بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وصفوة الله من خلقه اجمعين وحبيب رب العالمين اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين لهم ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد الاسلام فهذه ليلة كريمة. ليلة الجمعة الغراء تزدان وتزهو ويعظم اجرها بكثرة الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم معروضة علي فاعرضوا صلاتكم على حبيبكم صلى الله عليه وسلم بكثرتها حبا ووفاء. وبتتابعها من قلوب محبة اقبلت اتبعوا نبيها صلى الله عليه وسلم. وتحمل في قلبها من الحب العظيم وصدق الوفاء والتوقير والطاعة والاحترام كما امر الله اه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. وهذه الليلة العظيمة الغراء التي نستكثر فيها في مجلسنا هذا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نتدارس صفحات من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. للامام القاضي عياض ابن موسى اليحصبي رحمة الله عليه وما زال بنا تدارس هذا الكتاب في قسمه الثاني. وفي ثالث ابوابه الذي خصه المصنف رحمه الله لذكر هذا الحق عظيم الا وهو توقيره وبره واحترامه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام وقد اجاد المصنف رحمه الله وابدع في ذكر وجوه هذا التوقير والاحترام لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاننا معشر البشر نتعلم الادب ويرتفع قدر احدنا بقدر ما يحتفظ به من الادب والوقار ترام في تعامله مع الناس من حوله. ولا يزال الرجل يرتفع في انظار الناس. ويرتفع قدره عندهم بقدر ما له من الخلق والادب والوقار وما زلنا نبذل هذا الادب والاحترام مع الناس من حولنا. وتقرر عرفا عند البشر ان احدهم يستحق من الادب والاحترام الوقار بقدر ما له من المكانة التي يستحقها. فمن اعظم واجل قدرا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. يكون له ادب الامة واحترامها ووقارها. ويكون لها ملء صدورها صلى الله عليه وسلم. يكون له ملء صدور امته من الحب والاحترام ولجلالي والوقار كما امر الله عز وجل. نحن بذلك يا كرام نتعلم الادب من اوسع ابوابه اذا ما احسنا الادب مع ربنا والادب مع نبينا صلى الله عليه وسلم فاحرى بنا والله ان ان نخطو في طريق ادب في حياتنا ما يرتفع به احدنا وتزدان سمعته ويحسن ذكره بين العالمين. فهذه اولى خطوات الادب وقار. وقد ذكر المصنف في فصول سبقت ما يستوجب من الادب والوقار والاحترام لنبينا عليه الصلاة والسلام. وذكر ان تبر ال بيته وازواجه وذريته واحترامهم وحبهم انه من توقيره صلوات ربي وسلامه عليه ومضى في ذلك اكثر من مجلس اكثر من مجلس فيها نصوص فيها اثار فيها مواقف للسلف حملتها حياتهم حبا ووفاء واحتراما وتوقيرا لنبي الامة صلوات الله وسلامه عليه. وختام ذلك الفصل قبل ان نشرع في فصل الليلة ان نقول لكل من اكرمه الله بشرف نسب ينتهي به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ال البيت في الامة هم اشرف الناس نسبا. واعلاهم قدرا وقد حباهم الله عز وجل بما ليس لغيرهم وتلكم النصوص التي اوصت بمكانتهم بحفظ حقهم بل بحب نبينا صلى الله عليه وسلم بحبهم وتوقيرهم بتوقيرهم واجلاله باجلالهم. كل هذا القدر العظيم وهذه المكانة الرفيعة لكم يا ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شرف واي شرف وعظمة ومكانة ونسب عظيم يفتخر به المرء ولا شك وفي ازاء ينبغي ان يقوم في قلوبكم يا اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لعظيم ما شرفكم به من النسب الى نبي الامة عليه الصلاة والسلام فانه يستوجب عليكم من التكليف في مراعاة هذا التشريف ومراعاة حق شرف هذا النسب ان يعيش احدكم ما استطاع حياته قدر المستطاع رفيع القدر عدم مبتذل ولا ممتهن مترفعا بايمانه باخلاقه بعقيدته بكل ما حباكم الله تعالى به فلا توثوا هذا الشرف الكبير ولا يشرف هذا النسب العظيم. بشيء مما يقع فيه عامة الناس عندما يقع بعضهم في شيء يتلطخون به من المعاصي والذنوب او يحيدون به عن طريق صفاء التوحيد والاخلاص لله عز وجل. فضلا عن ان يفقع وهم في شيء مما يلوث به سمعة الناس فكل ذلك لا يليق بالكرام ولنبلاء ولا الفضلاء في الامة اطلاقا واعظم الناس مراعاة لهذا الادب هم من شرفهم الله تعالى بهذا النسب. وقد قال عليه الصلاة والسلام اذكركم الله في اهل بيتي فيرعى هؤلاء الكرام ما لهم من شرف النسب وما يقابل ذلك من تكليف وامانة عظيمة تستوجب المراعاة. ثم ان فصل الليلة الذي جعله المصنف رحمه الله يتبع ما سبق من الفصول في وجوه توقير نبينا عليه الصلاة والسلام واحترامه واجلاله ما يتعلق بصحابته الكرام رضي الله عنهم. وهم اقرب الناس به علاقة واقربهم اليه حياة مودة وهم جزء من حياته عليه الصلاة والسلام وسيعرض المصنف رحمه الله ما لهؤلاء من المحبة والتوقير احترام حبا واحتراما وتوقيرا لنبينا عليه الصلاة والسلام بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فصل ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير اصحابه وبرهم ومعرفة حقهم والاقتداء بهم وحسن الثناء عليهم والاستغفار لهم والامساك عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم والاضراب عن من اخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين القادحة في احد منهم وان يلتمس لهم فيما عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن احسن التأويلات. ويخرج لهم اصوب المخارج. اذ هم اهل اذ هم اهل ذلك ولا ولا يذكر احد منهم بسوء ولا يغمص عليه امره. بل حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ويسكت عما وراء ذلك كما قال عليه السلام اذا ذكر اصحابي فامسكوا. لا يصح الحديث هذا بلفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن النصوص الاتية من القرآن وصحيح السنة كفيلة بهذا المعنى الكبير. اي معنى احترام الصحابة الكرام رضي الله عنهم. يا قوم المسألة باختصار شديد من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم لزمه ان يحب صحابته الكرام. والا فمن جعل بينه وبين الصحابة فاصلا. وكان في نفسه على احد ان منهم شيء من الكراهية والشحناء والبغضاء فلا سبيل له الى بقاء شيء من محبة رسول الله الله عليه وسلم في قلبه ودون مزايدة على هذا الامر وليست بحاجة ايضا الى اقامة ادلة وبراهين. هذا نبي كريم عليه الصلاة والسلام. بعثه الله واصطفاه وهداه واجتباه ثم جعله بشرا رسولا وليس ملكا وعاش حياة البشر وامده الله جل جلاله بنخبة من خلقه اصطفاهم كما اصطفاه عليه الصلاة والسلام اصطفاه نبيا واصطفاهم صحبا كريما لنبيه صلى الله عليه وسلم. فاذا كان الاصطفاء والاجتباء لنبينا عليه الصلاة السلام في نبوته فالاصطفاء والاجتباء للصحابة في صحبته لنفهم هذا جيدا ان يعيش امرء من البشر في جيل لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويتشرف بالصحبة الكريمة وينال هذه الرتبة الرفيعة فذلك شرف وفخر وخير هو اصطفاء. اراده الله لفئة من الخلق ولم تكن لغيرهم ولو علم الله في خيرا او فيك لجعلنا في جيل صحابتي نبيه عليه الصلاة والسلام. لكن الله يخلق ما يشاء ويختار وعلم عز وجل من يختار لصحابة نبيه واصطفاهم من خلقه وستتحدث عن احاد وجماعات منهم تجاوزوا المئة الف انسان ليسوا على درجة سواء لكنهم يشتركون في قدر عظيم هو الانتساب لهذه الفئة ونيل الشرف بصحبته عليه الصلاة والسلام اذا تقرر هذا فاعلم رعاك الله ان من لوازم هذا عقلا قبل ان يكون شرعا ان نفهم ان الله عز وجل اذا اختار فئة من خلقه ليكونوا صحابة لنبيه صلى الله عليه وسلم. فحسبنا بهذا شرفا وحسبنا بهذا فهما انهم نالوا خيرا وخيرية ونالوا فضلا وقدرا ومكانة لا يسعها قد حقة حقاده ولا شتم شاتم ولا انتقاص وكيف سنتعامل مع ما ورد الينا وثبت عندنا واتصل بنا من اخبارهم رضي الله عنهم جميعا في هذا المقام يقرر علماء الاسلام ان الصحابة رضي الله عنهم فيما نقل عن فيما نقل عنهم من اخبار وفيما حفظ عنهم من حوادث سواء ما كان في حياته عليه الصلاة والسلام او بعد مماته. زمن الخلفاء الراشدين الاربعة رضي الله عنهم ان ذلك ينقسم في الجملة الى قسمين. الاول هو ثناء هو مناقب هو مواقف حميدة وسير عطرة فهذه لا تزيدهم الا ما اثبته الشرع والعقل لهم حبا واحتراما. ان تقرأ في النصوص والاخبار كلاما عن وثناء على اخرين وشهادة لبعضهم من عند رب العالمين فلا يزيدك هذا لهم الا حبا واحتراما واعترافا بقدر ووفاء بحقهم رضي الله عنهم. والقسم الثاني ما يكون على ضد ذلك. فيما ينقل عنهم من اخبار ربما كان فيها شيء مما نعده انتقاصا او نعده مثلبة وقدحا كان يذكر في بعض الاحاديث ان رجلا من صحابته اصاب شيء من المعاصي فصحابي زنا وامرأة سرقت وثالث شرب الخمر وهم هذا لانهم بشر ليسوا ملائكة ومثل هذا من الاخبار التي تتضمن انتقاصا ووقوعا في شيء مما لا يحمد ولا يوصف صاحبه الا بمذمة وعيب ونقص في شأنه في الجملة. فكيف ينظر الى هذا القسم الثاني من الاخبار مهما ثبت عن بعضهم او نقل الينا عنهم انهم اصابوا شيئا من تلك النقائص والجواب ان هذا القسم من الاخبار والروايات التي ينقل فيها عن الصحابة رضي الله عنهم شيء من النقائص من المثالب من الاخطاء من الزلات ينقسم الى ثلاثة اقسام من حيث الصحة والثبوت. فقسم منه صحيح ثابت لا سبيل الى الطعن فيه كما ثبت عن بعض الصحابة كما اسلفت قريبا ان بعضهم اصاب شيئا من الذنوب والكبائر ووقع هذا واقام عليه الصلاة والسلام على احدهم حد الزنا وعلى ثان حد السرقة وعلى ثالث جلده في الخمر هذا واقع وثبوت هذا هو الذي شرع لامة الاسلام اقامة الحدود. وبوقوع تلك الاخبار ثبت عندنا كيف نتعامل في الشريعة وجاءت نصوص ببيان الحكم الشرعي في تلك تلك الاحوال التي يقع فيها البشر في ذنوب ومعاصي او حدود تستوجب عقابا وتعزيرا هذا قسم صحيح ثابت. القسم الثاني ما ينقل عنهم محض كذب وافتراء ولا سبيل الى اثباته وليس الا زورا ينسب اليهم طعنا فيهم رضي الله عنهم. في قصص واخبار وروايات واهية لا زمام لها ولا خطاب وتروى في كتب اسانيدها مظلمة او منقطعة. ولا تستطيع ان تقول ان هذا يثبت به شيء يصح نسبته اليهم رضي الله عنهم. والقسم الثالث من تلك الاخبار والروايات ما كان مخلوطا. ما كان بعضه صحيح وبعضه زائد فيه ومنتقص عنه كما يكون بينهم من اخبار فيها فيها روايات واجابات وكلام بعضهم لبعض وحديث بعضهم الى بعض واهل السنة قد وضعوا لكل قسم من تلك الاقسام جوابا يتضح فيه المنهج الحق. فاما الكذب ومحض الافتراء الزور فلو نسب الى افجر الناس ما جاز لنا ان نقبل فيه كذبا وزورا. حتى لو كان الكذب المفترى يفترى على انسان ساقط ولم يبقى له من دين ولا خلق ولا كرامة. لكن يبقى العدل والانصاف الا نقبل الا ما ثبت وان ما يقال كذبا وزورا وافتراء وبهتانا يجب رده وعدم قبوله ولو كان في انقص الناس فكيف اذا قيل في اهل الفضل والنبل في اهل العلم والايمان في اهل العدل. ومن شهد الله لهم بالرضوان. فهذا قسم لا حاجة الى الالتفات اليه انه يجب ان يشهر كذبه وان يبين للامة محض الافتراء والزور كما تمتلئ به بعض كتب التاريخ والقصص الواهية التي يراد منها تشويه سمعة الصحابة. وانتقاصهم وحط اقدارهم في قلوب الناس. كما يفعله من سماهم المصنف هنا من جهلة الرواة وظلال الشيعة والمبتدعين القادحة في احد منهم واما القسم الاخر الذي يزاد فيه وينقص فينبغي فينبغي ان يصفى وان يظهر فيه الصحيح من الكذب. وعندئذ لن يصفو لك الا صحيح لائق بمثلهم رظي الله عنهم. ويخرج من ذلك كل كذب فيه حط فيه انتقاص فيه ما لا يليق بنسبته اليهم رضي الله عنهم لتلحقه بالقسم السابق فيما لا يجوز النظر فيه ولا الكلام عنه الا ببيان ما فيه من افتراء وزور ويبقى القسم الاول الصحيح الثابت الذي ينقل عن بعضهم رضي الله عنهم فماعز زنا والغامدية كذلك وثالث جلد في حد الخمر. ورابع او امرأة سرقت من بني مخزوم فامر عليه الصلاة والسلام بقطع يدها وامثال هذا هل يقول قائل ان هؤلاء الصحابة فيما ثبت عن بعضهم من مواقعة للفواحش للكبائر انهم بذلك قد فوتوا شرف الصحبة وانهم قد بلغوا درجة الفسق وخرجوا عن حد الايمان والعدالة التي لا تليق الا بمن سلم من تلك الفواحش لا يقال هذا ولسنا بحاجة ايضا الى نفي مثل تلك الوقائع التي ثبتت بلى فرجل ظاهر من زوجته والله يقول عن عن الظهار الذين يظاهرون من نساء ثم يعودون لما قالوا وسمى الله الله الظهار منكرا من القول وزورا. واخر جامع امرأته في نهار رمضان وهو صائم. وقد قلت لولا ذلك ما استبانت الاحكام ووقوع تلك الاحداث كان سببا لبيان المشروعية في كفارة من افطر مجامعا زوجته في نهار رمضان ونزول ايات في بيان كفارة الظهار وبيان حكم من قتل مؤمنا خطأ وبيان حكم شارب الخمر وحد السرقة وحد الزنا ولغير المحصن كل ذلك انما استبان بعدما وقعت تلك الوقائع فخيرا اراد الله بوقوع مثل ذلك في زمن النبوة وهو اطهر جيل واشرفه اكرمه وخيره بنص قول رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون فكان وقوع ذلك فيه خير للامة. وفيه مشروعية لاحكام تحتاجها الامة الى قيام الساعة. اما الحديث عن احادهم في من واقع تلك الامور فحسبكم شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم جاءت المرأة الغامدية وقد زنت. فاتت الى النبي عليه الصلاة والسلام تعترف بخطيئتها. فنظر وقد اعترف بانها حبلى من الزنا فامرها ان تعود حتى تضع حملها. فعادت بعدما وضعت الحمد والصغير في يدها. فامرها ان تعود بعدما تفطمه حتى يتم رضاعة. فعادت ثالثة واذا بالصغير وفي يده كسرة من خبز لتثبت انها قد فطمته من الى الرضاع فيأمر عليه الصلاة والسلام بالطفل ليحمل ويحضن ويؤمر بها لترجم رضي الله عنها ويقع من بعض الصحابة شيء من ردة الفعل وذاك الصحابي الذي زنا فاقبل الى النبي عليه الصلاة والسلام فاتاه من تلقاء وجهه يعترف انه اصاب حدا قال فطهرني يا رب رسول الله فيعرظ عنه صلى الله عليه وسلم الى الجهة الاخرى فينصرف اليه ليقابله من تلك الجهة فيعود بمقولته ثانية وينصرف عنه صلى الله عليه وسلم الى جهة اخرى ليقوم فيعترف ويفعل ذلك اربع مرات فتثبت في حقه اعتراف واقرار يثبت بمثله الحد ويأمر عليه الصلاة والسلام. بل لا يزال يحاول فيه يقول لعلك قبلت لعلك لامست فيصر باعترافه ان الذي وقع منه الفاحشة الحرام ويأمر عليه الصلاة والسنن باقامة الحد لم تنتهي القصة عندها وعنده عند هذا الحد يرجم هذا وترجم تلك ويأتي بعض الصحابة اذ يرجم بحجر فيتطاير من دمها على ثوبه فيسبها ويغضب عليه الصلاة والسلام فيقول تسبها يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له وفي رواية لو وزعت على اهل المدينة لوسعتهم وذاك الذي يرجم فيقال فيه كلمة يغضب لاجلها النبي صلى الله عليه وسلم فيشهد له في حديث اخر انه رآه يتضح في بانهار الجنة يا اخي اذا كان هؤلاء من اصابوا تلك الحدود ووقعوا في تلك الاثام يشهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بقدر عظيم عند الله من قبول التوبة ودخول الجنة اذا كان هؤلاء هم من وقع في الذنوب والاثام وفي الكبائر فما بالك بغيرهم من الصحابة هل بقي مطعم ما الذي حمل المرأة يا رجل ان تأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام والحمل الحرام في بطنها لتعترف بالزنا فيردها صلى الله عليه وسلم حتى تضع الحمل والله ما حبسها ولا امر بمن يراقبها ولا تتبع شأنها بعد التسعة الاشهر ليأتي بها جاءت برجليها الى النبي عليه الصلاة والسلام. اسألك بالله ما الذي يبقى في قلب صاحبه من لوعة الذنب وحرقة المعصية ان يبقى مدة تقارب تسعة اشهر لا تنطفئ في به تلك اللوعة والحرقة ولا يزال حريصا على القدوم الا صدق توبة بينه وبين الله. اتت بنفسها والطفل في يدها فيعيدها صلى الله عليه وسلم ثانية لتفطمه من الرضاع. والمسأة ليست يوما ولا يومين ولا اسبوعا ولا ولا شهرا ولا شهرين قد يكون عاما او دون ذلك او فوقه. هي شهور متتابعة اذا انسيت المرأة ابردت حرارة المعصية في قلبها؟ لا والله بل عادت. دون ان تحبس ولا ان تبقى في بيتها مراقبة ولا ان يبعث بمن يأتي بها اليه عليه الصلاة والسلام. فاتت واقام عليها الحد. كل ذلك يثبت لك القدر العظيم الذي تبوأه هؤلاء من صدق الايمان الذي لا يسع بعده ان يفكر احد انه ربما ما يكون في الامة من يبلغ قدرهم فضلا عن ان يسبقهم مثل هذا نتحدث فيه عن فئة من الصحابة رضي الله عنهم اراد الله لهم ما كان منهم وقد عرفت ما شهد لهم به الشرع من المكانة والرضا والمنزلة عند الله فمثل هذا ما المدخل الى الطعن فيه واي سبيل الى القدح فيه؟ ونحن نتكلم عمن ثبتت في حقهم. تلك الامور التي تعد مثالب او او نقائص. ومع فلم تكن منقصة في حق احدهم. ولم تكن مثلبة نعم هي زلة واينا يسلم من الزلل هو خطأ وذم واي بشر فينا معشر البشر يعصم من الخطأ لكن حسبك ان المصيبة منهم والمحسن خير من محسن ومصيب في الامة الى يوم القيامة. وان المذنب منهم اخطئ خير ممن اخطأ واذنب بعدهم الى يوم القيامة. هذا المكان الرفيع الذي خصه الله تعالى لاهل ذلك الجيل الكريم والقرني العظيم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يلتحق بهذا القدر من الروايات الصحيحة فيما وقع بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن التي كانت بعد ممات رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي درجات فمنها ما كان من الاقاويل التي يرد فيها بعضهم على بعض. وما زاد على ذلك خصوصا بعد مقتل الخليفة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارضاه فان الصحابة قد اشتدت بهم الفتنة وعصفت بهم ولا جرب فقد كسر باب الفتنة بمقتل عمر رضي الله عنه وارضاه وانتشرت الفتن واجلبت العامة وفاضت في الامة المنكرات والاشاعات حتى اجلب الناس فيحاصرون الخليفة في داره بالمدينة ويتسلقون جداره فيقتلونه صائما شهيدا رضي الله عنه وارضاه. كل تلك فتن وجاء عصفت بالامة تطير معها العقول وتطيش معها الالباب. فقضى علي رضي الله عنه زمن خلافته مصارعا تلك فتن في امواج متلاطمة لا يكاد ينتهي من واحدة حتى تتبعها الاخرى بأدهى منها واطم. والصحابة قد تقلصوا قل عددهم شيئا فشيئا فما كان قد بقي في زمنه رضي الله عنه الا اوباش الناس وعامتهم والغوغاء والذين ركبوا صعب والذلول لاشاعة الفتن والشبهات. فكان زمنا مضطربا غاية الاضطراب. وقعت الوقائع التي فيها كان بين الصحابة ما لا يرجى وقعت معركة صفين والجمل ونهروان وفيها بين الصحابة مواقف بل رفع السلاح وابتدأ قتال في بعضها كما في معركة الجمل وصفين. والنبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم بكم في بعض اجزاء هذا الكتاب قد تقدمت منه نبوءة اشار بها الى شيء يقع بين اصحابه. والسؤال الان ما موقف الامة التي تحتفظ بحبها واحترامها وتقديرها لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا موقف ينبغي بيانه واظهاره من اجل ان يقف المسلم على المنهج الصحيح السوي. هذا الموقف يتلخص في لامرين اولهما عدم تتبع ذلك ولا الحرص عليه. ولا تنقيب الكتب ولا التفتيش فيها. ولا فضول يقود الانسان الى تتبع ما في تلك المواضع من التاريخ. ولا نبشي ما في تلك الاحداث فظلا عن اظهارها. واشاعة فيها وتحديث الناس بها على منابر الجمعة وفي مجالس الوعظ والتدريس كل هذا ليس من المنهج السوي هل لان هذا شيء من الخزي والعار معاذ الله نخفيه ونستحي من اظهاره في تاريخنا امة الاسلام؟ لا والله لكنه تقرير لمنهج تطيب به الصدور. وتسلم به القلوب على جيل هم اعظم من ينبغي ان تسلم له وصدور الامة وان تحتفظ لهم بنقاء قلوبها حبا واحتراما. نعم. كان بين الصحابة زمن الخليفة علي رضي الله عنه قتال. وكان انهم خلاف وفتنة ثارت نعم هذا حصل وقد قال عليه الصلاة والسلام لعمار ابن ياسر تقتلك الفئة الباغية. وقتل رضي الله عنه. هذا حصد وهو واقع. نعم وفي الصحابة في تلك المواقع منهم من هو مصيب ومنهم من هو مخطئ ومنهم من كان على حق ومنهم من كان دون ذلك هذا لا سبيل الى اخفائه لكنه ليس يعني بالظرورة اشاعة هذا تدري لما؟ لان كثيرا من العقول والنفوس والصدور قد لا استوعبوا ان تعترف بواقعة التاريخ. وان تعرف ما الذي حدث ثم تطلب منها ان تطوي صفحا عن كل ذلك وان تتجاوزه بعض القلوب وبعض العقول وبعض النفوس لا يسعها معالجة ما قد يعلق بها اذا علق فما المستفاد لو وقع في قلوب بعض الناس وهو يقرأ تلك الاخبار في التاريخ وتلك الحوادث في السير ان يقع في قلبه شيء من بابا لعلي رضي الله عنه او لمعاوية او لعائشة او لعثمان او لعمر رضي الله عنهم جميعا ما الغرض من ذلك وما المستفاد منه ثم يصعب عليه بعد ذلك ان يزيل ما علق بقلبه. وقد يكون الذي علق بقلبه لقصور في تصوره ولنقص في ادراكه كعامة ما يحدث بيننا عندما نتكلم عن حادثة ذات تفاصيل وفي المجلس من هو ضعيف الفهم ضعيف الوعي ضعيف الادراك لا استوعبوا المسألة بتفاصيلها فلا يلتقط الا بعضها ثم تنشأ عنده قناعة ويتبنى رأيا ثم يتحيز في موقف لا يزال مصرا عليه ثم يصعب عليه تغيير هذه القناة والسبب ان له من القدرة في عقله ونفسه ما لا يتسع للحوادث ذات التفاصيل والابعاد التي تحتاج عمقا وروية وفهما وادراكا. وبناء مسائل على اخرى وتمييز بعضها عن بعض. فالمنهج السليم اذا هو ان يطوى هذا الخلاف ولا يروى وان يدفن ولا يشاع ليس عيبا فالتاريخ محفوظ وليس تزويرا لتاريخنا فلا نكذب فيه ولا ندعي غير ما وقع. لكنا نقول هو محفوظ ومسجل في دواوين الاسلام وفي كتب رواية وطالب العلم اذا بلغ به علمه وعقله ان يقف عليها وان يقرأها وان يتعلمها فالتاريخ محفوظ والكتب وافرة لكن ان يشاع هذا ويذاع. ويقال على الملأ فهذا الذي اراده اهل العلم بقولهم الامساك عما شجر بين الصحابة نعم شجرة بينهم خلاف لكن واجبنا الامساك عن ذلك. وكف اللسان عن الخوض فيه. لان عدم الكف عن ذلك يجر والى احدى سوءتين اما اما مسلبة تقال باللسان. فيقع احدنا في سب او شتم او انتقاص. او رمي بعضهم بضعف ايمان او نفاق او كذب وما الى ذلك. وقد قال عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي فسيقع في خطأ وسيصيب معصية ويقع في زلة ونحن في غنى عن هذا والاخر الذي يخشى من وقوعه ان تحتمل النفوس شيئا شيئا من الغيظ او الكراهية ودعنا نقول في احسن الاحوال شيئا من عدم صفاء القلب وانشراح الصدر نحو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا يقرر اهل العلم ان الواجب على امة الاسلام فيمن جاء بعد الصحابة والامساك عما شجر بينهم. ولهذا قال بعض سادات التابعين لما ذكر امامه شأن الصحابة وما وقع بينهم من قتال سألوه عن رأيه في ذلك. وانتظروا منه ان يقول فلان كان على ضلال. وفلان اخطأ وفلان يتحمل الوزر جاءه فلان يلقى الله بدماء رقاب كان سببا في قتلها يعني بعض الصحابة. انتظروا منه هذا الجواب فما كان منه الا ان قال تلك دماء طهر الله منها سيوفنا. فلا نلطخ بها السنتنا. يقول عصمنا الله ان نلطخ سيوفنا بدمائهم لم يشارك احدنا في قتال كان زمن الفتنة فلا يدري مع اي الفريقين يكون. يقول اذا عصمنا الله ان ندرك جيلا عصفت به فتن وقد انزلقت فيها اقدام فما الداعي ما الحامل الى ان يأتي لنا جيل وزمان فتزل بنا الالسنة فيما عصم الله منا بها الايدي والسنان هذا اذا هو المنهج. الامساك عما شجر بين الصحابة. واحسان الظن بهم. طيب وما الذي نفعله فيما ثبت عن بعضهم مما قد يكون خطأ ومجانبة للصواب وخلافا للحق غاية ما في ذلك بني الاسلام ان يقال انهم بشر ليسوا معصومين ووقوع الخطأ منهم وارد لكن لهم من الفضل والمكانة والدرجة الرفيعة ما تغتفر فيه تلك نقائص تلك المسالب تلك الجوانب التي كانت في حياتهم. لسنا نغلو في حب الصحابة. لكن الله ما شهد لهم بالرضوان فقال في اية الفتح لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة يشهد الله الله لهم بالرضوان فيأتي مسلم في الامة ليقول فيهم قدحا وسبا وشتما بل وتكفيرا واخراجا من الملة اهو اصدق ام ربنا في كتابه سبحانه ويشهد الله بالرضوان في اية التوبة. والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. قوم قد افضوا الى ما قدموا حطوا رحالهم في الجنة والله يقول من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وكلاهما قال الله فيه صدقوا ما عاهدوا الله عليه يأتي انسان بعد ذلك بعد القرآن وبعد كلام الله. ليقول قدحا في ابي بكر او عمر او في عثمان او علي. وينسب الى عائشة او ام سلمة او الى اي احد من الصحابة رضي الله عنهم ينسب اليهم نقيصة او يذمهم او يقدح ثم لا يستحي من الله ولا من الناس فيسوق من الروايات الكاذبة والاحاديث المغلوطة وحوادث التاريخ المفترى والله افتراء ثم يقول فلان فعل كذا وفلان قال كذا وانزه هذا المجلس وبيت الله الحرام ومسجدا تذكر فيه ومجلسا يذكر فيه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكاية بعض ما يقال والله مما تقشعر له الابدان. وتتقزز له النفوس لكن في ازاء ذلك نحن نقول لسنا امام حديث عن طوائف ذات عقائد نحن امام كتاب الله عز وجل ومهما قال الرجل عن نفسه انه مسلم فيحتكم في اسلامه الى كلام الله عز وجل. والى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تلك القواعد التي قررها اهل الاسلام الامساك عما شجر بين الصحابة. واحسان الظن بهم والتماس اذيري لهم يا رجل الكريم من قومك العزيز على قلبك حتى لو جفاك يوما في موقف واساء اليك في حادثة فانه من نبل اخلاقك وسمو نفسك ان تخرج موقفه على احسن المحامل وان تلتمس له العذر وان تحاول الا تكون تلك الحادثة هي نهاية العلاقة به وليست هي نهاية المطاف لرجل له في قلبك من المكانة والاحترام شيء عظيم ولكن لنبلك انت ايضا ولسمو عقلك وسلامة صدرك ستتخذ ذلك الموقف. بالله عليك ايكون انسان في قلبك لاحترام ومودة وفضل ونبل احظى منك بالاحترام والاجلال والتماس الاعذار من صحابة من بشر من جيل يشهد الله لهم الخالق عز وجل بالرضوان ويدخلهم الجنان فيبقى لاحد عليهم مطعم والله يا اخوة كل شيء من الباطل من الضلال من العقائد الفاسدة لا يمكن يمكن ان يجد لها المرء تفسيرا. ويجد لاصحابها مخرجا وتأويلا. الا مثل هذه الفظائع ان يكون صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في نظرهم كفرة وفساقا وخارجين من الملة. وان احدا منهم لم يبقى في اسلام سبحان الله ايخرج الصحابة من الاسلام ويبقى هذا المتكلم يدعي انه لا يزال في دائرة الاسلام. عفوا اي اسلام اليس الاسلام هو الذي نقله هؤلاء الصحابة؟ اي قرآن نقرأ؟ اليس هو القرآن الذي نقله لنا الصحابة يا اخي بعد ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم. من الذي نقل الى الامة القرآن الذي نزل عليه على مدى ثلاث وعشرين سنة من الذي نقل الحلال والحرام؟ من الذي عرفنا احكام الاسلام واركانه؟ من نقل الينا صفة الصلاة والحج والزكاة اذا كنا سنفرض بيننا وبين الصحابة حاجزا ونفترض انهم ليسوا على الاسلام سنستبدل بهم غيرهم. اذا فاتني باسلام جديد ودين جديد. لان الاسلام الذي ينقله هؤلاء لن كن مقبولا واذا كان عامتهم رضي الله عنهم وحاشاهم كما يدعي اصحاب الضلالة والانحراف والغواية. اذا كانوا يزعمون انهم فقدوا عدالة او اسلامهم فاي قرآن سنأخذ؟ ومن اين سنأخذه؟ اي دين سنتبع؟ ومن اي طريق سنتبع؟ يا كرام المسألة باختصار اخر. الصحابة هم بوابة الاسلام لاجيال الامة من بعدهم هم مدخل الاسلام. فاذا كسر هذا الباب او اغلق او خلع فلا والله لا اسلام. ولا قرآن ولا دين ولا شريعة بل سيسلك الناس دينا اخر وشريعة اخرى وملة اخرى سوى الاسلام وهذا الذي حدا بكل من عاد الصحابة او شانئهم او ابغضهم ان يستبدل بهم غيرهم. فالتمس رواية وطريقا دينا ليس هو الدين الذي نقله الصحابة الكرام رظي الله عنهم جميعا. يقول المصنف رحمه الله ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير اصحابه وبرهم ومعرفة حقهم والاقتداء بهم وحسن الثناء عليهم والاستغفار لهم ساكو عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم. والاظراب عن اخبار المؤرخين. وجهلة الرواة لا للشيعة والمبتدعين القادحة في احد منهم. وان التمس لهم فيما نقل عنهم من مثل ذلك فيما بينهم من الفتن احسن التأويلات. ويخرج لهم اصوب المخارج. اذ هم اهل ذلك ولا يذكر احد منهم بسوء ولا يغمص عليه امره بل يذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم. ويسكت عما وراء ذلك هذا تاريخ حافل وحياة سطرها الصحابة بامجاد نقلوا فيها الاسلام الى خارج الجزيرة العربية وبلغوا بالاسلام الى سور الصين شرقا. والى بحر الظلمات في حدود افريقيا غربا ولا يزالون ينقلونه حتى قدموا به الاندلس ووطأت اقدامهم ارض اوروبا. وما زالوا يجاهدون في نقل وحمله وروايته وحفظه حتى قضى كل منهم نحبه رضي الله عنهم فلقي احدهم ربه بريء الذمة ثابتا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاهدين على الحق ثابتين عليه. فاقل ما يحمله احدنا من الحب لهم. والولاء لهم ومعرفة اقدارهم انه ولولا الله ثم هؤلاء والله ما بلغنا الاسلام حسبك ان تدرك هذه القضية الوجيزة جدا لو لم يقيض الله لهذا الدين بعد نبيه صلى الله عليه وسلم هذا الجيل من الصحابة لا والله ما بلغنا الاسلام ولا انتقل الى شرق الارض وغربها ولا وصل الاسلام عند العجم قبل اطراف جزيرة العرب فلولا الله ثم هؤلاء لكان عامة المسلمين اليوم على وجه الارض هم واجدادهم من حطب جهنم. ضلالا على عقائد منحرفة وغواية وكفر بالله جل جلاله من بقي في من الصحابة بالمدينة بعد ممات رسول الله عليه الصلاة والسلام وكم تحوي المقابر في بلاد الشام وفلسطين والعراق وبلاد ما وراء النهر في اسيا الوسطى وفي افريقيا كم حوت المقابر من اسماء الصحابة رضي الله عنهم بالله ما الذي اخرجهم من هنا الى هناك والله ما خرجوا في دنيا يطلبونها ولا تجارة كانوا يتوسعون فيها ولا خرجوا ولا خرجوا في قتال بصفة رسمية لرتب عسكرية كانوا يحملونها وترقيات واعطيات كانوا يبحثون عنها والله ما خرجوا الا جهادا في سبيل الله. يريدون تبليغ رسالة الاسلام حسبك من هذا الجيل ان تحمل لهم من الود والاحترام. والاعظام والاجلال ان الله كتب على ايديهم انتقال هذا الدين عبر الاجيال وورثوا النبوة بعد النبي عليه الصلاة والسلام بالوحي والدين والشريعة فنقلوها بامانة ووفاء. وحرصوا على ابلاغ هذا الدين للدنيا كلها شرقا وغربا. فكان الميت منهم خارج المدينة في اماكن منتثرة مثل الذي في المدينة ان لم يكن اكثر انتشروا رظي الله عنهم وكان انتشارهم تبليغا للاسلام ونشرا واقراء للقرآن وتعليما للوحي وها نحن اليوم نأتي من كل حدب وصوب من مختلف الاجناس والاعراق نقدم بيت الله. نعتمر نحج ونقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بالله من علمنا هذه الشهادتين؟ ومن نقلها الينا في الخافقين؟ ومن حملها على اعتاقهم وجعلها رسالة حياتهم انهم هم رضي الله عنهم. فاذا ما ذكر احدهم وجاءت سيرتهم فلا ينبغي الا ان ان تكون عطرة حافلة بوفاء عظيم كانوا لنا اوفياء فنقلوا الدين. فلنكن لهم اوفياء نعرف لهم قدرهم ونحبهم. ونربي اجيالنا واولادنا على حبهم ما زلنا نحتفظ باسمائهم ونسمي اولادنا بهم حبا واجلالا واحتراما وتقديرا نورث في بنين حب هذا الجيل والاعتزاز بهم والافتخار. وانهم قدوات عظيمة. كانوا مثلا اعلى لنا ولاولادنا واجيالنا وعندئذ سنزرع في انفسنا امرا عظيما هو من مقاصد الشريعة متصل ببره صلى الله عليه وسلم وبتوقيره صلوات ربي وسلامه عليه وبحبه فمن احبه عليه الصلاة والسلام احبهم ولابد ومن وقره وقرهم ولابد ومن اراد الاحتفاظ له عليه الصلاة والسلام بقدر عظيم في صدره لا ينتقص حبا ووفاء فليحب من احب عليه الصلاة والسلام وقد كانوا من اعظم الناس في قلبه مكانة وحفاوة هم من فداه بالروح والنفس والمال والولد هم من جعلوا حياتهم دون حياته ونحورهم دون نحره واموالهم دون عرظه صلى الله عليه وسلم. لقد فعلوا ما لم يفعله احد في الامة ولن يفعله احد الى قيام الساعة. فازوا بهذا الشرف ونالوا هذا الخير وقضوا نحبهم وافضوا الى ربهم فليبقى لنا تجاه هذا الجيل الكريم تاريخ حافل مليء حبا واحتراما واجلالا وحذاري يا كرام من كل دعوة مغرضة ومذهب منحرف وعقيدة فاسدة تحمل في طياتها شيئا من الانتقاص لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل والله خذها قاعدة من وجدته يحمل في فكره او مقاله او عقيدته ومذهبه انحرافا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه ليس على سواء السبيل. وليس على درب السنة وليس على طريق محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لما تقرر فيما سبق وقد قال الامام الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشتهرة التي يحفظها طلبة العلم يقول وحب الصحابة دين وايمان واحسان وبغظهم كفر ونفاق وطغيان. هذه قواعد تقررت في عقائد اهل السنة. فثبتت عندهم وما زالوا يحرصون على اراد المصنف رحمه الله بما صدر به هذا الفصل ان يذكر النصوص التي يسردها الان تباعا كما قال عليه آآ قال الله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من رب فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل. كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة اجرا عظيما محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين معه من الذين معه هم صحابته اسمع رعاك الله الى ما يقول الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وينزل الله فيهم ايات تبقى قرآنا يتلى الى يوم القيامة فما مات ذكرهم ولا مات الثناء عليهم ولا دفن بمدفنهم رضي الله عنهم تلك المناقب التي حفظها القرآن. يقول الله والذين معه اشداء على كفار رحماء بينهم. هم على الكفار والاعداء على شدة انتصارا لدين الله وفيما بين اهل الاسلام تعلوهم الرحمة والسكينة. تراهم ركعا سجدا. وصفهم الله باجل الاوصاف. العناية بالصلاة ركن الاسلام وعموده يبتغون فضلا من الله ورضوانا. سيماهم في وجوههم من اثر السجود سيماهم يعني علامتهم والمراد بالعلامة في الوجه من اثر السجود هي الوضاءة والبهاء. هي نور الطاعة التي ترى في وجه الانسان من اثر الطاعة التي يجعلها الله عز وجل في الخلص من عباده واصفيائه. وقيل بل معنى سيماهم في وجوههم اثر الخشوع والخضوع لله فيرى اثر البكاء والخشية في وجوه عاشت حياتها ركوعا وسجودا لفضل الله عز وجل ويذكر ها هنا في المعنى امر ثالث ضعيف هو ما يكون بين العينين من سواد من كثرة سجود ولا يصح ذلك وقد نفاه بعض السلف. قال الله عز وجل ذلك مثلهم في التوراة. هكذا حفظة التوراة منذ زمن موسى عليه السلام. اعترافا بقدر هذا الجيل الكريم ان لهم من الاثر والعلامة السيما الحسنة والنور البهي والطلعة النظرة في وجوههم من اثر الطاعة. من اثر السجود لله. ومن اكثر السجود لله اقترب جدا من الله لانه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فمن استكثر من السجود اقترب اكثر من ربه. ومن كان اقرب من الله نال من نور ربه ما يرى على وجهه في وبهاء. يقول الله عز وجل ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره. ذاك المثل المذكور عنهم في التوراة. اما المذكور في الانجيل فمثال اخر قال كزرع اخرج شطأه يعني صغار الزرع وفراخه. اخرج شطأه فازره يعني تقوى به فاستغلظ اشتد وكبر ونمى فاستوى على سوقه هكذا هم صحابة النبي عليه الصلاة والسلام جعلهم الله ردعا لنبيه وعونا له في تبليغ دينه فتقوى الاسلام ثم نبت بعدهم في الاسلام اجيال كانت ترث هذا الدين عنهم وتتقوى بهم ثم استوى على سوقه يقول الله عز وجل فاستوى على سوقه جمع ساق في الزرع اذا كبر. فذكر الله عز وجل مثل الصحابة رضي الله عنهم في الانجيل بهذا المثل العجيب البديع الرائع. قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه يعني صغاره. فازرهم يعني تقوى به حتى اذا تم واكتمل فاستغلظ يعني اصبح غليظا بعد ان كان ذرعا رقيقا لينا رطبا فاستوى على سوقه جمع ساق وكذلك الزرع اذا كان صغيرا رطبا طريا تحركه ادنى نسمة في الرياح لكنه اذا واستوى على ساقه بقي ثابتا شامخا. قال فاستوى على سوقه يعجب الزراع انما يعجب صاحب الزرع بزرعه اذا رآه قد تم واكتمل وسلم من العوادي والعواصف والرياح والامطار والاعاصير قال يعجب الزراع انتهى المثل قال الله ليغيظ بهم الكفار فمثل الصحابة في قوة ايمانهم ونصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم وحرصهم على كمال الدين وتبليغه للعالمين هم شوكة في حلوق اهل الكفر. ليغيظ بهم الكفار عدا الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. وللسلف رحمة الله عليهم في الاية واستنباط العجيبة الدقيقة منها ما سيأتي في المجالس المقبلة ان شاء الله في بيان دلالة الاية على عظيم مكانة الصحابة والحقيقة انها من اجل نصوص القرآن التي يثبت بها فظل الصحب الكرام رظي الله عنهم وشهادة الله عز وجل لهم بل وتخليد ذكرهم في الكتب السماوية السابقة في التوراة والانجيل ما يزال في الفصل بقية ناتي عليها تباعا ليالي الجمعة المقبلة ان شاء الله تعالى. وهذه جمعتكم ما زالت في اول ليلها فاغتنموها واودعوا فيها من صلاتكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم كثرة ممتزجة حبا وبهجة تنبض وفاء واشتياقا لنبيكم صلى الله عليه وسلم ما ان تكون تلك الصلوات زينة في صحائفكم يوم لقيا ربكم ما ظل بالخبر اليقين وما غوى ابدا ولم ينطق حديثا عن هوى بل جاء بالغيث الكريم فلم يذر شبرا على وجه البسيطة ما ارتوى. صلوا بلا شح عليه وسلموا. ما لاح نجم في السماء وما ضوى. فيا رب صل وسلم وبارك على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى وامام الهدى وسيد الورى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. اعظم صلاة واتم اتسليم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم بلغنا بالصلاة والسلام عليه اعظم الدرجات. وفرج بها عنا الكربات. وبلغنا اعلى المقامات يا يا ذا الجلال والاكرام انك سميع قريب مجيب الدعوات. ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء يا حي يا قيوم واجعل لنا الهي ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. ومن كل بلاء عافية يا ارحم راحمين. ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا ان انك رؤوف رحيم. اللهم انا نسألك حبك وحب نبيك صلى الله عليه وسلم. وحب صحابته وازواجه واهل بيته يا ذا الجلال والاكرام واجعله يا ربي حبا تزيدنا به ايمانا. وتكفر بها عنا السيئات يا كريم يا قريب. اللهم اغفر لنا والدينا وارحمهم كما ربونا صغارا. ارفع يا الهي في الجنان درجاتهم. وكفر سيئاتهم. واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم ارزقنا برهم في الحياة وبعد الممات يا اكرم الاكرمين. ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين