بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله على احسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فما زال مجلسنا هذا بفضل الله عز وجل عامرا في رحاب بيته الحرام بذكره جل جلاله والثناء عليه بما هو اهل له وبالصلاة والسلام على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ونحن نعقد هذا المجلس المبارك في هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة. مستكثرين فيها من الصلاة والسلام على اشرف وامام الانبياء وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم. نستكثر من الصلاة والسلام عليه في طيات مدارستنا وقراءتنا لحقوقه العظيمة. وواجباتنا الجسيمة التي اوجب الله عز وجل علينا الوفاء بحقه العظيم عليه الصلاة والسلام ونحن نتدارس كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه وما يزال حديثنا موصولا في الباب الثاني في الباب الاول من القسم الثاني في واجباتنا في الواجبات التي اوجب الله علينا وما زلنا في واجب المحبة العظيم للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وقد مضت بنا مجالس ثلاثة بذكر دلائل هذه المحبة وعلاماتها في القلب. فاي عبد احب نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. فانه ولا بد ان تلوح عليه تلك العلامات وان تظهر عليه تلك الدلائل وان تقوم في حياته تلك الشواهد التي ساق المصنف رحمه الله عددا منها ووصلا للحديث بما سبق فان المصنف رحمه الله عقد الفصل الذي نقرأه الليلة في في بيان معنى المحبة التي يدور عليها الكلام ذلك كله. وهو يسوق في ذلك جملة من الاثار عن السلف في تفسير معنى المحبة الواجبة المحبة العبادية المحبة التي يحملها العبد في قلبه لربه عز وجل ولنبيه عليه الصلاة والسلام وهو فصل عظيم مهم جليل يسوق فيه المصنف رحمه الله ما ينبغي لاحدنا ان يقف عنده ويزن ان ما في قلبه بما سيقرأ ويسمع من تلك المعاني فانها المرآة الكاشفة التي يظهر فيها حب العبد بربه ولنبيه عليه الصلاة والسلام. وجعل المصنف رحمه الله هذا الفصل اخر الفصول المتعلقة بهذا الواجب بواجب ليشرع بعد ذلك في واجب اخر من الواجبات التي انيطت برقابنا معشر المسلمين وفاء وحبا واقتداء بنبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم. استشعروا في جلستكم هذه ايها المباركون. انكم بكثرة صلاتكم وسلامكم كن على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحزون اجرا عظيما في ليلة مباركة. وقد قال عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة على ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه واله وسلم. الحمد لله الذي جعل لدراسة السيرة النبوية شفاء للقلوب والارواح. وسببا للسعادة والفلاح وعوضا عن كل ما فات وراءه والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ذي الشمائل الباطنة والظاهرة والفضائلة الزاهرة وعلى اله واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين اما بعد. فهذا هو مجلسنا السابع والثلاثون بعد من المجالس العامرة في هذه البقعة الشريفة الطاهرة. وباسانيدكم المتصلة كنسيم الرياض الى كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى قال رحمه الله تعالى في القسم الثاني في الباب الثاني بمعنى المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم وحقيقتها. قال رحمه الله اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وكثرت عباراتهم في كل رواية وليست ترجع بالحقيقة الى اختلاف مقال. ولكنها اختلاف احوال. يقول رحمه الله اختلف الناس في تفسير محبة الله ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم. فلو سألك سائل الله هل تحب ربك؟ وهل تحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فانك حتما ستقول نعم. فان قيل لك ما معنى ان تحب الله؟ وما معنى ان تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فبماذا ستصف هذا الحب بعبارة يمكن ان يكون هذا الحب في قلبك مترجما عنه لتلك العبارات والالفاظ والاقوال يقول اختلف الناس في تفسيرها وكثرت عباراتهم في كل رواية وليست ترجع بالحقيقة الى اختلاف مقال ولكنها اختلاف احوال سيسرد على سمعك الان جملا من عبارات السلف في معنى المحبة وستجدها مختلفة لكنها ليست كما قال ليست اختلاف مقال لكنها اختلاف احوال. يعني كل نظر الى المحبة من جهة فعبر عنها. ونظر اليها من زاوية فوصفها. والا فهي اصعب من ان تحد بعبارة ولان هذه مشاعر قلب. فمهما حاولت وصفها بعبارة اللسان ستبقى قاصرة. مشاعر احب اكبر واوسع واعمق من ان تحيطها بلفظ وعبارة وجملة. ولهذا فان ابن القيم رحمه الله لما يعرف المحبة او الحب؟ قال رحمه الله لا تحد المحبة بحد اوضح منها وهذه مشاعر قلب دع الان حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل جربت الحب؟ هل سبق ان في قلبك حب حتما سيكون نعم. احببت اباك واحببت امك. احببت زوجك احببت ولدك واذا تركت حب البشر فانك احببت شيئا ما في الحياة ولابد. احببت ثوبا لبسته وطعاما اكلته وشرابا شربته حتما انت في حياتك احببت شيئا ما. فما معنى هذا الحب؟ ها هنا يصعب ان تمسك بعبارة تقول هذا هو الذي وقع في قلبي يقول ابن القيم رحمه الله لا تحد المحبة بحد اوضح منها فالحدود لا ازيدها الا خفاء وجفاء. يقول اذا اردت ان تحد المحبة فانك لا تزداد عنها الا بعدا. انت لن تقترب منها يقول فالحدود لا تزيدها الا خفاء وجفاء. فحدها وجودها. فاذا قيل لك هل وجدت الحب ستقول نعم فاذا قيل لك ما هو؟ فليس لك الا ان تقول هو الذي اشعر به. لكنك لا تستطيع التعبير عنه. يقول فحد وجودها ثم قال وقد توصف المحبة بوصف اظهر من المحبة وانما يتكلم الناس. قال ولا توصف المحبة بوصف اظهر من المحبة. وانما يتكلم الناس في اسبابها. وموجباتها وشواهدها وثمراتها واحكامها. فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة وتنوعت بهم العبارات وكثرت الاشارات بحسب ادراك الشخص ومقامه وحاله وملكه العبارة ثم ساق رحمه الله جملا من العبارات التي حاول فيها الائمة التعبير عن المحبة محبة القلب وعن الحب الذي يصيب القلب ما هو؟ وكيف هو؟ فمهما وجدت من عبارة ليس هو وصف للحب ذاته. لكنه لاسباب لعلاماته لاحكامه لاثاره لانهم يحومون حولها ولن يعرف الحب بشيء اظهر من الحب نفسه فحده وجوده كما قال ابن القيم رحمه الله. وهنا سيسوق المصنف بعضها. ومن اقوالهم في تعريف الحب او المحبة قالوا هو الميل الدائم بالقلب الهائم. ومنهم من قال المحبة هي موافقة الحبيب في المشهد مغيب ومنهم من قال سفر القلب في طلب المحبوب ولهج اللسان بذكره على الدوام. ومنهم من قال ان يكون كلك بالمحبوب مشغولا وذلك له مبذولا. تلك عبارات وغيرها مما سيسوقك المصنف الان رحمه الله هي كما قال ابن القيم انما حديث عن اسباب المحبة شواهدها علاماتها اثارها وثمراتها ليس الا والا فالحب ذاته شيء يعرفه كل انسان. ولا يحتاج ان تقول له ما هو الحب؟ لانه اعرفه بمشاعر القلب لكنها تقريب لما ينبغي الوقوف عنده لوزن ما يقوم داخل القلب من حب عظيم نتكلم عنه ليس حب لباس ولا طعام ولا شراب ولا مال ولا متاع ولا شيء من ملذات الحياة لكنه اسمى من ذلك واعظم وحب الله جل جلاله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا ينبغي ان نمسك بطرف من تلك الخيوط المتناثرة فيما الحب وامساكنا بها من اجل ان نقف حقيقة على ما في قلوبنا هل تجد القلوب حقيقة حبها لربها؟ هل نجد في فيها صدقا حبها لنبيها صلى الله عليه وسلم. فتلك العبارات تساعدنا كثيرا. في ان نقوم بوزن صادق وان هنا اكثر انصافا لانفسنا في حديثنا في بحثنا في وزننا لنا في بداخلها من حبها الذي اشرنا اليه لله جل جلاله ولرسوله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى فقال سفيان رحمه الله المحبة اتباع الرسول عليه السلام كأنه التفت الى قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. المحبة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كما ترى واضح تماما في تعريف المحبة باثرها بما يلزم عنها وينشأ ولابد من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصدق علامات هذا الحب وشواهده ان يكون مطيعا متبعا لرسول الله عليه الصلاة السلام يقول القاضي عياض رحمه الله كأنه التفت الى قوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوه يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. وقد تقدم ما في الاية من اشارات بديعة. ومن معاني لطيفة وقع فيها قوله عز اسمه فاتبعوني بين قوله ان كنتم تحبون الله وقوله يحببكم الله فمن اراد محبة الله والوصول اليها فلابد من طريق فاتبعوني. ومن اراد ان يظفر بحب الله له فهي ايضا واقفة على طريق فاتبعوني فوقعت طريق ما اتباعه عليه الصلاة والسلام موصلا الى حب الله للعبد وحب العبد ربه عز وجل قال رحمه الله تعالى وقال بعضهم محبة الرسول اعتقاد نصرته الذب عن سنته والانقياد لها وهيبة مخالفته. هذه ايضا جملة من الاثار محبة الرسول صلى الله عليه سلم اعتقاد نصرته والذب عن سنته والانقياد لها وهيبة مخالفته. هذه ثلاثة جوانب ان تعتقد النصرة له عليه الصلاة والسلام واجبة عليك عبدالله. ليست نصرة سلاح وجهاد في موكب فلسنا من احادهم. لكن نصرته عليه الصلاة والسلام ليست محصورة في الانضمام الى رفقة جيشه المبارك عليه الصلاة والسلام انما ننصره اليوم وغدا وبعد غد وحتى تقوم الساعة. ننصر سنته عليه الصلاة والسلام. ونذب عنها ونصرته باحياء سنته. باعلانها نصرته عليه الصلاة والسلام بايضاح عظيم قدره للعالمين الامة لمن لا يعرفه لمن يجهل مقامه الكريم صلى الله عليه وسلم التعريف به بين البشرية جمعاء مؤمنهم على حد سواء هذا واجب في رقابنا معشر العباد ان نكون لنبينا صلى الله عليه وسلم اوفياء ان نكون من الناصرين واحد اعظم وجوه النصرة له عليه الصلاة والسلام التعريف به للعالمين. وان يكون معروفا خلقه اقامه وشأنه العظيم عليه الصلاة والسلام. ثم الانقياد لتلك السنن واتباعها. والقيام بها وطاعتها والامتثال لها هيبة مخالفته وهي في مقابل اعتقاد النصرة والقيام بالسنن يبقى المسلم مهيبا ان يتجرأ على حدود او يخالفها ويتنكب هديها من جليل تعظيمه لمقام السنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم هي ايضا من اثار المحبة ومن علاماتها التي تظهر في حياة القلب الممتلئ حبا لنبيه عليه الصلاة والسلام. قال القاضي رحمه الله وقال بعضهم المحبة دوام الذكر للمحبوب. وقال اخر ايثار المحبوب. وقال بعضهم المحبة الشوق الى المحبوب. دوام الذكر للمحبوب فان من احب شيء اكثر من ذكره. ومن احب الله رأيته مكثرا لذكر الله على لسانه متواطئا مع قلبه على الدوام. ومن احب رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر من ذكر وسيرته والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كل وقت وان. من علامات المحبة كذلك ايثار المحبوب وان توثر حبك لربك ولنبيك عليه الصلاة والسلام فانك لا تجرؤ على ان تقدم شيئا من ذاتك ومحبوباتك على امر الله وامر رسوله عليه الصلاة والسلام. يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله. حذف المفعول للدلالة على العموم لا تقدموا امرا اي امر كان. لا تقدموا قولا ولا فعلا ولا رأيا ولا طوقا ولا هوا ولا شهوة ولا شيء من الاشياء وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. كل تلك النصوص وغيرها كثير تدل على ان من صدق في حبه اثر محبوبه حتى على نفسه فيجعل حبه لربه نبيه صلى الله عليه وسلم مقدما. لانه عنده اثير عظيم مقدم. وقال بعضهم المحبة الشوق الى المحبوب الشوق والايثار وكثرة الذكر كلها قد تقدمت في المجلسين السابقين في علامات المحبة. وانها من اصدق دلائل المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث صحيح مسلم من اشد امتي حبا لي ناس يأتون من بعدي يود احدهم لو رآني باهله وماله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وقال بعضهم المحبة مواطاة القلب لمراد الرب. يحب ما احب ويكره مواطأة القلب لمراد الرب يحب ما احب ويكره ما كره. ان كنت تحب الله فاجعل قلبك مواطئا يعني موافقا لمراد الرب. فكيف اعرف موافقتي لمراد ربي؟ احب ما احب الله واكره ما كره الله كره الله المعاصي والفسوق والفواحش والاثام. فان كنت احبها وتعلق قلبي بها فتلك تحتاج الى علاج. ما هكذا القلب المحب لربي؟ ايحب شيئا يكرهه؟ من يحبه قلبه؟ هذا محال. ليس فمعنى هذا ان نكون معصومين من الزلل والمعاصي والذنوب والاخطاء كلا لكن المعنى الا يكون قلبك محبا لتلك الاخطاء والذنوب وان وقعها. يا اخوة فرق بين ان نقع في المعصية بحكم القصور والظعف وبحكم الزلل والخطأ واستحواذ الشيطان لاننا بشر لكن واقع المعاصي والذنوب والاخطاء لا عن محبة يتعلق بها القلب شغفا ولا هو تمسك بها الى حد الاستماتة. لكن الغلبة والظعف والهوى. فرق بين من يقع في المعصية. ثم سرعان ما يندم ويكره ويتحسر ويعتصر قلبه فيتوب ويستغفر ويعود. فرق بين هذا وبين من يقيم على المعاصي محبا له منافحا عنها مصرا عليها. فاذا نصح اعرض واذا ذكر ادبر واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاسم هذا المقصود الا يكون في القلب محبة لشيء نعلم ان الله يكرهه. وقد كره الله كثيرا من الامور التي في كتابه وحذرنا وبينها لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام. فالقلب المحب عبد الله. وعساه ان يكون قلبي وقلبك قلب كل مسلم. القلب المحب لربه عليه ان يتفقد ما بداخله فلا يرضى ان يبقى في قلبه شيء مما يكرهه الله لا لا يزال له في قلبه محل ومكانة. سارع عبد الله ونظف ما في داخل جدران قلبك وما بين ابوابه واخرج منه كل شيء علمت انه لا يرضي الله. بين قوسين وان كنا نقع في ذلك. قد نقع في المعاصي كما اسلفت لا عن حب للمعصية ولا عن رغبة فيها ولا عن تمسك بها لكن عن ضعف وقصور وزلل اعترفوا به ونحن نكره ما نفعل. ونكره ما توقعه نفوسنا لاننا نعلم انه مما يكرهه الله. فلا يزيدنا ذلك كم من ربنا الا قربى؟ نعم نذنب ونستغفر فيفرح الله بنا ويغفر لنا وسرعان ما تبيض صحائفنا ليس كمن من اذنب واصر ومن وقع في المعصية وكابر. ومن الم بفاحشة فجاهر شتان بين هذين المقامين محبة القلب مواطئته لمراد الرب يحب ما احب ويكره ما كره. تلك يا كرام قضية اساس ينبغي معالجتها داخل الصدور ليس لاجل ان نبلغ العصمة فلن نبلغها. ولن نكون انبياء ورسلا ولا ملائكة لكننا بشر وحسب احدنا رغم ضعف ايمانه وقلة حيلته وضعف زاده ان يكون رغم ذلك يحمل في قلبه حبا لربه. فاذا الم بم بمعصية واوقعه الشيطان في خندق الذنوب والمعاصي. سرعان ما يندم اتدري حرقة التائب على الذنب الذي يصيب؟ ودمعته على المعصية التي وقع تدري ما مراده بها؟ انه على انه فلتت منه فلتة وقعت فيها قدمه في خطوة حرام وقد يغفر الله له فلا يؤاخذ في الدنيا ولن يحاسب في الاخرة. لكنها حسرة على انه وقع في شيء اصاب به موضع سخط عند ربه عز وجل. وهو لا يرضى لنفسه ان يكون بهذا المقام. ولا يحب ان يراه الله جل جلاله على امر لا يريده عز وجل كما قلت لكننا بشر. والشيطان يستحوذ علينا ويستهوينا ويغوينا ويوسوس لنا وهي جهاد في الحياة نمر بها في كفاح متتابع نغالب به هوى انفسنا والشيطان وكل ما يمكن ان ان يؤزنا نحو تلك النفس اللوامة والنفس التي لا تزال تقع فيما يغضب الله هو جهاد من اجل ان تصفى القلوب على محبة ما احب الله جل جلاله وما احب رسوله عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله وقال اخر المحبة ميل القلب الى موافق له. وهذا اصل في معنى المحبة له فان المحبة معائدة الى معنى الميل والاستقرار على شيء يستهويها فميل القلب الى ما يوافقه هو حبه له سواء كان حب عبادة كحب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم احب شيء مما احب الله كحب الطاعات والعبادات حب الصلاة وحب القرآن وحب الصيام او حب من احب الله من الانبياء والملائكة والرسل او حب ما يشتهيه الواحد وما تهواه النفس من مطعوم ومشروب وملبس ومأكل ونحوها كل ذلك ستجد فيه ميل القلب. الى ما يوافقه ويوافق رغباته فيكون قد اصاب فيه حبا له. قال رحمه الله واكثر العبارات المتقدمة اشارة الى ثمرات المحبة دون حقيقتها. وحقيقة المحبة الميل الى ما يوافق الانسان هذا هو جماع معنى المحبة على اختلاف الفاظها. فانها ميل القلب الى ما يوافق الانسان وافقك طعام يعجبك وشراب تستلذ به فمك ولباس يعجب منظرك وكل شيء مما يميل اليه قلبك ويوافقك في نفسك فانك تحبه. فاذا كان هذا المحبوب انسانا وجدت مائلة اليه موافقا له في طبعه في شكله في حديثه فانك تحبه فلماذا تحبه وما معنى ان تحبه؟ معناه انك تميل بقلبك اليه. هذا الميل هذا الميل يتضمن موافقة. وافقك في ذاتك في رغباتك في توجهاتك واهتماماتك فوجدت نفسك منقادة هي المحبة. محبتك للشيء ميلك اليه عن وتطابق هذه المحبة في المعنى الجامع ينشأ عنها كل العبارات المتقدمة فيما ساق رحمه الله فانه ذكر الايثار وكثرة الذكر وذكر الطاعة وذكر الاتباع وذكر الشوق ذكر المواطأة للمراد وذكر اعتقاد النصرة والذب وهيبة المخالفة كل تلك المعاني ناشئة عن هذا المعنى الجامع لها. ميل القلب الى ما يوافق الانسان هذه حقيقة المحبة في عمومها سواء كان حب شيء من امور الدنيا او من امور الدين كما اردنا ان ننزل هذا المعنى على حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا نحتاج الى مزيد تفصيل كيف تكون المحبة ميلا للقلب بما يوافق الانسان قال رحمه الله وتكون موافقته له اما لاستلذاذه بادراكه كحب الصورة الجميلة والاصوات الحسنة والاطعمة والاشربة اللذيذة. واشباهها مما كل طبع سليم مما كل طبع من سليم مائل اليها لموافقتها له او لاسترداده بادراكه بحاسة عقله وقلبه معاني شريفة كحب الصالحين والعلماء واهل المعروف والمأثور عنهم السير الجميلة والافعال الحسنة فان طبع الانسان مائل الى الشغف بامثال هؤلاء حتى يبلغ التعصب بقوم لقوم والتشيع من امة في اخرين مما يؤدي الى الجلاء عن الاوطان وهتك الحرم واغترام النفوس ذكر رحمه الله عز وجل ها هنا وجهين من معاني ميل القلب الذي يحصل به الحب ذكر معنيين ذكر وجهين ذكر طريقين يحصل بهما موافقة القلب وميله حتى يصاب بالحب اما اولهما قال اما لاستلذاذه بادراكه. كحب الصورة الجميلة والاصوات الحسنة والاطعمة والاشربة اللذيذة. ان يكون مدخل هذا الحب شيء يدرك بالحواس. وحواسك هي سمعك وبصرك وذوقك. هذه اذا وقع منها شيء يميل اليه قلبك مع موافقة احبه فاما حاسة البصر فان تقع العين على مرأى جميل ومنظر ترتاح له العين. كان ترى منظرا خلاب وشلال ماء وخضرة ونظرة فيستهوي قلبك ويميل اليه فيحبه. او ان تقع العين على ذي هيئة حسنة وانسان في اجمل ما خلق الله خلقة فيميل اليه القلب ويوافقه فيحبه. وكذلك حاسة السمع تسمع الصوت الجميل الندي المطرب بتلاوة قرآن او بانشاد شعر او حتى بغناء فانه يستهوي يقوي القلب ويميل اليه فيحبه وكذلك الذوق فانك تأكل طعاما لذيذا وتشرب شرابا لذيذا فانك تستلذ بادراكه بذوقك فيميل اليه قلبك فتحبه. هذا الحب كما ترى حصل باستلذاذ بادراك الحواس قال رحمه الله كحب الصورة الجميلة هذا وقع بحاسة البصر. والاصوات الحسنة فوقع بحاسة السمع. والاطعمة والاشربة اللذيذة فحصل بحاسة الذوق. قال واشباهها مما كل طبع سليم مائل اليها لموافقتها له هذه الناحية الاولى التي يقع بها ميل القلب حتى يصاب بالحب هو عن طريق ادراك الحواس. ثم ذكر الطريق الثاني فقال او الاستلذاذه بادراكه بحاسة عقله وقلبه تلك في الاولى كانت ادراكا للحواس للامور الظاهرة. شيء تراه عينك او تسمعه اذنك او يتذوقه فمك هذه محسوسات ظاهرة تدرك بالحواس. ذكر المعنى الثاني وهو ادراك المعاني الباطنة. ما يدرك بحاسة في العقل والقلب وليس بالسمع والبصر ولا بالذوق. ما الذي يدركه العقل والقلب جميلا فيحبه؟ قال المعاني الباطنة الشريفة. كحب الصالحين والعلماء واهل المعروف والمأثور عنهم السير والافعال الحسنة فان طبع الانسان مائل الى الشغف بامثال هؤلاء. تحب الواحد منهم ولعلك ما رأيته قط ولا سمعت صوته بل ربما كان في اجيال سلف سابقين. تقرأ سيرته وتسمع عنه اخبارا فيميل قلبك ما الذي امال قلبك؟ ليس صورة جميلة وقعت عليها عينك وليس صوتا جميلا ايضا اسر سمعك وليس ذوقك قد استهواه فمك. لكنه المعاني الباطنة. هذا هو وظيفة القلب. والعقل. ان يستلذ الجميل لكنه جمال الباطن وذاك جمال الظاهر. فجمال الباطن يدرك بالعقل. يدرك بالقلب فيميل اليه فيصاب. بالحب. هذا هو الطريق الثاني قال رحمه الله حقيقة المحبة الميل الى ما يوافق الانسان. وتكون الموافقة له اما لاستلذاذه بادراكه وذكر المدركات حسا. قال او لاستلذاذه بادراكه بحاسة عقله وقلبه. وذكر المعاني قال كحب الصالحين والعلماء واهل المعروف والمأثور عنهم السير الجميلة والافعال الحسنة. فان طبع الانسان الى الشغف بامثال هؤلاء حتى يبلغ التعصب بقوم لقوم والتشيع من امة في اخرين ما يؤدي الى عن الاوطان وهتك الحرب واحترام النفوس. اما وقعت الوقائع واصيبت الحوادث في انتصار قوم لمن احبوا وكانت نصرتهم له ومحبتهم له دافعة لهم الى تقديم النفوس رخيصة. والى هتك الحرمات والى التخلي عن الاوطان والى احترام النفوس هكذا فعل الصحابة في حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قدموا الانفس والمهج قدموا الاموال الارواح والاولاد هذا الحب هو القائد هو الذي فعل كل ذلك. حب حمل صاحبه الى ما يؤدي الى الجلاء عن الاوطان والى هتك الحرم واحترام النفوس فكانت وقائع الجهاد تبذل فيها تلك المعاني وكانت رخيصة لانها لشيء عظيم وقع في القلب هو الحب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهذان طريقان وهذان وجهان وهذان بابان يدخل بهما بالحب الى القلوب. فاما ادراك جمال ظاهر ادراك حس ببصل او سمع وذوق واما ادراك جمال باطن بالعقل والقلب على المعاني الشريفة في حب القلب ايضا لاجل ذلك. نعم قال رحمه الله او يكون او يكون حبه اياه لموافقته له من جهة احسانه له وانعامه عليه فقد جبلت النفوس على حب من احسن اليها. وهذا ثالث الطرق الثلاثة. قال حبه موافقته له من جهة احسانه له. وانعامه عليه فقد جبلت النفوس على حب من احسن اليه وهذا ايضا حق ونحن معشر البشر يأسرنا الاحسان احسن الى الناس تستعبد قلوبهم فطالما ما استعبد الناس احسان. من يحسن اليك تجد نفسك اسيرا لاحسانه. فاذا وقف معك في كربة ودفع عنك في مصيبة المت بك. وكان معك نصيرا في ضائقة ونازلة وشدة كنت فيها وحدك فنا ترك وازرك قضى عنك دينا فرج عنك كربة شفع لك في مشكلة دفع عنك بابا من ابواب الظلم والاسى وقف معك موقفا لا تنساه له فمهما عظم هذا الموقف يعظم اثر الاحسان الباقي في قلبك تجاه هذا الانسان. فهذا ايضا مدخل من مداخل الحب كما ترى تحب انسانا لا علاقة بشيء يتعلق بجمال الصورة ولا لشيء من اخلاقه الجميلة التي يمكن ان تحبه لاجلها لكن بسبب احسانه اليك. وربما كان في المجتمع مشهورا عنه شيء من السمعة السيئة اما لسوء خلقه او شراسة طبعه او جفوته عن الناس. فليس معروفا لا بجمال ظاهر ولا بجمال باطن. لكنك من بين تجد نفسك محبا له والسبب هو احسانه اليك. ووقوفه بجانبك وتفضله عليك فيبقى الكريم اسيرا لاحسان من احسن اليه. هذا هو الطريق الثالث الذي يدخل منه الحب الى قلوبنا ايها البشر وجماعها ثلاثة طرق يدخل بها الحب الى القلب. اولها جمال الظاهر وثانيها جمال الباطن الاحسان والاكرام والانعام. هذه الثلاثة المداخل حصرا يدخل منها الحب الى القلب. ولو فتشت عن سبب رابع لن تجد. فلم يحب احد من البشر احدا من البشر الا لواحد من هذه الاسباب الثلاث وفتش في نفسك وانظر في قلبك عن اي شيء احببته. من البشر او من غيرهم فانك حتما ستعود الى واحد من الاسباب الثلاثة فان كان الذي تحبه انسانا واختر اي اسم من قائمة من احبه قلبك وانظر فيه فانك حتما ستجد نفسك انما احببته لواحد من هذه الاسباب الثلاثة. اما جمال الصورة والهيئة والمظهر خلقة حسنة وهيئة جميلة خلق عليها. وهذا غالب ما يقع لاجله حب البشر للبشر ان يحب احد احدا لجمال صورته ومنظره. لان البصر اسرع ما يقع على الصور والمظاهر. فيحب الصورة الحسنة المنظر الجميل والهيئة البديعة. وهذا غالب اسباب حب البشر للبشر. او يكون لجمال الباطن. جمال اخلاقه وجمال طباعه وحسن صفاته وربما كان دميم الخلقة قبيح المنظر لا ترتاح اليه النفوس ولا تراه صاروا في منظر حسن لكنه محبوب لاجل جمال خلقه. كريم سخي او عالم جليل او امام تقي وترى فيه من خصال الكرم والجود والتواضع والاحسان والوفاء والصدق ما يجعلك تحترمه وتحبه والسبب الثالث هو الاحسان. هذه الاسباب الثلاثة حصرا هي التي من اجلها يحب البشر البشر. ولو تأملت لوجدت ان الاسباب الثلاثة اجتمعت في اكمل مراتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحق اكمل الحب. فهمت اذا لماذا لا يجوز ان نحب احدا من البشر اكثر من حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لانه باختصار شديد. وخذ بنقاش بالعقل والقلب مع نفسك. تعال الى اعظم من احبه قلبك. فان كان قد تجاوز حبه في قلبك حبك لرسول لا صلى الله عليه وسلم فحاكم قلبك. حاكمه الى من احببت ايا كان رجلا او امرأة زوجة او اما او ابا او ولدا او اي انسان كان. واسأل نفسك هذا السؤال. لماذا احببت هذا الشخص فانك لا بد ان يكون عندك احد من هذه الاسباب الثلاثة. ان احببته لجمال صورته وحسن هيئته فرسول الله صلى الله عليه وسلم اجمل واحق ان يحب ان كان لهذا السبب ما رأيناه نعم لكن وصف لنا حتى كأننا نراه صلى الله عليه وسلم. وصفه الصحابة حتى قال قائلهم لم قبله ولا بعده مثله قط صلى الله عليه وسلم. ويقول الاخر لم ارى احسن منه قط صلى الله عليه وسلم ويقول ثالث جعلت انظر اليه والى القمر فلهو عندي احسن من القمر صلى الله عليه وسلم في اوصاف وعبارات كثيرة كانوا يرون فيها الجمال المحمدي باهرا. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخمة يتلألأ وجهه تلألأ القمر ليلة البدر. واذا اردت مزيدا من اوصاف الجمال فدون كذلك الوصف الدقيق الذي وصفه الصحابة ورصدوه رضي الله عنهم من شعر رأسه الى اخمص قدميه وصفوا العينين الاشفار والاهداب وصفوا الوجنتين والاسنان والشفتين وصفوا الفم والانف والاذنين وصفوا الكف والساعد والقدم والظهر والبطن وصفوا كل شيء فيه صلى الله عليه وسلم. حتى كانك تراه فاذا هو من اجمل ما خلق الله جل جلاله. بل ان له الكرام كانوا يقولون ما رأينا مثله كأن الشمس تجري في وجهه عليه الصلاة والسلام وصفوا الجمال الذي جعلهم لجماله فلا يحبون احدا مزيدا من الحب عليه صلى الله عليه وسلم. وان كان الذي احببه وان كان الذي احبه قلبك من اجل جمال اخلاقه وجميل صفاته وعظيم طباعه فلن يبلغ احد ابدا والله مبلغه صلى الله عليه وسلم وحسبك من كلام ربك كلمتين اثنتين. وقد قال الله له وانك لعلى خلق عظيم حسبك اننا عندما نضرب المثل بالكرم نسوق له مثالا من كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم. واذا اردنا ان نعرف الحلم الصدق السخاء الجود التواضع كل تلك المعاني من الاخلاق الفاضلة فمهما شرحتها لاولادك لطلابك للناس من فانك تختصر ذلك بموقف واثنين وثلاثة تحكيها من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولكم قلنا والله يا كرام اننا ايها البشر نتجمل بالاخلاق فاحدنا اذا اتصف بالتواضع والكرم تجمل في ذاته نتصف بالاخلاق نتجمل بها وانما تجملت الاخلاق بتخلص رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. فوالله ما عرف جمال التواضع حتى يساق له الشاهد من حياته عليه الصلاة والسلام. ولا يمكن ان ان تضرب مثلا جميلا للكرم للبذل للصدق للامانة لصلة الرحم للاحسان للإغضاء للكرم للعفو للاحسان حتى شواهدها في حياته عليه الصلاة والسلام. تحب العفو والكرم والصدق والامانة. لما وجدت امثلتها في حياته عليه الصلاة والسلام احببت تلك الاخلاق واما ان كنت تحب انسانا لاحسانه العظيم اليك واياديه البيضاء عليك ومعروفه واكرامه الذي امتد اليك فلا ينبغي ان يكون احد في هذا المقام مقدما على من يبلغ احسانه بنا عليه الصلاة والسلام اعظم من احسان البشر اجمعين. كيف وقد اخرجنا الله به من النار الى الجنة؟ ومن الظلمات الى النور اترى احسانا ولو اجتمع عليه احسان البشر يوازي هذا الاحسان الذي جعله الله على يدي نبيه عليه الصلاة والسلام ولم يقف بعد عند هذا المقام حتى ينافح عن امته. ويطلب لها الموضع الفسيح في الجنان. ولا يزال ومن ربه ان نكون اوفر الامم عند الوفود على الله يوم القيامة ان نكون اوفرهم حظا في مقاعد الجنة وغرفها وقصورها او درجاتها نحن الاخرون السابقون يوم القيامة. انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله. يستفتح باب الجنة فيقال من؟ فيقول محمد صلى الله عليه وسلم. فيقال لك امرت ان افتح ولا افتح لاحد قبلك. وما يزول وما يزال يدافع ويذود عن امته في الحوض في الشفاعة يطلب لهم النجاة عليه الصلاة والسلام. ولا يزال يحمل هم امته الى الى ابواب الجنان وهو يقول يا رب امتي امتي عليه الصلاة والسلام. هذه الاسباب الثلاثة التي ينعقد عليها حب البشر للبشر عبد الله قد اجتمعت في اكمل مراتبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن احب عبدا فمن احب انسانا فلا يجب والله قط ان يقدم حبه في القلب على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن وجد نفسه كذلك فليراجعها. فانها مسألة محسومة لا ينبغي الجدال فيها. ولا ينبغي المكابرة عليها ولا الاصرار على خلافها هذه الثلاثة حسبك انها لا تجتمع لاحد. نعم. وفكر مليا والله في كل محبوب معظم في القلوب من امام عظيم وملك مطاع ورئيس متبع. ولسمعة حسنة عن اي شخصية في التاريخ احبها الناس في اي زمان ومكان. فانها والله لا يجتمع فيها من الثلاثة الا سبب او اثنان ولم تجتمع ثلاثتها كما اجتمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في احد قط. وعندئذ سترى عبد الله اننا ينبغي اينبغي ان نقرر في القلوب هذا المعنى؟ وان نقول لكل قلب اسرف في حبه لاحد من سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تقول له رويدا ايها القلب اين انت عن حب النبي صلى الله عليه وسلم حقا والله قولوا لكل من انفق حب قلبه بسخاء يمنة ويسرة ولم يجعل الموضع والمنصب المعلى لنبي الامة صلى الله عليه وسلم ان تقول له رفقا بقلبك فقد فقد اعظم من تحبه القلوب ان لم يكن محمدا صلى الله عليه وسلم. هكذا ينبغي ان نفهم وان نقر وان نحب في القلب كما اراد الله جل جلاله وكما كتب لنبيه عليه الصلاة والسلام. نعم. فاذا تقرر لك هذا نظرت هذه الاسباب كلها في حقه عليه السلام فعلمت انه عليه السلام جامع لهذه المعاني الثلاثة الموجبة للمحبة. اما جمال الصورة والظاهر وكمال الاخلاق والباطن وكمال وكمال الاخلاق والباطن فقد قررنا منها قبل فيما مر من هذا فيما مر من الكتاب من ما لا يحتاج الى زيادة. نعم وقد ساق المصنف رحمه الله في اوائل الكتاب. ما امضينا فيه مجالس عديدة. في ذكر فصول متتابعة في الباب الاول من الكتاب في القسم الاول منه هذا المعنى الكبير. المعاني الجالبة لحبه عليه الصلاة والسلام صفات العظيمة والقدر الرفيع الذي خصه الله تعالى به وجعل ذلك في فصول عديدة انتظمت عقدا متلألأ لكل مؤمن ومؤمنة عظيم القدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وعظيم ما جبله الله عليه من الخلق الكريم والخلقة الحسنة والهيئة العظيمة وجمال الظاهر وكمال الباطن صلوات ربي وسلامه عليه. واما احسانه وانعامه على امته فكذلك قد مر منه في اوصاف الله تعالى له من رأفته بهم لهم وهدايته اياهم وشفقته عليهم واستنقاذهم به من النار وانه بالمؤمنين رؤوف رحيم ورحمة للعالمين. ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه سراجا منيرا ويتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة اهديهم الى صراط مستقيم. صلى الله عليه وسلم. فاي احسان اجل قدرا واعظم خطرا من احسانه الى جميع المؤمنين. اي والله اي احسان اجل قدرا من احسانه صلى الله عليه وسلم الى امته. اي احسان اعظم خطرا من احسانه الى جميع المؤمنين. يا رجل ليس احسانه انه قام بالرسالة وادى الامانة. قد يقول هذا واجب النبوة الذي حمله الله اياه. لكن ان يكون قائما عليه الصلاة والسلام بواجب النبوة الى الحد الذي يؤثر به هم الرسالة واداء الامانة على كل شيء في حياته صلى الله عليه وسلم. ولا يزال حريصا رؤوفا رحيما مقدما هم امته عليه الصلاة والسلام. احرصوا على القريب والبعيد على الغريب والصاحب. وعلى كل احد ان ينقذه الله على اليه من النار وان يخرجه الى الجنة. وان يقذف الله في قلبه الهداية. هذا لا يقوم به الا الكمل من البشر. وهم الانبياء والرسل عليهم السلام ولنبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك المعنى العظيم والقدر الجسيم. قال رحمه الله واي افظال اعم منفعة واكثر فائدة من انعامه على كافة المسلمين عليه الصلاة والسلام. اذ كان ذريعتهم الى هداية ومنقذهم من العمايا. وداعيهم الى الفلاح والكرامة. ووسيلتهم الى ربهم وشفيعهم والمتكلم عنهم والشاهد لهم والموجب لهم البقاء الدائم والنعيم السرمد صلوات ربي وسلامه عليه فكيف ان كان مع ذلك كله رغم ما سمعت فوق ما سمعت ان كان نبيا مكرما مصطفى اصطفاه الله واجتباه وارسله وهداه عليه الصلاة والسلام. يكون مع ذلك الحب فوق الحب اكراما وتعظيما واجلالا لبشر احبه الله واصطفاه الله وجعل حبه واجبا علينا معشر العباد فانه يتأكد جدا الواجب العظيم في حق حبه صلوات ربي وسلامه عليه. قال القاضي رحمه الله فقد استبان لك انه عليه السلام مستوجب للمحبة الحقيقية شرعا بما قدمناه من صحيح الاثار. وعادت وجبلة بما ذكرناه انفا. لافاضته الاحسان وعمومه الاجمال. فاذا كان يحب من منحه في دنياه مرة او مرتين معروفا. او استنقذه من هلكة او مضرة مدة التأذي بها قليل منقطع. فمن منحه ما لا يبيد من النعيم. ووقاه ما لا يفنى من عذاب الجحيم اولى بالحب. هذه لفتة لطيفة من القاضي رحمه الله. يقول اذا كان الانسان من منحه في الدنيا مرة او مرتين. من احسن اليك في موقف او اثنين. وكان معك في كربتك مرة او مرتين فانك ترى نفسك اسيرا جدا لاحسانه انه تكرر الجميل منه معك. ومن كان استنقذك من هلكة او مضرة لمدة. بالله عليك ايهما اولى ان يكون قلبك مأسورا لمحبته؟ من وقف معك مرة ومرتين واستنقذك من مصيبة او مضرة او هلكة لمدة من الزمان او من كان سببا بامر الله جل جلاله ان تنال نعيما ابديا سرمديا. وان يقيك الله ببعثته ورسالته من عذاب الجحيم. هذا اولى ان نحب يا كرام وانما يحمل هذا الاحسان القلوب الكريمة النبيلة التي تعرف لصاحب الاحسان حقه وتعرف تماما ان مثل هذا الاحسان لا ينسى. وان صاحبه اولى بحب دائم مقيم وان يكون فوق كل حب يحمله القلب لاي احد من البشر هو حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نظرت عبد الله الى ذاتك الى حياتك اترى استقامتك؟ اترى صلاحك؟ اترى صلاتك وصيامك؟ وحجك واعتمارك وقرآنك وطلبك بالله عليك ما الذي كنت ستصيبه من الدين من الطاعة والحسنة والمكانة لولا ان بعث الله فينا صلى الله عليه وسلم اي شيء نحن امة الاسلام من غير بعثته عليه الصلاة والسلام. اتدري ما معنى ان رحم الله البشرية اذ اذن ببعثة محمد عليه الصلاة والسلام ليدرك احدنا ان كل ما حباه الله تعالى به من خير وبر وصلاح واحسان فانه متوقف على هذا السبب الكريم ببعثة الله لنبيه العظيم صلى الله عليه وسلم واننا من دون ذلك لم نعد شيئا ولا نسوى في ميزان الدين عند الله شيئا. كل ما تراه في ذاتك في حياتك في صحيفة عملك عبد الله من خير تفرح به يوم ان تلقى الله فانه متوقف على ما بعث الله به نبيه صلى الله عليه يسلم من الدين والهدى والرحمة والخير قال رحمه الله تعالى واذا كان يحب بالطبع ملك ملك لحسن سيرته او حاكم لما يؤثر من قوام طريقته او قاض بعيد الدار لما يشاد من علمه او كرم شيم شيمته من جمع هذه الخصال على غاية مراتب الكمال احق بالحب واولى بالميل. يحب الناس ملكا لحسن اذا عرف بالعدل والاحسان وما يقوم به في حقوق العباد او يحبون حاكما لما يؤثر من قوام طريقته وعرف عنه من اصلاح وبذل للخير والمعروف او احب الناس قاضيا وان بعدت داره من اجل ما عرف عنه من علم واقامة للعدل وكرم في الشيم فمن جمع هذه الخصال على غاية مراتب الكمال احق بالحب واولى يقصد رسول الله صلى الله عليه وسلم فان الله جمع له كما اسلفت من جمال الظاهر وجمال الباطن وتمام الاحسان الى العباد ما يجمع القلوب ان تكون اسيرة في حبها لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد قال علي رضي الله عنه في صفة عليه الصلاة والسلام من رآه بديهة هابه. ومن خالطه معرفة احبه. من رآه بديهة هابه وقع النظر الاول عليه صلى الله عليه وسلم يبعث على المهابة. مهابة الجلال والاجلال والاكرام والتوقير عليه الصلاة والسلام وقد حباه الله من ذلك قدرا عظيما تهابه النفوس والاعين. قال ومن خالطه معرفة احبه. تقع المحبة لمن اقترب وعرف هديه وخلقه الكريم وشمائله النظرة عليه الصلاة والسلام يثبت لك بذلك ان الصحبة الكرام رضي الله عنهم وقفوا على تلك المعاني التي اجاد المصنف رحمه الله في تقريرها. وكان من اوائل من سطر هذه المعاني العظيمة في بيان وشرح الاسباب الجالبة لحبه عليه الصلاة والسلام وذكر لنا عن بعض الصحابة انه كان لا يصرف بصره عنه محبة فيه صلى الله الله عليه الصلاة والسلام. يشير رحمه الله الى ما اورد قبل ان بعض الصحابة كان يديم النظر اليه صلى الله عليه وسلم انما حبا واشتياقا الى لقائه. وفي ذلك عن الصحابة اثر عظيم وذكر كبير في هذا الباب الذي تعلقت به قلوب بنبي امتي عليه الصلاة والسلام. هذا الفصل في ختامه وقد انهى فيه المصنف رحمه الله الحديث عن المحبة يجمع لنا فتاة كبيرة ويوجه القلوب الى حب عظيم. ينبغي ان تمتلئ به النفوس وتكتنزه القلوب لاعظم محبوب من البشر لا ينبغي ان يتربع على عرش القلوب محبة سواه صلى الله عليه وسلم. له الاشواق تنسكب انسكاب ويغدو شعرنا شهدا مذابا وتزدحم الحروف له اشتياقا. فكم بمديحه فاضت عذابا؟ نبي قد اتى برا رؤوفا يخاف على امته العذاب. الا صلوا عليه؟ الا صلوا فمن صلى عليه كفاه الله ذو العرش الصعاب. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وصلى الله ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. املأوا ليلتكم وجمعتكم غدا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. فانها المنجاة والدرجات والصلوات من رب البر من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. اللهم ارحم عن موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا وتقبل منا انك انت السميع العليم. وتب علينا انك انت التواب الرحيم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين اللهم اصرف عنا وعن المسلمين شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم مين؟ اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا الى حبك واملأ الهي قلوبنا بحب نبيك صلى الله عليه وسلم محبة صادقة تبعثنا على اتباع سنته والاهتداء بسيرته والشرب من حوضه والظفر بشفاعة اللهم الحقنا به في الصالحين وارزقنا شفاعته وكرامتك في الدنيا والاخرة يا رب العالمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على النبي المصطفى المختار واله وصحابته المهاجرين انصار واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين