بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له له الحمد في الاخرة والاولى. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته. ومن تبعهم هم باحسان الى يوم الدين. وبعد ايها الاخوة الكرام فهذا عود على بدء بعون الله تعالى وتوفيقه في مدارستنا لكتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للامام القاضي عياض ابن موسى الي رحمة الله عليه واذ نجتمع على هذه المدارسة من هذا الكتاب المبارك في كل ليلة من ليالي الجمعة فانا لنرجوا ان نصيب به قدرا مزيدا من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. في ليلة يستحب فيها الاكثار من هذا الفعل العظيم وهذا الورد الكريم اكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. صلى الله عليه واله وسلم. وقد وقف بنا الحديث ايها الكرام في القسم الثالث من الكتاب في بابه الاول. وقد تقدم انه القسم الذي اراد به الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى ايراد ما يجب وما يستحيل في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. او يجوز او يمتنع من الاحوال البشرية ان يضاف اليه عليه الصلاة والسلام. وكان الحديث في اول ابواب هذا القسم عن العصمة النبوية ومعناها وما الذي جعله الله عز وجل لانبيائه عليهم السلام كافة ولنبينا عليه الصلاة والسلام خاصة وابتدأ المصنف رحمه الله بالعصمة في الامور الدينية لنبينا عليه الصلاة والسلام وذكر اجماع المسلمين على انه لا يمكن ان يكون حال الانبياء والرسل عليهم السلام الا على الكمالات. فيما يتعلق بعقائد قلوبهم توحيدا لله وعلما به سبحانه ومعرفة بما يجب له من الحقوق والايمان باسمائه وصفاته وتمام اليقين الذي جعل الله قلوبهم منعقدة عليه وانتفاء الجهل او الشك او الريب في شأنهم عليهم السلام. ولما اورد المصنف رحمه الله هذا الاجماع واكد تلك القاعدة اورد بعض الاشكالات التي ربما وردت على هذا الاصل العظيم وهو انتفاء الشك وانتفاء الجهل وانتفاء الريب عن عقائد النبيين عليهم السلام عامة وعقيدة وقلب رسولنا صلى الله عليه واله كلما خاصة واورد من الاشكالات مثلا في قول الله سبحانه وتعالى في حق ابراهيم عليه السلام قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ثم اورد قول الله سبحانه وتعالى فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. ولا تكونن من الذين كذبوا بايات الله كيف تكون من الخاسرين واورد رحمه الله الاشكالات التي ربما يتبادر الى الوهم والفهم غير المتأني بعض عليه ثم اجاب عنه وانتقل بعد ذلك الى اشكال ثالث في قوله تعالى والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين. وقف بنا الحديث في اخر المجالس قبيل الحج عند قوله في اشكال في هذا الباب ايضا في حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في قصة نزول الوحي عليه وابتدائه لقد خشيت على نفسي. واذ انقطع بنا الحديث في اثناء هذا الاشكال فانا نعود الى اوله لنصل السابق باللاحق من قوله رحمه الله وكذلك ما ورد في حديث السيرة ومبتدأ الوحي في قوله به صلى الله عليه وسلم لخديجة لقد خشيت على نفسي بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم تسنيم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل فيما يختص بالامور الدينية والكلام في عصمة نبينا صلى الله عليه وسلم وسائر الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه في فصل في حكم عقد قلب النبي صلى الله عليه وسلم من وقت نبوته. الى ان قال وكذلك ما ورد في حديث السيرة ومبتدأ الوحي الوحي ومبتدأ الوحي في قوله صلى الله عليه وسلم لخديجة لقد خشيت على نفسي ليس معناه الشك فيما اتاه الله بعد رؤية الملك ولكن انه خشي الا تحتمل قوته مقاومة الملء. مقاومة الملك واعباء الوحي. فينخلع قلبه او تزهق نفسه. هذا موضع اشكال اخر في هذا الباب قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي اخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها لقد خشيت على نفسي في قصة فتور الوحي وانقطاعه ولما اتاه جبريل عليه السلام فابصر وعاين صلوات الله وسلامه عليه هيبة الملك وعظمة خلق الله جل جلاله في هذا الخلق الكريم. قال لقد خشيت على نفسي فربما اوهمت هذه اللفظة في هذا الحديث الصحيح ان المراد شك دخل قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام في امر النبوة. وريب فيما يتعلق بصلته بربه وما انزل عليه من الوحي فانه ربما تكاثر عليه شيء من معاني الريب الشك الخوف حتى انقطع به الامر الى الظن انه ربما كان ذلك سبب هلاك. قال لقد خشيت على نفسي. قال المصنف رحمه الله ليس معناه الشك فيما اتاه الله بعد رؤية الملك ولكن لعله خشي الا تحتمل قوته مقاومة الملك واعباء فينخلع قلبه او تزهق نفسه. ربما يحتمل هذا المعنى لانه ظاهر في السياق قال لقد خشيت على نفسي يعني الا يقوى صلى الله عليه وسلم على احتمال ما يرى من هيبة خلق الله وعظمته في الملائكة الكرام عليهم السلام والا يحتمل اعباء الوحي فيكون هذا سببا في ان يخشى على نفسه صلى الله عليه وسلم لما قد ينخلع به قلبه او تزهق نفسه. اورد رحمه الله هذا المعنى ابتداء. ثم سيستطرد رحمه الله في تقرير المعنى الذي يفهم من هذا الحديث وهذا على ما ورد في الصحيح انه قاله بعد لقائه الملك او يكون ذلك قبل لقياه الملك واعلام واعلام الله تعالى له بالنبوة لاول ما عرضت عليه من لاول ما عرضت عليه من من لاول ما عرضت عليه من العجائب وسلم عليه الحجر والشجر وبدأته المنامات والتباشير. كما روي في بعض طرق هذا الحديث ان ذلك كان اولا في المنام. ثم اري في اليقظة مثل ذلك. تأنيسا له عليه السلام لئلا يفجأه الامر مشاهدة ومشافهة فلا تحتمله لاول حالة بنية قوله عليه الصلاة والسلام لقد خشيت على نفسي اما ان يكون قد قاله قبل ان يلقى الملك جبريل عليه السلام او يكون بعد ذلك اما الذي في الصحيح فانه قاله بعد لقائه بجبريل عليه السلام وانه قال خشيت على نفسي بعدما رأى الملك ويكون هذا محمولا على ما رآه صلى الله عليه وسلم كما تقدم فخشي الا تحتمي له نفسه. والا تقوى على هيبة ما يرى او اعباء احيوا الرسالة وان يكون في ذلك انخلاع قلبه وزهوق نفسه عليه الصلاة والسلام. فاذا قال قائل وربما كان هذا قبل لقاء الك فقوله لقد خشيت على نفسي وان يقولها بعدما رأى ما رأى من ارهاصات النبوة وتباشيرها ماذا كان يرى عليه الصلاة والسلام قبل النبوة كان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح شيء يراه في المنام ليلا فيصبح وقد تحقق ما رآه البارحة او قبل البارحة قد يحصل هذا لاحدنا مرة او مرات معدودة. لكن ان يكثر له عليه الصلاة والسلام فلا يرى رؤيا الا ووقعت مثل فلق الصبح سيكون هذا للريبة عند الانسان ان شيئا غير معتاد عليه بالنسبة اليه بدأ يظهر في حياته. يمشي عليه الصلاة والسلام فيسلم عليه الشجر والحجر وهذا كان قبل نبوته ارهاصا وكان من تباشير النبوة له عليه الصلاة والسلام فيقول ان احتملنا تلك المقولة على ان تكون قبل لقائه بالملك عليه السلام فيكون لعظيم ما رأى من اختلاف احواله كانت ارهاصات للنبوة ففاجأته صلى الله عليه وسلم احداثها. سلم عليه الشجر والحجر رأى العجائب بدأت المنامات والتباشير لانه في بعض طرق هذا الحديث ان ذلك كان اولا في المنام ثم اري في اليقظة مثل ذلك تأنيسا له صلى الله عليه وسلم لان لا يفجأه الامر مشاهدة ومشافهة فلا تحتمله بنية البشرية لاول حالة. نعم وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة قالت ثم حبب اليه الخلاء وقالت الى ان جاءه الحق وهو في غار حراء. الحديث فهذا تأكيد لما تقدم انه كان صلى الله عليه وسلم قبل ان يأتيه جبريل عليه السلام في غار حراء فيضمه ويقول له اقرأ فيقول ما انا بقارئ حتى قال بعدها في الثالثة اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق انه كان قبل ذلك لقاء كان يرى عليه الصلاة والسلام اشياء وكان يسمع سلاما وكانت تأتيه من ارهاصات النبوة وتباشيرها شيء فوق العادة. فوق ما جرت به العادة في خلق الله فكان ذلك ربما اثار الخوف والفزع في قلبه عليه الصلاة والسلام ولم يكن يعلم حينها انه نبي. وما اتاه الوحي بعد صلى الله عليه وسلم فيكون هذا جوابا محتملا تؤكده رواية الصحيح عن عائشة اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة قبل لقاء جبريل عليه السلام. كانت بدايات الوحي رؤى ومنامات يراها. فاذا وقعت وتحققت ما كان يراه. قالت ثم حبب اليه الخلاء الى ان جاءه الحق وهو في غار حراء. فدل ذلك على ان الرؤى والمنامات الصادقة التي كان يراها فتتحقق واقعا كانت قبل لقائه جبريل عليه السلام. نعم. وعن ابن عباس رضي الله عنه مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة. يسمع الصوت ويرى الضوء سنين ولا يرى شيئا وثماني سنين يوحى اليه. مكث النبي عليه الصلاة والسلام بمكة خمس عشرة سنة هكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما في الرواية التي اخرجها الامام مسلم في الصحيح واحمد في المسند. والذي عليه عامة اهل السير وارباب التواريخ انه مكث عليه الصلاة والسلام بمكة كم بعد النبوة ثلاث عشرة سنة كان يقضيها في الدعوة عليه الصلاة والسلام سرا في اولها وجهرا في اكثرها. ثم قضى بعد الهجرة بالمدينة عشر سنوات. فتحتمل هنا في رواية ابن عباس انه جبر الكسرة وقوله خمس عشرة سنة هو ربما رواية ذكرها رضي الله عنه والا فالمشهور الذي عليه الاكثر انها ثلاث عشرة سنة. ثم قسم هذه المدة رضي الله عنهما الى قسمين. قال يسمع الصوت ويرى سبع سنين ولا يرى شيئا جعل هذه السبع سنوات وهي نصف الخمس عشرة جعلها ارهاصات في النبوة يسمع الصوت ويرى الضوء يعني يسمع صوت الملك ويرى نور الملك او برقا او ضوءا ولا يرى شيئا يعني لم يرى على الحقيقة بعينه عليه الصلاة والسلام الملك الكريم عليه السلام قال ثمانية سنين يوحى اليه وانه جعل الارهاصات للنبوة كانت سبع سنين قبل النبوة. ثم اتاه الوحي فاذا قوله لقد خشيت على نفسي ان جمعت الروايات بعضها الى بعض دل على ان المراد خشي على نفسه من كثرة ما كان يرى بل سيأتيك الان انه كانت خديجة رضي الله عنها تبحث له عن رقية ترقيه به. لانه كان يحتمل ان يأتيه شيء من مس كل هذا قبل النبوة قبل ان يأتيه جبريل عليه السلام ويقول له اقرأ فكانت احوالا غير اعتيادية وكانت امورا يمر بها عليه الصلاة والسلام فوق ما جرت به العادة في حياة الناس. نعم وقد روى ابن اسحاق عن بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وذكر جواره بغار حراء. قال فجاءني انا نائم فقال اقرأ فقلت ما اقرأ وذكر نحو حديث عائشة في غطه له واقرائه اياه اقرأ باسم ربك السورة ثلاثا. قال فانصرف عني وهببت من نومي كأنما صورت في قلبي ولم يكن ابغض الي من شاعر او مجنون ثم قلت لا تحدثوا عني قريش بهذا ابدا. لاعمدن الى حالق من الجبل فلاطرحن نفسي منه فلاقتلنها لاعمدن الى حالق من الجبل يعني الى مكان عال مرتفع من الجبل فلا احن نفسي منه فلاقتلنها. نعم. فبين انا عابد لذلك اذ سمعت مناديا ينادي من السماء يا محمد انت رسول الله وانا جبريل فرفعت رأسي فاذا جبريل على صورة رجل وذكر الحديث فقد بين لك في فقد بين لك في هذا ان قوله لما قال وقصده لما قصد انما كان قبل لقاء جبريل جبريل عليهما السلام وقبل اعلام الله تعالى له بالنبوة واظهاره اصطفائه له بالرسالة ومثله حديث عمرو بن شرحبيل انه عليه السلام قال لخديجة رضي الله عنها اني اذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد خشيت والله ان يكون هذا لامر نعم قال رحمه الله وقد روى ابن اسحاق عن بعضهم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فجاءني وانا نائم فقال اقرأ قلت ما اقرأ وذكر نحو حديث عائشة رضي الله عنها في غطه له واقرائه اياه الى اخر الحديث اورد المصنف هذا الاثر او هذه الرواية فيما اوردها ابن اسحاق في سيرته اوردها استطرادا في تقرير جوابه وان الذي كان يراه عليه الصلاة والسلام قبل لقاء جبريل عليه السلام كان هو حامل على قوله لقد خشيت على نفسي وانه من كثرة ما كان يرى ويسمع ولم يصل الى درجة نزول الوحي. فاحاط بقلبه الكريم عليه الصلاة والسلام. من الرعب من الخوف من القلق من الهلع ما جعله يخشى به على نفسه. في رواية ابن اسحاق هنا انها كانت ايضا قبل لقاء جبريل عليه السلام لكن فيها زيادة فقلت لا تحدثوا عني قريش بهذا ابدا لاعمدن الى حالق من الجبل فلاطرحن نفسي منه فلا اقتلنها. قال فبينما انا عامد لذلك سمعت مناديا ينادي من السماء يا محمد انت رسول الله وانا جبريل رفعت رأسي فاذا جبريل على صورة رجل الى اخر الحديث. هذا الحديث ايها الكرام لا يصح سندا. اخرجه ابن اسحاق في سيرته من طريق عبد الملك بن عبدالله بن ابي سفيان بن العلاء الثقفي عن بعض اهل العلم هذا اسناد في جهالة وقد فند الالباني رحمه الله هذا الحديث في سلسلة الضعيفة وذكر ايضا تخريج الطبري رحمه الله لها في تفسيره وان سنده لا يفرح به وفيه علل فيه علل لانه يتكلم اولا لا يصح سندا ثم ينسب الى رسول الله عليه الصلاة والسلام همه بقتل نفسه والانتحار وان يرضي نفسه من شاهق من اعالي الجبال لا يصح. الصحيح الثابت قوله لقد خشيت على نفسي. ما زاد على ذلك من انه سعى الى قتل نفسه ولما هم بذلك اذا بجبريل عليه السلام اما الرواية في هذا فلا تصح آآ اسانيدها اطلاقا وهي من الضعيف الذي لا يلتفت اليه لكن المصنف ارادها شاهدا لكون مقولته صلى الله عليه وسلم خشيت على نفسي انه وقع قبل لقياه الملك جبريل عليه السلام ثم اورد شاهدا ثانيا فقال ومثله حديث عمرو بن شرحبيلا انه صلى الله عليه وسلم قال لخديجة رضي الله عنها اني اذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد خشيت والله ان يكون هذا لامر نعم الرواية حماد ومن رواية حماد بن سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لخديجة اني لاسمع صوتا وارى ضوءا واخشى ان يكون بي جنون. كل هذا متى قبل قبل الوحي وكانت لما فترة ارهاصات النبوة فيسمع ويرى الاشياء صلى الله عليه وسلم. نعم وعلى هذا يتأول لو صح قوله في بعض هذه الاحاديث ان الابعد شاعر او مجنون. وقد تقدم انها من رواية ابن اسحاق وهي لا تصح. نعم. والفاظا يفهم منها معاني الشك في صحيح ما رآه. في تصحيح ما رآه في تصحيح ما رآه وانه كان كله في ابتداء امره. وقبل لقاء وقبل لقاء الملك له واعلان بالله انه رسوله فكيف وبعض هذه الالفاظ لا تصح طرقها؟ نعم وصدق المصنف رحمه الله واجاد في الجواب انها محمولة على انها كانت قبل لقائه جبريل عليه السلام. وقبل نزول الوحي وان بعضها لا يصح لفظها وطريقها الموصل اليها اصلا. نعم واما بعد اعلام الله تعالى له ولقائه الملك فلا يصح فيه ريب ولا يجوز عليه شك فيما القي اليه نعم اذا قوله خشيت على نفسي لم يكن بعد الوحي وانما كان قبله على هذا التأويل. وان قلنا على الصحيح انه قاله بعد الوحي فالمراد خشيت يعني هيبة ما يلقاه ومن لقي الملك وعدم احتماله اعباء الوحي وما يلقاه صلى الله عليه وسلم من شدة في نزول الوحي وهذا معنى الخشية وليس معناه الشك او الريب فيما اتاه الله من الوحي وانزل عليه من امر النبوة وقد روى ابن اسحاق عن شيوخه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقى بمكة من العين قبل ان ينزل عليه. فلما نزل عليه القرآن اصابه نحو ما كان يصيبه. فقالت له خديجة اوجه اليك من يرقيك قال اما الان فلا. هذا فيما ذكره ابن اسحاق في سيرته. اما الان فلا لانه رأى الحق عليه الصلاة والسلام وعلم انه وحي من الله وشأن الوحي واحوال الانبياء عليهم السلام هو خلاف ما جرت به العادات. وفيها المعجزات وفيها الوحي الذي يأتي من السماء وفيه لقاء الملائكة الكرام عليهم السلام فلما عرف انها نبوة ادرك انه ليس عارضا يحتاج الى علاج او رقية صلوات الله وسلامه عليه وحديث خديجة واختبارها امر جبريل بكشف رأسها. الحديث انما ذلك في حق خديجة لتتحقق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وان الذي يأتيه ملك ويزول الشك عنها لا انها فعلت ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وليختبر هو حاله بذلك بل قد ورد في حديث عبدالله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام عن ابيه عن عائشة ان ورقة امر خديجة ان ان تختبر الامر بذلك. نعم. اشار هنا رحمه الله الى حديث خديجة رضي الله عنها قال وحديث خديجة واختبارها امر جبريل بكشف رأسها الحديث يشير الى ما اخرجه الطبراني في المعجم الاوسطي وقال الهيثمي عنه واسناده حسن حديث خديجة قالت قلت يا رسول الله يا ابن عم هل تستطيع اذا جاءك الذي يأتيك ان تخبرني به هذا في رواية الطبراني رحمه الله قالت يا رسول الله يا ابن عم هل تستطيع اذا جاءك الذي يأتيك ان تخبرني به فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم يا خديجة. قالت خديجة فجاءه جبريل عليه السلام ذات يوم وانا عنده. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خديجة هذا صاحبي الذي يأتيني قد جاء فقلت له قم فاجلس على فخذي الايمن فقلت له هل تراه؟ قال نعم فقلت له تحول فاجلس على فخذي الايسر فجلس صلى الله عليه وسلم فقلت هل تراه؟ قال نعم قلت له فتحول فاجلس في حجري فجلس فقلت له هل تراه؟ قال نعم. قالت خديجة فتحسرت. قالت فتحسرت وطرحت خماري. وقلت هل قال لا فقلت هذا والله ملك كريم والله ما هو شيطان هذا الحديث من خديجة رضي الله عنها فيما روى الطبراني في الاوسط وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد ارادت اختبار معرفة الذي يأتي رسول الله عليه الصلاة والسلام اهو وحي وملك كريم؟ ام هو مس وشيطان رجيم قالت اجلس على فخذي الايمن فالايسر ثم بينهما في حجري واذا هو موجود حاضر قالت فلما تحسرت وطرحت خمارها وكشفت رأسها زال. قالت هذا والله ملك كريم. قالت اهو شيطان؟ قالت خديجة فقلت لورقة ابن نوفل ابن اسد ابن عبد العزى ابن قصي. ذلك مما اخبرني به محمد رسول الله الله عليه وسلم قال ورقة حقا يا خديجة حدثتك لما اتاه الوحي اول مرة وانطلقت خديجة رضي الله عنها برسولنا عليه الصلاة والسلام الى ورقة ابن نوفل وقد كان عنده بعض من علم كتاب وكان حنيفيا لا يشارك قريشا في ذلك فاستبشر. وبشرها بانها ارهاصات نبوة. وانه ان صدق عليه الصلاة والسلام في وصف ما رأى واصاب فهو الوحي او هو الناموس الذي كان يأتي موسى عليه السلام. والمقصود انها تثبتت بذلك قال المصنف اما حديث خديجة في اختبار امر جبريل بكذا وكذا قال انما فعلت ليزول الشك عنها لا انها فعلت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ليختبر هو بذلك الحال. فما كان شكا اراد هو عليه الصلاة والسلام التثبت به لنفسه انما ارادت خديجة ذلك لامرها وحقها وشأنها. قال المصنف بل قد ورد في حديث عبدالله ابن محمد ابن يحيى ابن عروة. عن هشام عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها ان ورقة امر خديجة ان تختبر الامر بذلك. اذا كان امرا منه وان كانت الرواية هنا لا تصح وفي اسناده عبد الله بن محمد الذي اشار اليه المصنف رحمه الله ضعيف الحديث قال ابن حبان لا يحل كتابة حديثه عنه نعم وفي حديث اسماعيل ابن ابي حكيم انها قالت برسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن عم هل هل تستطيع ان تخبرني بصاحبك اذا جاءك؟ قال نعم. فلما جاء جبريل اخبرها فقالت له اجلس الى شقي وذكر يشق يعني الى جنبي وهو الذي ورد في رواية الطبراني على فخذ الايسر والايمن وهكذا. نعم وذكر الحديث الى اخره وفيه فقالت ما هذا شيطان؟ هذا الملك يا ابن عم فاثبت وابشر وامنت به فهذا يدل على انها مستثبتة بما فعلته لنفسها ومستظهرة لايمانها لا للنبي صلى الله عليه وسلم صلى الله الله عليه وسلم اذا استطرد المصنف رحمه الله في تفنيد ما يتعلق بقوله خشيت على نفسي اورد الرواية الصحيحة واجاب عنها واجاب عنها على احتمال ان تكون قد قالها عليه الصلاة والسلام تلك الجملة قبل لقاء جبريل عليه السلام وعلى احتمال ان تكون بعد ذلك واجاب على كلا الاحتمالين. ثم اتى الى رواية خديجة رضي الله عنها في امرها له عليه الصلاة والسلام باخبارها اذا جاءه جبريل عليه السلام واجاب عن ذلك ينتقل المصنف الان الى جملة ايضا متعلقة بهذا السياق في الحديث الذي اخرج البخاري رحمه الله في الصحيح في نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانها متصلة بما سبق في قوله خشيت على نفسي. والرواية المردودة التي وردت قبل قليل في رواية ابن اسحاق. قال لقد آآ هممت لاعمدن الى حال من الجبل فلا اطرحن نفسي منه. نعم وقول وقول معمر في فترة الوحي فحزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من شواهق الجبال. لا يقدح في هذا لا يقدح في هذا الاصل لقول معمر عنه فيما بلغنا ولم يسنده ولا ذكر راويه ولا من حدث به ولا ان النبي صلى الله عليه وسلم قاله ولا يعرف مثل هذا الا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم. نعم. اشار المصنف الى قول معمر في رواية الزهر الزهري قال اخبره عروة عن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح البخاري لما قالت وفتر الوحي فترة. حديث عائشة الذي صدر به البخاري رحمه الله الصحيحة ثم اورد الحديث مرة اخرى في كتاب التعبير. باب اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة. اللفظ عند البخاري في ذاك الموضع من الصحيح فمن رواية عائشة رضي الله عنها انها قالت وفترى الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا من القائل الحديث من رواية عائشة تقول وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا لن يكون القول قول عائشة كيف تقول حزن فيما بلغنا القائل هو معمر راوي الحديث عن الزهري عن عروة عن عائشة في صحيح البخاري. هذا اللفظ مدرج من كلام معمر في الحديث وليس من كلام عائشة ماذا قال معمر؟ قال وحزن النبي عليه الصلاة والسلام حزنا فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا ان يتردى من رؤوس شواهق الجبال. فكلما اوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل. فقال يا محمد انك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع. فاذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فاذا اوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك هذه الزيادة في هذا اللفظ من رواية عائشة. والحديث عند البخاري في الصحيح هي من كلام الزهري والزهري تابعي رحمه الله يدرك تلك الحادثة ولم يذكر هو احدا من الصحابة بلغه بل قال فيما بلغنا. يقول الحافظ ابن حجر ثمان القائل فيما بلغنا هو الزهري ومعنى الكلام ان في جملة ما وصل الينا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه القصة وهو من بلاغات الزهر ليس موصولا. ولهذا قال الكرماني ايضا هذا هو الظاهر وهذه البلاغات من الزهري وغيره من التابعين هي في حكم المعلق عند المحدثين الذي لا يصح فان قال قائل لكنها في البخاري نعم اخرج البخاري رحمه الله الصحيح الحديث كاملا الحديث صحيح لكن هذه الجملة المدرجة في رواية الحديث معلقة او بلاغ من الزهر فليس لها حكم الحديث المرفوع الى النبي عليه الصلاة والسلام فاذا هي مدرجة لا يصح عزوها الى صحيح البخاري باعتبارها داخل الرواية. يقول الشيخ الالباني رحمه الله هذا العزو للبخاري خطأ لان ذلك يوهم ان قصة التردي هذه صحيحة على شرط البخاري وليس كذلك وبيانه ان البخاري اخرجها في في اخر حديث عائشة في بدء الوحي وذكر الرواية قال وهكذا اخرجها بهذه الزيادة احمد وابو نعيم والبيهقي من طريق عبد الرزاق عن معبر به. ومن هذه الطريق ايضا اخرجه مسلم. لكنه لم يسق لفظه. واحال به على لفظ رواية يونس عن ابن شهاب. وليس فيه تلك زيادة وكذلك اخرجه مسلم واحمد من طريق عقيل ابن خالد قال ابن شهاب به دون الزيادة وكذلك البخاري في اول الصحيح فاذا هذه الزيادة المذكورة من قول معمر فيها علتان كما يقول الالباني رحمه الله. الاولى تفرد معمل بها دون باقي الرواة عقيم فاذا هي شذوذ منه رحمه الله. والعلة الثانية انها مرسلة لان قول الزهري فيما بلغنا هو ظاهر من السياق من له من قوله وليس متصلا بالمرفوع فدل ذلك على ان هذه الزيادة في وصف حال رسول الله عليه الصلاة والسلام فحزن حزنا غدا منه مرارا قد يتردى من شواهق الجبال لا تصح اطلاقا. وادراجها في رواية داخل صحيح البخاري ما اوهمت من لا علم له بصنعة الحديث ان جزء من الحديث المرفوع فيورده شبهة على اهل الاسلام. فيقول هذا نبيكم والحديث صحيح في اصح كتاب عندكم بعد القرآن في البخاري. وها هو ذا يثبت انه بلغ حالة اراد ان يرمي فيه نفسه عليه الصلاة والسلام من شواهق الجبال. اذا هذا جزع منه او ضعف ايمان او شيء من الاوصاف التي لا تليق برسول الله. صلى الله عليه وسلم. فاعرفوا ثواب يا كرام ان اللفظ هذا مدرج في حديث صحيح وهذا الادراج بتلك الجملة لا تصح وقد بين العلماء ذلك فيما اوردوه في الدبيان لهذه الجملة ووقعها في الرواية واثرها وقد اخرج عدد من المحدثين تلك الزيادة باسانيد اضعف واوهى مما ذكر البخاري فلا يستقيم منها طريق. اخرجها ابن مردوية ايضا كما ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري واخرجها ابن سعد في الطبقات واخرجها ايضا الامام ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره واورد ذلك الاثر وتلك الرواية وقال كل ذلك فيما تبين لا تصح لها طريق ولا يثبت لها اسناد اقام. كل ذلك قد بينه العلماء وخلاصة ذلك ان الحديث ضعيف سندا. بهذه الجملة. منكر متنى لا يطمئن القلب المؤمن لتصديق هؤلاء الضعفاء فيما نسبوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من همه بقتل نفسه بالتردي من الجبل كيف هو القائل عليه الصلاة والسلام من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم فيها خالدا ابدا لا سيما وان اولئك الضعفاء في تلك الزيادة الضعيفة خالفوا الثقات الذين رووا ذلك الحديث بلفظهم رواية عائشة رضي الله عنها فلم يذكروا تلك الزيادة. في تلك الاسانيد الضعيفة اذا. في ورواية محاولة النبي عليه الصلاة والسلام للانتحار وقتل نفسه كل ذلك باطل سندا. اما متنا فالنظر الناقد يكشف وايضا بطلانها كيف؟ لان فترة انقطاع الوحي التي كانت في حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام لماذا فتر الوحي؟ جاءه في البداية ورأى جبريل عليه السلام ثم انقطع الوحي لماذا انقطع من قطع الوحي وفتر الا الا تثبيتا لقلبه عليه الصلاة والسلام لما رأى الوحي فزع رجع قال زملوني دثروني فنزل يا ايها المدثر قم فانذر يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا كان وحيوا اول ما جاءه عليه الصلاة والسلام امرا جللا وشيئا مفزعا عظيما اذا ففترة الوحي وانقطاعه انما كانت لاجل تثبيت قلبه عليه الصلاة والسلام. وازالة الخوف بالذي جاءه اول الوحي للاستعداد لما بعده. اذا كان انقطاع الوحي لتثبيت قلبه فكيف فكيف تأتي الرواية وتقول ان انقطاع الوحي كان سببا يريد ان يلقي به نفسه من شاهق الجبال فهذا مناقض تماما لمن ادرك معنى الحديث ولهذا فان الحكمة ليحصل له من يحصل لما كان يجده ليذهب ما كان يجده عليه الصلاة والسلام من الروع وليحصل له الشوق الى عود الوحي اليه مرة اخرى صلى الله عليه وسلم. امر اخر انه صلى الله عليه وسلم لم يشك للحظة في كونه نبيا وقد ثبت الله قلبه بالوحي. وما وجده من الرهبة في نزول الوحي اول مرة يدل على البشرية لانه بشر ولاول مرة يلقى ملكا فيخاطبه ويحدثه ويضمه ويأتيه بالقول فالخوف والفزع والرهبة نظرا لبشريته عليه الصلاة والسلام وهذا امر طبيعي. ونظرا لشدة الوحي وقد كان يعاني صلى الله عليه وسلم في ذلك عند نزول الوحي في بعض صوره كما صحت بذلك الرواية. فدل اذا على ان الفزع ان الخوف كان لاجل البشرية التي هو فيها عليه الصلاة والسلام لكن لا تبلغ ما ذكرته تلك الروايات الضعيفة سندا المنكرة متنا. فلا يصح رواية واحدة اطلاقا فيما يروى في بعض كتب السنن ودواوينها من نسبة النبي عليه الصلاة والسلام الى الهم بقتل نفسه اول وان الزيادة التي في صحيح البخاري لا يصح نسبتها الى الصحيح لانها ليست على شرطي بل هي جملة مدرجة في حديث صحيح متصل بسنده وهي بلاغ مقطوع الاسناد. والروايات الاخرى التي وردت عند غيره اضعف واوهى سندا ولا تقيم منها شيء. لهذا قال المصنف هنا وقول معمر في فترة الوحي فحزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من شواهق الجبال لا يقدح في هذا الاصل لم؟ قال لقول معمل عنه فيما بلغنا ولم يسنده. ولا ذكر راويه ولا من حدث به. ولا ان النبي صلى صلى الله عليه وسلم قاله ولا يعرف مثل هذا الا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم. اذا هذا تفنيد ورد لشبهة يمكن ان بعض المغرضين او بعض الجهلة يقف على شيء فلا يفقهه فتثور عنده شبهة وشك فهذا جوابها. نعم مع انه قد يحمل على انه كان اول الامر كما ذكرناه. او انه فعل ذلك لما احرجه من تكذيب من بلغه كما قال تعالى فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا. هنا اورد المصنف رحمه الله جوابين اخرين؟ يقول اذا افترظنا ان الرواية صحيحة فلها ايظا جواب وعنها مخرج كيف افترض ان الرواية صحيحة انه هم صلى الله عليه وسلم بالتردي من شواهق الجبال. يقول عندي جوابات بل ثلاثة الجواب الاول يحمل على انه كان اول الامر كما ذكرناه. يعني قبل قبل لقاء جبريل عليه السلام وان كان ذلك يعتريه مما اعتراه من الخوف مما يسمع ويرى. اذا كان قبل ذلك شيء مما اعتراه واحاط بقلبه من الخوف والهلع ليس بعد نزول الوحي. جواب ثان انه فعل ذلك لما اصاب قلبه من الهم والحزن من تكذيب قومه له وهذا على معنى قوله تعالى فلعلك باقع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا لن يهلك النبي عليه الصلاة والسلام نفسه ولن يصيبه ذلك الهلع والخوف لاجل تكذيب قومه له. فيكون ايضا هذا جوابا محتملا على افتراض تصحيح الرواية وان ذلك محمول على ما ملأ قلبه صلى الله عليه وسلم من الهم من الحرج من قومه له وخشية وقوع عذاب الله تعالى بهم. نعم ويصحح معنى هذا التأويل حديث رواه حديث رواه شريك عن عبد الله ابن عن عبد الله ابن محمد ابن بني عقيل عن جابر بن عبدالله ان المشركين لما اجتمعوا بدار الندوة للتشاور في شأن النبي صلى الله عليه وسلم واتفق رأيهم على ان واتفق رأيهم على ان يقولوا انه ساحر. اشتد ذلك عليه وتزمل في ثيابه وتدثر فيها فاتاه جبريل فقال له يا ايها المزمل يا ايها المدثر يا ايها المزمل ويا ايها المدثر فاتاه جبريل فقال له يا ايها المزمل يا ايها المدثر ويا ايها المدثر قصد الايتين معا. هذه الرواية التي ساقها المصنف رحمه الله آآ شاهدا وقرينة للمعنى الذي حمل عليه الرواية وانها كانت من اجل ما اصابه عليه الصلاة والسلام الا ان الرواية لا تصح فيما رواها البزار والطبراني في المعجم الاوسط وفيه بعض الرواة متهم بالكذب. ورواية الطبراني ايضا فيها من هو متروك فلا تصح الرواية ايته انما اوردها المصنف شاهدا وقرينة للمعنى الذي حمل عليه الرواية على افتراض صحتها. نعم واتفق رأيهم على ان يقولوا انه ساحر. اشتد ذلك عليه وتزمل في ثيابه. وتدثر فيها. فاتاه جبريل فقال له يا ايها المزمل ويا ايها المدثر او خاف ان الفترة لامر او سبب منه فخشي ان يكون عقوبة من ربه. ففعل ذلك بنفسه ولم يرد قعدوا شرع بالنهي عن ذلك فيعترض به. هذا جواب ثالث اورده المصنف على افتراض صحة الرواية الجواب الاول ان يحمل على ان ذلك كان في اول الامر قبل لقاء جبريل عليه السلام. الجواب الثاني انه فعل ذلك لما وقع في قلبه من الخشية والهم والحزن بسبب تكذيب قومه صلى الله عليه وسلم الجواب الثالث ان يكون الذي اصابه من الخوف ان انقطاع الوحي كان بسبب يعود اليه عليه الصلاة والسلام لامر يتعلق به وخشي ان يكون انقطاع الوحي عقوبة من الله. ففعل ذلك بين قوسين ان صحت الرواية اذا صحتها انه فعل ذلك خشية ان يكون الذي حصل من انقطاع الوحي بسببه وان يكون ذلك عقوبة من ربه. وان ذلك الزمان في ابتداء الوحي لم يكن جاء الشرع بعد بالنهي عن قتل النفس. او الانتحار ونحو ذلك لئلا يكون موردا للاعتراض هذا جواب على احتمال ان يكون ذلك كذلك. والا فقد تبين لك ان الرواية باطلة مفندة سندا من كرة متنا نعم ونحو هذا فرار يونس عليه السلام خشية تكذيب قومه له. لما وعدهم من لما لما وعدهم به بما وعدهم به من العذاب. وقول الله تعالى في يونس عليه السلام فظن ان لن نقدر عليه. معناه ان لن نضيق عليه نحو هذا فرار يونس عليه السلام. يعني ان حملنا في الجواب الثالث ان ذلك منه عليه الصلاة والسلام كان من اجلي من اجل خشيته ان يكون هذا عقوبة من الله. وان انقطاع الوحي كان بسبب يعود اليه صلى الله عليه وسلم قال فاعلم ان ذلك كان ايضا من بعض الانبياء مثل يونس عليه السلام. لما فر وركب البحر فالت به القرعة الى القائه عليه السلام في اليم ثم ابتلعه الحوت فالتقمه. قال المصنف رحمه الله نحو هذا فرار يونس عليه السلام. خشية تكذيب قومه له لما وعدهم به من العذاب الاليم. وقول الله في يونس عليه السلام فظن ان لن نقدر عليه الاية معناه ان لن نضيق عليه. نعم قال مكي طمع في رحمة الله والا يضيق عليه مسلكه في خروجه مسلكه. والا يضيق عليهم مسلكه في خروجه فظن يعني يونس عليه السلام في الاية في سورة الانبياء وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه. من الذي ظن يونس عليه السلام ماذا ظن ان لن نقدر عليه هل للذي وقع في ظن يونس عليه السلام ان الله لا يقدر على يونس عليه السلام ولا على ان يبلغه ظاهر الاية ربما اوهم ذلك. المصنف رحمه الله اراد تصحيح الفهم قال قوله تعالى فظن ان لن نقدر عليه معناه ان لن نضيق عليه لان الفعل قدر يقدر يأتي بمعنى استطاع مثل ما تقول انا اقدر على كذا يعني انا استطيع ويأتي بمعنى ضيق قال الله عز وجل فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه يعني ضيق قدر عليه رزقه يعني ضيق فتأتي قدر في اللغة بمعنى التضييق ومنه قوله تعالى الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر اذا يقدر عكس يبسط البسط السعة والتقدير هنا التضييق اذا ان قدر يقدر يأتي بمعنى ضيق اذا فظن ان لن نقدر عليه يعني ان لن نضيق عليه. خرج يونس عليه السلام ولا يزال محسنا الظن بربه انه لا يضيق عليه طريقا ولا يسد عنه باب رحمة. وان رحمة الله ستكون معه. اذا خرج لا يزال مستصحبا حسن الظن بربه. وذا النون اذ ذهب مغاضبا مغاضبا لمن لربه او لقومه مغاضبا لربه او لقومه لقومه. طيب وقول من قال من المفسرين مغاضبا لربه على ماذا يحمل مغاضبا لربه غضبا له لا منه سبحانه وتعالى كما تقول انا غضبت لك يعني لاجلك وليس منك وذا النون اذ ذهب مغاضبا. هذا الفهم يا كرام من اجل ان تستقيم الافهام على معنى الاية الكريمة في شأن مقام الانبياء عليهم السلام. لان مقامهم يا اخي هو ارفع من مقام الصالحين في امة يعني تعال الى اعلم العباد واكثرهم صلاحا وزهدا وعلما وامامة وتقى. بالله عليك اتظن عالما بلغ في درجة علمه وفهمه وتقواه وصلاحه وولايته عند الله انه رغم ما وصله من الصلاة حتى اصبح وليا يمكن ان يبلغ به مقامه سوء الظن بربه او قدح في عقيدته بربه يا اخي هذه لا تقبلها في بشر. في سائر البشر وهم بشر يجوز عليهم الخطأ. فكيف يستقيم ان نفهمها في حق من هم اعلى من سائر البشر من الصالحين والعلماء والعباد والاولياء هؤلاء انبياء. اصطفاهم الله عز وجل فهم كملوا من البشر عليهم السلام. نقول ذلك تثبيتا لهذا الاصل العظيم. وذا النون اذ ذهب مغاضبا عليه السلام. فظن ان لن نقدر عليه يعني ان لن نضيق عليه. نعم. قال مكي قال مكي طمع في رحمة الله والا يضيق عليه الا يضيق طمع في رحمة الله والا يضيق عليه مسلكه في خروجه. يعني حتى لما خرج حزينا وفر من قومه وركب البحر لا مستصحبا حسن ظنه بالله فظن ان لن نقدر عليه يعني ان لن يظيق الله عليه بابا. بالله عليك عبد الله انت اذا اصابتك ساعات الهم واحاط بك الكرب وخرجت على وجهك لا تدري اين تتجه؟ ايملأ قلبك حسن ظن بربك كمثل الانبياء عليهم السلام وانك انا اتجهت صعدت جوا ركبت بحرا اتيت واديا ذهبت الى برية لا يزال تعلقك بربك وانه معك في كل في كل حال وفي كل مكان هذا شأن الانبياء عليهم السلام. نعم. وقيل وقيل حسن ظنه بمولاه انه لا عليه العقوبة هذا معنى ثاني الا ان لن نقدر فظن ان لن نقدر محمول على معنى القدر وهو الحكم يعني ظن ان ان الله لا يمكن ان يقضي عليه بعقوبة. هو ايضا في سياق حسن الظن بالله جل جلاله. اما بمعنى ان لن نقدر يعني لن نضيق او بمعنى لن نقدر يعني لن نقضي عليه عقوبة تلحقه عليه السلام وقيل نقدر عليه ما اصابه وقد قرأ نقدر عليه فظن ان لن نقدر عليه بالتشديد وهي في عداد القراءة الشاذة نعم وقيل نؤاخذه بغضبه وذهابه وقال ابن زيد معناه افظن ان لن نقدر عليه على الاستفهام. قال ابن زيد في معنى اخر في الاية وذا النون اذ ذهب بل فظن ان لن نقدر عليه. معنى الاية انها جملة في سياق تقرير والمعنى الاستفهام بمعنى وذا النون اذ ذهب مغاضبا افظن ان لن نقدر عليه على معنى الاستفهام. وبالتالي فلا يصح في اي معنى او اوردناه من معاني الاية وتأويلها لا يصح فيها معنى ينسب فيه سوء الظن بالله عز وجل الى نبي كريم من الانبياء عليهم السلام يونس عليه السلام ولا يليق ان يظن بنبي ان يجهل صفة من صفات ربه وكذلك قوله اذ ذهب مغاضبا. الصحيح مغاضبا لقومه لكفرهم. وهو قول ابن عباس والضحاك لا لربه عز وجل اذ مغاضبة الله معاداة له ومعاداة الله كفر لا تليق بالمؤمنين. فكيف بالانبياء؟ وقد ان معنا مغاضبا لربه سيكون على معنى الغضب لاجله وبالتالي يزول هذا الاشكال. لان ما اورده بعض المفسرين ان قوله اذ ذهب مغاضبا قال الحسن البصري والشعبي وسعيد بن جبير مغاضبا لربه عز وجل ورجح ذلك الامام الطبري رحمه الله والقطبي واستحسنه عدد من اهل العلم. وروي ايضا عن ابن مسعود يقول النحاس وربما انكر هذا من لا يعرف اللغة وهو قول صحيح. والمعنى مغاضبا من اجل ربه. كما تقول غضبت لك اي من اجلك والمؤمن ويغضب لله عز وجل اذا عصي واكثر اهل اللغة يذهب الى ان قوله عليه الصلاة والسلام لعائشة في حديث بريرة واشترطي لهم الولاء يعني واشترطي عليهم ومعنى كذلك معلوم عند الفقهاء في معنى نسبة الافعال التي تعدى بالحرف. وما الذي يمكن ان يستقيم به المعنى؟ ولهذا قال فظن ان نقدر عليه ايضا في معنى الاية الكريمة في بشأن يونس عليه السلام على ما تقدم. اذا مغاضبا اي لربه اذا حملنا ذلك على هذا المعنى فان الغضب له وليس منه الغضب لاجل ربه جل جلاله. واما قوله فظن ان لن نقدر عليه قيل في رواية هي التي ردها عامة اهل العلم ان ابليس لعنه الله استنزل يونس عليه السلام ووقع في ظنه امكان الا يقدر الله عليه بمعاقبته هذا قول مردود. مرغوب عنه لانه كفر كما يصرح بذلك الامام القرطبي رحمه الله ولا يصح نسبته الى نبي قط. وروي عن بعض السلف ولا يصح. لكن المعنى كما تقدم ان لن نقدر اما من معنى التضييق واما من امعني معنى الحكم والقضاء والقدر وليس معناه الاستطاعة. فظن ان لن نقدر ليس نفيا للاستطاعة بل نفي ضيق او نفي لحكم وقضاء لله عز وجل عليه بالعقوبة. ويستوي جميع ذلك في حسن ظنه بالله جل جلاله وهذا شأن الانبياء الكمل عليهم السلام وقيل مغاضبا لبعض الملوك فيما امره به من التوجه الى امر الى امر امره الله به على لسان نبيه اخر فقال له يونس غيري اقوى عليه مني فعزم عليه فخرج لذلك مغاضبا اشار هنا المصنف رحمه الله الى آآ رواية اخرى قيل مستحيا مستحييا من قومه ان يسموه بالكذب او يقتلوه وقيل مغاضبا لبعض الملوك فيما امره به من التوجه الى امر امره الله به على لسان نبي اخر فقال له يونس وغيري اقوى عليه مني فعزم عليه فخرج لذلك مغاضبا اشار بعض المفسرين الى ما اختصره المصنف هنا واورده موجزا الى معنى هذه الرواية وهي من الاسرائيليات التي تروى في اخبار الانبياء عليهم السلام. قال ابن عباس اراد شعي النبي والملك الذي كان في وقته اسمه حزقيا. اراد ان يبعث يونس عليه السلام الى ملك نينوى. وكان قد غزا بني اسرائيل وسبا الكثير منهم. اراد ان يرسله ليكلمه حتى يرسل معه بني اسرائيل كان الانبياء في ذلك الزمان يوحى اليهم والامر والسياسة الى ملك يختارونه فيكون ملك عفوا فيكون ملك ينفذ ما يبلغه به النبي من وحي الله. فتكون السياسة والحكم الى ملك ويكون الوحي الى نبي هكذا كان في بني اسرائيل. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد كان النبي الحاكم والقائد والامام للامة صلى الله عليه وسلم في امر دينها دنياها. على كل حال هكذا في رواية الاسرائيليات. قال وكان النبي في بني اسرائيل يوحى اليه والملك ياتمن يتولى امر السياسة. قال فكان اوحى الله الى شيعيا انقل لحزقي الملك ان يختار نبيا قويا امينا من بني اسرائيل قال في الرواية وكان اوحى الله لشيعيا ان قل لحزقي الملك ان يختار نبيا قويا امينا من بني اسرائيل. فيبعثه الى اهل نينوى فيأمرهم بالتخلية عن بني اسرائيل فاني ملق في قلوب ملوكهم وجبابرتهم التخلية عنهم. فقال يونس تولي شيعيا هل امرك الله باخراجي؟ قال لا قال فهل سماني لك؟ قال لا قال فها هنا انبياء امناء اقوياء. فالحوا عليه فخرج مغاضبا للنبي وللملك وقومه. فاتى بحر الروم كان من قصته ما كان فابتلي ببطن الحوت لتركه امر شيعيا. ولهذا قال الله فالتقمه الحوت وهو مليم. والمليم من فعل كما يلام عليه وكان ذلك ترك الاولى في امتثاله الوحي الذي بلغ به النبي الاخر. هذه الرواية في الاسرائيليات تشير الى ما اوجزه المصنف قيل مغاضبا لبعض الملوك فيما امره من التوجه الى امر امره الله على لسان نبي اخر فقال يونس غيري اقوى عليه مني فعزم عليه فخرج لذلك مغاضبا