بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن. نحمد الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه له الاشواق تنسكب انسكابا ويغدو شعرنا شهدا مذابا. الا صلوا فمن صلى عليه كفاه الله ذو العرش طعابا. وهذه ليلة عظيمة مباركة ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام عليه. بابي وامي هو صلوات الله وسلامه عليه. وما زال الاغراء بنا يا كرام يحدونا الى الوفاء لهذا النبي الكريم بالاكثار من الصلاة والسلام عليه حتى قال صلى الله عليه وسلم فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. هي ليلة الجمعة الغراء وزينتها وبهجتها كثرة الصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة عليه الصلاة والسلام. فاللهم صل وسلم وبارك عليه عدد من صلى عليه وصل يا ربي وسلم وبارك عليه عدد من غفل عن الصلاة عليه صلى الله عليه واله وسلم وبعد ايها الكرام فما يزال مجلسنا هذا عامرا بفضل الله جل جلاله. وفي رحاب بيته الحرام. في مدارسة حقوق النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. ونحن نقلب صفحات من هذا السفر المبارك. كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام ابي الفضل القاضي عياض ابن موسى ليحصوبي رحمة الله عليه. وقد شرعنا في اخر مجلس سابق في الثالث من الكتاب الذي جعله المصنف رحمه الله تعالى فيما يجب للنبي صلى الله عليه وسلم وما يستحيل في حقه او يجوز عليه وما يمتنع او يصح من الاحوال البشرية ان تضاف اليه عليه الصلاة والسلام. حديث علمي دقيق في هذا القسم من كتاب يتناول المسائل العلمية المتعلقة باعتقادنا ايها المؤمنون تجاه الانبياء عليهم السلام عامة وما في اعتقادنا تجاه نبينا عليه الصلاة والسلام خاصة. عصمة الانبياء عليهم السلام. مبحث علمي دقيق من ادق مباحث العقيدة وفيه خلاف واقع بين بعض الطوائف المنتسبة الى الاسلام. فيما يفرض للانبياء عليهم السلام من من العصمة وقد تقدم ايجاز ذلك في المجلس السابق في صدر هذا الفصل في صدر هذا القسم من الكتاب في اول ابوابه وسط ذلك ان عصمة الله للرسل عليهم السلام انما تقع فيما يتعلق بالوحي وتبليغ شريعة الله فهم معصومون ابدا ان يكون منهم خطأ او سهو او نسيان في تبليغ شيء من شرائع الله جل جلاله للبشرية. فلا يمكن ان يكون لنبي في تبليغ الدين خطأ او غفلة او سهو او نسيان فان الله قد عصمهم من ذلك لان وحيه جل جلاله احكم الله عز وجل شرعته واداه الى من خلال الانبياء والرسل عليهم السلام. كما ان ما يتعلق بمواقعة الذنوب والخطأ والعصيان. فالاتفاق منعقد على انه لا يصدر من نبي من الانبياء كبيرة من الكبائر. لا قبل البعثة ولا بعدها اما بعد البعثة فانهم في الصفوة والخيرة وقد اختارهم الله. واما قبل البعثة فان الله هيأهم واصطفاهم من بين وهم في خيرة احوالهم واكملها واسناها. وكان هذا ادعى لقبول ما جاءوا به عن الله من الوحي ودينه سبحانه واما اما الزلة والخطأ الذي يقع من احاد البشر. فالذي عليه اهل السنة انهم ليسوا معصومين منها لكنهم لا يقرون فربما كان من النبي من الانبياء عليهم السلام. الزلة التي لا يقر عليها. وفي ذلك جاء عدد من النصوص في مثل قوله سبحانه وعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى. وفي قول موسى عليه السلام قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين قول داود عليه السلام او قول الله عن داود عليه السلام فاستغفر ربه وخر راكعا واناب. وفي قول الله لنبينا عليه الصلاة والسلام يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك تبتغي مرات ازواجك. وقوله سبحانه ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى حتى يسخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. لكن ذلك كله لم يكن ليقدح في نبوة عليه السلام ولا في كمالاتهم البشرية عليهم السلام. ولا فيما خصهم الله تعالى به من الاصطفاء للنبوة والرسالة بل انما كان ربما يقع الخطأ في امور الدنيا لكن ذلك مع تمام العقل وسداد الرأي لهم جميعا عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. ذلك الايجاز يبسطه المصنف رحمه الله في بابين كبيرين في هذا القسم. احدهما يتعلق بالعصمة في الامور الدينية يعني في الشريعة والبلاغ في الايمان والعقيدة. وان هذا باب محل اجماع بين اهل العلم. والباب الثاني يختص بالامور الدنيوية وما يكون فيها من الخطأ في امور الدنيا التي لا علاقة لها بالوحي او الدين او تبليغ شريعة الله هو قسم فيه من دقائق المسائل العلمية كما سيمر بنا نشرع فيه فيما ساقه المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي تفرد بالوحدانية والكمال. واصطفى من عباده صفوة فحباهم مكارم من خلال والصلاة والسلام على نبينا البدر التمام. اللهم صلي وعلى اله وصحبه ما تناغم مع الايك حمام. اللهم والمسلمين ومن قصد بيتك الحرام وطاف بين الركن والمقام. قال المصنف رحمه الله تعالى الباب الاول فيما يختص بالامور الدينية والكلام في عصمة نبينا وسائر الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه قال القاضي ابو الفضل رضي الله تعالى عنه اعلم ان الطوارئ من التغيرات والافات على احاد البشر لا يخلو ان تطرأ على جسمه او على حواسه بغير قصد واختيار. كالامراض والاسقام او تطرأ بقصد واختيار وكله في الحقيقة عمل وفعل ولكن جرى رسم المشايخ بتفصيله الى ثلاثة انواع عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح. وجميع البشر تطرأ عليهم الافات والتغيرات بالاختيار بغير الاختيار في هذه الوجوه كلها. هذه مقدمة مهد بها المصنف القاضي عياض رحمه الله. لما يريد في تفصيله بعد قليل وهو ما تقدم اننا ننظر الى مقام الانبياء والرسل عليهم السلام باعتبارين الاول اعتبار البشرية فانهم مع اصطفاء الله تعالى لهم لا يزالون بشرا لا يخرجون عن وصف البشرية وتعتري حياتهم من الاحوال والاعراض ما يعتري البشر فاحدهم يغضب ويرضى يفرح ويحزن ويضحك ويبكي ويتزوج ويكون له اولاد واصهار. وله اصدقاء واعداد اعداء وله احباب اب وله مناوئون هذا لانهم بشر عليهم السلام والمقام الثاني الذي ينظر اليهم باعتبار انهم على اصطفاء من الله جل جلاله. وان الله رفع اقدارهم واختارهم وجعلهم صفوة وقدوة للبشرية. فاذا كذلك كانوا على التمام. كانوا على الكمال. كانوا على احسن الاحوال والمقامات. هذا الكمال وهذا الارتقاء وهذا الحسن وهذا التمام الذي بلغوه عليهم السلام يبلغون به اعلى مراتب البشرية لكنهم لا يتجاوزونها. فليسوا ملائكة عليهم السلام. ولا مؤلهين عليهم السلام لكنهم خيرة خلق الله وصفوة الخلق من البشرية اجمعين. لن يكون في اممهم من هو خير منهم. بهذه المعاني التي من اجلها اصطفاهم الله جل وعلا. قال المصنف رحمه الله اعلم ان الطوارئ من التغيرات والافات على احاد البشر لا يخلو ان تطرأ على جسمه او حواسه بغير قصد او بقصد بغير قصد كالامراض والاسقام. لا احد يختار ان يمرض فيصاب بالحمى ووجع الضرس والم الظهر وانكسار في العظم وجرح يصاب به في بعض مناطق من جسمه هو لا يقصده باختيار فالامراض والاسقام تعرض للانسان لانه بشر. فليس سالما من هذه الافات. قال او تطرأ بقصد اختيار كمن يعمد فيؤذي نفسه بشيء او يرغب في حصول افة تحل به قال كل ذلك في الحقيقة عمل وفعل لكن جرى رسم المشايخ يعني طريقة اهل العلم في تقسيم هذه القضايا الى ثلاثة انواع عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح. الافات وان شئت فقل النقص والمعايب التي تلحق البشر اما ان يكون نقصا وعيبا يصيبهم في شيء من اعتقاد بالقلب. او في شيء من قول باللسان او في شيء من عمل يحل بالبدن. فاذا صدر من انسان فعل من صدر من انسان فعل يعاب عليه اما ان يكون العيب الذي يتجه الى الانسان شيئا ما يتعلق باعتقاده او شيء يتعلق بكلام قاله او بفعل فعله. فهذه في الجملة هي مصادر النقص في البشر الافات والمعايب التي يقع فيها البشر اما لاعتقاد في قلبهم او سلوك بافعالهم او قول بالسنتهم. نعم والنبي صلى الله عليه وسلم وان كان من البشر ويجوز على جبلته ما يجوز على جبلة البشر فقد قامت اهين القاطعة وتمت كلمة الاجماع على خروجه عنهم على خروجه عن البشر في ماذا في انه لن يصيبه عليه الصلاة والسلام من الافات من العيوب من النقص فيما يتعلق بهذا الباب وخصوصا في جانب اعتقاد ايجوز ان يكون انسان بلغ درجة النبوة ثم يكون في اعتقاده وايمانه بالله ظعف وخلل ونقص هذا وان كان جائزا في جملة البشر وهو عليه الصلاة والسلام واحد من البشر الا انه خارج عنهم في هذا المعنى. لاجل اصطفاء الله تعالى له يا اخي نحن نجل العلماء الراسخين لعلو كعبهم في العلم ورسوخهم في الفهم نجل احدا منهم ان يخطئ في مسألة تتعلق بقضية عظيمة كالاعتقاد بالله والايمان به واسمائه وصفاته اذا كنا نحترم العلماء الراسخين ونحسن الظن بهم ونجل اقدارهم فما بالك ما بالك بمن اصطفاهم الله؟ ما بالك بمن جعل الله قلوبهم مهبطا لوحيه ويبلغهم كلامه جل جلاله رسالته الى البشرية من ورائهم وتنزيهه على كثير فقد قامت البراهين فقد قامت البراهين القاطعة وتمت كلمة الاجماع على خروجه عنهم وتنزيهه عن كثير من الافات التي على الاختيار وعلى غير الاختيار. كما سنبينه ان شاء الله فيما نأتي به من التفاصيل فصل في حكم عقد قلب النبي صلى الله عليه وسلم من وقت نبوته في حكم عقد قلب نبيه صلى الله عليه وسلم يعني في بيان من عقد عليه قلبه صلوات الله وسلامه عليه. من وقت النبوة يعني ان نحمل في قلوبنا ايمانا انه لا شيء وقر في قلبه من عقيدة ارادها الله ان تكون مستقرا في قلب رسول عليه الصلاة والسلام الا ما كان على التمام والكمال. واما النقص والخلل او الشك او الجهل او البعد عن الايمان بالله فهذا ليس مقام الانبياء عليهم السلام. اعلم منحنا الله واياك توفيقه ان ما تعلق منه بطريق التوحيد والعلم بالله وصفاته ما تعلق منه يعني من عقد القلب من عقد القلب عليه من المعاني والقضايا. ما يتعلق بهذا الفصل من عقد القلب. على المعاني والقضايا ما يتعلق ومنه بطريق التوحيد والعلم بالله. نعم والعلم بالله وصفاته والايمان به وبما اوحي اليه فعلى غاية المعرفة ووضوح العلم واليقين. والانتفاع عن الجهل بشيء من ذلك او الشك او الريب فيه. والعصمة من كل ما يضاد المعرفة بذلك واليقين. نعم فايمان الانبياء عليهم السلام ايمان جاز. يقين لا شك فيه. جزم لا تردد فيه هذه عقيدة الانبياء هذه قلوبهم عليهم السلام. ملأها الله ايمانا به سبحانه ومعرفة به جل جلاله. واحدهم اعلم البشر بربه سبحانه وتعالى. واكثرهم تعظيما لربه جل وعلا واعرفهم بمراد الله فيما يدل على مرضاته ويبعد عن مساخطه سبحانه وتعالى. لان الله اختارهم واصطفاهم لان الله اثنى عليهم لان الله ارتقى بهم في درجات البشرية الى الكمالات. فما كانوا عليه فعلى غاية المعرفة كما قال ووضوح العلم واليقين والانتفاء عن الجهل بشيء من ذلك او الشك او الريب فيه والعصمة عن كل ما رد ذلك من المعرفة واليقين. نعم هذا ما وقع اجماع المسلمين عليه. ولا يصح بالبراهين الواضحة ان يكون في عقود الانبياء سواه. يعني ان يكون في الانبياء في من عقدت عليه قلوبهم من الايمان والعقائد لا يكون سوى ذلك من اليقين الجازم وتمام العلم والمعرفة بالله سبحانه وتعالى فلا يعترض على هذا بقول ابراهيم عليه السلام طيب اذا فهمنا هذه المقدمة يا كرام وانها كما المصنف انعقد عليها اجماع المسلمين. ها هنا اشكالات علمية في ادلة شرعية. سيسوقها المصنف تباعا في هذا الفصليلي يجيب عنها الان تقرر عندنا ان عقائد الانبياء ما هي ايمان جازم لا شك فيه لا تردد ولا ريب. وانهم كانوا اعلم البشر بربهم وان معرفتهم بربهم اعلى درجات المعرفة فيها اذا فهمت هذا وانه لا يجوز على الانبياء في عقائدهم سواه فينبغي ان تجيب عن اشكالات ربما تبادر الى الاذهان بعضها من بعض النصوص. من ذلك قوله سبحانه وتعالى عن ابراهيم عليه السلام. واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ولكن ليطمئن قلبي هل كان قلب ابراهيم عليه السلام غير مطمئن اذا كان غير مطمئن فما هو؟ هل هو الشك في الله؟ في قدرة الله؟ في عظمة الله ظاهر الاية هذا يحتاج الى بيان. عندنا قاعدة كبيرة تقول ان اجماع المسلمين منعقد على ان عقائد الانبياء عليهم السلام ملؤها الايمان الجازم. وتمام المعرفة بالله وان الله عصمهم من كل ما يضاد هذا ويناقضه. فلا شك لا تردد لا ريب لا ضعف في ايمانهم بالله. فاذا علينا ان ان نفهم ها هنا اشكالات هذا اولها وسيأتي تباعا بعض النصوص التي يسوقها المصنف رحمه الله لبيان معناها والجواب عن كارهة فلا يعترض فلا يعترض على هذا فلا يعترض على هذا بقول ابراهيم عليه السلام قال بلى ولا ليطمئن قلبي اذ لم يشك ابراهيم في اخبار الله تعالى له باحياء الموتى. ولكن اراد طمأنينة القلب. وترك المنازعة مشاهدة الاحياء فحصل له العلم الاول بوقوعه واراد العلم الثاني بكيفيته ومشاهدته. نعم الاية جاءت في سياق ماذا في سياق محاجة إبراهيم عليه السلام للنمرود. ألم ترى إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ها ربي الذي يحيي ويميت. قال النمرود ماذا قال انا احيي واميت. القضية تتعلق باثبات قدرة الله على الاحياء والاماتة وقد فهمتم ما مراد النمرود بقوله انا احيي واميت ان يحكم على شخص بالقتل ثم يعفو عنه. قال الا ترى اني احييته بعد ما كاد ان يموت واراد ابراهيم عليه السلام ان يثبت له معنى اعظم. في هذا السياق جاء قول ابراهيم عليه السلام رب ارني كيف تحيي الموتى. ابراهيم عليه سلام. اما كان يعلم ان الله قادر على احياء الموتى بلى بدليل انه قالها للنمرود قبل. قال ربي الذي يحيي ويميت. اذا وقع عنده العلم. هذه درجة هذه درجة من درجات العلم. وقد كان ابراهيم عليه السلام على يقين منها وهو علم اليقين كان على يقين بان الله قادر هذا العلم علم غيب او علم مشاهدة وحس الان علمك انت ان الله قادر على احياء الموتى علم غيب ام علم مشاهدة وحس؟ علم غيب لاننا ما رأينا باعيننا ميتا يحيه الله امام اعيننا لكن له من ايماننا بالغيب وهذا جزء من ايماننا بالله في الغيب واراد ابراهيم عليه السلام بعدما تحقق له اليقين في العلم الاول وهذا يسمى علم اليقين. اراد الارتقاء الى عين اليقين وعين اليقين هو ان يؤمن بالشيء ويعلمه عن مشاهدة وحس. وهي درجة اعلى ولا شك. فتحقق لابراهيم عليه السلام المرتبة الاولى هذا معنى قول المصنف فحصل له العلم الاول بوقوعه حصل له بيقين وجزم من علمه طيب بالله جل جلاله واراد العلم الثاني كيف نعم بمشاهدته بكيفيته ومشاهدته. فاذا ليس شكا انما اراد الارتقاء من يقين الى يقين اخر اي يقين الاول فعلم اليقين اراد الارتقاء الى اليقين الثاني وهو عين اليقين. فاذا لا يزال عليه السلام من يقين الى يقين. فما فحصل له شك فمعنى قوله ولكن ليطمئن قلبي ما اراده المصنف لم يشك ابراهيم في اخبار الله له ولكن اراد طمأنينة القلب حصل له العلم بالوقوع واراد العلم الثاني بالكيفية والمشاهدة. هذا جواب وسيأتي باجوبة خمس اخرى سواها. نعم الوجه الثاني ان ابراهيم عليه السلام انما اراد اختبار منزلته عند ربه. اراد اختبار منزلته يعني معرفة منزلته عند ربه نعم. وعلم اجابته دعوته بسؤال ذلك من ربه. ويكون قوله تعالى او لم تؤمن اي تصدق بمنزلتك مني وخلتك واصطفائك. الوجه الثاني في الجواب ان قوله ربي ارني كيف تحيي الموت لا علاقة له بشك ولا يقين. وانه عليه السلام لشدة قربه من ربه. واصطفاء الله له خليلا عليه السلام اراد ان يجد دليلا يبلغ به رضا قلبه وفرحة فؤاده ان الله عز وجل بلغ به تلك الدرجة. اراد ان يعلم اجابة الله عز وجل دعاءه اذ سأله تلك المسألة. فلما قال ربي ارني كيف تحيي الموتى هو بمثابة ان يقول يا رب اما اصطفيتني خليلا واتخذتني من بين البشر خليلا فاريد يا رب شيئا يمتاز به ابراهيم عليه السلام عن البشر وهو ان يرى شيئا لا يرونه وان يخصه الله بذلك. تماما كطلب موسى عليه السلام قال ربي ارني انظر اليك. هل كان موسى عليه اي السلام في شك من وجود الله؟ لا. انما اراد ان يتشرف بنيل مطلب ينفرد به لا يبلغه سواه من البشر قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. قال او لم تؤمن فيكون على هذا المعنى اولم تؤمن بمعنى الم تصدق بخلتك واصطفائك ومنزلتك مني يا ابراهيم. فيكون الجواب بلى يا رب لكن ليطمئن قلبي. اذا تحقق هذا ضاد واستجيبت دعوته ومسألته عليه السلام. هذا ثاني الاجوبة عن معنى الاية. اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي الوجه الثالث انه سأل زيادة يقين وقوة طمأنينة وان لم يكن في الاول شك اذ العلوم الضرورية النظرية قد تتفاضل في قوتها وطريان الشكوك على الضروريات ممتنع ومجوزا في النظريات فاراد الانتقال من النظر او الخبر الى المشاهدة والترقي من علم اليقين الى عين اليقين. فليس الخبر كالمعاينة ولهذا قال سهل بن عبدالله سأل كشف غطاء العيال ليزداد بنور اليقين تمكنا في حاله. الوجه والثالث انه سأل زيادة يقين وقوة طمأنينة. ولكن ليطمئن قلبي يعني ما كنت في شك فاريد الاطمئنان لا معناها انا في اطمئنان ولكن اريد مزيدا منه. قال وان لم يكن في الاول شك العلم عند العلماء ينقسم الى قسمين علم ضروري وعلم نظري ما يدركه الانسان من المعارف ينقسم الى قسمين ما كان جازما بحصوله مصدقا له ظرورة من نفسه لا يحتاج معه الى اثبات ولا دليل ولا برهان. يسمى علما ضروريا. كما لو قلت لك الشمس طالعة والمطر الان نازل شيء تراه وتحسه فلا تحتاج ان تقول للسائل او للقائل اثبت لي هذا او ان يقول لك انسان هذا مكان كذا فما يقع او يقول لك في البديهيات والعقليات ان الواحد نصف الاثنين. وان الجزء اصغر من الكل. هذه القضايا العلم بها يعني يحصل في النفس بداهة من غير تأمر ولا نظر ولا تفكير. ولا حاجة الى استدلال ولا اثبات القسم الثاني العلم عند البشر يحصل بحاجة الى نظر وتأمل ومحاولة للبحث عن الدليل لاثباته فيسمى علما نظريا على اثر هذا العلوم الضرورية لا تتفاوت. لكن العلوم النظرية تتفاوت العلم النظري بعضه اقوى من بعض. وقد يفيد علما عند بعض الناس ولا يفيده عند اخرين بغض النظر عن هذا التفصيل العلمي الدقيق يريد المصنف رحمه الله ان يقول ان قضية في العقيدة كقدرة الله على احياء الموتى بالنسبة لابراهيم عليه السلام علم ضروري وقع يقينه وجزمه به في قلبه من غير تردد. فما اراد منها لانها لا تتفاوت اذ هي علم ضروري. وهي بهذا القسم لا مجال فيها للازدياد والنقصان. بل العلم بها محاصل قطعا فماذا اراد عليه السلام؟ اراد الارتقاء كما قلنا من منزلة الى منزلة اراد الانتقال من النظر او الخبر الى المشاهدة والترقي من علم اليقين الى عين اليقين. اذا هو كان مؤمن بان الله قادر على احياء الموتى وكان مؤمنا بان الله اخبر بذلك وهو سبحانه وتعالى فيما يقول حق وصدق لكنه اراد الانتقال ذلك على التفصيل والمشاهدة. اراد العلم به ما يحصل عن نظر ومشاهدة وحس كما قال من علم اليقين الى اليقين فليس الخبر كالمعاينة. ولهذا قال سهل بن عبدالله سأل كشف غطاء العيان ليرى بعينه ليزداد ادب نور اليقين تمكنا في حاله. اذا هذا علم اليقين ما كان مبنيا على علم اليقين ما كان مبنيا على علم اليقين ما يكون عن مشاهد علم اليقين ما كان مبنيا على سماع وخبر عين اليقين ما كان مبنيا على مشاهدة وبصر واعلى منهما حق اليقين وحق اليقين درجة اعلى وهو ما كان مبنيا على مباشرة والله عز وجل لما وصف نعيم اهل الجنة وعذاب اهل النار قال ان هذا لهو حق اليقين. فاذا دخل اهل الجنة الجنة صار نعيم الجنة بالنسبة اليهم علم يقين او عين يقين لا كان حق يقين اذا دخلوها واهل النار اذا دخلوا النار عياذا بالله اصبح عذاب النار بالنسبة اليهم حق اليقين فاذا علم اليقين العلم الجازم الذي يحصل عند اهل الايمان. وعين اليقين ما كان مشاهدا. واما حق اليقين اعلى ان يكون عن مباشرة ومعرفة بها واتصال. هذا ثالث الوجوه في الجواب عن الاية الكريمة. قال بلى ولكن ليطمئن قلبي الوجه الرابع انه لما احتج على المشركين بان ربه يحيي ويميت طلب ذلك من ربه ليصح عيانا نعم اما قلنا انه في محاجته للنمرود؟ قال ابراهيم عليه السلام ربي الذي يحيي ويميت قال النمرود انا احيي واميت. ابراهيم عليه السلام لما قال ربي الذي يحيي ويميت بناء على ماذا قال هذا من اين له هذا علم يقين وقر في قلبه فقالها محتجا على كافر قال ربي الذي يحيي ويميت. ابراهيم قالها عالما موقنا بها عليه السلام لما قالها اراد اراد ابراهيم عليه السلام لما احتج على المشركين طلب ذلك من ربه ليصبح احتجاجه بذلك الدليل ليس مجرد عقيدة في القلب ولكن رؤية بالعين لتكون اقوى في تمكنه من حجته عليه السلام وهذا ايضا متجه هذا الجواب لانه جاء في سياق محاجة ابراهيم عليه السلام للكفرة من قومه. ذكر الامام الطبري في تفسيره رحمه الله معنى اخر وهو ان ابراهيم عليه السلام انما سأل ربه ذلك لما جاءته البشارة باتخاذ الله له خليل فسأل ربه عاجلا علامة على ذلك ليطمئن قلبه ويكون مؤكدا لما عنده من اليقين ثم ساق رواية عن الامام السدي رحمه الله من الاخبار والمرويات الاسرائيلية في قصة اتيان بعض الملائكة عليهم السلام ومقابلة ابراهيم عليه السلام سلام ليس هذا مقام بيانها لكنها لبيان بعض الاوجه التي تثبت في بعض الروايات. نعم الوجه الخامس قول بعضهم هو سؤال على طريق الادب. المراد اقدرني على احياء الموتى وقوله ليطمئن قلبي عن هذه الامنية. هذا جواب خامس قاله بعض اهل العلم ان قول ابراهيم عليه السلام رب ارني كيف تحيي الموتى سؤال على طريق الادب والمراد اقم يا رب على احياء الموتى. ولو حصل هذا لابراهيم عليه السلام لن يكون الها باحياء الموتى. لكن يكون معجزة سخرها الله على يديه كما كانت لعيسى عليه السلام. وتبرئ الاكمه والابرص وتحيي الموتى باذن الله فقال على طريق الادب وقوله ليطمئن قلبي في هذا المعنى سيكون بمعنى ليطمئن قلبي عن هذه الامنية الوجه السادس انه ارى من نفسه الشك وما شك لكن ليجاوب فيزداد قربه انه ارى من نفسه الشكة يعني ارى الله من نفسه الشكة يعني اظهر من نفسه الشك وما شك يعني كأنه اظهر ذلك لربه من اجل ان يجاب طلبه ويزداد قربه من ربه والا فليس في شك من ذلك تأكيد لهذا الوجه السادس من التأويل يأتي المصنف بالحديث وما يتعلق به من تفسير الاية كريمة وقول نبينا عليه السلام نحن احق بالشك من ابراهيم. نفي لان يكون ابراهيم شكا. وابعاد خواطر الضعيفة ان تظن هذا بابراهيم عليه السلام. هذا حديث في الصحيحين. اخرجه الامامان البخاري ومسلم رحمهما الله ان اجبني عن هذا ماذا تفهم من قوله عليه الصلاة والسلام نحن احق بالشك من ابراهيم يعني ابراهيم شك ونحن اولى بالشك منه صح قوله نحن احق بالشك من ابراهيم معناها ان ابراهيم عليه السلام وقع في الشك واذا كان هو وهو خليل عليه السلام يشك اذا نحن اولى منه ان نشك. اليس كذلك طيب هذا ربما يكون ظاهر لفظ الحديث الذي يريد المصنف الان بيان معناه على الوجه الصحيح. يقول وقول نبينا عليه الصلاة والسلام نحن احق بالشك من ابراهيم نفي لان يكون ابراهيم شك. يعني هو بالعكس مما يبدو لك من ظاهر اللفظ. هو ابعاد للخواطر الضعيفة ان تظن هذا بابراهيم عليه السلام. فيكون المعنى بالعكس تدري كيف؟ يعني اذا كنا نحن ونحن اقل كان من ابراهيم عليه السلام ولا يمكن ان يشك احدنا على ضعفه وضعف ايمانه لو جئت تسأله اتشك في قدرة الله على احياء الموتى؟ ماذا يقول كيقول لا ابدا لا اشك يا اخي نحن ونحن مساكين وضعاف ايمان لا يمكن ان نشك في قدرة الله على احياء الموتى. فما الظن بخليل الله عليه السلام يعني فيكون معنى الكلام ايش؟ يعني ان كنا نظن ان ابراهيم عليه السلام يمكن ان يشك فنحن نحن اولى بالشك. طيب اذا كنا نحن لا يمكن ان نشك اذا فإبراهيم عليه السلام اولى منا بالا يشك. فيكون هذا معنى الحديث ويبعد الاشكال عنه وسيأتي المصنف باكثر من جواب نعم وقول نبينا عليه السلام وقول نبينا عليه السلام نحن احق بالشك من ابراهيم نفي لان يكون ابراهيم شكا وابعاد للخواطر الضعيفة ان تظن هذا بابراهيم عليه السلام. اي نحن موقنون بالبعث واحياء الله فلو شك ابراهيم لكنا اولى بالشك منه. اما على طريق الادب او ان يريد امته الذين يجوز عليهم والشك او على طريق التواضع والاشفاق ان حملت قصة ابراهيم على اختبار حاله او زيادة يقينه. يقول الامام الخطاب رحمه الله ليس في الحديث اعتراف بالشك على نفسه عليه الصلاة والسلام ولا على ابراهيم عليه السلام. لكن فيه نفي والشك عنهما يقول اذ لم اشك انا في قدرة الله على احياء الموتى فابراهيم اولى بعدم الشك عليه السلام. هذا كلام سديد. يقول المصنف هنا اما على طريق الادب يعني ان تقول هذا تأدبا مع نبي كريم خليل الله عليه السلام. اذا كنا نحن ونحن مساكين. لا نبلغ درجة الشك في قدرة الله الله اولى عليه السلام. قال او ان يريد امته. اذا قوله نحن احق بالشك يعني امته وليس يريد نفسه الصلاة والسلام. واما الامة ففيها من الضعف ما قد يبلغ ببعضهم ان يبلغ به الشيطان الشك في قدرة الله عز وجل. يقول او على طريق التواضع والاشفاق. ان حملت قصة ابراهيم عليه السلام على اختبار حاله او زيادة يقينه. على تواضع يعني هب ان هذا طرأ على ابراهيم عليه السلام. هب انه طرأ فان كان هو وهو خليل الله يبلغ به الشيطان في لحظة ان يأتي ببعض المعاني الخاطرة على قلبه فنحن اذا اولى ان نكون كذلك. يقولها صلى الله عليه وسلم على طريق التواضع. يدل على ذلك يا كرام تتمة الحديث يقول عليه الصلاة والسلام نحن احق بالشك من ابراهيم صلى الله عليه وسلم. وقال في تتمة الحديث عليه الصلاة والسلام رحم الله لوطا فقد كان يأوي الى ركن شديد ثم قال ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت هذا تواضع منه عليه الصلاة والسلام يعني لو قدر لي حبس يطول فيه المكث بضع سنين كما حصل ليوسف عليه السلام ثم جاءه الرسول ليسأله مقابلة الملك قال ارجع الى ربك ابى عليه السلام ان يخرج ولا تزال حوله تهمة قال ارجع الى ربك فاسأله ما بال النسوة؟ ما اراد ان يخرج الا على يقين من براءة وطهره وعفته عليه السلام يقول عليه الصلاة والسلام ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لاجبت الداعي قالها تواضعا عليه الصلاة والسلام ان من حل به البلاء والمحنة والحبس وطال مكثه فيه لو وجد فرجة امل لن يتأخر لكن يوسف عليه السلام كان على مقام الكمالات. وكان على ثقته بربه ويقينه وتوكله عليه. فمعنى الحديث اذا في قوله عليه الصلاة والسلام نحن احق بالشك من ابراهيم. يقول الحافظ ابن حجر معناه نحن اشد اشتياق الى رؤية ذلك من ابراهيم عليه السلام يعني هو سأل الله من اجل ان يرى اثرا من اثار قدرة الله فلما سأل ما سأل رأى او ما رأى رأى قال الله له فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم. فعل فرأى رأى اثرا من اثار قدرة الله وقدرة الله اعظم فقوله نحن احق بالشك يعني نحن اشد اشتياقا من ابراهيم عليه السلام ان نرى ما رأى عليه السلام لان هذا عظيم يدخل على القلب مزيدا من ايمانها وتعظيمها لله. يقول الحافظ ابن حجر وقيل معناه اذا لم نشك نحن ابراهيم اولى عليه السلام بعدم الشك. اي لو كان الشك متطرق الى الانبياء لكنت انا احق به منهم. وقد علمتم اني لم اشك فاعلموا انه لم يشك وانما قال ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم او من قبل ان يعلمه الله بانه افظل من ابن ابراهيم عليه السلام وهو في قوله كقوله في حديث انس عند مسلم لما قال رجل يا رسول الله قال يا خير البرية قال عليه الصلاة والسلام ذلك ابراهيم. والمقصود ان تفهم ما معنى قوله نحن احق بالشك من ابراهيم عليه السلام. انتهى الجواب عن اشكال الاية الكريمة. في قوله رب ارني كيف تحيي الموتى؟ قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي واتماما لفهم الاية الكريمة عقب المصنف رحمه الله بالحديث نحن واحق بالشك من ابراهيم. وبين لك المراد فيها وفهمنا بحمد الله معناها. قبل الانتقال الى الاشكال الثاني الذي سيأتي في اية كريمة اخرى لابد ان تقف رعاك الله على ما نقله المفسرون في معنى الاية الكريمة. قال اذ قال قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. اعلم رعاك الله ان شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله لما ذكر الاية وذكر اقوال اهل العلم فيها رجح رحمه الله تعالى معنى خالفه فيه كثير من المفسرين ممن جاء بعده انه رجح رحمه الله ان وقوع الشك لابراهيم عليه السلام قد حصل لعارض من الشيطان وقع في قلبه الطبري رحمه الله اذ رجح ذلك فافهم شيئين مهمين. الاول ان هذا ليس انتقاصا من مقام الخليل ابراهيم عليه السلام لكنه اثبات لشيء من عوارض البشرية ليس فيه انتقاص. انما فيه طارئ وعارظ عابر مر به عليه السلام فما ابقاه الله في قلبه وازاله عنه ليس الشك بمعنى خروج اليقين من القلب وليس في اللفظ هنا ما يساعد على هذا. ولذلك فان المأخذ الثاني للطبري وغيره رحمه الله ممن ذهب الى هذا المعنى بعض الاستدلالات وعمد الى تأكيدها بهذا الحديث نحن احق بالشك من ابراهيم فبقي على ظاهر اللفظ وان معناه وقوعه على هيئة خاطرة عابرة وان الله عز وجل جعل ذلك سببا من تثبيت اليقين في قلبه عليه السلام. واعتذر الطبري رحمه الله باثر عن ابن عباس رضي الله عنهما انه ذكر الاية الكريمة بانها ارجى اية في القرآن عنده رضي الله عنه. وكونها ارجى اية بمعنى ان هذا المعنى ان وقع لنبي كريم فرحمة الله ارجى لنا ان نكون في عافية مما قد يتسلط به الشيطان علينا اذا كان الشيطان ربما آآ اوجف بخيله ورجله على بعض المؤمنين. ولم يسلم الانبياء عليهم السلام فنحن اذا من اولى لكن الثقة في رحمة الله وفي عفو الله والسلامة التي ينجي الله تعالى بها عباده من اهل الايمان. واورد ايضا اثرا عن عطاء ابن ابي رباح قال فيه دخل قلب ابراهيم بعضا دخل قلب ابراهيم بعض ما يدخل قلوب الناس وايده بظاهر الحديث فرأى ان ظاهر الاية الكريمة مع ظاهر الحديث واثر ابن عباس ورواية عطاء تساعد على هذا المعنى اذا فهمتها فاعلم رعاك الله انه لا يصح ابدا ان ننسب الى الامام الطبري انتقاصا للانبياء ابدا ولا اراد ذلك انما اراد ان هذا يأتي في اطار بشريتهم عليهم السلام. وانهم ليسوا ملائكة وانه ربما يتسلط الشيطان عليهم تماما كما لو قلت ان الانبياء يمرضون او يجوز وقوع السحر عليهم ليس في هذا منافاة للعصمة لكنه اثبات لمنطقة من ضعف البشرية التي لا تسلم منها البشر لانهم بشر. ومع ذلك فهو اختيار علمي قال به رحمه الله ونسبه الى بعض العلماء كعطاء واثر ابن عباس رضي الله عنهما. لكن اهل العلم احترموا ذلك وناقشوه وممن رد قوله واعتبره غير موافق للصواب بعض المفسرين ممن جاء بعده كالامام ابن عطية رحمه الله وفي تفسيره وكذا القرطبي رحمه الله. واما ابن كثير رحمه الله فقد ذكر في تفسيره للاية قال فليس المراد ها هنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف. وقد اجيب عن هذا الحديث باجوبة يقصد نحن احق بالشك من ابراهيم. ثم ساق جملة من الاجوبة التي سمعت بعد. حكى البغوي ايضا في تفسيره رحمه الله. عن الفقيه الشافعي الامام اسماعيل ابن يحيى المزني. قال لن يشك النبي قال لم يشك النبي وابراهيم في ان الله قادر على ان يحيي الموتى. ولكن شك في انه يجيبهما الى ما سأل لم يكن الشك في مسألة قدرة الله لكن الشك هل يجيب الله الطلب او لا يجيب لما قال ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن اولم تؤمن بقدرته او او لم تؤمن يعني تصدق باني ساريك الاية قال لم يشكا في قدرة الله ولكن شكا في اجابة طلب الله عز وجل ما سأل وتحقيقه رؤية ما اراد ان يراه عليه السلام وبالجملة فلا يزال الكلام كله يا كرام فيما ذكره الائمة من المحدثين والمفسرين والعلماء كافة رحمة الله عليهم عندما قام الانبياء عليهم السلام. على التمام والكمال في بلوغ درجة الايمان بالله جل جلاله والمعرفة به اتم المعرفة والدراية بقضايا الاعتقاد على اوفى ما يكون وانهم عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام على الغاية في بلوغ هذه الدرجات التي كانوا فيها قدوة لاممهم. منهم تتعلم الامم كيف يكون الايمان وكيف يكون تعظيم الله سبحانه وتعالى ويسلكون دربهم ويقتفون باثارهم. تم كلام المصنف عن هذه الاية فينتقل بعدها رحمه الله الى اية كريمة اخرى وهي ايضا يتولى الاجابة عما يزيل اشكالها فان قلت فما معنى قوله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين. هذه اية ثانية. يقول الله تعالى فيها لنبيه عليه الصلاة والسلام فان كنت يعني يا محمد فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك ايضا ربما اوهم ظاهر الاية ان نبينا عليه الصلاة والسلام اصابه شك فنزلت الاية وكأن الاية جاءت لعلاج شك وقع فيه نبينا عليه الصلاة والسلام. فجاء الجواب ان كنت في شك يا محمد فيمكنك ان تزيل هذا الشك بسؤال من ارسلنا من قبلك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك اتكونن من الممترين ما الامتراء ايضا هو الشك والتردد اينهاه الله عن الا لانه قد وقع في قلبه شيء منه قد يوهم ظاهر الاية هذا المعنى. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين لو اراد مغرظ ان يستعمل الاية في الدلالة على شيء من الانتقاص من مقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول انظر كيف ويخاطبه القرآن بلغة فيها عتاب وتوبيخ وشيء من الاستنكار وحاشاه عليه الصلاة والسلام. لكن لو اراد مغرظ ان كذلك واستدل بسخافة وسذاجة وجهل بمثل هذه الاية فيحتاج ايضا الى الجواب. يعني ان يقول الله له ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله. هل معناه لانه فعلا وقع في التكذيب فيريد الله اخراجه منه. لما يقول الله له فلا تكونن من الممترين. يعني انه وقع في الامتراء والله ينهاه عن فان كان الله يقول فان كنت في شك مما انزلنا اليك فهل معناه انه قد وقع في الشك ويريد الله ان ينزعه عنه كل ذلك لا نستقي لكن الاية تحتاج الى جواب. لما يقول الله له يا ايها النبي اتق الله. هل لانه وقع في شيء من الكبائر او الفواحش او المعاصي والاثام. فيقال له اتق الله؟ الجواب لا تلك الاوامر في القرآن او تلك النواهي. لما تتجه للرسل عليهم السلام. فهي رسالة الى من وراءه من الامم من اتباعهم ان الانبياء مخاطبون بتقوى الله مخاطبون بعدم التكذيب بايات الله. مخاطبون بترك الامتراء فنحن اولى معشر الامة. ان نكون مخاطبين بهذه المعاني واذا كان الخطاب له عليه الصلاة والسلام وهو قد تجاوز تلك القضايا وتلك الحدود فامته المقصودة بالخطاب بالدرجة الاولى تماما كما قال الله له ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين هو تحريض على تصفية القلوب والنيات. من اي شيء من شوائب الرياء والشرك بالله جل جلاله تمحيض الاخلاص لله الكريم. لان اشركت ليحبطن عملك وحاشاه عليه الصلاة والسلام. لكن المعنى ان الخطاب له المقصود امته عليه الصلاة والسلام وهذا ابلغ ابلغ لي ولك وانا اسمع الاية. ان كان المخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه له بهذا المعنى فما بالي انا وانت نحن اولى نحن اعظم نحن احرى نحن احق ان نمتثل معنى الاية الكريمة فنقف عندها ونستلهم هدايتها الا بارشادها. هذا التأطير العام لفهم مثل تلك الايات يساعد في دفع اشكال ربما وقع في فهم بعض من لا ما له او شبهة ارادها بعض من اراد ان يسيء الى قرآننا او ديننا او رسولنا صلوات الله وسلامه عليه فان قلت فان قلت فما معنى قوله تعالى؟ فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين. فاحذر ثبت الله قلبي وقلبك. ان يخطر ببالك ما ذكره بعض المفسرين عن ابن عباس او غيره من اثبات شك للنبي صلى الله عليه وسلم فيما اوحي اليه وانه من البشر فمثل هذا لا يجوز عليه جملة عليه السلام وفي بعض النسخ فمثل هذا لا يجوز عليه حمله عليه السلام. والمعنى واحد نعم. بل قد قال ابن عباس وغيره لم يشق كالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأل لم يشك ولم يسأل. فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل سؤال هل سأل غيره عليه الصلاة والسلام ليزيل الشك الله يقول له فان كنت في شك فاسأل هل ذهب وسأل ما سأل ليش ما سأل لانه ليس في شك الاية تقول ان كنت في شك فاسأل فما ذهب ولا سأل عليه الصلاة والسلام لانه ما شك ما حصل له شك؟ قال ابن عباس لم يشك ولم يسأل اذا فهمت هذا فافهم ان اي صيغة فيها شرط كما لو اقول لك ان غبت فعليك ان تفعل كذا افرض عليك عقوبة مثلا او تقول لابنك ان تأخرت في العودة الى البيت فسأحاسبك هل معنى ذلك انك فعلا عاقبته جملة الشرط لا تفيد لزوم الوقوع اقول ان قصرت ان اهملت ان اخطأت عاقبتك الجملة الشرطية لا تفيد وقوع المشروط لا تفيد وقوع العقاب. غاية ما فيها ترتيب امر على امر ان حصل كذا فسيكون كذا. قال ابن عباس لم يشك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسأل. نعم ونحوه ونحوه عن ابن جبير والحسن سعيد بن جبير سيد التابعين والحسن البصري رحمهما الله تعالى من اعلام اهل الاسلام علما وامامة وصلاحا وورعا وحكى قتادة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اشك ولا اسأل وعامة المفسرين على هذا هذا اثر مرسل قتادة ليس صحابيا رحمة الله عليه لكن المعنى صحيح قال ما اشك ولا اسأل وهو معنى تفسير ابن عباس وابن جبير والحسن الله الجميع. قال وعامة المفسرين على هذا. اذا اذا كان لم يشك ولم يسأل فكيف نفهم الاية الكريمة فان كنت في شك مما انزلنا اليك سيأتي المصنف بعدة وجوه لفهم الاية على الوجه الصحيح واختلفوا واختلفوا في معنى الاية. فقيل المراد قل يا محمد للشاك فان كنت في شك. الاية قالوا وفي السورة نفسها ما دل على هذا التأويل وهو قوله قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله. ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وامرت ان اكون من المؤمنين هذا اول الوجوه في الجواب عن الاية. فان كنت في شك ليس الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وانما المعنى قل يا محمد لمن شك ان كنت في شك فاسأل هل هذا تكلف في الجواب؟ قالوا لا. بدليل ان السورة نفسها في سياقها ما دل على مثل هذا الخطاب. وانتم تعلمون ان وحدة السورة في موضوعها وان تعددت ايات ويفسر بعضها بعضا. وسياق الايات في السورة الواحدة يعين على فهم المراد في موضوعاتها في اخر السورة وقع قوله تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني في الخطاب اذا لمن وقع في الشك من امته فلما لا احمل الاية المتقدمة في السورة فان كنت في شك مما انزلت اليك على المعنى نفسه. يعني الخطاب لك يا محمد والمراد امتك. قل يا محمد لمن شك ان كنت في شك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك. نعم. وقيل المراد بالخطاب العرب وغير النبي صلى الله عليه وسلم كما قال لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. الخطاب له والمراد اذا هذا جواب ثان هو من جنس بعض الايات الكريمة في القرآن الكريم يقع الخطاب فيها لرسول الله عليه الصلاة والسلام والمراد من المراد امته نحن انا وانت والسابق فينا واللاحق من الامة. مثل قوله ليحبطن عملك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. لن يقع منه الشرك عليه السلام ولا من الانبياء عليهم السلام. لكن الخطاب للامة. فلهذا قالوا المراد العرب وغير النبي عليه الصلاة والسلام ومثل هذا كثير في القرآن. نعم ومثل ذلك قوله تعالى فلا تكن في مرية مما يعبد هؤلاء. ونظيره كثير لم يكن ابدا في مرية من عبادة الاصنام صلى الله عليه وسلم. وهو الذي ظل يحاربها ويناهضها ويدعو الى توحيد الله ثلاثا وعشرين سنة حصر في الشعب فما استسلم. فاوضوه وساوموه نعبد الهك سنة. وتعبد الهنا سنة. فنزل قوله تعالى قل يا ايها الكافرون قل لا اعبد ما تعبدون الى قوله لكم دينكم ولي دين اتريد ان تفهم بعد ثلاث وعشرين سنة قضاها جهادا وثباتا وصبرا وامتحانا وابتلاء انه وقع منه شك حتى نزل قوله تعالى فلا تكن في مرية مما يعبد هؤلاء لا انما المراد ان الخطاب لامته فلا تكفي مرية اما يعبد هؤلاء ما يعبدون الا كما يعبد اباؤهم من قبل. واما هو فعليه الصلاة والسلام قد بلغ درجة اليقين والعلم لكن نفهم هذه الايات ونظائرها من هذا القبيل ان الخطاب له والمراد امته عليه الصلاة والسلام. قال بكر بن العلاء الا تراه يقول ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله فتكون من الخاسرين وهو صلى الله عليه وسلم كان المكذب فيما يدعو اليه. كان المكذب وهو صلى الله عليه وسلم كان المكذب فيما يدعو اليه. فكيف يكون ممن يكذب به فهذا كله يدل على ان المراد بالخطاب غيره. قوله تعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليه. قلنا مراد غيره قل يا محمد للشاك. قل لكل من شك ان كنت في شك فاسأل. وليس المراد هو عليه الصلاة والسلام. طيب على فهم الاية على هذا النحو. الاية الملاصقة لها. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله. بالله عليك هو وكذب عليه الصلاة والسلام هو الذي كذبه قومه يقال له لا تكذب لا يكذب من؟ يكذب نفسه ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله. اذا الخطاب ليس له الخطاب لمن وقع في هذا الطريق من امته؟ قال وهو المكذب فيما يدعو اليه فكيف يكون ممن يكذب به؟ هذا سياق لا يلتئم الا على هذا المعنى الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله نعم ومثل هذه الاية قوله تعالى الرحمن فاسأل به خبيرا. المأمور ها هنا غير النبي صلى الله عليه وسلم ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم هو الخبير المسؤول لا السائل نعم هذا في قوله تعالى في سورة الفرقان وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده. من المأمور هنا النبي عليه الصلاة والسلام فسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا ظاهر سياق الاية يدل ان الخطاب ايضا لرسول الله. يعني فاسأل يا محمد خبيرا بالرحمن. سيسأل من هو الخبير هو المسؤول اذا السؤال او الطلب في قوله تعالى فاسأل به خبير من؟ المأمور هنا غير النبي عليه الصلاة والسلام ليسأل من ليسأل النبي عليه الصلاة والسلام فانه هو الخبير. هو المسؤول في الاية فاسأل به خبيرا. اذا فمثل هذا في القرآن كثير لفظ الاية والخطاب موجه الى رسول الله عليه الصلاة والسلام والمراد غيره. فاذا يزول عنك الاشكال في مثل قوله فان كنت في شك صحيح الخطاب له لكن المراد غيره على مثل ما جرى في عدد من ايات القرآن وقال ان هذا الشك الذي امر به غير النبي صلى الله عليه وسلم بسؤال الذين يقرأون الكتاب كما هو فيما قصه الله من اخبار الامم. لا فيما دعا اليه من التوحيد والشريعة. نعم. سيكون المعنى اذا فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك اذا قلنا ان المعنى هو غير النبي عليه الصلاة والسلام. اذا هل المراد ان يذهبوا فيسألوا شخصا اخر غير النبي يأخذون منه احكام الدين؟ الجواب لا. قال اذا سيكون المأمور بالسؤال فان كنت في شك يعني يا من وقعت في الشك ان كنت في شك لكن فيما قصه الله من اخبار الامم. فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك اسأل من عنده علم بالامم السابقة لا فيما يتعلق بالتوحيد والشريعة لان الدين والشريعة لا يسأل عنها الا من الا الانبياء والرسل عليهم السلام وبالتالي يزول الاشكال في توجيه الخطاب الى غير رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا جزء وطرف من جواب المصنف رحمه الله عن الاية الكريمة ولا يزال للكلام عليها تتمة نأتي عليها في مجلس الجمعة المقبلة ان شاء الله عالم هذه الليلة الكريمة تصبحون فيها غدا على يوم عظيم الليلة كريمة ويوم الغد يوم مبارك. ونحن امام باب من الخيرات ومنجم من الحسنات. نغترف منه ليلتنا وصبيحة غد في جمعتنا هو باب الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا جمعة البشرى فديتك قبي نور الهدى في قلب كل موحد فاغسل همومك يا تقي بها ولا تقنط. وصل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم واغترفوا من صلواتكم على نبيكم بقدر ما ترجون من صلاة ربكم عليكم. وتذكروا من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا. فيا رب صلي وسلم وبارك على الحبيب والمصطفى والنبي المجتبى. صلي يا وسلم على امامنا ونبينا وقدوتنا حبيب القلوب وانسها وسعد الارواح وبهجتها. صلوات الله وسلامه عليه واجعل يا ربي من صلاتنا وسلامنا عليه سلما نرتقي به في اعلى الدرجات وتفرج عنا بها الكربات وتحقق لنا بها الامنيات اللهم اجعلها ليلة مباركة وجمعة عامرة بفضلك وجودك واحسانك. اللهم فارحم موتانا واشفي مرضانا واهد ضال لنا وتقبل منا يا كريم. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا اللهم بالصالحين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم انا نسألك الهدى والعفاف والغنى ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. وصل يا ربي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين