عند الترمذي يقول احبيه فاني احبه. بل اخرج الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ان عمر رضي الله عنه في خلافته لما كان يفرض القسم من اموال بيت المال على المسلمين بعدما افاء الله من غنائم وجاءت الخيرات كان رضي الله عنه يقسم المال بين الصحابة عطاء من بيت المال. فكان يفاضل بين الصحابة بقدر سبقهم ومكانتهم ووزنهم في الاسلام فيعطى السابقين اكثر من غيرهم ويعطي الصحب الكبار اكثر من غيرهم كما كان يفاضل المهاجرين والانصار والسابقين واهل بدر ونحو ذلك. فكان في القسمة رضي الله عنه فرض لاسامة بن زيد ثلاثة الاف وخمسمائة وفرض لابنه عبد الله ثلاثة الاف. فاعطى اسامة ابن زيد اكثر مما اعطى ولده عبدالله. فلما سأله ابنه عبدالله قال عمر رضي الله عنه لان زيدا كان احب الى رسول الله من ابيك واسامة احب الى رسول الله منك. فاثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا هذا منهاج حياة يقول لابنه عبد الله يقول له يا ولدي ابوه احب الى رسول الله من ابيك. وهو احب الى رسول الله منك. فما كان عمر رضي الله عنه يجد شيئا يستند اليه في تفضيل اسامة في العطاء الا انه اقرب الى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ارأيتم كيف تفعل القلوب اذا وقر فيها حب المصطفى عليه الصلاة والسلام؟ هذا منهاج حياة. حب اسامة وحب ابيه حب فاطمة وحب زوجها علي وحب ابنائهم الحسن والحسين حب المهاجرين والانصار حب عائشة رضي الله عنها نفسها وهي التي سأل فيها عمرو بن العاص وقد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين ذات يوم على سرير قال فسألته من الناس اليك. قال عليه الصلاة والسلام ابو بكر قال صلى الله عليه وسلم عائشة قال عمرو قلت فمن الرجال. فقال صلى الله عليه وسلم ابوها. قال عمرو قلت ثم ان قال ثم عمر بن الخطاب فعد رجالا عندما يخبر عليه الصلاة والسلام بلا تردد ولا شيء من الاستتار ان احب الناس اليه عائشة فلما لا تكون رضي الله عنها حبيبة في قلوبنا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل قل لمن لا يجد في قلبه مثقال ذرة من حب لامنا عائشة رضي الله عنها جدد ايمانك وابحث عن حب في القلب لام مؤمنين رضي الله عنها وهي التي زكاها القرآن واحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت لها في قلبه عليه الصلاة والسلام ما ليس لاحد لا من نسائه ولا من سائر اصحابه رضي الله عنهم جميعا. عندما نتذاكر تلك النصوص في حب هؤلاء الكرام فاننا نؤسس فيها حب المصطفى عليه الصلاة والسلام. فمن عائشة ومن ابوها ومن اسامة ومن زيد ومن الحسن ومن الحسين من هم الا انهم ذو صلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا ومن كانوا في التاريخ لولا صلتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا نجوم الامة في سمائها وارتقوا كالعلياء بمكانتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكل من كان برسول الله صلى الله عليه وسلم اقرب. وفي قلبه في احب كان شأنه في الامة كذلك اعظم. يتعاظم الصحابة قدرا بتعاظم مكانتهم عنده صلى الله عليه وسلم كلما ثقل ميزان احدهم في الاسلام وسبقه وبذله وفدائه وتضحيته وحبه للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام توفر له وفي الامة جيلا بعد جيل نصيب من الحب والاجلال والاكرام بقدر ما لهم رضي الله عنهم جميعا. قال رحمه الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم اية الايمان حب الانصار واية النفاق بغضهم. هذا الحديث في الصحيحين واما الانصار فهم من هم رضي الله نصرة وايواء لنبي الامة عليه الصلاة والسلام. اهل الدار والايمان كما سماهم القرآن. الذين تبوأوا الدار والايمان من من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. اثنى الله عليهم فقال ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. ويؤثرون على انفسهم ولو كان انا بهم خصاصة فتحوا الباب لما اغلقت الابواب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحفظها لهم وما نسيهم رظي الله عنهم. فلما فتحت له الابواب عاد الى بابهم. فتحت مكة واتته الغنائم فاعطى كل الناس ولم يعطي الانصار شيئا فوجدوا في نفوسهم خشية ان يكون حرمانهم لشيء من بعدهم عن قلبه عليه الصلاة والسلام فلما جمعهم قال يا معشر الانصار الم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي وعالة فاغناكم الله بي ومتفرقين الله بكلما قال شيئا قالوا الله ورسوله امن. فنكسوا رؤوسهم حتى قالوها معشر الانصار. الا ترضون ان يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعون برسول الله الى دياركم قال عليه الصلاة والسلام الانصار شعار والناس دثار لو سلك الناس واديا وسلكت الانصار واديا لسلكت وادي الانصار وشعبهم. قال لهم انكم ستلقوني بعدي اثرة فاصبروا حتى تلقوا كوني على الحور اوصى بحبهم صلى الله عليه وسلم وصرح بحبه واخبر انه لولا الهجرة لكان امرأ من الانصار. افلا نحبهم رظي الله عنهم؟ وهم من هم؟ سبقا في اسلام ونصرة وتضحية وحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج يوم بدر وقد اختلفت الوجهة خرجوا يعترضون عيرا لقريش. فاذا هم امام مواجهة فيها قتال وهم ثلاثمائة وبضعة عشر ابو سفيان يقود جيشا فيه الف رجل مدججون بالسلاح يركبون يركبون المركوب شاورهم صلى الله عليه وسلم كأنه عقد مع الانصاري عقدا على حمايته ونصرته عليه الصلاة والسلام اذا كان في المدينة. وهم قد خرجوا الى بدر فتكلم ابو ابو بكر واجاب وتكلم عمر واجاب. والنبي عليه الصلاة والسلام يعينهم. السؤال حتى فطن لها سعد فقال لك انك تريدنا يا رسول الله فتكلم واحسن الجواب رضي الله عنه. مبينا انهم رضي الله عنهم يبذلون انفسهم وموهجهم وارواحهم. فداء له صلى الله عليه وسلم وانه لو سار بهم الى اي مسير ما وجدهم الا صبرا في اللقاء صدقا في الايمان رضي الله عنهم فسر صلوات ربي وسلامه عليه من تلك المواقف العظيمة كان للانصار ولم يزل فين نصرة الاسلام مواقف عظيمة. فلما يقول صلى الله عليه وسلم اية الايمان حب الانصار. فلما لهم رضي الله عنهم من مكانة عظيمة ولبذلهم وايثارهم حتى انهم فتحوا دورهم واموالهم وكل ما يملكون لاخوتهم مهاجرين من مكة في صحبته عليه الصلاة والسلام واية النفاق بغضهم. فمن ابغض الانصاف فمن ابغض الانصار فليخشى على نفاقا حذر منه صلوات ربي وسلامه عليه. والا فحبهم في عقيدتنا اهل السنة معشر المسلمين. لما اسلفت من مواقفهم العظيمة رضي الله عنهم جميعا قال رحمه الله تعالى وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب العرب فبحبي احبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم. الحديث وقد اخرجه الحاكم في المستدرك والطبراني في معجميه الاوسط لكنه ضعيف كما قال الهيثمي لبعض رواته مع ثقة باقيهم. من احب العرب فبحبي احبهم ومن ابغضهم ببغظي ابغظهم وفي مناقب العرب سوى هذا الحديث كثير. والشاهد من ذلك ما يريد المصنف رحمه الله قوله فبالحقيقة من احب كي ان احب كل شيء يحبه. نعم. قال رحمه الله فبالحقيقة من احب شيئا احب كل شيء يحبه. وهذه سيرة السلف حتى في المباحات وشهوات النفس وقد قال انس رضي الله عنه حين رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي قصعة قال فما زلت احب الدباء من يومئذ. الحديث في الصحيحين وقد حضر انس رضي الله عنه طعاما مع النبي صلى الله عليه وسلم قدمت له القصعة وفيها الدبان. والدباء القرع المعروف. وكان عليه الصلاة والسلام فيما رأه انس يتتبع الدباء من حول القصعة يعني يلتقطها من اطرافها من هنا وهناك. وليس في هذا شيء من مخالفة هديه الكريم صلى الله عليه بقوله وكل مما يليك. لانه كان وحده ولا مشارك له في الطعام. واذا انفرد المرء بطبقه اكل من اي نواحيه شاء وان اما الادب مراعاة لمن يشاركه الطعام. فرأى انس رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم يتتبع الدبان فعرف انس انه انما كان يلتقطها صلى الله عليه وسلم من حوالي القصعة. لانه كان يحبها ويعجبه طعمها وتربي وسلامه عليه. هذا المشهد لو كنت انا او انت حاضرين فيه. لربما ما التفتنا الى هذا المعنى ولا انتبهنا اليه لكن الصحابة الذين وطنوا قلوبهم على رصد عظيم دقيق لكل ما يتصل وهو في صحبتهم برسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا ادق نظرا وكانوا ادق ملاحظة رضي الله عنهم فعرف انس انه عليه الصلاة انما فعل والسلام انما فعل ذلك لحبه للدبان. الى هنا ايضا قد يبلغه احدنا اذا اذا كان دقيق الملاحظة دقيق النظر وكان مرهف الحس. لكن ان يقول انس بعد ذلك فما زلت احب الدبان من يومئذ فهذه والله صعبة المرتقى يقول فما زلت احب الدبان من يومئذ مذاق الافواه واختلاف الامزجة في الاطعمة ما تحب وما لا تحب. هذا شيء ليس لك فيه اختيار هب انك احببت انسانا ويحب لونا من الطعام انت لا تستسيغه ويحب نوعا من الشراب انت لا تطيقه. ويحب شيئا من اي امور تتعلق بالاذواق الشخصية ان تقول انني سافعل مثل ما فعل في افعال الجوارح والبدن فهذا ممكن لكن ان تزعم قدرتك على ان في تغيير اذواقك ومذاق فمك فهذا شيء عجيب. يقول انس فما زلت احب دبا من يومئذ فلماذا احبها لعلمه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبها ارأيت كيف بلغوا بحبهم رضي الله عنهم مراتب صدق لا يمكن ان يسبقهم فيها احد ليس ببعيد عنها قصة جابر رضي الله عنه وهي في صحيح مسلم لما استضافه النبي عليه الصلاة والسلام واخذ بيده واتى داره وبعض حجراته فسأل صلى الله عليه وسلم فاعطي بعض كسر من خبز فقال هل من ادم الا يوجد طعام وايدام؟ قالوا لا الا الخل يا رسول الله الخلب هو الخل المعروف عندما يخلل بعض الاطعمة ويستخرج منها ذلك الخل الحامض الذي ربما يستخدم في بعض الاطعمة فقال عليه الصلاة والسلام هاتي فنعم الادام الخل قال لها تطييبا للخواطر لانهم شعروا بشيء من الحرج ان ليس بحوزتهم شيء من الضيافة لضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاثنى الا تنكسر النفوس وان يشعر صاحب النعمة وان دقت ان امامه نعمة تستحق الحمد والثناء. لله عز عز وجل. قال نعم الادام والخل. يعني ليس محتقرا من الطعام. وليس شيء ذميما. قال نعم الادام والخل. يقول جابر رضي الله عنه فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول طلحة راوي الحديث فما زلت احب الخل منذ سمعتها من جابر رضي الله عنه. هذا الحب هو من ذاك القبيل. حب اذواق يكون لكل واحد منها فيها ذوقه الخاص. لكن ان تستطيع ان تفرغ ان تفرغ ذوقك وهوى نفسك في اناء محمد صلى الله عليه وسلم ليكون ذوقك موافقا لذوقه فتحب ما احب وتستطعم ما استطعم وتستطيب ما استطاب هذه لا تقال بالالسنة لكنها حب عظيم في القلوب. امتثله الصحب الكرام رضي الله عنهم فكانت لهم فيها الشواهد العجيبة والمواقف الكثيرة التي نقلت عن بعضهم واحادهم واحدا هنا وواحدا هناك حتى شهدنا جميعا انهم رضي الله عنهم انهم بلغوا بيحبوهم الصادق للنبي صلى الله عليه وسلم ما لم يبلغه احد في الامة سواهم رضي الله عنهم جميعا. قال المصنف رحمه الله وهذا الحسن بن علي وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم اتوا سلمى رضي الله عنها وسألوها ان تصنع لهم طعاما مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم. يشير المصنف رحمه الله الى حديث اخرجه رواه الترمذي وفي الشمائل المحمدية. واخرجه الطبراني كذلك عن سلمى امرأة ابي رافع وابو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلمى زوجته وكانت في عداد خدم اهل بيته رضي الله عنهم جميعا. وسلمى كانت طابخة في بيت النبي صلى الله عليه وسلم اتاها ابناء العمومة عبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر وعلي بن الحسن والحسن بن علي هؤلاء الثلاثة ابناء عمومة ابناء علي ابن ابي طالب وجعفر ابن ابي طالب وعباس ابن عبد المطلب. اجتمعوا فاتوا سلمى فقالوا لها اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم اكله ما كانوا جياعا يبحثون عن طعام والا اكل كل واحد منهم في بيته. جاؤوا يبحثون عن شيء اخر يبحثون عن نوع من الطعام يعرفون ممن كانت تطبخه انه كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم. ترى ماذا كانوا يقصدون وعن ماذا كانوا يبحثون؟ كانوا يبحثون عن طعام. يريد احدهم ان يراه بعينه. وان يتذوقه بفمه. ثم يحاول ان يستشعر استطابة لطعام كان يوما ما طعاما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لها اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم اكله. فقالت لهم سلمى يا بني اذا لا تشتهون له اليوم لو صنعته لكم ما استطعتم اكله. اذا لا تشتهونه اليوم فقامت فاخذت شعيرا فطحنته ونسفته وجعلت منه خبزة وكان اتمه الزيت ونثرت عليه قنفولة فقربته اليهم وقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا هذا طعامه بما فيه من بساطة وتواضع وقلة تكلف والمقصود ان بحثهم وسؤالهم واتيانهم الى مولاهم النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة مولاه ابي رافع انما كان من هذا القبيل. وكانوا يبحثون عن مواطن يبحثون فيها عن شيء من من ايقاد فتيل الحب في القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل فقيه من فقهاء الامة ان اكل الدباء سنة تؤجر عليها ولا ان حب الخل قربة وعبادة وحسنات تضاف في صحيفتك. ولا قال احد لو اكلت خبزا من شعير وكان ايدامه زيد كما كان طعام النبي عليه الصلاة والسلام فيما اخبرت سلمى امرأة ابي رافع انك بذلك تؤجر وانك على عبادة وثواب لان تلك الافعال هي من عاداته عليه الصلاة والسلام. وافعاله التي لا مدخل لها في الشريعة. لم يفعلها تقربا ولا عبودية ولا بحثا عن ثواب يفعلها كلباس يلبسه وطعام يأكله وشراب يشربه. لكن الصحابة عندما كانوا يطرقون تلك الابواب ما كانوا يبحثون عن ثواب سنة واجر عبادة. كانوا يبحثون عن تقرير حب وقر في القلوب. كانوا يبحثون عما يشيدون به ذلك البنيان في افئدة طاهرة حملت حبا صادقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فبلغوا بذلك الحب اعظم اعظم من من مجرد حصول الثواب على سنة تفعلها. ووالأجر لعبادة تتقرب بها من اجل سنة تؤجر على فعلها لان الحب عبادة. وهو جزء من العقيدة. ثم هو يبلغ بصاحبه مبالغ يجعله اكثر حرصا في الطاعة والاقتداء والاتباع ممن لا يبلغ ذلك المبلغ. وفي الحديث هنا ايضا قصة لابن عمر اوردها المصنف عقبها قال رحمه الله تعالى وكان ابن عمر وكان ابن عمر رضي الله عنهما يلبس او يلبس النعال السبتية ويصبغ بالصفرة اذ رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعل نحو ذلك. يشير ايضا المصنف رحمه الله الى ما اخرج جاء البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر وقد لقيه عبيد بن جريج في مكة فرأه يصنع امورا فسأله عنها قال عبيد لعبدالله بن عمر رضي الله عنهما رأيتك تصنع اربعا لم ارى احدا من اصحابك يصنعها ما هي يا ابن جريج واللفظ للبخاري قال رأيتك لا تمس من الاركان الا اليمانيين. يعني من اركان البيت الكعبة الا اليمنيين يعني الركن اليماني والحجر الاسود يعني ما رآه يمسح من اركان الكعبة الا هذين الركنين بخلاف الاخرين. قال رأيتك تصنع اربعا لم ارى احدا من اصحاب بك يصنعها؟ قال ما هي يا ابن جريج؟ قال رأيتك لا تمس من الاركان الا اليمانيين ورأيتك تلبس النعال السبتية والنعال السبطية نوع من النعال اجلكم الله كان يصنع من جلد ينزع شعره فيكون ملبوسا من انواع النعال التي كان يحتذيها الناس انذاك. ورأيتك تلبس النعال السبتية. ورأيتك تصبغ بالصفرة قيل الصبغ هنا المراد بها وصبغ اللحية والشيب في الشعر وقيل المراد صبغ الثوب. قال ورأيتك تصبغ بالصفرة ورأيتك اذا كنت بمكة يعني في الموسم ايام الحج اهل الناس اذا رأوا الهلال ولم تهل انت حتى كان يوم التروية. فعد هذه الاربعة فقال له عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في كل واحد من الاربعة المسائل انظر بماذا يجيب. ليس لابن عمر جواب في كل ما سئل عنه الا انه كان فيها اسى برسول الله صلى الله عليه وسلم. وانه لم يحمله في شيء من ذلك الصنيع. الذي اخبر السائل انه رآه متفردا به بين اصحابه الا الاقتداء والامتثال والتشبه برسول الله عليه الصلاة والسلام. قال عبدالله بن عمر اما الاركان اني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس الا اليمانيين. واما النعال السبتية فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوظأ فيها. فاما فانا احب ان البسها واما الصفرة فاني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها واما الاهلال فاني لم ارى رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته. ليس له شأن في الحياة ولا جواب بعد سؤال الا ان يقول هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل فانا افعل مثله. انا وانت عبد الله متى نحسن ان نبلغ ذلك المبلغ؟ متى متى يحين لنا ان نحمل انفسنا على كل شؤوننا في الحياة ان ليكون لنا فيها مستند ان يكون لنا فيها اسوة ان يكون لها اثر من مشكاة رسول الله عليه الصلاة والسلام. بالله عليك ايسعك اذا بنوك يوما يا ابتي لم تفعل كذا ولم تأكل كذا ولم تلبس كذا ولتصنع كذا انملك يا احبتي من الاجابات ما نربي فيها اولادنا ابنائنا وبناتنا على تعظيم السنة وحب صاحبها عليه الصلاة والسلام. اذ يرون في حياتنا المواقف تباعا نصنعها في انفسنا في بيوتنا ونتقيم بها في حياتنا ثم لا يجدون اجابة عندنا الا اننا تقفى فيها اثر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. والله لا تدري ايها الاب المبارك لا تدري كم تختصر من المسافات في التربية بمثل هذا الصنيع عندما يراك بنوك ويبصرون فيك رعاك الله مواقف الحياة في طعامك وشرابك في لباسك وهيئتك في دخولك وخروجك اوجد في مقالاتك في مزاحك وجدك في كل شيء تصنعه في الحياة. يرون فيك المواقف تباعا ثم اذا بحثوا اذا سألوا واذا استكشفوا وجدوا عندك هذا الجواب حاضرا لانك تصنع شيئا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه يا انت لم تعلمهم سنة فحسب. انت حببتهم فيها. وزرعتها في قلوبهم. وجعلتها ماثلة في اعينهم حاضرة في افئدة والله لتنشأن اسرة فيها ذرية صالحة تعلقت قلوبهم منذ نعومة اظفارهم بحب السنة وحب الله صلى الله عليه وسلم. وبعكس ذلك نفقد كثيرا في بيوتنا ايها الاباء. ايها الامهات نفقد كثيرا من السنن وندفن كثيرا من القيم في التربية بخسارتنا بخسارة انفسنا في سنن زهدنا فيها زمنا وفرطنا فيها ايران فرق بين ان تقول لطفلك الصغير يا بني او لفتاتك الصغيرة يا حبيبة ابيك كلي بيمينك هكذا قال عليه الصلاة والسلام عوضا عن ان تقول لها هذا عيب وان تقول لها الناس ينكرون علينا هذا. او تقول لهم ليس هذا مستحسنا في نظر المجتمع. ربهم على الفضائل والمثل والقيم الكريمة الفاضلة ربطا وتعليقا لها بالاسلام واداب الاسلام وسنن النبي عليه الصلاة والسلام. سنته حافلة مضيئة مشرقة فيها القيم والمبادئ والاداب والمثل. عندما نربيهم على مائدة الطعام ونحن بحضرتهم. وفي اللباس وفي الدخول والخروج وفي الركوب وفي كل مواقف الحياة. وانت معهم تذهب وتجيء وتغدو وتروح وتنام وتستيقظ وهم معك يتحلقون حولك ويغترفون من مواقفك فاعلم والله انك لا يمكن ان تبذر فيهم ولا ان تسقي في نفوسهم الغظة الطرية شيئا اعظم من هذه السنن. الحافلة دوما بربطهم برسول الله عليه الصلاة والسلام. عندما يقول ابن عمر هذه الاجابات ويجيب بها من سأله اتظن انها نسيت؟ لا والله حفظها التاريخ. لانها بقيت اجابة مضيئة تلهم الاجيال معاني عظام حفظتها الرواة نقلتها الاسانيد دونها البخاري في الصحيح. ودونها مسلم في صحيحه ثم اتي انا وانت اليوم بعد الف واربع مئة واربعين سنة وفي رحاب بيت الله الحرام وعلى مقربة من كعبته المعظمة لنتدارس ماذا اجاب ابن عمر ذلك السائل؟ والله اجابة ما نسيها التاريخ ولا ظاعت عبر القرون بقيت محفوظة تدوي في سمع الامة لانها ذات اثر لانها مبدأ لانها منهاج حياة فمتى يأتي دوري ودوري لنجدد هذه المعالم لنزرع في النفوس تعظيم السنن ولن ننجح في زرعها حتى ننجح فيها في انفسنا اولا في ذواتنا في تطبيقنا لها في حرصنا عليها في امتثالنا اياها. هذا باب يا كرام فتحه اسلافنا وسلكوا فيه الطريق بدءا من تلك المواقف لابن عمر ولانس ولحسن ابن علي وابن عباس وعبدالله ابن جعفر وجابر وغيرهم رضي الله عنهم جميعا قال رحمه الله تعالى ومنها بغض من ابى. ومنها اي ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم وقد مضى حتى هذا الموضع ذكر خمسة منها قال ومنها بغض من ابغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته صلى الله عليه وسلم وابتدع في دينه واستثقال كل امر يخالف شريعته قال الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر من ادى الله ورسوله الاية. نعم. هذه في مقابل اولى العلامات المذكورة في الفصل ليلة الجمعة الماضية. وقد قلنا انها من اجل علامات المحبة لتكن صريحا عبد الله مع نفسك قبل ان تكون مع الناس. واعد لنفسك جوابا قبل ان تلقى الله. اتحب رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم لم اعلم انك لن تتوانى في الاجابة وان قلبك يسبق لسانك بنعم اي والله احبه عليه الصلاة والسلام لكن المسألة تنبني يا كرام على امور عظام. تلك العلامات تلك الشواهد والدلائل اجلها واعظمها واكبرها ما تقدم ليلة الجمعة الماضية بالاقتداء به صلى الله عليه وسلم واستعمال سنته. وقد ابتدأنا مجلس الليل بحب من احب. ويأتي في العلامات ما ذكر المصنف وهنا ان كان حبنا لما احب علامة لحبنا فبغضنا لما ابغض ايضا علامة لحبنا له عليه الصلاة والسلام. هي باختصار قلب قلبك حبا وبغضا معه صلى الله عليه وسلم. فتحب ما احب ومن احب. وتبغض ما ابغض ومن ابغض سيكون قلبك ها هنا اسيرا. سيكون تابعا سيكون منقادا. لكنه تبعة العز والكرامة ان تكون تابعا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وهي افخر اسر واجله واعذبه ان تكون اسيرا في امورك وحياتك وقرارات نفسك لامر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام. قال ومنها بغض من ابغض الله ورسوله. لا مكان في قلوبنا حب قط لكائن من كان ان كان يختط طريقا يجافي فيه حب الله. ويبغض الله عياذا بالله او يبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم عياذا بالله فلا والله لا حب ولا كرامة. لمن بقي قلبه منعقدا على كره ديننا وربنا نبينا صلى الله عليه وسلم لن يبقى له في القلب موضع حب مثقال ذرة منها بغض من ابغض الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه واستثقال كل امر يخالف شريعته اجعل سنته عليه الصلاة والسلام. واجعل شأنه صلى الله عليه وسلم. واجعل حياته وسيرته كاملة بين يديه. ثم واجعلها ميزانا فما وافقها فهو عندك المقبول والمحبوب وما خالفها وما ابتعد عنها وما ناقضها وما جافاها فهو عند المرفوض الذي ليس له في قلبك مثقال ذرة من احترام ولا تقدير ولا محبة ولا اجلال هذا قانون عظيم وهكذا ستكون سيرته وسنته وشأنه صلى الله عليه وسلم ميزانا ينصب بين يدي العبد الصادق في حبه لنبيه عليه الصلاة والسلام. فيجعل كل ما وافقها وانبثق عنها واتصل بها. يأتي موافقا لمحبته له عليه الصلاة والسلام. ويجعل كل لما خالفها وشذ عنها او ناقضها وجافاها وابتعد عنها ايضا بعيدا عن قلبه وهواه وحبه لما لما كان ناقضا لهذا المعنى الكبير. الاية في هذا جاءت صريحة واضحة. لا تجد قوما يؤمنون بالله هذا لا يمكن ان يتصف به مؤمن. لا تجد قوما يؤمنون بالله يوادون من حاد الله ورسوله لا يجتمع هذا في قلب مؤمن ان يحمل في قلبه مودة لمن حاد الله ورسوله. يعني عاداه وكان معه على طرف مناقض مناقضة ومزاحمة ومدافعة وحربا لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم. او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم. قال الله تعالى كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. تلك كانت سمات الصحابة وحياتهم رضي الله عنهم. عاشوها بصدق فنزلوا قلوبهم على ميزان الشريعة في حب ما وافق الشريعة. وبغض ما خالفها وما عاداها. يقول المصنف رحمه الله بغض من ابغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه. واستثقال كل امر يخالف شريعته عندما ننجح في تثبيت قلبنا المحبة في قلوبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانه ينبغي ان تكون هذه احدى علاماتها ان يكون قرب الشيء من قلبنا حبا او بعده عنها بغضا متنزلا على هذا القانون الكبير. وان يكون قرب محبة في القلب يزداد بمقدار ازدياده قربا من سنته عليه الصلاة والسلام. وشريعته ودينه وما جاءنا بهم عن الله عز وجل وان يكون بغض الشيء في قلوبنا وكرهنا له ونفرتنا عنه وصدودنا واعراضنا عنه بقدر مخالفته لما جاءنا به عن الله. وما حدثنا به من دين الله. وما جاء في سنته صلى الله عليه وسلم وشريعته واضحة. سوق المصنف رحمه الله تعالى في هذا السياق يذكر جملة اخرى من العلامات لا يزال بقية نجعلها لليلة في الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. نسأل الله التوفيق والسداد. ايها الكرام تقدم ان من اجل واصدق علامات محبته كثرة ذكره عليه الصلاة والسلام. والاستكثار من الصلاة والسلام عليه حبا له فضلا عما في تلك الصلاة والسلام من شرف واجر وثواب. فمن زاد في الصلاة زاد اجره. ومن استكثر من الصلاة والسلام عليه زاد غنمه فكيف ان كان محبا؟ انه ينبعث صلاة وسلاما حبا له صلى الله عليه وسلم فيحوز فوق الاجر والثواب وصلاة بربه عليه يحوز قلبا عامرا بحب صادق. يرويه بكثرة الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم. لك مهجتي عليك بنبضها ما الحب ان بخل المحب بمهجته؟ فعلى عظيم الخلق صل محبة يكفيك انك واحد من امته. فصلوات ربي وسلامه عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. عدد ما صلى عليه المصلون. وصلوات ربي كلامه عليه دائما ابدا عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما ترفعنا بها في اعلى درجات متفرج عنا بها الكربات وترحم لنا بها الاموات. اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما تنجينا بها من الدركات وتقودنا بها الى الخيرات يا كريما عظيما رفيع الدرجات. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم انا نسألك رحمة لانفسنا ولامواتنا اين وجميع المسلمين واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم احيينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة تنقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على النبي المصطفى المختار واله وصحابته من المهاجرين والانصار. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين والحمد لله رب العالمين