بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لربنا الكبير المتعال حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يملأ السماء والارض وما بينهما وما شاء ربنا من شيء بعد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام ذو الفضل والانعام سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه. واشهد ان سيدنا وحبيبنا ونبينا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين. وحبيب رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه تترى الى يوم الدين وعلى ال بيته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وبعد فالليلة ليلة الجمعة بها تغرب شمس لتشرق شمس المحبة بالصلاة والسلام على نبي الهدى ورسول الرحمة عليه الصلاة والسلام الشمس يسطع في النهار ضياؤها ويغيب ضوء الشمس عند المغرب. لكن شمس محمد وضاءة مر الزمان وجدتها لم تغرب. صلى الله عليه واله وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وما هذا المجلس يا كرام الذي نتى ذاكروا فيه شأن النبي صلى الله عليه وسلم وحقوقه العظيمة في هذا المجلس المبارك الا بابا من الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نتدارس صفحات من كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه. وقد وقف بنا الحديث في فصول الباب الثالث من القسم الثاني من الكتاب في بشأن تعظيم المصطفى صلى الله عليه وسلم وتوقيره وتوقير سنته وعظام امره عليه الصلاة والسلام. وان هذا من الحقوق الاكيدة والواجبات التي تناط برقابنا امة الاسلام لنبينا عليه الصلاة والسلام. وقد ساق المصنف الله فيما مضى من فصول هذا الباب ما يتعلق بالنصوص الواردة في شأن التعظيم والتعزير والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي جزء مرتبط بما تقدم من واجبي الايمان به عليه الصلاة والسلام. ومحبته محبة تملأ القلب بابي وامي هو صلى الله عليه واله وسلم. في مجلس ليلة الجمعة الماضية كان الحديث عن فصل في بتعظيم النبي عليه الصلاة والسلام بعد مماته. وعند ذكره. وكيف كان لسلفنا الصالح رحمة الله عليهم في ذلك اثار المشرقة والمواقف المضيئة واما مجلس الليلة فصفحة اخرى مشرقة من هدي السلف رحمة الله عليهم. تحكي جيلا كان يعظم رسول الله صلى الله وعليه وسلم وخصوصا في مجالس السنة ورواية الحديث وسماعه وكتابته وكيف كان ائمة الاسلام ماء الحديث وهم اقرب الناس بسيرته عليه الصلاة والسلام. وبحديثه واخباره صلى الله عليه وسلم كيف كانوا اوفر الامة حظا بهذا المعنى. وكيف كانوا احرى الامة حقيقة بتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم حديثه وتعظيم امره وذكر اسمه عليه الصلاة والسلام. هذا فصل فيه ايضا وجه اخر. ومعلم اخر من معالم الصالح رحمة الله عليهم في الامتثالهم لامر ربهم. لما قال سبحانه وتعالى انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله. وتعزروه وتوقروه. فاقاموا حقيقة معنى التعزير والتوقير لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم الفصل يحكي تحديدا تعظيمهم للحديث النبوي. ولقراءة خبره عليه الصلاة والسلام ومجالس الحديث التي يروى فيها خبره وقوله وفعله وسيرته العطرة صلوات الله وسلامه عليه بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله الا فصل في سيرة السلف في تعظيم رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته. قال طبيعية حدثنا الحسين بن محمد الحافظ قال حدثنا ابو الفضل ابن خيرون قال حدثنا ابو بكر البرقاني وغيره قال حدثنا ابو الحسن الدار قطني. قال حدثنا علي ابن علي ابن مبشر علي ابن مبشر قال حدثنا احمد بن سنان القط القطان قال اخبرني يزيد ابن هارون قال اخبرني المسعودي اخبرنا قال اخبرنا المسعودي عن مسلم البطين عن عمرو ابن ميمون قال اختلفت سئل ابن مسعود سنة فما سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انه حدث يوما فجرى على لسانه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم علاه كرب حتى رأيت العرق عن جبهته ثم قال هكذا ان شاء الله او فوق ذا او ما دون ذا او ما هو قريب من ذا وفي رواية رواية فتربد وجهه. وفي رواية وقد تغرغرت عيناه وانتفخت اوداجه. بدأ المصنف رحمه الله الفصل في الحديث الذي سمعت رعاك الله وهو عن عالم من علماء الامة وفقيه من فقهاء الصحابة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وارضاه. احد السابقين المهاجرين الذين ادركوا شرف الاسلام في اول ايامه بمكة رضي الله عنه وارضاه. القارئ الذي اخذ القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفقيه الذي نقل فقه الصحابة ثم انتشر عنه علم الكوفة وما من فقه ائمة الاسلام يقول عمرو بن ميمون اختلفت الى ابن مسعود سنة اختلفت يعني ترددت عليه واتيت مجلسه وغشيته وكان من طلابه وتلاميذه والاخذين عنه. والمقصد انه لازمه سنة. قال فما سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. يحكي عن سنة قضاها بصحبة ابن مسعود رضي الله عنه. قال فما وجدته خلال السنة يجرؤ على ان يقول ينسب الكلام والحديث والخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم هكذا. لم لم يفعل ابن مسعود؟ وانا قلت قبل قليل انه من السابقين وممن اسلم بمكة يعني طالت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا. بل هو من اكثر الناس صحبة له عليه الصلاة والسلام عاش معه بمكة قبل الهجرة وبالمدينة بعدها وكان من اكثر من سمع الحديث ووعى وحضر وجاهد وسافر وارتحل وحج واعتمر بصحبته عليه الصلاة والسلام لكنه كان يتوقى الحديث كان يهاب ان يقول كلاما يخطئ في كلمة او حرف فينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقوله وهذا من شدة ورع الصحابة رضي الله عنهم. وقد بوب المحدثون على حديث ابن مسعود هذا. ومثله عن من الصحابة كالزبير وانس رضي الله عنهم جميعا انهم كانوا يأخذون في حياتهم مبدأ التعظيم للسنة والخوف والتهيب من ان يجرؤ احدهم فيحكي كلاما يقوله للتابعين ولاولاده ومن معهم يقول لهم وهو جالس بينهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو قال ما كذب والله لكنه كان يخشى احدهم ان يقول الحديث ويحكي جمله والفاظه ثم يكون قد اخطأ في جملة او غاير في كلمة وهو لا يرضى لنفسه ان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة او كلمة ما قالها كانت هذه المواقف العظيمة في التهيب والوقار والاجلال هو لون من التعظيم لسيرته وسنته عليه الصلاة والسلام. هذا وهو ابن مسعود رضي الله عنه الفقيه الاجل الامام الكبير العلم قارئ من قراء الصحابة فقيه من فقهائهم عالم من علمائهم ويصنع هذا الصنيع وما فعل هذا رضي الله عنه الا لعظيم ما وقر في قلبه. اما طالت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا والله قد طال في قلبه معنى الحب والتعظيم والاجلال لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هكذا يفعل يقول اختلفت اليه سنة فما سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم يقول الا انه حدث يوما فجرى على لسانه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني انها خرجت من فمه. قال ثم علاه كرب حتى رأيت العرق يتحدر عن جبهته ما الذي اصابه هو ذاك الخوف الوجل التهيب لما وجد نفسه قد سبقت الكلمة لسانه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكأني به رضي الله عنه استعرظ الوقوف بين يدي الله فيسأله ماذا قلت على لسان من ارسلت؟ والنبي الذي بعثت فكان التهيب لانه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم علاه كرب حتى رأيت العرق. يتحدر عن ثم قال هكذا ان شاء الله او فوق ذا او ما دون ذا او ما هو قريب من ذا. يريد ان يقول قد اكون اوزت قليلا او قصرت قليلا او زدت شيئا او نقصت شيئا. يريد ان يبرئ ذمته. امام الله وامام الناس. يا اخي ما هذا وما الذي حمله على هذا؟ اكان يحكي قصة مختلقة او حديثا مصطنعا مكذوبا حاشاه والله رضي الله عنه. لكنه كان يرى ان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وحي كما القرآن وحي وشأنه ان يعظم وان يوقر وان وان يحترس وان يحذر وان يتحفظ وان يتوقى في روايته في الاخبار به في الحديث به للناس وهو من هو رضي الله عنه لكنه والله كان درسا. ها نحن اليوم نجلس سنة الف واربعمئة واربعين لنتعلم كيف قال ابن مسعود رضي الله عنه فنتأدب بادبه ونحمل النفوس سواء كنا طلاب علم نغشى المجالس والحلق نقرأ القرآن وندرس الحديث الشريف. او كنا من عامة المسلمين المحبين لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم هذا الادب كيف نعظم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. نعظمه تعظيما حتى على التحديث والسماع وعدم الجرأة في النسبة اليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقل يا كرام هذا ادب كبير. هذا باب عظيم. تساهل فيه اليوم فئام من الناس. عندما لا يتحرى احدهم ان ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم حديثا لا يدري ما صحته. ولا يدري عن ثبوته من عدمه. فيتسارع الناس ويتداولون ذلك في رسائل ويبعث بها بعضهم الى بعض ولو سألت احدهم لاعتذر انه هكذا بلغه اكونه بلغك على نحو ما عذر لك تبرأ به ذمتك امام الله ان تنسب اليه صلى الله عليه وسلم شيئا لا تدري هل يصح او لا يصح ومع وسائل التواصل اليوم وامتلاك الناس لهذه الاجهزة التي بات لا يخلو منها يد ولا جيب. اصبحت تساهل في هذا بابا مفتوحا فمن تعلموا من لم يتعلم والجاهل والمتعلم في هذا سواء الكل يقرأ ويبعث ويرسل دون ما تحر رويدا يا قوم لقد كان الصحابي الذي سمع الحديث باذنه رضي الله عنه والذي طالت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعت وقد بلغ في الامامة في الحديث والفقه والقرآن مبلغا اصبح به من افراد الصحابة وائمتهم رضي الله عنهم جميعا هو من هو ومع ذلك يتحرى. ويتهيب. ولما سبق لسانه يوما فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على كرب وتحدر العرق من جبهته وهو يقول هكذا ان شاء الله او فوق ذا او ما او قريب من ذا. قال وفي رواية فتربد وجهه. يعني اظلم واعتم. وفي رواية وقد تغرغرت عيناه وانتفخت اوداجه وجد نفسه انه امام مصاب عظيم وامانة جليلة يخشى ان يقف بين يدي الله للسؤال او ان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل هذا باب عظيم يا كرام من العلم فيه الحفظ للسنة وحفظ مقامها وهيبتها ومكانتها والا يقول احد منا قولا او ينسب حديثا الى المصطفى صلى الله عليه وسلم دون ان يعرف صحة ذلك. فاذا كان لا يعلم فليسأل واذا فسأل وتثبت فانه يشارك في نشر سنة وتعليم خير ودلالة على هدى. واما القصص والاخبار التي لا تثبت والاحاديث الموضوعة وشديدة الظعف التي لا يجوز اهل العلم روايتها التحديث بها فذاك مما لا يجوز التساهل فيه وهو مما ينبغي الاخذ به على ايدي الناس. وانه ليس كلاما ككلام الخطباء والوعاظ وسائر الناس. من العلماء ومن غير ان تخطئ في نسبة كلام الى امام او عالم. فتقول قال الامام فلان او الشيخ فلان او العالم فلان. في ظهر انك طعت فيما نسبت اليه عيب عند اهل العلم. وخطأ تنبه عليه ويقال لك لم يصح ما قلت. فتتراجع وتعتذر ان النسبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا كرام ليست خطأ فحسب ليست زلة فحسب بل هي باب من ابواب جهنم والعياذ بالله. يقول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه وتواتر عن فئام من اصحابه قال صلى الله عليه وسلم من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار هذه الرواية التي يقول فيها من كذب علي متعمدا. صحيح انها تحمل على من وضع الحديث واختلقه وافتراه لكن المشاركة في نشر الحديث المكذوب والموضوع وان كان ليس هو الذي كذبه. لكنه اسهم في نشره ونقله وروايته هو شريك في الوزر. ولذلك فبعض روايات الفاظ هذا الحديث من حدث عني بحديث يرى انه كذب هو احد الكاذبين هو شريك في هذا الكذب بنقله وروايته ونشره فالحذر الحذر يا كرام لانك تتعامل مع حديث سيد الانام صلى الله عليه وسلم مع رسول اوحى الله اليه وشأن الوحي ان يعظم لانه منسوب الى الله جل جلاله. ومن عظم الله عظم وحيه من عظم الله عظم نبيه صلى الله عليه وسلم. ومن عظم النبي صلى الله عليه وسلم عظم سنته. ومن تمام تعظيم هذا الصنيع العظيم الذي ارسى قواعده ومنهجه والتعامل به صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عنهم وارضاهم وقال وقال ابراهيم بن عبدالله بن قريم الانصاري قرين ابن قريم الانصاري قاضي المدينة مر ما لك بن انس على على ابي حازم وهو يحدث مر ما لك بن انس على ابي حازم وهو يحدث فجازه وقال اني لم اجد موضعا اجلس فيه ان اخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قائم. هذا ما لك رحمة الله عليه الامام الجليل فقيه المذهب وامام دار الهجرة ومن ضربت اليه اكباد الابل للاخذ من علمه وفقهه وفي الفصل هذا مواقف عدة تحكى عنه رضي الله عنه فقد كان اماما في هذا الباب. في تعظيم السنة وتعظيم برواية الحديث وتعظيم مجالس حديث النبي صلى الله عليه وسلم. مر مالك على ابي حازم وابو حازم شيخ المدينة وامام علم جليل رحمة الله عليه مر به وهو يحدث فجازه يعني تجاوزه ولم يقف عند مجلسه ولم للحديث الذي كان يحدث وقال معتذرا اني لم اجد موضعا اجلس فيه. كان المجلس ممتلئا ولم يكن سبيل الى ان يجد موضعا يشارك الجالسين في سماع الحديث النبوي فما رضي ان يقف ويسمع ويشارك في سماع الحديث ورأى ان وقوفه لسماع الحديث مناف للادب قال اني لم اجد موضعا اجلس فيه وكرهت ان اخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا قائم ان ليس هذا تحريما لكنه ادب راق في اجلال الحديث النبوي كان احدهم اذا حدث او سمع الحديث تهيأ له وتهيب له واستعد وكان في اتم مما يكون فيما يظهر عليه احتراما واجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مالك جاء رجل الى ابن المسيب فسأله عن حديث وهو مضطجع فجلس وحدثه فقال له الرجل وددت انك لو لم تتعنى فقال اني كرهت ان احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا جاء رجل الى سعيد ابن المسيب سيد من سادات التابعين صهروا الصحابي الجليل ابي هريرة رضي الله عنه وزوج ابنته. ومن اجل من حمل الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه. جاءه رجل فسأله عن حديث وهو مضطجع. وفي رواية وهو مضطجع في مرضه. يعني كان مريضا مضطجعا على فراش المرض فلما جاء وسأله عن الحديث قام فجلس وحدثه قال له السائل وددت انك لم تتعنى يعني اخشى اني اتعبتك وارهقتك وانت مريض فما جئت لارهقك وددت انك لم تتعنى. فقال اني كرهت ان احدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مضطجع هلموا يا قوم نتعلم الادب. هؤلاء سادتنا من السلف نتعلم منهم كيف يكون الادب في مجلس حديثه عليه الصلاة والسلام ويقولون كان سعيد رضي الله عنه وهو مريض يقول اقعدوني فاني اكره ان احدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا مضطجع يرى ان احتمال المرض والجلوس ومعاناة الالم اهون عنده من ان يلقي الحديث او يحدث به وهو على الفراش ولو كان معذورا بعذر المرض رحمة الله عليه وروي عن محمد بن سيرين انه قد انه قد يكون يضحك. فاذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم فخشع محمد ابن سيرين ايضا من اجلة التابعين كان يذكر بالدعابة والمرح واللطافة والتبسم وكثرة الضحك وعرف هذا عنه اصحابه وكان موصوفا بذلك رحمة الله عليه لكنه اذا كان في مجلس الحديث النبوي فرجل اخر قال اكان ربما يضحك فاذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم خشع لم تكن الضحكة عندهم ولا الابتسامة او اللطافة او المداعبة لم تكن شأنا يسري طوال الليل والنهار. قد يكون من طبع احد الملاطفة والمرح والدعابة والمزاح والضحك مع الاصحاب لكنه في مقام الجد هم اجد ما يكونون. فاذا في مجلس الحديث قال اذا ذكر عنده الحديث خشع. ولهذا يقول سعيد بن عامر كنا عند هشام استوائي. فضحك رجل منا فقال له هشام تضحك وانت تطلب الحديث يرون ان هذا لا يليق كيف تضحك وانت تجلس في مجلس الحديث لتسمعه او تقرأه على شيخ وعالم ومحدث وامام؟ هذا لا يليق بهم كانوا يأخذون انفسهم وطلابهم ومن تحت ايديهم بهذا الادب كما نتعلم الادب في مجالس القرآن وتلاوته واقراءه وتعلمه وتعليمه ما نرضى لطلابنا لاولادنا ولا لانفسنا ان نقرأ القرآن على وضع لا يليق. وفي امر لا يظهر فيه احترام واجلال لكلام لله جل جلاله وهكذا هو من تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقال ابو مصعب كان ما لك بن انس لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو على وضوء له لم يقل احد من اهل العلم ان من شرط رواية الحديث ان تكون على طهارة والقرآن وهو قرآن كلام الله يقرأ على طهارة وعلى غير طهارة. الطهارة لمس المصحف نعم. لكن ان تقرأ القرآن عن ظهر قلب يجوز لك ولو على غير طهارة. هؤلاء لا يتحدثون عن حلال وحرام لكنهم كما قال هنا لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو على وضوء اجلالا للحديث كيف فما يقولون ان هذا لا يجوز ولا يحرمونه على الناس لكن يأخذون انفسهم بهذا الادب ومن يفعل هذا مع حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو من باب اولى يعمل به مع كلام الله جل جلاله. فاذا كان لا يقرأ القرآن الا على طهارة ولا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الا على طهارة ولا يعتبر ذلك شرطا ولا يحرم على الناس خلافه ولا يقول بتأثيم من لا يفعل ذلك لكن يرونه ادبا. نتأدب به مع الوحي لان الوحي من الله عز وجل ومن عظم الله عظم وحيه فيرون هذا ادبا وهذا مالك رضي الله عنه ورحمه هو من ائمة السلف في هذا في التعظيم والاجلال للحديث وحكى مالك ذلك عن جعفر ابن محمد الصادق وقال مصعب بن عبدالله كان ما لك بن انس اذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وتهيأ ولبس في ثيابه ثم يحدث قال مصعب فسئل عن ذلك فقال انه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم. وقال ابو سلمة الخزاعي كان ما لك بن انس اذا اراد ان يخرج ليحدث ان يخرج من بيته الى المسجد النبوي حيث كان يجلس رحمة الله عليه للتحديث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان مالك ابن انس اذا اراد ان يخرج ليحدث توضأ وضوءه للصلاة ولبس احسن ثيابه ولبس قلنسوة ومشط لحيته فقيل له في ذلك يعني سئل عن هذا الاجلال والاحترام وعن هذه الهيئة التي يتخذها والعناية بمظهره فقيل له في ذلك فقال اوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. الله. هو ادب كما قلت لكم. هلموا نتأدب من صنيع الائمة. كيف كانوا يفعلون اجلالا للحديث. وتعظيما للوحي وامتثالا للادب الذي تأدبنا به بنص القرآن والسنة. نعم. قال مطرف كان اذا اتى الناس مالكا خرج خرجت اليهم الجارية اذا اتى الناس مالكا اذا اتوا تاره وطرقوا بابه. نعم خرجت اليهم الجارية. كان اذا اتى الناس مالكا خرجت اليهم وتقول لهم يقول لكم الشيخ تريدون الحديث او المسائل؟ الحديث يعني الرواية هل تريدون ان تسمعوا حديثا او المسائل يعني الفتوى هل تريدون حديثا او تريدون فتوى؟ نعم. فان قالوا المسائل خرج اليهم. وان قالوا الحديث دخل مغتسله اغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا ولبس ساجه وتعمم ووضع على رأسه رداءه وتلقى له منصة فيخرج فيجلس عليها. وعليه الخشوع ولا يزال يبخر بالعود حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال غيره ولم يكن يجلس على تلك المنصة الا اذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. هذا ادب الرجل يفعل هذا وهو امام رضي الله عنه اذا قالوا المسائل خرج اليهم واذا قالوا الحديث دخل المغتسل اغتسل تطيب لبس الثياب الجدد لبس ساجه وتعمم. الساج مثل الشال الذي يوظع على الكتف والطيلسان الذي لا يرتى على الجسد ولا يلف. وتعمموا ووضع على رأسه رداءه وخرج وجلس على منصة كل هذا لم يكن تصنعا ولا مظهرية جوفاء انا رسالة تلقى الى الملأ وتعلم به الامة وها هي الامة تحفظه فترويه الى اليوم وقد فعل ما لك رحمة الله عليه وهو الامام الاجل فعل بذلك ما استحق ان يبقى درسا على مر القرون تعلم طلابه فقط وانتهت الصفحة ومات الخبر بمماته ابدا. ها هو ذا يحفظ. وها هو ذا يروى. وها هو ذا يدون في ويلقى في بيت الله الحرام وفي سائر مجالس العلم ودور العلم وصروح العلم يعلم الادب الذي تأدب به الائمة وعلى رأسهم مثل الامام مالك رحمة الله عليه. هذا المظهر الذي كان يتعنى به. وقد عاش رحمة الله عليه في مدينة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ويلقي العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكأني به كذلك استشعر في جلالة المقام وقربه من قبره عليه الصلاة والسلام وهو يلقي بمسائل الحديث ويحدث بالسند الذي يتصل به الى النبي صلى الله عليه وسلم استشعر في كل ذلك شرف المقام وشرف الرواية فكان يحتاط لذلك يتهيأ يغتسل يتطيب يلبس احسن الثياب المقام ليس وظيفة كان يؤديها ولا منصبا وظيفيا كان يتعامل به. كان يراه دينا قبل كل شيء احيانا يتعامل به ورواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرف بالانتساب اليها رحمة الله عليه. ولم يكن على تلك المنصة الا اذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال ابن ابي اويس فقيل لمالك في ذلك فقال احب ان اعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احدث به الا على طهارة متمكنا قال وكان يكره ان يحدث في الطريق او وهو قائم او مستعجل. وقال احب ان افهم حديث طول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدث في الطريق ولا وهو قائم ولا وهو مستعجل. اما ان يكون مجلسا فيه تمام الوقار يكون المحدث والمحدث على هيئة من الاجلال والتوقير لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والا فلا ان كان على عجلة او في الطريق فليس هذا مقامه. كانوا يعلمون بذلك هذا الادب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. لاحظ معي ليس هذا تحريما ولو وجدنا عن غيره من الائمة لن نعتبر هذا سوء ادب لكنا نتكلم عن مراتب راقية وكان الامام مالك وهو من سادات السلف في هذا الباب رحمة الله عليهم جميعا كان يأخذ نفسه. ولذلك كان يسأل وما سؤال الناس اياه ليس استنكارا لكنه كان استعجابا ما الذي يحمله على ذلك؟ لان فيه من التكلف الذي قد يبدو ما لا يخفى. لا يحدث الا على طهارة ولا يحدث الا في مجلس يمتلئ مهابة ووقارا كانوا يرون ذلك نوعا من التكلف الذي ربما كان مرهقا فكان لا يجيبهم باكثر من هذا. احب ان افهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. او يقول اوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم او يقول رحمة الله عليه كما مضى في ذلك انه حديث رسول الله صلى الله عليه ليس مالك وحده رحمة الله عليه يصنع هذا الصنيع بل كان غيره كذلك حكي هذا عن جعفر بن محمد الصادق ويحكى الان عن غيري مثل قتادة والاعمش كما سيأتي بعد قليل. يقول احمد بن سنان يصف مجلس الامام وكيع بن الجراح شيخ الشافعي وهو من مالك امامة وجلالة وفقها ورواية يحكي عن مجلسه في الحديث فيقول كان مجلس وكيع في الحديث لا يتحدث في مجلسه ولا يبرى قلم ولا يتبسم ولا لا يقوم احد قائما كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فان انكر منهم شيئا انت عل ودخل. اخذ نعاله اكرمكم الله وانصرف عن المجلس اذا رأى من احدهم ما يمكن ان من التصرفات يخرج عن حدود الادب والوقار كانوا يربون جيلا حفظ التاريخ هذا الصنيع ونقلته الرواية جيلا بعد جيل لندرك ان لنا في الى اسلافا عظاما ما عظم الله قدرهم الا لما عظموا دينه اي والله. لما عظموا دينه وشريعته. لما عظموا الحلال والحرام. لما عظموا القرآن قلنا لما عظموا العلم عظم الله شأنهم فحفظت اثارهم وبقيت تاريخا يروى ويذكر ويدرس في مجالس العلم الى زمان الناس والى ما شاء الله قال ضرار ابن مرة كانوا يكرهون ان يحدثوا بحديث على غير وضوء. ونحوه عن قتادة. كانوا ليس هذا صنيعا للامام مالك فقط بل هذا كان شأنا مستداما شائعا بينهم رحمة الله عليهم وكان الاعمش اذا احب ان يحدث وهو على غير وضوء تيمم. ليست طهارة للصلاة. ولم يقل احد من العلماء فانه لا يجوز رواية الحديث الا بطهارة فان لم يكن ماء تيمم. لكنهم يأخذون انفسهم بهذا الادب لنفس السبب وهو اجلال والتعظيم والوقار لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قتادة لا يحدث الا على طهارة ولا يقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم الا على وضوء قال عبدالله بن المبارك كنت عند مالك وهو يحدثنا فلدغته عقرب ست عشرة مرة وهو يتغير لونه ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من المجلس وتفرق عنه الناس قلت له يا ابا عبدالله لقد رأيت منك اليوم عجبا قال نعم لدغتني عقرب ست عشرة مرة وانا صابر في جميع ذلك. وانما صبرت اجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم هذا التوقير الكبير هذا التعظيم العظيم لمجلس الحديث ورواية الحديث وقراءة الحديث واسماعه كان السلف رحمة الله عليهم في هذا الباب يروون معلما كبيرا من معالم التعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد هذا الادب بمثل هذا الصنيع وبمثل تلك المواقف. السؤال يا كرام هذه المواقف وغيرها وسيأتي بعضها ايضا بعد قليل لم تكن كما اسلفت لم تكن منهم رحمة الله عليهم عناية برسوم جوفاء ليست مبالغة واسرافا في مظهرية خاوية لاجل ان نقول التالي اذا كان هذا توقير السلف للحديث كتابة وسماعا ورواية. وهو حديث يقرأ في المجالس ويروى في الحلقات اذا كان هذا تعظيمهم كما سمعت في اكثر من قصة ورواية عن اكثر من امام منهم رحمة الله عليهم فكيف بالله عليك؟ كيف هو توقيرهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياتهم قولا وعملا اتظن ان الذي بلغ به الحد الا ان لا يحدث الا على طهارة. واذا خرج مجلس الحديث اعتنى بجلال الادب. ويتوضأ ويغتسل ويلبس الثياب الجدد ويعلم الطلاب في مجلسهم كيف يكون الادب. مثل هذا ما ظنك بصنيعه مع السنة النبوية في حياته قولا وعملا والله لقد كان اعلاءهم لراية السنن واحياؤها في عصورهم في مجتمعات المسلمين كانت تبتدأ من ها هنا من اين من القلب تعظيما للسنة واجلالا لها. وتوقيرا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لابد ان نتفق انه متى نروم ان نعود من جديد لتعظيم السنن في الحياة واجلال سنة النبي صلى الله عليه وسلم واحيائها في المجتمعات وبثها ونشرها بين الناس وان تكون متناولة بين يدي الصغير والكبير والرجل والمرأة والمتعلم والجاهد. ينبغي ان ندرك ان نبتدأ من الخطوة الاولى. ان تمتلئ الصدور تعظيما لسنته عليه الصلاة والسلام وتوقيرا لها واجلالا واحتراما. نعم البداية من هنا. فان كان فيها خلل سيكون الخلل في الخطوات التالية تباعا اذا ابصرنا في مجتمعاتنا تراخيا في السنن زهدا فيها تقصيرا تفريطا اهمالا تجاوزا عدم عناية لابد ان نتفق ان وراء ذلك قدر من الخلل واقع في القلوب. علينا الاعتراف به ومعالجته من اجل ان ننبعث من جديد نحو خطوات اصدق في تعظيم السنن واحترامها في اجلالها وتطبيقها في العمل بها في احيائها بين الناس. هذا الصنيع الذي وجدته في حياة هؤلاء هو الذي رفع الله تعالى به شأنهم في تاريخ الامة واعلى ذكرهم الى زمان الناس هذا ما مالك وابو حنيفة والشافعي واحمد وما غيرهم من رواة السنة كالبخاري ومسلم داود والترمذي والنسائي وابن ماجة. ما هؤلاء كلهم؟ ومن جاء بعدهم وقبلهم؟ ومن كان معهم؟ ما هم؟ ومن هم؟ لم كونوا سلاطين ولا حكاما ولا خلفاء في تاريخ الاسلام. كانوا ائمة علماء حفظوا شرع الله فحفظ الله شأنهم. واقاموا لدين الله كتابا وسنة تعظيما واجلالا. فعظم الله ذكرهم في الامة احيا خبرهم ومآثرهم في حياة الناس في امة الاسلام على مدى قرون متطاولة عديدة الى اليوم. نتكلم عن علماء وسادات بات احدهم في قبره اليوم اكثر من الف سنة ولا يزال الناس يقولون اسمه ويترضون عنه ويترحمون عليه. ما هذا والله ستدرك انهم حملوا في حياتهم هما عظيما بلغوا به مبلغا عظيما الحياة هي الحياة لم يعيشوا في حياتهم عمرا اطول مما نعيشه اليوم اتظن انهم بلغوا شأنا عظيما لان احدهم عمر خمس مئة سنة وعاش في الامة مئتي سنة فشاع ذكره وانتشر صيته. الحياة هي الحياة طويلها وقصيرها سواء. تدري ما الفارق المؤثر؟ ان تكون في حياتك انت قصيرة كانت او طويلة ان تكون شيئا عظيما فتبقى بعد مماتك ايضا عظيمة. العظمة هنا ليست عظمة مال ولا جاه ولا سلطان. عظمة ارتباط بتعظيم الله هو ما عظم الله فان كنت كذلك نلت العظمة فبقي ذكرك مخلدا هؤلاء الائمة هم من حفظوا الشريعة ومالك رحمه الله لما كان يعتني بما سمعت في المواقف والاثار لم تكن مظهرية فقلت لك من كان هذا صنيعه في توقير الحديث. كيف هو مع السنة في حياته؟ لقد كانوا من اعظم الناس عناية سنن في تطبيقها في حياتهم وقد كان احدهم وهم فقهاء ائمة اعلام كانوا يغرفون للامة من بحور الفقه ما يفتون به ويسألون عنه ويجيبون ويعلمون الناس تركوا من ورائهم ارثا علميا ضخما ما خلد الا لانهم عظموا فيه الشريعة. ومن كان معظما للحديث على نحو هيئته ومجلسه وطهارته هو اشد امام السنة ان يمر بها فلا يطبقها ابدا والله. اسمع رعاك الله. هذا موقف للامام الشافعي. وهو احد الائمة الاعلام الذين لا يغيب في الامة ذكرهم على مر الزمان. ويتوارث الناس فقههم ومذهبهم الى يوم الناس هذا. كان رحمة الله عليه فيما يؤكد هذا المذهب ويعيشه بين اصحابه. يقول كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وان لم تسمعوه مني هذه العبارة بلفظها وبقريب منها تذكر عن الائمة الاربعة رحمة الله عليهم واحدا واحدا ابو حنيفة ومالك كن والشافعي واحمد. صح عن اربعتهم انهم كانوا كانوا يلقنون طلابهم. والاخذين عنهم انه يا جماعة اكرمنا الله بعلم وبوأنا الله منصبا وصارت الناس تقصدهم للفتوى لطلب العلم وللسؤال وعلى ذكرهم في حياتهم وزاد ذكرهم علوا بعد مماتهم ومع ذلك كانوا يقولون كل شيء يمكن ان يؤخذ لكن متى جاء الحديث فهو المقدم يقول رحمه الله تعالى كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وان لم تسمعوه مني. وقال ايضا اذا وجدتم سنة النبي اذا وجدتم سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي فخذوا بالسنة ويؤثر عنه وعن غيره من الائمة الاربعة فخذوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واضربوا بقوله عرض الحائط. الحديث هو الحديث والشريعة فيه والدين جعله الله عز وجل فيما اوحاه. لا فيما يقوله سائر البشر. يقول ودعوا قولي فاني قولوا بها يعني بالسنة وذات يوم ذكر الشافعي رحمه الله حديثا في مجلسه فقالوا له رجل من جلسائه تأخذ به يا ابا عبدالله يعني انت سمع الحديث يذكره. قال هل تقول به يعني هل تبني فقها؟ ولك من الحديث هذه مسألته. قال تأخذ به يا ابا عبد الله فقال الشافعي غاضبا افي الكنيسة انا او ترى على وسطي زنارا الزنار كان يربطه الوثنيون في اعيادهم المجوسية يقول هل تراني نصرانيا او مجوسي او وثنيا تسألني هذا السؤال فقط لانه سأله بعد ما سمعه يحدث بحديث قال تأخذ بهذا يا ابا عبد الله قال افي الكنيسة انا او ترى على وسطي زنارا؟ نعم اقول به وكلما بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت به وتلميذه الربيع بن سليمان رحمه الله يحكي عنه انه قال سمعته وسأله رجل عن مسألة. فقال الشافعي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة كذا وكذا واكتفى بالجواب. فقال له السائل يا ابا عبدالله تقول به يعني تقول بالحديث الذي رويت قال الربيع فرأيت الشافعي ارعد وانتفض وقال يا هذا اي ارض تقلني واي سماء تظلني اذا رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم اقل به نعم على الرأس والعينين على الرأس والعينين حبا وكرامة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم هذه المواقف هذه القصص هذه الاثار ما دفنها التاريخ ولا طويت بل بقيت محفوظة لتعلم الامة عبر اجيالها المتلاحقة ان لنا سلفا عظيما عظموا شريعة الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان هذا هو المنطلق لامة ترجو السيادة. ترجو من الله عز وجل نصرا وتعظيما لمقامها بين الامم. من عظم الله وشريعته ووحيه ودينه وكتابه وسنة رسوله. صلى الله عليه وسلم عظم الله مقامه بين البشر وامة لا يزال لها في هذه المواضع تقصير وتفريط لا تطمع كثيرا في ان ترجو سيادة وعزة وعظمة بين الامم والله عز وجل يقول ان تنصروا الله ينصركم. ومن نصرة الله ونصرة دينه وشريعته هذه التي ما زلنا نتداولها في التوقير والاجلال والاحترام والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته اسلم عليهم قال ابن مهدي مشيت يوما مع مالك الى العقيق فسألته عن حديث فانتهرني وقال لي كنت في عيني اجل من ان تسألني عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي. جعل هذا من خوارم المروءة فيه. يقول ما زلت محترما في نظري حتى رأيتك تفعل هذا الصنيع. ما الجناية التي اقترفها؟ ما السوء الذي وقع فيه؟ غايته؟ يقول مشيت يوما مع الى العقيق وادي العقيق في المدينة. قال فسألته هو الحديث فانتهرني وقال كنت في عيني اجل من ان تسألني عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي وابن مهدي عبدالرحمن ابن مهدي امام جليل قليل للشافعي ومن الائمة الكبار في هذه الحقبة من الزمان ومعروف بالامامة والحديث والفقه والدراية. لكن مالكا رحمه الله ما كان يرضى لنفسه. ولا لمن حوله ان يتجاوزوا شعرة في مقام الادب مع حديثه عليه الصلاة والسلام وسأله جرير جرير ابن عبد الحميد القاضي عن حديث وهو قائم فامر فامر بحبسه فقيل له انه قاض قال القاضي احق من احق من ادب. ما كان ما لك رحمه الله في المدينة قاضيا كأنه كان في جلالة وعظمة ومنصب ومهابة فوق القضاة وكان رحمه الله اذا امر بالشيء فعل واذا وجه الى قاضي المدينة او حاكمها امتثل الناس وله كلمة مطاعة وامر مسموم رحمة الله عليه بل الخليفة اذا اتى المدينة قصد مجلسه وقربه واستدعاه اجلالا لمقامه رحمة الله عليه سأله جرير بن عبدالحميد القاضي وهو من قضاة المدينة عن حديث وهو قائم ومالك رحمه الله لا يرضى التجاوز في هذا المقام. امر بحبسه. قالوا له هذا قاضي. قال القاضي احق من ادب. مثله ينبغي ان يكون اعظم الناس تأديبا واذا تجاوز فعقوبته اشد من عقوبة غيره. مرة اخرى ساقول ما كانوا يعدون مثل هذه صنائع ان يحدث وهو قائم او يسمع الحديث وهو قائم ما كانوا يعدونها جرائم ولا يعدونها موبقات ولا فواحش. حاشا لكنهم يتكلمون عن الادب وفي مقام الادب انت نفسك عبد الله زوجتك واولادك واهل بيتك على نحو فيما تراه لائقا. بما تمتلئ به نفسك من القيم والاخلاق والمثل. وهؤلاء اي اقوام عظم في نفوسهم قدر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان من القيم الجليلة في نفوسهم معنى التعظيم. والتعظيم عندهم قيمة جليلة لا يرظون بتجاوزها ولا اقتحامها على اختراقها واحدهم في مقام الادب لنفسه ومع من حوله يأخذ بالمقام الاعلى. ويأخذ بالاكمل والافضل ولا يرون في هذا سائغا خصوصا وانهم قد جعل الله على ايديهم الامامة والسيادة والريادة وصار الناس ينظرون اليهم نظرة القدوة تعلمون من قولهم وفعلهم وسائد صنيعهم ورحمة الله عليهم وذكر ان هشام بن الغازي سأل مالكا عن حديث وهو واقف فضربه عشرين سوطا ثم اشفق عليه له عشرين حديثا فقال هشام وددت لو لو زادني سياطا ويزيدني حديثا لما ضربه عشرين سوطا عليه فحدثه بعشرين حديثا فطمع فقال وددت لو زادني سوطا وزادني حديثا اذا كان كل صوت يقابل حديثا ويرون نيل الحديث وسماعه من الامام ما لك شرف وكان مالك رحمه الله على شرط شديد وثيق في التحديث. حتى ان الشافعي وغيره ممن جاءه صغيرا وقدم عليه مجلسه كان لا يقبل بتحديث كل من اتاه ايضا لما كانوا يتحرون بل وبعضهم ينسب اليهم التشدد في رواية الحديث. والله ما كانوا يفعلون ذلك الا تعظيما للحديث واجلالا له فاذا اتاهم احد عابر سبيل وطرق الباب وطلب ان يسمع الحديث ما كانوا يعطونه ليست طعاما ولا صدقة ولا كسوة يعطاها السائل. هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاما ان يكون السائل اهلا له والا فلا يستحق ان يحدث بحديث النبي عليه الصلاة والسلام. وكانوا يأخذون طلابهم بهذا الادب. ولهذا يذكر في مقام الرواية في الحديث بعض الائمة ممن كان يتحرى في ذلك ويتشدد في التحديث وله شرط شديد في جواز التحديد واجازة من يحدثون. وكان منهم هذه المواقف فلما ذكر هذا الصنيع وجده شاهدا على ما كان الامام ما لك رحمه الله يصنعه في نفسه وطلابه من الاخذ بالادب لانه سأله الحديث حال القيام واقفا ثم رأى مالك رحمه الله ارظاءه بان يحدثه بشيء من حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبدالله بن صالح كان مالك والليث لا يكتبان الحديث الا وهما طاهران وكان قتادة يستحب الا يقرأ احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا على وضوء. ولا يحدث به الا على طهارة وكان الاعمش اذا اراد ان يحدث وهو على غير وضوء تيمم. هذه شواهد تؤكد ما سبق مالك والليث وقتادة والاعمش وغيرهم كثير كانوا يفعلون هذا وكانوا يتوارثون هذا وكانوا يتواصون به وكانوا ينصحون به ويحدثون ويصرحون ها هي ذي الرواية تروى وتحفظ وتنقل عنهم رحمة الله عليهم جميعا. مواقف تفوق الحسرة لكنها باختصار شديد يا كرام. تحكي حياة امة معظمة موقرة عرفت حق نبيها صلى الله عليه وسلم وعرفت كريم قدره وحفظت مقامه الكريم عليه الصلاة والسلام. وادركت عظيم منة الله عليها بنبيها صلى الله عليه وسلم وعرفوا ان الطريق للفلاح ونيل رضوان الله يمر من هذا الباب فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون تحقق هذه الشروط لنيل الفلاح. ايمان وتعزير يعني نصرة واحتراما واجلالا واتباع النور الذي انزله الله عز وجل عليه كل ذلك شروط لتحقيق الفلاح بشهادة القرآن اولئك هم المفلحون هذه مواقف متناثرة. ساق القاضي عياض رحمة الله عليه في هذا الفصل منها نبذة. وتتابع الائمة في ذكر هذه المواقف روايتها ابن عبد البر رحمه الله في جامع بيان العلم. الامام الدارمي في سننه ومسنده البيهقي في سننه سائر الائمة لما كانوا يحرصون على نقل تلك المواقف وروايتها وايرادها من اجل ان تبقى محفوظة للامة ليس تاريخا يقرأ للتسلي بقدر ما هو تاريخ يحمل سيرة مشرقة لامة معظمة كما اسلفت لك امة تعظم هذه الامور ونستحق ان نتعلم منها وان نجتمع للتواصي بها وللتنادي على هذه المعاني الكرام فانها جليلة القدر ثم انا بصدق امة الاسلام نجدها ضعيفة العناية في اواننا المتأخر في ازمان الامة اليوم ونجد ظعفا ظاهرا بينا في اوساط طلبة العلم فظلا عن من سواهم. وهم احرى الناس بالعناية باجلال هذه المعاني وتوقيرها من اجل ان نصل الى المبتغى الاعظم كما اسلفت وهو ان يكون للسنة في ذات الامة اجلال جليل وتعظيم عظيم. لن تعظم السنة حقا ولن تطبق صدقا ولن ننشرها في الافاق كما ينبغي الا اذا عشنا تعظيمها في القلوب اولا وتعظيمنا للسنة هو من من تعظيمنا لصاحبها عليه الصلاة والسلام. فلو ان احدنا ظفر بصحبته صلى الله عليه وسلم يوما من حياته بل ساعة من عمره لادرك من جلال الصحبة وشرف الادراك لنبي الله صلى الله عليه وسلم ما يملأ الاحاسيس والوجدان تعظيما واجلالا له صلى الله عليه وسلم. كالذي نجده في اخبار الصحابة رضي الله عنهم فيما تقدم في اصول التعظيم منهم لنبي الله صلى الله عليه وسلم. تعظيمهم كان تعظيم معايشة ومصاحبة وعشرة. وتعظيم من جاء بعد لم يجد فيه شخصا نبي صلى الله عليه وسلم لتكون معالم التعظيم هذه حية قائمة لكن وجدنا بعد مماته هي صلى الله عليه وسلم سيرته وجدنا سنته وجدنا احاديثه. فالتعظيم الواجب له سيكون مع ما بقي من اثره الصلاة والسلام في سنته في سيرته في احاديثه التي تروى فانها منسوبة اليه عليه الصلاة والسلام. ولقد كان الصحابة فيما قدم المصنف من فصول سابقة يعيشون معنى التعظيم. اما كان احدهم لا يحد النظر اليه تعظيما له عليه الصلاة والسلام اما كانوا في مجلسهم مطرقين كان على رؤوسهم الطير هو هو نفسه ما يفعل في حياته عليه الصلاة والسلام يفعل بعد مماته كانوا اذا رووا الحديث شعروا انهم في صحبته عليه الصلاة والسلام. اهل الحديث هم اهل النبي وان لم يصحبوا نفسه انفاسه صحيب. شعروا انهم بصحبتهم لانفاسه. في رواية حديقه وسماع خبره احرى بهذا التعظيم والاجلال لانك خير خلق الله صلى عليك الله والدنيا تصلي. وها انا كلما صليت فاضت احاسيسي على التجلي ولي في جنة الفردوس حلم. لعلي التقيك بها لعلي. اكملوا ليلتكم بالصلاة والسلام عليه فهي ليلة مباركة وفيها يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي ويقول الصلاة والسلام. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك وحبيبك نبينا محمد عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. اللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة لا من تزيدنا بها في الدرجات. وتنقذنا بها من الدرجات وتفرج عنا بها الكربات. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا واهدي ضال وتقبل منا انك انت السميع العليم وتب علينا انك انت التواب الرحيم. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم ارحم والدينا واغفر لهم كما ربونا صغارا اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين