بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن نحمد الله تعالى جل جلاله. واشكره واستعينه واستغفره. تعددت الاء وتتابعت نعماؤه وبحمده لا نحصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. امام الهدى وسيد الورى صلى الله ربي وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته وصحابته ائمة الهدى ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم اللقاء. يا من لشربة حوضه لنشتاق وبمدحه تتعطر الاوراق. صلى عليك الله حتى تنتهي انوار نجم في السما براق صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في ليلة شريفة كريمة كهذه فانها ليلة الجمعة هو يقول صلوات ربي وسلامه عليه اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فان صلاتكم معروضة علي فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما لا انتهاء لها. وجعلها ربي صلاة وسلاما ترقى بنا الى اعلى وتفرج عنا بها الكروبات ونرقى بها في اعلى المقامات. وبعد يا كرام فان الليلة التي نجتمع لمدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض رحمة الله عليه. كنا قد بدأناها ليلة الجمعة الماضية بهذا الباب الحافل. باب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. في ذكر حق من حقوقه عظيمة بل هو من اجلاها. وباب من ابواب الوفاء التي يقوم بها الواحد من امته له صلى الله عليه وسلم انما وقد جعل المصنف رحمه الله هذا الباب الرابع في اخر ابواب القسم الثاني في ذكر حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على امته بعدما ذكر الحديث عن الايمان به وطاعته. وذكر الحديث عن محبته ونصرته. وذكر الحديث ايضا عن توقيره صلوات الله وسلامه عليه. في ذكر الصلاة والسلام عليه وفرظ ذلك وفضيلته. عليه صلاة ربي وسلامه هذا هو الباب الرابع الذي شرعنا فيه منتهى ليلة الجمعة الماضية. وهو باب حافل جليل لم تزل قلوب المحبين من امته صلى الله عليه وسلم تشتغل بالصلاة والسلام عليه. وما زالت السنتهم تلهج بالصلاة السلام عليه صلى الله عليه وسلم فلتنعموا يا كرام بهذا الباب الذي افاض فيه المصنف رحمه الله. في ذكر معاني الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما تتضمنوها من الفضائل والاجور. وما تكتنفها من المعاني والحضور وما في هذه العبادة الجليلة من شرعة عظيمة جعلها الله تعالى منقبة لنبيه صلى الله عليه وسلم وباب خير واجر وبركة نرتقي بها معشر امته عليه صلاة الله وسلامه هذا الباب الذي جعل فيه القاضي عياض رحمه الله تعالى فصولا في ذكر هذه العبادة ما معناها. واحدنا لم يسمع الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم واية الله في سورة الاحزاب ان الله وملائكته يصلون على نبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. ما زالت الخطباء تقولها على المنابر والدعاة يذكرون بها في محافل والائمة والعلماء يذكرونها في صدور الكتب والمجالس والمحافل بيانا لهذا العبادة العظيمة وهذا الباب الكبير الذي جعله الله تعالى نداء لنا اهل الايمان. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. صلى الله عليه وسلم فهذا الباب بفصوله فيه تقرير لهذا المعنى معنى الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وكيفية الاتيان بها. وما احتفت بها من الاجور والفظائل والحسنات وما الذي جاء في النصوص والاثار مما يتعلق بها في مواضعها التي تقال واوقاتها التي تشرع وحكمها في الصلاة وخارج الصلاة وذم المقصر فيها والبخيل بها. والذي يعرض او يزهد في الصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه وسلم كل ذلك ما سنقضيه في فصول هذا الباب الرابع من الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الرابع في ذكر الصلاة عليه والتسليم وفرض ذلك وفضيلته الى ان قال ابدأ من اول الباب قال تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. قال ابن عباس معناه ان الله وملائكته يباركون على صلى الله عليه وسلم. وقيل ان الله يترحم على النبي وملائكته يدعون له. قال المبرد واصل الصلاة الترحم فهي من الله رحمة ومن الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله وقد ورد في الحديث صفة صلاة وقد ورد في الحديث صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة. اللهم اغفر له اللهم ارحمه. فهذا دعاء وقال بكر القشيري الصلاة من الله تعالى لمن دون النبي صلى الله عليه وسلم رحمة وللنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وزيادة تكرمة وقال ابو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء قال القاضي ابو الفضل وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تعليم الصلاة عليه بين لفظ الصلاة ولفظ بركة فدل انهما بمعنيين. تقدما هذا الكلام من المصنف رحمه الله ليلة الجمعة الماضية. وايجازا له نقول يا كرام طالما تردد على لسان احدنا قوله اللهم صلي وسلم على رسول الله. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد هذه يا كرام ثلاث دعوات ما زلنا نبذلها ننطق بها نلهج بها نستكثر منها لنبينا صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه اولا والسلام عليه ثانيا والبركة له ثالثا عليه الصلاة والسلام. والله قال صلوا عليه وسلموا وتسليما. فامرنا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وفي التشهد في الصلاة الابراهيمية نحن نقول وبارك على محمد وعلى ال محمد. فهذه ثلاث عبارات الصلاة والسلام والبركة وتأملوا اننا ما زلنا نطلبها من الله لنبينا صلى الله عليه وسلم. فلنتعلم معانيها يا كرام. ماذا يعني اللهم صل على محمد ماذا نطلب من الله؟ انا نطلب من الله ان يصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم. وهنا اورد المصنف رحمه الله كلام الائمة العلماء من الصحابة فمن دونهم في معنى الصلاة عليه. ومجمل ذلك رغم اختلاف العبارات ان الصلاة من الله رحمة والله عز وجل اذا صلى على عبد فقد رحمه. ولهذا قال في سورة الاحزاب هو الذي يصلي عليكم وملائكته لي من الظلمات الى النور ان الله كان بكم رحيما. فصلاة الله عز وجل على عبده رحمة. لكنها ليست رحمة مجردة. والا لقيل هي رحمة فلو كانت الصلاة هي الرحمة تماما ومرادفة لها لم تكن مختلفة عنها. لكنها رحمة مقرونة بتعظيم وثناء واجلال يرحم الله عبده ويرفع مقامه ويثني عليه ويعظم شأنه فاذا صلى الله عز وجل على عبد من عباده فانه قد رحمه ورفع شأنه والله عز وجل يقول هو الذي يصلي عليكم وملائكته. فالصلاة من الله رحمة بعباده. فاذ نطلب من الله الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم فانا نسأل الله جل جلاله ان يزيد نبينا رحمة فوق رحمة. وثناء فوق ثناء وقدرا عظيما فوق قدره الذي بلغه الله اياه صلى الله عليه وسلم هذا معنى الصلاة عليه وفيها العبارات يقول ابو العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة. ويقول بكر القشيري الصلاة من والله لمن دون النبي صلى الله عليه وسلم رحمة. وللنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وزيادة تكريما. وقال الطبري رحمه الله ان الله يترحم على النبي وملائكته يدعون له. يقول المبرد اصل الصلاة الترحم. فهي من الله رحمة من الملائكة رقة واستدعاء للرحمة من الله. فتدور معاني الصلاة من الله على هذا المعنى الكبير. ولهذا يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله الصلاة من الله سبحانه هي الرحمة المقرونة بالتعظيم اما صلاة الملائكة وصلاتنا نحن معشر البشر لما نطلب الصلاة من الله على النبي او يقول صلي على النبي صلى الله عليه وسلم فهو سؤال هذا من الله وطلبه للنبي الله عليه وسلم يعني لما يقول لك قائل صلي على النبي فما الذي ستفعله تقول اللهم صلي فانت تطلبها من الله واللطيف في هذه الاية ان الله اخبرنا بانه صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم. قال ان الله وملائكته يصلون على النبي فهذا حاصل له عليه الصلاة والسلام. فيقول الله يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما صلى الله عليه وسلم فانت اذ تقول ممتثلا امر الله وقد قال لك ربك عز وجل يقول الله انه قد صلى عليه ثم يأمرك يا عبدي انت اذا صلي عليه فتعود مرة اخرى فتقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فانت تطلب من الله هذه الرحمة المقرونة بالتعظيم لنبي الله صلى الله عليه وسلم فيقوم ها هنا سؤال اذا كنا سنعود فنطلب من الله ان يصلي على نبيه فالله قد صلى عليه قال ان الله وملائكته فهذه امر مفروغ منه فلماذا نعود؟ صلوا عليه فنقول يا رب صلي عليه وقد صلى الله عليه تدرك الان انه استكثار لهذا المعنى الكريم للنبي الجليل صلى الله عليه وسلم. اما ربه فقد صلى عليه واما نحن فلا نزال نتتابع في الامة الوفا ومئاتها واضعافها نسأل الله ان يزيده صلاة فوق صلاة. وان له ثناء فوق ثناء ورحمة فوق رحمة. يقول العز بن عبدالسلام رحمه الله في كلام لطيف للغاية يقول ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له يقول ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة منا له. فان مثلنا لا يشفع لمثله صلى الله الله عليه وسلم ثم يقول ولكن الله امرنا بالمكافأة لمن احسن الينا وانعم علينا فان عجزنا عن مكافأته كافئناه بالدعاء فارشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا صلى الله عليه وسلم ارشدنا الله الى الصلاة عليه لتكون صلاتنا عليه مكافأة باحسانه الينا. وافضاله علينا اذ لا احسان افضل من احسانه صلى الله عليه وسلم ويقول ابن العربي رحمه الله وفائدة الصلاة عليه ترجع الى الذي يصلي عليه. دلالة ذلك على نصوع العقيدة وخلوص النية واظهار المحبة والمداومة على الطاعة والاحترام له صلى الله عليه وسلم. ويقول الحليمي رحمه الله المقصود بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم التقرب الى الله بامتثال امره وقضاء حق النبي صلى الله عليه علينا فاعلم رعاك الله ما الذي تفعله لما تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم واستشعر هذا المعنى الجليل فانك تمتثل امر الله اولا. وتقوم بشيء من الوفاء لنبيك صلى الله عليه وسلم ثانيا فانت تمتثل بابا عظيما وتؤدي عبادة جليلة قد لا الانسان بادئ الامر الى ان ما يلهج به لسانه من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المثابة العظيمة والله يا قوم ما استغرق عبد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وملأ بها مجلسا من مجالسه ووقتا من اوقاته. وليلة من لياليه وساعة من ساعاته الا انغمس في باب كبير عظيم من الفضل والاجر والحسنات يأتي ذكرها لاحقا في فصل خصه المصنف رحمه الله لبيانها بالتمام. لكنا نقول هي باب عظيم من ابواب الرحمات التي يدخل منها العباد اذا انت اذ تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم فليس ذلك لحاجته الى صلاتك عليه فالله قد صلى عليه والملائكة صلت عليه لكننا والله نصلي بحثا عن حظ لنا ومسابقة في فخر واجر وذخر يعود الينا. فالمستكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يحوز شيئا قال لنبيه ولا يسعى لجمعه له. فالله قد اغناه وبالصلاة عليه قد كفاه. ربنا عز وجل. لكنه باب خير لي ولك واحسان وفضل ونعمة نتسابق في الحصول عليها والظفر بها. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فان صلاتكم معروضة علي فالعرض لصلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم يدفعنا الى استشعار مدى الاستكثار من هذه العبادة العظيمة الجليلة. فالله عز وجل قد اخبرنا بالصلاة عليه وامرنا بالصلاة عليه. هذا هو المعنى الاول. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تقدم قول البخاري رحمه الله في الصحيح بعدما ذكر تفسير ابي العالية صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء. قال ابن عباس يصلون يكون فهذا تفسير اخر ان الصلاة معناها البركة. كما ذكره البخاري رحمه الله معلقا عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول هنا القاضي عياض قال القاضي ابو الفضل وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تعليم الصلاة عليه بين لفظ الصلاة ولفظ البركة. فدل انهما بمعنيين اللهم صل على محمد وعلى ال محمد ثم تقول وبارك على محمد وعلى ال محمد. فالصلاة اذا معنى ليس هو والبركة بل هو مختلف عنها. اذا ما البركة التي ايضا ندعو بها في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. البركة وهي الخير الكثير البركة هي الزيادة والنماء. فنحن نقول اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد. فالبركة دعاء بالخير وبدوامه وثبوته ومضاعفته وزيادته ونمائه ندعو به للنبي صلى الله عليه وسلم ولتعلم ان ابن تمام البركة التي كتبها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم البركة التي تنال امته بدعوته في رسالته عليه الصلاة والسلام فيكثر اهل الايمان من امته ببركة دعوته ويدخل الله عز وجل منهم الجنان مما تدخل الامم ببركة ينالها النبي صلى الله عليه وسلم. فنحن ما زلنا نطلب البركة. وبارك على محمد وعلى ال محمد التماسا لمزيد من الخير والعطاء والنماء وثباته ودوامه لنبينا صلوات ربي وسلامه عليه. هذا معنى الصلاة وتلك معنى البركة. بقي معنى السلام وانت تقول في صلاتك السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. وتقول اللهم صلي وسلم والله يقول صلوا عليه وسلموا تسليما. ولما نزلت الاية كما في الصحيحين وغيرهما. قال الصحابة يا رسول الله هذا السلام وقد عرفناه فكيف نصلي عليك فدلهم صلى الله عليه وسلم الى صيغة الصلاة التي نقولها في صلواتنا وخارج الصلاة. فما معنى السلام على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الذي يقرره المصنف ها هنا واما التسليم الذي امر الله تعالى به عباده فقال القاضي ابو بكر بن بكير نزلت نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه وسلم. فامر الله اصحابه ان يسلموا عليه. وكذلك من بعدهم امروا ان يسلموا على النبي ان يسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم عند حضورهم قبره وعند ذكره وفي معنى السلام عليه ثلاثة وجوه احدها السلامة لك ومعك. ويكون السلام مصدرا. كاللذاذ واللذاذة الثاني اي السلام على حفظك ورعايتك متولي له له متول له وكفيل به. ويكون هنا السلام اسم الله الثالث ان السلام بمعنى المسالمة له والانقياد. كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجد في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. يقول القاضي عياض نقلا عن القاضي ابي بكر بن بكير نزلت الاية فامر الله اصحابه ان يسلموا عليه. اما قال الله صلوا عليه وسلموا تسليما. فالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم كما هي الصلاة عليه مطلوبة. والله امرنا بها. قال وكذلك من بعد الصحابة امروا ان يسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم عند حضورهم قبره فانت اذا زرت قبره الشريف قلت السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله يا خير خلق الله. السلام عليك ايها النبي. فانت اذا زرت قبره القيت السلام عليه صلى الله عليه وسلم وعند ذكره كلما ذكر قلت صلى الله عليه وسلم. فانت تسلم وتبعث سلامك. فما معنى السلام هنا؟ قال له ثلاثة معان اولها بمعنى السلامة لك ومعك. فلما تقول السلام عليك ايها النبي يعني السلامة لك والسلامة معك. فيكون السلام هنا مصدرا كما يقال في كلمة اللذاذة واللذاذ فهما بمعنى واحد كالسلام والسلامة. فالسلامة بمعنى السلام وهنا يأتي هذا المعنى واضحا متبادرا الى الاذهان هذه المعاني السلام هنا اسم الله جل جلاله. وهو من اسمائه الحسنى السلام المؤمن المهيمن. فلما اقول السلام عليك ايها النبي بمعنى الله عليك ايها النبي والتقدير الله حافظ عليك الله عليك حافظ وكفيل بك ومتول لامرك السلام عليك ايها النبي بمعنى السلام على حفظك ورعايتك والسلام هنا اسم الله. يعني الله على حفظك رعايتك متول لك وكفيل بك وهنا السلام بمعنى اسم الله جل جلاله. ثالث المعاني ان السلام بمعنى الامة له والانقياد فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وهذا قريب لان الاية تقول صلوا عليه وسلموا تسليما. فقد يكون معنى الاية الامر بالاستسلام والانقياد له عليه الصلاة والسلام. فانت كلما قلت في صلاتك عبدالله في التشهد اذا قرأت التحيات وتقول فيها جملة السلام عليك ايها النبي استشعر عظيم الشرف الذي يحتف بك وانت تبذل سلامك في كل صلاة قبل انصرافك منها. تبعث سلامك الى نبيك الله عليه وسلم قائلا السلام عليك ايها النبي هذه الصيغة التي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لغير واحد من الصحابة منهم ابن مسعود رضي الله عنه وهو يقول علمني التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن قنه الفاظها جملة جملة فقال السلام عليك ايها النبي انت تقول السلام عليك والنبي صلى الله عليه وسلم في قبره لو كنت صحابيا في حياته فتقول السلام عليك بكاف الخطاب فانت تخاطبه وهو امامك لكن وانت غائب عنه كيف تقول السلام عليك الامر بالسلام يا كرام الامر بالسلام عليه مع غيابه من خصائصه. صلوات الله وسلامه عليه. فانه لا يشرع السلام على معين الا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني لو غائب عنك قريب لك او صديق هو في بلد وانت في بلد فانك لن تقول السلام عليك يا فلان الا اذا خاطبته واجهته او اتصلت به لكن ان تكون غائبا عنه فتقول السلام عليك يا فلان. لا يسلم على غائب معين الا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان هذا من خصائصه السؤال كيف اقول السلام عليك بكافي الخطاب وهو غائب الجواب كما يقول شيخ الاسلام رحمه الله في اقتضاء الصلاة المستقيم يقول تقول السلام عليك لقوة استحضارك للرسول صلى الله عليه وسلم حين الصلاة عليه كأنه امامك تخاطبه هل نجد هذا الشعور كلما قلنا السلام عليك ايها النبي وانت تقولها في الصلاة في شرق الارض وغربها. ومعنى اخر عندما نقول لا يشرع السلام على غائب معين ولا يشرع التوجيه بقولك في كاف الخطاب السلام عليك الا بمن تخاطب فكيف يتأدى هذا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غائب والجواب ما ذكره عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اخرجه النسائي وهو صحيح ان لله ملائكة سياحين في الارض ارضي يبلغوني من امتي السلام فلن توجه سلامك الى غائب وسلامك من قول له صلى الله عليه وسلم مع ملائكة سياحين جعل الله عز وجل هذا من وظائفهم ينقلون سلامك اليه. فلن يكون ها هنا غياب وخطاب. انت توجه سلاما منقولا الى نبيك عليه الصلاة والسلام. وفي الحديث الذي اخرج ابو داوود وهو ايضا صحيح. ما من احد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام. صلى الله عليه وسلم فانت اذا استشعرت رعاك الله هذه الفضائل هذا الفضل الكبير وغمرك هذا الشرف والله لست تدري وانت تقول في صلاتك السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته لست اي فضل رفعك الله بشأنه وانت تسلم على نبيه. صلى الله عليه وسلم. ملائكة تنقل سلامك. ونبيك صلى الله عليه وسلم ترد عليه روحه ليرد عليك السلام وفي حديث اخر صححه الالباني ان الملك يذكر اسمك بين يديه صلى الله عليه وسلم فيقول فلان ابن فلان عليك الساعة او سلم عليك فان يذكر كل هذا الفضل بين يدي الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم انما هو الاستشعار عاري هذا المعنى العظيم بقي ان تدرك عبد الله ان صلاتنا المفروظة والنافلة كلما وقفنا بين يدي الله نقرأ القرآن ونركع ونسجد ونذكر الله وندعوه ونسأله ونخضع له عبودية وذلا وافتقارا واستكانا ونعلن فقرنا وحاجتنا الى خالقنا فاننا لا ننصرف من صلاة من الصلوات. فرضا ولا نفلا حتى حتى نودعها في جوفها صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانظر الى هذه الى هذه هذا المعنى اللطيف كيف جعل الله اعظم عبادة في ديننا وهي الصلاة لا تخلو من الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه سلمها فانت ترتبط في صلاتك بربك والتجائك الى خالقك وعبوديتك لسيدك ومولاك ترتبط تمام الارتباط بهذا المعنى الجليل وفيه من الادب والاحترام فيه من الوفاء فيه من حب العبد لنبيه صلى الله عليه وسلم بكثرة الصلاة والسلام عليه فهو اذا غفل عنها في سائر اوقات الحياة وشغلته الصوارف وما تذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم لكنه حتما سيصلي. فاذا جاءت الصلاة وتعبد لله وادى الاركان والواجبات فانه لن ينصرف من صلاته حتى يذكر نبيه صلى الله عليه وسلم بصلاة وسلام. فتعجب الى هذا التشريع العظيم كم فيه رفعة لنبينا عليه الصلاة والسلام؟ ربطها الله بصلواتنا معشر المسلمين ثم اعجب ثانية كيف جعل الله هذا الباب من الخير والفضل والاجر ليس محروما احد منه من العباد. وما زال احدنا في صلاته مرتبطا بربه فانه مكثر للصلاة على نبيه صلى الله عليه واله وسلم فهذا خبر بمعنى الدعاء. السلام عليك ايها النبي. فانت تطلب السلام له على احد المعاني الثلاثة التي ساقها اصنف رحمه الله تعالى ومجمل ذلك اننا بصلاتنا على نبينا صلى الله عليه وسلم نبحر في معان جليلة ونتقلب في معالم عظيمة جعلها الله في طيات الصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم. نقرر هذا بشيء من الايضاح والتفصيل من اجل ان ندرك اننا عندما تتحرك السنتنا بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم نستشعر حقيقة تلك فتزهر بها الصلاة ونستشعر ابعادها فنستكثر من الصلاة ونعرف فضائلها فلا نشبع من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما ادرك العبد هذه المعاني وتفطن لها ووقف على ابعادها كان اتيانه بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ليس اشتغالا تنزعج به الاعضاء وتمتلئ به الاوقات بل لذة لذة يبحر في معانيها يستمتع بها يستكثر منها. وعندئذ لن يمل والله قط من كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعيش هذه المعاني التي اوردنا ذكرها عن ائمة الاسلام رحمة الله عليهم جميعا فصل في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واعلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض على الجملة غير محدد بوقت لامر الله تعالى عليه وحمل الائمة له على الوجوب واجمع الائمة وحمل الائمة والعلماء له على الوجوب واجمعوا عليه. يقول واعلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم انما فرض في الجملة يقول الامام ابن عطية الاندلسي رحمة الله عليه في تفسيره للاية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال واجبة وجوب السنن المؤكدة التي الى يسع تركها ولا يغفلها ولا يغفلها الا من لا خير فيه يقول لا يغفل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الا محروم مظيع الخير لنفسه لا يعرف مصلحتها فالمغفر للصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام غافل مضيع حظ نفسه ويقول الامام القرطبي رحمه الله في تفسيره امر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون انبيائه. تشريفا له ولا خلاف في ان الصلاة عليه فرض في العمر مرة. وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة اكد التي لا يسع تركها ولا يغفلها الا من لا خير فيه هذه الصلاة على نبيكم صلى الله عليه وسلم ولعل مجلسكم الليلة يكون عامرا بكثرة الصلاة والسلام عليه. لانه منعقد للحديث عن فضل الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه عليه وسلم قال العلماء اما وقد امر الله فقال يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فامر ها هنا للوجوب والله قد امر فيجب امتثال امر الله. فقالوا يجب ولو في العمر مرة هو فرض على الجملة. غير ان الله احدده بوقت ما قال صلوا عليه في وقت كذا او عند كذا. نعم جاءت السنن بذكر المواضع التي يشرع فيها الصلاة على النبي. صلى الله عليه وسلم لتخصيص وقت هي فيه اكد والا فهي مشروعة في كل وقت اتظن ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يمكن ان يغشاها وقت في اي ساعة من ليل او نهار تكون ممتنعة يقال لك الان لا تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لا. هي من جنس ذكر الله الذي لا يخص بوقت وهو يتاح في كل قل لي اناء الليل واطراف النهار. فكل وقت يلهم الله عبده بيقظة القلب وحظور النفس فانه يذكر الله فاذا رزق ذلك في اي ساعة من ليل او نهار كان كان واقفا على باب مشروع فذكر الله في الجملة مشروع كل وقت ويتأكد في اوقات ويخص بعض الفاظ الاذكار في بعض الاوقات. فكذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي من هذا الباب وحكى ابو جعفر محمد بن جرين الطبري رحمه الله ان محمل الاية عنده على الندب وادعى فيه يقصد امر الله يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. ولعله فيما زاد على مرة والواجب منه الذي يسقط به الحرج ومأثم ترك الفرض مرة. كالشهادة له بالنبوة. وما عدا ذلك مندوب مرغب فيه من سنن الاسلام وشعار اهله. فالطبري رحمه الله ذكر ان الاية محمولة على الندب. قال القاضي عياض لعل ذلك فيما زاد على المرة والا فمرة في العمر فرض واجب على المسلم ان يصلي على نبيه صلى الله عليه سلم كما يقولها في التشهد اذا دخل الكافر الاسلام يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال القاضي ابو الحسن ابن القصار المشهور عن اصحابنا ان ذلك واجب في الجملة على وفرض عليه ان يأتي بها مرة من دهره مع القدرة على ذلك. يسوق القاضي عياض ها هنا جملة من النقول عن ائمة المذهب المالكي ابي الحسن ابن القصار والقاضي ابي بكر ابن بكير والقاضي ابي محمد ابن نصر. والقاضي ابي عبدالله محمد ابن سعيد. في تأكيد هذا عندنا ان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام امر امرنا الله تعالى به. وامر الله يجب الامتثال له ولو مرة في العمر وما زاد على ذلك فهو من سنن الاسلام وشعار اهله بل قل ما زاد على ذلك بقدر ما يستكثر فيه من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي عنوان المحبة ودليل الوفاء وقال القاضي ابو بكر بن بكير افترض الله على خلقه ان يصلوا على نبيه ويسلموا تسليما. صلى الله ولم يجعل ذلك وقت معلوم. فالواجب ان يكثر المرء منها. ولا يغفل عنها. صلى الله عليه وسلم. قال القاضي ابو محمد بن نصر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة في الجملة. في الجملة يعني من غير تقييد بوقت ولا عدد. لكنها في الجملة واجبة ولو مرة في العمر في ادنى مرات هذا الوجوب قال القاضي ابو عبد الله محمد بن سعيد ذهب مالك واصحابه وغيرهم من اهل العلم من اهل العلم ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض بالجملة بعقد الايمان. يعني بمجرد دخول العبد في الايمان يتعين عليه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لم لان الله لما امر علق الامر بوصف الايمان. يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. فكلما دخل عبد الايمان وصدق وصف الايمان توجه امر الله له فوجب في حقه الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم عليه ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض بالجملة بعقد الايمان. لا تتعين فيه الصلاة. وان من صلى عليه مرة واحدة في عمره سقط الفرض عنه. كل هذا من النقول عن اهل العلم تأكيد لما اراد المصنف رحمه الله تقرير وهو ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فرض في العمر في الجملة ولو مرة. واما الاستكثار هو الازدياد فوق ذلك فمن النوافل والعبادات الجليلة المشروعة. بقي التنبيه يا كرام ان احدنا متى الهمه الله الاستكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كمثل مجلسكم هذا او في كل ليلة من ليالي الجمعة او في عشية الجمعة فانه اذا اقبل يستكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم او جلس يقرأ في كتاب او يستمع الى خطاب او يكتب بيده فكثر ذكر وورود اسم النبي صلى الله عليه وسلم مرات ومرات فالذي يستدعي الانتباه ولفت الانظار اليه يا كرام. الا تكون الكثرة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نوعا من الثقل الذي يراد تخفيفه على اللسان. كيف يعني؟ يعني بعضنا اذا اراد ان يستكثر اراد ان يدرجها على ا لسانه فيجدها ثقيلة صلى الله عليه وسلم. فيسرع بها رجاء ان ينتهي منها ويزداد العدد الذي يعده في مجلسه الذي يريد فيه الاستكثار من الصلاة على النبي صلى الله الله عليه وسلم او كان يقرأ على قوم في درس او خطبة او مجلس وكثر بين كل جملة وجملة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فلا يليق بحال ان يتلعثم اللسان ويسرع عجلة لتقول صلى الله عليه وسلم وصلى الله عليه وسلم فتنطق الحروف وكأنها ثقل يراد التخفف منه والله لا يليق الا ان تنطقها واضحة مفصحا بها لسانك لانك تجعل كل كلمة منها تخرج من قلبك لا من طرف لسانك. فانت تقول صلى الله عليه وسلم تسأل الله الصلاة عليه وقد علمت معناها. وتطلب من الله السلام له صلى الله عليه وسلم. وقد ادركت معناه فالاستعجال الى حد تلعثم اللسان يشعر بقدر من عدم الاناة. يشعر ايضا برغبة في الاستكثار من العدد دون التفات الى المعنى ومقام النبي صلى الله عليه وسلم اعظم من ان يكون القاء الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم على هذا النحو من العجلة بل لا ينبغي لنا الا استشعار معنى الادب والوقار في ذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وقال اصحاب الشافعي الفرض منها الذي امر الله تعالى به ورسوله عليه السلام هو في الصلاة وقالوا واما في غيرها فلا خلاف انها غير واجبة واما في الصلاة فحكى الامامان ابو جعفر محمد بن جرير الطبري والطحاوي وغيرهما اجماع جميع المتقدمين متأخرين من علماء الامة على ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد غير واجبة تن وشذ الشافعي في ذلك فقال من لم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم من بعد التشهد الاخر وقبل السلام فصلاته باطلة فاسدة وان صلى عليه قبل ذلك لم لم تجزه ولا سلف له في القول ولا سنة ولا سنة له في هذا القول ولا سلف له في هذا القول ولا سنة ولا سنة يتبعها وقد بالغ في انكار هذه المسألة عليه لمخالفته فيها من تقدمه. جماعة وشنعوا عليه الخلاف فيها. منه الطبري والقشيري وغير واحد انتقل القاضي عياض رحمه الله الى مسألة اخرى هي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة ما حكمها اهل العلم ها هنا بين قائل بالوجوب وقائل بالاستحباب فالقائل بالوجوب يجعل الصلاة اذا نقصت منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ناقصة والصلاة الناقصة لا تقبل الا باكمالها فمنهم من يقول هي ركن وفرض فلو تركها سهوا او عمدا ما صحت صلاته. حتى يأتي بها تماما كما لو نسي سجدة في الصلاة فانها ركن او ترك ركوعا في الصلاة فانها ركن او ترك قراءة الفاتحة في الصلاة فانها ركن ومنهم من يقول بل هي واجب وجوبا دون ذلك والواجبات اذا غفل عنها المصلي او سها يجبرها بسجود السهو اخر الصلاة ومنهم من يقول بل هي على الاستحباب ليست وجوب فرض ولا وجوب تأكيد لكنها على الاستحباب فان اتى بها اجر وان تركها صحت صلاته يريد المصنف هنا الان ذكر مذهب الشافعي رحمه الله فانه ممن يقول بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة وهي رواية ايضا هي المذهب عند الحنابلة يقول رحمه الله واما في الصلاة فحكى الامامان ابو جعفر محمد بن جرير الطبري والطحاوي وغيرهما مع جميع المتقدمين والمتأخرين من علماء الامة على ان الصلاة على النبي صلى الله وعليه وسلم في التشهد غير واجبة هذا الذي ينقله القاضي عياض عن الطبري والطحاوي في حكايتهما الاجماع غير مسلم لوجود خلاف وليس الشافعي رحمه الله باول المخالفين في المسألة. فلهذا ما بناه المصنف على هذا بقوله وشذ الشافعي وفي ذلك ليس شذوذا من الشافعي لما ستسمع بعد قليل؟ قال شذ الشافعي في ذلك فقال من لم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم من بعد التشهد الاخر. يعني التشهد الاخير قبل السلام في الصلاة. فصلاته باطلة فاسدة. وان صلى عليه قبل لم تجزه قال ولا سلف له في هذا القول ولا سنة يتبعها تتابع الائمة رحمه الله في اجابة القاضي عياض عن هذا الكلام الذي بناه على مذهب الامام الشافعي. وليس الامام الشافعي رحم الله الجميع ليس وحده في المسألة يقرر وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة اهل العلم الى حديث الصحابة الذي قالوا فيه يا رسول الله اما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك اذا نحن صلينا في صلاتنا قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد. فقالوا هذا واظح. هم سألوه كيف نصلي عليك في صلاتنا؟ لانهم كانوا يقولون السلام عليك ايها النبي. فارشدهم بقوله قولوا اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. الى اخر الصلاة الابراهيمية التي تقرأونها في صلواتكم وقد روى الشافعي هذا الحديث ومن هنا ذهب رحمه الله الى انه يجب على المصلي ان يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في التشهد الاخير. فان تركه لم تصح صلاته والامام ابن كثير صاحب التفسير وهو شافعي لما جاء الى تفسير الاية تطرق الى هذا الخلاف والى نقل القاضي عياض قال رحمه الله الله في تفسيره وقد شرع بعض المتأخرين من المالكية وغيرهم يشنع على الامام الشافعي في اشتراطه ذلك في الصلاة ويزعم انه قد تفرد بذلك وحكى الاجماع في وحكى الاجماع على خلافه ابو جعفر الطبري طحاوي والخطابي وغيرهم فيما نقله القاضي عياض يقول ابن كثير وقد تعسف القائل في رده على الشافعي وتكلف على دعواه الاجماع في ذلك وقال ما لم يحط به علما فانه قد روينا وجوب ذلك. والامر بالصلاة على رسول الله لا صلى الله عليه وسلم في الصلاة كما هو ظاهر الاية. ومفسر بهذا الحديث عن جماعة من منهم ابن مسعود وابو مسعود البدري وجابر ابن عبد الله ومن التابعين الشعبي وابو جعفر باقر ومقاتل بن حيان واليه ذهب الشافعي لا خلاف عنه في ذلك ولا بين اصحابه ايضا واليه ذهب الامام احمد اخيرا فيما حكاه عنه ابو زرعة الدمشقي. وبه قال اسحاق بن راهوية والفقيه الامام محمد بن ابراهيم المعروف بابن المواس المالكي رحمهم الله حتى ان بعض ائمة الحنابلة اوجب ان يقال في الصلاة عليه صلى الله عليه عليه وسلم كما علمهم ان يقولوا لما سألوه وحتى ان بعض اصحابنا يقصد الشافعية اوجب الصلاة على ممن حكاه بعض فقهاء الشافعية في من سمى قال والغرظ ان الشافعي رحمه الله لقوله بوجوب النبي بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة سلف وخلف كما تقدم. فلله الحمد المنة فلا اجماع على خلافه في هذه المسألة لا قديما ولا حديثا والله اعلم هذا جواب الامام الحافظ ابن كثير على هذا النقل والمراد منه ايها الافاضل ان ما قرره القاضي عياض وما نقله من الشافعي فانه ليس على وجهه كما نقل بل ثمة من سمعت من الصحابة ومن التابعين ومن الائمة بعدهم في من اتفق الامام الشافعي على القول بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة فالذي يعنينا ما هو؟ الذي يعنينا يا كرام اننا كلما وقفنا بين يدي ربنا وصلينا. ندرك اننا لن ننصرف من حتى نودعها صلاة على النبي المصطفى. صلى الله عليه وسلم. على الوجوب عند بعض الفقهاء وعلى الاستحباب عند بعضهم ايا كان حسبك انه عبادة تتقرب بها الى الله في جوف الصلاة ولا تنصرف من صلاتك حتى تقدم بين يديها صلاة وسلاما على حبيبك ونبيك صلى الله عليه واله سلم وقال ابو بكر بن المنذر يستحب الا يستحب الا يصلي احد صلاة الا صلى فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فان ترك ذلك تارك فصلاته مجزئة في مذهب مالك واهل المدينة وسفيان الثوري واهل الكوفة من اصحاب الرأي وغيرهم. وهو قول جمل اهل العلم وحكي عن مالك وسفيان انها في التشهد الاخير مستحبة وان تاركها في التشهد مسيء وشذ الشافعي لا يزال الكلام للامام ابي بكر ابن المنذر رحمه الله فيما ينقله عنه القاضي عياض. ملخصا مذاهب الفقهاء في حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة في التشهد وشد الشافعي فاوجب على تاركها في الصلاة الاعادة واوجب اسحاق ايضا الاعادة مع تعمد تركها دون النسيان وحكى ابو محمد ابن ابي زيد عن محمد ابن المواز ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فريضة هذا ابن من فقهاء المالكية ولما تقرر بالنقود التي ساقها القاضي عياض عن ائمة المذهب المالكي تتابعهم على القول بعدم وجوبها داخل الصلاة اراد ان يقول ان من فقهاء المالكية من وافق الشافعي في القول بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة. نعم قال ابو محمد يريد ليست من فرائ ليست من فرائض الصلاة وقاله محمد بن عبد الحكم وغيره قال القاضي عياض متأولا النقل عن الفقيه المالكي ابن المواز لما قال ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فريضة قال يعني ليست من فرائض الصلاة لكنها فرض في العمر كما تقدم في صدر المجلس وحكى ابن القصار وعبد الوهاب ان محمد بن المواز يراها فريضة في الصلاة كقول الشافعي وحكى ابو يعلى العبدي المالكي عن المذهب فيها ثلاثة اقوال في الصلاة عن المذهب يعني مذهب الامام مالك فان القاضي عياض مالكي المذهب الوجوب والندب والسنة وقد خالف الخطابي من اصحاب الشافعي وغيره الشافعية في هذه المسألة. قال الخطابي وليست بواجبة في الصلاة وهو قول جماعة الفقهاء الا الشافعية ولا اعلم له فيها قدوة. وقد تقدم انه للشافعي سلف من الصحابة والتابعين وله ايضا خلف ممن وافقه من ائمة الاسلام كاحمد في الرواية الراجحة عنه وبعض فقهاء الحديث اسحاق ابن راهوية وغيرهم رحم الله الجميع والدليل على انها ليست من فروض الصلاة عمل السلف الصالح قبل الشافعي واجماعهم عليه وقد شنع الناس عليه في هذه المسألة جدا وهذا تشهد ابن مسعود رضي الله عنه الذي اختاره الشافعي وهو الذي علمه له النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك وكذلك كل من يروي التشهد عن النبي صلى الله عليه وسلم كابي هريرة وابن عباس وجابر وابن عمر وابي سعيد الخدري وابي موسى الاشعري وعبد وعبدالله بن الزبير. لم يذكروا فيه صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال ابن عباس وقد قال ابن عباس وجابر كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا الصورة من القرآن ونحوه عن ابي سعيد وقال ابن عمر كان ابو بكر يعلمنا التشهد على المنبر كما يعلمنا كما يعلمنا الصبيان في الكتاب وعلمه ايضا على منبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه. نعم. اه سرد المصنف رحمه الله ها هنا فما ختم به ما اراده من نقاش المذهب المحكي عن الشافعي بقوله والدليل على انها ليست من فروظ الصلاة السلف الصالح قبل الشافعي واجماعهم عليه. وقد شنع الناس عليه في هذه المسألة جدا وهذا ليس مسلما للمصنف كما تقدم وقد تتابع الائمة في بيان من وافق الشافعي من السلف صحابة وتابعين ومن جاء بعدهم فلم يكن وحده رحمه الله شاذا في المسألة ولم يكن اجماع ايضا قبله حتى يقال انه قد تجاوز الإجماع وان بعض اهل العلم قد حرص على بيان مذهب الشافعي رحمه الله في المسألة وافردوا لذلك بعض المصنفات في بيان بطريقة الشافعي في المسألة وعدم تفرده بها. وانه رحمة الله عليه ليس الا مختارا لبعض اقوال الائمة. كما فعل العلام محمد الخيضري في كتاب سماه زهر الرياض في رد ما شنعه القاضي عياض. وان الامام الشافعي رحمه الله ليس وحده في المسألة استدل القاضي فقال وهذا تشهد ابن مسعود الذي اختاره الشافعي ليس فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك كل مرة والتشهد ابو هريرة وابن عباس وجابر وابن عمر وابو سعيد الخدري وابو موسى الاشعري وابن الزبير رضي الله عنهم جميعا. قال لم يذكروا مات على النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس وجابر قال كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن. وابن عمر يقول كان ابو بكر يعلمنا التشهد على المنبر كما يعلمون الصبيان في الكتاب يعني تلقينا وتعليما وعلمه ايضا على المنبر عمر يقول فكل هذا ليس فيه صيغة التشهد ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. هذا كله من ادلة الفقهاء الذين لا يرون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واجبة يتعين اتيان المصلي بها داخل صلاته. لكنه يقابلها في ادلة القائلين وجوب ما سمعت من الحديث الذي اورده ابن كثير رحمه الله قبل قليل والمسألة لن تزل محل خلاف وفي الحديث لا صلاة لمن لم يصلي علي. قال ابن القصار معناه كاملة او لمن لم يصلي علي مرة في عمره ظعف اهل الحديث كلهم رواية هذا الحديث. لو صح هذا الحديث لكان فيصلا لا صلاة لمن لم يصلي علي صلى الله عليه وسلم لكن الحديث لا يصح كما قال المصنف هنا في بعض رواته ضعيف لا يحتج بروايته اطلاقا وفي حديث ابي جعفر عن ابن مسعود رضي الله عنه عن ابي مسعود عن عن ابي مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يصلي فيها علي وعلى اهل بيتي لم تقبل منه. ايضا وفي بعض رواته ضعيف لا يحتج بروايته لو صح الحديث لكان دليلا في المسألة قالت دار قطني الصواب انه من قول ابي جعفر محمد بن علي بن الحسين لو لو صليت صلاة لم اصلي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ولا على اهل بيته لرأيت انها لا تتم. نعم هو من قول ابي جعفر موقوفا عليه محمد بن علي بن الحسين زين العابدين فهو يقول لو صليت صلاة لم اصلي فيها على النبي صلى الله عليه وسلم ولا على اهل بيته لرأيت انها لا تتم لكنه ليس حديثا مرفوعا حتى تقوم به الحجة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم داخل الصلاة فيها خلاف الفقهاء على النحو الذي سمعت. اما خارجها فانطلق بنبض قلبك ولهج لسانك صلاة وسلاما على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لك مهجتي صلت عليك بنبضها. ما الحب ان بخل المحب بمهجته؟ فعلى عظيم الخلق صل محبة يكفيك انك واحد من امته صلى الله عليه وسلم والليلة هي ليلة الجمعة ويوم الغد يوم عظيم مبارك فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث ابي امامة عند البيهقي صلاة امتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان اكثرهم علي صلاة كان اقربهم مني منزلة. قال الحافظ ابن حجر ولا بأس بسنده. فاستكثروا من قم على نبيكم صلى الله عليه وسلم. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين