احسن الله اليكم قلتم حفظكم الله اي الخاتمة. الى هنا بلغ القول التمام وحسن قطع الكلام بالختام يا شداد العلم وطلابه ويا قصاد الفقه واربابه امتثلوا معاقد التعظيم وانتم تقبلون على مقاعد تعليم تجده نفعه وتحمد عاقبته. واياكم والتهاون بها والعزوف عنها فانها مفتاح العلم وملقاة الفهم. فبها تجمع العلوم وتؤصل وبها تسر وبها تيسر الفنون وتحصل. فشمروا عن ساعد الجد ولا تشغلوا ببيعة الجد واحفظوا رحمكم الله قول ابي عبد الله ابن القيم رحمه الله. طالب النفوذ الى الله والدار الاخرة. بل الى كل علم وصناعة ورئاسة بحيث يكون رأسا في ذلك مقتدى به فيه. يحتاج ان يكون شجاعا مقداما حاكما على وهمه غير مقبول تحت سلطان تخيله زاهدا في كل ما سوى مطلوبه عاشقا لما توجه اليه عارفا بطريق الوصول اليه والطرق القواطع عنه مقدار الهمة ثابتة لا يثنيه عن مقلوبه لو ملائم ولا عدل عادل كثير السكون دائم الفكر غير مائل مع لذة المدح ولا الم الذنب قائما بما يحتاج اليه من اسباب معونته لا تستفزه المعارضات شعاره الصبر وراحته التعب محبا لمكارم الاخلاق حافظا لوقتها لا يخالط الناس الا على حذر. فالطائر الذي يلتقط الحب بينهم قائما على نفسه بالرغبة والرهبة. طامعا في نتائج اختصاصها على بني جنسها غير موصيه شيئا من حواسي عبثا ولا مسرحا خواطره في مراكب الكون. وملاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب. انتهى كلامه رحمه الله. فما اجمله ذكرى وتبصرة. اللهم يسر لنا تعظيم العلم واجلاله واجعلنا ممن سعى له كذلك فناله. اللهم انا نسألك علما نافعا ونعوذ بك من علم لا ينفع. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا النار مصيرنا ولا تسلط علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا. ختم المصنف وفقه الله كتابه بنداء شذات العلم وطلابه وقصاد الفقه واربابه. والشذاة جمع شادي كادي في العلم هو من حصل طرفا حسنا منه. وقال في ندائه امتثلوا معاقد التعظيم وانتم تقبلون على مقاعد التعليم تجد نفعه وتحمد عاقبته. ثم ذكر من كلام ابن القيم ما يبين الخصال التي ينبغي ان يتحلى بها من يطلب الامامة في العلم والدين. فذكر اثنتين وعشرين خصلة. ردها بعد ذلك الى امرين فقالا وملاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق. وملاك الامر هو قوامه وعماده ونظامه فالخصال الاثنتان والعشرون المذكورة انفا تنتظم بردها الى هجر العوائد وقطع العلائق والمراد بهجر العوائد ترك ما اعتاده الناس في احوالهم ورسومهم. والمراد بقطع العلائق قطع صلات الحائلة بين العبد وبين مطلوبه من العلم. وزاد ابن القيم في موضع اخر من كلامه رفض العوائل عقاب وبين الفرق بين العلائق والعوائق بان العلائق هي التعلقات النفسية الداخلية بان العلائق هي التعلقات النفسية الداخلية. وان العوائق هي العوارض الخارجية التي تعظ للانسان من حوادث القدر فتحصيل المطلوبات يرجع الى ثلاثة اصول. فتحصيل المطلوبات يرجع الى ثلاثة اصول. احدها هاجروا العوائد وثانيها قطع العلائق. وثالثها رفض العوائق. فمن حصل هذه الاصول في نفسه ادرك مطلوبه. وهذا اخر البيان على معاني هذا الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع علي جميعا لمن سمع الجميع ومن عليه فوت يكتب سمع كثيرا منه سمع علي جميع كتاب تعظيم العلم بقراءة غيره في البياض الثاني في قراءة غيره. صاحبنا ويكتب اسمه تاما والاسم التام اقله الرباعي له ذلك في مجلسين بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة بمعين لمعين في معين والحمد لله رب العالمين صحيح جالس وكتبه صالح ابن عبد الله ابن حمد العصيمي يوم الجمعة التاسع والعشرين من ربيع الاخر سنة ثمان وثلاثين واربع مئة والف في المسجد النبوي بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا اخر هذا المجلس ولقاؤنا بعد المغرب في كتاب ثلاثة الاصول الحمد لله اولا واخرا