بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فما يزال مجلسنا هذا عامرا بفضل الله تعالى في رحاب بيته الحرام في مثل هذه الليلة المباركة من كل اسبوع ليلة الجمعة. نتذاكر فيها مجلسا من مجالس كتاب بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم. نلتمس فيها علما نتقرب فيها من هدي حبيب القلب عليه الصلاة والسلام. نستكثر فيها من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. ونحن نلتمس هذا الاجر الكريم والوعد العظيم. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. ونحن ايضا نجعل نصب اعيننا في مثل هذه الليلة المباركة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. اما انها ليلة جعل الله فيها من الخيرات والبركات. ما تنعم به امة الاسلام فضلا من ربها جل جلاله الا وان صلاتنا على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم خير كلها وبركة واجر شيء عظيم يعيشه المؤمن في حياته. وهذا المجلس ايها الكرام الذي وقف بنا الحديث فيه ليلة الجمعة الماضية. في اخر وصول الباب الرابع من القسم الثاني من الكتاب الذي عنون له القاضي عياض رحمه الله تعالى بقوله فصل فيما يلزم من دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم من الادب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفي مسجد مكة وذكر قبره ومنبره صلى الله عليه وسلم وفضل سكن المدينة ومكة مضى معنا في ليلة الجمعة الماضية شطر من هذا الفصل وفيه كلام نفيس واثار عظيمة وقف بنا الحديث فيها عند المفاضلة بين المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في تفضيل الصلاة فيهما وما وردت به النصوص وقد تقدم ذلك يبقى معنا من الفصل بقية في مجلس الليلة وفيها مسائل مهمة نحتاجها كثيرا في ذكر معنى التفضيل بين صلاة الفرض والنافلة في مكة والمدينة. وهل تحصل المضاعفة لكليهما ام للفريضة فقط؟ ويأتي ايضا معنا ذكر منبره وقبره عليه الصلاة والسلام والروضة التي جعل الله تعالى فيها من الخصوصية ما ليس لغيرها وشيء من مناقب المدينة ثم يختم المصنف رحمه الله بالمفاضلة ايضا بين هذه المواضع العظام فيها كلام علمي وتحرير نفيس ناتي عليه في مجلس الليلة ان شاء الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فيما يلزم من دخل مسجدا النبي صلى الله عليه وسلم من الاداب سوى ما قدمناه وفضله وفضل الصلاة فيه وفي مسجد مكة وذكر قبره ومنبره وفضل سكن المدينة ومكة. الى ان قال ولا خلاف ان موضع قبره افضل بقاع الارض. طيب لعلك تعود الى قبلها في قوله وهذا مبني على تفضيل المدينة على مكة على ما قدمناه وهذا مبني على تفضيل المدينة على مكة على ما قدمناه. وهو قول عمر بن الخطاب ومالك واكثر اهل اهل المدينة وذهب اهل الكوفة ومكة الى تفضيل مكة وهو قول عطاء وابن وهب وابن حبيب من اصحاب مال رحمه الله وحكاه الساجي عن الشافعي. وحملوا الاستثناء في الحديث المتقدم على ظاهره. وان الصلاة في المسجد الحرام افضل واحتجوا بحديث عبدالله ابن الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابي هريرة وفيه وصلاة في المسجد الحرام افضل من الصلاة في مسجدي هذا بمئة صلاة وروى قتادة مثله فيأتي فضل الصلاة في المسجد الحرام على هذا على الصلاة في سائر المساجد بمئة الف نعم هذا القدر هو الذي تقدم معنا ليلة الجمعة الماضية ومضى فيه ذكر المفاضلة بين مكة والمدينة من حيث هما مدينتان فاضلتان وتعلمون رعاكم الله انه وقع اجماع الفقهاء رحمة الله عليهم على ان مكة والمدينة افضل بقاع الارض على الاطلاق ولا يساويهما او يوازيهما بل ولا يقرب منهما في الفضل شيء من بلاد الدنيا على الاطلاق فان لمكة والمدينة من الفضل ما لا يوازيها في الشرف شيء من بلاد الدنيا. ثم اختلف اهل الاسلام وعلماء الامة في التفضيل بين هاتين المدينتين العظيمتين فذهب الجمهور الحنفية والشافعية والحنابلة وهو قول للمالكية ذهبوا الى تفضيل لمكة لعموم ما ورد فيها من النصوص واصلح ذلك واوضحه الاحاديث التي اخرج الترمذي والحاكم وابن حبان وغيرهم وهي الفاظ متقاربة منها ما اخرج الترمذي وهو حديث صحيح قوله عليه الصلاة والسلام ما اطيبك من بلد واحبك الي يخاطب مكة عليه الصلاة والسلام يقول ما اطيبك من بلد واحبك الي ولولا ان قومي اخرجوني منك ما سكنت غيرك. وايضا ثمة حديث اخرجه الطبري في تفسيره وان كان على ضعفه يرتقي بشواهده. يقول صلى الله عليه وسلم انت احب بلاد الله الى الله وانت احب بلاد الله الي ولولا ان المشركين فلو ان المشركين لم يخرجوني لم اخرج منك. وكذا حديث ابن ماجة والترمذي وحسنه قوله عليه الصلاة والسلام والله انك لخير ارض الله الى الله تعالى. والله انك لاحب البلاد الى الله ولولا ان قومك اخرجوني منك ما خرجت صلوات ربي وسلامه عليه. فضلا عما ورد في مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام مئة الف صلاة وايجاب الحج والعمرة التي يقصد فيها البلد الحرام على عامة اهل الاسلام فهذا وغيره على مال هذا البلد من الفضيلة والمكانة التي يفضل بها على المدينة. وذهب المالكية في المشهور الى المدينة واحتجوا لذلك بانه عليه الصلاة والسلام ارتضاها موطنا له. وسكنا له حتى قضى نحبه ولحق بالرفيق الاعلى ربي وسلامه عليه وانه لما فتحت مكة وتهيأ له البقاء بها والرجوع الى دياره اثر المدينة عليه الصلاة والسلام كما صح عنه في الصحيحين دعا فقال اللهم حبب المدينة الينا كحبنا مكة او اشد هذا وغيره يدل على هذه المفاضلة التي مضى ذكر طرف منها ليلة الجمعة الماضية. قال المصنف رحمه الله بعد ان حكى هذا الخلاف بين العلماء وما للفضل في الصلاة في المسجد النبوي. وما للفضل ايضا في الصلاة في المسجد الحرام. وهذا التفضيل الذي فرعا عن التفضيل بين هاتين المدينتين. قال رحمه الله تعالى ولا خلاف ان موضع قبره افضل الارض يقصد المصنف رحمه الله ان جسده الشريف صلى الله عليه وسلم اعظم ما خلق الله من الخليقة وارفعه قدرا. فاذا جئنا الى المفاضلة بين المخلوقات فيبقى فيبقى ذات النبي عليه الصلاة والسلام اعلى قدرا وها هنا يثير بعض اهل العلم مسألة هل الكعبة البيت الحرام اعظم ابي القبر الشريف الذي يحوي بدن المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بعد ان يتقرر عند اهل العلم ان الاجماع منعقد على ان الكعبة افضل من المدينة افضل من المدينة من غير الضريح الشريف الذي فيه قبره عليه الصلاة والسلام. ويبقى الكلام عن الكعبة بينها وبين غيرها من البقاع. سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجلين تجادلا فقال احدهما ان تربة النبي صلى الله عليه وسلم افضل من السماوات والارض وقال الاخر بل الكعبة افضل فمع من الصواب والمسؤول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فاجاب اما نفس محمد صلى الله عليه وسلم نبينا فما خلق الله خلقا اكرم عليه منه واما نفس التراب فليس افضل من الكعبة البيت الحرام بل الكعبة افضل. قال رحمه الله ولا يعرف عن احد من العلماء. فضل التربة يعني تراب القبر على الكعبة الا القاضي عياض فلم يسبقه احد اليه ولا وافقه احد عليه. والمقصود يا كرام ان الدخول في منازعة المفاضلة ليس يترتب عليه عمل لدينا اهل الاسلام. وهذه البقاع المعظمة انما نحمل تعظيمها. عظم الله الكعبة وعظم نبيه صلى الله عليه وسلم والله يقول ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ولا ترتب على هذا التعظيم عمل فلسنا نعظم القبر لنلتمس البركة من تربته. لكنا نعظم الساكن فيه صلى الله عليه عليه وسلم. اذا جئنا نسلم عليه بادب كما تقدم مرارا. نعظمه عليه الصلاة والسلام بملء القلوب محبة له اجلالا وتوقيرا كما امرنا الله عز وجل نعظمه صلى الله عليه وسلم بالاستنان بسنته والتمسك بهديه وان نكون اكثر الامة حرصا على اقتفاء اثره واتباع هديه الاكمل عليه الصلاة والسلام قال القاضي ابو الوليد الباجي الذي يقتضيه الحديث مخالفة حكم مسجد مكة لسائر المساجد. ولا يعلم منه حكمها مع المدينة. نعم مضت الاشارة ايضا الى ان الجمع بين النصوص الواردة في تفضيل الصلاة في المسجد الحرام. والفاردة في تفضيل الصلاة في المسجد النبوي تقتضي ان فظل الصلاة في المسجد الحرام يعم بقوله صلاة في المسجد الحرام افضل او تعدل مئة الف صلاة فيما سواه فدل هذا على دخول المسجد النبوي كذلك. ثم يخرج المسجد النبوي بفضول الصلاة فيه بالف صلاة. صلاة في مسجدي هذا الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. فتبقى المفاضلة حاصلة ويبقى للمسجد الحرام مزيد مزية من الاجر ثوابي على ما سواه وذهب الطحاوي الى ان هذا التفضيل انما هو في صلاة الفرض. وذهب مطرف من اصحابنا الى ان ذلك في النافلة ايضا قال وجمعة خير من جمعة ورمضان خير من رمضان. هذه مسألة يكثر السؤال عنها لمن مكة والمدينة حجا او عمرة. او جاءهما زيارة او حتى لاهل مكة والمدينة. من صلى في المسجد الحرام مثلكم الان صلى المغرب وينتظر العشاء فاذا صلى العشاء نال الاجر ان شاء الله افضل من مئة الف صلاة فيما سواه وان كان في المسجد النبوي فضل عن الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. لكنك بعدما تصلي العشاء هل تصلي السنة الراتبة هنا لتنال الاجر والمضاعفة بمائة الف او تتركها اذا عدت الى المنزل وتلتمس فضيلة الصلاة للنافلة في البيت. لقوله عليه الصلاة والسلام خير صلاة المرء في بيته الا المكتوبة كما هو ثابت في الصحيحين وفي لفظ افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة فها هنا مفاضلة الكلام على النافلة اما الفرض فلا خلاف ان اداء الفريضة في المسجد الحرام هو المطلوب لتحصل المضاعفة. الكلام على نافلة هل تصلي النافلة في المسجد الحرام؟ والمسجد النبوي فتلتمس هنا مائة الف وهناك الفا او تدعهما في المنزل الذي تسكنه هنا او هناك لتطبق سنته عليه الصلاة والسلام بان افضل صلاة المرء وخير صلاته في بيته ها هنا طريقتان لاهل العلم الطريقة الاولى التفضيل فمنهم من فضل صلاة النافلة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ويقولون ان قوله عليه الصلاة والسلام صلاة اتت مطلقة وهي تصدق على جنس الفرض والنافلة على حد سواء. فانت اذا اديت فريضة صدق انها صلاة اديتها وان صليت نافلة فهي ايضا يصدق عليها انها صلاة اديت في المسجد الحرام او في المسجد النبوي وعندئذ تدخل الفرائض والنوافل كلها. ومن العلماء من قال بل مع ذلك تبقى صلاة النافلة في البيت افضل وذلك لانه عليه الصلاة والسلام لما حث على الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي دلنا على تفضيل النوافل في البيت ومضت سنته هو عليه الصلاة والسلام على عدم اداء النوافل الا في البيت. كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر وغيره انه عليه الصلاة والسلام كان يصلي النافلة في بيته وكان عامة هديه اداء السنن الرواتب في داره عليه الصلاة والسلام. ولم يصلي في المسجد الا النوافل المتعلقة بالمسجد كصلاته حين يقدم من سفر صلى الله عليه وسلم فيقصد المسجد ويصلي فيه او تحية المسجد او قيام الليل اذا كان معتكفا ونحوه هذا فمن العلماء من رأى ان النافلة تدخل في تلك المضاعفة. ومنهم من رأى انها مستثناة وانها تؤدى في البيوت افضل من في المسجد الحرام والمسجد النبوي. تلك طريقة اولى لاهل العلم اجراء المفاضلة بين النوافل في المسجد الحرام والمسجد النبوي او ادائها في المنازل والبيوت. الطريقة الاخرى للعلماء عدم المفاضلة بل الجمع بينهما وهؤلاء يقولون انه عليه الصلاة والسلام لما ذكر مضاعفة الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ذكر اجرا ذكر ثوابا ان لك بكل صلاة مائة الف هنا او الف هناك في المسجد النبوي لكنه لما تكلم على النوافل ما تكلم عن المضاعفة ولا العدد ولا الثواب. تكلم عن ماذا تكلم عن افضلية وخيرية افضل صلاة المرء خير صلاة المرء في بيته. ووجه التفضيل هناك والخيرية ليس هو العدد وليس الثواب بل معنى اخر. نص عليه العلماء بقولهم ان فضيلة الصلاة في البيت لكونها اقرب الى الاخلاص وابعد عن المرآة واشد اثباتا لحرص العبد على طاعة ربه وادائها في داره. ومنها ايضا احياء البيوت بالعبادة والطاعة. قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر ومنها ايضا حث اهل البيت على اداء الصلاة. فان الرجل اذا صلى الفريضة في المسجد ثم عاد الى بيته فصلى النافلة بصرته زوجته واولاده واهل بيته كان هذا مدعاة على مر الايام والاسابيع والشهور والسنين على ان البيت ورب البيت حريص على اقامة الصلاة. فاذا دعاهم الى الحفاظ على الصلاة والقيام اليها وادائها كان ارتباطا بينما يقول وما يفعل وهم يرونه. تلك معان لا تتحقق الا بادائها في المنازل وبالتالي فتبقى المضاعفة في الصلاة النافلة لادائها في المسجد المسجد الحرام او المسجد النبوي لها فضيلة من وجه واداؤها في المنازل لها فضيلة من وجه اخر. فاجمعوا بين الامرين ويبقى المرء في كلا البابين يلتمس الله عز وجل ولن يحرم عبد طرق باب مولاه وتقرب اليه بالنوافل بعد اداء الفرائض وهو يعلم ان ربه عز وجل احب هذا منه ليس محروما. فلا تثرب على نفسك ولا على غيرك. اذا قدمت المسجد الحرام او مسجد النبي عليه الصلاة والسلام واديت الفرائض فان احببت ان تزداد النوافل معها فادها وان ادخرتها لك في المنزل فعدت فاديتها فانت على خير في كلا الحالين والحمد لله نعم وذهب الطحاوي وذهب الطحاوي الى ان هذا التفضيل انما هو في صلاة الفرض نعم. وجعل النافلة خارجة عنها. وهذه طريقة لبعض كما هو في مذهب الحنفية وايضا مذهب بعض الفقهاء. ان اداء النوافل في البيت افضل. وعملوا بمثل قوله عليه الصلاة والسلام خير صلاة المرء وافضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. نعم. وذهب مطرف من اصحابنا الى ان ذلك في النافلة ايضا نعم هذا طريقة ايضا لفقهاء اخرين يرون ان تفضيل النوافل والمضاعفة تشملها كما تشمل الفرائض في مثل قوله صلاة في المسجد الحرام بمئة الف صلاة فيما سواه قال وجمعة خير من جمعة ورمضان خير من رمضان. قال الامام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم اعلم ان مذهبنا انه لا يختص هذا التفضيل بالصلاة في هذين المسجدين بالفريضة. بل يعم الفرض والنفل جميعا ثم نقل قول الطحاوي المذكور هنا وقول مطرف من المالكية ايضا فهي مسألة محل آآ قولين بين الفقهاء رحمة الله عليهم جميعا. نقل القاضي عياض هنا عن مطرف الفقيه المالكي رحمه الله. قال وجمعة خير من جمعة. يعني جمعة في الحرام او في المسجد النبوي خير من غيرها من الجمع. وهذا صحيح. قال ورمضان خير من رمضان. يعني رمضان تؤديه في المسجد الحرام مضاعف ورمضان تؤديه في المسجد النبوي ايضا مضاعف. هذا يحتاج الى دليل لاثبات الفضيلة لرمضان وهذا الذي اشار اليه المصنف فيما يلي قال وجمعة خير من جمعة ورمضان خير من رمضان. وقد ذكر عبدالرزاق في تفضيل رمضان بالمدينة غيرها حديثا نحوه نحوه نحوه. يشير المصنف رحمه الله الى ما اخرج عبدالرزاق في المصنف والطبراني في المعجم الكبير من حديث بلال ابن الحارث مرفوعا رمضان بالمدينة افضل من الف رمضان فيما سواها. وجمعة في المدينة خير من الف جمعة فيما سواها من البلدان. الا ان الحديث في رواته كثير ابن عبد الله راو ضعيف. بل اشار الامام الذهبي وايضا الى بطلان هذا السند وقال الاسناد مظلم. ولم يحكم بصحته ويكتفى بما صح وثبت في فضائل للاعمال عنه عليه الصلاة والسلام وقال عليه السلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومثله عن ابي هريرة رضي الله عنه وابي سعيد وزاد ومنبري على حوضي. وفي حديث اخر منبري ترعة من ترع الجنة. هذه الروضة يا كرام التي لا يكاد الزائر للمدينة اذا وصل المسجد النبوي الا وجد حرصا على دخول الروضة واداء ركعتين فيها. او التماس الدعاء بها او دخولها وادراك فرض داخلها الحرص الذي يتزاحم عليه المسلمون يلتمسون فيه هذا الفضل. يقول نبينا صلوات الله وسلامه عليه. ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. الحديث في الصحيحين وفي غيرهما من دواوين الاسلام. بيته عليه الصلاة والسلام الذي دفن فيه في حجرة عائشة رضي الله عنها. ولهذا جاء في بعض الفاظ الحديث ورواياته ما بين قبري ومنبري والمعنيان واحد. واما منبره فالذي كان يصعد عليه صلى الله عليه وسلم لاداء الخطبة يوم الجمعة. وهو تماما موضع المنبر الذي يخطب عليه خطيب المسجد النبوي الى يوم الناس هذا. في الموضع ذاته واقع قرب المحراب الذي يقع وسط الروضة فتقع الروضة بين هذا المنبر المجاور للمحراب النبوي الى حدود حجرته عليه الصلاة والسلام ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة سيذكر المصنف الان مسائل مهمة قوله بيتي عليه الصلاة والسلام اي بيت يقصد قوله منبري هل المنبر الذي كان يخطب عليه او منبر يكون له في الجنة مثله عليه الصلاة والسلام قوله على روضة من رياض الجنة هل هي روضة حقيقية او مجازية؟ وما المقصود بها في هذا السياق؟ هذا الذي يأتي المصنف الى بيانه فيما يلي قال الطبري فيه معنيان احدهما ان المراد بالبيت بيت صمت سكناه ان المراد بالبيت بيت سكناه على الظاهر يعني البيت الذي كان يسكنه في حياته عليه الصلاة والسلام لان من اهل العلم من قال اليس يقول روضة من رياض الجنة؟ اذا هو يتكلم على الاخرة وله بيت هناك في الجنة عليه الصلاة والسلام. وله منبر في الجنة هناك فقال لنا ان بين بيته في الجنة ومنبره في الجنة روضة فلذلك قال القاضي عياض قال الطبري فيه معنيان احدهما ان المراد بالبيت بيت سكناه. يعني البيت الذي كان يسكنه هنا في الدنيا على ما هو ظاهر الحديث فيما يقوله عليه الصلاة والسلام. نعم احدهما ان المراد بالبيت بيت سكناه على الظاهر. مع انه روي ما يبينه بين حجرة ومنبري والثاني ان البيت هذا القبر. وهو قول زيد ابن اسلمة في هذا الحديث. كما روي بين قبر ومنبري. قال الطبري واذا كان قبره في بيته اتفقت معاني الروايات ولم يكن بينها خلاف لان قبره في حجرته وهو بيته عليه الصلاة والسلام. نعم وهكذا تلتئم الروايات بالفاظها. قال بين بيتي انبري هذا لفظ الصحيحين واما لفظ رواية احمد وابي يعلى والبزار وغيرهم بين قبري ومنبري. فاذا كان القبر في بيته وحجرته صلى الله عليه وسلم فالمعنى اذا واحد والاختلاف واشارته بهذا الحديث حال حياته عليه الصلاة والسلام فيها اشارة الى ان قبره يكون في بيته وهو الذي فقهه الصحابة لما تشاوروا في امر دفنه ثم تذكروا قوله عليه الصلاة والسلام ان الانبياء يدفنون حيث يقبض احدهم عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام وقوله ومنبري على حوضي قيل يحتمل انه منبره بعيني الذي كان في الدنيا وهو اظهر والثاني ان يكون له هناك منبر والثالث ان قصد منبره والحضور عنده لملازمة الاعمال الصالحة. يورد الحوض ويوجب الشرب منه قاله الباجي يقول منبري على حوضي اما رأيت منبره عليه الصلاة والسلام في المسجد النبوي لم يبق اليوم منه بقية ذات المنبر الذي كان على درجات من خشب الذي صنعه له بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعا. وكان يرقاه للخطبة بعدما اتسع المسجد وكثر الناس هل ترى ان منبره عليه الصلاة والسلام واقع على حوضه؟ ليس هذا الذي تراه بالعين. ولذلك قال العلماء قوله صلى الله عليه وسلم ومنبري على حوضي معناه ان من قصد المنبر واتى اليه والمنبر ليس الا في مسجده فهي دعوة الى اتيان مسجده عليه الصلاة والسلام. الى البحث عن الاجر والثواب في قصده بالصلاة فيه فمن اتاه لن يأتي المسجد الا ذاكرا الا مصليا الا مطيعا داعيا قارئا للقرآن. فمن كان كذلك واتى المسجد النبوي يلتمس ثواب هذه الاعمال كان هذا طريقا يقوده الى الحلول غدا في الجنان في تلك الروضة كرما من الله هذا معناه ان من حضر ولزم ذلك المكان ملازما للعمل الصالح ورد الحوض واوجب وروده الشرب منه كما قاله الباجي وغيره رحمه الله الله الجميع وقوله روضة من رياض الجنة يحتمل معنيين. احدهما انه موجب لذلك. وان الدعاء والصلاة في يستحق ذلك من الثواب كما قيل الجنة تحت ظلال السيوف. يسأل بعض الناس اذا اتيت المسجد النبوي فلماذا يتزاحم الناس على دخول الروضة ولماذا يتنافسون على ادراك ولو ركعتين داخلها ماذا لي من الاجر والثواب ستقول له قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة يقول لك طيب هي روضة هل هناك فضيلة اذا دخلته صليت فيها هل صلاة الركعتين او قراءة ايتين او الدعاء هناك له مزية على سائر المسجد النبوي فلماذا التنافس ولماذا الحرص؟ ولماذا الاقبال الشديد من اهل الاسلام على قصد الروضة؟ قال العلماء معنى قوله عليه الصلاة والسلام روضة من رياض الجنة يعني ان هذا المكان يقود الى الروضة في الجنة يوم القيامة. لمن قصده واتاه وصلى فيه او دعا او قرأ القرآن فالدعاء والصلاة والذكر والقرآن في هذا المكان يستحق الثواب الذي يوصل الى ومن هنا كانت تلك البقعة في المسجد النبوي على وجه الخصوص لها مزية على سائر المسجد النبوي. وان كان المسجد النبوي كله مباركا والصلاة فيه بالف صلاة لكن البقعة تلك لها خصوصية. وهي كونها روضة من رياض الجنة. ما معنى كونها روضة معناها ان الصلاة فيها والقرآن فيها والدعاء فيها والذكر لله فيها يقود الى الرياض في الجنان ويجعل صاحبها مستحقا لدخولها كرما من الله ورضوانا سبحانه وتعالى وهذا كما قيل في الحديث وقد اشار اليه المصنف فيما اخرج الشيخان البخاري ومسلم الجنة تحت ظلال السيوف هل معناه انك اذا رفعت السيف وجدت ظله فاذا الجنة تحته؟ لا انما المقصود ان الجهاد الذي تنصر فيه الشريعة ويذب فيه عن الدين ويجد صاحبه الشهادة في سبيل الله او الظفر بالنصر من الله طريق يقود الى الجنان. هذا معنى قوله الجنة تحت ظلال السيوف. فكذلك قوله بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة يعني سلوك هذا الطريق والثبات على العمل الصالح فيه يقود الى الجنة بكرم الله عز وجل والثاني ان تلك البقعة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها. قال غدوا الداودي. هذا معنى اخر ان قوله عليه الصلاة والسلام بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ان هذه البقعة بعينها ينقلها الله يوم القيامة فتكون في الجنة وان اللفظ على حقيقته وانه عليه الصلاة والسلام اخبر ان هذه البقعة الى الجنة مآلها كما ثبت مثل ان الحجر الاسود نزل من الجنة وان المقام والركن ياقوتتان من يواقيت الجنة. كل ذلك قاله على حقيقته وظاهره. فاذا كان يوم القيامة عادت هذه الامور الى مواضيعها في الجنة. فترجع تلك الروضة الشريفة في المسجد النبوي الى الجنة كما هي. وليس هذا مستبعدا ولا محالا والامر عائد الى قدرة الله. والله عز وجل لا يعجزه شيء. وعلى هذا المعنى فالداخل الى الروضة يستشعر انه يأتي مكانا هو قطعة من الجنة غدا اذا قامت القيامة ومن اللطائف ان بعض اهل العلم التمس هذا المعنى فجعل ينظر في معنى دخوله للروضة واداء الصلاة فيها مثلا. او قراءة القرآن فكانوا يستحبون ان يدعو احدهم بدعاء يلتمس فيه هذا الكرم الالهي. ويقول يا رب انك وعدت ان من تدخله الجنة يكون خالدا فيها وقد اكرمتني فادخلتني قطعة من الجنة فاجعله يا رب فاجعله يا رب وعدا لي وكرامة ان تدخلني جنة الاخرة. اذا كانت هذه قطعة من الجنة على الحقيقة كما هو على هذا التأويل الذي اشار اليه المصنف ان تلك البقعة قد ينقلها الله فتكون في الجنة بعينها. نسأل الله تعالى من فضله وروى ابن عمر وجماعة من الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في المدينة لا يصبر على لأوائها وشدتها وشدتها احد الا كنت له شهيدا او شفيعا يوم القيامة. مضى المصنف رحمه الله في ذكر فضائل المدينة المنورة ومناقبها وما جاء فيها من الاحاديث الصحاح في بيان فضل من يسكنها او يأتيها او يقصدها وهذا منها حديث صحيح اخرجه الامام مسلم رحمه الله يقول صلوات ربي وسلامه عليه في حديث ابن عمر رضي الله عنهما لا يصبر على لأوائها وشدتها احد يعني المدينة لا يصبر على لأوائها. يعني متاعب السكنة فيها ومصاعب العيش بها سواء كانت هذه المتاعب والمصاعب امورا عامة او خاصة. كيف يعني؟ يعني ماذا لو كان بعض الناس لا يحتمل الحر؟ قادم من بلاد باردة واعتاد الاجواء التي لا تصل فيها درجات الحرارة ما تصل فيها مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم سيجد ولا شك حرجا ومشقة وتعبا شديدا في الاصطبار على سكن المدينة او البقاء بها مجاورة اياما او اسابيع. او حتى لو جاءها عمرة وحجا ووافق وقت صيف وقيظ شديد وحرم بالغ كما في هذه الايام والايام القابلة يقول لا يصبر على لأوائها وشدتها احد. او ربما كانت هذه المصاعب والمتاعب والشدة خاصة. شخص له ظروف ظروف اسرية او اجتماعية او ظروف عمل واقامة ونحوها يجد مشقة وتعبا. يقول عليه الصلاة والسلام سلام مرغبا في من يأتي المدينة مصطبرا وصابرا على شدة يجدها. او مصاعب يحصلها اولى ويعني شدة وتعب يجدها في سبيل بقائه بالمدينة اياما او اسابيع او شهورا او يقول عليه الصلاة والسلام لا يصبر على لأوائها وشدتها احد الا كنت له شهيدا او شفيعا يوم ياما تلك تستحق والله ان يضحي المرء في دنياه بالاصطبار على المصاعب والمتاعب اذا كانت الجائزة والوعد والثواب في الاخرة شهادة تنالها او شفاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. تدري لم؟ لانه لا احد يصطبر على الشدة واللأواء والتعب والمصاعب والمتاعب الا من اجل شيء عظيم كان عنده اعظم من تلك المصاعب والمتاعب ما الذي صبره ليس الا حبه للمدينة وحبه للمدينة ليس الا حبا في ساكنها عليه الصلاة والسلام فاذا كان حبه حقيقة قد قام بقلبه حتى بلغ هذه الدرجة. فاحتمل المتاعب والمصاعب والشداد بشره عليه الصلاة والسلام بانه ينال شهادة او شفاعة يوم القيامة منه عليه الصلاة والسلام وقال فيمن تحمل عن المدينة والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. من تحمل عن المدينة يشير الى حديث الصحيحين الذي اخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون باهليهم ومن اطاعهم تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون. قال تفتح اليمن لما كان الاسلام بين مكة والمدينة لا يتجاوز الا رقعة محدودة من جزيرة العرب ولم يكن الاسلام بلغ اليمن بعد قال تفتح اليمن بشارة منه عليه الصلاة والسلام. على مستقبل الاسلام وامتداده وانتشار نوره. قال تفتح اليمن في قوم يبسون فيتحملون باهليهم. يبثون يعني يسوقون دوابهم الى المدينة او يزينون لاهل اهلهم الخروج من المدينة. تفتح اليمن فيجدون في اليمن وتلك البلاد التي تفتح ما يدعو الى سكناها خضرة ونظرة وجواؤها هواء عليل وجو مستطاب. ورغبة في الانتقال الى تلك البلاد. ولا يوجد في من تلك المغريات التي توجد في بلاد الدنيا. قال يأتي قوم فيبصون فيتحملون باهليهم ومن اطاعهم. يعني من اهاليهم وقراباتهم الانتقال من المدينة الى اليمن. يقول عليه الصلاة والسلام والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون خير لهم من ماذا مما ارادوا لاجله الانتقال من المدينة الى تلك البلاد التي افتتحت ثم يقول صلى الله عليه وسلم وتفتح الشام ايضا قبل ان يدخل الاسلام ارض الشام انذاك قال وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون باهليهم ومن اطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون باهلهم ومن اطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون يريد عليه الصلاة والسلام مخاطبا اهل الاسلام انه مهما فتحت البلاد شمال الجزيرة او جنوبها في اليمن او في الشام او في العراق وفي كل من اليمن والشام والعراق من خصوبة الارض وغزارة السماء وطيب العيش والنقام واستطابة الهواء ما ليس مثله في بالمدينة لكنها لكنها مقاصد دنيوية عاجلة فاما من اراد الخروج من المدينة وقد اكرمه الله بسكناها لا يلتمس الا سعة في امور الدنيا المباحة. ويتنازل عن حظه من المقام بالمدينة وسكناها. وما يكتنف ذلك من الايمان والاجر والثواب فيقول له عليه الصلاة والسلام والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لاحظ معي لم يمنع عليه الصلاة والسلام ولم يحرم ولم يجعل هذا امرا مرفوضا شرعا فان المرء يبحث عن مصالحه. وربما وجد فرصة عمل او زواج او سعة في دنياه هنا او هناك من حقه ان يبحث عما يجد فيه حظه في الدنيا. لكنها الاشارة الى المفاضلة. وعندها لن تكون المدينة الا خيرا كما قال عليه الصلاة والسلام والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وقال صلى الله عليه وسلم انما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها. حديث جابر رضي الله عنه وهو مخرج ايضا عند الامامين البخاري ومسلم في الصحيحين. انما المدينة كالكير. والكير هو تلك الاداة التي يستخدمها الحداد ونحوها من الجلد منفاخ للهواء. يستعمله ليوقد النار الحداد يوقد به النار فينفخ في في في اه في في مشعل النار وموقده بالهواء حتى تشتعل النار. قال انما المدينة كالكير هي اشبه باداة تنفخ هواء لكنها تطرد خبثها وتنصع طيبها كالكير تنفي عبثها يشير عليه الصلاة والسلام الى امر غيبي. وخصلة ومنقبة جعلها الله في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم الا وهو بقاء اهل الايمان بها. ونفي اهل الخبث والنفاق عنها تنفي خبثها وتنصع طيبها. وانما ذلك يكون بالابتلاءات والتمحيص والشدائد فيجعل الله لمن لا يريد له بقاء بالمدينة ما تضيق عليه سبل العيش بها. ويضطر الى الخروج منها ثم يخرج كارها تلها راغبا عنها قد ظاقت صدره ولا يريد الا الفراق بخلاف مسلم احب المدينة. فسكنها فاذا جاء اليوم الذي يغادرها يغادرها وقلبه متقطع شوقا وحنينا. ليس هذا المقصود لانك تجد بعض السائرين ممن اقام بالمدينة مدة ثم اتاه ما يدعوه الى الخروج منها. ياتي متحرجا انه ربما اصابه هذا الحديث. ان المدينة تنفي خبثها ويخاف ان يكون داخلا في هذا الوصف؟ والجواب كلا. انما المقصود تلك الفئة الخبيثة من اهل النفاق. او الشر والفساد ممن لا يبقى في المدينة الا كرها. ولا يخرج عنها الا قد ضاقت صدره وهو يخرج فرحا بخروجه عنها ذاك المقصود الابعد الذي لا ينال اهل الاسلام ومن احب المدينة واقام بها او سكنها قريبة او بعيدة وقال صلى الله عليه وسلم لا يخرج احد من المدينة رغبة عنها الا ابدلها الله خيرا منه. نعم عند مالك في الموطأ ومثله عند مسلم في الصحيح. لا يخرج احد من المدينة رغبة عنها. اشارة الى ما تبين في الحديث السابق الخروج رغبة عنها يعني كراهية فيها. ونفرة عنها وزهدا في البقاء بها. من يخرج كذلك لا يخرج الا محروما ثم يبدل الله المدينة مسلما خيرا منه. قال الا ابدلها الله خيرا منه. ولا شك ان ذلك لا يصدق على مؤمن محب سكن المدينة وبقي فيها. او جاورها او اتاها زيارة. فاذا انقضى اجله واراد العودة والخروج منها يخرج وقلبه يقطر حنينا وشوقا وحبا ورغبة في العودة اليها. مثل هذا ان تقول انه خرج من المدينة رغبة عنها بل خرج لقضاء مصالح دنياه مثلا او لمعاودة عمله وطلب المعاش او لترتيب اموره في سبل الحياة. فهو ان خرج لا يخرج الا مشتاقا للعودة ثانية ثالثة وهذا شأن عامة من اكرمه الله من اهل الاسلام باتيان المدينة في رحلات حج او عمرة او زيارة فقصدوا البقعة المحبوبة المباركة فتعلق قلبهم بها حبا فيها وشوقا ورغبة في الجوار والتماس البركة فيما وضع الله عز وجل بها وروي عنه عليه السلام من مات في احد الحرمين حاجا او معتمرا بعثه الله يوم القيامة. ولا حساب عليه ولا عذاب في طريق اخر بعث من الامنين يوم القيامة. لا يصح الحديث بهذين الطريقين او اللفظين او الروايتين. من مات في في احد الحرمين حاجا او معتمرا بعثه الله يوم القيامة ولا حساب عليه ولا عذاب. الحديث عن عائشة رضي الله عنها سنده ضعيف. والرواية الاخرى بعث من الامنين يوم القيامة. بالرواية سلمان رضي الله عنه. وفيه راوي متروك. بل ذكر بعض اهل العلم ان الحديث الى الموضوع اقرب فهذه احاديث واهية لا يصح الالتفات اليها ولا التعلق بها والمؤسف يا كرام ان بعض عامة المسلمين من الحجاج والمعتمرين يجعل نصب عينيه مثل هذا المعنى فيبحث عن الموت بمكة او المدينة وربما تعمد ان يموت والعياذ بالله فيلقي بنفسه الى التهلكة وتقع بعض الحوادث التي لا يصح فعلها من مسلم. يلتمس المرظ او الموت ويفرح بان تقبض روحه. اما ان انتهى اجله في هاتين البقعتين فهي فضل وكرامة. اما ان يبحث عن الموت ويطلبه ويلتمس مثل ذلك ويترك الدواء ان كان مريضا ويتعرض للمشقة والتعب ان كان كبيرا ومجهدا يريد بذلك الوصول الى التهلكة لاجل الموت لا غير فليس هذا هو المقصود والحديث كما تبين لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن ابن عمر رضي الله عنه من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها فاني اشفع لمن يموت بها. اخرج حديث الترمذي في سننه وابن حبان وصححه من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها ما هي الكرامة؟ قال فاني اشفع لمن يموت بها السؤال هل تعرف انت متى تموت ما تعرف كيف يقول من استطاع ان يموت بالمدينة فليفعل انت لا تعرف حتى تستطيع الحديث يا كرام الحديث فيه دعوة وندب الى سكن المدينة بان لا احد يدري متى يموت فاذا كنت تنتظر الموت فعليك ان تسكنها حتى يأتيك الموت وانت بها. ومع ذلك فربما سكن المدينة ساكن ثم فرج عنها يوما من حياته لغرض فيموت خارجها. والامر كله بتدبير الله جل جلاله. وقد قال الله عز وجل ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس باي ارض تموت فالامر في علم الله لكنها دعوة وندب واحد الادلة التي استدل بها من يفضل سكن المدينة على مكة انه عليه الصلاة والسلام رغب بنيل الشفاعة منه عليه الصلاة والسلام لمن مات بالمدينة كرامة لها وقال تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم. ومن دخله كان امنا. انتقل المصنف رحمه الله الى ما يتعلق بمكة وفضلها ومسجدها الحرام. لانه عنون الفصل كما سمعت في صدر المجلس بقوله ما يلزم من دخل المسجد النبوي من الادب وفضله وفضل الصلاة فيه. وفي مسجد مكة وذكر قبره ومنبره صلى الله عليه وسلم وفضل سكنى المدينة ومكة اتاك بجملة من النصوص تقدمت معنا في هذا المجلس وانتقل الان فيما يتعلق بفضل المدينة وسكناها والصبر على العيش فيها ونيل الشفاعة منه عليه الصلاة والسلام بذلك كله. انتقل الان الى ذكر بعض ما يتعلق بهذه البقعة الحرام بيت الله العتيق واتى باية ال عمران ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا هدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم. ومن دخله كان امنا. اشتملت الايات على جملة من عالم جملة من الامور العظام في البيت الحرام. قال علي قال سبحانه وتعالى مباركا. فوصف البيت الحرام بالبركة وهذا اعظم اوصافه بركة الرزق بركة الثواب بركة الاجر والعمل المضاعف في هذا البيت الحرام. قال وهدى للعالمين. وهذه احد مناطات الهداية التي جعلها الله لبني ادم وهم يعيشون حياتهم على وجه الارض حتى يعودوا الى مساكنهم الاولى في الجنة. ثم قال فيه ايات بينات. وجعل البيت الحرام باياته البينات شاهدة الحجر الاسود من الايات والركن اليماني ومقام ابراهيم والصفا والمروة وبناء الكعبة كل ذلك من الايات وماء زمزم من الايات التي ما زالت باقية على مر الزمان الى يوم القيامة. قال سبحانه وتعالى فيه ايات بينات مقام ابراهيم على ان مقام ابراهيم عليه السلام هو احد تلك الايات. يقف على حجر لبناء البيت الحرام. فتبقى اثار قدميه السلام في هذا الحجر ويبقى الحجر محفوظا بحفظ الله على تعاقب الايام ومئات والوف السنين لان الله قال فيه ايات بينات ومن العلماء من قال ان الله وصف المقام بانه ايات مع انه واحد دلالة على انه في عظمته يقوم مقام الايات المتعددة لما احتمله من المعاني وما اشتمل عليه من الدلائل ثم قال سبحانه ومن دخله كان امنا. دخل ماذا البيت الحرام ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا. قال الله ومن دخله كان امنا هذا حكم الهي شرعي عظيم. يوجب الله تعالى فيه الامن بمن دخل البيت الحرام. ومن دخله كان امنا قيل نعم قال بعض المفسرين امنا من النار. هذا احد المعاني ان هذا وعد من الله بان من اتى الله به فاكرمه واوفده. واتى الى بيته الحرام تحقق له الامان ان انصرف الذهن الى الاماني الدنيوي يأمن على نفسه وعرضه وماله فان المعنى الذي يشير اليه المصنف هنا نقلا عن بعض المفسرين ان الامانة اخروي. اما اتيت البيت الحرام؟ اما اتيت البلد الامين؟ اما اكرمك الله فجئت حجا او او عمرة او طوافا او صلاة طالما اتيت فبشراك لان الله قال ومن دخله كان امنا. قيل امان من النار فاذا امنك الله من النار ليس لك الا الجنة اكرمك الله والمسلمين اجمعين. قال بعض المفسرين امنا يعني من النار وقيل كان يأمن من الطلب من احدث حدثا خارجا عن الحرم. ولجأ اليه في الجاهلية. وهذا مثل قوله جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. على قول بعضهم. نعم هذا المعنى ايضا هو المتقرر ان الامن في البيت الحرام والبلد الامين يحصل بامان لا يوصل فيه الى مطلوب بدم وثأر. وقد كانت قريش في الجاهلية تعمل على هذا ربما وجد الرجل قاتل ابيه يطوف حول الكعبة مع ما جبل عليه العرب من النخوة والثأر والعصبية المقيتة الا انهم تعظيما للبيت الحرام لا تمتد يد احد الى ثأر بدم فيقتل قاتلا او يصيب مطروبا بدم وثأر ونحوه. ومن دخله كان امنا. وقد اوجب الله الله عز وجل الامن في هذا البيت الحرام لكل من دخله فشمل هذا الامن الانسان فلا يقتل او تمتد اليه يد بالسلاح واوجبه للحيوان فلا يصاد الصيد في الحرم. واوجبه للنبات فلا يقطع فلا يقطع نبات الحرم. ولا يختلى خلاه واوجبه للساقط من اللقطة والاموال فلا تمتد اليه يد الا للتعريف. فكان هذا من اعظم وجوه الامن التي جعلها الله تعالى في بيته الحرام وتلك خصيصة ومنقبة ومزية لهذا البلد ليست لغيره من سائر بلاد الدنيا ومن دخله كان امنا وحكي ان قوما اتوا سعدون الخولاني بالمونستير فاعلموه ان كتامة قتلوا رجلا واضرموا النار طول الليل فلم تعمل فيه شيئا. وبقي ابيض البدن. فقال لعله حج ثلاث حج الثلاثة قالوا نعم. قال حدثت ان من حج حجة ادى فرضه. ومن حج ثانية داين ربه. ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وبشره على النار. هذه قصة يسوقها القاضي عياض رحمه الله تعالى ليست دليلا شرعيا ولا نصا حتى تستنبط منه الاحكام وتسند اليه الفوائد. لكنها لطيفة لا غير. يقول ان قوما لو ساعدونا الخولاني وهو تابعي مخضرم من سادات التابعين وزهادهم اتوا اليه بالمنستر وهي منطقة تقع شرق الجمهورية التونسية ولا تزال الى اليوم تعرف باسمها هذا. فاعلموه ان كتامة قتلوا رجلا وكتامة قبيلة من البربر تسكن تلك الناحية بين تونس وما جاورها من المغرب وانهم قتلوا رجلا فاضربوا عليه النار طوال الليل ولم تعمل النار فيه شيئا. فقال لعله حج ثلاث حجج؟ قالوا نعم. فقال ان من حج حجة ادى فرضه. ومن حجت ثانية داين ربه. ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وبشره على ليس هذا حديثا مرفوعا حتى يحكم بصحة او ضعف لكنه خبر مرسل يذكر للاستئناس لا غير ولما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الكعبة قال مرحبا بك من بيت ما اعظمك واعظم حرمتك هذا احد الادلة التي فيها فضيلة الكعبة البيت الحرام وعظمتها. اخرجه الطبراني في المعجم الكبير وفي بعض رواته من ظعف واشار الترمذي الى انه موقوف على ابن عمر وليس حديثا مرفوعا. مرحبا بك من بيت يخاطب الكعبة عليه الصلاة والسلام ما اعظمك واعظم حرمتك وهي عند الترمذي موقوفا من قول ابن عمر ولا شك ان المعنى صحيح. فعظمة الكعبة عظمة حرمتها عند الله امر ثابت في الشريعة. كيف وهي بيت الله الذي اقسم به؟ قال جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس فتبقى الكعبة قائمة ويبقى قيامها قياما للدنيا. فاذا اراد الله لدنيانا الفناء والزوال رفع الكعبة سبحانه وتعالى فلا بقاء للدنيا. فتبقى الحياة ما بقيت الكعبة. وتبقى دنيا الناس وعيشهم وطعامهم وشرابهم طالما بقيت الكعبة فاذا زالت وفني البيت الحرام فعلى الدنيا السلام فانها الزوال والفناء وانتهاء الدنيا والانتقال الى الاخرة وفي الحديث عنه عليه السلام ما من احد يدعو الله تعالى عند الركن الاسود الا استجاب الله له وكذلك عند الميزاب. لا يثبت الحديث ايضا مرفوعا لكنه جاء ثابتا عن عطاء وهو عطاء فقيه مكة جاء موقوفا من قوله. من قامت تحت ميزاب الكعبة فدعا استجيب له وخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه. ومثل هذا كما تقدم مرارا في ذكر الفضائل جوع وترتيب الاعمال الصالحة على وعد اخروي لا يؤتى بغيب الا بوحي لانها اجر من الله ولا يخبر عما اعند الله من الاجر والكرامة الا ربنا جل جلاله او نبيه عليه الصلاة والسلام. فاذا لم يصح لنا من احد هذين الطريقين الا يثبت فضل ولا فضيلة عمل صالح حتى يثبت بها الدليل والعلم عند الله وعنه عليه السلام من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. وحشر يوم من الامنين. والحديث هذا ايضا كذلك لا يثبت مرفوعا من قوله صلى الله عليه وسلم. لكنه ذكره بعض اهل العلم في رسالة الامام الحسن البصري ولا يثبت ذلك ايضا من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه. لكن الثابت في الصلاة خلف المقام قوله سبحانه وتعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. وما صنعه عمر رضي الله عنه حتى كانت الاية موافقة له فتثبت صلاة ركعتي الطواف قال القاضي عياض قال الفقيه القاضي ابو الفضل رحمه الله قرأت على القاضي الحافظ ابي علي رحمه الله قلت له حدثك ابو العباس العذري قال حدثنا ابو اسامة محمد بن احمد بن محمد الهروي قال حدثنا الحسن بن رشيق قال سمعت ابا الحسن محمد بن الحسن بن راشد قال سمعت ابا بكر ابن ادريس قال سمعت الحميدية قال سمعت سفيان بن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار رضي الله عنه قال سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما دعا احد بشيء في ما دعا احد بشيء في هذا الا استجيب له الملتزم هو القطعة من الكعبة الواقعة بين بابها وبين الحجر الاسود فهذا الجزء من الجدار من الكعبة يدعى الملتزم. لان الناس تلتزمه فيأتون اليه ومعنى الالتزام الالتصاق به. ووضع البطن والصدر عليه رجاء الدعاء والتماس ما عند الله من الثواب ولا يصح حديث مرفوع في فضيلة ملتزم او الدعاء عنده. لكنه ثبت من فعل بعض الصحابة وفعلهم دليل على المشروعية في الجملة رضي الله عنه. اما هذا الحديث فليس صحيحا ابدا. بل حكم بعض اهل العلم بانه موضوع يعني في نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام كما حكم الذهبي ووافقه الحافظ ابن حجر رحمهما الله تعالى ما دعا احد بشيء في هذا الملتزم الا استجيب له. يسوق المصنف الان تسلسلا في سند هذا الحديث ولهذا يعد من الاحاديث حديث المسلسلة بما يروي الان بانه على ذكر الرواة في سند الحديث كل يحكي انه اتى الملتزم فدعا الله واستجاب الله له قال ابن عباس وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الا استجيب وقال عمرو بن دينار وانا فما دعوت الله تعالى بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من ابن عباس رضي الله عنه الا استجيب لي. وقال سفيان وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من عمرو بن دينار الا استجيب لي قال الحميدي وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من سفيان الا استجيب لي. وقال محمد بن ادريس وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من الحميدي الا الا استجيب لي. وقال ابو الحسن محمد بن الحسن وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من محمد بن ادريس الا استجيب لي قال ابو اسامة وما اذكر الحسن بن رشيق قال فيه شيئا وانا فما دعوت الله بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من الحسن ابن رشيق الا استجيب لي من امر الدنيا. وانا ارجو ان يستجاب لي من امر الاخرة. قال العذر وانا فما دعوت بشيء في هذا الملتزم منذ سمعت هذا من ابي اسامة الا استجيب لي قال ابو علي وانا فقدت وانا فقد دعوت الله فيه بشيء كثير لاشياء كثيرة قال ابو علي وانا فقد دعوت الله فيه باشياء كثيرة واستجيب لي بعضها. بعضها واستجيب لي بعضها. وارجو من سعة فضله ان يستجيب لي بقيتها. قال القاضي ابو الفضل قد ذكرنا نبذا من هذه النكت في هذا الفصل وان لم تكن من الباب لتعلقها بالفصل الذي قبله حرصا على تمام الفائدة والله الموفق للصواب برحمته. بهذا تم كلام المصنف رحمه الله فتم له الباب الرابع. وبه اختتم القسمة الثاني من الكتاب بحمد الله تعالى. وهكذا نكون قد امضينا شطر الكتاب بقسميه الاول والثاني. ويبقى من الكتاب القسم استاذ فالرابع ان شاء الله تباعا صلى الاله على الحبيب بفضله وحباه قدرا في الانام جسيما. يا ايها الراجون منه شفاعة صلوا عليه تسليما صلى الله ربي وسلم وبارك عليه وما زالت جمعتكم في ليلتها في بداياتها. فاملؤوها صلاة وسلاما على نور الهدى الورى وعلى حبيب القلوب وسعدها وانس الارواح وبهجها صلى الله عليه واله وسلم تستكثرون من صلاة ربكم عليكم من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فاللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصلوا وسلموا وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. ونسألك اللهم علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا. واهد ضالنا وتولنا بولايتك واكرمنا بكرامتك يا رب العالمين اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار النار وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد