بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين واشهد ان نبينا محمدا عبد الله ورسوله صادق الوعد الامين. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته والتابعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد معشر الصائمين فلا يزال مجلسنا هذا متتابعا بعون الله وتوفيقه في مدارسة كتاب الشفا في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الاحصوبي رحمة الله عليه. ولا نزال ليلة كل جمعة نستقبلها بمزيد من الصلوات والسلام على رسولنا صلى الله عليه وسلم نلتمس الاجر والمثوبة ونبتغي البركة وصلاة ربنا علينا. فانه قد قال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. وهو القائل ايضا صلوات ربي وسلامه عليه اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. واستقبالنا لهذه الليلة بالصلوات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتدارس صفحات من كتاب الشفا لبيان حقوقه العظيمة على امته عليه الصلاة والسلام. وما زلنا في رابع ابواب القسم الثاني من الكتاب في ذكر حق الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم ومضت في هذا الباب فصول عدة كان اخرها فصل في تخصيصه صلى الله عليه وسلم لتبليغ من صلى عليه او سلم من الانام. ومضى في هذا الفصل ما فيه من الاحاديث والاثار التي تبين تلك المنقبة الكرامة مع استشعار هذا الفضل في ازديادنا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال القاضي عياض رحمه الله تعالى فصل في الاختلاف في الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء عليهم السلام. بعدما ساق المصنف رحمه الله فصولا عدة في الصلاة على نبينا صلوات الله وسلامه عليه. وما جعل الله في هذه الصلاة على نبينا عليه الصلاة والسلام من الاجر والثواب والكرم والفضل وذكر ما يتعلق بها من صيغها ومواطنها ومتى تقال وحكمها وما يتعلق بها. شرع في مسألة مهمة وهي هل يجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل يجوز الصلاة على غير الانبياء عموما ام ان هذا من خصوصيات الانبياء والرسل عليهم السلام؟ فهل يجوز ان يقولوا فلان صلى الله عليه لغير الانبياء والرسل عليهم السلام هذه مسألة يعتني اهل العلم بذكرها لانها تناولتها النصوص الشرعية. وطالما كان الحديث في هذا الباب عن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يتعلق بها المسألة التي عقد لها المصلي رحمه الله هذا الفصل فقال فصل في الاختلاف في الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء عليهم السلام. اذا نحن متفقون على ان الصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة بل هي عبادة عظيمة واجرها عظيم ومن اهل العلم من قام بوجوبها واما الاستحباب المؤكد فهي المرتبة التي لا تنزل عنها والصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم من الانبياء والرسل عليهم السلام هي ايضا مشروعة فنصلي ونسلم على الانبياء والرسل عليهم السلام جميعا. وهذا ايضا من ادبنا معشر المؤمنين مع انبياء الله عليهم السلام. وانا نصلي ونسلم عليهم لما خصهم الله تعالى به من الاصطفاء والكرامة فهذا ايضا لا خلاف فيه. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى سائر الانبياء عليهم السلام. انما الخلاف في غيرهم هل يجوز ان يطلق لفظ الصلاة والسلام على غيرهم من البشر من الصحابة مثلا من العلماء والعباد من السادات من الاولياء من الفقهاء من الائمة وغيرهم ام هذا مما يختص الانبياء والرسل سيسوق المصنف رحمه الله موجز هذا الخلاف الذي ينسب لاهل العلم قال القاضي وفقه الله عامة اهل العلم متفقون على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال لا تجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عنه لا ينبغي الصلاة على احد الا النبيين. وقال سفيان رحمه الله يكره ان يصلى الا على نبي. ووجدت بخط بعض شيوخي مذهب انه لا يجوز ان يصلى على احد من الانبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا غير معروف من مذهبه. وقد قال مالك في المبسوطة ليحيى ابن اسحاق اكره الصلاة على غير الانبياء. وما ينبغي لنا ان نتعدى ما امرنا به قال يحيى ابن يحيى لست لست اخذ بقوله ولا بأس بالصلاة على الانبياء كلهم وعلى غيرهم. واحتج بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وبما جاء في حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه وفيه وعلى اله وعلى ازواجه. نعم ذكر المصنف رحمه الله مطلع هذا الخلاف بنسبة الجواز الى بعض اهل العلم. قال عامة اهل العلم متفقون على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكر عن بعض السلف كابن عباس وسفيان رحمة الله عليه ورضي الله عن ابن عباس المنع من ذلك. قال ابن عباس لا تجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وعنه ايضا لا ينبغي الصلاة على احد الا النبيين واما سفيان فالمأثور عنه قوله يكره ان يصلى الا على نبي. قال القاضي عياض وقد نقله عنه الحافظ ابن حجر وغيرهم وجدت بخط بعض شيوخ مذهب مالك انه لا يجوز ان يصلى على احد من انبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم. قال وهذا غير معروف من مذهبه. وقد قال مالك في قتل يحيى بن اسحاق اكره الصلاة على غير الانبياء وما ينبغي لنا ان نتعدى ما امرنا به. وقال يحيى ابن يحيى وهو احد اجلة اصحاب الامام مالك وطلابه ورواة الموطأ عنهم قال لست اخذ بقوله يعني فيما ينسب في مذهب الامام مالك من عدم الجواز في الصلاة على غير الانبياء. قال لست اخذ بقوله ولا بأس بالصلاة على الانبياء كلهم وعلى غيرهم ايضا. هذا الاختيار لتلميذ الامام ما لك يحيى ابن يحيى الليثي مخالفا به ما ينسب الى شيخه الامام ما لك قال فيه رحمه الله واحتج بحديث ابن عمر وسيأتي ذكره وهو ان ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر. وهذا من رواية الليث عن مالك في الموطأ. هذا كله دلالة على انه خلاف منسوب لاهل العلم. فمنهم من منع كما نسب الى ابن عباس رضي الله عنهما والى سفيان وبعض الرواة في مذهب الامام مالك ايضا يرويه عنه. ومن اهل العلم من يرى الجواز ونسبه الى يحيى بن يحيى الليثي وقال ايضا محتجا بما جاء في حديث تعليم النبي الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وفي بعض الصيغ كما مر معنا في مجالس سابقة فانا نقول اللهم صل على محمد. طيب فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ال محمد فمن اله اما ان تقول اله ازواجه او تقول ذريته او تقول صحابته وعلى كل حال فهم ليسوا انبياء. لا زوجاته ولا اولاده ولا ابته ليسوا انبياء وانت في كل صلاة اذا قرأت في التشهد اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد فانك على غير نبي فاذا كان هذا تعلمناه منه صلى الله عليه وسلم وفي الصيغة الاخرى ايضا كما هي في الصحيحين اللهم صل على محمد وعلى ازواجه وذريته بالنص تصريحا بنسبة الصلاة الى ال بيته من الازواج والذرية وهم ليسوا انبياء. فاذا كان هذا جائزا وصحيح ومشروعا. فكيف نقول لا تجوز الصلاة على غير الانبياء فهذا ايضا مما استدل به من يرى الجواز ونسبه هنا لبعض اهل العلم ومنهم يحيى ابن يحيى الليثي رحمة الله على الجميع وقد وجدت معلقا عن ابي عمران الفاسي رحمه الله روي عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم قال وبه نقول ولم تكن تستعمل فيما مضى. ينسب القاضي عياض ايضا هنا قولا الى احد فقهاء المالكية وهو العالم القيرواني ابو عمران قال روي عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم قال وبه نقول فاذا هو اختيار ايضا ابي عمران من فقهاء المالكية قال ولم تكن تستعمل فيما مضى هذه الجملة ستأتي بعد قليل في كلام القاضي عياض. وهم ينسبون الى ان اعتياد الصلاة على غير الانبياء لم يكن موجودا زمن السلف انما هو امر محدث انشأته بعض اهل الاهواء البدع والمحدثات في اجلال وتقديس وادعاء العصمة لبعض ائمتهم كما سيأتي ذكره بعد قليل. فارادوا وان يبنوا هذا فارقا بين اهل السنة وغيرهم. وان عدم الصلاة على غير الانبياء هو العلامة. التي يفترق بها اهل السنة عن غيرهم وسيأتي ذكره بعد قليل قال رحمه الله وقد روى عبد الرزاق عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على انبياء الله ورسله فانه بعثهم كما بعثني. الحديث المذكور هنا فيما اخرجه عبدالرزاق في مصنفه عن ابي هريرة رضي الله عنه على انبياء الله ورسله فانه بعثهم كما بعثني. الحديث ظعيف كما ذكره عدد من اهل العلم كالحافظ ابن كثير وابن حجر والسيوطي والسخاوي رحم الله الجميع لانه لا يصح سنده مع ضعف بعض رواته ان كان المعنى صحيحا صلوا على انبياء الله ورسله فانه بعثه كما بعثني فهم مبعوثون. والصلاة عليهم من خصائص عليهم السلام قال رحمه الله قالوا والاسانيد عن ابن عباس رضي الله عنهما لينة. والصلاة في لسان العرب بمعنى الترحم والدعاء. وذلك على الاطلاق حتى يمنع منه حديث صحيح او اجماع. هذا جزء مما ساقه المصنف رحمه الله من ادلة من جواز الصلاة على غير الانبياء على سائر البشر على الصحابة على بعض التابعين على الائمة لانه كما قال هنا ما يروى عن ابن عباس يقصد وما اورده في صدر الفصل في قوله رضي الله عنهما لا تجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله لا تنبغي او تكرهوا ان يصلى ان يكره قال لا ينبغي الصلاة على احد الا النبيين. قال الاسانيد التي يساق بها اثر ابن عباس رضي الله عنهما ضعيفة. الاسانيد اليه لينة. قال واما الصلاة فما المشكلة فيها ما معنى الصلاة على الادمي؟ على انسان من البشر؟ قال الصلاة لا تعدو ان تكون ترحما ودعاء. فما المانع ان تترحم على احد من البشر بقولك اللهم صل على فلان فانت تدعو بالصلاة على احد من الصحابة او التابعين او لو صليت على ابيك قلت اللهم صل على ابي انت ماذا تقصد الا دعاء ماذا تقصد الا الترحم؟ فهذا المعنى ليس ممنوعا شرعا. قالوا الصلاة في لسان العرب معنى الترحم والدعاء وذلك على الاطلاق يعني على الجواز وعدم المنع منه وعلى الاذن حتى يمنع منه حديث صحيح او اجماع. وسيأتيك ببعض الادلة التي جاءت في الكتاب والسنة. وفي الصلاة من الله على عامة البشر وليسوا انبياء وقد قال تعالى هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وكان بالمؤمنين رحيما هو الذي يصلي عليكم من؟ الله يصلي على من؟ عليكم على من؟ عليكم ايها المؤمنون هل لانكم انبياء نعم لستم انبياء ولا رسولا؟ هو الذي يصلي عليكم. الذي صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول هنا هو الذي يصلي عليكم وملائكته. فان كانت الصلاة على غير الانبياء ممنوعة فما معنى الاية اذا فان كانت الصلاة هنا بمعنى الدعاء والرحمة من الله جل جلاله وهو قد اطلقها سبحانه على سائر خلقه من اهل للايمان قال ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما وقال خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم. ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم هذه الاية فيها امر من الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله له وهو يأخذ والزكوات خذ يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم. خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصلي عليهم. ما معنى وصلي عليهم وادع لهم فكان النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الصحيح اخذ صدقة ابي اوفى فقال اللهم صلي على ال ابي اوفى ودخل بيت امرأة فاكرمته قالت يا رسول الله صلي علي وعلى زوجي قال صلى الله عليك وعلى زوجك فدعا لها صلى الله عليه وسلم وهو هنا بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام يمتثل امر الله اي امر وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم. فمن ذا الذي يظفر بدعوة منه عليه الصلاة والسلام الا ان تكون سكنا لقلبه وراحة وسعادة لانه مجاب الدعوة عليه الصلاة والسلام. فاذا دعا لاحد من وجبت دعوته عليه الصلاة والسلام فكانت السعادة والرحمة التي تنال من دعا له صلى الله عليه وسلم وقال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اولئك يعني من ذكرهم الله الصابرين عند المصائب الذين يقولون انا لله وانا اليه راجعون. قال وبشر الصابرين الذين اذا مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. هل هؤلاء المقصودون هم الانبياء الجواب لا الصابرون في الامة. قال وبشر الصابرين. فماذا قال بعدها؟ اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فالله اخبر انه ينزل صلواته جل جلاله على الصابرين من الامة الذين يسترجعون يطلبون الثواب ايمانا واحتسابا. فمجموع هذه الايات هو الذي يصلي عليكم وملائكته. اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم. مجموع الايات يدل على على جواز الصلاة على غير الانبياء عليهم السلام. قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم الله اللهم صل على ال ابي اوفى وكان اذا اتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل على ال فلان فهذا ايضا والحديث في الصحيحين دليل على انه صلوات الله وسلامه عليه كان يدعو بهذا اللفظ اللهم صل على ال ابي اوفى واذا اتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل على ال فلان. لماذا يفعل ذلك يمتثل امر الله وصلي عليهم ان صلاتك سكن لهم. والله سميع عليم نعم قال رحمه الله وفي حديث الصلاة اللهم صلي على محمد وعلى ازواجه وذريته نعم وتقدم ان ازواجه وذريته ليسوا انبياء ولا رسلا. فاذا ثبتت الصلاة عليهم كان هذا دليلا على جواز الصلاة على غير الانبياء قال رحمه الله وفي حديث اخر وعلى ال محمد قيل اتباعه وقيل ال بيته وقيل امته وقيل الاتباع والرهط عشيرة وقيل ال الرجل ال الرجل قومه وقيل ولده وقيل اهله الذين حرمت عليهم الصدقة. اختلف اهل العلم في تفسير ال محمد صلى الله عليه وسلم على اقوال اوجزها المصنف رحمه الله هنا وسردها تباعا قيل اله بمعنى اتباعه وقيل اهل بيته وقيل امته كلها وقيل الرهط والعشيرة وقيل ولده وقيل اهله الذين حرمت عليهم الصدقة. ومهما اخذت من هذه المعاني فانهم ليسوا بانبياء ولا رسل فدل ذلك على جواز الصلاة ونحن نعلم هذه الصيغة. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. فاذا قيل لك المقصود بال محمد صلى الله عليه وسلم فانك ستقول اما اهل بيته او ازواجه او ذريته او اتباعه او رهطه او وعشيرته او من حرمت عليهم الصدقة من اهل بيته والكل هنا ليسوا في عداد الانبياء والرسل. فطالما صحت الصلاة عليهم وكانت مشروعة دلت على عدم المنع من الصلاة على غير الانبياء عليهم السلام قال رحمه الله وفي رواية انس رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم من ال محمد؟ قال كل تقي. الحديث شديد الظعف حتى قال البيهقي هو حديث لا يحل الاحتجاج به. وسنده واهن جدا كما قال الحافظ ابن حجر. وقال السخوي واسانيده كلها ضعيفة فلا يصح الاحتجاج به في تفسيره منسوبا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله ويجيء على مذهب الحسن ان المراد بال محمد محمد نفسه. صلى الله فانه كان يقول في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على ال محمد يريد نفسه لانه كان لا يخل بالفرض ويأتي بالنفل لان الفرض الذي امر الله تعالى به هو الصلاة على محمد نفسه. عليه الصلاة والسلام. قال يجيء على مذهب الحسن يعني البصري الامام التابعي ان المراد بال محمد محمد نفسه صلى الله عليه وسلم لانه كان يقول في صيغته التي يصلي بها على النبي عليه الصلاة والسلام يقول اللهم اجعل صلواتك على ال محمد والرجل يدخل في اله او ال بيته اصلا وهم يدخلون تبعا فاذا قال اللهم صلي على ال محمد دخل فيهم الله صلى الله عليه وسلم من باب اولى وهذا مثل قوله عليه السلام لقد اوتي لقد اوتي مزمارا من مزامير ال داوود يريد من مزامير داوود عليه السلام هذا في مدحه صلى الله عليه وسلم لقراءة ابي موسى الاشعري رضي الله عنه لما استمع لقراءته ذات ليلة وكان يصلي ابو موسى رضي الله عنه فلما اصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت مزمارا من مزامير ال داود والمعروف بحسن الصوت وجمال القراءة والترنم بكلام الله. هو داوود عليه السلام نفسه. فقوله لقد تيت مزمارا من مزامير ال داوود يقصد داوود نفسه عليه السلام. فاذا اذا صح ان يطلق على الرجل نفسه فلان فالمقصود بال محمد محمد صلى الله عليه وسلم نفسه كما قال القاضي عياض انه يأتي على مذهب الامام الحسن البصري رحمه الله قال رحمه الله وفي حديث ابي حميد الساعدي رضي الله عنه في الصلاة اللهم صلي على محمد وازواجه وذريته نعم تقدم الحديث وانه من الادلة التي يستدل بها على مشروعية الصلاة على غير الانبياء والرسل. اللهم صلي على محمد وعلى ازواجه وذريته وازواجه وذريته ليسوا انبياء. فالصلاة عليهم مشروعة بل تعلمناها منه صلى الله عليه واله وسلم قال رحمه الله وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ذكره مالك في الموطأ من رواية يحيى الاندلسي. والصحيح من رواية غيره ويدعو لابي بكر وعمر. في رواة الموطأ يعني الامام ما لك في رواية يحيى الليثي قال ان ابن عمر كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر عمر وفي رواية غيري يحيى من رواة الموطأ عن مالك كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو لابي بكر وعمر ولا فرق كبير في المعنى فان الصلاة عليهما بمعنى الدعاء. فدل ذلك ايضا على جوازه كما يسرده المصنف في ادلة القائلين بالجواز قال رحمه الله وروى ابن وهب عن انس بن مالك رضي الله عنه كنا ندعو لاصحابنا بالغيب فنقول اللهم اجعل منك على فلان صلوات قوم ابرار الذين يقومون بالليل ويصومون بالنهار. هذا اخر ما اورده المصنف رحمه الله في ادلة القائلين بجواز الصلاة على غير الانبياء ان انس بن مالك رضي الله عنه قال كنا ندعو لاصحابنا بالغيب فنقول اللهم اجعل منك على فلان صلوات قوم ابرار يقومون الذين يقومون بالليل ويصومون بالنهار فيسألون ان الله في دعائهم لاخوانهم ان ينزل عليهم صلواته جل وعلا وهذا من باب بمعنى الدعاء والترحم كما تقدم كلام القاضي انفا رحمه الله قال القاضي ابو الفضل والذي ذهب اليه المحققون واميلوا اليه ما قاله مالك وسفيان رحمهما الله وروي عن ابن عباس رضي الله او عنهما واختاره غير واحد من الفقهاء والمتكلمين انه لا يصلى على غير الانبياء عند ذكرهم بل هو شيء يختص به الانبياء توقيرا لهم وتعزيزا كما يخص الله تعالى عند ذكره بالتنزيه والتقديس والتعظيم. ولا يشاركه فيه غيره. كذلك يجب تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء بالصلاة والتسليم ولا يشاركهم فيه سواهم. كما امر الله به بقوله صلوا عليه وسلموا تسليما ويذكر من سواهم من الائمة وغيرهم بالغفران والرضا. كما قال تعالى يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان وقال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم. الان هل يجوز ان نقول محمد عز وجل يجوز او لا يجوز؟ اليس هو صلى الله عليه وسلم عزيزا جليلا؟ فلماذا لا يجوز ان نقول محمد عز وجل اختصاصه نعم هذا مما اختص به مدح الله والثناء عليه وان كان المعنى صحيحا فمحمد صلى الله عليه وسلم عزيز مقامه وقدره عند ربه وعند خلقه. جليل صلى الله عليه وسلم عند ربه وعند خلقه فاذا قلت عز وجل قيل لك لا تقل هذا ليس لان المعنى باطل ولكن من باب تخصيص بعض العبارات بالثناء لمقامات مقصودة امر ربنا في المدح والثناء لا يستوي فيه معه غيره. وكذلك الصلاة من خصوصيات الانبياء فان الله عز وجل رفع قدرهم واصطفاهم واجتباهم. فاذا اردت ان تثني على احد سوى الانبياء فاستخدم عبارات اخرى الدعوة بالرضوان رظي الله عنهم. او بالرحمة رحمهما الله تعالى. هذا معنى قول المصنف والذي اليه المحققون واميلوا اليه ما قاله مالك وسفيان رحمهما الله وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما واختاره غير واحد من الفقهاء والمتكلمين انه لا يصلى على غير الانبياء عند ذكرهم لماذا؟ هل لان الصلاة على غير الانبياء باطلة في المعنى لا ولكن للاختصاص قال بل هو شيء يختص به الانبياء توقيرا لهم وتعزيزا او وتعزيرا. كما يخص الله تعالى عند ذكره بالتنزيه والتقديس والتعظيم. تقول الله عز وجل سبحانه وتعالى ولا تطلقوا هذه العبارات الى الثناء على غيره عز وجل. قال ولا يشاركه فيه غيره. كذلك يجب تخصيص النبي صلى الله عليه سلم وسائر الانبياء بالصلاة والتسليم. ولا يشاركهم فيه سواهم كما امر الله صلوا عليه وسلموا وتسليم صلى الله عليه وسلم. قال ويذكر من سواهم من سوى من؟ سوى الانبياء من الائمة بالغفران تقول غفر الله له. والرضا تقول رضي الله عنهم كما قال تعالى يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. وقال تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار. والذين اتبعوهم باحسان الله عنهم ورضوا عنه الى اخر الاية قال رحمه الله وايضا فهو امر لم يكن معروفا في الصدر الاول كما قال ابو عمران وانما احدثته الرافضة والمتشيعة في بعض الائمة فشاركوهم عند الذكر لهم بالصلاة وساووهم بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وايضا فان التشبه باهل اهل البدع منهي عنه فتجب مخالفتهم فيما التزموه من ذلك. لما انتهى المصنف من دليله الاول وهو اننا لا نرى المنع من الصلاة على غير الانبياء لان المعنى باطل. لا. ولكن من باب التخصيص. فان هذا جعل خاصا بالانبياء عليهم السلام. فنلتزم تخصيصهم بالاحترام والاجلال والتوقير والتعزير لتخصيصهم بالصلاة والتسليم عليهم وعلى نبينا افضل صلاة واتم تسليم. وهذا من باب تخصيصهم وغيرهم اذا اردنا ان نذكره بالخير دعونا له بالمغفرة والرحمة والرضوان. اما الدليل الثاني الذي استند اليه القاضي عياض رحمه الله فيما رجحه من منع الصلاة على غير الانبياء فهو انه باب دخل منه اهل البدع والاهواء. واهل السنة ينبغي ان يفترقوا عنهم. وان يتميزوا عنهم وان لا يتشبهوا بهم. قال رحمه الله وايضا فهو امر لم يكن معروف في الصدر الاول كما قال ابو عمران. يعني زمن الصحابة الاوائل والخلفاء الراشدين. قالوا وانما احدثته الرافضة والمتشيعة في بعض الائمة فشاركوهم عند الذكر لهم بالصلاة وساووهم بالنبي صلى الله عليه وسلم تنفيذ لي فتراهم يقولون قال علي عليه السلام وعن الحسن بن علي عليه السلام والحسين بن علي عليه السلام وابي جعفر عليه السلام وابي عبدالله عليه السلام يخصون ائمة ال البيت بالسلام عليهم او الصلاة عليهم دون سائر الصحابة. فقال هذا امر محدث احدثته الشيعة والرافضة في بعض ائمتهم دون غيرهم من العلماء ولا الصحابة الكرام رظي الله عنهم وساووهم في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وايضا فان التشبه باهل البدع منهي عنه. فتجب مخالفتهم فيما من ذلك. اذا هذا دليل ثان استند اليه المصنف رحمه الله في عدم تخصيص غير الانبياء بالصلاة والسلام قال رحمه الله وذكر الصلاة على الاهل والازواج مع النبي صلى الله عليه وسلم بحكم التبع والاضافة اليه. لا على التخصيص هذا الان شروع من المصنف رحمه الله في الجواب عن ادلة القائلين بالجواز. اما قالوا نحن نقول اللهم صلي على يا محمد وعلى ال محمد او اللهم صل على محمد وعلى ازواجه وذريته. اما صلينا على غير الانبياء؟ قال الصلاة على الال والازواج والذرية جاءت تبعا وليست وليس التخصيصا مقصودا بهم ففرق بين الامرين. فرق بين ان تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. ويدخل غيره تبع له وبين ان تأتي فتقول اللهم صلي على فلان وحده او تقول فلان عليه الصلاة والسلام وحده دون غيره فهذا الذي لا يرتضيه المصنف في اختياره الذي نسبه الى بعض الصحابة والائمة. قال وذكر الصلاة على الال والازواج. مع النبي صلى الله عليه وسلم انما هو وبحكم التبع والاظافة لا على التخصيص. طيب فماذا تقولون؟ في دعواته وصلواته صلى الله عليه وسلم على بعظ اصحابه اما قال اللهم صلي على ال ابي اوفى واذا اتاه احد بصدقته قال اللهم صلي على ال فلان وقال للمرأة صلى الله وعليك وعلى زوجك فماذا تقولون؟ هذا جواب ثان قال رحمه الله قالوا وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على من صلى عليه مجراها مجرى الدعاء. والمواجهة ليس منها على التعظيم والتوقير. نعم. قوله اللهم صلي على ال ابي اوفى صلى الله عليك وعلى زوجك هو من باب الدعاء الذي واجه به النبي عليه الصلاة والسلام اصحاب الادعية. من جاء بالصدقة ومن دعا له وهي تجري مجرى الدعاء ترحم وليس على معنى التعظيم والاجلال والتوقير. فرق بين المقامين والنبي عليه الصلاة والسلام كان يمتثل امر الله عليهم نعم قالوا وقد قال تعالى لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا. وكذلك يجب ان يكون الدعاء لهم مخالفا لدعاء الناس بعضهم لبعض. وهذا اختيار الامام ابي المظفر الاصفرايني احد شيوخنا وبه قال ابن عبدالبر. نعم قال رحمه الله ان الله ادبنا بادب وهو ان خص نبينا صلى الله عليه وسلم عند معه عند التلفظ عنه عند مناداته عند ذكر اسمه عليه الصلاة والسلام ادبنا الله بان نخصه بما لا نشاركه به مع غيره. ماذا قال الله؟ لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا فاذا امرنا بتخصيصه بالادب عليه الصلاة والسلام. فماذا فعلنا اذا ساوينا به غيره معه؟ واذا جعلنا الصلاة والسلام ايضا لغيره من الصحابة او من التابعين لم نحقق امر الله سبحانه وتعالى. هذا الذي رآه المصنف رحمه الله في خاتمة هذا الفصل ويحسن في هذا المقام ايها الكرام ان انقل لكم ايضا كلام بعض اهل العلم المحققين في مسألة الصلاة على غير الانبياء وان كان ما ساقه المصنف رحمه الله كافيا وافيا تمام الايضاح. فان ابن القيم رحمه الله بسط هذه المسألة في كتابه جلاء الافهام في الصلاة والسلام على خير الانام صلى الله عليه وسلم سب القول بالمنع والكراهة الى ابن عباس وطاووس وعمر ابن عبد العزيز والائمة ابي حنيفة ومالك وسفيان ابن عيينة وسفيان الثوري واصحاب الشافعي. ثم ذكر القول بالجواز ونسبه نقلا عن القاضي عياض الى الحسن البصري ومجاهد مقاتل بن سليمان وابن حيانة وكثير من اهل التفسير قال وهو قول الامام احمد واسحاق ابن راهوية وابي ثور ومحمد ابن جرير الطبري ذكر الامام ابن القيم رحمه الله عشرة ادلة للمانعين لمن يمنع الصلاة على غير الانبياء عليهم السلام وذكر للقائلين بالجواز اربعة عشر دليلا بسطها واطال في تقريرها ثم انتهى رحمه الله الى خلاصة قال فيها وفصل الخطاب في هذه المسألة ان الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم اما ان يكون اله وازواجه وذريته او غيرهم. هذا لتحرير محل النزاع اما ان يكون الكلام على الازواج والذرية واله صلى الله عليه وسلم او الكلام على غيرهم. قال فان كان الاول ان كان الكلام في الصلاة على اله وازواجه وذريته صلى الله عليه وسلم قال فالصلاة عليهم مشروعة مع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وجائزة مفردة لانهم ذكروا بنص صحيح. قال واما الثاني ان كان الكلام في الصلاة على غير اله وازواجه وذريته عليه الصلاة والسلام قال فان كان المقصود الملائكة واهل الطاعة عموما الذين يدخل فيهم الانبياء وغيرهم جاز ذلك ايضا فتقول اللهم صلي على ملائكتك المقربين واهل طاعتك اجمعين. يقول فهذا ايضا جائز واما ان كان شخصا معينا او طائفة معينة كره ان يتخذ الصلاة عليه شعارا لا به. هذا الذي لا يجوز ان تقصد الى اسماء بعينها واشخاص بذواتهم فتلتزم كل ما ذكر اسمه ان تقول عليه الصلاة والسلام يقول هذا المكروه بل قال رحمه الله ولو قيل بتحريمه لكان له وجه ولا سيما اذا جعلها شعارا له ومنع منها نظيره امره من هو خير منه. يلتزم الصلاة والسلام على علي رضي الله عنه ويمنعه من هو خير منه كابي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا. يقول فهذا من الاجحاف. هذا من الحيف. ثم هو التزام صلاة وسلام تسلك بصاحبها على خلاف منهج اهل السنة. الى ان قال رحمه الله وهذا كما تفعل الرافضة بعلي الله عنه فانهم حيث ذكروه قالوا عليه الصلاة والسلام ولا يقولون ذلك في من هو خير منه فهذا ممنوع لا سيما اذا اتخذ شعارا لا يخل به فتركه حينئذ متعين. كلام نفيس محرر لابن القيم رحمه الله اقول في تتمته واما ان صلى عليه احيانا بحيث لا يجعل ذلك شعارا كما صلى على دافع الزكاة وكما قال ابن عمر للميت صلى الله عليه وكما صلى النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة وزوجها وكما روي عن علي من صلاته على عمر فهذا كله لا بأس به. قال رحمه الله وبهذا التفصيل تتفق الادلة قلة وينكشف وجه الصواب. والله الموفق انتهى كلامه رحمه الله. جمع بين الادلة وقارنها ووازن بين نهى وخلص الى هذا التفصيل السديد. ليس ببعيد عنه كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لما جاء الى الاية الكريمة صلوا عليه وسلموا تسليما. صلى الله عليه وسلم. قال ملخصا هذا الخلاف واما الصلاة على غير الانبياء فان كانت على سبيل التبعية كما تقدم في الحديث اللهم صل على محمد واله وازواجه وذريته فهذا جائز جمع وانما وقع النزاع فيما اذا افرد غير الانبياء بالصلاة عليهم. فقال قائلون يجوز وذكر جملة من ادلتهم وقال الجمهور لا يجوز افراد غير الانبياء بالصلاة لانه قد صار شعارا للانبياء اذا ذكروا فلا يلحق بهم غيرهم فلا يقال في في فلا يقال قال ابو بكر صلى الله عليه او قال علي صلى الله عليه وان كان المعنى صحيحا كما لا يقال محمد عز وجل وان كان عزيزا جليلا لان هذا من شعار ذكر الله عز وجل وحملوا ما ورد في ذلك من الكتاب والسنة على الدعاء لهم. ولهذا لم يثبت شعارا لال ابي اوفى ولا لجابر وامرأته. وهذا مسلك ومثل ذلك ما قرره الامام النووي ايضا رحمه الله في الاذكار. بمجمل هذا التوضيح تظهر المسألة فيما ساقه المصنف القاضي عياض رحمه الله تعالى هنا في هذا الفصل وبه تم كلامه في مسألة جواز الصلاة على غير الانبياء عليهم السلام نسأل الله ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء استقبلوا ليلتكم المقبلة بكثير الصلاة والسلام على رسول الهدى ونبي الرحمة وامام الامة صلوات الله سلامه عليه استكثروا كثرة تبلغون بها قوله عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة الجمعة ولا تسأل عن حد لتلك الكثرة. فكلما بلغت عددا تذكر قوله اكثروا فلا يزال دافعك من والايمان والشوق والوفاء لنبي الامة عليه الصلاة والسلام يحملك حملا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه الشهر مبارك والليلة المقبلة مباركة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من اعظم اعمالكم بركة فيها فاغتنموا بركة الزمان وبركة الشهر وبركة الليل وبركة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ولكم بكل صلاة عليه صلى الله عليه وسلم عشر صلوات من ربكم تبارك وتعالى. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون وصلي وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون. اللهم ارزقنا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم حبا تملأ به قلوبنا وطاعة تزدان بها اعمالنا واستمساكا بسنته وحرصا على هديه واجعل يا رب صلاة وسلاما تقودنا الى حوضه وترزقنا من شفاعته يا اكرم الاكرمين. اللهم احينا على سنته على سنته واحشرنا في زمرته صلى الله عليه وسلم. ونسألك يا رب لنا ولوالدينا ولازواجنا وذرياتنا من الاسلام والسنة حظا وافرا. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين. اللهم بارك لنا في شهرنا وتقبل منا صالح اعمالنا واعتق من النار رقابنا ورقاب ابائنا وامهاتنا يا حي يا قيوم قيوم اللهم اصرف عنا وعن المسلمين بفضلك وحولك شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. الهنا وخالقنا من ارادنا والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله يا رب واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا قوي يا عزيز. اللهم انا نعوذ بك من شرورهم وندرأ بك في نحورهم فاكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم. اللهم وفق امامنا وولي امرنا لكل خير وهدى وسداد ورشاد واصلح يا ربي له النية والبطانة والقول والعمل. اللهم اكرم كل قاصدي بيتك الحرام. من الحجاج والعمار والزوار اللهم حقق لهم سؤلهم واتهم ما تمنوا وتقبل منا ومنهم يا رب العالمين. اللهم احفظهم في انفسهم واهليهم واموالهم واولادهم ومن خلفوا في ديارهم واصرفهم يا ربي بعمل مقبول وسعي مشكور وذنب مغفور يا عزيز يا غفور ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب ابى النار فصلي يا ربي وسلم وبارك على نبيك المصطفى ورسولك المجتبى محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين