احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله المعقل السابع عشر الدب عن العلم والذود عن انحياضه. ان للعلم حرمة واثرة توجب انتصار له اذا تعرضت بجنابه ما لا يصلح وقد ظهر هذا الانتصار عند اهل العلم في مظاهر منها الرد على المخالف. فمن استبانت مخالفته للشريعة رد عليه كائنا من كان للدين ونصيحة المسلمين ولم يزل الناس يرد بعضهم على بعض قاله الامام احمد رحمه الله لكن المرشح لذلك هم العلماء للدهماء لزوم الادب وترك الجهد والظلم. ومنها للمبتدع ذكره اجماعا. فلا يؤخذ العلم عن اهل البدع لكن اذا اضطر اليه فلا بأس كما في واجعلهم لدى المحدثين. وفي ذلك يقول شيخ الاسلام ابن تيمية حفيد رحمه الله مقرا اصلا كبيرا تعظم الحاجة اليه في ازمة الجاهلية والفتن فاذا تعذر اقامة واجبات من العلم والجهاد وغير ذلك الا ما فيه بدعة مضرتها دون مضرة ذلك الواجب كان تحصيل المصلحة الواجبة مع مغسلة مرجوحة خيرا من العكس ومنها ذكر متعلم الى تعدى في بحثه او ظهر منه او سوء ادب. كان عبدالرحمن المهدي اذا تحدث احد في مجلسه لو بني قلم صاح ولبس نعليه ودخل. وكان وقيع نداء كرة من امر جلسائه شيئا ان فعل ودخل وشهد هذا وشيوخنا محمد ابراهيم ال الشيخ. فكم مرة رؤي منصرفا لما سمع طالبا يتشدق في مقاله فاخذ نعله وانصرف. وحضر شاب المجلس سفيان الثوري فجعل يتوأس ويتكلم ويتكبر بالعلم. فغضب سفيان وقال لم يكن السلف هكذا لم يكن السلف هكذا فنحن لا يدعي الامامة ولا يجلس في صدره حتى يطلب هذه العلم ثلاثين سنة وانت تتكبر على من هو اسن منك قم عني ولا اراك تدنو من مجلسي وكان يقول اذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ وان كان قد بلغ من العلم مبلغا. فايس من خيره فانه قليل الحياء كما فعل سفيان وكما كان يفعله شعبة ابن عفان ابن مسلم في نصه وقد يجزئ المتعلم عدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب قاله الاعمش ورأينا هذا كثيرا من جماعة الشيوخ منه العلامة ابن باز رحمه الله وربما سأله عما لا ينفعه. فترك الشيخ اجابته وامر القاضي ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده. ذكر المصنف وفقه الله المعقد السابع عشر من معاقد تعظيم العلم وهو الذب عن العلم اي الدفاع عنه. والذود عن حياضه اي الحيلولة دون موارده من العلماء والتصانيف لما للعلم من حرمة وافرة توجب الانتصار له وذكر جملة من مظاهر انتصار اهل العلم له. منها الرد على المخالف. فمن استبانت مخالفة الشريعة رد عليه كائنا من كان حمية للدين ونصيحة للمسلمين. قال الامام احمد لم يزل الناس يرد بعضهم على بعض. وشرطه كما ذكر ابن رجب اصابة الجواب واحس الخطاب اصابة الجواب واحسان الخطاب. فيكون الرد مصيبا للحق محسنا. الخطاب مع من يتكلم فيه ممن يريد الرد عليهم من المخالفين. ومنها هجر المبتدع ذكره ابو يعلى الفراء اجماعا. فان مما يحفظ به العلم ان يهجر اهل البدع. فلا يؤخذ العلم عنهم اصل تركهم والاعراض عنهم ما لم يضطر الى ذلك كان يكون في دراسة نظامية لا سبيل له الى عن الاخذ عن الممسوس ببدعة او غير ذلك من الاحوال المذكورة في كتب الرواية عند المحدثين. ومنها اجر المتعلم اذا تعدى في بحثه اي تجاوز فيه او ظهر منه لدد اي خصومة شديدة او سوء ادب فيزجر اذا بدر منه شيء من ذلك. وذكر احوال السلف في ذلك عن عبدالرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراحي ثم قال وشوهد هذا مرارا من شيخ شيوخنا محمد ابن ابراهيم ال الشيخ. فكم مرة رؤي منصرفا لما سمع طالبا يتشدق في مقاله فاخذ نعليه وانصرف فزجرهم بالاعراض عنهم وتركهم في مجلس العلم ثم ذكر قوله سفيان لما بدر من شاب ما بدر منه من الترؤس والتقدم في مجلس العلم والتكبر على الجالسين فان من الناس في سن الشباب من تعجبه نفسه اذا حاز شيئا من العلم. فتراه مزاحما العلماء متقدما في مجالسهم متكلما بين ايديهم. فحقه حق ما وقع من سفيان الثوري لما قال لم يكن السلف هكذا. لم يكن السلف هكذا كان احدهم لا يدعي الامامة. ولا يجلس في الصدر اي في صدر المجلس. حتى يطلب هذا العلم سنة وانت تتكبر على من هو اسن منك قم عني ولا اراك تدنو من مجلسي وذلك كله حفظ للعلم ثم قال اذا رأيت الشاب يتكلم عند المشايخ اي بين ايدي الكبار حقيقة او حكما بان في مجالسهم بين ايديهم او ان يتكلم في مسائل العلم مع وجودهم وقدرتهم. قال اذا رأيت الشاب عند المشايخ وان كان قد بلغ من العلم مبلغا فايس من غيره فانه قليل الحياء. ومن قل حياؤه قل ورعه. ومن قل ورعه سلب العلم والدين. فيتحفظ الانسان من هذه الغائلة. ثم قال وان احتاج اعلم الى اخراج المتعلم من مجلسه زجرا له فليفعل اي اذا رأى ان استصلاحه وحفظ غيره يكون باخراج مجزي فعلى ذلك كما فعله جماعة من السلف. وذكر من المأثور ما ذكره ثم قال وقد يزجر المتعلم بعدم الاقبال عليه وترك اجابته فالسكوت جواب قاله الاعمش ورأينا هذا كثيرا من جماعة من الشيوخ منهم العلامة ابن باز رحمه الله ربما سأله سائل عما لا ينفعه فترك الشيخ اجابته اي اعرض عنه ولم يجبه قال وامر القارئ ان يواصل قراءته او اجابه بخلاف قصده. تأديبا له وحفظا لحرمة العلم. فمجرد صدور السؤال لا يستوجب حق الجواب. بل يكون حقه في الجواب ان يسكت عن سؤاله وان ينصرف عنه. ومن صحب وتزكى باحوالهم رأى هذا اصلا من اصول حفظ العلم في الناس. ومن لم يصحب العلماء رأى هذا شيئا غريبا شديدا فانك ربما سمعت ان شيخا انصرف من مجلسه وسمعت اخر يقول ان هذا ليس من تعظيم العلم وكان من حق المتعلمين ان يجلس معهم. وهذا من ابلغ الجهل. وكم يهون على هذا المتكلم او غيره ان يخرج الطلاب من الدراسة في الجامعات والمعاهد والكليات وغيرها ثم يرون ان ذلك حفظ العلم وابقاءه وذلك اولى في المجالس التي يراد منها تعليم الناس ما ينتفعون به في الدنيا والاخرة. فمن اساء الادب فيها فانه يعاقب في هذه الاحوال او غيرها. نعم