بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى. ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه. وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى. ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. اما بعد اخوة الاسلام. فان ليلة الجمعة قد حبانا الله تعالى بها امة الاسلام. بما فيها من الخير والبركات والاجور والحسنات. الاوان من هذه الليلة العظيمة ومن بركاتها الشريفة الاستكثار من الصلاة والسلام على سيدي الانام صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وقد اغرتنا الشريعة بالاستكثار من الصلاة والسلام عليه فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. وصلاة ربنا جل جلاله على عبد من عباده رحمة وشرف وخير عظيم. وذكر وثناء حسن في الملأ الاعلى. صلاة ربنا عز وجل على احدنا معشر العباد تفريج للكربات وسعة وخيرة وخير ورحمات وبركات. وانما يجد احدنا صلاة ربه عليه في في صلاته على نبيه صلى الله عليه واله وسلم. ولم يزل مجلسنا هذا ايها الكرام في كل ليلة من ليالي الجمعة في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض بن موسى الي يحصبي رحمة الله عليه ونحسب انه سبب تنعقد به الالسنة متواطئة مع القلوب كثرة صلاة وسلام. على رسول الهدى ونبي رحمة عليه الصلاة والسلام. وقد جمع الله لنا ها هنا بين شرف المكان. وفضل هذه الليلة وزمانها المبارك. وانا لنملأها بكثرة الصلاة والسلام عليه في مدارسة هذا السفر المبارك. ما زال حديثنا موصولا فيما مضت فيه بضع ليالي في الحديث في عن بعض حقوقه عليه الصلاة والسلام الواجبة له علينا معشر امته. وما زلنا في الحديث عن الواجب العظيم محبته صلى الله الله عليه واله وسلم مضى الحديث عن لزومها وعن النصوص التي دلت على وجوبها وعن بيان اثارها وعلاماتها وقد تقدم ان من علامات حب احدنا لنبيه عليه الصلاة والسلام ان يؤثره على كل شيء ويؤثر موافقته وان يكون اقتداؤه بنبيه عليه الصلاة والسلام واستعماله لسنته اجل ما يمكن ان يظهر على حبيب ملأ ملأ قلبه حبا لنبيه صلى الله عليه وسلم. وقد وقف بنا الحديث عند قول المصنف رحمه الله ان من العلامات بغض من ابغض الله وابغض رسوله صلى الله عليه وسلم. ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته في دينه اجل فانما بعث عليه الصلاة والسلام ليطاع. وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله الله طاعته عز وجل منوطة بطاعة نبيه عليه الصلاة والسلام. لا انفصام بينهما ولا انفكاك من يطع الرسول فقد اطاع الله ثم هما طريقان لا ثالث لهما. فاما طاعته عليه الصلاة والسلام فالهداية والنجاة والفلاح السعادة والفوز بكل ما يرجوه العبد في دنياه واخراه. واما الاخرى فاتباع للهوى. وسلوك لخطوات الشيطان قال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون اهواءهم ومن اضل ممن اتبع رواه بغير هدى من الله هي لي ولك عبد الله فانظر رعاك الله الى حالك الى صنيعك الى خطواتك في الحياة لتدرك انها اما ان تكون في طريق طاعته عليه الصلاة والسلام. واتباع سنته عليه الصلاة والسلام. وموافقة هديه عليه الصلاة سلام واما ان تكون الاخرى اجارك الله. لانه لا يقابل ذلك الا اتباع الهوى. لا يقابل التنكب عن السنن ولا الاعراض وعنها لا يقابلها شيء في حياتنا الا ايثار شيء داخل النفس حظ لها وهوى في داخلها. وقال الله عز عز وجل وان تطيعوه تهتدوا. هذه الطاعة التي جعلها الله عز وجل واجبة علينا امة الاسلام. لنقتدي بها اثر المصطفى عليه الصلاة والسلام علقت بشيء عظيم في القلوب هي حبه صلى الله عليه وسلم. فاسس عبد الله بنيان حبه في قلبك ستجد نفسك منقادة نحو طاعته واتباعه. صدقوني اعظمنا طاعة له عليه الصلاة والسلام اكثرنا استمساكا بسنته واشدنا حرصا عليها هو اصدقنا حبا له عليه الصلاة والسلام. وبالعكس كذلك فان اعظمنا رصيدا في قلبه حبا لنبينا صلى الله عليه وسلم ستجده ولابد اكثرنا استمساكا. واصدقنا طاعة تباعا. هكذا هي سنة الله في الحياة. طاعتنا لنبينا عليه الصلاة والسلام هي انعكاس لما تحمله القلوب من حب بنصادق اذا زيف هو يا كرام. ولنكن صرحاء مع انفسنا. زيف تلك المحبة التي ندعيها كثيرا. ونصيح بها كثيرا ونرفع بها الاصوات كثيرا ثم هي مفارقات جمة في حياتنا تخالف فيها مواضع السنن ونعلم انها سنن ثم نخالفها ويكون المقدم في مقابل ذلك اما شيء من اهواء النفوس. او غلبة الحظوظ او العادات او الاعراف والتقاليد ايا كان الامر طالما رظي احدنا لنفسه ان يقدم في شأن حياته ولو في وسط قضاياها في لباسه وطعامه وشرابه وحديثه وضحكه ومزاحه في كل ذلك. متى رضي ان يترك بين يديه يعلم انها سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام. ثم يستبدل بها غيرها. ويقدم عليها سواها. ها هنا خلل متعلق قبل كل شيء بامر المحبة وصدقها ووزنها في القلوب عباد الله. الصراحة ها هنا لي ولك تعود بنا الى الخطوة الاولى نحو اتباع السنن والحرص عليها ورفع رايتها ودعوة الناس اليها. هي الدعوة اولا الى تصحيح الحب في القلوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما نقول تصحيح الحب لان الحب اصله موجود ولا يمكن ان تجد مسلما يفقد قلبه حبا لنبيه عليه الصلاة والسلام. لا يمكن ان يكون المحبة متوفر لكن بعضها قد اضحى خافتا تحت الرماد فيحتاج الى احياء وانبعاث يحتاج الى الى ان ان نحيي تلك المحبة في القلوب ان نذكي فيها جذوتها التي ربما علا عليها شيء كثير من الغبار والضعف حتى هزلت وضعفت في القلب. فعندما نتحدث عن تمسك عظيم بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وهي حبل النجاة وهي طوق السلامة وهي درب السعادة وهي الطريق الموصل الى مرافقته والشرف بصحبته في الجنان عليه الصلاة والسلام هو يبدأ من ها هنا من حب صادق كامل من تؤسس في القلوب وان ترفع اعمدته وان يعلن في القلب معاليمها ها هنا حديث المصنف رحمه الله في ذكر تلك العلامات. ليكون احدنا صادقا مع نفسه قبل ان يكون مع الاخرين. ليعود في مراجعة لذاته لقلبه وفؤاده فيبصر ما موضع حبه؟ لنبيه صلى الله عليه وسلم اهي شعارات زائفة؟ اهي عبارات عابرة؟ اهي كلمات حبر على ورق؟ ام هو شيء تنبض به الصدور؟ وتعيشه القلوب وترفرف به الافئدة الحب الصادق له اثره وله سطوته على حياة العبد فتجد القلب المحب يفيض بذلك الحب فتجد من العلامات والمآثر والشواهد ما ذكر المصنف رحمه الله بعضا مما سبق. ثم قال فيما وقف به حديثنا ليلة الجمعة ومنها بغض من ابغض الله وابغض رسوله صلى الله عليه وسلم لانه عطف ذلك على قوله ان من احب النبي عليه الصلاة والسلام احب ما احبه رسول الله عليه الصلاة والسلام واحب من احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر طرفا من محبوباته صلوات ربي وسلامه عليه. ذكر حبه للحسن والحسين وحبه لامهما فاطمة رضي الله عنهم جميعا. ذكر حبه اسامة بن زيد وحبه للانصار وحبه لبعض ما احب من الطعام صلى الله عليه وسلم كما في حديث الدبان وصنيع بعض الصحابة في حرصهم على تتبع شيء يربطهم برسول الله صلى الله عليه وسلم كحديث ابن عمر والحسن ابن علي وعبدالله بن عباس وعبدالله بن جعفر وسائر الصحف رضي الله عنهم جميعا. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في علامة محبته عليه السلام الى ان قال ومنها بغض من ابغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه واستثقال كل امر يخالف شريعته. قال الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله. الاية وهؤلاء اصحابه عليه السلام قد قتلوا احباءهم في مرضاته وقاتلوا اباءهم وابناءهم وقال له عبدالله بن عبدالله بن ابي لو شئت لاتيتك برأسه يعني اباه ولسان حالهم رضي الله وعنهم هو المقدم في نفسي على نفسي واهل بيتي واحبابي وخلاني عليه الصلاة والسلام من احبه قدمه او في قلبه في حياته على كل محبوب لديه. ان من علامات المحبة بغض من ابغض الله. واستشهد المصنف رحمه الله الصحابة رضي الله عنهم فان احدهم كان اذا اسلم وعبد الله وملأ فؤاده حب ربه عز وجل وحب نبيه صلى الله عليه وسلم انسلخ ولاء لدينه وربه ونبيه عليه الصلاة والسلام والإنسلاخ ها هنا يعني انه انما يعلق ثوب المحبة في قلبه على موجبات حب دينه في حب الله ويحب من احب الله ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويحب ما احب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ابغضوا على اثر ذلك ما يباعده عن هذا الطريق. فكل ما يبغض الله يكون مبغضا له. ومن ابغض رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فلا محل له في قلبه ولا كرامة. هؤلاء اصحابه عليه الصلاة والسلام قد قتلوا احباءهم في لمرضاته وقاتلوا اباءهم وابناءهم. يشير الى صنيعهم رضي الله عنهم في الجهاد والغزوات. وتفديتهم الله صلى الله عليه وسلم بانفسهم برقابهم بدمائهم ثم باولادهم وبنيهم وكل ما ملكت ايديهم رضوان الله عليهم وربما كان بعضهم في تلك المواقف يشهد قتالا يقابل فيه الرجل اخاه والابن اباه فلا يرده ذلك عن اقامة دين الله بانه قد وقع في قلبه حب ربه وحب نبيه عليه الصلاة والسلام. لا تجد قوما يؤمنون بالله تنفي الاية ايمانا يبقى في القلب يوادون من حاد الله ورسوله. متى بقي في القلب مودة وبقيت في الصدور محبة لمن اعلن حربه على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس ذلك من طريق الايمان ولا من اهل الايمان لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار. خالدين فيها. رضي الله عنهم ورضوا عنه. لقد اثبتوا رضي الله عنهم حبهم بهذا الصنيع وقدموا في تضحيتهم ايام الجهاد والغزوات مع نبينا صلوات الله وسلامه عليه ما قدموا به برهانا صادقا على حبهم لدينهم ولنبيهم صلى الله عليه وسلم. قال له عبدالله بن عبدالله بن ابي عبد الله هذا الابن الصالح ابن رأس النفاق في المدينة عبد الله ابن ابي ابن سلول وقد كان ولده رزق الايمان وابتلي بابيه المنافق ومواقفه المشؤومة التي اعلنها حربا على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتلأت ايات القرآن ونصوص السنة وحوادث السيرة بمواقفه المخزية بدءا من احد ومرورا خندقي وما كان بعد ذلك حتى مماته الى ان فضح القرآن شأنه في غير ما اية. في سورة المنافقون وفي سورة التوبة ايات جاءت في اثبات نفاقه. فضلا عن تعرضه لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد كثر على الصحابة رضي الله عنهم شق عليهم صنيع هذا الخبيث فاستأذنه بعضهم في قتله. فابى عليه الصلاة والسلام واراد بعضهم ان يريح المجتمع انذاك من شره واذاه ومن بلبلته وما يثيره في صفوف الصحب الكرام رضي الله عنه من شق للعصا وفرقة في نفاق وكذب وخداع وطعن في الظهور من الخلف. وكان صلوات ربي وسلامه عليه لا يزال يعلنها لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه صلى الله عليه وسلم في مرحلة كانت تستدعي كانت تستدعي لملمة الامور وتهدئة الاوضاع حفاظا على مصلحة عظيمة في تمكين الاسلام. وتثبيت المسلمين وقبول الناس انذاك لهذا الدين العظيم. لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه. ومضى صلى الله عليه وسلم بلغ بهم المبلغ في ان تنزل الايات وتفضح شأنه وكفره بالله جل جلاله. حتى قال في غزوة بني المصطلق وقد وقد صم بعض الصحابة حول الماء فقال مولى للمهاجرين يا للمهاجرين. وقال مولى الانصار يا للانصار فاجتمعوا وتصايحوا عليه الصلاة والسلام وقال ابي دعوة الجاهلية وانا بين اظهركم دعوها فانها منتنة. وفض النزاع عليه الصلاة والسلام اطفأ نار الفتنة التي كادت ان تنشب. فبلغ الخبيث عبدالله بن ابي بن سلول ما حصل بينهم. فثارت ثائرته ووجد انتهى فرصة لينفث فيها شيئا من حقده الدفين. قال اما وقد فعلوها وقد كاثرونا في دارنا وابنائنا وبيوتنا امام والله الى ان رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل يقصد نفسه بالاعز وحاشاه ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم والصحبة الكرام والمهاجرين السابقين يقصدهم بقوله الاذل وخسئ عدو الله ثم قال مقولته الاخرى الكافرة والله ما مثلنا ومثل هؤلاء الا كما قال الاول سمن كلبك كيأكلك فلما بلغته عليه الصلاة والسلام وكذبها ثم نزل القرآن في بيان صدق مقولة من نقل ذلك الى عليه الصلاة والسلام وحمل ابنه عبد الله الابن الصالح غيرته على دينه وشعر ان اباه قد تجاوز باذاه وبكفره وخبثه كل ما مبلغ وبلغ به امرا لا يحتمل. وشعر ان النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال ما يزال يرجح المصالح العظمى ويدفع مقتلة ابيه لا حرصا عليه. ولا حبا له لكنها درء المفاسد. المقدمة وايثار الحفاظ على المصالح العظمى ثم قال ها هنا في الرواية التي اخرجها بعض اصحاب السير قال ابنه عبدالله لو شئت لاتيتك رأسه يعني اباه وفي بعضها ايضا انه قال يا رسول الله ان كنت امرا احدا بقتل ابي فمرني بقتله. فانه لو قتله غيري اخشى اني ان رأيته الا اصبر عليه فاقتله فادخل النار هذا الامر يا كرام عندما يصدر من امر من صدر ملئ ايمانا تدرك انه تجاوز حب الفطرة في قلبه لابيه الذي فطر الله عليه البشر لم يكن لانه سلخ من فطرته لكنه اوى الى امر اعظم الى شيء في العقيدة قد ارتكز في نفسه حبه لنبيه عليه الصلاة والسلام. جاء في الروايات انه صلوات الله وسلامه عليه اجابه بقوله لا ولكن بر اباك واحسن صحبته. وما زال ابن ابي في اذاه حتى قضى نحبه وهلك. بعد ما افتتح وانفض عنه من كان مغترا به ثم اراد عليه الصلاة والسلام ان يجبر بخاطر ابنه هذا الولد الصالح وان فؤاده فجاء يستأذن النبي عليه الصلاة والسلام في اعطائه بردته ليكفن فيها اباه. فوهبه النبي عليه الصلاة والسلام لام بردته وانطلق فلما جهزه وكفنه اتى اليه صلى الله عليه وسلم يطلب منه الصلاة عليه وفي الصحابة من هو حاضر بين يديه عليه الصلاة والسلام فما زال يراجعه. وفيهم عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله اتصلي عليه وقد فعل كذا وكذا يذكره بمواقفه المخزية وبكفره الذي تتابع في غير ما موضع. والنبي عليه الصلاة والسلام اقول له اخر عني يا عمر يعني دعني فان الله قد قال لي استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم والله لو علمت اني لو زدت على السبعين مرة فغفر الله لهم لاستغفرت لهم. صلوات ربي وسلامه عليه وفي الصحيح ان عمر رضي الله عنه ما زال يحاول في النبي عليه الصلاة والسلام يجذبه ويقول والله ما تصلي عليه يا رسول الله الله والنبي عليه الصلاة والسلام يأبى ويدافعه فصلى عليه. ثم نزل بعدها قوله تعالى ولا تصلي على احد منهم ما ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون. هذه صفحة فيها موقف واحد من عشرات وربما بلغت مئات في مواقف الصحابة رضي الله عنهم في ذكر شواهد ما اشار اليه المصنف قتلوا احباءهم في مرضاته وقاتلوا اباءهم وابنائهم تقديما لحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها ومنها ان يحب القرآن الذي اتى به عليه السلام وهدى به واهتدى وتخلق به حتى قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن. وحبه قرآن تلاوته والعمل به وتفهمه. ومنها يعني من علامات محبته عليه الصلاة والسلام. واذا سمعت هذا عبد الله فافتح قلبك قبل اذنيك لتبحث عن مواضع المحبة التي تقيم بها شواهد الصدق. هل تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقا ترى انك سائر في درب محبته حقا. هذه الشواهد خير معين لي ولك. ان كنت تحبه عليه الصلاة والسلام فاحب ما احب صلى الله عليه وسلم. واعلم رعاك الله ان من اعظم ما ملأ قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم حبا في حياته هذا القرآن العظيم كتاب الله. كلام ربنا الكبير المتعال اي والله لقد احبه رسول الله صلى الله عليه وسلم احب تلاوته احب سماعه احب القيام به في الليل حتى تتفطر قدماه. احب نزول الوحي واذا تأخر اشتاق اليه بان يعيش مع القرآن وان يحيي قلبه بالقرآن وان يروي قلبه بماء القرآن صلى الله عليه وسلم. فمن كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم محبا كان ولابد ان يكون للقرآن في حياته محبة عظيمة. ووزن ايضاها حب القرآن في ذاته عبادة وتلاوة القرآن عبادة والفرح بالقرآن عبادة. كل شيء يربطك بكتاب الله يرفع الله تعالى به شأنك اقامك ودرجتك في الدنيا والاخرة. لما نزل القرآن قال الله طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. ويقول ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. هذا القرآن جعل الله عز وجل فيه شفاء الصدور. وجعل فيه الرحمة جعل فيه النور وجعل فيه البركة وجعله مستودعا للعجائب للاسرار للحكم لكل ما يرجوه العبد في الحياة احب نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن. وتعلق قلبه بالقرآن. يقرأه لا يترك منه ورده يقرأه قائما وقاعدا. يقوم يصلي به. اذا انفرد وخلى بربه قرأ القرآن. واذا اتاه الوحي فرح بالقرآن واذا صعد المنبر يحدث اصحابه قرأ عليهم القرآن وربما قال لبعض اصحابه اقرأ علي القرآن فيقول يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل. فيقول نعم فاني احب ان اسمعه من غيري. هذا القرآن الذي امرنا الله جل جلاله بان نفرح به قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون باية تقرأها عبد الله وبسورة تحفظها وبوردك اليومي تتمه من القرآن يحق لك ان تفرح به اذا فرح صاحب الدنيا بدنياه وفرح صاحب المال بمال حصله. وصاحب التجارة بصفقة ربح فيها. وصاحب الزوجة بزوجته. وصاحب والاب اذا رزق الولد هذه امور الدنيا كلنا يفرح بها. المال والبنون زينة الحياة الدنيا. ولا احد يضيق حب شيء اباحه الله. لكن ان الله يقول هو خير مما يجمعون. ارأيت ما يفرح به اهل الدنيا كلهم ولو اجتمعوا على ما اوتوا في دنياهم به يخبرنا الله ان حبنا وفرحنا بما يؤتينا من فضله ورحمته وفضله الاسلام ورحمته القرآن ان نفرح بذلك يقول الله هو خير مما يجمعون ونبينا صلى الله عليه وسلم كان يجد متعته مع القرآن. فاذا فاته ورده من القرآن قضاه بالنهار. واذا قام يصلي اقامة ربما قرأ باية واحدة يرددها حتى يصبح صلى الله عليه وسلم. لا يمل بل كلما عاودها استمتع بها وربما قرأ في الركعة الواحدة بالايات المتتابعات وبالسور الطوال يقرأ البقرة فالنساء فال عمران في ركعة ثم يركع فيطيل الركوع صلى الله عليه وسلم انسا بالقرآن وفرحا بالقرآن وحبا للقرآن ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح بالقرآن واحبه كما احبه نبينا صلوات الله وسلامه عليه. كان عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن على كل احواله. وربما قرأه وهو متكئ في حجر زوجه عائشة رضي الله عنها. ارأيت اذا جلس الرجل الى اهل بيته وكان في مؤانستهم والجلوس معهم وبينه وبينهم من المودة والرحمة ما ينبغي ان يكون بين كل زوجين اذا برسول الله عليه الصلاة والسلام يجعل من القرآن انيسه وزوجه في جلسة كتلك الجلسة يتكئ في حجر عائشة فيقرأ القرآن عليه الصلاة والسلام. اتظن انها وجدت القرآن انذاك مزاحما لها في خلوتكم بحبيب قلبها عليه الصلاة والسلام. والله ما زادهم الا انسا. وما جعل جلستهم تلك الا اكثر متعة. يا قوم الحديث عن القرآن ومتعته ولذته والفرح به باب عظيم في حياتنا امة الاسلام. لكننا سندخل منها من مدخل حب بنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. من تعلق قلبه بنبينا عليه الصلاة والسلام. علم انه كان يعطي القرآن من حياته ومن يومه وليلته ومن ليله ونهاره شأنا عظيما. فمن احبه عليه الصلاة والسلام ما ينبغي والله ان في القرآن في حياته لا يصح لعبد احب النبي صلى الله عليه وسلم واراد ان يرفع صرح المحبة في قلبه حد السماء ما ينبغي له ان يكون مع القرآن على ضعف وفي تراجع وفي تأخر وتباطؤ او على قلة وعدم اكتراث اقبالنا على القرآن هو وحده حياة. فكيف اذا كان مدخلا لحبنا لرسول الله صلى الله عليه واله لا تسأل عن لقاه بجبريل عليه السلام في ليالي رمضان اذا اقبلت واقبل معها القرآن وخلا بجبريل بامين الوحي يلتقي عظيم اهل السماء بعظيم اهل الارض. وما التقيا الا على امر عظيم انه كتاب الله. فيدارسه القرآن وذلك كل ليلة في رمضان احب نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن. حبه للقرآن كان يأخذ صورا شتى. هذا الاقبال على قراءته. والاستكثار ومنه والعودة اليه تدبره والوقوف عند معانيه وتحريك القلب بمواعظه وقصصه واخباره وحلاله وحرام وجنته وناره ويجعل القرآن هكذا سقاء للقلب. فلن يجف ابدا. ولا تزال ازهاره ورياضه جاره مورقة حديقة غناء لان القرآن ما يزال فيها يحيى بين جوانح القلب وحبه صلى الله عليه وسلم بتعظيم القرآن والاحتكام اليه ومحاكمة النفس اليه. فيجعل القرآن منهاجا ميزان دستورا يقف عنده في كل شأن من شؤون الحياة. حبنا للقرآن لن يقتصر على تلاوته. ولا حفظ سوره واياته. بل تلك خطوة قرأها خطوات عظام حب القرآن ان يكون مقدما في حياته فتجد بين اياته وسوره ما يعينك اذا فترت نفسك وما يقويك اذا اشتد ازرك وما يوقظك اذا سطت غفلتك ولا يزال القرآن لصاحبه منجاة ثم اذا فارق الحياة ابتدأت معه في قبره وبعد حشره حياة اخرى مع القرآن. يقال لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وارقى ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقرأها. اقرأوا القرآن فانه يأتي يوم القيامة انت شفيعا لاصحابه وهكذا لم يزل صلوات ربي وسلامه عليه له مع القرآن اخبار واسمار وله شؤون مع القرآن يحكي الصحابة مواقف التقطوها في شأنه العظيم مع القرآن. يدخل عليه بلال يؤذنه بصلاة الفجر فاذا هو صلوات الله وسلامه عليه قد بكى حتى بل لحيته من البكاء وما زال يبكي حتى بلل الارض تحت قدميه من دمعاته الساقطة من البكاء فيسأله ما يبكيك يا رسول الله؟ فيقول ما لي لا ابكي وقد انزل علي الليلة ايات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الايات العشر الاواخر من سورة ال عمر عمران حياة كان يعيشها صلى الله عليه وسلم مع القرآن. ويجد فيها متعته مع القرآن ويأنس فيها بالقرآن صلوات الله وسلامه عليه. كم نزلت من الايات في القرآن تسني فؤاده العظيم؟ الم نشرح لك صدرك ما ودعك ربك وما قلى وللاخرة خير لك من الاولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. انا اعطيناك الكوثر ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر في ايات كثيرة عديدة افرد لها المصنف في صدر الكتاب فصولا في بيان عظيم ملاطفة ربه له جل جلاله. وبالجملة فهذا من اعظم ما يزن به المرء في قلبه حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان يبصر وزن القرآن في قلبه ومحبته له. فمن وجد نفسه في ضعف من ذلك فعليه بالعود. وليجعل من حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بابا ومدخلا ومنهجا يحيي به حب القرآن في قلبه. ويكون اكثر اقبالا عليه. فضلا عما في القرآن من اجر وثواب ورفعة مقام ودرجات وما اعد الله لاهل القرآن من الخيرة والبركات والكرامات هذا باب سواه لكن المدخل ها هنا في الحديث عن حبنا لنبينا صلوات الله وسلامه عليه ويحب سنته ويقف عند حدودها. نعم ايوة من العلامات ايضا في محبتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم حب سنته والوقوف عند حدودها. نعم قال سهل بن عبدالله علامة حب الله حب القرآن؟ وعلامة حب الله وحب وحب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة. وعلامة حب السنة حب الاخرة. وعلامة حب بالاخرة بغض الدنيا. وعلامة بغض الدنيا الا يدخر منها الا زادا وبلغة الى الاخرة وقال ابن مسعود رضي الله عنه لا يسأل احد عن نفسه الا القرآن فان كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حب سنته صلى الله عليه وسلم علامة على محبته صلى الله عليه وسلم تحب رسول الله عليه الصلاة والسلام اذا فانت حتما تحب سنته صلى الله عليه وسلم هذا الفصام النكد لا يمكن ان يفهم يا كرام ان ندعي ان نزعم ان نعلن على الدوام حبنا له صلى الله عليه وسلم. ثم نحن امام سنته على استحياء ثم نحن في تطبيق سنته في تأخر وتراجع وتقصير عظيم هذا لا يمكن ان يتفق للعبد من علامة حب العبد لنبيه صلى الله عليه وسلم محبته لسنته صلى الله عليه وسلم. اجل والله لان حب السنة من حب صاحبها. صلى الله عليه وسلم والحرص على السنن نابع من حبنا لها ودعونا نضرب لذلك امثلة سنن العبادات سنن الوضوء اذا توضأت سنن الصلاة اذا صليت سنن الصيام سنن الحج والعمرة وسائر السنن في الحياة. فاذا اتيت الى العادات فهي كذلك. سنن الطعام والشراب. سنن النوم والاستيقاظ. سنن اللباس سنن هيئة سنن الدخول والخروج في كل شأن من شؤون الحياة ليس لنا في حياتنا خطوة وموضع شبر الا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها سنن علمنا اياها ودلنا عليها. ونقل الصحابة هديه الكريم عليه الصلاة والسلام في ذلك كله ان كان قد نقل الينا شأن السنن والهدي النبوي في ادق تفاصيل الحياة. عند دخول الخلاء اكرمك الله. وما يصنع احدنا في الحمام اجلك الله وكيف نصنع عند قضاء الحاجة وعند الاستنجاء والاستجمار اجارك الله. وكيف يفعل احدنا في ادق خصوصيات في حياته اذا خلا بزوجه على الفراش كل ذلك قد نقل. اتظن ان قظايا اكبر منها في الحياة جاءت فراغا في شريعتنا ليس لنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام سنن ولا اداب ولا توجيهات ابدا. ومع ذلك كله ومع هذه الوفرة العظيمة السنن فان من اعظم علامات حبه معشر المحبين له صلى الله عليه وسلم محبة سنته ما المراد بمحبة سنته اولا هي محبة القلب ان ترى سنته اكمل السنن. وان ترى هديه اعظم الهدي. هذه خطوة اساس. لا ينبغي ان يقع في قلب مسلم ان شأنا في الحياة في لباس او طعام او شراب او عادات وتقاليد لا يمكن ان يكون شيء مما عرفه الناس في الحياة. من عادات المجتمعات ومن مخرجات الحضارة ومن طقوس البشر لا يمكن ان يعلو شيء منها قدر شبر فوق سنته صلى الله عليه وسلم فعظمة ولا كمالا ولا جلالا ولا سببا يجلب لنا السعادة في الحياة. قط والله لا يمكن هذا لا تظن ان بعظ العادات فيما يتعلمه الناس ويتناقلونه او يتأثرون به من حضارات الامم في شؤون الحياة المعتادة وهي من مباحات ولا شك والاستفادة من حضارات الشعوب ليس محرما في الشريعة. لكنا نتكلم عن اعتقاد الكمال. واعتقاد الجلال واعتقاد جلب السعادة في الحياة هذا الذي لا يمكن ان يكون شيء منه مقدما على هديه صلوات ربي وسلامه عليه. هذا من حبنا للسنة ان تعظيمها اجلالها اعتقادنا انها الطريق الموصل لنا الى جنة عرضها السماوات والارض. نريد السعادة في الحياة بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تكون سعيدا مئة طريقة تجلب لك السعادة في الحياة الزوجية وعناوين براقة كثيرة تطبع لها الكتب وتعقد لها المحاضرات ويحظر الناس لها في ندوات ومؤتمرات. كل ذلك لا بأس به ولا حرج. ان يستفيد الناس من تجارب غيرهم. وان يستدلوا طرق النجاح وان يجلبوا الحكمة من اين جاءت. والحكمة تؤخذ من كل سبيل ولا شك. لكنا نتكلم عن الاكمل في هدي البشر وحياة الانسانية فانها التي لا تنبغي حصرا الا لحياة رسول الله صلى الله عليه واله سلم حبنا لسنته يعني ثانيا ان نكون احرص الناس على تطبيقها والعمل بها حيثما وجدت سنة فلا تلتمس لنفسك عذرا في التباطؤ عنها في التأخر عنها في الاستمساك بها. وربما كان بعضنا لا يقدر على سنة من السنن. في بعض باب من ابواب الحياء لا اقدروا لاي سبب كان لعذر الم به لطارئ قد يزول عنه لاي سبب. ان وجدت نفسك عاجزا عن تطبيق سنة واتباعها والاخذ في طريقها؟ هل تظن ان حبك للسنة ينتهي بك عند هذا الطريق؟ ابدا فيبقى قلبك محبا لها وان لم تعملها ويبقى قلبك معظما لها وان لم تجد لها سبيلا في حياتك. بل دعني اذهب بك الى ابعد من هذا عبد الله حبنا للسنة يحملنا على حب اهل السنة عندما نحب رجلا من اهل السنة لن نحبه لشخصه ولا لذاته وليس يربطنا به شيء من العلائق لا تجارة ولا مصلحة ولا قرابة ولا جيرة ولا رحم. فتحب انسانا لما اكرمه الله تعالى به من السنة والحرص عليها وتطبيقها ودلالة الناس عليها حبك له من حبك للسنة لان ما حملك على حبه الا حب السنة؟ فانظر كيف اضحت سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم سببا وبابا يربط جسور المحبة بين اهل الاسلام فتحب انسانا وثانيا ورابعا وعاشرا وهذا في المشرق وذاك في المغرب لا يربط بينكم الا رباط السنة في هذا الدين العظيم فتحب صاحب السنة حبا للسنة لانه على سبيلها. وتجعل السنة بين اصحابها واربابها واهلها والرافعين لرايتها والداعين الى سبيلها تجعل بينهم من المحبة والوئام والوفاق والتلاطف ما كان للسنة فيها اثر عظيم. حبنا للسنة ايها الكرام حب لنبينا صلى الله عليه وسلم. فلله در اناس احبوا السنة فنشروها بل وحببوا الناس اليها لله درهم والله جعلوا سنته صلى الله عليه وسلم سبيلا يذاع وريحانا يظل عبقه تأنس به الارواح. حببوا السنة في قلوب العباد فدلوهم عليها. بكل سبيل ممكن برفق وخير واحسان وجعلوا السنة هي المحببة في قلوب العباد. لله در هؤلاء عاشوا حياتهم على السنة وجاهدوا في سبيل نشرها ورفع رايتها ودلالة الناس عليها. ثم لا يزالون همهم الاكبر هو توجيه الناس الى سنن الحبيب للمصطفى عليه الصلاة والسلام. ليس لهم في ذلك حظ ولا رغبة ولا شيء يعود الى ذواتهم. لكنهم يرون انه كل اما علا في مجتمع من مجتمعات المسلمين كلما علا فيها راية السنة ورفرفت خفاقة فهي والله امارات خير ولا انحسرت السنن عما اجتمع الا كان الى الفساد اقرب والى الشر اكد فان الله جعل للسنة من الجلالة والبركة في حياة المجتمعات بعد ان تعم في حياة الافراد ما جعلها سبيلا الى اسعاد الحياة لنا معشر البشر. فسنته صلى الله عليه وسلم سعادة كلها وخير كلها فمن احبه احب سنته عليه الصلاة والسلام. لست بحاجة في هذا المقام ان اقول لك اياك واولئك الذين يلمزون اصحاب السنن على سنن يعملون بها او يسخرون من ارباب السنن من اجل سنن يطبقونها اياك وهؤلاء فانه والله لو تأمل احدهم صنيع هذه لاستحى على نفسه وتراجع ورأى ان ما يقترفه من سخرية او استهزاء او انتقاص تضيق له او بجار او حتى بخصم له. ثم ينزل سخريته. وضحكه وانتقاصه بشيء من لا يعلم فيها الا سنة حرص صاحبه عليها. فحذاري والله لا ينبغي ان تكون سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم موطئا للانتقاص مباشرة ولا غير مباشر. بقصد ولا بغير قصد. واعلم تماما انك لو خاطبت احدهم قال حاشى والله ما قصدت بالسخرية الا ذاته. لكنه عندما هزأ بلحيته او بقصر ثوبه الذي طبق فيه السنة. او بسواكه الذي يستاك به او بحرصه على الصف الاول او باخلاقه اللطيفة او بالتزامه بالسنن في حياته في ظل منطلقا عليه بانتقاص وسخرية واستهزاء. لن يقود ذلك الا الى وانتقاص وسخرية من السنن ذاتها. وهذا مزلق خطير. هذا باب عظيم والله حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم يأبى علينا ان تكون سنته عليه الصلاة والسلام مكان انتقاص او موضع سخرية واستهزاء علينا جميعا اهل الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم ان نأخذ على يدي كل سفيه وجاهل منتقص متطاول على سننه عليه الصلاة والسلام. لان سنته والله في قلوبنا اعظم قدرا من اي شيء سواه ولانه صلى الله عليه وسلم في قلوبنا اعظم البشر منزلة على الاطلاق ولا نقبل المساس بمقامه الكريم عليه الصلاة والسلام. ولا بسننه العظيمة صلوات الله وسلامه عليه. وان نأخذ على ايدي الجهال في مجتمعاتنا والسفهاء تعليما وتأديبا وارشادا ونصحا وتوجيها فان هذا دين ولا نقبل ان يعبث بديننا بايدينا وبابنائنا وببني جلدتنا وان نكون اصدق نصحا واكثر حرصا على ديننا وشعائره على معالمه هذه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. مقامها فوق الرؤوس احتراما واجلالا وتقديرا ومكانها داخل الصدور حرصا وصيانة واجلالا. سنته عليه الصلاة والسلام شعار حياء. باب سعادة درب نجاة صلى الله عليه وسلم انما نتداعى اليها. ونحرص عليها ونتواصى بها. صليت بجانب احدهم او مررت به في طريق او وقفت عنده او كنت جارا له او صديقا له في مدرسة او عمل ثم وجدت منه تقصيرا في سنة هلا همست في في اذنه نصيحة ومحبة تبعث بها تبعث بها رسالة حب لتوقظ في قلبه حبا لرسول ينبغي ان نحبه جميعا صلوات الله وسلامه عليه. هذا اقرب طريق مختصر يمكن ان نتواصى به على سنن يأتي بها احدنا من مدخل حبنا لنبينا صلوات الله وسلامه عليه نقل ها هنا المصنف رحمه الله عن سهل بن عبدالله قال علامة حب الله حب القرآن وعلامة حب الله وحب القرآن حب السنة. قال هذا سهل رحمه الله تعليقا على قول الله عز اسمه قل ان كنتم تحبون ان الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فها هنا جاء النداء مشروطا بحبنا لله. قل ان كنتم تحبون الله. قال علامة حب الله؟ حب القرآن وعلامة حب الله وحب القرآن حب النبي صلى الله عليه وسلم وعلامة حب النبي صلى الله عليه وسلم حب السنة. وعلامة حب السنة حب الاخرة. وعلامة حب بالاخرة بغض الدنيا وعلامة بغض الدنيا الا يدخر منها الا زادا. وبلغة الى الاخرة. فحب السنة طريق معبد مظلل يقود احدنا ولابد الى تحقيق حبه صلوات الله وسلامه عليه. ومن احبه فبشراه وهنيئا له حبه لربه جل جلاله وقال ابن مسعود رضي الله عنه لا يسأل احد عن نفسه الا القرآن فان كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله. لا تسأل عن نفسك الا القرآن يعني خذ حقيقة نفسك مما تجده في كلام ربك فانه اصدق ما قال وستجد مصداقا لواقعك وشأنك ميزان عملك مما حكاه القرآن. قال فان كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على ما مضى ذكره قبل قليل ومن علامة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم شفقته على امته ونصحه لهم وسعيه في مصالحهم ورفع ورفع المضار عنهم كما كان عليه السلام بالمؤمنين رؤوفا رحيما صلى الله عليه وسلم وهذا من ادق كلام المصنف واجله رحمه الله. في علامة قد لا تكون ملحوظة للعيان. تكلمنا عن حب السنة عن حب القرآن تكلمنا عن طاعته صلى الله عليه وسلم. تكلمنا عن الاستمساك بسنته. نعم كل تلك علامات لكن هل فطنت يوما ان من علامات حبك لنبيك صلى الله عليه وسلم حبك لامتي نعم امته التي انت واحد منها وانت فرد من افرادها. اتحب امتك عبدالله؟ حبا يحملك على النصح والارشاد والتوجيه والدلالة على الخير اكنت في امته كما كان صلى الله عليه وسلم في امته ما الذي كان عليه في امته صلوات ربي وسلامه عليه؟ كان تمام الحرص والشفقة. كان تمام الرأفة والرحمة كما قال ربنا عز وجل واعلموا ان فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم. ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وقال عز وجل لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليهما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. عاش اياته جهادا واجتهادا في تبليغ دين الله وشريعة الله. لم يدخر عليه الصلاة والسلام في سبيل امته لا مالا ولا جهدا ولا وقتا. بذل كل شيء صلى الله عليه وسلم. بدل المال حتى غادر الدنيا وعليه دين. رهن فيها درعه عند يهودي عليه الصلاة والسلام بذل المال فاعطى اعطى عطاء الملوك والاغنياء يعطي غنما بين جبلين ويعطي المئة والمائتين البعير ويحمل للاعرابي على بعيره حتى يقول اللهم ارحمني ومحمدا. ولا ترحم معنا احدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر كما وصفوه عليه الصلاة والسلام ولم يكن له في الدنيا اقبال ولا جمع ولا حرص عليه الصلاة والسلام. هذه الدنيا واموالها واما ما بذله في سبيل دعوة امته فبذل الجهد والجهاد. بذل كل شيء حتى نوم عينيه وراحة جسده عليه الصلاة والسلام تقول عائشة رضي الله عنها كان اكثر صلاته بالليل اخر حياته جالسا صلى الله عليه وسلم بعد عندما حطمه الناس كانه جبل تحطم من كثرة الصعود عليه هل تحفظ حديثا؟ هل مرت بك رواية؟ انه عليه الصلاة والسلام احتجب عن احد طرق بابه او اتاه او بحث عنه او جاء اسأله هل احال احدا يطلبه او يسأله عليه الصلاة والسلام على احد من اصحابه ما فعلها والله ما ادخر وسعا ولا جهدا كان صلى الله عليه وسلم بين اصحابه يؤمهم في الصلاة يقودهم في الغزوات يعود مريضهم ويصلي على ميتهم ويشيعوا جنائزهم بين متخاصميهم ثم اذا دخل داره تبعوه فطرقوا الباب فيخرج اليهم صلى الله عليه وسلم. كل ذلك وربه يقول له اذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. اي فراغ عاشه نبيكم صلى الله عليه وسلم؟ لقد بذل كل شيء. علم امته معنى العطاء معنى الجود والسخاء بذل كل شيء والله لامته عليه الصلاة والسلام وقدم على رب وقد اشهدهم انه بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح لهم عليه الصلاة والسلام. فيا محبا لنبيك عليه الصلاة عش في امته كما عاش بين امته صلى الله عليه وسلم. هذا والله من تمام محبته ان تكون نصوحا لامتك ان تكون حريصا عليها ان تكون داعية خير ودليل هدى ان تكون باب خير مفتاح خير مغلاق شر ان تكون هكذا في لامتك هذا من محبتك لنبيك صلى الله عليه واله وسلم. نعم المرء والله ذاك الرجل الذي يصبح ويمسي وهمه ليس شأنه ولا ذاته فقط. ولا حياته امر خاصته فقط. ولا اسرته واولاده اهل بيته فقط. نعم هذه امانات هو مسؤول عنها لكنه لا يمكن ان يغلق بابه وحياته اجمع على حظه وذاته واسرته فقط. لكنه يبقى يحمل هم امته يفكر في جاهلهم. ويحمل هم ضعيفهم ويتفقد حال فقيرهم. قد لا يكون غنيا ليس الضرورة فما كان نبيك صلى الله عليه وسلم غنيا ولا ذا ثراء ان تحمل هم امتك عبد الله ان تحمل همها بمعنى ان لا ايبقى في قلبك انانية تغلق بها قلبك على فؤادك. كلنا سيعيش حياته المقدرة له. وسيموت وفرق بين من يموت فلا تبكي عليه الا امه وزوجته واولاده ما فقده احد وبين من يموت فتبكيه امته لانها فقدت من كان تسد فيها مسدا عظيما. من يخلف فيها موقف الانبياء والرسل والدعاة والمصلحين والناصحين. يا كرام من يعيش حياته نفسه سيعيش حياة ضيقة ضيق ثوبه الذي يلف جسده. ما يخرج عن اطار نفسه ولا حياته. ومن عاش لامته ضم الى اعمار الاخرين فيعيش عطاء وبذلا وسخاء. هذه حياة كريمة تحمل فيها هموم الامة. فيعيش احدنا تبا لنبيه صلى الله عليه وسلم يحمل هم امته نصحا وتوجيها وارشادا. ثم كل فيما يحسنه احدنا فتح عليه بقلمه والاخر بلسانه والثالث بكتابه والرابع بمنصبه وظيفته والخامس والسادس والعاشر انظر رعاك الله ستجد حتما لك موضعا. تنصح فيها لامتك وتبذل فيها لدينك ومجتمعك حرصا وشفقة وحب بن لنبيك صلى الله عليه وسلم ومن علامة تمام محبته زهد مدعيها في الدنيا. وايثاره الفقر واتصافه به وقد قال عليه السلام لابي سعيد الخدري ان الفقر الى من يحبني منكم اسرع من السيل من اعلى الوادي او الجبل الى اسفله وفي حديث عبدالله بن مغفل قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله اني احبك فقال انظر ما تقول فقال والله اني احبك ثلاث مرات قال ان كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا. ثم ذكر نحو احد نحو حديث ابي سعيد بمعناه لما قال ان كنت تحبني فاعد للفقر تجفافا. ومعنى تجفافا ما يلبس الا المحارب من درع ونحوه وما يلبس ايضا على الفرس من سلاح والة ومعنى الحديث قال ان كنت تحبني فاعد الفقر تجفافا فان الفقر اسرع الى من يحبني من السير الى منتهاه. يقول المصنف من علامة تمام محبته زهد مدعيها في الدنيا وايثاره الفقر. الحديث لا يصح سندا. وليس من مما يرتبط بحبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم حصول الفقر الفقر والغنى ارزاق يقسمها الله تعالى بين العباد والارتباط بين الغنى ومحبته عليه الصلاة والسلام. فكم من فقير يزهد في حبه او ضعيف قلبه من حبه لنبيه عليه الصلاة والسلام وكم من غني ذي ثراء وخير ونعمة ملئ قلبه حبا لنبيه صلوات الله وسلامه عليه. الحديث ظعفه عدد من اهل العلم قديما وحديثا ولا تقوم به حجة في اثبات هذا المعنى. لكن ما سبق في هذا الفصل المبارك من علامات في محبته صلى الله عليه وسلم حقها ان تكون مرآة ينظر فيها احدنا يا كرام حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم ويزن فيها في فؤاده موزن قلبه موزن حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم. ولا يزال في الفصل مع الفصول الاتية في دلائل ومعاني حبنا لنبينا صلى الله عليه وسلم صلوا وسلموا عليه صلاة من احبه وتعلق قلبه بحبه واجعلوا صلاتكم ترنيما لمحب تعلق قلبه بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. احبك كي تطيب هنا حياتي وكي القاك في الفردوس رحبا. فان صليت حن القلب قبلي. وان سلمت وكان الشوق اربى واجعلوا صلاتكم وسلامكم عليه صلى الله عليه وسلم. صلاة محب لمن احب واجعلوا صلاتكم وسلامكم عليه طريقا معبدا تقربكم الى حب من احبه القلب. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه. عدد ما صلى عليه المصلون لي يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته واحشرنا في واكرمنا بشفاعته يا ذا الجلال والاكرام. نحن ووالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين واجعلنا الهي في خيرة اهل يدينك وصراطك المستقيم وحزبك المفلحين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. قنا يا ربي والمسلمين جميعا واحفظنا من شر الاشرار. ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين. واجعلنا للمتقين اماما. اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم كما ربونا صغارا وارفع في الجنة درجاتهم وكفر سيئاتهم واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين