بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرظى اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الهدى وسيد الورى صلوات ربي وسلامه عليه. وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد ايها الاخوة المباركون فاليلة ليلة الجمعة. ليلة الاكثار من الصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم والصلاة والسلام على من اخرجنا الله به من الظلمات الى النور والصلاة والسلام على من فتح الله به اعينا عميا وقلوبا غرفا واذانا صما والصلاة والسلام على نبي احبه الله ورفع قدره عنده واعلى قدره بين خلقه وامرنا بالصلاة والسلام عليه فقال ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. الصلاة والسلام على من امرنا بالصلاة والسلام عليه وحثنا فقال صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة فان صلاتكم علي وما زالت الاغراءات بنا امة الاسلام امة محمد صلى الله عليه وسلم نحو هذا الباب الكبير من الاجر والخير العظيم والحسنات والدرجات العلى. بل وصلاة ربنا علينا من فوق سبع سماوات. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا فاللهم صل وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا. وما يزال مجلسنا هذا ايها المباركون ونحن فيه كتاب الشفاء للقاضي عياض. رحمة الله عليه. الشفاء بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وما زلنا ايضا في ثاني اقسام الكتاب وهو الحديث عن حقوقه على امته صلوات ربي وسلامه عليه. حقوقه العظيمة التي اوجبها الله علينا ووجب علينا وفاء اداؤها له صلى الله عليه وسلم. ومن تلك الحقوق التوقير والبر والاحترام وقف بنا الحديث ليلة الجمعة الماضية على الفصل الذي جعله المصنف رحمه الله تعالى في بيان وجه من وجوه والاحترام في بيان معنى من معاني البر والاجلال لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو توقير صحابته وحب صحابته واكرام صحابته وبرهم رضي الله عنهم اجمعين. فان الصحابة بوابة الدين وحماة ونقلت الشريعة وهم من ازره عليه الصلاة والسلام ليس في النبوة في هذه الامة رتبة يليها سوى رتبة صحبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم سبقوا الى الايمان وهاجروا وجاهدوا واووا ونصروا وازروا صدقوا رضي الله عنهم فتنوا وصبروا واستقاموا وما بدلوا رضوان الله عليهم اجمعين. هذا المعنى الكبير يا كرام صفة من صفات اهل السنة في الاسلام. ومعلما من معالم عقيدتنا بني الاسلام. حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذب عنهم واجلالهم ليس من باب اعتقاد العصمة فيهم فليس فيهم معصوم بل هم في جملة الامة الذين يقع منهم الخطأ والصواب لكنهم رضي الله عنهم في اعلى درجات الامة وافضلها وخيرها واكرمها عند الله وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب علينا من هذا الباب وتقديرهم قدرهم رضي الله عنهم ومعرفة ما لهم من الشرف والفضل ان نحفظ لهم حقهم. وان تبقى النفوس عامرة بحبهم وان تبقى الصدور سليمة من اي غل او دخن او شيء من السوء يحمل عليهم رضي الله عنهم اجمعين بعيد هذا الباب حب الصحابة واكرامهم وبرهم وتوقيرهم لم يعد بعد فقط علامة لاهل السنة في بل هو جزء من توقير نبينا عليه الصلاة والسلام. فمن وقره وقر اصحابه ومن احبه احب اصحابه ومن اجله واحترمه صلوات ربي وسلامه عليه وجب ان يحمل تلك المعاني ابته الكرام فانهم من عاشوا معه ومن ايده فانهم من نصره وازره فهم من احبهم واحبوه رضي الله عنهم وما زالت السنة ونصوص القرآن شاهدة بما لهم من الفضل والمكانة رضي الله عنهم اجمعين هذا الفصل تأكيد لهذا المعنى. وجعله المصنف رحمه الله تعالى معقودا بعد الفصل الذي تم معنا قبل ان من توقيره صلى الله عليه وسلم ومن بره عليه الصلاة والسلام توقير اهل بيته وازواجه وذرية ذريته وبرهم رضي الله عنهم جميعا. فهذه فئات في امة الاسلام نادوا هذا الشرف الكبير. اولئك بشرف والنسب وهؤلاء بشرف الصحبة له عليه الصلاة والسلام. لنعلم انه من جلالة قدره عند ربه عز وجل. وبالرفقة مكانته صلوات ربي وسلامه عليه ارتفعت الاقدار وجلت الرتب لكل ما اتصل به صلى الله عليه وسلم وازواجه واهل بيته وذريته لهم في الامة مراتب سنية ومقامات عليا حفظتها نصوص الشريعة ما زلنا في مطلع هذا الفصل الذي ابتدأناه ليلة الجمعة الماضية. وسنمضي فيه تباعا بذكر ما عرض المصنف من الايات والاحاديث واثار السلف رضوان الله عليهم جميعا الحمدلله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا. والصلاة والسلام على الذي نسخ الله بملته والصلاة والسلام على الذي نسخ الله بملته مللا وطوى بشريعته اديانا ونحلا وعلى اله وصحبه الذين سلكوا سبيل ربهم ذللا. اللهم اتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا قال المصنف رحمه الله تعالى فصل ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم وتوقير اصحابه برهم ومن توقيره وبره توقير اصحابه. ومن توقيره وبره صلى الله عليه وسلم توقير اصحابه وبرهم ومعرفة حقهم والاقتداء بهم. وحسن الثناء عليهم والاستغفار لهم. والامساك عما شجر بينهم معاداة من عاداهم والاضراب عن اخبار المؤرخين وجهلة الرواة وضلال الشيعة والمبتدعين القادحة في لاحد منهم وان يلتمس لهم فيما نقل عنهم من مثل ذلك فيما كان بينهم من الفتن احسن التأويلات. ويخرج اصوب المخارج اذ هم اهل ذلك. اذ هم اهل ذلك ولا ولا يذكر احد منهم بسوء ولا يغمس عليه امره بل يذكر بل يذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ويسكت عما وراء ذلك كما قال عليه السلام اذا ذكر اصحابي فامسكوا. قال الله تعالى محمد رسول الله. والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من ربهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج. ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه. يعجب الزراع يغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما. هذا القدر من مطلع الفصل مضى معنا ليلة الجمعة الماضية. وفيه بيان هذا الاصل العظيم في عقائدنا معشر المسلمين. ان حب الصحابة منا حفظ هذا القدر في القلوب لهم رضي الله عنهم. اجلالا واحتراما ومن واجب ذلك ايضا الامساك عما شجر بينهم والكف عن الخوظ في الفتن التي وقعت زمنهم رضي الله عنهم وخصوصا ما كان منهم زمن الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم جميعا فانه وقعت بهم من الفتن التي تنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. واخبر عن وقوعها فكانت واقعة لا محالة ولانهم بشر وليسوا معصومين من الخطأ والزلل. كان بينهم ما يكون بين البشر. وفيهم المصيب والمخطئ. وواجبنا تجاه جميعا اجلالهم جميعا. واحترامهم جميعا. وان نحفظ لهم حقهم. لان لا يكون هذا مدخلا الى انتقاص احد منهم وهذا باب في الشريعة مغلق ليس من باب العصمة كما تقدم. ولكن من باب حفظ المكانة والاجلال وحفظ الاقدار لهم رضي الله عنهم امساكه عما شجر بينهم وكفوا الالسنة عن الخوظ في الفتن التي وقعت بينهم. والتماس احسن التأويلات واحسن المخارج واصوب الاقوال والاعذار من اجلهم رضي الله عنهم واجب. من اجل ان تبقى الصدور عامرة بحبهم سليمة من الانتقاص او الغل او الحقد او الحسد. هذا هو الذي تقرر في عقائدنا بني الاسلام يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن اصول اهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم والسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما وصفهم الله بذلك فقال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم وطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لا تسبوا اصحابي. فوالذي نفسي بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه متفق عليه ويقول الامام ابو زرعة رحمه الله اذا رأيت الرجل ينتقص احدا من الصحابة فاعلم انه زنديق وذلك لان القرآن حق والرسول حق صلى الله عليه وسلم. وما جاء به حق وما ادى الينا ذلك كله الا الصحابة. فمن جرحهم انما اراد ابطال الكتاب والسنة. فيكون الجرح به اليق والحكم عليه بالزندقة والظلال اقوم واحق. انتهى كلامه رحمه الله هذا الباب يا كرام لسنا نتحدث فيه عن جمل لائمة الاسلام بل نتحدث عن كلام الله وايات القرآن نتحدث عن احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. التي بنى عليها ائمة الاسلام تلك القواعد. وارسوا فيها تلك المعاني العظام فيما يجب للصحابة الكرام رضي الله عنهم. مضى الحديث عن اية سورة الفتح في الثناء على الصحابة وانهم لعظيم فضلهم ومكانتهم سبق ذكرهم بالثناء قبل الاسلام وفي الكتب السماوية السابقة في التوراة وفي الانجيل. يقول الله عز وجل سيماهم في وجوههم من اثر السجود. ذلك تلهم في التوراة في زمن موسى عليه السلام وبين بني اسرائيل يذكر الصحابة اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. يذكرون رضي الله عنهم ثناء قبل ان يخلقوا قبل ان يأتي دينهم ونبيهم قبل ان تبعث امة الاسلام على وجه الحياء قبل ان يأتي دورها في الزمن في هذه الدنيا يذكرون هناك قبل قرون خلت ويذكرون في الانجيل ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه يعني صغاره فازره فاستغلظ فكان تقوية لهذا الزرع فاستغلظ فاستوى على سوقه ونبت احسن ما يكون. يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار قوم اثنى الله عليهم قبل ان يكون الاسلام وقبل ان ينزل القرآن اياتي في في الامة اقوام وفئام يحطون من اقدارهم ويقدحون فيهم ويشتمون او ينتقصون او يسبون هذا لعمري شيء لا يستقيم في عقلي عاقل لكنه الهوى والنفوس المظلمة والبصائر المطموسة اجارنا الله. وهذه النصوص هي موعظة وتذكرة هي وهي الحكم والفيصل لكل من خالف ونازع. ان كان مؤمنا ان كان يدعي الاسلام ان كان يؤمن بالقرآن بيننا وبينهم كلام الله. هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم اثنى الله عليهم. وذكرهم بخير الاوصاف ومدحهم وتلك نصوص محفوظة في كتاب الله. لا سبيل الى صرفها. او ادعاء كونها تدل على معانيها زمنا ثم انتهى ما بقيت تتلى الى يوم القيامة. نعم وقال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا. ذلك الفوز العظيم وقال تعالى لقد رضي الله عن عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. هذه شهادة من الله بالرضوان ونحن يا كرام نعيش على حياتنا ما كتب الله لنا من اعمارنا سنوات عشرات تبلغ الخمسين والستين او فوق ذلك او دون ذلك. نعيش حياتنا نجاهد انفسنا ونسعى قدر المستطاع لاداء وامتثال ما امرنا به ربنا. كل ذلك لنيل مقصود واحد يشترك فيه اهل ديني كلهم هو نيل رضا الله عباداتنا طاعاتنا صلاتنا صيامنا قرآننا صدقاتنا كل وجوه البر والاحسان حتى احساننا الى الحيوانات الى البهائم وان نفعل الذرة من الخير لا نريد الا ان ننال رضا الله يرجو احدنا النجاة يعمل ويعمل ويعمل ولا يزال لا يدري ما الله صانع به. ويخشى ان يبعثه الله فاذا بشيء في اياته قد احرق حسناته ويخشى ان يلقى الله وقد اتلفت سيئاته حسناته. كل ذلك هو كفاح العباد هو جهاد الصالحين في الحياة ان ننال رضا الله هذا غاية المنى فما ظنك بمن شهد الله له بانه قد رضي عنه فيعيش حياته في هذه الدنيا يخطو ويقوم ويقعد والله قد انزل فيه قرآنا انه راض عنه يقول الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه. واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم من شهد الله له بالرضوان ووعده بالجنة بالله عليك اي مدخل للقدح فيه والكلام في شأنه والحط من قدره هي واحدة من اثنتين اما تكذيب كلام ربنا عياذا بالله واما هوى محكم وقلوب مطمسة لا تدري ما طريق الحق من الباطل. ولا الهدى من الضلال يقول الله عز وجل في اية الفتح لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل قيمة عليهم واثابهم فتحا قريبا. هي الاخرى شهادة بالرضوان بصيغة المضي التي تفيد تحقيق الوقوع رضي الله مؤكدة بقدر التي تدخل على الماضي فتزيده تأكيدا مؤكدة بلام القسم لقد رضي الله تؤكد بكل صيغ التوكيد في لغة العرب ان الله قد رضي عن هؤلاء. وكانوا يوم بيعة الرضوان الفا واربعمائة او الف وخمسمائة من الصحابة رضي الله عنهم. فلو كان قائل هذه الاية تختص بمن شهد بيعة الرضوان دون من سواهم فان ان اية التوبة التي نزلت في غزوة تبوك كانت اوسع واعم. والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات. هذه الشهادات من رب الارض والسماء من خالق الخلق جل في علاه. من خالق الجنة والنار. ممن اصطفاهم لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام شهد لهم بالرضوان. هذه تزكية الله لهم. هذا ثناء الله عليهم. هذا اخبار الله عز وجل برضاه عنهم. هذا وعد سبحانه لهم بالجنة والمغفرة والدرجات الحسان في الجنة. ايشهد الله لقوم بالرضوان فيأتي تعيس شقي الحظ يطعن في احد من الصحابة يتهمهم بسوء في اديانهم وعقائدهم ينسبهم الى نقيصة من النقائص. يا قوم والله انها لابواب ضلالة ليس لها من نور العقل مثقال ذرة ولا يقبلها من في قلبه ادنى فهم لكتاب لا وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يأتيك الوعد الحق من الحق سبحانه. والشهادة التي ليس بعدها منقبة ولا كرامة من رب العزة والجلال لمن شهد له بانه قد رضي عنه. وانه وعده الجنة وانه اتاه اياها فماذا يبقى بعد لقول قائل؟ وطعني طاع وحسد حاسد. كل هذا ينبيك عن ان ما سلكه من يشتم الصحابة او ينتقصهم او يحط من اقدارهم فانما هي خطى في طريق ليست على درب الاسلام في شيء وليست على نور الوحي بشيء وليست تستند الى ادنى فهم من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تعالى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وما تبديلا في غزوة الخندق تنزل هذه الاية رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فعمهم الله عز وجل بهذا الوصف انهم صدق في الوفاء بما عاهدوا الله عليه ثم يقسمهم قسمين يقول فمنهم من قضى نحبه منهم من لقي الله ولحق بالرفيق الاعلى. ومنهم من ينتظر وعلى كلتا الحالتين فهما محمودان وكلا الطائفتين على ثناء في القرآن يتلى الى يوم القيامة. هم صدقوا ثم يؤكد هذا فيقول وما بدلوا تبديلا. لم يكن منهم رظي الله عنهم. سواء ممن قظى نحبه او من انتظر وطال اجله وبقي لم يلحق بهم مبكرا كلهم قد شهد الله لهم بانهم على الثبات والصدق. وعدم التبديل ولا التراجع ولا التغيير وما بدلوا تبديلا. وفي الاية التي في سورة التوبة يحكم الله عليهم بالتوبة. لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم ان بهم رؤوف رحيم. تتظافر الايات. تتوالى هذه في الخندق وتلك في الحديبية. وهذه في غزوة تبوك في كل موقعة وحادثة تنزل ايات في سورة من القرآن تختلف سياقاتها احداثها مجرياتها احكامها وما حدث فيها لكن تتفق في شيء واحد انهم قوم احبهم الله ويحكم لهم بالرضوان ويعدهم بالجنان. تتوالى الاحداث من الخندق سنة خمس الى الحديبية سنة ست الى تبوك وبعدها من الاحداث تتوالى وتتعاقب في السيرة تتغير المجريات. الحديبية والخندق وغزوة تبوك. مع اختلاف الاحداث يقول الله هنا رضي الله عنهم ورضوا عنه. ويقول هناك لقد رضي الله ويقول في الثالثة لقد تاب الله. ماذا بقي من شهد الله لهم في كل حادثة مع نبيهم صلى الله عليه وسلم. رغم اختلاف الاحداث وامتلاء المشاهد بكثير من الحوادث التي تمت في تلك الوقائع ايا كانت المعطيات والنتائج في تلك الغزوات فان النتيجة التي تكررت في كل موضع شهادة الله لهم بالرضوان فعاشوا حياتهم رضي الله عنهم سنة بعد سنة حتى لحق المصطفى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى فانهم ما زالوا على العهد امانة الدين ونقلوها الى الاجيال. وصدق الله عز وجل وما بدلوا تبديلا قال القاضي عياض قال حدثنا ابو قال حدثنا القاضي ابو علي قال حدثنا ابو الحسين وابو الفضل قال حدثنا ابو يعلى قال حدثنا ابو علي السنجي قال حدثنا محمد بن محبوب قال حدثنا الترمذي قال حدثنا الحسن بن قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زائدة عن عبدالملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعدي اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر وقال صلى الله عليه وسلم اصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل اصحابي كمثل الملح في الطعام ولا يصلح الطعام الا به. اما قوله صلى الله عليه وسلم اصحابي كالنجوم بايهم اقتديت مهتديتم. فمع تعدد بطرقه الا انه ضعيف ضعيف سندا ولسنا نحتاج ايضا الى اقحام جمل منازع في صحة نسبتها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنثبت امرا لا يثبت بل لا زلنا نقول الحق وديننا ليس فيه شيء يخبأ وعقيدتنا وشريعتنا واضحة بيضاء بلجاء بحمد الله. هذا الحديث لا يصح نسبته الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. فان لم اثبت لا تسقطوا الاحكام ولا تزالوا في النصوص الاخر ما يعضدها ويشهد لها. اقتدوا باللذين من بعد ابي بكر وعمر الحديث اخرجه الترمذي ومن طريقه ساق المصنف سنده اليه رحمة الله عليهم جميعا. قال الترمذي هذا حديث حسن صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي يأمر عليه الصلاة والسلام بالاقتداء باثنين من خيرة اصحابه صاحباه وخليفتاه ووزيراه صلى الله عليه وسلم. وكان يقول عنهما هما بمنزلة السمع والبصر وكان الصحابة لا يحصون كم يقول صلى الله عليه وسلم ذهبت انا وابو بكر وعمر وجئت انا وابو بكر وعمر لا يحصون ذلك ككثرة يحدث بها عليه الصلاة والسلام. وزيراه وصاحباه وخليفتاه في الامة. فضلهما في الامة ظاهر. والنبي عليه الصلاة الصلاة والسلام يحث على الاقتداء بهما لما لهما من السبق والصواب والسداد. وحديث انس رضي الله عنه مثل اصحابي كمثل ملحي في الطعام ولا يصلح الطعام الا به. حديث ايضا لا يصح سند واخرجه ابو يعلى وغيره. لكنه لا يثبت سندا لضعف رواته نعم وقال صلى الله عليه وسلم الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن احبهم فبحبي احبهم ومن ابغضهم فببغضي ابغضهم. ومن اذاهم فقد اذاني. ومن اذاني فقد اذى الله ومن اذى الله يوشك ان يأخذه. الحديث هو قد تقدم سابقا عند الترمذي وفيه ضعف ايضا. الله الله في اصحابي هذا تحذير والنبي عليه الصلاة والسلام يقول لنا معشر امته اتقوا الله في اصحابي الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي. اتخاذهم غرضا كما يفعل الرامي اذا رمى بالقوس او السهام او النبل او الرصاص عندما ينصب هدفا يصوب اليه السهام. يسمى هذا الهدف غرضا. ينصب له قطعة او او راية او صفيحة او هدف فليرمي اليه على بعد مسافة. يسمى الهدف الذي يتخذه الرامي عند الرمي يسمى غرضا يقول عليه الصلاة والسلام لا تتخذوهم غرضا لا تنصبوهم هدفا ترموهم بالسنتكم تصوبون اليهم سهام النقد والسلب والسلب والتجريح والاساءة والطعن لا تتخذوهم غرضا بعدي. فمن احبهم فبحبي احبهم. ومن ابغضهم فببغظي ابغظهم ومن اذاهم فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله ومن اذى الله يوشك ان يأخذه هذا الاستنباط يا كرام مستقى من كتاب الله الكريم. يقول الله تعالى ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا. يقول ابن كثير رحمه الله والظاهر ان الاية عامة في كل من اذاه صلى الله عليه وسلم بشيء ومن اذاه فقد اذى الله واي الاذى اشد من ان تؤذي نبيك صلى الله عليه وسلم وحاشاك ان تؤذيه في احب الناس الى قلبه في اقرب الناس في حياته في من ناصره وهاجر معه وازره في من حمل الدين معه في من بذلوا ارواحهم واموالهم انفسهم فداء له صلى الله عليه وسلم في من انتصر بهم صلى الله عليه وسلم هذا اشد انواع الاذى والله قد توعد اصحابه بما سمعت وهكذا الشأن في كل باب وفيه نبينا صلى الله عليه وسلم ليس في شخصه ولكن في قرابته واهل بيته وصحابته رضي الله عنهم جميعا وقال صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه وقال صلى الله عليه وسلم من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وقال صلى الله عليه وسلم اذا ذكر اصحابي فامسكوا كلها احاديث تأمر بامساك الالسنة عن الوقوع في احد من الصحابة عن الانتقاص عن السب او الشتم يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اخرجه البخاري ومسلم لا تسبوا اصحابي وهذا والله نداء يشمل كل مسلم في الامة ونهي يتوجه فيه التكليف الى ذمة كل مسلم. يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. صلى الله عليه وسلم يقول لا تسبوا اصحاب فمن سب احدا من الصحابة ماذا بقي له من هذا النهي النبوي لو كان نهيا مجردا لكان جديرا بالوقوف عند حده. فكيف وهو محفوف بوعيد تقشعر له الابدان؟ يقول فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه لو انفق بعظ الصحابة في صدقته مثقال المقدار المد بالصدقة ملء الكفين لو انفقها صدقة هي ارجح واثقل في الميزان عند الله من تصدق احدنا بمثل جبل احد ذهبا ليس لي شيء الا لتفاوت المنازل الا لعلو الاقدار اراد عليه الصلاة والسلام ان يبين لنا طرفا من البون الشاسع بينهم وبين من جاء بعدهم في الامة يبون لنا يبين لنا صلى الله عليه وسلم عظيم القدر والتفاوت في الامة. الذي لا يسع فيه الادنى ان يتطاول على الاعلى ولا يجوز فيه للاسفل ان يرمي من كان في القمة فلو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم بصدقته لو تصدق ولا نصيبه ولا بملئ الكف الواحدة ليس لان صاحب الصدقة بمثقال بمقدار جبل احد ليس لانه مردود الصدقة ولو قبلت صدقته لكنها لا تبلغ صدقة الصحابة بمد او بنصف مد. هو عظيم القدر والسبق الذي حازوه رضي الله عنهم. هذا يستحق وان يكون شعارا وجوابا لكل من انتصب لانتقاص الصحابة او الاساءة اليهم رضي الله عنهم جميعا. يقول صلى الله عليه وسلم فيما حسن السيوطي في الجامع الصغير وفي الحديث ضعف وقد اخرجه الطبراني. من سب اصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا لا يقبل الله منه يوم القيامة بما اتى به وقد اتى هذا الباب العظيم من الكبائر. اذا ذكر اصحابي فامسكوا الحديث الذي اخرجه نصنف سابقا رحمه الله وان كان ضعيفا وقد رواه عن عدد من الصحابة. وحسنه الالباني في بعض المواضع. اذا ذكر اصحابي يعني امسكوا عن الوقوع فيهم عن الانتقاص وان كان بعظ ما يذكر عنهم قد يستدعي نسبة شيء من الانتقاص مرة اخرى سنقول يا كرام سيرة الصحابة سيرة عطرة احادهم وجملتهم رضي الله عنهم ولكن لانهم بشر ربما وجدت في سيرة الواحد منهم شيئا من نقص البشر شيئا من الخطأ والزلل ليسوا بمعصومين. وان وجدت اما من النقص والخلل او الزلل او او القدح. فالواجب علينا ايضا بعد ذلك كله الامساك عنهم. اذا ذكر اصحابي فامسكوا فامسكوا السنتكم عن الخور فامسكوا اقلامكم عن الطعن فامسكوا بمجالسكم عن ان تجعلوها نقلة الالسنة في الحق من قدر هذا والاساءة الى ذاك. ماذا علينا ان نفعل ان نطوي صفحا عن كل ذلك. وان وقع من بعضهم الخطأ والزلل وصح ذلك سندا وثبت تاريخا ليس بوسعنا الا ان نقول رضي الله عنهم بان الله هو الذي قال وقد رضي عنهم ونطوي عن ذلك صفحا من الحماقة قول قائل لما نزلت الايات بقوله رضي الله عنهم ورضوا عنه كان زمن نزول الوحي وحياة النبي صلى الله عليه وسلم بينهم وقد كانوا احياء وقد كانوا انذاك على ما شهد الله لهم بالرضوان. لكنهم بعد موته صلى الله عليه وسلم غيروا وبدلوا ويدخلون بك في سراديب الروايات التاريخية التي لا سند لها ولا زمام ولا خطاب ثم ينقلون المؤامرة التي يصورونها في تاريخهم للتآمر على امير المؤمنين علي رضي الله عنه وانتزاع الخلافة التي هو احق بها فيجعلون الصحابة ظلمة فجارا. فساقا اصحاب هوى ومطامع في الدنيا والمناصب ويجعلون ابا بكر وعمر وعثمان وسائر من وافقهم وبايعهم واقر لهم انهم فئة المتآمرين على ال بيت الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول لك بعد ذلك كانوا في تلك الاونة قد تغيرت احوالهم وتبدل ايمانهم نفاقا اسلامهم كفرا وهكذا بكل وقاحة وبجاحة وبكل سذاجة في الفهم في كتاب الله يزعمون ان الايات التي في التوبة والفتح وغيرها من وبالقرآن انها كانت زمنه عليه الصلاة والسلام والذي قالها ربنا عز وجل اما كان يعلم الغيب سبحانه اولم يعلم قبل ان يخلقهم ما هم عليه؟ وعندما اخبر الله ما قال به في كتابه في تلك الايات. الم يعلم سبحانه ما هو كائن بعد ممات نبيه صلى الله عليه وسلم وما هو حاصل في الامة من بعده بلى يعلم ومن قدح في ذلك ما بقي له من ايمانه شيء فاذا كنا نتفق جميعا على ان الله عالم الغيب وعالم ما يكون وما هو كائن الى قيام الساعة. ومع ذلك يخبر الله بالرضوان. اذا فالمسألة منتهية رغم كل الذي يكون منهم فانهم فئة مشهود لهم بالرضوان من ربنا سبحانه وتعالى. ولهذا يقول اذا ذكر اصحابي فامسكوا. نعم وقال في حديث قال في حديث جابر ان الله اختار اصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي منهم اربعة ابا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير اصحابي وفي اصحابي كلهم خير والحديث ايضا اخرجه البزار وفي بعض رواته ضعف وخلاف وفيها الاصطفاء والمعنى في الجملة صحيح ثابت وان لم تكن هذه الرواية بسندها مما يصح نسبتها على طريقة المحدثين لكن فيها الاصطفاء للصحابة الخلفاء الاربعة الراشدين. وفي الجملة فلهم من الفضائل والمناقب. ما ليس لاحد في الامة بعدهم ولا من من بين الصحابة ايضا رضي الله عنهم اجمعين. لكنهم في حفيدتنا وما تقرر وما استقرنا به النصوص وتواترت عليه انه خير اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الامة مهما تفاوتت في الفضل فالصحابة اعلى الامة قدرا. والصحابة بينهم هم يتفاضلون رضي الله عنهم فمن اسلم قبل فتح مكة خير ممن اسلم بعدها يقول الله لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح هو قاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى. فتح مكة سنة ثمان من الهجرة ومن كان شاهدا بيعة الرضوان يوم الحديبية كان افضل ممن كان بعدها. ولم يشهدها لقول الله لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعون هناك تحت الشجرة واهل بدر من الصحابة اعظم من غيرهم وافضل واعلى قدرا. لقوله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر عل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم والعشرة المبشرون بالجنة خيرهم على الاطلاق وافضلهم منزلة واعلاهم درجة. لان النبي عليه الصلاة والسلام نص هكذا على اسمائهم واحدا واحدا بجمل ليس فيها الا مبتدأ وخبر. ابو بكر في الجنة وعمر بن الخطاب في الجنة وعثمان بن عفان في الجنة. وعلي بن ابي طالب في الجنة يسميهم واحدا واحدا بمبتدأ وخبر. فكان من اقوى اناقب واشرفها قط في سير الصحابة رضي الله عنهم العشرة المبشرون بالجنة ويأتي الخلفاء الاربعة منهم في القمة فضلا وخيرا واحسانا لانهم اجتمع لهم من الفضائل والمناقب لكل واحد على حدة ما يفضل به باقي الصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا. ثم ترتيب الاربعة رضي الله عنهم في القدر والفضل والمكانة على ترتيبهم في الخلافة اولهم ابو بكر وثانيهم عمر وثالثهم عثمان ورابعهم علي واربعتهم رظي الله عنهم هم لؤلؤة الصحابة واوسط عقدهم وارفعهم قدرا واجلاهم منزلة لا يدانيهم احد ولا يساويهم في فضلهم بشر جعلت النصوص الشرعية لهم حظا وافرا من المناقب والفضائل. ولهذا قال فجعلهم خير اصحابي يعني الاربعة وفي اصحاب في كلهم خير رضي الله عنهم جميعا وقال صلى الله عليه وسلم من احب عمرا من احب عمرا فقد احبني. ومن ابغض عمر فقد الحديث اخرجه الطبراني ايضا في الاوسط وفي بعض رواته مجهول وفيه الثناء على عمر وما ثبت له من المناقب وليس هذا الموضع من كتاب المصنف موضع بسطها وذكر مناقبهم واحدا واحدا. لكن فضائلهم في الجملة جمة رضي الله عنهم جميعا وقال مالك بن انس رضي الله عنه وغيره من ابغض الصحابة وسبهم فليس له في شيء المسلمين حق ونزع باية الحشر وما افاء الله على رسوله منهم فما اوجبتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء. والله على كل شيء قدير. ما افاء الله على من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. كي لا يكون دولة بين اغنيائي منكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. واتقوا الله ان الله شديد عقاب الى قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا ايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم. الامام ما لك رحمه الله امام دار الهجرة امام المذهب المتبوع في رقعة واسعة من بلاد الاسلام يقول من ابغض الصحابة وسبهم فليس له في فيئ المسلمين حق الفيء ما يؤخذ من مال الكفار بغير قتال اذا تواجه اهل الاسلام واهل الكفر في ساحة الجهاد في سبيل الله. فان كانت حرب وكان قتال وانتصر المسلمون فغنموا اموال الكفار فهو غنيمة وان لم يكن قتال اما لاستسلام الكفار او لهربهم فاخذت اموالهم فانها تسمى فيئا وكلا المالين الغنيمة والفيؤ مما يرزق الله به اهل الاسلام بسبب الجهاد وهو في الحقيقة اموال الكفرة فيجعلها الله عز وجل رزقا لاهل الجهاد في سبيله وكل من الغنيمة والفيء مختص في الشريعة بقسمة قسمها الله في كتابه ذكر قسمة الغنيمة في اية الانفال واعلموا ان ما غنم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل في الغنائم عندما يكونوا قتال ويكون جهاد يخرج خمس الغنيمة لبيت المال وتوزع الاربعة الاخماس على المجاهدين في الغزوة اما الفيء فلانه لا قتال فيه فان القسمة فيه تختلف. يقول الله سبحانه ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله كله لله الفيء لا يقسم بين المجاهدين لانه ليس قتال. قال فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. فالفيؤ يؤخذ فيوضع في بيت مال المسلمين. يوزع في المصارف التي ذكر الله فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل. فيعطى من بيت المال لهذه الفئات رزقا من الله عز وجل الفي قسمه الله وجعل بني الاسلام المستحقين لهذا الفيئ ثلاثة اصناف في اية الحشر فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة. بين الاغنياء منكم. ثم جاءت بعدها ثلاث ايات جعلت المسلمين في الامة ثلاثة اصناف. قال في اولاها للفقراء المهاجرين فذكر المهاجرين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال في الثانية والذين تبوأوا الدار والايمان والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. فذكر الانصار في الثانية استوعبت الايتان الصحابة جميعا. المهاجرين والانصار ثم ذكر من جاء في الامة بعدهم مثلنا ومن جاء قبلنا وبعدنا فلسنا مهاجرين ولا انصارا. لاننا لسنا في عداد الصحابة. قال الله في الفئة الثالثة والذين جاءوا من بعدهم في التابعين واتباعهم ومن جاء بعدهم الى يوم القيامة. والذين جاءوا من بعدهم ايضا يدخلون في المستفيدين من الفيء الذي يوضع في بيت مال المسلمين ان كانوا فقراء مساكين ابناء سبيل قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فجعل العلماء هذا الوصف قيدا لمن بقي في الامة سوى المهاجرين والانصار ليدخل في عداد الامة التي يعود اليها فيها فيؤ بيت المال والذين جاءوا من بعدهم لو وقفت الاية هنا لدخل فيها عامة من انتسب الى الامة. لكن الله قال يقولون ربنا اغفر لنا. اذا هذا دعاء بالرحمة والمغفرة لمن سبقنا بالايمان. ودعاء ان يطهر الله القلوب من الغل. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا يقول مالك من ابغض الصحابة وسبهم فليس له حق في فيئ المسلمين. لم قال لانه ليس مهاجرا ولا انصاريا وان جاء بعدهم فلم ينطبق عليه الوصف يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان لانه يسب الصحابة لأنه يشتمهم لأنه يحمل في قلبه غلا وحقدا وغيظا وانتقاصا واساءة. اذا اذا خرج من المهاجرين وخرج من انصار وخرج ممن جاء بعدهم يدعو بالمغفرة والرحمة. اذا لم يبقى له نصيب في هذا فهو فهم دقيق واستنباط سديد يسبق اليه ائمة الاسلام عبر القرون والامام مالك رحمه الله يذكر هذا في فهمي للاية بقوله من ابغض الصحابة وسبهم فليس له فيئ المسلمين حق. نعم وقال من غاضه اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر. قال تعالى ليغيظ بهم الكفار هذا فهم اخر واستنباط لاية الفتح التي مضت في صدر المجلس محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم. يعني الصحابة ذكر الله مثلا في الانجيل فماذا قال ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطعه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه. شبه الله الصحابة بالزرع الذي ينمو ويكبر ويشتد فيازر بعضه بعضا. وهكذا كانوا في نصرة الدين وحمل رايته ونشره في العالمين. ماذا قال الله يعجب الزراع صاحب الزرع يفرح بزرعه اذا نمى اذا كبر اذا اصبح اشجارا باسقة وكان زرعا يسيرا ضعيفا خفيفا فقد اصبح قائما على ساق غليظا ينتظر فيه الثمر والنضج والانتفاع يعجب الزراع انتهى المثل. قال الله ليغيظ بهم الكفار جعل الصحابة سببا في اغاظة الكفرة. كيف بحماية الدين بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم بنشر الاسلام ببذل الارواح والمهج لقد وقفوا سدا حصينا منيعا يوم بدر ويوم احد والخندق وفي كثير من المواقع كانوا حماة الدين فرشوا ظهورهم فتحوا صدورهم فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاعت قريش ولا العرب الكافرة قاطبة ولا اليهود بالمدينة ولا المنافقون ما استطاع احد ان يخلص الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع احد رغم التآمر والتكالب والتنادي الى القضاء عليه وعلى دعوته ما استطاعوا الوصول اليه. لان الله نصب لنبيه صلى الله عليه وسلم من صحابته رظي الله عنهم نسب له سياجا حصينا ودرعا متينا عاشوا ومعه صلى الله عليه وسلم اصدق ما يكون حبا وتضحية وفداء ووفاء ونصرة رضي الله عنهم. الم يكونوا بعد ذلك كله شوكة في حلوق الكفرة؟ الم يكونوا اذى في نفوسهم؟ اذا قال ليغيظ بهم الكفار يقول الامام مالك اذا فهمت من الاية ان الله جعل الصحابة سببا في اغاظة الكفار. اذا لك ان تفهم ان كل كل من اغتاظ من الصحابة وكانوا سببا لاغاظته انه لن يكون الا كافرا. لان الله ما جعل الصحابة غيظا لاحد سوى اهل الكفر من البشر فمن كان يغتاظ من الصحابة فقد اصابته الاية. لان الله قال ليغيظ بهم الكفار فقال من اغابه الصحابة فقد اصابته الاية يعني اية سورة الفتح وقد تقدم لك وجهه معناها وقال عبدالله بن المبارك خصلتان من كانتا فيه نجا. الصدق وحب اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. عليه الصلاة والسلام وبظدهما من اتصف بهما فقد هلك. الكذب وبغظ اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما الصدق قف من جاء واما الكذب فريبة ومهلكة وضلال. وما يزال الكذب بصاحبه حتى يكتب عند الله كذابا ويهدي الى الفجور والفجور تهدي الى النار. كما قال عليه الصلاة والسلام. واما بغض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتحام امل لعتبة من عتبات جهنم. يقول الامام ما لك رحمة الله عليه عن الرافضة ممن جعل الصحابة مسبة وملعنة ومشتما. يقول رحمة الله قال ايه؟ انهم قوم ارادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يمكنهم ذلك فطعنوا في الصحابة ليقول القائل رجل سوء كان له اصحاب سوء. ولو كان رجلا صالحا لكان اصحابه صالحين هذا منطق لا تفهموا منه الا ذاك عندما يجتمعون للحط من اقدار الصحابة جميعا ويجعلون اسوأ الصحابة قدرا اقربهم الى رسول الله صلى الله عليه سلم مكانه فابغضهم عندهم ابو بكر وابنته عائشة رضي الله عنهما. وهما احب اثنين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد سئل من احب الناس اليك؟ قال عائشة قيل فمن الرجال؟ قال ابوها وما يزالون ينتقصون احب اصحابه اليه صلى الله عليه وسلم. كل ذلك ويكشف لك عن منطق عقيم وفهم سقيم عند فئة من البشر. اصابتها لوثات الشياطين فجعلت طيبها في الحياة لا يزال يخطو بهم نحو دروب الضلال والشقاء والغواية عياذا بالله وقال ايوب السختياني من احب ابا بكر فقد اقام الدين. ومن احب عمرا فقد اوضح السبيل. ومن احب عثمان فقد استضاء بنور الله ومن احب عليا فقد اخذ بالعروة الوثقى ومن احسن الثناء على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق. ومن انتقص منهم احد فهو مبتدع مخالف السنة والسلف الصالح. واخاف الا يصعد له عمل الى السماء. حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه سليما. هذه درر من عبارات السلف من التابعين واتباع التابعين ممن فقه النصوص الشرعية السابقة وعرف مكانة الصحابة رضي الله عنهم تأتي مكانة عبارات السلف يا كرام في زمن كان هو منشأ تلك الفرق الضالة التي نصبت صحابة النبي صلى الله الله عليه وسلم غرضا فجعلتهم هدفا للشتم والقدح والانتقاص بل والتكفير والاخراج من الدين عياذا بالله. يقول ايوب من احب ابا بكر فقد اقام الدين. ومن احب عمر فقد اوضح السبيل. ومن احب عثمان فقد استضاء بنور الله. ومن احب فقد اخذ بالعروة الوثقى نوع العبارات ليدلك على ان كل واحد منهم باب من ابواب الخير والسلامة والنجاة وان حبهم طريق يضمن لصاحبه السير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال ومن احسن الثناء على اصحاب محمد صلى الله عليه سلم فقد برئ من النفاق ومن انتقص منهم احدا فهو مبتدع مخالف السنة والسلف الصالح. واخاف الا يصعد له عمل الى السماء حتى يحبهم جميعا ويكون قلبه سليما ايرد عمل انسان لبغضه انسانا في الامة ايا كان ابحبنا لبشر او بغضنا لبشر ندخل الجنة او النار ليست المسألة كذلك. لكن هؤلاء البشر صفوة الامة صحابة نبيها صلى الله عليه وسلم بغضهم او شتمهم او انتقاصهم قدح في الدين. افهموا هذا جيدا. لسنا لانا نقدس البشر ولا نعتبر حب اهل احد منهم من اركان الاسلام ولكنه طريق الى الحفاظ على الاسلام فمن اسقط الصحابة ومن قدحهم او شتمهم فقد هدم الدين لبنة لبنة سلم بذلك ما بقي له من دينه شيء. تتتابع عبارات السلف للتأكيد على هذا المعنى. روى الخلال في كتاب السنة عن ابي بكر الروذي قال سألت ابا عبد الله يعني الامام احمد عن من يشتم ابا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم فقال ما اراه على الاسلام قال وسمعت ابا عبد الله يعني الامام احمد يقول قال مالك الذي يشتم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم او قال نصيب في الاسلام ويقول ايضا سمعت ابا عبدالله الامام احمد يقول من شتم اخاف عليه الكفر مثل الروافض. ثم قال من شتم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن ان يكون قد مرق عن الدين يقول عمر بن حبيب اذا كان اصحابه صلى الله عليه وسلم كذابين فالشريعة باطلة والفرائض والاحكام في الصيام والصلاة والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول هل فهمت اذا ان الطعن في الصحابة هدم للدين وان القدح فيهم اساءة للشريعة كلها ليس هذا الا اقرارا للشريعة على قواعدها وديننا على احكامه بالبقاء والحفاظ والثبات. ومن رام طعن في الصحابة فقد اراد تقويض الاسلام. وطي صفحته وتغيير شريعته. والله عز وجل قد حفظ مكانتهم بما تقدم ذكره في هذا الفصل وما يزال فيه بقية نأتي عليها تباعا في الليالي المقبلة ان شاء الله تعالى. اكثروا الصلاة على نبي صلى الله عليه وسلم فكلما ازددتم من الصلاة عليه ازدادت صلاة ربكم عليكم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا لنا بك دون العالمين مزية تقر بها الدنيا لنا وتسلم يصلي علينا الله حبا لاننا عليك نصلي طاعة ونسلم. فصل يا وسلم وبارك على حبيبك المصطفى ورسولك المجتبى وامام الهدى وسيدي الورى محمد ابن عبد الله. اللهم صل عليه كما تحب ان يصلى ويسلم عليه اللهم صل وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون اللهم صلي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما. دائما ابدا نرتقي بها في الدرجات. وننجو بها من الدرجات وتضاعف لنا بها الحسنات وتفرج عنا بها الكربات. اللهم اغفر لامواتنا وارحمهم يا رب. اللهم اشغلهم برحمتك الواسعة واشف مرضانا اله العالمين. اللهم اشف كل سقيم وداوي كل مبتلى. وعافه يا ارحم الراحمين. الهنا وخالقنا ومولانا. اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا. ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم احينا الاسلام والسنة وامتنا على الاسلام والسنة واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم. واكرمنا بشفاعته اله الحق يا سميع الدعاء. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وازواجنا وذرياتنا والمسلمين اجمعين. ربنا هب لنا من ازواجنا اتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما. يا مالك الملك يا عالما بكل شيء. احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار