بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بين وملء ما شاء ربنا من شيء بعد احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله امام الانبياء وخاتم المرسلين وحبيب بالعالمين وصفوة الله من خلقه اجمعين صلوات ربي وسلامه عليه. فصلوا وسلموا على من قال اكثروا من الصلاة علي ويوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. عظيمة هي ليلة الجمعة. كثيرة خيراتها وبركاته وقد جعل الله عز وجل لنا امة محمد صلى الله عليه وسلم من خيرات هذه الليلة وبركاته الصلاة والسلام على حبيبه ورسوله ونبيه ومصطفاه. فصلى الله ربي وسلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار وصلى الله وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وعدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون. وبعد ايها الكرام فما يزال حديثنا موصولا بمجلس ليلة الجمعة الماضية. في الحديث عن هذا الباب الذي جعله المصنف رحمه الله الله تعالى في بيان ما تقررت عليه عقيدة اهل السنة من من المسلمين في عصمة الانبياء عليهم السلام وتقدم ان عصمتهم فيما يتعلق بالعقيدة بالله جل جلاله هي محل اجماع بين اهل الاسلام فاما بعد النبوة وقبلها فلا يجوز على نبي شيء من الكفر والجهل بالله عز وجل. كيف وهو المبعوث والمصطفى والرسول والمختار من جنس قومه من بني البشر. فقد جعل الله عز وجل احوال الانبياء على الكمال والتمام عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. خص المصنف رحمه الله تعالى في اول ابواب هذا القسم الثالث من الكتاب فصلا ذكر فيه عقائد الانبياء عليهم السلام فيما يتعلق من بعد البعثة والنبوة. ثم شرعنا من ليلة الجمعة الماضية في عن عقائدهم عليهم السلام قبل النبوة وهل يجوز قبل ان يبعث احدهم ويصطفى للرسالة ان يكون على حال من الجهل بالله او الشرك به على ما كانت عليه عقائد اقوامهم قبل النبوة. وتبين ايضا ان ذلك لا يجوز عليهم صلى الله عليهم وسلم اجمعين. ثم اورد في سياق هذا المعنى وتقرير هذا الاصل العظيم. بعض النصوص التي ربما ااوه ما ظاهرها اشكالا وقف بنا الحديث عند قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى. هذه اياته وامثالها ايها الكرام تبين ان مثل قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى. ومثل قوله تعالى وان كنت من قبله لمن غافلين وان مثل قوله تعالى فلا تكونن من الجاهلين. مثل هذه الايات لا ينبغي ان يفهم منها النبي عليه الصلاة والسلام بالضلال. ولا بالغفلة ولا بالجهالة. ووجه ذلك ان النهي عن الشيء وتوجيه الذم على شيء لمخاطب لا يكون الا على ما يجوز ان يقع منه. فانت تقول لشخص لا تكونن الا اذا كان يجوز عليه الجهل. فمن كان يستحيل في حقه بعض الاوصاف فانت لا تنهاه عنها على سبيل المثال لا يصح ان تقول للاعمى لا تنظر الى كذا. ولا يصح ان تقول للمقعد الذي ايمشي لا تخطو بقدميك الى كذا. فانت لا تخاطب انسانا بالمنع او النهي عن شيء الا اذا كان جائزا في فاما الممتنع والمستحيل فلا يتوجه النهي وهنا مكمن الاشكال كيف يقول الله لنبيه عليه الصلاة والسلام وان كنت من قبله لمن الغافلين. او يقول فلا تكونن من الجاهلين. اذا كنا نقول انه معصوم من الغفلة معصوم صوموا من الجهالة فهذا الذي اورد المصنف رحمه الله الاجابات عنه. وان ليس ذلك معناه الغفلة بالمتبادر الى الذهن والجهل الذي هو عدم العلم بالله المؤدي الى الكفر به او الوقوع في شيء مما لا يريد سبحانه. وكذلك الشأن في قوله ووجدك ضالا فهدى. وسيأتي الجواب عن كل ذلك وقف بنا الحديث في ان قوله تعالى ووجدك ضالا ليس من الضلال بمعنى الغواية او الكفر او المعصية. لكنها تأتي على معان عدة منها عدم الدلالة على طريق النبوة ووجدت فيا محمد لا تدل طريق النبوة ولا تعرف دربها فهداك اليه. لانه يقال لمن ضيع الطريق ولم يستدل عليه يقال عنه ظل الطريق. فيحصل الظلال بمعنى عدم العلم بالطريق وليس بمعنى ظلال الغواية ولا ضلال المعصية ولا الجهالة. وكذلك يأتي الضلال بمعنى التعلق بالشيء. ومعنى عدم العلم بما اراده الله تعالى له بعد النبوة كل تلك معان اوردها المصنف رحمه الله ووقف بنا الحديث في اخرها فنعيد من حيث قال رحمه الله فان قلت فما معنى قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى؟ ليترابط الكلام اوله باخره. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى فصل في عصمة الانبياء قبل النبوة من الجهل بالله تعالى وصفاته. الى ان قال فان قلت فما معنى قوله تعالى ووجد ضالا فهدى فليس هو من الضلال الذي هو الكفر. قيل ضالا عن النبوة فهداك اليه قاله الطبري وقيل وجدك بين اهل الضلال فعصمك من ذلك وهداك للايمان والى ارشادهم ونحوه عن السدي وغير واحد. وقيل ضالا عن شريعتك التي لا تعرفها فهداك اليها والضلال ها هنا التحير ولهذا كان عليه السلام يخلو بغار حراء في طلب ما يتوجه به الى ربي ويتشرع به حتى هداه الى الاسلام. قال معناه القشيري. وقيل لا تعرف الحق فهداك اليه وهذا مثل قوله تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم. قاله علي بن عيسى قال ابن عباس لم تكن له ضلالة معصية وقيل هدى اي بين امرك بالبراهين. وقيل وجدك ضالا بين مكة والمدينة فهداك الى المدينة وقيل المعنى وجدك فهدى بك ضالا. وعن جعفر بن محمد ووجدك ضالا عن محبتي لك في الازل. اي لا تعرفها فمننت عليك بمعرفتي. وقرأ الحسن بن علي ووجد ضال فهدى اي اهتدى بك وقال ابن عطاء ووجدك ضالا اي محبا لمعرفتي والضال المحب كما قال انك لفي ضلالك القديم. اي محبتك القديمة ولم يريدوا ولم يريد ولم يريدها هنا في الدين. اذ لو قال اذ لو قالوا ذلك في نبي الله لكفروا. يعني ان ابناء يعقوب عليه السلام لما قالوا لابيهم قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. ما ارادوا في حق ابيهم النبي يعقوب عليه السلام انك لفي ضلالك يقصدون انه ظل عن الهداية ووقع في الكفر والغواية محال هذا لا يقوله ابن لابيه فكيف بابناء نبي لنبي عليه السلام؟ قال اذ قالوا لو قالوا ذلك لكفروا اذا فما معنى قولهم تعالى لما قال اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. يعني انت لا زلت متعلقا بمحبتك القديمة بيوسف حتى تشم من من الريح اذا عصفت تشم فيها ريح يوسف عليه السلام. قالوا والله انك لفي ضلالك لم يريدوا ها هنا الضلال في الدين وانما ارادوا المحبة. فاذا يجوز في اللغة ان الضلال بمعنى الحب الشديد الذي يتيم به صاحبه. ولك ان تقول اذا في في الوجوه المحتملة في الاية ووجدك ضالا اي محبا محبا لله عز وجل متعلقا به جل جلاله قال فهدى يعني هداك للنبوة التي يحصل بها تمام المعرفة بالله جل جلاله. ومثله ومثله عند هذا قوله انا لنراه في ضلال نراها انا لنراها في ضلال مبين. اي محبة بينة. قول النسوة عن امرأة العزيز انا لنراها في ولان مبين بشأن ما تعلق به قلبها بيوسف عليه السلام. فقول النسوة انا لنراها في ظلال مبين يعني محبة قد تبين امرها ولم يمكن خفائها ولم يعد ايضا امكان اخفاء ذلك الامر عن المجتمع حتى اشتهر وعرف بين الناس قالوا انا لنراها في ضلال مبين. وقال الجنيد ووجدك متحيرا في بيان ما انزل عليك فهداك لبيانه لقوله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون هذه معاني العدة فاقت العشرة اوردها المصنف رحمه الله تعالى وهي كلها مما يسوغ لغة ولا فيها ويستقيم معها السياق هي محامل بمعنى ووجدك ضالا. فاذا لم ان يتبادر الى الذهن لم يتبادر الى الذهن ان المعنى ووجدك يا محمد ضالا مع ضلال قريش في كفرهم وعصيانهم وعبادتهم للاوثان فاختارك من دينك وهدى من بينهم وهداك. يأتي الظلال بمعاني عدة والذي يستقيم مع جملة ما ثبت في سيرته العطرة عليه الصلاة والسلام وشأنه الكريم قبل النبوة عليه الصلاة والسلام لا يستقيم الا ان تحمله على معنى الضلال بالوجوه الاخر هذا ايضا ليس من التكلف بل من باب حمل المعنى على ما تتوائم به النصوص. ويستقيم به الجمع بين احواله الشريفة عليه الصلاة والسلام سلام وقيل ووجدك لم يعرفك احد بالنبوة حتى اظهرك فهدى بك السعداء ولا اعلم احدا قال من المفسرين ها هنا فيها ضالا عن الايمان فيها اي في الاية. لم يقل احدهم من المفسرين في تفسير لقوله تعالى ووجدك ضالا يعني من ضلال الكفر او المعصية. فاذا اذا لم يقل احد من اهل العلم هذا المعنى ولو ولا تضعيفا ولا ردوه دل على ان المعنى الذي يستقر في اذهان اهل الاسلام وافهامهم لهذه الاية شيء الى المحامل المتعددة التي ساق المصنف رحمه الله عددا منها. وكذلك في قصة موسى عليه السلام قوله تعالى فعلتها اذا وانا من الضالين. اي من المخطئين الفاعلين شيئا بغير قصد قاله ابن عرفة وقال الازهري معناه من الناس وقيل ذلك في قوله وقد قيل ذلك في قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى. اي ناسيا كما قال تعالى ان تضل احدى فتذكر احداهما الاخرى. يأتي الضلال ايضا بمعنى النسيان. في اية الدين في سورة البقرة واستشهدوا شهيدين بالرجال فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء. لماذا لامرأتان مقابل الرجل قال ان تضل احداه فتذكر احداهما الاخرى ايش معنى ان تضل؟ يعني ان تقع في معصية وكفر ونحو هذا من ضلال الدين لا. المراد ان تظل ان تخطئ في الشهادة او ان تنسى فتذكر احداهما الاخرى. فدلالة السياق ان تضل فتذكر ان الضلال بمعنى النسيان لانه جاء في مقابله التذكير. فاذا ووجدك ضالا قد يأتي بمعنى النسيان. وقد قال موسى عليه السلام قال فعلتها اذا وانا من الضالين في قتله للقبطي. فلما قال موسى عليه السلام عن نفسه وانا من الضالين. هل هو منه عليه السلام بشيء يتعلق بالضلال في الدين والغواية والوقوع في شيء من الكفر والشرك والجهل بالله عز وجل؟ الجواب لا لكن المعنى انه فعل شيئا خطأ بغير قصد فهو كزه موسى فقظى عليه. ما اراد قتله ولا كان اوكزه طريقا الى القتل لكن الله اراد ان يقتل القبطي. قال فعلتها اذا وانا من الظالين. قال ابن عرفة معناه من المخطئين الفاعلين شيئا بغير قصد وقع القتل من غير ان يقصده ولا فعل فعلا يؤدي الى القتل في العادة. فكذلك يأتي بمعنى النسيان وعندئذ لك ان تحمل قوله تعالى ووجدك ضالا اي ناسيا. ويعود ايضا هذا المعنى في الجملة الى معنى وعدم الهداية الى طريق النبوة التي اختارها الله عز وجل له عليه الصلاة والسلام. فهدى يعني فدلك فيا محمد على هذا الطريق العظيم بالاصطفاء والنبوة والبعثة وارسال وانزال الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فان قلت فما معنى قوله تعالى؟ وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. ما كنت تدري ما الكتاب تابوا ولا الايمان. تم للمصنف رحمه الله الكلام على قوله تعالى ووجدك ضالا فهدى. انتقل الى اية اخرى ربما ايضا اوهم ظاهرها اشكالا. فان قلت فما معنى قوله تعالى؟ وكذلك اوحينا اليك يعني يا محمد صلى الله عليه وسلم روحا من امرنا الوحي والقرآن ما كنت تدري متى؟ ما كنت تدري قبل نزول الوحي قبل ان يكون نبيا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. طيب ما كنت تدري الذي لا يدري ماذا يكون يكون جاهلا. هل هذا وصف له بالجهل صلى الله عليه وسلم؟ ونحن نقول انه قبل ابوتي قبل البعثة هو ايضا لم يكن في عداد الجاهلين بالله والذين يقعون في شيء من نواقض الايمان طيب هذا الله يقول له ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. الذي لا يدري ما الايمان ماذا سيكون؟ سيكون كافرا او سيكون جاهلا بالله فلان الاية ايضا قد يكون فيها موضع اشكال اوردها ايضا رحمه الله. ليبين لك انه ليس في شيء من ايات القرآن وان اوهم ظاهرها لغيري الم تعلم ولغير الدارس ولغير الواقف على كلام اهل العلم قد اشكالا وربما اوقع الشيطان في نفسه شبهة او ربما لقي بعضا من شياطين الانس ممن يثيرون الاشكالات والشبهات فيقذف بها والناس اليوم لا تفتأ من الاطلاع والتردد على كثير من الرسائل ووسائل التواصل على قلة علم وقلة دراية وقلة بصيرة فمن كثرة ما يمر عليهم من تلك الاقاويل التي لا زمام لها ولا خطام تقع في القلوب شبهات وتثور فيها بعض الحيرة ولا سبيل يا كرام الى تثبيت اركان العلم في النفوس الا طلب العلم وتحصيله. وقد كان المصنف رحمه الله الله تعالى في هذا الباب في غاية من البيان والتأصيل العلمي وبيان ما تتعلق به الشبهات في تلك النصوص وهذا فواحد منها؟ فالجواب فالجواب ان السمرقندية قال معناه ما كنت تدري قبل الوحي ان تقرأ القرآن ولا كيف تدعو الخلق الى الايمان؟ هذا جواب. ما كنت تدري ما الكتاب يعني ما كنت تدري قبل الوحي كيف فتقرأ الكتاب الذي هو القرآن وهذا حق قبل ان ينزل عليه القرآن ما كان يعرفه عليه الصلاة والسلام. هذا ليس جهلا عدم العلم بالشيء قبل تمكن حصوله لا يسمى جهلا. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. ليس معناه انك يا محمد لا تعرف الايمان اذا انت جاهل او كافر عياذا بالله؟ لا. لكن ما كنت تدري كيف تدعو الخلق الى الايمان؟ لماذا نحمل وعلى هذا المعنى لانه ثبت عندنا كما سيختم المصنف الفصل بانه عليه الصلاة والسلام متى اتاه الوحي واين اتاه اتاه في غار حراء. وماذا كان يفعل في غار حراء؟ كان يتعبد لله. اذا هو قبل النبوة. كان يتنزه عن اصنام قريش واوثانها كان يبتعد عنها ثم حبب اليه الخلاء بعيدا هناك عن مجتمع مكة الذي تلوث انذاك الشرك والوثنية ما كانت تطيب نفسه الا هناك في الخلاء في الصفاء في النقاء ليكون اقرب الى مناجاة الله. قلب كهذا ونفس كريمة كهذه صلى الله عليه وسلم ايمكن ان تزعم انها عاشت في اوحال الجاهلية والشرك والوثنية قبل النبوة اذا لم يكن هذا كذلك فما معنى قوله سبحانه وتعالى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان؟ يعني ما كنت تدري ما قراءة الكتاب ولا دلالة الخلق على الايمان. هذا معنى اول اورده المصنف نقلا عن السمرقندي رحمه الله. وقال القاضي وقال بكر القاضي نحوه. قال ولا الايمان الذي هو الفرائض والاحكام؟ قال ايمان ليس معناه المعرفة بالله. ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان يعني ما كنت تعلم الفرائض. والاحكام التي تجب اسلام وهذا حق فانه قبل ان ينزل عليه الوحي ما كان يعلم الصلاة ولا يعلم الزكاة ولا الصيام ولا احكام الشريعة في الجنايات والبيع والنكاح والطلاق ما كان يعلمها. وهذا ليس نقصا. هذا وصف لحاله عليه الصلاة والسلام قبل النبوة قبل ان ينزل عليه الوحي ما كان يعرف شريعة الله. وهذا معنى ايضا سديد. نعم. قال فكان صلى الله عليه وسلم ما قبل مؤمنا بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل. فزاد بالتكليف ايمانا وهو احسن وجوهه يعني احسن وجوه الاجابات في الاية الكريمة ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. تم للمصنف الجواب عن هذه الاية فانتقل الى اية سواها وهي السادسة في هذا الفصل. فان قلت فما معنى قوله تعالى؟ وان كنت من من قبله لمن الغافلين. طيب هذا هذي اية في سورة يوسف يقول الله عز وجل نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن. وان كنت من قبله لمن الغافلين. قبل ان ينزل عليه القرآن كان من غافلين فهل يقال ايضا ان الغفلة هنا بمعنى وصفه عليه الصلاة والسلام بما ينتفي معه العلم بالله او ما ايمكن ان يؤدي الى الجهل بالله من الغفلة التي هي الضلالة والغواية والبعد عن الهداية. هذا معنى ايضا يحتاج الى اجابة فاعلم انه ليس بمعنى قوله تعالى والذين هم عن اياتنا غافلون. بل قد حكى ابو عبيد الهروي ان معناه لمن الغافلين عن قصة يوسف اذ لم تعلمها الا بوحينا. نعم وان كنت من قبله من الغافلين عن ماذا؟ عن شأن يوسف وقصة يوسف عليه السلام نعم وكيف يعلمها بلا وحي ولا اخبار من الله هذا من علم الغيب وشأن السابقين والامم الماضية لا تعلم الا بوحي. قال الله وان كنت من قبله لمن الغافلين اذ قال يوسف لابيه وقص عليه قصة يوسف في سورة كاملة. فاذا هذا ليس كمثله قوله تعالى والذين هم عن ايات غافلون. لما ذم الله اهل الشرك ووصفهم بالغفلة. كانت غفلة عن ماذا؟ الاية واضحة والذين هم عن اياتنا اذا الغفلة تختلف في معناها باختلاف متعلقها. اما القوم المذمومون من اهل الشرك يوصفون بالغفلة فان غفلتهم كانت عن ايات الله. والغفلة عن ايات الله شرك وكفر وجهالة. لكن الغفلة التي جاءت في سورة يوسف وان كنت من قبله لمن الغافلين يعني عن قصة يوسف وما حصل له في مراحل حياته نبوته فخروجه من الابتلاء والمحنة كل ذلك مما خفي علمه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل ان ينزل عليه الوحي ولهذا قال الله له نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله الغافلين. ولهذا جاء في اخر سورة يوسف بعدما تمت القصة. قال الله عز وجل في اخرها تماما. ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك. اذ دل الله عز وجل في تلك الاية انه غيب عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. وان الله اعلمه اياه بالوحي قال وما كنت لديهم اذ اجمعوا امرهم وهم يمكرون لانه لم يكن حاضرا احداثها ولم يشهد ثمانها فعدم علمه عليه الصلاة والسلام لانه لم يدرك زمن القصة ولا احداثها فكانت الغفلة هنا بهذا المعنى اما ما في اول السورة مع ما في اخرها وليس شيء يبعث على اشكال في قوله وان كنت من قبله لمن الغافلين. وكذلك الحديث الذي يرويه عثمان بن ابي شيبة بسنده عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم. فسمع الملكين خلفه احدهما يقول لصاحبه اذهب حتى تقوم خلفه. فقال الاخر كيف اقوم خلفه وعهده باستلام الاصنام. فلم يشهد بعد فهذا حديث انكره احمد بن حنبل جدا وقال هذا موضوع او شبيه او بالموضوع. وقالت دار قطني يقال ان عثمان في اسناده والحديث بالجملة منكر غير متفق على اسناده فلا يلتفت اليه. نعم. هذه رواية ايظا هي ربما كانت موظع اشكال تذكر في اخبار السير. ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يشهد مع المشركين لهم ما معنى المشاهد؟ احداثهم ومناسبات اعيادهم في دينهم. قال فسمع الملكين الفه احدهما يقول لصاحبه اذهب حتى تقوم خلفه فقال الاخر كيف اقوم خلفه وعهده استلام الاصنام يعني كيف لملك من ملائكة الله ان يحفظ انسانا من البشر وهو حديث عهد ان باستلام الاصنام وهذا يتنافى مع مع الحضرة الملكية لمن اراد الله عز وجل. قال فلم يشهدهم بعد فاسمعه الله عز وجل حوار الملكين ليكون ذلك الهاما ليكون ذلك افهاما ليكون ذلك نوعا من الوحي وكل ذلك قبل النبوة قبل نزول الوحي. وكلامنا كله هنا هل كان قبل النبوة عليه الصلاة والسلام معصوما عن الشرك معصوما عن الاصنام والاوثان ان قلت نعم قيل لك هذه رواية. دلت على انه شهد مع المشركين احداثا من احداث دينهم واستلم الاصنام. كيف؟ قال هذا حوار الملك يقول للاخر اذهب حتى تقوم خلفه فيقول صاحبه كيف اقوم خلفه وعهده باستلام الاصنام؟ قال المصنف رحمه الله فهذا حديث انكره احمد بن حنبل جدا وقال هذا موضوع او شبيه بالموضوع. وقال الدارقطني يقال ان عثمان وهم في اسناده احد رواة الحديث قال المصنف والحديث بالجملة منكر غير متفق على اسناده فلا يلتفت اليه. ها هنا جوابان عن هذا الحديث احدهما ان تتكلم في اسناده فالحديث غير صحيح. واذا كان غير صحيح ما احتجنا الى الاجابة عنه والى الى بحث الحديث ضعيف لضعف رواته بل ضعيف ضعفا شديدا فقد يكون هذا غير مستقيم فلماذا نشتغل بما لا يثبت الاجابة عنه كسائر ما لا يثبت صحة فانه يضرب عنه صفحا ولا يلتفت اليه. والطريقة الثانية في الجواب على فرض ستقول ان الحديث يعارض كثيرا من غيره من الاحاديث والروايات التي تثبت انه عليه الصلاة والسلام ما عاش في حياته ساعة شهد فيها صنما ولا وثنا ولا تعبد ولا تقرب له. وهذا الذي فعله المصنف بعد ما قال عن الحديث انه ضعيف انتقل الى رده بكثير من الروايات المخالفة له. اما الحديث يا كرام فهو ما له ابو الحسن عثمان ابن ابي شيبة وقد اخرجه احمد رحمه الله او عفوا سئل الامام احمد رحمه الله عن من قال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على دين قومه. فقال الامام احمد رحمه الله من قال ان رسول الله صلى الله عليه سلم كان على دين قومه فهو على قول سوء هذا جواب الامام احمد يقول من يقول هذا الكلام وان كان قبل النبوة من قال ان رسولنا عليه الصلاة والسلام كان على دين قومه قبل النبوة يعني على الشرك والوثنية قال فهو على قول سوء اليس كان لا يأكل ما ذبح على النصب؟ انظر كيف اجاب الامام احمد انه قد ثبت في حياته قبل النبوة صلوات الله وسلامه وعليه ما كان يعارض فيه قومه ما كان يخالفهم فيه اما مر بك انهم يحجون فيقفون بالمزدلفة ويقف هو بعرفات خلافا لقريش. كل قبائل العرب تقف في موسم الحج بعرفة. الا قريشا فانها تقف بمزدلفة لانها حرم. وهم يقولون نحن اهل الحرم فلا نخرج من الحرم. الا نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقف مع سائر قبائل العرب. اتباعا للحق فكان لا يتبع قومه فيما يراه باطلا. صلوات الله وسلامه عليه. يقول رحمه الله واما ما قال ابو الحسن عثمان ابن ابي شيبة قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن سفيان الثوري عن عبدالله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب عن جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم الحديث قال فهو حديث ووهم فيه عثمان ويقصد به الراوية في الحديث عثمان ابن ابي شيبة. قال ووهم فيه عثمان لان جريرا كما رواه عن سفيان الثوري عن عبدالله بن جرير بن زياد القمي مرسلا فيما ذكر. لكن قال الخطيب لا اعلم احدا روى هذا الحديث عن جرير غير عثمان ابن ابي شيبة. وكذلك قال الازرقي رواه ابو يعلى عن عثمان تفرد به جرير ان كان عثمان حفظه فانه لم يتابع عليه. وايضا قال الامام عبدالله بن الامام احمد كما في كتاب العلل. قال لعرضت على ابي حديثا قلت حدثنا عثمان عن جرير عن شيبة عن نعامة عن فاطمة بنت حسين عن فاطمة الكبرى عن النبي صلى الله عليه وسلم في العصبة. وحديث جرير عن الثوري عن ابن عقيل عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم شهد عيدا للمشركين قال فانكرها جدا. السائل عبدالله بن الامام احمد. وهو يسأل اباه عن حديثين احدهما ما هذا؟ حديث جابر في انه عليه الصلاة والسلام شهد عيدا للمشركين وعندهم الاصنام قال فانكرها جدا عدة احاديث من هذا النحو فانكرها وقال هذه احاديث موضوعة او كأنها موظوعة. هذا لفظ الامام احمد كما في كتاب العلل والمصنف نقلها فقال قال احمد هذا موضوع او شبيه بالموضوع. وقال ما كان اخوه يعني والله ابني شيبة تلطف نفسه لشيء من هذه الاحاديث نسأل الله السلامة في الدين والدنيا. هما اخوان عثمان ابن ابي شيبة واخوه عبدالله. وكأن الامام احمد رحمه الله رأى ان اخاه كان اقدر منه على نقد الحديث تمييز ما لا يصح ولا تحتمله الرواية. وقال نراه يتوهم هذه الاحاديث. نسأل الله السلامة اللهم سلم اللهم سلم هذا المقصود يا كرام في الحديث الذي اراد به المصنف رحمه الله ايراده هنا فيما يتعلق به هذه الرواية المقصودة في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه وارضاه. وسيأتي كلام المصنف ايضا في ذكر جمل من الاحاديث التي تدل في ظواهرها على رفض هذا المعنى لعدم استقامته صحة في ظهور هذا المعنى. نقل الامام ابو الحسن الماوردي الله ايضا في كتابه اعلام النبوة خلاصة مثل هذا الفصل فيما يتعلق برواية يتناقض مضمونها مع ما ثبت من سيرته وحياته صلى الله عليه وسلم قبل النبوة. وما استفاضت به الاخبار من عصمته عن كل ذلك ودل لنا على منهج قويم يمكن العمل به في نقد تلك الروايات. قال رحمه الله تعالى لما دنا مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة رسولا والى الخلق بشيرا ونذيرا. انتشر في الامم ان الله سيبعث انتشر في ان الله سيبعث نبيا في هذا الزمان وان ظهوره قد قرب وان. فكانت كل امة لها كتاب تعرف ذلك كمن كتابها يعني اليهود كيف عرفوا قرب نبوته عليه الصلاة والسلام؟ وكيف اجتمعوا في المدينة انتظارا لمبعثه النصارى كانت تعلم ايضا قال اهل الكتاب كانوا يستدلون بما عندهم من النصوص في كتبهم من التوراة والانجيل. قال رحمه الله فكان كل امة لها كتاب تعرف ذلك من كتابها والتي لا كتاب لها يعني مثل العرب ترى من الايات المنذرة ما تستدل عليه بعقولها. وتتنبه عليه بهواجس فطرها. الهاما اعان الله به فطن اللبيب وانذر به الحازم الارين. هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم غافل عنها. عن ماذا؟ عن تلك الايات والنذر والعلامات التي تدل على قرب مبعث النبي. فهذا جزء من معنى الغفلة وان كنت من قبله لمن الغافلين. من معنى الضلال عن طريق النبوة ووجدك ضالا فهدى. كان عليه الصلاة والسلام الى ان بعث. هل كان يتوقع؟ هل كان ينتظر؟ هل كان يهيئ نفسه لان يكون نبيا؟ هل عاش يوما في حياته قبل ان يأتيه جبريل عليه السلام هناك في حراء؟ فيقول له اقرأ هل كان يتطلع ينتظر يتمنى ان يكون نبيا؟ ابدا كان في معزل عن ذلك كله. هذا معنى او هذا جزء من معنى وان كنت فمن قبله لمن الغافلين. هذا معنى ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان. هذا جزء من معنى ووجدك ضالا. لم يكن عليه الصلاة والسلام لم يبحثوا عن النبوة ولا كان عنده من علم الكتاب ما يمكن ان ينتظر به ويتربص ويتهيأ بل كان عليه الصلاة والسلام عن ذلك كله. يقول الموردي رحمه الله تعالى هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم غافل عنها. وغير عالم انه مراد بها ومؤهل لها لم يشعر حتى نودي ولا تحققها حتى نوجي ليكون ابعد من تهمة واسلم من الظنة فيكون برهانه اظهر وحجابه اقهر. هذا اتم في اقامة الحجة على البشر ان يكون نبأ عليه الصلاة والسلام وما كان عنده علم. لئلا يقال انه كان يفعل ويفعل. فجاء هذا فجأة على غير علم فكان ذلك اكد في سلامته من التهمة عليه الصلاة والسلام. ثم قال رحمه الله وكان صلى الله عليه وسلم مع تميزه عن قومه بشرف اخلاقه وكرم طباعه لم يعبد معهم صنما ولا عظم وثنى وكان متدينا بفرائض العقول في قول جميع الفقهاء والمتكلمين. ايش يعني فرائض العقول كان تدينه لله ليس على تعبد لشريعة تعلمها ولا اتباع لنبي من الانبياء كان يتعلم لكن استدل بفطرة العقل السليمة وبصفاء قلبه الذي شق به صدره وغسل بماء زمزم لما كان طفلا صغيرا مسترضعا في بني سعد دل بذلك كله بسلامة الفطرة ونقائها وبالبركة التي حلت به وبما الله به حفظه من قبل سلمه الله عن تلك الافات عن تلك الشركيات عن تلك الاوثان. يا كرام يساق هذا كله لان الا تتعلق شبهة في العقول بمثل تلك الروايات التي هي ضعيفة اولا. ثم هي مصادمة لكل ما ثبت في سيرته العطرة اياته الكريمة صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله تعالى لم يعبد معهم صنما ولا عظم وثنى وكان متدينا فرائض العقول في قول جميع الفقهاء والمتكلمين من توحيد الله تعالى وقدمه وحدوث العالم وفنائه وشكر المنعم تحريم الظلم ووجوب الانصاف واداء الامانة انتهى كلامه رحمه الله. والمقصود انه عليه الصلاة والسلام ما قام له في حياته قط ان يعبد الاصنام ولا ان يطوف بها ولا ان يتقرب عندها. وتأتي الروايات الان في حوادث سيرة عليه الصلاة والسلام قبل النبوة تؤكد هذا المعنى. اذا فاصبحت الرواية التي ذكرها المصنف هنا رحمه الله من حديث رضي الله عنه باطلة سندا ومتنا. اما سندا فلان في رواتها من الضعف ما لا تصح معه الرواية. وسمعت كلام ائمة احمد والدار قطني وغيرهم في رد الرواية واعتبارها منكرا. واما متنا فلان مضمون الرواية يعارضه ما ثبت في شواهد السيرة وما تواترت به الاحداث وما تكونت به صورة محمد عليه الصلاة والسلام لما كان شابا في قريش وفتى من فتيانها وشابا من شبابها ما عاش وثنية ولا عبد وثنا ولا تقرب الى صنم فدل ذلك كله ايضا على بطلان تلك الرواية بعد نقدها سندا ومتنا. والمعروف والمعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه عند اهل العلم من قوله بغضت الي الاصنام وقوله في الحديث الاخر الذي روته ام ايمن حين كلمه عمه واله في حضور بعض اعيادهم وعزموا عليه فيه بعد كراهته بعد كراهته لذلك. فخرج معهم ورجع مرعوبا فقال كلما دنوت منها من صنم تمثل لي شخص ابيض طويل يصيح بي وراءك لا تمسه فما شهد بعد له عيدا وقوله صلى الله عليه وسلم في قصة بحيرة حين استحيى بحيرا في قصة بحيرة حين حين استحلف النبي صلى الله عليه وسلم باللات والعزى اذ لقيه بالشام في سفرته مع عمه ابي طالب وهو صبي ورأى فيه علامات النبوة فاختبره بذلك. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تسألني بهما والله ما ما ابغضت شيئا قط بغضهما. فقال له بحيرة فبالله الا ما الا ما اخبرتني عما اسألك عنه. عما اسألك عما اسألك عنه. فقال سل عما بدا لك. وكذلك معروف من سيرته عليه الصلاة والسلام وتوفيق الله له انه كان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم بمزدلفة فتى في الحج فكان يقف هو بعرفة لانه كان موقف ابراهيم عليه السلام. نعم. هذه يا كرام كما سمعتم جملة من النصوص من الروايات من الاثار. تدل كلها مجموعة على ان نبينا عليه الصلاة والسلام ما تلوثت حياته قبل النبوة بعبادة الاصنام ولا التعلق بالاوثان ولا الشرك بالله جل جلاله. فان قلت هل هذا لانه كان مؤمنا موحدا؟ فيقال نعم حنفيا على ملة ابراهيم عليه السلام. لكن هل هذا كان تعبدا بدين وشريعة نبي سبق فالجواب لا. لكنه عصمة من الله واحتواء وحواية ورعاية من الله عز وجل هل كانت ارهاصا لاصطفاء ورسالة يكلف بها صلوات الله وسلامه عليه. فحفظه الله وجعل هذا من تمام لنبيه عليه الصلاة والسلام. ثم اورد لك من تلك الروايات مثل قوله الي الاصنام. قال والمعروف عن النبي عليه الصلاة والسلام خلافه عند اهل العلم. خلاف رواية جابر التي فيها انه كان له عهد بالاصنام. قال مثل قوله بغضت الي نعم والحديث في قصة رجل من بني عامر في حديث طويل وفدى على النبي عليه الصلاة والسلام فسأله عن امر قوة ومبدأها. فقال له عليه الصلاة والسلام في حديث طويل كيف ابتدأت معه النبوة والاصطفاء ونزول الوحي والرسالة وفي ظل الحديث هذه الجملة بغضت لما نشأت بغضت الي الاوثان وبغض الي الشعر في حديث طويل لكن البوصيري رحمه الله ضعفه في اتحاد المهرة وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق. فالحديث بهذا اللفظ لا يصح وهو من الاحاديث الطوال التي تضعف عند محدثين قال وقوله في الحديث الاخر الذي روته ام ايمن رضي الله عنها حين كلمه عمه واله في حضور بعض اعيادهم وعزموا عليه فيه بعد كراهته لذلك. فخرج معهم ورجع مرعوبا فقال كلما دنوت من صنم تمثل لي شخص ابيض طويل يصيح بي وراءك لا تمسه. فما شهد بعد لهم عيدا. واراد بهذا الرواية الامام القاضي عياض رحمه الله تعالى اراد به ما اخرجه اه عدد من اصحاب السير ما رواه الواقدي وايضا في سيرته وابن سعد في الطبقات عن ابي بكر بن عبدالله بن ابي سبرة عن حسين بن عبدالله بن العباس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه ما قال حدثتني ام ايمن رضي الله عنها قالت كانت بوانة صنما تحضره قريش وتعظمه كانت بوانة صنما تحضره قريش وتعظمه وتنسك له النسائك يعني تذبح له الذبائح ويحلقون رؤوسهم عنده عنده يوما الى الليل وذلك يوما في السنة. فكانت قريش تفعل هذا كل سنة يوما. فكان بمثابة العيد يأتونه فيخصونه بما سمعت بذبح الذبائح وحلق الرؤوس والاعتكاف عنده الى الليل. فكانت قريش تفعل ذلك. فكان ابو طالب الذي ابو طالب يحضره مع قريش وكان يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحضر ذلك العيد. فيابى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قالت حتى رأيت ابا طالب غضب عليه ورأيت عماته غضبا يومئذ اشد الغضب غضبت عماته وغضب عمه ابو طالب لانه لا يشارك قريشا لا يشارك قومه في عيد من اعيادهم قال وجعلن يقلن انا لنخاف عليك يا محمد مما تصنع من اجتناب الهتنا وجعلنا يقلن يا محمد ما تريد ان تحضر لقومك عيدا ولا تكفر لهم جمعا؟ قال فلم يزالوا به صلى الله عليه وسلم. حتى ذهب فغاب انهم ما شاء الله ثم رجع الينا مرعوبا فزعا. فقلنا له عماته ما دهاك؟ قال اني اخشى ان يكون بي لمم وقلنا ما كان الله عز وجل ان يبتليك بالشيطان وفيك من خصال الخير ما فيك فما الذي رأيت؟ قال اني كلما دنوت من صنم منها تمثل لي رجل ابيض طويل يصيح بي وراءك لا تمسه. قال فما عاد الى عيد لهم تنبأ صلى الله عليه وسلم وزاده الله شرفا وتعظيما. ورواه ابو يعلى ايضا بسنده مطولا بقصة زيد بن عمرو بن نفيل في اوله وجاء من طريق اخرى ايضا قال زيد فوالذي اكرمه وانزل عليه الكتاب ما صنما حتى اكرمه الله بالذي اكرمه صلى الله عليه واله وسلم. وكذلك ما جاء في حديث علي ابن ابي طالب فيما اخرجه ايضا ابن اسحاق قال ما هممت بقبيح مما تهم به اهل الجاهلية الا مرتين من الدهر هذا نص في الباب والحديث ايضا صححه ابن حبان. يقول ما هممت بقبيح مما تهم به اهل الجاهلية الا مرتين من الدهر. والمرتان ليس فيهما الاتيان الى الصنم. ولا شهود عيد. اسمع رعاك الله. قال عليه الصلاة والسلام ما هممت بقبيح مما تهم به اهل الجاهلية الا مرتين من الدهر كلتاهما عصمني الله عز وجل منهما قلت ليلة لفتى كان معي من قريش باعلى مكة في غنم لاهلنا نرعاها. ابصر لي حتى اسمر هذه الليلة مكة كما يسمر الفتيان. قال نعم فخرجت. فلما جئت ادنى دار من دور مكة سمعت غناء وصوتا ودفوفا ومزامير. فقلت ما هذا؟ قالوا فلان تزوج فلانة لرجل من قريش. فلهوت بذلك الغناء وبذلك الصوت حتى غلبتني عيني. فنمت فما ايقظني الا مس الشمس. ثم فعلت ليلة اخرى مثل فخرجت فسمعت مثل ذلك فقيل لي مثل ما قيل فسمعتك ما سمعت حتى غلبتني عيني فما ايقظني الا الشمس ثم رجعت الى صاحبي فقال ما فعلت؟ قلت ما فعلت شيئا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما اممت بعدهما بسوء مما يعمله اهل الجاهلية حتى اكرمني الله عز وجل بنبوته. ارأيت؟ حتى المرة اللتين يخبر فيهما عليه الصلاة والسلام انه هم فيها بمشاركة اهل الجاهلية الا انه ما حضر ذلك الوقع ولا ذلك الجمع انما سمع الصوت فغلبته عيناه. غلبته عيناه صرفه الله عن ان يشهد ذلك الجمع. وفيه تغشاه قريش من فجورها من كفرها من معاصيها؟ اذا كان الله عصمه من حضور جمع لقريش فيه عصيان بعيد لقريش فيه كفر بالله فيه اصنام واوثان تعبد من دون الله هذا ان صحت الرواية فاجعلها لما هو اصح منها فاذا عصمه الله عز وجل من ان يحضر جمعا لقريش فيه معصية فيه لهو فيه باطل الا يعصمه جل جلاله من حضور عيد لاصنام في فيها ذبائح وقربان يذبح لغير الله وفيها اعتكاف ونذر وحلق رؤوس هذا لا يمكن ان يكون. فمن سياق هذه الرواية في خبر ام ايمن الذي اورده المصنف اراد رحمه الله ان يثبت لك انه صلى الله عليه وسلم عاش قبل نبوته معصوما من ذلك الباب من الكفر والشرك والجاهلية والوثنية وهذه كرامة من الله هذا اصطفاء هذا تهيئة للوحي هذا اعداد لمقام النبوة والرسالة الذي اختاره الله عز وجل لها نبي عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله وقوله في قصة بحيرة بحير الراهب الذي قدم عليه نبينا صلى الله عليه سلم لما كان فتى في صحبة عمه ابي طالب في تجارة الى الشام فلما اتى ذلك الموضع وفيه كنيسة لهذا وقد كان منه قصة مرت في هذا الكتاب في اكثر من موضع بعض رواياتها وانه رأى من العلامات التي صحبت النبي عليه الصلاة والسلام في رفقة قومه ما جعلته يتنبأ انها علامات نبوة. فكان ان اتى اليه فسأله واستحلفه باللات العزة هذا لما لقيه كما قال المصنف بالشام في سفرته مع عمه ابي طالب وهو صبي ورأى فيه من علامات النبوة رأى من علامات نبوة الغمامة التي تظلله. ورأى فيه شيئا يميزه عن غيره. فاراد بحير راهب ان يختبر النبي عليه الصلاة والسلام ليستدل اذا كان قد وجد شيئا من علامات النبوة حقيقة. فقال يستحلفه باللات والعزى اراد ان يفعل ذلك اختبارا. قال له النبي عليه الصلاة والسلام لا تسألني بهما. فوالله ما ابغضت شيء قط بغضهما يقصد لا تسألني ولا تستحلفني باللات والعزى. فهما الي مبغضان. قال فاستحلفه بالله. قال فبالله الا ما عما اسألك فلما استحلفه بالله قال سل عما بدا لك. ما اراد الا الاختباء. لما استحلفه بالاصنام والاوثان رفظ عليه الصلاة سلام ولما استحلفه بالله قال سل عما بدا لك هذه واقعة قصة بحيرة وواقعة ثانية قصة شهود عيد الاصنام او عيد كما مر بك في الرواية ورواية ثالثة بغضت اليه الاصنام او الاوثان وما بوقظ اليه الشعر عليه الصلاة والسلام بعد ان ذكر تلك الروايات والشواهد على مناقضتها لرواية جابر في في قصة الملكين وان كان له عهد قال المصنف رحمه الله وكذلك المعروف من سيرته عليه الصلاة والسلام. وتوفيق الله له انه وكان قبل نبوته يخالف المشركين في وقوفهم في مزدلفة بمزدلفة في الحج. فكان يقف هو وبعرفة لانه كان موقف ابراهيم عليه السلام اذا هذه مع ما تتابع في الروايات ومن قرأ في سيرته عليه الصلاة والسلام. لا يجد في شيء من الروايات حضوره للاوثان بغضت اليه ونفر عليه الصلاة والسلام قبل النبوة من عبادتها والتقرب اليها. فنشأ من في قريش محترما وقورا عليه الصلاة والسلام. وهذا كله من الله عصمة. قال المصنف رحمه الله كما كان يخالف قريشا في وقوفهم بمزدلفة. قريش كانت لما تخرج موسم الحج. وباعتبارهم اهل الحرم. ولكونهم مجاوري بيت الله الحرام والقائمين بشرف خدمة البيت الحرام سقاية وحجابة وسدانة ونحوها كانوا يرون لهم من الخصائص والمزايا الذي يتفوقون به على سائر قبائل العرب ويتشرفون به بحكم جوارهم للبيت الحرام فكانوا واذا اتوا موسم الحج ووقف الجميع بعرفة يبقون هم في المزدلفة ويكون وقوفهم بها. ويتعللون بانهم اهل الحرم فكيف يخرجون من الحرم؟ لان مزدلفة حرم ومنى حرم. لكن عرفة في الحل فهي مشعر وليست من الحرم. فكان عليه الصلاة والسلام وهو قرشي يفترض بك قبل نبوته عليه الصلاة والسلام ان تراه واقفا مع قريش في مزدلفة لكنه كان هذا على ماذا يدلك؟ على انه صلى الله عليه وسلم حتى قبل نبوته ما كان يوافق قومه اذا اهم على باطل على ضلال وهو يعلم ان ملة ابراهيم عليه السلام الذي امرنا باتباعه في دينه عامة وفي مناسك الحج خاصة وهو باني البيت والمؤذن بالحج انما كان هو الوقوف بعرفة. فكان لا يوافق قريش في ذلك لعلمه بالصواب في ملة ابراهيم عليه السلام وفي طريقته في النسك بالوقوف بعرفة فكان يخالف قريشا ويقف عليه الصلاة والسلام مع سائر قبائل العرب في عرفة يؤدي مناسك الحج صلى الله عليه وسلم الذي يخالف قريشا في عبادة في منسك في نسك في الحج. كان كذلك يخالفهم في اصل تلك العبادة. بصرف شيء من التقرب طوافا او ذبحا او نذرا لغير الله عز وجل. كل ذلك يا كرام عصمة من الله لرسوله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. هذه العصمة ما مؤداها؟ مؤداها ان يكون نبيا عما قريب عليه الصلاة والسلام. متى اذن الله لشمس نبوته ان تشرق لما بلغ الاربعين فكان من تمام من تمام اكرامه بهذا المنصب والاصطفاء والرسالة ان يكون تاريخ السابق وسيرته السابقة فكل ذلك الحفظ الالهي والعصمة الربانية لنبينا عليه الصلاة والسلام قبل النبوة ليكون ادعى لامته وقومه بالاستجابة لدعوته ان هنا مبعوثا وقد عرف عندهم قبل النبوة على تمام الصفاء والنقاء في العقيدة والايمان بالله. وان يكون لقوله ودعوته عليه الصلاة والسلام ابلغ الاثر في النفوس قبولا واستجابة وانقيادا كان هذا من تمام حفظ الله لنبيه عليه الصلاة سلام. تم للمصنف رحمه الله هذا الفصل وقد تقرر فيه ان الله كما عصم انبياؤه من الشرك والجهل به وعبادة غيره بعد النبوة فانه ايضا عصمه منها قبل النبوة لتمام مبعثهم ورسالتهم الى اقوامهم وليكون ادعى ايضا لقيام الحجة وقبولهم عند اممهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. وهذا الفصل وما اشتمل عليه من المعاني مسائل وما تقرر فيه يا كرام من جمل العلم على دقة في بعضها وعمق في بعضها لهي من مسائل العلم التي يحتاجها بنو كلامي عامة وطلبة العلم خاصة لدفع الايرادات وتفنيد الشبهات ودفع الاشكالات التي ربما تثور عند بعض من اوقع الشيطان في قلبه شيئا من ذلك وربما عصفت بها رسائل الشبهات والتشكيك في امور الدين وقواعد العقيدة فيتعين على بني الاسلام الذب عن دينهم جملة وعن نبيهم صلى الله عليه وسلم خاصة فانه امامهم ونبيهم ورسولهم وقدوتهم صلوات الله وسلامه عليه. ولا يفتر اعداء الاسلام وخصوم الملة من عداوة المسلمين في دينهم وتشكيكهم في قائدهم. ومن هنا يتعين تأصيل هذا الباب من العلم المتين. وتقرير القواعد على علم رصين وحجة بينة قويمة. تم الفصل ولا يزال في الباب فصول متتابعة تتعلق بمقام الانبياء وشأنهم العظيم صلى الله عليهم وعلى نبينا. اتموا ليلتكم المباركة بتمام الصلاة والسلام عليه استكثروا ولا تستقلوا واستزيدوا ولا تنقصوا فدته نفسي فما نفس تشابهه ما مثله بشر والناس اشباه القلب حن له والعين ترقبه صلوا عليه فقد اوصاكم الله واجعلوا صلاتكم وسلامكم على نبيكم صلى الله عليه وسلم. صلاة اشواق ومحبة وتأس واتباع. اجعلوها صلوات تنبض بها القلوب حبا وشوقا للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما تزيد القلوب ايمانا والحب والحرص في اتباع سنته عليه الصلاة والسلام تمسكا واتباعا. صلوات مباركة تمطر عليكم من ربكم عشر صلوات فيا رب صلي وسلم وبارك عليه ما تتابع الليل والنهار. وصلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته الطيبين الاطهار وصلي ربي وسلم وبارك عليه وعلى صحابته المهاجرين والانصار. وارزقنا يا ربي بالصلاة والسلام عليه ايمانا صادقا وعلما نافعا ورزقا واسعة وشفاء من كل داء يا رب العالمين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم جنبنا شر الاشرار وكيد الفجار شر طوارق الليل والنهار. اللهم من ارادنا وبلادنا واسلامنا وعقائدنا ومقدراتنا في هذه البلاد. بسوء فاشغله ربي بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدميره في تدبيره يا سميع الدعاء. اللهم انا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم يا رب البيت الحرام احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا وجنبنا يا رب مواطن الردى واحفظ علينا مواطن الهدى اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضال لنا ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصل يا ربي وسلم وبارك على حبيبك المصطفى ورسولك المجتبى. نبينا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين