احسن الله اليكم قال المصنف رحمه الله تعالى اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه الصلاة والسلام مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا فان الحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو الاسلام. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك. ولازمه الميل وعما سواه ببراءة من الشرك والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية ولبها المحقق وصفها الجامعة للمعنيين المذكورين. وهي دين الانبياء جميعا فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام ووقع في كلام المصنف وغيره نسبتها الى ابراهيم تبعا لوقوعها في القرآن كذلك. فان الحنيفية في القرآن نسبت الى ابراهيم دون غيره والحامل على اختصاص نسبتها في القرآن الى ابراهيم دون غيره امران. احدهما ان الذين بعث فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ينتسبون الى ابراهيم ويذكرون انه اب لهم ويزعمون انهم على فاجدر بهم ان يقتفوا سيرة ابيهم. فيكونون حنفاء لله غير مشركين به فابلاغا في ايضاح التوحيد وابطال الشرك واقامة الحجة عليهم نسب هذا الدين الى ابيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام. والاخر ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء بخلاف سابقيه من الانبياء. فلم يجعل الله احدا منهم اماما لغيره من الانبياء ذكره ابن جرير في تفسيره وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع رأى المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد. والاخر خاص وهو التوحيد ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى بعد ذلك ما يتعلق بالتوحيد بعد بيان العبادة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله تعالى ومعنى يعبدون يوحدون واعظم ما امر الله به التوحيد وهو افراد الله بالعبادة واعظم ما نهى عنه وهو دعوة غيره معه. والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ذكر المصنف رحمه الله في الجملة ان جميع الناس مأمورون بالعبادة ومخلوقون لها وذكر دليله وهو قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالاية تدل على امرين احدهما ان الجن والانس مخلوقون للعبادة والاخر انهم مأمورون بها فالاول صريح لفظها. والثاني لازم فانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فهم مأمورون بها. ثم فسر المصلين رحمه الله يعبدون بقوله يوحدون. وله وجهان احدهما انه من تفسير اللفظ باخص افراده. فان اعظم العبادة هي توحيد الله. فان اعظم العبادة هي توحيد الله والاخر انه من تفسير اللفظي لما وضع له شرعا فان العبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد. فان العبادة اذا اطلقت في خطاب الشرع فالمراد بها التوحيد قال ابن عباس رضي الله عنهما كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد ذكره البغوي في تفسيره. ثم ذكر المصنف ان اعظم ما امر الله به التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك مع بيان حقيقتهما. لان الحنيفية التي تقدمت تجمع بين التوحيد والشرك فهي تجمع بينهما باعتبار الاقبال على التوحيد والميد على الشرك. فهي تجمع بينهما باعتبار الاقبال على التوحيد والميل عن الشرك. والتوحيد له معنيان شرعا احدهما عام وهو افراد الله بحقه وحق الله نوعان حق في المعرفة والاثبات وحق في الارادة والقصد والطلب. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة. والاخر خاص وهو افراد الله بالعبادة وهو المعهود شرعا عند اطلاق التوحيد في خطاب الشرع يعني اذا اطلق التوحيد في خطاب الشرع يراد به توحيد العبادة في حديث جابر رضي الله عنه في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قوله فاهل بالتوحيد رواه مسلم. وكان الذي اهل النبي صلى الله عليه وسلم هو قوله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك الى اخر هذه التلبية وهي تتعلق بافراد الله بالعبادة واما الشرك شرعا فله معنيان. احدهما عام. وهو جعل شيء من حق الله لغيره والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. والاخر خاص وهو جعل شيء من العبادة لغير الله. وهذا هو المعهود شرعا عند اطلاق اسم الشرك في خطاب الشرع ثم ذكر المصنف الدليل على ان اعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما نهى عنه الشرك وهو قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا طيب كيف تدل هذه الاية على ما ذكره كيف تدل هذه الاية على ما ذكره نعم ايش يعني هو اراد ذكرها دليل على ايش على اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية النهي عن الشرك لاحظتوا وقال واعظم ما امر الله به هو التوحيد واعظم ما امر الله به هو الشرك والدليل قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فهو دليل على ماذا على ايش ليس على الامر النهي على اعظمية الامر بالتوحيد واعظميتي النهي عن الشرك. فليس المقصود بيان كون الاية دليلا على الامر بالتوحيد ودليلا على النهي عن الشرك. وانما يراد ما هو اعلى وهو اعظمية الامر بالتوحيد واعظمية عن الشرك لكن الاية في ظاهر لفظها فيها الامر بالتوحيد في قوله واعبدوا الله والنهي عن الشرك في قوله ولا تشركوا به شيئا فغمض على جماعة دلالة الاية على الاعظمية لاحظتوا؟ لماذا غمضت لانه نظر اليها دون تمام سياقها ودلالة الاية على اعظميتهما مستفادة من تقديمهما في اية الحقوق وهي قوله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذي القربى الى تمام الاية وذلك من وجهين وذلك من وجهين. احدهما ابتداء تلك الحقوق المعظمة امري بالعبادة ابتداء تلك الحقوق المعظمة بالامر بالعبادة. وحقيقتها التوحيد والنهي عن الشرك والنهي عن الشرك والاخر عطف ما بعدهما عليهما عطف ما بعدهما عليهما لانه لا يبدأ الا بالاهم. لانه لا يبدأ الا بالاهم صرح به ابن قاسم في حاشية ثلاثة الاصول والمح اليه المصنف في مسائل الترجمة الاولى من كتاب التوحيد في المسألة الحادية عشرة من تلك الترجمة. نعم