قلتم احسن الله اليكم الماقد الرابع صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة. ان كل علم نافع مرده الى كلام الله الا برسوله صلى الله عليه وسلم وباقي العلوم اما خادم لهما فيؤخذ منه ما تتحقق به الخدمة او اجنبي عنهما فلا يضر الجهل فالى القرآن والسنة يرجع العلم كله وبهما امر النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى فاستمسك بالذي اوحي اليك انك على صراط مستقيم. والاحي لا بالقاسم صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن والسنة ومن جعل علمه القرآن والسنة كان متبعا غير مبتدع ونال من العلم اوفره. قال ابن مسعود رضي الله عنه من اراد العلم فليثور قرآن فان فيه علم الاولين والاخرين. وقال مسروق ما نسأل اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا في القرآن الا ان علمنا يقصر عنه. وينسب لابن عباس رضي الله عنهما انه كان ينشد. جميع العلم في لكن تقاصروا عنه افهام الرجال. وما احسن قول عياض يحصب في كتابه الماء. العلم في اصلين لا يعدهما الا عن الطريق اللاحم علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. وعلى الهمم في طلب كما قال ابن القيم في كتابه الفوائد طلب علم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله نفس المراد وعلم حدود المنزل وقد كان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع. فالعلم في السلف اكثر والكلام في في من بعدهم اكثر. قال حماد بن زيد قلت لايوب السختيان العلم اليوم اكثر او فيما تقدم. فقال الكلام يوم اكثر والعلم فيما تقدم اكثر. ذكر المصنف وفقه الله المعقد الرابعة من معاقد تعظيم العلم وهو صرف الهمة فيه الى علم القرآن والسنة. اي توجيه همة النفس في العلم الى علم قرآن والسنة لان العلوم النافعة ترد اليهما فكل علم نافع اصله في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر ان باقي العلوم لها حالان. الحال الاولى العلوم الخادمة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. العلوم الخادمة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم فهي الات فهمهما اي معينة على فهم الكتاب والسنة. ووصفها ابن حجر في فتح الباري بانها الضالة المطلوبة. اي المقصودة المنشودة. فما يخدم الكتاب والسنة بالاعانة على فهمهما مما يطلب ابتغاء تحصيل تلك الخدمة. والحال الثانية العلوم الاجنبية عنهما والامر فيها ما ذكره بقوله فلا يضر الجهل به اي لا يضر الجهل بالاجنبي عن الكتاب والسنة وعن خدمتهما ووصفها ابن حجر في فتح الباري بقوله وهي الضارة المغلوبة اي المفسدة المطرحة التي لا يحتاج الناس اليها. ثم ذكر قول ابن مسعود رضي الله عنه من اراد العلم فليتور القرآن اي ليحركه اي ليحركه بالبحث فيه وازالة النظر في معانيه. ثم قال فان فيه علم الاولين والاخرين. ثم ذكر قول مسروق وهو ابن عبدالرحمن الاجدع احد التابعين من اهل ما نسأل اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او قال محمد صلى الله عليه وسلم عن شيء الا علمه في القرآن الا ان علمنا يقصر عنه وتصديقه قوله تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء اي ايضاحا لكل شيء فكل شيء يحتاجه الناس اصله في القرآن والسنة ثم ذكر ما ينسب لابن عباس جميع العلم في القرآن ذاك تقاصروا عنه افهام الرجال ثم ذكر بيتي عياض الي من فقهاء المالكية انه كان يقول العلم في اصلين لا يعدهما الا المضل عن الطريق اللاحب. علم الكتاب وعلم الاثار التي قد اسندت عن تابع عن صاحبه. والطريق لا حبء هو الطريق الواضح. فالزائغ عن الطريق الواضح لا يوفق الى اصل العلم وهو علم الكتاب والسنة فالشأن في اصابة الخير الذي يكون في الكتاب والسنة هو بحسب صدق القصد في التجرد بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالاقتداء والمتابعة. فمن جرد نفسه في التوحيد والاتباع حصل له في العلم النفع والانتفاع. واذا عرظ للانسان ما يفسد توحيده واتباعه عرظ له ما يفسد علمه فعجب عن كثير من فهم الكتاب والسنة لما مس به من الهوى. واذا كان العبد له ذكاء ولم يكن له هدى فانه لا ينتفع بعلمه. فالشأن في اصابة العلم النافع الكتاب والسنة هو تزكية النفس وطهارتها فمن زكت نفسه وطهرت حصل له الانتفاع بذكائه اما من يكون ذكيا غير ذكي فان ذكاءه لا يوصله الى المعاني الدقيقة في فهم الكتاب والسنة ثم ذكر المصنف ان اعلى الهمم في طلب العلم هي همة العبد الذي يكون طلابا لعلم الكتاب والسنة والفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نفس المراد اي ما يريده الشرع من العبد اي ما يريده الشرع من العبد وعلم حدود المنزل من الاحكام. ثم ذكر ان هذا هو علم السلف عليهم رحمة الله. ثم كثر الكلام بعدهم فيما لا ينفع فالعلم في السلف اكثر لان علمهم مداره على الكتاب والسنة. قال والكلام في من بعدهم اكثر. لان الناس اغرم بتطويل العبارات وبسط الاشارات وحجبوا عن علم الكتاب والسنة بالعلوم تارة وبالعلوم الاجنبية تارة اخرى. ثم ذكر قول حماد بن زيد قلت لايوب السقفياني العلم اليوم اكثر او في ما تقدم يعني فيما سلف من الصحابة والتابعين فقال الكلام اليوم اكثر والعلم فيما تقدم فتفريع الناس في الكلام في العلم كثير. لكن معرفتهم بالكتاب والسنة اقل من الحال التي كان عليها الاول فكان الاولون على حال قملى من فهم الكتاب والسنة. وان قلت عباراتهم. واما من بعدهم فقد كثرت عباداتهم وحجبوا عن فهم كثير من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وكثرة التي كانت عند السلف نشأت من اعتنائهم بما ينفع من هداية الكتاب والسنة. فلما جمعوا نفوسهم على اه ينفع استغنوا بالنافع من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن تطوير العبارات. وقوى هذا في نفوسهم صحة نياتهم وخلوص مقاصدهم فكانوا يطلبون ما يطلبون من العلم مرضاة لله سبحانه تعالى وابتغاء لتقوية الدين وهداية الناس. فصار لهم بتلك الحال من الكمال في فهم الكتاب والسنة اليس لي المتأخرين حتى صار من سمات كلام المتقدمين والمتأخرين ان كلام المتقدمين قليل كثير وان كلام المتأخرين كثير قليل البركة. اشار الى هذا ابو عبد الله ابن القيم في مداره السالكين وابن ابي العز في شرح العقيدة الطحاوية. فالكلام القليل يكون نافعا مع اقبال العبد على اصل العلم وهو القرآن والسنة اذا قارنه خلوص النية وسلامة القصد. واما اذا حصل فساد في هذا او ذاك وهي الحال التي غلبت على المتأخرين صرت تجد عندهم من الكلام الكثير الذي لا يرجع على العبد الا بنفع قليل