بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى ال بيته وصحابته وسلم تسليما كثيرا وبعد ايها الاخوة الكرام فالليلة ليلة الجمعة وهذا المكان المبارك حري في هذه الليلة المباركة في هذا الشهر الميمون ان نملأه بما يقربنا من ربنا واعلموا رعاكم الله ان من اجل ما تتقربون به ليلتكم هذه الاكثار من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو القائل اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة صلى عليك الله يا من نوره جل غتامة ارضنا ومحاها صلى عليك الله يا من هديه طوق النجاة لكل من قد تاها الاوان مجلسنا المتتابع هذا بفضل الله في رحاب بيته الحرام. في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه لهو مما يبعث على كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة فنجمع بين شرف المكان والزمان وفضيلة العمل وصالح القربة التي تقربنا الى ربنا جل وعلا. وقد وقف بنا الحديث في هذا الباب من لا من مصنفي رحمه الله تعالى في ذكر حق من اعظم حقوقه عليه الصلاة والسلام على امته في الباب الرابع من القسم الثاني من الكتاب وهو حق الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم. ومرت بنا في هذا الباب فصول جعلها المصنف رحمه الله متتابعة منتظمة كعقد الدر فيها حكم الصلاة عليه صلى الله وعليه وسلم وفيها ذكر المواطن التي يستحب فيها الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ويرغب وفيها وقد وقف بنا الحديث في اثناء هذا الفصل وتقدم في تلك الليلة الحديث على المواطن التي ابتدأ بها المصنف في هذا الفصل. ومنها موطن التشهد في وفي الدعاء جملة داخل الصلاة وخارجها فان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها مرغبة وذات فضيلة مضت فيها النصوص الواردة لاجلها ووقف بنا الحديث عند ثاني المواطن وهو ذكره صلوات ربي وسلامه عليه وسماع اسمه او حديثه عليه الصلاة سلام او عند الاذان ومر بنا ما اورد المصنف من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الترمذي والحاكم واحمد وابن خزيمة وغيرهم قوله عليه الصلاة والسلام رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي ومرت بنا الاحاديث في هذا الباب ايضا المؤكدة لهذا المعنى في مثل قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي اخرج الامام الطبراني في المعجم الكبير من ذكرت عنده فخطأ الصلاة علي خطأ طريق الجنة والحديث الذي اخرج ابن حبان في صحيحه ايضا قال عليه الصلاة والسلام اتاني جبريل فقال يا محمد منذ ذكرت عنده فلم يصلي عليك فمات فدخل النار فابعده الله قل امين. قال فقلت امين فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. هذه المواضع التي مضى ذكرها. والاتي ذكرها في هذا المجلس نتم به هذا فصل نتعلم فيه تلك المواضع التي ينبغي لاحدنا الا يتأخر فيها عن الصلاة والسلام على حبيب قلوب وانسها نبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام. وان احدنا لا يزال في كل ان وفي كل مكان لا يزال قالوا حفيا بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وهو يعلم ما لهذه الصلاة من الفضائل. وما فيها من الرغائب وما الذي جاءتنا به الشريعة تحثنا نحو الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ورغم ابتلاء اوقاتنا كلها معشر المحبين. بالصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم. الا ان بعض الاوقات اكد وبعض المواضع في ذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم اولى. ومن هنا اعتنى العلماء بجمع تلك اوصي الواردة في هذا الباب من اجل ان يزداد المكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في تلك المواضع ان يزداد استكثارا وان يقبل المقل او المنشغل او الغافل عن الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقبل في تلك المواضع فلا تفوت عليه. وان ليكون مغتنما لاجرها متعرضا لما فيها من الخيرات والهبات والنفحات التي تستجلب بكثرة الصلاة كلامي على اشرف البريات عليه الصلاة والسلام. هذه المواضع اعتنى العلماء بجمعها وايراد ما تعلق من نصوص الكتاب والسنة ومن اثار الصحابة والتابعين وائمة الاسلام في بيان فضيلة تلك المواظع واهمية العناية بها ولا يزال في هذا الفصل بقية مما ساق المصنف نكمل بها المجلس المنصرم لنتم به كلامه رحمة الله عليه بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ويرغب الى ان قال ومن مواطن الصلاة عليه عند ذكره وسماع اسمه او حديثه او عند الاذان وقد قال عليه السلام رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصلي علي صلى الله عليه وسلم. ومضت الاحاديث في هذا الباب ولعل منها ما روى الامام احمد رحمه الله من قوله عليه الصلاة والسلام البخيل من ذكرت عنده ولم يصلي علي صلى الله عليه وسلم الا انه بخيل ليس لانه بخل بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالنبي عليه الصلاة والسلام قد اغناه ربه بصلاته سبحانه عليه واغناه جل جلاله بتسخير الملائكة الكرام عليهم السلام بالصلاة عليه. واغناه الله بصلاة محبين والعلماء والصالحين من امته صلى الله عليه وسلم عليه اترى ذاك البخيل الذي امسك لسانه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع اسمه او حديثه لا يجد من نفسه الاقبال على ان يحرك قلبه قبل لسانه صلاة وسلاما على امام الهدى وسيد الورى صلى الله عليه وسلم اتراه بخل بصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام فمنعه شيئا هو بحاجة اليه كلا لكن ده البخيل انما بخل على نفسه لانه فوت على نفسه بابا عظيما من الاجر والثواب والخير والنفحات كيف لا وقد اغلق على نفسه بيديه نزول صلاة ربه عليه. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا فالممسك بلسانه عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما هو والله الا كمغلق بيديه باب الصلاة من الله عليه ومعرض عن ذلك فحق ان يوصف بالبخل وانما بخل عن نفسه. وهذا الحديث يحملنا على ان نلتفت وان نعي وان ننتبه الى كل موطن يذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنمتثل ادبا وحبا ووفاء واشتياقا له صلى الله عليه وسلم فلا نملك الا ان نقول صلى الله عليه واله وسلم هذا البخل المذكور في هذا الحديث تنفير للامة عن الوقوع في مثل هذه المواطن. وعن الشح بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم بل قوله من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطأ طريق الجنة فيه دلالة على كونها معصية واثما وذنبا يقترفه المسلم ليس لانه صنع شيئا سوى انه امسك عن الصلاة على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. قال المصنف رحمه الله او عند الاذان يشير الى ما اخرج الائمة في الجوامع والمسانيد والسنن. كما في رواية مسلم رحمه الله في الصحيح من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل كما يقول ثم صلوا علي فانه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ثم سلوا الله لي الوسيلة فانها في الجنة لا تنبغي الا لعبد من عباد الله وارجو ان اكون انا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة صلى الله عليه واله وسلم وكره ابن حبيب ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند الذبح وكره سحنون الصلاة عليه عند التعجب. وقال لا يصلى عليه الا على طريق الاحتساب وطلب الثواب ابن حبيب وسحنون رحمة الله عليهما امامان جليلان من ائمة فقهاء المالكية رحمة الله عليهم وعلى ائمة الاسلام اجمعين والقاضي عياض رحمه الله باعتباره مالكي المذهبي ينقل عن ائمة مذهبه تلك العبارات في مواطن ليست مما يستحب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. ذكر منها عند الذبح لان الذبيحة انما يذكر فيها اسم الله امتثالا لامر الله فكلوا مما ذكر اسم الله عليه. ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق فهذا الموضع المخصوص بالتعبد لله بذكر اسمه سبحانه. عند ذبح الذبائح لنا معشر المسلمين. فاننا نقتصر فيهم على ما وردنا به الشرع وهو ذكر الله جل جلاله. فمن هنا قالوا يكره ذكره صلى الله عليه وسلم عند الذبح بعض اهل العلم رأى انه لو قال المسلم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الذبح انه لم يأت شيئا منكرا ورأوا ذلك مما لا بأس به. لكنه ينقل عن ائمة المذهب. وكذا عند التعجب فانه من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول سبحان الله عند التعجب. اذا ما رأى امرا او حدث بين يديه حدث يدعو الى للتعجب فانه يذكر الله مسبحا قال وكره سحنون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند التعجب وقال لا يصلى عليه الا على طريق لاحتساب وطلب الثواب. وايضا ينبه اهل العلم على ذكر مواضع ينتشر فيها بين الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولا يثبت في ذلك شيء من الادلة الصحيحة. كما انتشر بين العوام ان من خدرت يده او يعني اصابها التنميل لجلسة جلسها او اتكاء على يديه او قدمه فانه تتخدر يده او فيذكر النبي صلى الله عليه وسلم ويروى في ذلك حديث لا يصح ان من خدرت رجله او يده فليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينتشر فيها الدم ويزول عنها التخدر. وايضا مثل ذلك مواضع ليست هي مما جاءت النصوص في نقل عن ائمة العلماء ما الذي يشرع وما الذي لا يشرع قال اصبغ عن ابن قال اصبغ عن ابن القاسم موطنان لا يذكر فيهما الا الله الذبيحة والعطاس في ان يقول بسم الله والعطاس ان يقول الحمد لله مقتصرا على ذكر الله تسمية عند الذبيحة وحمدا عند العطاس. نعم ابقى موطنان لا يذكر فيهما الا الله الذبيحة والعطاس فلا تقل فيهما بعد ذكر الله محمد رسول الله ولو قال بعد ذكر ولو قال بعد ذكر الله صلى الله على محمد لم يكن تسمية له مع الله نعم لن يكون هذا تسمية لكنه افرد الله جل جلاله بالتسمية وقاله اشهب قال ولا ينبغي ان تجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه استنانا. يعني في هذه المواضع لا ينبغي ان يجعلها المرء من السنة يلزمها تعبدا فاذا ذبح الذبيحة قال بسم الله اللهم صل على محمد او اذا عطس قال الحمد لله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان فعل ذلك او قالها وجرت على لسانه فلا حرج. لكنه لا يلتزمها تعبدا واستنانا. لان هذه مواطن عبادة وذكر الله تعالى فيه مشروع. والعبادة انما يقتصر بها على ما ورد به النص. فاذا زاد فيه المرء كان ذلك احداثا. والاحداث ابتداع مرفوض في الشريعة. ولهذا قال اشهب لا ينبغي ان تجعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه استنانا. يعني لا يجعله من باب التعبد على وجه السنية. يرجو بذلك زيادة اجر وثواب. لان ما لا انما يكون في الاقتصار على ما جاءتنا به الشريعة. هذه مواضع اذا الذبيحة العطاس خدر اليد او القدم ونحوها ولعلكم ايضا تشهدون وتلحظون انه مما جرت به العادة ان يقول القائل لانسان حال الغضب اذا اراد ان يسكن غضبه يقول له صل على النبي صلى الله عليه وسلم ولست ترى في هذا شيئا يدعو ايضا الى تخصيص موضع من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. لانني عندما ارى فيه من معنى بديعا وملحظا لطيفا اعتاده المسلمون. فاذا ارادوا تهدئة غاضب حال الغضب. واطفاء نار اي فتنة تكاد ان تنشب فيقال له صلي على النبي صلى الله عليه وسلم. صلي على رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا ارى ذلك الا نوعا من سكب ماء بارد على قلوب اشعل فيها الشيطان ناره. فكأنه يقال للغضبان وهو غضبان لك اسوة في الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي رزقه الله حلما وعفوا وصفحا فلك فيه اسوة. فاذا صليت عليه صلى الله عليه وسلم فانما تنجو بهذا الذكر فتعود الى ان تذكر الله مصليا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه من سكون الغضب اذا عرى المرء في ذلك الموقف هذا المعنى ما يرجى ان يكون فعلا اطفاء نار للفتنة. وتسكينا لغضب النفوس وسكبا لهذا ماء البارد على النفوس المشتعلة حال الغضب والهيجان فانها شعلة من الشيطان والله المستعان وروى النسائي عن اوس بن اوس عن النبي صلى الله عليه وسلم الامر بالاكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة. فيما اخرج الائمة ابو داوود وغيره رحمة الله عليهم جميعا من حديث اوس ابن اوس يقول رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ان افضل ايامكم يوم الجمعة فيه خلق ادم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فاكثروا علي من الصلاة فيه فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه وسلم. قالوا كيف تعرض عليك وقد ارمت يا رسول الله؟ يعني وقد بلي جسدك واكله التراب. قال ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء. صلوات ربي وسلامه عليه وفي الحديث الذي اخرج البيهقي في سننه ولفظه قال اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. عليه الصلاة والسلام. فهذا موضع فاضل يا كرام. الاستكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم العظيم. في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة. وفي ليلتها لان ليلتها تابعة ليوم الجمعة في الفضل وفي البركة وفي الخير والثواب. ويلتمس فيها ايضا من رحمات الله. وعظيم اجره وفضله بعباده اديه ما يلتمس يوم الجمعة. فمن ثم مع تصحيح رواية البيهقي التي ذكرها العلماء. فانه يجري فظيلة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ليلة الجمعة كما يجري يوم الجمعة. وهذه ليلتكم التي تجلسونها في رحاب بيت الله الحرام داخلة فيها فانه مع غروب شمس يوم الخميس واقبال ليلة الجمعة يبدأ هذا المكان الفاضل زمان المبارك للاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. والامر كما قال ابن القيم رحمه الله واحسن فيما قال ان يوم الجمعة سيد الايام ونبينا صلى الله عليه وسلم سيد الانام وللصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم وليلته من الفضل والخصوصية والمزية ما ليس لغيره من الصلاة عليه في سائر الايام. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه. والمسلم المحب يقبل بقلبه وفؤاده ومشاعره مستكثرا من الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة ويوم الجمعة اذا اصبح واذا ذكر الله واذا صلى واذا تهيأ للجمعة واذا بكر اليها واذا صلى وفرغ واذا اقبلت عصر يوم الجمعة واذا انتهز ساعة الاجابة يرجو الثواب. والاجابة من رب الارض والسماء حتى تغرب صيام الجمعة يودع فيها من صلاته على حبيبه صلى الله عليه وسلم. ما يسره ان يثقل به ميزانه يوم يلقى الله وهو يعلم ان الله يحب منه تلك العبادة ويحب منه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ان له بكل صلاة عشر صلوات من ربه وانه بكل صلاة يصليها على نبيه عليه الصلاة والسلام يقترب من مجلسه خطوات ان اولى الناس بي يوم القيامة واقربهم مني مجلسا اكثرهم صلاة علي صلى الله عليه وسلم. وهو يعلم انه كلما ازداد على نبيه عليه الصلاة والسلام زاد تفريجا في همه وكشفا لكربته وصلاة من ربه عليه في فضائل عديدة جاءت بها النصوص في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بعامة فكيف بها في هذا اليوم المبارك وليلته فصلى الله ربي عليه صلاة وسلاما دائمين ابدا ومن مواطن الصلاة والسلام دخول المسجد قال ابو اسحاق ابن شعبان وينبغي لمن دخل المسجد ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله ارحم عليه وعلى اله ويبارك عليه وعلى اله ويسلم تسليما. ويقول اللهم اغفر لي ذنوبي افتح لي ابواب رحمتك واذا خرج فعل مثل ذلك وجعل موضع رحمتك فضلك. هذا رابع المواطن التي يشرع فيها الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم عند دخول المساجد والخروج منها اخرج الامام مسلم في صحيحه رحمه الله عن ابي حميد او عن ابي اسيد ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل احدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك. واذا خرج فليقل اللهم اني اسألك من فضلك هذا لفظ رواية مسلم وهي التي يصححها العلماء وليس فيها كما ترى ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء دخول المساجد وانما اخرجها غيره من اصحاب ابي السنن وبعض الطرق التي اعلها العلماء بزيادة ذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. منها ما اخرج الائمة النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال اذا دخل احدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. وليقل اللهم افتح لي ابواب رحمتك. واذا فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم لكن حديث ابي هريرة رضي الله عنه هذا مختلف في رفعه ووقفه والصحيح فيه الموقوف. ومنه ايضا الحديث الظعيف الذي اخرج ابن السني في عمل اليوم والليلة عن انس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد اذا قال بسم الله اللهم صل على محمد. واذا خرج قال بسم الله اللهم صل على محمد الله عليه وسلم واردت بذلك ذكر ما ينبه عليه بعض المحدثين من النقاد والائمة والعلماء ان ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه في دعاء دخول المساجد ورد من طرق لا ترقى الى الصحة التي ثبتت بها رواية مسلم في الاقتصار على قوله اللهم افتح لي ابواب رحمتك وفي الخروج اللهم اني اسألك من فضلك ومن شرع ذلك وذكره من العلماء في ذكر بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله مع الدعاء اللهم افتح لي ابواب رحمتك دخولا واللهم تحري ابواب فضلك او اللهم اني اسألك من فضلك خروجا رغم ضعف الحديث فانما اعتمدوا فيه على ان هذا من فضائل الاعمال ومن الاوراد التي يشرع فيها الذكر بعامة. فانه يغتفر فيها ضعيف الحديث الذي ليس ولا موضوع ولا يبلغ درجة الكذب والنسبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يقل. فان كان فيه ضعف فانه يجبر ويضم بعضه الى بعض فلا يمنع احد اذا ما ذكر الله عند دخول المساجد وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اذا خرج فهذا اذا من المواضع التي يشرع فيها الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وتقدم غير ما مر ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المساجد وعند خروج منها هو من جنس ما شرعت فيه الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام في المعنى والمقصود انك لو تأملت في العبادات التي جاء فيها مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجدتها فاستفتاحا لباب خير ورحمة تطرق ابوابها بين يدي الله فانت في الصلاة بعد ذكر التحيات انما تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم مودعا هذه الصلاة جوف الصلاة التي وقفت بها بين يدي ربك وكانك تريد ان ترفع صلاة ترجو من الله ان يقبلها. وجعلت في جوفها صلاة على نبيك صلى الله عليه وسلم. واذا ما دعوت كما تقدم في ليلة الدرس المنصرم اذا ما دعوت فانه من المشروع الذي دلت عليه الاحاديث ان يحمد الله جل جلاله ان يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم في اول الدعاء وفي اثنائه وفي خاتمته وهو ايضا كما تلحظون هو نوع من استمطار رحمة الله. واستنزال عفوه ورضاه. فانظروا كيف التمس هذا الباب ويطرق بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك نفعل في صلاة الجنازة وسيأتي ذكرها فانما نقرأ بعد الفاتحة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء لامواتنا بالرحمة لاننا نطرق باب الفضل قبل ان ندعو لامواتنا. وجعلنا بين يدي ذلك صلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم فمن جنس ذلك كله يقال فيما ثبت في الاحاديث على ضعفها بذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول المساجد هو ايضا التماس لرحمة. ما اتيت بيت الله الا تطلب فضل الله ان كانت فريضة تشهدها فانت تؤدي واجبا. وان كان سوى ذلك فما ادخلك المسجد الا حلقة ذكر. او قراءة قرآن او ركعتين تركعهما لله او غير ذلك ليست الا تقربا الى الله. والتماسا لفضله او كشفا كربة احاطت بك وفي الجملة فما اتيت بيت الله الا باحثا عن فضله طارقا ابواب رحمته فجعل بين يدي ذلك الدخول من عتبة المسجد ان تذكر الله وتصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك الشأن اذا خرجنا من المساجد. فالى اين نخرج اما الى اعمالنا ووظائفنا وارزاقنا واقواتنا وعيشتنا او نخرج الى منازلنا نأوي اليها فاننا في كل حال انما نبتغي فضل الله هنا او هناك. فيلتمس فضل والله عند الخروج من بيته ايظا مستفتحين ذلك بذكر الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم كلما تيقظت قلوبنا معشر المؤمنين وهي تعيش معاني الاذكار التي تقولها فيما شرع لها فانها تجد الحكمة بالغة فيها ثم هي ستقبل على تلك الاذكار وهي تعيش معانيها. وتنبض باسرارها وتعيش عظيم لطف الله تعالى فيها ولاجل ذلك شرعت الاذكار وشرع لنا ان نذكر الله على كل حال لاننا لا ننفك لحظة في الحياة عن فضل ربنا ورحمة ربنا وعفو ربنا كلنا ذاك الفقير الى ربه ويلتمس ذلك كله بدوام ذكره جل جلاله والتمدح له بما هو اهل له سبحانه وبالصلاة على نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقال عمرو بن دينار في قوله تعالى فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم قال ان لم يكن في البيت احد فقل السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام على اهل البيت ورحمة الله وبركاته قال ابن عباس المراد بالبيوت ها هنا المساجد وقال النخاعي اذا لم يكن في المسجد احد فقل السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا لم يكن في البيت احد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وعن علقمة اذا دخلت المسجد اقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. صلى الله اهو ملائكته على محمد صلى الله عليه وسلم. ونحوه عن كعب اذا دخل واذا خرج ولم يذكر يقول علقمة اذا دخلت المسجد اقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته صلى الله وملائكته على محمد صلى الله عليه وسلم ولا يخاطبه عليه الصلاة والسلام اذا دخل المسجد لكنه يقولها كما يقولها في التشهد في التحيات. السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. يقولها مستشعرا ان الله امرنا فقال صلوا عليه وسلموا تسليما يستشعرها وهو يعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام وقوله الاخر عليه الصلاة والسلام ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام. فحيث ما قلت عبد الله السلام عليك يا رسول الله. نقل اليه صلى الله عليه وسلم رأيت الان من كلام الائمة والعلماء كابن عباس والنخعي وعلقمة وكعب وقبله كذلك عن عمرو بن دينار كلهم تتوافق عباراتهم في ذكر انه يشرع عند دخول بيوت الله في المساجد ان يذكر الله و ان يصلى ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانت اذا دخلت بيتا سلمت على اهل الدار. واذا دخلت بيت الله فانما هو بيته جل جلاله الذي بني لعبادته وانما تسلم على خاتم انبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم. تماما كما اذا خلت لها صاحبها فانك تسلم عليه لانه المالك للدار. وهو ربها وصاحبها. فتلقي السلام عليه. واذا اتيت بيت الله فالله ربها. واذا اتيت المساجد فالله صاحبها. وانما تسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم لانه رسوله الى خلقه والمبلغ عنه وحيه وشريعته ودينه الى العالمين صلى الله عليه واله وسلم واحتج ابن شعبان لما ذكره بحديث فاطمة بنت رسول الله عليهما الصلاة والسلام ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله اذا دخل المسجد ومثله عن ابي بكر بن عمرو بن حزم وذكر السلام والرحمة. وقد ذكرنا هذا الحديث اخر القسم والاختلاف في الفاظه قال رحمه الله واحتج ابن شعبان فيما ذكره يقصد ما اورده انفا. قال ابو اسحاق بن شعبان وينبغي لمن دخل المسجد ان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله ويترحم عليه وعلى اله ويبارك عليه وعلى اله ويسلم تسليما. قال احتج لما ذكر بحديث فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله اذا دخل المسجد والحديث قد اخرجه الترمذي لفظه تقول رضي الله عنها وصلى الله على ابيها. تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا دخل مسجد حمد الله وسمى. وقال اللهم اغفر لي وافتح لي ابواب رحمتك. واذا خرج قال مثل ذلك وقال الله اللهم افتح لي ابواب فضلك. لكن الحديث ليس بمتصل كما قال الامام الترمذي عقب الحديث حديث فاطمة اتى حديث حسن وليس اسناده بمتصل. وذلك انه انما يرويه عبد الله بن حسن عن امه فاطمة بنت حسين عن جدتها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يتصل سماعها وليس لها اسناد. فالحديث ضعيف لكن انه اورده استدلالا لما ذكره عن ابن شعبان انيفا. قال وسيذكر المصنف هذا الحديث في اخر هذا القسم وقد جمع في اخر الفصول الالفاظ التي رويت فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه واله واله وسلم ومن مواطن الصلاة عليه ايضا عند الصلاة على الجنائز. وذكر عن ابي امامة انها من السنة. ابو امامة سهل بن حنيف او اسعد بن سهل بن حنيف رضي الله عنه صحابي جليل وله رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم وهو المروي عنه ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية من السنة. وكذلك فثبت به الاثر ايضا عن سعيد بن المسيب رحمة الله عليه قال ان السنة في صلاة الجنازة ان يقرأ فاتحة الكتاب ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخلص الدعاء للميت. ومن هنا قرر الفقهاء رحمة الله عليهم ان المصلي في صلاة الجنازة يقرأ بعد التكبيرة الاولى سورة الفاتحة بلا استفتاح ويقرأ بعد التكبيرة الثانية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الابراهيمية كالتي تقولها افي صلاتك في التشهد الاخير. وبعد التكبيرة الثالثة تشرع في الدعاء للاموات. والامر كما تقدم في وجه بيان والحكمة منه انه جعلت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الدعاء لامواتنا طرقا لباب الرحيم سبحانه. واستنزالا لرحمته على امواتنا. لعلمنا ان الله يحب محمدا صلى الله عليه وسلم وانما نتوسل بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لنستنزل مزيدا من الرحمات من ربنا جل جلاله فاذا اتينا الى ربنا بما يحب سبحانه نلنا منه ما نحب ان شاء الله. وربنا كريم سبحانه رحيم جل جلاله عظيم العفو والاحسان. فكيف بهذا الكريم المنان سبحانه؟ كيف بالرحيم الرحمن اذا اتيته رحمة وجعلت بين يدي سؤالك صلاة وسلاما على من احب صلى الله عليه وسلم. فانما تستزيد من تستنزلها على الاموات والاحياء على حد سواء بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الامة ولم تنكرها الصلاة على النبي وعلى اله في الرسائل وما بعد البسملة ولم يكن هذا في الصدر الاول واحدث عند ولاية بني هاشم فمضى به عمل الناس في اقطار الارض ومنهم من يختم به ايضا الكتب وقال عليه السلام من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب. هذا المواطن التي قررها المصنف رحمه الله في مواطن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه اله وسلم. قال من المواطن التي مضى عليها عمل الامة ولم تنكرها؟ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى اله في الرسائل وما يكتب بعد البسملة يعني اذا قلت بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اذا كتبت خطابا او اذا كتبت رسالة وكذلك في صدر الكتب ومؤلفات اهل العلم فانه تتابع العمل منذ القرون الفاضلة الى يوم الناس هذا. فانه تتابع المسلمون عامتهم وخاصتهم. عند افتتاح المجالس وتأليف الكتب والدروس وغيرها من المواظع. فان المتحدث والكاتب انما يبدأ بسم الله الرحمن الرحيم. وبالحمد لله جل جلاله وبالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه وسلم يقول القاضي عياض رحمه الله ولم يكن هذا في الصدر الاول يعني لم يكن هذا موجودا او معمولا به في الصدر الاول من الامة. وذلك ان الكتابة لم تكن منتشرة كالانتشار فيما بعد الا انه في ولاية بني هاشم وفي خلافتهم للامة حصل هذا بكثرة فتتابع الناس عليه قال فمضى به عمل الناس في اقطار الارض قال ومنهم من يختم به ايضا الكتب. يعني ايضا اذا ختم الكتاب فانتهى سواء كان رسالة او كتابا او خطابا فانه يختم ايضا بالصلاة والسلام على نبيه صلى الله عليه واله وسلم ولم تزل كتابات العلماء وخطاباتهم الى يوم الناس هذا مفتتحا بالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. مختتما ايضا بمثل ذلك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. يفتتح ويختتم وهذا مما مضى به العمل. واراد المصنف الاشارة الى ان هذا ليس من المواضع التي جاءت النصوص بالامر به. لكنه من الادب الذي تتابع فيه اهل الاسلام منذ انتشار التدوين والكتابة كتابة الخطابات والرسائل والكتب فكان هذا سمتا تتابع عليه اهل الاسلام واحرى الناس بكثرة كتابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واعظمهم اجرا واوفرهم حظا بها في الكتابة هم المحدثون وعلماء الحديث وحفظة الحديث ورواته فان شغلهم الشاغل انما هو الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنذ زمن الرحلة في طلب الحديث وكتابته في الكاغد والاوراق واصطحاب الحبر وتلك الاوراق الى المجالس للكتابة خلف شيخهم ومحدثهم كانوا ولا يزالون اكثر الناس كتابة بايديهم للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قرروا في هذا ادابا عظيمة جمة يؤدبون بها طلبة العلم. فكانوا ينبهون على انه لا يحصل بطالب الحديث وهو يكتب في الصفحة الواحدة وفي القرطاس وفي الكاغد حديثا او اكثر. وربما تكرر في الحديث الواحد ذكره صلى الله عليه وسلم اكثر من مرة وانت تدرك تماما ان وقتهم انذاك وقت قلة وفقر وحاجة وهم بحاجة الى الورق والى الحبر الذي يكتب به واذا اراد كل ما تكرر ذكره ان يكتب صلى الله عليه وسلم استهلك ذلك مزيدا من الورق ومن مساحة السطر ومن الحبر ترى انهم كانوا ينبهون على الا يحملنك هذا يا طالب العلم ويا راوي الحديث مهما يكن الامر الا يحملنك هذا على اختصار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. او اسقاطها او الاكتفاء بالتلفظ بها دون كتابتها فكانوا ينصون على هذا في تعظيم تأديبهم لطلابهم. وانه احرى بهم الا يتركوها. اسمع الى ما يقول عباس العنبري وابن المديني وهو شيخ البخاري يقول ما تركنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث يعني قال وربما عاجلنا فنبيض الكتاب يعني ربما كان احدهم جالسا في مجلس شيخه وهو يسمع منه رواية الحديث وغرضه الان ان يسرع بالكتابة لئلا يفوته من اللفظ جملة وهو الان يدون الحديث فاذا انصرف من المجلس رواه وقد اخذه سماعا عن شيخه فاذا اراد في كل مرة ان يكتب صلى الله عليه وسلم قد تفوته جملة واثنان جملة او اثنان من الحديث فيفوته السماع. ومع ذلك فانظر ماذا يصنعون؟ يقول وما تركنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث سمعناه وربما عجلنا فنبيض الكتاب يعني نترك فيه مكانا بياضا فارغا لان الوقت الان لا يسعفه وهو لا يريد اسقاطها. ولا اختصارها ولا اختزالها. انما يترك فيه بياضا يقول فنبيض الكتاب في كل حديث حتى نرجع اليه. يعني اذا انتهى المجلس ورجع يبيض ما كتب يعود الى الفراغات في كتب في كل واحد منها صلى الله عليه وسلم لكنه لا يتركها ولهذا نبهوا بشدة على ان من سوء الادب ان يكتب الكاتب حرف صاد. اختصارا لصلى الله عليه وسلم او ان يكتب صلعا صاد لام عين ميم اختصارا لصلى الله عليه وسلم ويعدون هذا من سوء الادب بل نص بعض اهل العلم على ان هذا داخل في عداد البخل بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم. اتبخل فتكتب حرفا بدل ان تكتب صلى الله عليه وسلم هذا مقام ملأ به اهل الحديث حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فجعلوا لا يملون ولا يستكثرون من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بلسانهم الا ويستكثرون منها كتابة في احاديثهم ورواياتهم وصحفهم التي نقلت فيها الرواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول الامام سفيان الثوري رحمة الله عليه لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة الا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه يصلي عليه ما دام في ذلك الكتاب. يعني كلما قرأ كتابة او كتب فانه لا يزال يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ولو لم يكن له فائدة سوى هذا لكان كفاية واجرا وذخرا عظيما ومن مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نعم. اما الحديث الذي ختم به المصنف الموطن السابق من صلى علي في لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب. فانه قد اخرجه الطبراني في المعجم الاوسط لكن بعض رواته متهم بالكذب كما قال الهيثمي وغيره وبعضهم ذكره في عداد الاحاديث الموضوعة فلا يصح الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومن مواطن السلام على النبي صلى الله عليه وسلم تشهد الصلاة الا ترى انك تقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فهذا موطن علمنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم انما بنفسه كيف نلقي السلام عليه في كل تشهد في ختام الصلاة واثنائها قال القاضي عياض حدثنا ابو القاسم خلف ابن ابراهيم المقرئ الخطيب رحمه الله وغيره قال حدثتني كريمة بنت احمد قالت حدثنا ابو الهيثم قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن اسماعيل هذا الامام البخاري رحمه الله والمصنف يسوق الحديث بسنده اليه قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا الاعمش عن شقيق ابن سلمة عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا صلى احدكم فليقل التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فانكم اذا قلتم طموها اصابت كل عبد صالح في السماء والارض هذا احد مواطن التسليم عليه وسنته اول التشهد هذا الموطن كما هو نص الرواية في الحديث الذي اخرج الامامان البخاري ومسلم في صحيحيهما رحمة الله عليهما من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا صلى احدكم فليقل وفي لفظ اخر في الصحيحين يقول ابن مسعود رضي الله عنه علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه كما يعلمني السورة من القرآن. هو وصف لتلك الجلسة التي تعلم فيها ابن مسعود رضي الله عنه هذا الدعاء الذي نقوله في الصلاة هو التشهد قال كفي بين كفيه يشير الى قرب واحتفاء وعناية تامة بالنبي الامة عليه الصلاة والسلام بهذا الفتى الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي اضحى فيما بعد عالما من علماء الاسلام وفقيها ترفع رايته في ذكر فيها العلم بالحلال والحرام وشرائع الدين قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد كفي بين كفيه اخذا كفه وجعلها بين كفيه عليه الصلاة والسلام قال كما يعلمني السورة من القرآن اشارة الى تلقين له لالفاظ هذا التشهد والعناية بظبطه كما يؤخذ القرآن تلقينا ومشافهة ودقة واتقانا هذا لفظ دعاء في عبادة تقال في الصلاة. فاذا هي موقوفة على العناية بالالفاظ التي ينبغي المحافظة عليها ثم ساق رضي الله عنه الفاظ التشهد الذي اخذه من بين شفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال التحيات لله والصلوات والطيبات يعني انما نرفع في اول ما نتلفظ به في التشهد نرفع تحية لربنا ونرفع اليه صلواتنا والطيبات والزاكيات من اعمالنا. فلا يرفع الى ربنا جل جلاله الا العمل طالح والله عز وجل غني عن العباد وعبادتهم. فانت تقول في صلاتك في مطلع التشهد رافعا تحياتك لربك. التحيات لا والصلوات والطيبات وهذا والله منتهى الشرف. اذا استشعره العبد في كل صلاة اذا جلس ان يرفع لربه من انت عبد الله؟ حتى اذن الله لك ان ترفع تحيتك والطيبات والصلوات الى ربك جل جلاله ثم ثم تعقب ذلك بالسلام على نبيك صلى الله عليه وسلم. التحيات لله والصلوات والطيبات عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. هذا صريح اذا اذا هذا صريح في القاء السلام على الله صلى الله عليه وسلم في هذا المقام في التشهد فيجمع العبد بين تحية يرفعها لربه جل جلاله وبين سلام يلقيه الى نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم بعد ذلك يعم يعم بالسلام عباد الله. السلام علينا و على عباد الله الصالحين. يقول صلى الله عليه وسلم فانكم اذا قلتموها اصابت كل عبد صالح في السماء والارض لان الصيغة عموم وعلى عباد الله الصالحين. فانت ها هنا تسلم على جبريل عليه السلام. وميكال عليه السلام واسرافيل عليه السلام وعلى ملائكة السماء عليهم السلام وعلى كل عبد صالح تعرفه او لا تعرفه. اما قلت السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانك القيت سلامك الى كل صالح الامة عربا وعجما شرقا وغربا عرفت او لم اعرف يقول فانكم اذا قلتموها اصابت كل عبد صالح في السماء والارض هذا لفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واراد به المصنف قوله هذا احد مواطن التسليم عليه وسنته اول التشهد ان يكون واردا في اول الفاظ التشهد كما سمعت في الرواية وقد روى مالك عن ابن عمر انه كان يقول ذلك اذا فرغ من تشهده واراد ان يسلم واستحب مالك في المبسوط ان يسلم بمثل ذلك بمثل ذلك قبل السلام. روى مالك عن ابن عمر انه كان ذلك يعني يعني ماذا يقول القاء السلام يعني السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. روى مالك عن ابن عمر انه كان يقول ذلك اذا فرغ ومن التشهد واراد ان يسلم يعني اذا فرغ وقبل السلام يقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته قال رحمه الله وقد روى مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول ذلك اذا فرغ من تشهده واراد ان يسلم فانه اذا اراد ان ينصرف من صلاته في اخر ما يقوله في تشهده ان يقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام عليكم ورحمة الله. السلام عليكم ورحمة الله فيختم صلاته بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم اولا وعلى عباد الله الصالحين ثانيا ثم السلام الذي يقوله في خاتمة صلاته يمينا وشمالا ثالثا. نعم واستحب مالك في المبسوط ان يسلم بمثل ذلك قبل السلام قال محمد بن مسلمة اراد ما جاء اراد ما جاء عن عائشة وابن عمر انهما كانا يقولان عند سلامهما السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام عليكم. نعم اما اثر ابن عمر فصحيح اخرجه مالك في الموطأ موقوفا عليه رضي الله عنه وكذلك ما جاء عن عائشة رضي الله عنها فانه ايضا صحيح كما اخرجه الامام مالك. اثراني قيحان عن صحابيان جليلين عن صحابيين جليلين عائشة وابن عمر رضي الله عنهما. والوارد في حديث ابن مسعود السابق مرفوع عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واستحب اهل العلم ان ينوي الانسان حين سلامه كل عبده صالح في السماء والارض من الملائكة وبني ادم والجن. يعني عند قوله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فانك تنوي بسلامك هذا ان تبلغه كل عبد صالح في السماء والارض انسا جنا وملائكة فانك تريد تعميم ذلك لقوله عليه الصلاة والسلام اصابت كل عبد صالح في السماء والارض قال مالك في المجموعة واحب للمأموم اذا سلم امامه ان يقول السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. السلام عليكم. قيل المراد بالمجموعة المدونة التي جمع فيها فقه مالك مسائله رحمة الله عليه وقد تقدم ان المبسوط للقاضي اسماعيل ذكر ذلك عن الامام ما لك وقد اخرج اثري ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما ولعله يرى استحباب ذلك قبل السلام على ما ثبت عنهما موقوفا عليهما رضي الله عنهما. هذه جملة مواطن سرد فيها المصنف رحمه الله مواضعا يستحب فيها الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علمتم ان منها ليلتكم هذه ليلة الجمعة. فاستكثروا فيها من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عبق اللسان بذكر احمد وانتشى قلبي وحنت مقلتي لرؤاه ما حيلة المشتاق الا اذكره فبذكره يعطى المحب مناه. فاللهم صل وسلم وبارك على حبيب قلوبنا وامامنا وشفيعنا يوم اللقاء نبينا محمد بن عبدالله. صل يا ربي وسلم وبارك عليه صلاة وسلاما كما تحب ربنا اترضى وبلغنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه الدرجات العلى وسكن الفردوس وشفاعته صلى الله عليه وسلم واجعلنا االهي من خيرة عبادك الصالحين وحزبك المفلحين واوليائك المتقين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين اللهم اصرف عنا والمسلمين جميعا شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين تولنا الهي بولايتك واكرمنا بعنايتك واحفظنا بكرامتك. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين اللهم ادم علينا نعمة الامن والايمان والسلامة والاسلام ووفقنا لما تحب وترضى ووفق ولاة امر المسلمين يا الهي بكل خير وهدى وسداد ورشاد واحفظنا والمسلمين جميعا فوق كل ارض وتحت كل سماء ربنا اتنا في الدنيا سنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصلي يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين