بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. احمدوا الله تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله وخليله ومصطفاه صلى الله ربي وسلم عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه. وبعد فهذه الليلة الكريمة المباركة ليلة الجمعة معشر المسلمين. ندبنا فيها الى الاكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اذ قال اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي فاستكثروا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم فالصلاة عليه خير وبركة. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم نور ورحمة. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم صلاة على العبد المصلي عليه. من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا صلى الله عليه وسلم. وتهيم روحي بالنبي محمد. واليه شوقا كم يحن جلاني يشتاقه قلبي وعيني تشتهي لو ان تراه ولو لبضع ثواني حبي له الفؤاد ونبضه حبي له يسري بكل كيان صلى عليك الله يا خير الورى. يا رحمة تدعو والى الرحمن ولعل مجلسنا هذا ايها الكرام باعث لنا على الكثرة في صلاتنا وسلامنا على نبينا صلى الله الله عليه وسلم في هذه الليلة المباركة ونحن في رحاب بيت الله الحرام فنجمع الى شرف المكان والزمان فضيلة هذا العمل الذي يحبه ربنا جل جلاله. وما يزال مجلسنا متتابعا في مدارسة كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام القاضي عياض بن موسى الاحصوبي رحمة الله عليه وما زلنا ايضا في الفصل الذي عقده المصنف رحمه الله تعالى في ثالث اقسام الكتاب حديثا عن مقام الانبياء الكريم وعصمتهم عند ربنا العظيم سبحانه وتعالى عصمة تقتضي تنزيههم عن النقائص والمعائب وما يقدح في مقام النبوة بان الله جعلهم لانبيائهم قدوات وجعلهم اسوة وجعلهم انموذجا. فحبى الله عز وجل الانبياء قام عليه السلام بكل ما من شأنه يوجب التعظيم والاجلال والاحترام والتوقير ليكون هذا ادعى لامم ان تجلهم فتقتدي بهم. ان تحترمهم فتتأسى بهم. ان يقع لهم في قلوب اتباعهم من الامم ما يوجب هذا الاجلال والوقار. مر الحديث ليلة الجمعة الماضية عن فصل فيه عصمتهم عليهم السلام. وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم عن ما يوجب القدح والنقص فيما يتعلق باعتقادهم بالله جل جلاله. وانهم جبلوا في هذا الباب على الكمال فمعرفتهم بالله سبحانه وادراكهم لعظمته جل جلاله على تمام الايمان الذي لا يخالطه ريب ولا شك ولا يقدح فيه جهل او نقظ وقد جعل الله عز وجل قلوبهم اكمل قلوب البشر ايمانا واعظمها منزلة ومكانة في هذا المقام العظيم الذي هو اعظم الواجبات التي اوجب الله عز وجل على خلقه اجمعين ثم تقدم الحديث عن عصمة الانبياء قبل النبوة ايضا عن تلك النقائص ورجح المصنف رحمه الله تعالى ان الانبياء معصومين ايضا ان الانبياء معصومون ايضا قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته او الشك في شيء من ذلك. وفي كلا اصلين عقد المصنف رحمه الله تعالى عقودا نفيسة فيها تقريرات علمية متينة. واجابات عن بعض النصوص التي ربما اورثت شيئا من الاشكال او الشبهة فاتى عليها بالبيان احسن ما يكون. رحمه الله مجيبا عما لا يثبت من تلك الاثار فيفنده وعما ثبت فيبين وجهه وكلام اهل العلم عليه في عقد منتظم تم به الكلام فيما مضى وفصل الليلة عقده المصنف رحمه الله لبيان ما يتعلق بعقائد الانبياء في الامور الدينية سوى الايمان بالله ما يتعلق بالغيبيات ما يتعلق بما اوجب الله عز وجل على العباد في كل ابواب العقائد والايمان سوى الايمان بالله سبحانه الذي تقدم الحديث عنه في الفصلين السابقين سواء كان ذلك قبل النبوة او بعدها يريد رحمه الله تعالى ان يكمل الكلام فيما يتعلق بقلوب الانبياء الكريمة عليهم السلام. وكيف جعلها الله عز وجل اصفى البشر عقيدة وانقاها ايمانا واعلاها واعظمها معرفة بما اوجب الله على العباد ان يعتقدوه من به وسائر اركان الايمان. حمدا لمن شفى بالسنة النبوية الغراء والسيرة المصطفى خوية الزهراء قلوبا كانت من الهلكة على شفا. ووفق من احبهم فعرفهم قدر حبيبه المصطفى واجتباهم للقيام بحقوقه كما قام به اهل الوفاء. فهم في رياض سيرته العطرة ينعمون وفي حياط محبته النضرة يحضرون صلى الله عليه وعلى اله الابرار واصحابه الاخيار والتابعين لهم باحسان الى يوم القرار اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولجميع المسلمين فهذا هو المجلس السبع بعد المئة في هذه البقعة الطاهرة الشريفة وبيساندكم المتصلة ورواياتكم المتسلسلة الى كتاب شفاء للقاضي ابي الفضل عياض بن موسى الي رحمه الله تعالى قال في الباب الاول من القسم الثالث فصل في انه لا يشترط في حق الانبياء العصمة من عدم معرفتهم ببعض امور الدنيا. قال قال القاضي ابو الفضل رحمه الله تعالى قد بان بما قد بان بما قدمناه عقود الانبياء في التوحيد والايمان والوحي وعصمتهم في ذلك على ما بيناه. يقول رحمه الله قد بان بما قدمناه عقود الانبياء. يقصد بقوله عقود الانبياء يعني ما عقدته قلوبهم من الايمان واليقين الجازم. فقصده عقود الانبياء يعني عقائدهم اشتملت عليه قلوبهم من الجزم والعلم اليقيني. نعم. قال رحمه الله فاما ما عدا هذا الباب من قلوبهم فجماعها انها مملوءة علما ويقينا على الجملة. فاما ما عدا هذا الباب اي باب الذي نحن في فصوله الحديث عما جعل الله تعالى للانبياء الكرام عليهم السلام من العصمة فيما ايختص بالامور الدينية هذا القسم الثالث الذي نحن فيه من الكتاب كما تقدم معكم ايها الكرام جعله المصنف منقسما على بابين الاول الحديث عن عصمة الانبياء فيما يتعلق بالامور الدينية. والثاني فيما يتعلق بعصمته عليهم السلام فيما يتعلق بالامور الدنيوية. ما زلنا في الباب الاول. وفي الامور الدينية تقدم الحديث وعن اعظم الامور الدينية وهو العقيدة بالله جل جلاله والايمان به. وتكلم عنه في فصلين عقيدتهم في الله فتهم بالله ويقينهم بالله قبل النبوة وبعد النبوة. فبعد النبوة ذكر اجماعا انهم معصومون عن كل ما يناقض هذا الايمان التام وقبل النبوة اشار الى خلاف ورجح رحمه الله انهم ايضا قبل النبوة معصومون في هذا الباب الذي هو الايمان بالله ومعرفته. وقد مر بكم من النصوص والشواهد والاثار ان الانبياء عليهم السلام حتى قبل ان يبعثوا وقبل ان ينزل عليهم الوحي لما كانوا بين اممهم نزههم الله عن مخالطتهم في اوحال الشرك والجاهلية او الوثنية او الكفر بالله او عبادة غير الله. لما تكلم عن هذا الباب واتمه الذي هو عقيدتهم بالله جل جلاله انتقل رحمه الله بقوله فاما ما عدا هذا الباب من عقود قلوبهم يعني من العقائد التي تعتقدها قلوبهم سوى الايمان بالله وقد تقدم الحديث عنه. قال فجماعها انها مملوءة علما ويقينا على الجملة سيأتي تفصيل هذا الاجمال. قال رحمه الله فجماعها انها مملوءة علما ويقينا على الجملة. وانها قد احتوت من المعرفة والعلم بامور الدين والدنيا مما لا شيء فوقه. ومن طالع الاخبار واعتنى بالحديث تأمل ما قلناه وجده. وقد قدمنا منه في حق نبينا عليه السلام في الباب الرابع هو عليه السلام في الباب الرابع اول قسم من هذا الكتاب ما ما ينبه على ما وراءه. الا ان احوالهم في هذه المعارف تختلف قير المصنف رحمه الله الى ما اورده في احد فصول الباب الرابع من القسم الاول من الكتاب. والقسم الاول كما تعلمون جعل لبيان مكانة النبي عليه الصلاة والسلام عند ربه. وثناؤه عليه ورفعة قدره عليه الصلاة والسلام. في فصول عديدة وابواب اربعة في القسم الاول من الكتاب. في الباب الرابع ذكر المعجزات والكرامات التي تدل على عظمة قدر رسول الله صلى الله الله عليه وسلم عند ربه فوق سبع سماوات. فكلما عظمت المعجزات والايات والكرامات دلت على عظمة قدر من حباه الله بتلك المعاني ونبينا عليه الصلاة والسلام اوتي من المعجزات والخصائص والكرامات ما اوتيه الانبياء وزيادة فهذا باب من وجوه تفضيل المصطفى صلى الله عليه وسلم نبينا وامامنا وقدوتنا وشفيعنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام تفضيله على اخوته من الانبياء الكرام عليهم جميعا افضل الصلاة واتم السلام. في ذاك الباب تحديدا في الرابع خص رحمه الله فصلا ليبين ما جمع الله عز وجل لنبينا عليه الصلاة والسلام من المعارف والعلوم. وهناك اشار الى عدد كبير من الاحاديث فيها علمه عليه الصلاة والسلام بانواع جمة من العلوم الدنيوية الطب والفلك والحساب فرائض الانساب وما يتعلق بالادوية والحجامة وابواب متعددة كثيرة. يقول لك ان كان هذا نبي اميا عليه الصلاة والسلام لا يقرأ ولا يكتب. فمن فتح له تلك الابواب من العلوم ومن الهمه هذا العلم العجيب في ابواب شتى من امور الدنيا هذا في اعظم الايات التي تدل على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام. وان الله ايده والهمه واتاه واعطى وسدده عليه الصلاة والسلام. قال رحمه الله قد قدمنا في حق نبينا صلى الله عليه وسلم في الباب الرابع اول قسم من هذا الكتاب ما ينبه على ما وراءه. الا ان احوالهم في هذه المعارف تختلف. الكلام هنا على الانبياء عليهم والسلام جملة فهم في هذا الباب يتفاوتون فبعضهم اوتي من المعارف بالابواب الدنيوية اوسع مما اوتي غيره الا ان لهم في الجملة كانوا بين اقوامهم واممهم ليسوا بالجهلة في امور الدنيا. وليسوا مصنفين بالانعزال عن واقع الحياة فلا يفقهون فيها شيئا. صحيح انهم مبعوثون بالدين. وينزل عليهم الوحي ومكلفون بتبليغ الشريعة لكنهم ما كانوا في امور الدنيا التي يعيشها الناس ما كانوا عنها بمعزل. فالله عز وجل الذي ينزل عليهم وكلامه من فوق سبع سماوات ويؤيدهم بالمعجزات اورثهم سبحانه وتعالى من العلم الذي الذي افرضوا في حده الادنى على اقوامهم احتراما واجلالا. ومعرفة بما يعيشه الناس في امور دنياهم. ايضا ليس معنى هذا ان الانبياء عليهم السلام كانوا موسوعات معرفية في كل باب من ابواب الدنيا في الزراعة وفي الطب وفي الفلك وفي الهندسة وفي كل شيء في ابواب الحياة لا ليس هذا المقصود. لكن المقصود هو نفي الجهل عنهم. وان القدر الذي اوتيه احدهم من المعارف المتعلقة بامور الدنيا في حياتهم في مجتمعاتهم في اممهم جعلتهم في مصاف البشر جملة تقدما وفهما وعلما ومعرفة ودراية. قال رحمه الله فاما ما تعلق منها بامر دنيا فلا يشترط في حق الانبياء العصمة من عدم معرفة الانبياء ببعضها. فاما ما تعلق بامر الدنيا يعني لو كان السؤال طيب هل كان الانبياء عليهم السلام؟ هل كانوا معصومين من الخطأ في امور الدنيا؟ الجواب لا وسيأتي تفصيل وهذا في الباب الثاني من هذا القسم. لكنه يريد الان تقسيم الكلام. يقول فاما ما تعلق منها بامر الدنيا. امر الدنيا الخالص معهم ما يتعلق بالزراعة ما يتعلق بالتجارة ما يتعلق بالطب. كل هذه الامور الدنيوية الخالصة المحضة التي لا منها شيء بامور الدين. قال فلا يشترط في حق الانبياء العصمة من عدم معرفة الانبياء ببعضها. يعني قد يفوت عنهم علم بعضها. وسيأتيك ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لاصحابه لما وجههم يوما بترك النخل وعدم تأبيره فما انتج؟ فقال بعد ذلك انتم اعلم بامور دنياكم. فلا يشترط في حق الانبياء العصمة من الخطأ او الجهل في ابواب الدنيا واراد هنا الاشارة الى ما سيأتي تفصيله في الباب الثاني من هذا القسم. قال رحمه الله فلا يشترط في حق الانبياء العصمة من عدم معرفة الانبياء ببعضها او اعتقادها على خلاف ما هي عليه ولا وصم عليه ولا وصم عليهم فيه ولا وصمة يعني لا عيب ولا عار ولا قدحا في عدم علمهم ببعض شيء بشيء من ذلك يعني الان لو جئت الى اجل الناس منزلة واعلاهم علما جئته متخصصا مثلا في امور الشريعة وفقه الدين افيقدح فيه جهله ببعض التفاصيل والدقائق الطبية او الاقتصادية او الهندسية لا وصم في ذلك ولا عار ولا فالانبياء عليهم السلام لم يكونوا ولم يراد لهم من الاصل ان يكونوا على تمام العلم في في امور الدنيا على وجه الاستغراق كما هو شأنهم في علمهم بالله وبدينه وبوحيه سبحانه وتعالى. قال رحمه الله اذ هممهم متعلقة بالاخرة وانبائها وامر الشريعة وقوانينها. وامور الدنيا تضادها بخلاف غيرهم من اهل للدنيا الذين يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون. هذه اشارة الى ذم في سورة الروم الى ما وصف الله عز وجل به تلك الفئة من البشر. قالوا ولكن اكثر الناس لا يعلمون يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا. الامور الدنيوية المحضة وهم عن الاخرة هم غافلون. مجرد تعلم العلوم الدنيوية لا ذم فيه ولا عيب في الشريعة. لكن تدري ما العيب؟ ما الملامة؟ اين يأتي الذنب؟ عندما يأتي الاستغراق في تعلم اموري الدنيوية على حساب الامور الدينية التي يحتاجها العبد في معرفته طريقه الى الله عز وجل واداء طرد الله واجتناب ما نهى الله. هذا وجه الذنب ان يعيش العبد غارقا في حياته لامر دنياه فحسب. فاذا جئته في وجدته صفر اليدين وجدته جاهلا غائبا غافلا هذا وجه المذمة والا فتعاطي الامور والعلوم الدنيوية مطلب مطلب في الجملة لامة الاسلام ان تحوز من هذه العلوم وتمتلك من اسباب القوة والتمكين ما تنافس فيه ركاب الامم لتكون في الصدارة. لتكون في الريادة. لتكون ليست محتاجة الى غيرها ولا عالة على الامم سواها وجه الذم ما اشار اليه القرآن ولكن اكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون اذا كان هذا وجه ذنب في فئة من البشر فاعلم ان الله قد نزه عنه الانبياء عليهم السلام. فلم يكونوا كذلك مستغرقين في امور الدنيا اذا فان وجدت في قصص بعض الانبياء حكاية او حادثة تتعلق بموقف لامر دنيوي وان احدهم فاته العلم به او كان يجهله اتعد هذا من قسوة في حق الانبياء؟ الجواب قبل اتحتاج الى دفاع واستماتة في تكلف لوجه من الجواب لتثبت انهم لا كانوا عالمين بكل شيء لا لا احاول هذا ولست في حاجة اليه. ما يتعلق بعدم معرفة الانبياء عليهم السلام بشيء من امور الدنيا المحظة الخالصة ليس قد حد ولا عيبا ولا وصمة عليهم فيه. لان ذلك ليس مقصودا من بعثتهم. وليس هذا ايضا مما ذكر في صفات عليهم السلام. قال القاضي رحمه الله كما كما سنبين هذا في الباب الثاني ان شاء الله. يعني فيما علقوا بعصمتهم من الامور الدنيوية. ولكنه لا يقال انهم لا يعلمون شيئا من امر الدنيا. فان ذلك يؤدي الى الغفلة والبلا وهم المنزهون عنه. بل قد ارسلوا الى اهل الدنيا وقلدوا سياستهم وهدايتهم نعم ليس معنى هذا التقرير ايها الكرام ان نصف الانبياء بالجهل في امور الدنيا. قال ليس هذا المراد لان هذا يفضي الى غفلة الى البلاهة التي ينزه عنها الانبياء. اذا نحن وسط فيما يتعلق بعقيدة الانبياء او معرفتهم بالامور الدنيوية المحضة هم ليسوا فيها جهلة لا يفقهون فيها شيئا وليسوا ايضا محيطين بعلمها بحيث يجهلون منها شيئا ويعصمون فيها من الخطأ. هو ليس هذا ولا ذاك. هم يعلمون هذا القدر. تدري لما؟ لان الله بعثهم قادة لاممهم. فالناس تحتاجهم في امر دينهم ودنياهم. هذا نبينا عليه الصلاة والسلام. يأتيه المريض فيشتكي مرضه يأتيه الفقير فيشتكي حاجته اليست امور دنيا؟ ما كان عليه الصلاة والسلام يقول لهم ما لي ولهذا؟ ما يقول لهم لا داعية للسؤال انما بعثت لكم بالقرآن والسنة فحسب. كان عليه الصلاة والسلام يتولى معالجة ما يحتاجه الناس. يأتي الرجل عنده مشكلة مع زوجته فيشتكون اليه عليه الصلاة والسلام. ويأتي الرجل عنده مشكلة في مزرعته فيشتكي اليه صلى الله عليه وسلم هكذا كانت امور الانبياء انهم يتولون حاجات الناس لانهم يعيشون حياتهم. دين الله سبحانه وتعالى. لم يكن يوما يفصل الانسان عن حياته التي يعيش ولا يعزله عن مجتمعه وواقعه الذي يعايشه ويكابده. فهذا يقتضي القول ان الانبياء عليهم السلام لم يكونوا فيما يتعلق بالامور الدنيوية. لم يكونوا في غفلة لم يكونوا في جهل مطبق. لم يكونوا منعزلين عن معرفة شيء من ذلك. ويقتضي القول ايضا ان علمهم بتلك الابواب من الامور الدنيوية لا يعني احاطتهم بالعلم بها. ولا يعني ايضا تنزيههم عن الجهل بشيء من ابوابها. بل قد يفوتهم منها شيء وقد يجهلون منها شيئا وربما يقع منهم الخطأ في شيء من ذلك وهذا لا يقدح في مقام النبوة كما قال المصنف رحمه الله لان ذلك يفضي الى احد امرين اما ان تعتقد العصمة لهم فتتكلف الاجابات في بعض المواقف والاحداث واما ان تقرر انهم لا يفقهون شيئا في الامور الدنيوية فيفضي ذلك الى الازراء بهم. وان هذا شأن اهل الغفلة والبلاهة كما قال المصنف رحمه الله وهم المنزهون عنه. نعم. قال رحمه الله بل قد ارسلوا الى اهل وقلدوا سياستهم وهدايتهم والنظر في مصالح دينهم ودنياهم. وهذا لا يكون مع عدم العلم بامور الدنيا بالكلية واحوال الانبياء وسيرهم في هذا الباب معلومة ومعرفتهم بذلك كله مشهورة واما ان كان هذا العقد مما يتعلق بالدين واما ان كان هذا العقد يعني عقد الانبياء وعقائد قلوبهم عليهم السلام. هو الان في تقسيم الكلام. قال قبل هذا رحمه الله في الصفحة السابقة فاما مات منها بامر الدنيا يعني عقائد قلوبهم عليهم السلام. فبين لك انه لا يشترط فيها العصمة لهم من الخطأ. طيب واما القسمة والثاني قال اما ان كان هذا العقد يعني عقائد قلوبهم مما يتعلق بالدين يعني العقائد الدينية هل هم معصومون فيها من الخطأ؟ العقائد الدينية قسمان. القسم الاول هو الاكبر والاعظم العقيدة في الله سبحانه وتعالى وتقدم الكلام عنه فالكلام الان على عقائد الانبياء عليهم السلام الدينية في الامور الدينية سوى الايمان بالله عز وجل مثل ماذا؟ الجنة والنار الغيب البعث والنشور عذاب القبر ونعيمه معرفتهم عليهم السلام بكل شيء مما يتعلق باركان الايمان سوى الايمان بالله. الانبياء السابقون والكتب المنزلة واليوم الاخر والبعث والحشر النشور والمعاد ما يتعلق ايضا بالقدر كل شيء يتعلق بالايمان سوى الايمان بالله سبحانه وتعالى واما ان كان هذا العقد مما يتعلق بالدين فلا يصح من النبي صلى الله عليه وسلم الا العلم به ولا يجوز عليه جهله جملة. لانه لا يخلو ان يكون حصل عنده ذلك عن وحي من الله فاما ما لا يصح الشك فيه فهو ما لا يصح الشك منه فيه على ما قدمناه. فكيف الجهل بل حصل له العلم اليقين. او يكون او يكون فعل ذلك باجتهاده فيما لم ينزل عليه فيه شيء على القول بتجويز وقوع الاجتهاد منه في ذلك على قول المحققين. وعلى مقتضى حديث ام سلمة رضي الله عنها اني انما اقضي بينكم برأيي فيما لم ينزل علي فيه شيء اخرجه ما يتعلق بامور الدين سواء كان من العقائد الغيبية او كان من الاحكام الشرعية التكليفية التي تقتضي تحليل الحلال وتحريم الحرام سؤال هل يجوز على الانبياء الخطأ في الدين؟ هل يجوز عليهم وقوع شيء من الجهل اولي الشريعة سوى العقيدة بالله عز وجل. قال المصنف رحمه الله فلا يصح من النبي صلى الله عليه وسلم الا العلم به ولا يجوز عليه جهله جملة لانك عندما تتكلم عن موقف النبي عليه الصلاة والسلام في حياته من الامور دينية قلت لك سواء كان حكما او قضاء او تعليما او تبليغا لامر الدين لا يمكن ان يكون الخطأ فيه صادرا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام هو في عصمة من ذلك. قال لانه اما ان يكون القول الذي قاله عليه الصلاة والسلام او الفعل الذي فعله عليه الصلاة والسلام اما ان يكون بوحي من الله او يكون اجتهادا منه على القول بجواز اجتهاده عليه الصلاة والسلام في الامور الدينية. لا يخلو هذان الامران من احتمال ثالث. لا يمكن ان يكون هناك شيء مرة اخرى كل كلام او فعل يفعله عليه الصلاة والسلام يتعلق بامور الدين. لا يخلو ما ان يكون فعله او قاله وحيا من الله او اجتهادا منه عليه الصلاة والسلام. فان كان وحيا من الله فهل فيه الخطأ؟ الجواب لا. طيب اذا كان اجتهادا منه عليه الصلاة والسلام. فهل يكون اجتهاده في الامور الدينية التي اذن الله له فيها بالاجتهاد سيجتهد فيخطئ في دين الله؟ الجواب ايضا لا. اذا هنا يتقرر جواب في الجملة. انه لا يمكن فيما يتعلق بالامور الدينية الا ان نقول انهم كانوا عليهم السلام معصومين من الخطأ فيه. لان الدين دين الله والله ما ارسلهم الا ليبلغوه افيرسلهم ثم يخطئون في تبليغ الدين؟ ليقولوا للناس شيئا اليوم وشيئا غدا خلافة ثم ثم يقولون لهم اخطأنا في تبليغكم كذا فعليكم ان تفعلوا هذا بعد كذا؟ هذا لا يمكن ان يكون. ولهذا لما تسلط اليهود قبحهم الله في مسألة نسخ القبلة وتحويلها من بيت المقدس الى الكعبة جعلوا يسخرون ووجدوها فرصة لتشكيك الناس في دينهم هذا دين هذا وحي؟ اهذه صلاة؟ تصلون شهورا عدة الى بيت المقدس؟ ثم تكتشفون انكم كنتم على خطأ فيحولكم محمد صلى الله عليه وسلم الى الكعبة الى مكة سيقول السفهاء من الناس سماهم الله سفهاء سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم الى ان قال الله وما كان الله ليضيع ايمانكم يعني صلاتكم فيما سبق. فالشاهد من هذا ان الدين لو كان فيه مجال لخطأ من قبل الانبياء عليهم السلام لكان هذا مطعنا في الرسالة. لكان هذا قدحا في النبوة لكان هذا بابا لاعداء الدين وخصومه. واما باب النسخ فهو تغيير الاحكام من الله عز وجل. والله يبتلي ويختبر وله الحكمة البالغة يأمر عباده بشيء ثم ينسخ ذلك الحكم الى غيره. النسخ في الشريعة باب لان فيه تغيير الاحكام لكنه ليس للانبياء فيه يد يأتي لهم الوحي من الله بامر ينسخ الله حكمه بما شاء الى ما شاء جل جلاله فلنقصد من ذلك ان الانبياء عليهم السلام وان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه من الامور الدينية وفيما يعتقده من الامور الدينية لا يصح الا العلم به. ولا يجوز جهله جملة لانه كما قال المصنف لا يخلو ان يكون حصل عنده ذلك عن وحي من الله فهو مما لا يصح الشك فيه فكيف الجهل به؟ بل قال له العلم بيقين او يكون فعل ذلك باجتهاده في الى من ينزل عليه فيه شيء على القول بتجويز وقوع الاجتهاد واشار الى دليل خرجه الشيخان من حديث ام سلمة رضي الله عنها فيه يقول عليه الصلاة والسلام اني انما اقضي بينكم برأيي فيما لم ينزل علي فيه شيء. فحتى القضاء وهو حكم شرعي كان عليه الصلاة والسلام اذا ما انزل عليه فيه وحي من الله ابتدر ذلك باجتهاد منه عليه الصلاة والسلام. وسيأتي المصنف ايضا بامثلة اخرى مثل قصة اسار بدر والاذن بالتخلف للمتخلفين في غزوة تبوك ونحوها. هذا اجتهاد منه عليه الصلاة والسلام. ثم يأتي الوحي بالتصويب والتسديد. قال رحمه الله وكقصة اسرى بدر والاذن للمتخلفين على رأي بعض بعضهم فلا يكون ايضا ما يعتقده مما يثمره اجتهاده الا حقا وصحيحا. كقصة اسرى بدر يقول الله عز وجل في سورة الانفال ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يسخن في الارض. تبتغون عرضا من الحياة الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. في قصة اساره بدر استشار النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه. في اسارى بين ان يمن عليهم بفداء وبين ان يعاقبهم عليه الصلاة والسلام وقد وقعوا اسرى في يديه. ولما اشار عليه اصحابه برأيين اخذ عليه الصلاة والسلام برأي المن بالفداء والانتفاع مما يكون في ذلك الفداء ليسار بدر يعني من كفار قريش فهذا اجتهاد منه عليه الصلاة والسلام. ثم جاء القرآن ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض تبتغون عرضا من الدنيا والله يريد الاخرة. ثم جاءت الاية بعدها لولا كتاب من الله سبق لمستكم فيما اخذتم عذاب عظيم قرر الله عز وجل في القرآن شأن اسارة بدر فكان اجتهادا منه صلى الله عليه وسلم. قال والاذن للمتخلفين على رأي بعض اشارة الى خلاف اهل العلم في قصة المخلفين في غزوة تبوك من اهل النفاق. عندما جاءوا يعتذرون عند الخروج في الغزو جاءوا يبدون اعذارا واهية ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين فاذن لهم عليه الصلاة والسلام. وقد قال الله عز وجل في ذلك الشأن عفا الله عنك لما اذنت لهم. وقد بين الله انه وانما يستأذن عن الخروج امة تبوك اهل النفاق. واما اهل الايمان فلا يجدون عذرا. لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم. قال انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر. وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. جاء العتب عفا الله عنك لم اذنت لهم؟ حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين. فهذا مثال ايضا لاحداث من السيرة فيما يتعلق بالامور الدينية. الاذن بالتخلف عن الجهاد والخروج الى الغزوة وما تبوك مسألة اسارى بدر والحكم فيها اما افتداؤهم واما قتلهم وقد اخذ النبي عليه الصلاة والسلام باحد الرأيين يقول قل هذا مثال لماذا؟ لاجتهاد منه عليه الصلاة والسلام في امور دينية ما انزل عليه فيها وحي ثم جاء الوحي بعد ذلك بالتصويب والتسديد. قال رحمه الله هذا هو الحق الذي لا يلتفت الى خلاف من خالف ممن اجاز عليه الخطأ في الاجتهاد لا على لا على القول بتصويب المجتهدين الذي هو الحق والصواب عندنا ولا على القول الاخر بان الحق في طرف واحد لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في اجتهاد في الشرعيات. ولان القول في تخطئة المجتهدين انما هو بعد استقرار الشرع. ونظر النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده انما هو فيما لم ينزل عليه فيه شيء. ولم يشرع له قبل هذا فيما عقد عليه قلبه صلى الله عليه وسلم. طيب هذه الجملة من كلام المصنف دقيقة وهي ايضا متينة وفيها جمل تحتاج الى بيان وفهم جيد. يقول هذا هو الحق الذي لا يلتفت الى خلاف من خالف افيه ما هو شأن اجتهاد النبي عليه الصلاة والسلام قبل نزول الوحي عليه. اعطاك امثلة. قصة سارة بدر قصة المتخلفين يوم غزوة تبوك والاذن لهم بالبقاء في المدينة. السؤال جاءت الاية عفا الله عنك لما اذنت له؟ في بدر ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض. السؤال هل يقال هنا اجتهد عليه الصلاة والسلام في امر الدين فاخطأ فنزل الوحي يصوبه يقول المصنف رحمه الله لا يقال في هذه النبوية في الامور الدينية قبل نزول الوحي عليه لا يقال فيها خطأ لما؟ يقول صحيح جاء الوحي بخلاف ما اجتهد عليه النبي عليه الصلاة والسلام. لكنه قبل نزول الوحي عليه فعل ما كان مأذونا له فيه ان يفعله ما هو الاجتهاد اجتهد. متى تقول اصاب او اخطأ؟ عندما يكون عندك حكم شرعي. فما وافقه فهو صواب وما قال فهو؟ فهو خبر. فهو خطأ. اما اجتهاده عليه الصلاة والسلام قبل ان ينزل الوحي. كيف تقول هو خطأ؟ هل وجد حكما فخالفه حتى تقول اخطأ؟ لا ما يسمى خطأ. نعم جاء الوحي بعد ذلك. ليقول عفا الله عنك لما اذنت لهم. يقول مع ذلك لا خطأ لان الوحي انما جاء بعد اجتهاده عليه الصلاة والسلام. يقول وهو مشيرا هنا مشير الى مسألة اصولية القول بتصويب المجتهدين او تخطئة المجتهدين. يقول اهل العلم اذا اختلف المجتهدون في مسألة فتعددت اقوالهم فهل الصواب مع الجميع وهم قد بذلوا وسعهم؟ وافرغوا جهدهم وتحروا الصوام اختلفت ارائهم في تلك المسألة وهي مسألة واحدة. لا شك ان الحق عند الله واحد. لكن اجتهاد المجتهدين واختلافهم الذي افضى الى تعدد الاقوال واختلاف الاراء. اهل العلم هنا على قولين منهم من يقول الجميع مصيب ايش يعني مصيب؟ يعني الجميع اصاب الحق والحق واحد. فما معنى ان تقول ان الجميع نصيب يعني اصابوا الواجب عليهم في تحري الحق. والبحث عنه والاجتهاد وابراء الذمة في صدق النية لاصابة الصواب. فيقال الجميع مصيب. ومن اهل العلم من قال لا. المصيب واحد. والبقية مجتهدون مأجورون. فهم مع خطئهم معذورون. لانهم ما قصدوا الخطأ في الشريعة. انما تحروا في اصابة الحق فمنهم من الهم الصواب فهذا له اجران. يقول عليه الصلاة والسلام اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله واجران. واذا اجتهد فاخطأ فله اجر واحد على ماذا؟ على الاجتهاد والاجران هناك على ماذا اجر على الاجتهاد واجر على اصابة الصواب. يقول هذا الذي يقوله العلماء الاصوليون في مسألة تصويب المجتهدين او تخطئة المجتهدين لا يصح ان تنزل عليه اجتهاد النبي عليه الصلاة والسلام. ليش؟ لان اجتهاده كان قبل تقرير الشريعة للحكم الذي اجتهد فيه عليه الصلاة والسلام. وقد بينت لك نحن متى نقول عن العالم او الفقيه او المجتهد اصاب او اخطأ عندما نحاكمه الى الدليل نقول اخطأ لان الاية تقول كذا. اخطأ بين قوسين مع احترام لمقام العلا ومعرفة ان خطأهم كان هذا ليس تعمدا في الخطأ. وليس اتباعا للهوى وليس اعراضا عن الدليل. وليس استخفافا بالشريعة حاشاهم رحمة الله عليهم جميعا. ولبيان اسباب خطأهم تفصيل علمي يطول. لماذا اخطأوا اذا؟ هم بشر. ليسوا معصومين قيل من الخطأ على كل حال متى نقول عن العالم ان قوله خطأ في تلك المسألة؟ او انه خلاف الصواب عندما نحاكمه الى الدليل نقول هو يقول كذا والاية تقول خلافه. هو قال كذا والحديث الصحيح ينص على خلافه. انت تقول عن الخطأ ان خطأ عندما تحاكمه الى الدليل. طيب فماذا تقول في فعلي او قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض المسائل الدينية قبل ان يكون الدليل قبل ان يأتي الوحي. هب ان الاية ما نزلت عفا الله عنك لما اذنت لهم. هب ان الاية ما نزلت ما اكان لنبي ان يكون له اسرى فماذا ستحكم على فعله عليه الصلاة والسلام؟ بالصواب بل ستعتبره هو الدين هو التشريع وتأخذ خذ منه الحكم وتقيس عليه وتبني عليه. فاذا كان فعله عليه الصلاة والسلام الاصل ان يكون تشريعا. فلما جاءت الاية جاءت بتصويب ذلك القول او ذلك الفعل. يقول المصنف لكن هذا لا يسعنا فيه ان نحكم على فعله بالخطأ. لسبب واحد ان المعيار والمحتكم اليه في بيان الصواب من الخطأ قبل اجتهاده عليه الصلاة والسلام لم يكن موجودا. اذا فهمتم هذا يا كرام لينجلي عنكم اشكال عظيم. ويفهم طالب العلم مسألة في غاية الاهمية. ماذا نصف افعال النبي عليه الصلاة والسلام التي جاء الوحي بتسديدها وتصويبها ستقول اجتهاد كان عليه الصلاة والسلام في اجتهاده عليه ليس على وجه الخطأ بل على بذل الوسع فيما اراه الله. ثم كمل الله عز وجل موقفه او بيانه او قوله او فعله صلى الله عليه وسلم بما انزل عليه من الاية بعد. اسمع يقول المصنف رحمه الله هذا هو الحق الذي لا يلتفت الى خلاف من فيه ممن اجاز عليه الخطأ في الاجتهاد. لان بعض اهل العلم يقول يمكن لنبينا عليه الصلاة والسلام ان يجتهد قبل الوحي فاذا اخطأ نزل الوحي ببيان الصواب. يقول المصنف انا لا اصف هذا الفعل بالخطأ. يقول لا على القول بتصويب المجتهدين الذي هو الحق والصواب عندنا ترجيح المصنف في المسألة رحمه الله. ولا على القول الاخر بان الحق في طرف واحد الذي يسمونه المجتهدين قال لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم من الخطأ في الاجتهاد في الشرعيات. تأمل يقول ولان ان القول في تخطئة المجتهدين انما هو بعد استقرار الشرع. ونظر النبي صلى الله عليه وسلم واجتهاده انما هو فيما لم ينزل عليه فيه شيء ولم يشرع له قبل. هذا فيما عقد عليه قلبه صلى الله عليه وسلم. فاما ما لم يعقد عليه قلبه من امر النوازل؟ نعم. قال رحمه الله فاما ما لم يعقد عليه قلبه من امر النوازل الشرعية فقد كان لا يعلم منها اولا الا لا ما علمه الله عز وجل شيئا فشيئا حتى استقر علم علم جملتها عنده. اما بوحي من الله او اذن له ان يشرع في ذلك ويحكم بما اراه الله. نعم يقول اما ما لم يعقد قلبه عليه من امر النوازل يعني القضايا التي لم يبت فيها عليه الصلاة والسلام بقول ولا فعل فما كان موقفه منها كان ينتظر الوحي يأتيه السائل فيسأل والمستفتي فيستفتي والنازلة تقع بين يديه فيتربص عليه الصلاة والسلام بالوحي ان يأتي وينتظر البلاغ ولا يبادر عليه الصلاة والسلام يقول فقد كان لا يعلم منها اولا الا ما علمه الله يعني حتى لا تتصور انه عليه الصلاة والسلام اوتي الوحي جملة في قلبه فكلما وقع شيء امامه من النوازل والحوادث والمسائل وجد علمها في قلبه وحيا. لا قال كان لا يعلم منها شيئا الا ما علمه الله. شيئا فشيئا حادثة بعد حادثة موقفا بعد موقف طيب ثم ماذا اجتمع عنده بعد ذلك كله؟ في اخر حياته ما الذي اجتمع عنده عليه الصلاة والسلام؟ العلم علم الشريعة كله يقول رحمه الله حتى استقر علم جملتها عنده صلى الله عليه وسلم اما بوحي من الله او اذن له ان يشرع في ذلك ويحكم بما اراه الله. كل ذلك اصبح مصدرا للتشريع من اقواله وافعاله اله من قضائه وحكمه من فتاويه وارشاده صلوات الله وسلامه عليه. قال رحمه الله وقد كان ينتظر وحي في كثير منها ولكنه لم يمت حتى استفرغ علم جميعها عنده عليه السلام. وتقررت معاريفه وها لديه على التحقيق ورفع الشك والريب وانتفاء الجهل. وبالجملة فلا يصح منه الجهل بشيء من تفاصيل الذي امر بالدعوة اليه اذ لا تصح دعوته الى ما لا يعلم. في الجملة لا يصح منه صلى الله عليه وسلم الجهل بشيء من تفاصيل الشرع الذي امر بالدعوة اليه ما زلنا في هذا الباب الاول المتعلق بالعصمة في الامور الدينية والكلام عن الشرعيات والاحكام والحلال والحرام والفتاوى والقضاء والاحكام. كل ذلك لا يصح ان يظن او يعتقد انه صلوات الله وسلامه عليه كان يجهل شيئا منها. او كان يفوت عليه علم بعضها يقول لانه امر بالدعوة الى هذا الدين الى تلك الشريعة. فكيف يتصور ان يدعو الى شيء لا يعلمه؟ الى شيء يجهله يقول لا تصح دعوته الى ما لا يعلم صلى الله عليه وسلم. قال رحمه الله واما ما تعلق بعقد من ملكوت السماوات والارض. طيب هذا قسم ثالث في تقسيم المصلي في هذا الفصل. قال في الفصل القسم الاول ما يتعلق بالامور الدينية وارجأ الكلام عنها الى الباب الثاني. ما يتعلق بالامور الدينية سوى الايمان بالله الشرعيات والاحكام والحلال والحرام وابان لك انه لا يوصف فيها عليه الصلاة والسلام بجهر ولا بخطأ. وبين لك وجه ذلك. القسم الثالث في اموري الدينية ما يتعلق باعتقاده فيما يرتبط بالكون. ملكوت السماوات والارض خلق الله واسماء الله الحسنى نعم الايات الكبرى اشراط الساعة يوم القيامة الجنة والنار السعداء والاشقياء هذه امور دنيوية. فما ظنك بعقيدة يجعل الله عز وجل عليها قلب انبيائه الكرام عليهم السلام. نعم. واما. واما ما تعلق بعقده مما سكوت السماوات والارض وخلق الله تعالى وتعيين اسمائه الحسنى واياته الكبرى وامور الاخرة في الساعة واحوال السعداء والاشقياء وعلم ما كان وما يكون مما لا يعلمه الا بوحي. فعلى ما تقدم من انه معصوم فيه لا يأخذه فيما اعلم به شك ولا ريب. بل هو فيه على غاية اليقين. نعم لان الباب يتعلق بالامور الدينية فلا يلحقه عليه الصلاة والسلام في شيء من ذلك شك ولا ريب. بل هو فيه على غاية اليقين طيب ها هنا سؤال نقول عن الامور الدينية وفيها جوانب الغيب ملكوت السماوات والارض. وما خلق الله في لذلك الكون العلوي الفسيح كله من علم الغيب ويتعلق بقدرة الله وبعظمة الله السؤال هل احاط عليه الصلاة والسلام علما بتلك الغيبيات بين قوسين هذه امور دين ونحن نقول انه لا يتصور منه فيها جهل ولا شك ولا ريب. سؤال هل كان يعلم عليه الصلاة والسلام بجميع ما خلق الله في هذا العالم الغيبي؟ طيب هذا غيب وهو من الامور الدينية اذا كنت تقول انه لا يعلم منها شيئا. اذا هذا جهل. هذا نقص. كيف نفهم؟ كيف فنفهم ما نعتقده في عقائد الانبياء عليهم السلام دون ان يكون ذلك فيه خلل ولا فيه غلو ايضا وشيء من المبالغات وتجاوز الحد والاسراف؟ يعني مثلا الم يقل عليه الصلاة والسلام عن الجنة ان فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ها؟ ولا خطر. ولا خطر على قلب بشر. اذا حتى قلبه عليه الصلاة والسلام لا يخطر عليه ما في ما خلق الله في الجنة من الوانها النعيم. هذا مثال واحد هل كان يعلم صلى الله عليه وسلم كل نعيم الجنة واطلع عليه وعرفه؟ الجواب لا. طيب سيعود سؤال اذا هل هذا من الجهل بالامور الدينية؟ هل هذا من النقص في علمه المتعلق بامور الدين عليه الصلاة والسلام لا يقول ما يتعلق بملكوت السماوات والارض واسماء الله الحسنى وصفاته العلى. طيب كم اسماء الله الحسنى ما يقول عليه الصلاة والسلام اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت اذا استأثر الله بشيء من اسمائه الحسنى هل كان يعلمها صلى الله عليه وسلم؟ لا ما يعلمها. لا اذا هذا جهل. هل تقول هذا من جهل يتعلق بامور الدين؟ الجواب لا. حتى تتزن الامور يا كرام. في الامور الدينية قلنا ان الانبياء يعلمون على درجة الجهل وعلمهم ليس على سبيل الاحاطة. علم يرتقون به عن مرتبة الجهلاء لكنه ليس على سبيل الاحاطة بتلك لان الله ما اراد لهم ان يكونوا محيطين بامور الدنيا. فرغنا من ذاك الكلام. الامور الدينية طيب. وهي ما يتعلق بالدين والشريعة واسماء الله الحسنى وصفاته والجنة والنار التي بعثهم الله عز وجل ليخبروا العباد عنها وارسلهم ليدلوا عبادة عليها انا وانت ما عرفنا اسماء الله الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. ما عرفنا الجنة ولا النار ولا سمعنا نعيم هذه وجحيم تلك الا من طريقه عليه الصلاة والسلام. ثم تريد ان تقول انه كان لا يعلم كل شيء عنها؟ الجواب نعم. وليس في هذا لقد ولا منقصة وليس فيه وصف بالجهل. بل لان الله عز وجل جعل من علم الدين الذي يحتاج اليه البشر في حياتهم كافيا عند الانبياء. وافيا لديهم. ولا يحتاج البشر الا شيء من ذلك الا وجدوه عند انبيائهم. بسؤال اذا سألوا وبتعليم اذا علموا او يبتدرهم الانبياء بتعليم وارشاد ودلالة حتى تقوم الحجة على الخلق اجمعين لكن هذا لا يعني انهم احاطوا علما بما استأثر الله عز وجل بعلمه. تلك من خصائص الربوبية وهذا من شأن الالوهية. وقد جعل الله عز وجل لذاته العلية سبحانه وتعالى تفردا بتلك المعاني. بتلك الافاق من العلوم والمعارف التي حجبها عن خواص خلقه. الملائكة المقربون والانبياء المرسلون عليهم السلام. يقول صنف رحمه الله ما يتعلق بعقد قلبه من ملكوت السماوات والارض. قال رحمه الله لكنه ولا يشترط له العلم بجميع تفاصيل ذلك وان كان عنده من علم ذلك ما ليس عند جميع البشر لقوله صلى الله عليه وسلم اني لا اعلم الا ما علمني ربي. سيأتيك الان بادلة تثبت انه في بعض الابواب من الامور الدينية المتعلقة بالغيب لم يكن عليه الصلاة والسلام يحيط بها علما. بل بقدر ما اطلعه الله عليه من العلم. نعم. ولقوله صلى صلى الله عليه وسلم ولا خطر على قلب بشر في ذكر نعيم الجنة. نعم. فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين وقول موسى عليه السلام للخضر هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا؟ فاطلع الله الخضر من علمي على ما لم يطلع عليه نبيه الكريم موسى عليه السلام. وقوله صلى الله عليه وسلم اسألك باسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم اعلم. نعم. وقوله اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزل او استأثرت به في علم الغيب عندك وهذا اصح من الحديث الذي قبله اسألك باسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم اعلم والمعنى واحد. وقد قال الله تعالى الا وفوق كل ذي علم عليم. قال زيد بن اسلم وغيره حتى ينتهي العلم الى الله. وهذا ما لا خفاء به معلوماته تعالى لا يحاط بها ولا منتهى لها. هذا حكم عقد النبي صلى الله عليه وسلم. في التوحيد والشرع والمعارف والامور الدينية صلى الله عليه وسلم وبه تم كلام المصنف في هذا الفصل رحمه الله حكم عقد قلب النبي عليه الصلاة والسلام في التوحيد والايمان بالله على التمام والكمال. لا ريب فيه ولا نقص ولا جهل ولا شك صلى الله عليه وسلم. ما يتعلق بالشرع والقضاء والحكم هو ايضا على الصواب والسداد. ما يتعلق بالامور الدينية ومعرفة الغيبيات فليس يعلم الا ما اطلعه الله عليه تعالى من العلم وما غاب عنه من ذلك العلم الذي استأثر الله به لا يسمى جهلا ولا نقصا ولا قدحا في صلوات الله وسلامه عليه. وللباب ايضا فصول لها تتمة نأتي عليها في المجالس المقبلة ان شاء الله عز وجل اكثروا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة الغراء البهيجة الوظاء. يا من تنفس بالمحامد واهتدى واراك ترفل في الفضائل كالندى جد بالصلاة على الذي بفعاله ساق البرية نحو انوار الهدى. فاللهم صل وسلم وبارك عليه. وعلى ال بيته الطيبين الاطهار. وصحابته الكرام الابرار تابعين وصحابته من المهاجرين والانصار ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين يا اكرم الاكرمين. وارزقنا يا رب بالصلاة والسلام عليه شفاعته يوم نلقاك. واوردنا حوضه يا حي يا قيوم. وارزقنا يا رب الحشر في زمرته نحن ووالدينا. وازواجنا حرياتنا وجميع المسلمين يا اكرم الاكرمين. اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وايمانا راسخا وشفاء من كل داء يا ارحم الراحمين. اللهم هيء لنا ولامة الاسلام جميعا من امرنا رشدا. واجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم احينا وتوفنا مسلمين. والحقنا اللهم بالصالحين وانت اكرم الاكرمين. اللهم اصرف عنا بحفظك وكرمك وعونك ورعايتك شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار. انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين. اللهم من اراد والاسلام والمسلمين بسوء فاشغله يا رب بنفسه. واجعل كيده في نحره. واجعل تدميره في تدبيره يا ذا الجلال والاكرام اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واغفر لوالدينا وارحم امهاتنا وابائنا رحمة واسعة سعة سمائكم وارضك يا حي يا قيوم اللهم جازهم بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا واجمعنا بهم وازواجنا وذرياتنا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك وحبيبك سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين