بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى ونبيه المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. اما بعد معشر الصائمين ايها المؤمنون فهذا مجلس متجدد من مجالس مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى اليحصوبي رحمة الله عليه ولا يزال هذا المجلس المبارك منعقدا في رحاب بيت الله الحرام كل ليلة من ليالي الجمعة. واذ نستقبل هذه الليلة العظيمة المباركة بمثل هذا المجلس فانا لنرجوا ان يكون سببا نستكثر فيه من صلاتنا وسلامنا على القلوب وسعدها وبهجة الارواح وانسها سيدنا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقد مضت معنا اصول عدة في هذا الباب الرابع من القسم الثاني من الكتاب. حديثا عن حق من حقوقه العظيمة عليه الصلاة والسلام التي ادرجها المصنف رحمه الله في هذا القسم من الكتاب. وهذا الحق العظيم هو الصلاة والسلام عليه صلوات ربي وسلامه وعليه تترى الى يوم الدين. وان الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وما فيها من الفضائل والخيرات والبركات. كل قد مضت في فصول عديدة سابقة كان اخرها في ليلة الجمعة الماضية فصل ذكره المصنف رحمه الله بيانا لتخصيصه صلى الله عليه وسلم بصلاة وسلامي او بتبليغ صلاة من صلى وسلم عليه والاختلاف في صلاتي على غيره من الانبياء وسائر البشر صلى الله عليه واله وسلم. مجلس اليوم ينعقد في فصل جعله المصنف رحمه الله في بيان حكم زيارة قبره الشريف صلى الله عليه وسلم. وفضائل واداب زيارته وزيارة مسجده عليه الصلاة والسلام. ويأتي هذا الفصل الذي يحتاج اليه المسلمون عامة وهم يترددون بين هذين الحرمين الشريفين يقصدونهما في الحج والعمرة والزيارة. ولا يخلو مسلم يكرمه الله بالقدوم الى هذه البلاد. فيفد الى بيت الله الحرام حجا او عمرة لا يخلو من المرور بمدينته عليه الصلاة والسلام والصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم قبره والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. والسلام على صاحبيه الكريمين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. وسائر شاهد التي اكرم الله بها مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام. هذا الفصل يحوي جملا من النصوص الشرعية واثار الصحابة جعل فيها المصنف رحمه الله بيانا لما يتعلق بهذا الفصل والله المستعان. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال القاضي رحمه الله تعالى فصل في حكم زيارة قبره عليه السلام وفضيلة من زاره وسلم عليه وكيف يسلم ويدعو له وزيارة قبره عليه السلام سنة من سنن المسلمين مجمع عليها. وفضيلة مرغب فيها روي عن ابن عمر رضي الله عنهما. زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبادة مشروعة من وجهين. الوجه الاول ان زيارة القبور في الجملة كما قال عليه الصلاة والسلام كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانها تذكر الاخرة. فاذا كانت زيارة قبور عامة المسلمين مشروعة فان زيارة قبره عليه الصلاة والسلام يدخل في عداد هذه المشروعية جملة وانما شرعت زيارة القبور لامرين عظيمين. احدهما يعود الى الزائر والثاني يعود الى المزور. اما الذي يعود الى الزائر فهو الاتعاظ والتذكر والادكار. ولهذا قال فانها تذكر الاخرة. واما العائد الى المزور فالسلام عليه والدعاء له وسؤال الله عز وجل له الرحمة والعفو والمغفرة وما الى ذلك من المعاني. فهذان امران يتحققان بزيارة القبور. وكانت الامة ولا تزال قائمة بهذه العبادة المشروعة زيارة للمقابر تحقيقا لهذين القصدين الشرعيين. فزيارة قبره صلى الله عليه وسلم بهذا الاعتبار داخلة في عموم المعنى الشرعي الاصل واما الاعتبار الاخر الذي يكون فيه مجهل لمشروعية زيارته عليه الصلاة والسلام فهو شد الرحال الى مسجده عليه الصلاة والسلام وهو القائل لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد. وذكر منها مسجده عليه الصلاة والسلام واذا كان قبره الشريف صلى الله عليه وسلم بجوار مسجده عند مماته ودفنه عليه الصلاة والسلام ثم اضحى في طرفه فيما بعد فان الزائر لمسجده صلى الله عليه وسلم لا ينفك لا ينفك بحال عن زيارة قبره والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم فمن ثم انعقد هذا الوجه الاخر لبيان هذا المعنى. قال صنفوا رحمه الله وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المسلمين. مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها كما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما فيما يسوق المصنف رحمه الله الان قال رحمه الله حدثنا القاضي ابو علي قال حدثنا ابو الفضل ابن خيرون قال حدثنا الحسن ابن جعفر قال حدثنا ابو الحسن علي ابن علي ابن عمر الدارقطني قال حدثنا القاضي المحاملي قال حدثنا محمد بن عبدالرزاق قال حدثنا موسى ابن هلال عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه عن عبد الله ابن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي من زار قبري وجبت له شفاعتي. الحديث اخرجه الدار قطني في سننه. ومن طريقه ساق القاضي عياض رحمه الله تعالى الحديث بسنده اليه. لكن فيه بعض الرواة المحكوم عليهم بالضعف عند المحدثين ولما اخرج ابن خزيمة الحديث في صحيحه توقف في ثبوته واما الهيثمي فقد قال وهو ضعيف يقصد احد عبدالله ابن ابراهيم الغفاري وظعفه كذلك السيوطي وابن القطان وابو حاتم وعدد من اهل العلم قال النووي بل جدا وقال الذهبي كل طرقه لينة يقصد ضعف هذا الحديث فلا يثبت بهذا اللفظ من زار قبري وجبت له شفاعتي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زارني في المدينة محتسبا كان في جواره وكنت له شفيعا يوم القيامة. هذا حديث ثان اورده المصنف رحمه الله في الفصل عن انس بن ما لك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من زارني في المدينة محتسبا كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة. والحديث وقد اه غمز له السيوطي في الجامع بالحسن قال معقبا له المناوي في الشرح رمز المصنف لحسنه ليس بحسن ففيه ضعفاء وبالتالي فالحديث كسابقه لا يصح عند المحدثين قال رحمه الله وفي حديث اخر من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي وكذلك ثالث هذا الاحاديث من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ايضا رواه الطبراني وفيه حفص القارئ ضعفه جماعة من الائمة وبالتالي فالاحاديث الثلاثة من زار قبري وجبت له شفاعتي من زارني في المدينة محتسبا كان في جواري من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي كلها احاديث ضعيفة وكم تقرر يا كرام ما تكرر كثيرا انه في الصحيح غنية عن الضعيف. ولسنا نثبت في ديننا طيلة عمل ولا لمشروعيته بدليل لا يثبت ولا يصح عندنا. الصحيح الثابت ما تقدم في صدري المجلس ان زيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم مشروعة من وجهين كبيرين واصلين شرعيين ولا حاجة الى هذه الاحاديث الضعيفة التي لا تثبت بمثلها الرواية ولا يترتب عليها الثواب. لكنه ما من شك من اتى وزارها وصلى في مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام. كان له من الخيرات والفظائل التي يدركها بمثل في الروضة والزيارة للقبر والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وزيارة صاحبيه رضي الله عنهما بل زيارة بل زيارة موتى البقيع رضوان الله عليهم وشهداء احد رضي الله عنهم جميعا. كل ذلك حاصل وليس في ذلك ثواب مخصوص كمثل هذه الاحاديث الانفة واضعف من ذلك من حج ولم يزرني فقد جفاني. والتي يتداولها كثير الحجاج والمعتمرين على انه من لوازم القدوم للحج والعمرة اتيان مسجده وزيارة قبره عليه الصلاة والسلام هذا حاصل لكن ان يكون بهذا المعنى من حج ولم يزرني فقد جفاني. فان هذا لا يثبت عنه صلى الله عليه وسلم كما لم الاحاديث الانفة قبل قليل قال رحمه الله وكره ما لك رحمه الله ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اختلف في معنى ذلك. فقيل كراهة الاسم لما ورد من قوله عليه السلام لعن الله زوارات القبور. وهذا يرده قوله نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وقوله من زار قبري فقد اطلق فقد اطلق اسم الزيارة. وقيل ان ذلك لما قيل ان الزائر افضل من المزور. وهذا ايضا ليس بشيء اذ ليس كل زائر بهذه الصفة وليس عموما وقد ورد في حديث اهل الجنة زيارتهم زيارتهم لربهم ولم يمنع هذا اللفظ في حقه تعالى. نعم. نقل هنا القاضي عياض رحمه الله عن الامام امام دار الهجرة الامام ما لك ابن انس رحمة الله عليه وهو امام المذهب للقاضي عياض نقل عنه قوله كره مالك ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه سلم المنقول عن الامام مالك هنا الكراهة يقول يكره ان يقول الشخص اذا جاء حجا وعمرة ورجع البلد يكره ان يقول زرنا قبر النبي عليه الصلاة والسلام. ووجه القاضي عياض هذه الكراهة المحكية عن الامام مالك باحد ذي وجهين الوجه الاول ان يكون الكراهة لمعنى الزيارة لا تقول زرنا قبر النبي عليه الصلاة والسلام وكره معنى فكره الاسم اسم الزيارة. قال وقد اختلف في معنى ذلك فقيل كراهة الاسم بان زيارة قبره عليه الصلاة والسلام ورد فيها ذم في قوله لعن الله زوارات القبور. فاذا كانت زائرات القبور لانهن متصفات بالزيارة توجه لهن الذم فقال استحب الا نستعمل لفظ زرنا قبر النبي عليه الصلاة والسلام اجاب القاضي عياض عن هذا المعنى بقوله وهذا يرده قوله صلى الله عليه وسلم نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. فلفظ الزيارة اذا ليس مذموما. وليس ممنوعا. بل هو وارد في فزوروها وقال من زار قبري اذا ليست الكراهة المحكية عن الامام ما لك لاجل كراهة لفظ الزيارة فان اها وردت في النصوص؟ قال وقيل المعنى الاخر ان ذلك لما قيل ان الزائر افضل من المزور يعني لفضل الزيارة يعني استقر عرفا انه اذا زار شخص شخصا الفضل فيها للزائر ام للمزور في الزيارة الفضل لمن؟ للزائر. فاذا قلت زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم كانك متفضل عليه صلى الله عليه وسلم لانك زائر وكان فظلا منك اتجه اليه صلى الله عليه وسلم هذا معنى اخر قال فيه الامام مالك اكره ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم. هذا توجيه ثان واجاب عنه القاضي ايضا بقوله وهذا ايضا ليس بشيء. يعني هذا ايضا ليس جوابا علميا. لم؟ قال اذ ليس كل زائر بهذه الصفة وليس عموما فقد ورد في حديث اهل الجنة ان اهل الجنة يزورون ربهم فهل في هذا تفضل من اهل الجنة على ربهم؟ الجواب كلا. اذا لا يثبت دائما في الزيارة فضل للزائر على المزور هذا ليس على العموم وكثير منا يزور الشخص لفضله عليه تزور والدك والفضل له وليس لك تزور استاذك وشيخك والفضل له وليس لك وتزور صاحب الفضل عليك اعترافا بفضله. يقول اذا هذا الوجه ايضا ليس عاما. فيبقى ان نفهم لماذا كرهنا الامام مالك رحمه الله ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما يزال للمصنف رحمه الله تتمة في الكلام. قال رحمه الله وقال ابو عمران رحمه الله انما كره مالك ان يقال طواف الزيارة وزرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم لاستعمال الناس ذلك بينهم بعضهم لبعض. فكره تسوية النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بهذا اللفظ واحب ان يخص بان يقال سلمنا على النبي صلى الله عليه وسلم. نقل ابو عمران احد فقهاء المالكية رحمه الله توجيها اخر وان الامام مالكا رحمه الله انما كره في الحج في طواف الافاضة ان يقال طواف الزيارة وكره ايضا ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال لان الزيارة تستعمل في تعارف بين زيارة ناس بعضهم لبعض. اما زيارة بيت الله وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاحب ان يكون له اصطلاح اخر واستعمال يرقى به عن الزيارات المعتادة التي تكون بين الناس بعضهم لبعض. قال كره تسوية النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بهذا اللفظ واحب ان يخص بان يقال سلمنا النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. وايضا فان الزيارة مباحة بين الناس وواجب شد الرحال الى قبره صلى الله عليه وسلم يريد بالوجوب هنا وجوب ندب وترغيب وتأكيد. لا وجوب فرض. يقول في تتمة كلام ابي عمران رحمه الله ايضا فالفرق بين زيارة الناس بعضهم لبعض وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الزيارات بين الناس على وجه الاباحة لكن زيارة قبره عليه الصلاة والسلام مشروعة. ولهذا قال وواجب شد الرحال. الى قبره صلى الله عليه عليه وسلم يريد بالوجوب هنا وجوب ندب وترغيب وتأكيد لا وجوب فرض. نعم لا يقول احد بوجوب الفرضية فمعنى الوجوب في قبله في قوله وواجب شد الرحال وجوب المشروعية التي لا تتجاوز الندبة احباب والترغيب والتأكيد. ويبقى قوله وواجب شدوا الرحال الى قبره صلى الله عليه وسلم على ما نبه اليه جملة من اهل العلم ان شد الرحال كما في نص الحديث انما هو الى مسجده صلى الله عليه وسلم ويحصل تبعا لذلك زيارة قبره الشريف عليه الصلاة والسلام. لما نقل القاضي عياض هذه التأويلات الثلاثة لمقولة الامام مالك رحمه الله في كراهيته ان يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجاب عنها اقل الى ما يراه القاضي عياض المصنف رحمه الله ما يراه راجحا لماذا نقل عن الامام ما لك رحمه الله الكراهة في التعبير بالزيارة لقبره عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله والاولى عندي ان منعه كراهة مالك له لاضافته الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وانه لو قال زرنا النبي لم يكرهه. لقوله عليه السلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد بعدي اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فحمى اضافة هذا باللفظ الى القبر والتشبه بفعل اولئك قطعا للذريعة وحسما للباب. والله اعلم. نعم هذا جواب شديد من الامام القاظي عياظ رحمه الله يقول والاولى عندي ان كراهة الامام ما لك رحمه الله ومنعه من قوله زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم انما محله هو اضافة الزيارة الى القبر. يقول ولو قلنا زرنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مكروها عنده. ودليل ذلك الحديث اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. قال فحمى اظافة هذا اللفظ الى القبر لئلا تكون زيارة القبور هي المقصودة وتكون هي التي يشد الرحال لاجلها. فيقع في المنهي عنه اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فتكون الزيارة لمسجده صلى الله عليه وسلم قال فحمى اضافة هذا اللفظ الى القبر والتشبه بفعل اولئك قطعا للذريعة وحسما والله اعلم قال رحمه الله قال اسحاق بن ابراهيم الفقيه ومما لم يزل من شأن من حج من حج المرور بالمدينة والقصد الى الصلاة في مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يديه ومواطئ قدميه العمود الذي كان يستند اليه وينزل جبريل بالوحي فيه عليه وبمن عمره وقصده من الصحابة وائمة المسلمين والاعتبار بذلك كله. نعم ولم يزل ذلك شأن المسلمين ممن يتوافدون للحرمين حجا وعمرة على مدار العام. فانهم لا ايخلو احدهم من المرور بمدينته صلوات الله وسلامه عليه. والقصد الى الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم ولا احد يكرمه الله فيأتي المدينة زائرا. ويدخل مسجده صلى الله عليه وسلم مصليا الا واستمتع بما تقع عليه عيناه. وما يعيش فيه فؤاده وما تأنس به روحه وهو يشعر انها بقاع طالما وطأتها اقدام المصطفى صلى الله عليه وسلم. وان المسجد الذي يصلي فيه طالما تردد عليه الاكارم من صحابته رضي الله عنهم وان هذا منبره وهذا محرابه وهذا بيته وتلك حجراته صلى الله عليه وسلم لا شك ان لذلك اثرا عظيما في نفس كل من يأتي المدينة زائرا. ومن يدخل مسجده صلى الله عليه وسلم مصليا وكم يحرك هذا في القلوب من المعاني والعظات؟ وما يحرك فيها من التأملات ويجدد فيها معاني الايمان والحب والاتباع والطاعة والتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم هذه المعاني جعلها الله عز وجل مودعة في زيارة مسجد الحبيب صلى الله عليه وسلم. وما يلحق بذلك من الروضة رؤيتها والمنبر والمحراب والحجرات التي كان بابي وامي هو صلوات الله وسلامه عليه يتردد بينها يقول المصنف رحمه الله لم يزل مما لم يزل من شأن من حج المرور بالمدينة والقصد الى الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم والتبرك برؤية الروضة والمنبر والقبر والمجلس وملامس اليدين ومواطئ القدمين والعمود الذي كان يستند اليه وينزل جبريل عليه السلام بالوحي فيه عليه وبمن عمره وقصده من الصحابة وائمة المسلمين يقع في طيات ذلك التأمل والنظر ووقوع العينين على تلك المواضع المباركة ما يجدد الايمان الحب والشوق والاقتداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وقال ابن ابي فديك رحمه الله تعالى سمعت بعض من ادركت يقول بلغنا انه من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الاية ان الله وملائكته يصلون على النبي ثم قال صلى الله عليك يا محمد من يقول سبعين مرة ناداه ملك صلى الله عليك يا فلان ولم تسقط له حاجة. ليس هذا بدليل شرعي تثبت به الاحكام ولا المسائل ولا الفضائل قال ابن ابي فديك سمعت بعض من ادركت وبعض من ادركه هنا مجهول لا يدرى من هو ثم سواء كان الذي سمى مجهولا او معلوما فانه لا احد في الامة بوسعه ان يقول لنا من فعل كذا فله كذا ومن قال كذا فله ثواب كذا ليس بوسع احد في الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول لنا الجنة من هنا او من هناك وان هذا ثواب عملي هذا او ذاك. هذا ليس الا الى الله والى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقوله سمعت بعض من ادركت يقول بلغنا انه من وقف عند القبر فتلا اية ان الله وملائكته يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال صلى الله عليك يا محمد سبعين مرة يكررها قال الا ناداه ملك صلى الله عليك يا فلان ولم تسقط له حاجة وللمرة الالف سنقول في الصحيح غنية عن الضعيف. من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا. هذا في صحيح مسلم كفاية وفيه اجر اضعاف ما قاله في هذا الاثر المنقطع. والبلاغ الذي لا يعرف قائله. من صلى على النبي عليه الصلاة والسلام مرة صلى الله عليه بها عشر مرات عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله وعن يزيد ابن ابي سعيد المهري ندمت على عمر بن عبدالعزيز فلما ودعته قال لي اليك حاجة قلت ما هي؟ قال اذا اتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاقره مني السلام وقال غيره وكان يبرد اليه البريد من الشام. نعم. ينقل عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله انه كان ربما ابلغ كلامه مع من يقدم المدينة يقول اذا اتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاقره مني السلام وقال غيره وكان يبرد اليه البريد من الشام يعني يبعث بريدا من الشام الى المدينة لابلاغ السلام. والله اعلم بصحة مثل هذا عن عمر بن عبدالعزيز اولا فانه يبعد فعل مثل هذا فعل مثل هذا من غير مستند شرعي ما عهد من هؤلاء الصالحون الا الاقتفاء فيه بالاثر والتمسك فيه بالسنن. ثم انه على فرض ثبوته فقد تقدم قبل مجلسين او ثلاثة ما ثبت بالاحاديث الصحيحة التي ثبت فيها خصوصية تبليغه صلى الله عليه وسلم سلام وصلاة من صلى عليه من امته ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام. ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا كل هذا اكمل واعظم كما تقدم من ارسال سلام الشخص الى اخره بلغه النبي عليه الصلاة والسلام فان المقام اعظم في ابلاغ السلام بواسطة ملك وينقل اليه باسمه اليه صلى الله الله عليه واله وسلم قال رحمه الله قال بعضهم رأيت انس بن مالك اتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف رفع يديه حتى ظننت انه افتتح الصلاة فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف. ايضا هذا من الاثار المنقطعة. قال بعضهم لا يدرى من هو رأيت انس بن مالك وبين القاضي عياض ومن رأى انس بن مالك مراتب من الرواة قال اتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقف فرفع يديه حتى ظننت انه افتتح الصلاة يعني كالذي يكبر في الاستفتاح للصلاة قال فسلما على صلى الله عليه وسلم ثم انصرف قال رحمه الله وقال مالك في رواية ابن وهب في الرجل اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف ووجهه الى القبر الشريف لا الى القبلة ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده وقال في المبسوط لا ارى ان يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضي. هاتان الروايتان عن الامام مالك نقلهما والقاضي عياض وهما مختلفتان قال في الاولى في الرجل اذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ودعا يقف الى القبر الشريف لا الى القبلة. ويدنو ويسلم ولا يمس القبر. بيده. وهذا المنقول في الرواية تعارضها الرواية رواية اخرى قال في المبسوط لا ارى ان يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ولكن يسلم ويمضي رواية اخرى الثانية هنا هي الاقرب وهي الاوفق الموافقة لنصوص السنة. وان دعاء الله جل جلاله تستقبل القبلة لا جهة اخرى مهما كانت. وان اتيان النبي عليه الصلاة والسلام في قبره للسلام عليه. هو موضع السلام والدعاء واظهار الادب. اما دعاء الله جل جلاله فانه يستقبل فيه القبلة. كما هي الرواية الثانية هي مقتضى النصوص الشرعية في اداب الدعاء قال رحمه الله قال ابن ابي مليكة من احب ان يقوم وجاه النبي صلى الله عليه وسلم فليجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسي. هذا اه زمان كانت القناديل معلقة فيضعونها علامة على موضع قبر النبي عليه الصلاة والسلام واليوم استعيض عن ذلك ببيان علامات في الشبك الذي يكون في المواجهة الشريفة عند قبره عليه الصلاة والسلام. وفيها تبين موضع مرقده الشريف صلى الله عليه وسلم ومرقد صاحبه ابي بكر الصديق رضي الله عنه ثم مرقد عمر الفاروق رضي الله عنه ايضا ولا ولم تبقى هذه القناديل التي اشار اليها المصنف لكنها علمت اليوم باشارات تبين المواضع التي يقف فيها المسلم لالقاء السلام. ثم هذا ليس على وجه الالزام. فلو وقف ولو عن بعد ولم يدرك لزحام او اكتظاظ او عدم وجود فرصة لكنه اتى المواجهة فوقف يمنة او يسرة والقى السلام حذاري ولا يلزمه تحديدا ان يأتي الى موضع القنديل او موضع الاستدارة والاشارة التي وضعت على الشبك لتحديد موضع مرقده او رأسه الشريف صلى الله عليه واله وسلم قال رحمه الله وقال نافع كان ابن عمر يسلم على القبر رأيته مائة مرة واكثر يجيء الى القبر فيقول السلام على النبي صلى الله الله عليه وسلم السلام على ابي بكر السلام على ابي ثم ينصرف. هذا المنقول ايضا آآ فيما يرويه نافع مولى ابن عمر ابن عمر رضي الله عنهما انه كان كثيرا ما يصنع هذا الذي ذكرته الرواية. كان يسلم على القبر قال رأيت مائة مرة او اكثر. هذا وابن عمر رضي الله عنهما معروف بشدة الاقتداء والائتساء. يقول كان الى القبر فيقول هكذا. السلام على النبي صلى الله عليه وسلم السلام على ابي بكر السلام على ابي ثم انصرف او ربما قال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابتي وينصرف اشارة الى ان هذا هو المقصود من السلام. وليس المراد به الوقوف الطويل وليس بالضرورة يا كرام ان تقال هنا عبارات مخصوصة. ونحن نرى جموع الزائرين خصوصا في مواسم الزحام. ايام عمرة رمضان او ايام الحج وفي غيرها. اذا جاء احدهم المدينة ودخل المسجد واتى من باب السلام وجاء امام المواجهة عند قبره الشريف صلى الله عليه وسلم تراهم يلتزمون قراءة بعض العبارات من الكتب وعبارات يرى انها لابد هي ان تقال بينما المشروع لا يحتاج الى ذلك كله. فالقاء السلام كاف ولو جمع الى الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان هذا مجزئا. فان كان هناك متسع ولا يوجد زحام وامكنه الوقوف هنيهة ثم شرع يعبر بصلوات وسلام فيها اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام في مثل قوله السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا يا خير خلق الله السلام عليك يا حبيبي يا رسول الله يا امامي وقال مثل هذه العبارات وفي الوقت متسع اشهد انك بلغت الرسالة واديت الامانة طحت الامة فجزاك الله خير ما جزى نبيا عن امته وامثال هذا ان كان متسع من الوقت ومتسع في المكان ليس ثمة زحام فان هذا لا بأس به. لكني انبه على ان التزام القراءة من كتب بعينها لعبارات القاء السلام اثناء الزيارة ليست شيئا محددا مشروعا. ولم يلزم بهذا احد من العلماء ولا من الائمة. ولست بحاجة ان عبد الله الى ان تبحث عن شيء تقرأه بعينه في تلك المواقف. حسبك القاء السلام وابلاغه الصلاة صلى الله عليه وسلم. واذا وجدت متسعا فاضفيت عبارات الحب والادب وكان في هذا متسع فلا حرج لكن ينتبه الى عدم التزام عبارات بعينها اولا وينتبه ثانيا الى مراعاة حقوق اخوانك الزائرين في عدم الوقوف اثناء التزاحم وفي المواسم وافساح الفرصة اذا مررت فسلمت وانصرفت واخوتك هناك من مسؤولينا ورجال الامن ونحوهم يحثون الناس على التخفف والاستعجال افساحا لمن ورائهم وافساحا للوقت والفرصة لالوف اخرى تريد ان تتشرف فتقف موقفك وتلقي السلام بادب على صاحب القبر الشريف صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وفي اثر ابن عمر هذا هنا رضي الله عنهما دلالة على هذا الايجاز في السلام والقائه ادب ثم الانصراف قال رحمه الله ورؤي ابن عمر رضي الله عنهما واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ثم وضعها على وجهه وعن ابن قصي والعتبي كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا خلا المسجد اذا خلا المسجد جسوا رمانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون. نعم. نقل القاضي عياض هنا نقلين احدهما عن ابن عمر من غير سند ينسب اليه الرواية قال رؤيا ابن عمر واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر يعني حيث كان يجلس في المنبر قال ثم وضعها على وجهه. وعن ابن قصيص والعتبي وهذا الامر الاخر الذي نقله القاضي عياض قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا خلا المسجد يعني ليلا بعدما يخرج الناس بعد صلاة العشاء جسوا رمانة المنبر جسوا يعني مسكوا بايديهم ورمانة المنبر هي مثل هذه الدائرة التي تأتي على المنبر يضع الخطيب عليها يده ويقبض عليها عند الخطبة جس رمانة المنبر التي تلي القبر بميامنهم ثم استقبلوا القبلة يدعون تقدم يا كرام التنبيه على مثل هذه الروايات سانفا آآ سابقا فيما مضت من الرواية في التنبيه على اثر ابن عمر والتنبيه ايضا على ما ينسب الى بعض الصحابة. والتنبيه جرى بسبب ان عددا من الفقهاء المتأخرين من ارباب المذاهب اذا تكلموا في اداب الزيارة للمسجد النبوي جعلوا هذا من جملة الاداب. وانه يستحب لمن اتى المدينة ان يفعله اهذا ان يأتي الى المنبر فيتمسح او الى المحراب فيمسك رمانة المنبر مع انها ليست موجودة اليوم. لكن هذا التنبيه اذا استدعى بيان ما تتابع عليه بعض متأخري فقهاء المذاهب مما هو خطأ واضح وصريح. لان رواية ابن عمر ها هنا ليست صحيحة ابن عمر رضي الله عنهما يا كرام لم يرد عنه التمسح بالقبر انما ورد عنه مسح المنبر ولهذا رخص فيه الامام احمد ولم يرخص في التمسح بقبره صلى الله عليه وسلم. وقد قطع عمر رضي الله عنه الشجرة التي بويع تحتها النبي صلى الله عليه وسلم من اجل عدم اعتقاد امر فيها او تعلق القلوب بها ومثل هذا لم يرد وانما الذي ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما شيء من الاثار والمواقف هو اعظم من واكدوا كما سيأتي التنبيه اليه بعد قليل. فقد اه ثبت في اسناد او او اخرج بعضهم باسناد منقطع ما اخرج ابن حبان في ترجمة بعض الرواة قال رأيت ابن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم وضعها على الرواية التي اشار اليها المصنف هنا اسنادها منقطع بين ابن حبان وبين ابراهيم الذي لقي ابن عمر انقطاع كما ذكر ذلك الامام البخاري في التاريخ الكبير. وهذه الاسانيد المنقطعة عن ابن عمر لا يمكن ان تعارض بالصحيح الثابت عنه رضي الله عنه عن يحيى ابن معين قال حدثنا ابو اسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر انه كان يكره مس قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا سند صحيح كما ذكره الذهبي ايضا في السير. قال الذهبي وكره ذلك لانه رآه اساءة ادب. فالمقصود انه لا يثبت عن ابن عمر. فضلا عن سائر الصحابة المذكور انهم كانوا يتمسحون برمانة قبر منبره صلى برمانة منبره صلى الله عليه وسلم التي تلى القبر وسأسوق على مسامعكم ايها الكرام التنبيهات التي يذكرها عدد من فقهاء الاسلام من ائمة المذاهب يقول الامام الغزالي رحمه الله الشافعي المذهب قال مس المشاهد يعني القبور مس المشاهد تقبيلها عادة اليهود والنصارى. قال ولما رجع بلال رضي الله عنه من الشام جعل يبكي ويمرغ وجهه يعني على القبر وذكر ذلك على وجه عدم الاقرار بمثل هذه الروايات التي لا تثبت عن الصحب الكرام قولوا الغزالي ولا يمس قبرا ولا حجرا فان ذلك من عادة النصارى. وقال ايضا فان المس والتقبيل شاهد من عادة اليهود والنصارى. وذكر ايضا ابن قدامة الحنبلي في المغني. قال لا يستحب التمسح بحائط قبر نبي صلى الله عليه وسلم ولا تقبيله. قال الامام احمد ما اعرف هذا. قال الاثرم رأيت اهل العلم من اهل المدينة لا يمسون قبر النبي صلى الله عليه وسلم. يقومون من ناحية فيسلمون. يقول الامام نووي رحمه الله تعالى الشافعي المذهب وهو ايضا ينقل هذا الامر في تقرير فقهي يقول لا يجوز ان فبقبره صلى الله عليه وسلم. ويكره الصاق الظهر والبطن بجدار القبر. قاله ابو عبد الله الحليم وغيرهم قالوا ويكره مسحه باليد وتقبيله. يعني مسح القبر او الشباك او الحاجز المسح كل ذلك مما يأباه العلماء. قال بل الادب اسمع يقول النووي رحمه الله يقول بل الادب ان اذا عنه كما يبعد عنه لو حضره في حياته صلى الله عليه وسلم. هذا هو الصواب الذي قاله العلماء اطبقوا عليه يقول النووي ولا يغتر بمخالفة كثير من العوام وفعلهم ذلك. فان الاقتداء اه والعمل انما يكون بالاحاديث الصحيحة واقوال العلماء. ولا يلتفت الى محدثات العوام وغيرهم وجهالاتهم وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا لا تجعلوا قبري عيدا وصلوا عليه فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. اخرجه ابو داوود باسناد صحيح. قال النووي وقال الفضل ابن عياض ما معناه اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين واياك وطرق الضلالة. ولا تغتر بكثرة الهالكين الى ان قال ومن خطر بباله اسمع رعاك الله. قال ومن خطر بباله ان المسح باليد ونحوه ابلغ في البركة فهو من جهالته وغفلته. لان البركة انما هي فيما وافق الشرع وكيف ينبغي الفضل في مخالفة الصواب انتهى كلامه رحمه الله الى سائر ما يقوله الائمة والعلماء في التنبيه على خطأ ما ينسب في هذه الروايات الى الصحب الكرام. رضي الله عنهم وانهم كانوا الى التمسك بالسنة اقرب والى الحفاظ على مقاصد الشريعة اعظم ممن جاء بعدهم رضي الله عنهم اجمعين اين؟ قال رحمه الله وفي الموطأ من رواية يحيى بن يحيى يحيى الليثي انه كان يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر. وعند ابن قاسم والقعنبي ويدعو لابي بكر وعمر مالك في رواية ابن وهب يقول المسلم السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. قال في المبسوط ويسلم على ابي بكر وعمر نعم هذه الروايات في موطأ مالك باختلافها في صنيع ابن عمر رضي الله عنهما اذا جاء الى القبر يصلي على النبي الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعمر والمراد بالصلاة على ابي بكر وعمر السلام والدعاء لهما ولهذا جاء في رواية ابن القاسم ويدعو لابي بكر وعمر قال مالك في رواية ابن وهب يقول السلام عليك ايها النبي ورحمة الله بركاته يعني في صيغة السلام. قال ويسلم ايضا على ابي بكر وعمر رضي الله عنهما. قال القاضي ابو الوليد الباجي وعندي انه يدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بلفظ الصلاة ولابي بكر وعمر رضي الله عنهما كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما من وقال ابن حبيب رحمه الله ويقول اذا دخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بسم الله وسلام على رسول الله عليه السلام السلام علينا من ربنا وصلى الله وملائكته على محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك وجنتك واحفظني من من الشيطان الرجيم ثم ثم اقصر الى الروضة وهي ما بين القبر والمنبر فاركع فيها ركعتين قبل وقوفك بالقبر تحمد الله تحمد الله الله فيهما وتسأله تمام ما خرجت اليه والعون عليه. وان كانت ركعتان في غير الروضة اجزأتك. وفي الروضة افضل. نعم هذا كله ومن اداب الزيارة ايها الكرام لمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ان تكون الزيارة محفوفة بالادب من اول خطوة نقف فيها على باب مسجده عليه الصلاة والسلام. ومن الادب ذكر الدعاء. ذكر اسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدعاء اللهم افتح لي ابواب رحمتك. ثم يأتي الروضة ان تيسر فيصلي فيها ركعتين تستفتح بهم القدوم الى مسجده عليه الصلاة والسلام. قال وان كان ركعتان في غير الروضة اجزأتك. قال فاركع ركعتين قبل وقوفك بالقبر لان المسجد اعظم والزيارة اليه والصلاة فيه فاضلة. واما الروضة على وجه الخصوص فلاجل ما فيها من كونها روضة من رياض الجنة كما سيأتي الحديث وقد قال عليه السلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة ثم تقف بالقبر تفسيره هذا الموضع بين البيت والمنبر بين منبره صلى الله عليه وسلم وحجراته الشريفة انها روضة من رياض الجنة من اعظم بقاع طيبة الطيبة بركة. وهو الروضة الشريفة الواقعة بين حجراته عليه الصلاة والسلام بين منبره صلى الله عليه وسلم. اما معنى كونها روضة من رياض الجنة. فلاهل العلم فيها اكثر من معنى منها انها بمعنى كروضة من رياض الجنة في حصول الرحمة ونزول السعادة وحصول الخيرات فيها. فهو ايش بيهن ؟ فقوله ما بين بيتي ومنبري روضة هو على تقدير كروضة من رياض الجنة. والمعنى الثاني الذي ذكره العلماء انها روضة حقيقية وانها قطعة من الجنة. واذا جاء يوم القيامة اعيدت هذه الروضة الى مكانها في الجنة فمن دخلها دخل قطعة من الجنة على الحقيقة بان ينتقل في هذا الموضع بعينه في الاخرة الى الجنة هذا ايضا تأويل بعض اهل العلم. وذهب اخرون الى ان معناه ان الصلاة والذكر والقرآن والدعاء في هذا الموضع من جليل العمل الصالح المؤدي الى الجنة فكأنه قطعة منها. وعلى كل التأويلات الثلاثة وبيان المعنى القطعة هذه مخصوصة بفضل ولهذا يتنافس الناس في الصلاة فيها وادراك ركعتين بها وحصول فيها شيء من والدعاء لما فيها من الخير والبركة والفضل من الله سبحانه وتعالى ثم تقف بالقبر متواضعا متوقرا فتصلي عليه وتثني بما يحضرك وتسلم على ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وتدعو لهم هذا يا اخوة من اجل الاداب التي ينبغي التواصي عليها والتنبيه عليها التنبيه على ما يحصل من للاسف كثيرا امام الواجهة الشريفة عند قبره صلى الله عليه وسلم يا كرام يا كرام من زار منا ملك كم؟ ومن دخل يسلم على امير او عظيم تعتريه حالة من الصمت والادب والوقار والهيبة اجلالا كراما لذوي المناصب والسلطة والامارة والجاه. فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والله لا يليق رفع الصوت ولا اللغط ولا الصياح ولو كان للنداء. ينبغي ان تعترينا حالة من الادب والوقار في مقام السلام على رسول لا صلى الله عليه وسلم وقد نص العلامة الشنقيطي رحمه الله على ان من اساءة الادب ورفع الصوت الذي نهى الله عنه في قوله سبحانه وتعالى وقد ادب اصحابه ان الذين يغظون اصواتهم عند رسول الله قال قبلها لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. نص العلامة الشقيق رحمه الله على انه مما يدخل في رفع الصوت المنهي عنه. رفع الصوت بالسلام والصياح اذا اتوا الى المواجهة في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم الا وان من الادب يا كرام. وانتبهوا لهذا تمام الانتباه. من الادب عدم الاشتغال بشيء اثناء زيارة سوى السلام والزيارة والادب والانصراف. اما الاشتغال اليوم الذي طغى على كثير من الناس بالانشغال تصوير وجوالاتهم بايديهم. فلا يفتأ احدهم اذا اتى الموضع المبارك واتى المواجهة للسلام ان يحرص على الصورة التي يصور فيها نفسه في ذلك الموضع ويصور رفاقه واصحابه اكثر من حرصه على اظهار الادب والسلام والانصراف يا كرام هذا الموضع جليل ولو فعلناه مع بعض الاشخاص لاعتبرنا هذا من قلة الادب والحياء. جئت تزورني في بيتي مثلا وتسلم علي وتزعم انك تتشرف بالدخول علي والسلام ثم اراك منشغلا عني تتصور تعطي غيرك يصورك وتصور غيرك فتحدث من الزحام والانصراف هذا وحده فيه انصراف عن المقام الذي انت فيه حقنا من الادب في هذا المقام ان نقف امام سيد البشر وخاتم الانبياء عليه الصلاة والسلام ونحن نعرف معنى هذا المقام في القاء الادب بسلام وصلاة ودعاء وانصراف تعترينا الهيبة والوقار والاجلال والاحترام الكامل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لهذا قال المصنف ثم تقف بالقبر متواضعا. متوقرا فتصلي عليه صلى الله عليه وسلم. وتثني عليه بما يحضر. وكما قلت ان كان هناك سعة في المكان والزمان وتسلم على ابي بكر وعمر وتدعو لهما رضي الله عنهما. قال رحمه الله واكثر من الصلاة في مسجد النبي صلى الله الله عليه وسلم بالليل والنهار ولا تدع ان تأتي مسجد قباء وقبور الشهداء. نعم. كل ذلك يا كرام لا يفوت من اتى طيبة طيبة الاكثار من الصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم ادراكا للفضل. صلاة في مسجدي هذا بالف بالف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. قال ولا تدع ان تأتي مسجد قباء وقبور الشهداء. زيارة الشهداء في احد وفي غيرها. وكذلك مسجد قباء لانه عليه الصلاة والسلام رغب فيه بانه من تطهر في بيته ثم اتى قباء فصلى ركعتين كان له كثواب عمرة ومن اتى المدينة حرص على مثل هذا واقتداء به عليه الصلاة والسلام فانه كان يأتي قباء كل سبت ماشيا او راكبا صلى الله عليه وسلم. وقال مالك في كتاب محمد ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل وخرج يعني في المدينة وفيما بين ذلك وقال محمد واذا خرج جعل اخر عهده الوقوف بالقبر وكذلك من خرج مسافرا يقصد انه كما يأتي المدينة مسلما فانه اذا خرج مودعا فانه يتأتى له الاتيان اليه الى قبره والسلام عليه صلى الله عليه وسلم كل ذلك ايضا عند تيسر ذلك وامكانه من غير حرج ولا تكلف ما فيه مشقة او ارهاق على الشخص او على من برفقته من المجموعة والصحب والعائلة والاسرة. قال رحمه الله وروى ابن وهب عن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخلت المسجد فصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وقل اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك. واذا خرجت فصل على النبي صلى الله عليه وسلم. وقل اللهم اغفر لي ذنوبي لي ابواب فضلك. وفي رواية اخرى فليسلم مكان فليصلي فيه. ويقول اذا خرج اللهم اني اسألك من فضلك. وفي اخرى اللهم احفظني من الشيطان الرجيم. كل هذه الروايات تقدمت في ذكر مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في فصل سابق. وبينا ما في من رواية مسلم في الصحيح وعدم ورود لفظ الصلاة والسلام عليه الا عند غيره. وان ذلك مما رخص فيه اهل العلم مع ضعف الرواية في شأنه باعتباره من فضائل الاعمال والا فان السؤال بالفضل والرحمة في دخول المساجد والخروج منها هو القدر الثابت في صحيح مسلم. وعن محمد بن سيرين رحمه الله كان الناس يقولون اذا دخلوا المسجد صلى الله وملائكته على محمد السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. بسم الله دخلنا وبسم الله خرجنا وعلى الله توكلنا. وكانوا يقولون اذا مثل ذلك وعن فاطمة رضي الله عنها ايضا كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد قال صلى الله على محمد وسلم ثم ذكر مثل حديث فاطمة رضي الله عنها قبل هذا. وفي رواية حمد الله وسمى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر مثله في رواية بسم الله والسلام على رسول الله وعن غيرها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل المسجد قال اللهم افتح لي ابواب رحمتك ويسر لي ابواب رزقك وعن ابي هريرة رضي الله عنه اذا دخل احدكم المسجد فليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح الى اخره. نعم. فكل هذه الالفاظ في روايات متعددة فيها بيان ما يقوله المسلم اذا دخل المساجد عامة وما يقوله اذا دخل مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم خاصة من العناية والمحافظة على هذا الذكر ادبا في دخول بيوت الله ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال مالك رحمه الله في المبسوط وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من اهل المدينة الوقوف بالقبر وانما ذلك للغرباء. وقال فيه ايضا لا بأس لمن قدم من سفر او خرج الى سفر ان يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو له ولابي بكر وعمر رضي الله عنهما. فقيل له فان ناسا من اهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة او اكثر وربما وقفوا في الجمعة او في الايام المرة والمرتين او اكثر عند القبر يسلمون ويدعون ساعة فقال لم يبلغني هذا عن احد من اهل الفقه ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح اخر هذه الامة الامة الا ما اصلح اولها ولم يبلغني عن اول هذه الامة وصدرها انهم كانوا يفعلون ذلك. ويكره الا لمن جاء من سفر او اراده ابن القاسم ورأيت اهل المدينة اذا خرجوا منها او دخلوا اليها اتوا القبر فسلموا. قال وذلك رأي. وقال الباجي رحمه الله ففرق بين اهل المدينة والغرباء لان الغرباء قصدوا لذلك واهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من اجل القبر والتسليم. نعم هذه مسألة اخرى من فقه الامام ما لك رحمه الله قال ليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه من اهل المدينة الوقوف قبر وانما ذلك للغرباء. يقصد ان اهل المدينة المقيمين بها والمجاورين للحبيب المصطفى صلى الله عليه عليه وسلم ليس يتعين في حقهم ما يتعين في حق الغرباء. يعني هل سنقول لكل من اتى المسجد يصلي؟ لا الا وقد اتيت القبر وسلمت ثم انصرف. هذا ليس لازما بل قال ان اهل المدينة ليسوا كالغرباء. الغرباء يأتون فيأتون الى القبر ويسلمون وينصرفون. الا اذا كان قادما من سفر او راغبا في سفر فيأتي مودعا قال لا بأس لمن قدم من سفر او خرج الى سفر ان يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي عليه ويدعو له ولابي بكر عمر سئل مالك فقيل ان ناسا من اهل المدينة لا يقدمون من سفر ولا يريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة او اكثر يعني يأتون الى المواجهة في زيارة القبر الشريف وربما وقفوا في الجمعة او في الايام المرة والمرتين او اكثر عند القبر فيسلمون ويدعون ساعة يقفون طويلا. اسمع الى جواب الامام ما لك امام السنة امام دار الهجرة. قال الله لم يبلغني هذا عن احد من اهل الفقه ببلدنا. وتركه واسع يعني لا ينبغي الالتزام به باعتباره من مواضع الادب في الزيارة. قال ولا يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها وهذا من جليل عبارات الائمة رحمة الله عليهم في التمسك بالاثار والاقتصار على السنن وان الخير كله له وصلاح الامة ونجاتها وسعادتها فيما تمسك به سلفها الاول وانه لا صلاح للامة الا بهذا الطريق قال رحمه الله ولم يبلغني عن اول هذه الامة وصدرها انهم كانوا يفعلون ذلك ويكره الا لمن جاء من سفر او اراده قال رحمه الله وقال عليه السلام اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال لا تجعلوا قبري عيدا. ومن كتاب احمد بن سعيد الهندي فيمن وقف بالقبر لا يلصق به ولا يمسه ولا يقف عنده هذا تأكيد على المعنى السابق وان الذي ذهب اليه الامام مالك رحمه الله فيما ينقله عن فقهاء المدينة واهل العلم بها خلافا لما يتعاقب عليه بعض العامة والجهال انه ليس ذلك مشروعا على الدوام. وان الاقتصار فيه على الغرباء هم اولى به وسيرتحلون او القادم من سفر او الراغب في سفر ففرق بين اهل المدينة والغرباء لان الغرباء قصدوا المدينة لاجل هذا واما اهل المدينة فمقيمون بها لم يقصدوها من اجل القبر ولا السلام عليه صلى الله عليه وسلم عبد هذا بالرواية اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. فالتكرار فيه تشبه بهذا المعنى. والتزام هذا كل يوم من مرات ومرات يحمل ايضا هذا التشبه المذموم. وقوله لا تجعلوا قبري عيدا. ومعنى العيد معاودته زمانا او مكانا في خصص لنفسه زمنا من اليوم او الاسبوع او الشهر او كذلك لو خصص زمانا في المكان فيقصده من احية معينة لا يتجاوزها. قال لا تجعلوا قبري عيدا. اما الذي نكله عن الائمة لا يلصق بالقبر ولا يمسه ولا يقف عنده طويلا فهذا الذي يقرره الائمة خلفا عن سلف متبعين فيه الاثار الواردة في ادب المسلم مع ربه جل جلاله ومع نبيه عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله وفي العتبية يبدأ بالركوع قبل السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واحب مواضع التنفل فيه مصلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث العمود المخلق واما في الفريضة قدموا الى الصفوف والتنفل فيه للغرباء احب الي من التنفل في البيوت. نعم. نقل فيهم فقه الامام مالك انه اذا اتى المسجد النبوي ويبدأ بالركوع قبل السلام. يعني يبدأ بصلاة ركعتين قبل اتيان قبره للسلام عليه صلى الله عليه وسلم. لانها تحية المسجد وهي اكد واثبت في المشروعية. قال واحب مواضع التنفل فيه مصلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث العمود المخلق. اعمدة المسجد النبوي القديم. والواقعة في الروضة اليوم يسمى بعض باسماء منها الاسطوانة المخلقة او العمود المخلق. والمقصود العمود المطيب او الاسطوانة المطيبة والتي يذكر فيها من الاثر ان طيبا طيب به النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الموضع اثر بصاق رآه فكرهه في المسجد ثم كان العمود الذي بني في موضعه قيل الاسطوانة المخلقة وكذلك بعض الاسطوانات التي تم باسماء لها فيها مسميات ترتبط ببعض الاحداث في السيرة كاسطوانة السرير والوفود والحرس وابثار هذا اما خصوصية التنفل في هذا الموضع فلما يذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقصد اليها للنافلة والا فكل مسجده مبارك عليه الصلاة والسلام قال واما الفريضة فالتقدم الى الصفوف لان كل ما كان الصف اولا كان الفضل فيه اكثرت ثم قال والتنفل فيه يعني في المسجد النبوي للغرباء احب الي من التنفل في البيوت. جمعا بين كقوله عليه الصلاة والسلام افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وبين قوله صلاة في مسجدي هذا بالف صلاة. فمن كان اهل المدينة فتنفله في بيته افضل. ومن كان زائرا من الغرباء فتنفله في المسجد النبوي لادراك هذا الفضل لهذا المعنى جمعا بين النصوص تم هنا كلام المصنف في هذا الفصل وفيه جملة من المسائل والاحكام والاداب قنا الله واياكم الادب في مسجد نبيه عليه الصلاة والسلام. وجعلنا واياكم من خيرة العباد ادبا واقتفاء للسنن وتمسك بالهدي واتباعا للاثر. ايها المباركون دقائق وتغرب معها شمس هذا اليوم تستقبلون ليلة عظيمة هي ليلة الجمعة وقد عمرتم مجلسكم هذا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فاجعلوا ليلتكم ايضا حافلة عامرة بكثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فصلوا وسلموا على الهادي البشير والسراج المنير صلوات الله وسلامه عليه. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم احيينا على الاسلام والسنة وتوفنا على اسلامي والسنة واحشرنا في زمرة صاحب السنة صلى الله عليه وسلم. واكرمنا اللهم بشفاعته واوردنا حوضه وارفع ضع في الجنة درجاتنا في صحبته صلى الله عليه واله وسلم نحن وازواجنا ووالدينا وذرياتنا والمسلمين ربنا تقبل صيامنا وقيامنا واجب دعائنا واعتق من النار رقابنا ورقاب ابائنا وامهاتنا يا رب العالمين اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل يا ربي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى ال وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين