نعم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين بعثني بكم حفظكم الله تعالى لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب انه قال في كتابه القواعد الاربع وبه نستعين اسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يتولاك في الدنيا والاخرة وان يجعلك مباركا اينما كنت وان يجعلك ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر فان هؤلاء الثلاثة عنوان السعادة. ابتدأ المصنف رحمه الله رسالته بالبسملة مقتصرا عليها اتباعا للوارد في السنة النبوية في مكاتباته ومراسلاته صلى الله عليه وسلم الى الملوك والتصانيف تجري مجراها. ثم دعا لمن بثلاث دعوات جامعة اولها ان يتولاه الله في الدنيا والاخرة. فيكون وليه الله. والولي من اسماء الله الحسنى ومعناه المتصرف في خلقه عامة بتدبيرهم. المتصرف في خلقه عامة بتدبيرهم وفي المؤمنين خاصة بما ينفعهم في الدنيا والاخرة وفي المؤمنين خاصة بما ينفعهم في الدنيا والاخرة وثانيها ان يجعله مباركا اينما كان. اي سببا لكثرة الخير ودوامه. اي سببا لكثرة خيره ودوامه. وثالثها ان يجعله ممن اذا اعطي شكر. واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر وعدهن المصنف عنوان السعادة وعنوان الشيء ما يدل عليه ومنه عنوان الكتاب والسكن علما على ما يدل عليهما فعنوان الكتاب هو اسمه. وعنوان السكن هو موضع السكنة. والسعادة هي الحال الملائمة والسعادة هي الحال الملائمة للعبد. والعبد مقلب بين ثلاث احوال. نعمة واصلة نعمة واصلة ومصيبة فاصلة ومصيبة فاصلة وسيئة حاصلة وسيئة حاصلة وكل حال من هذه الاحوال علقت بمأمور شرعي فمن انعم عليه واعطاه وجب عليه الشكر. فمن انعم الله عليه واعطاه وجب عليه الشكر. ومن ابتلاه الله عز وجل وجب عليه الصبر. ومن ابتلاه الله عز وجل وجب عليه الصبر. ومن اذنب واجرم في حق بربه وجب عليه ان يستغفر الله ويتوب اليه. وجب عليه ان يستغفر الله ويتوب اليه. فمن امتثل المأمور به في هذه الاحوال اصاب السعادة. وهذا معنى كونهن عنوانا للسعادة دالا عليه فملاحظة المأمور به فيهن وامتثاله يصير به العبد سعيدا احسن الله اليكم قال رحمه الله يعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيف يتملك ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ذكر المصنف رحمه الله ان الحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام مبينا حقيقتها بقول جامع يندرج فيه ما يراد بها شرعا. فالحنيفية في الشرع لها معنيان احدهما عام وهو دين الاسلام الذي بعث به الله محمدا صلى الله عليه وسلم. والاخر خاص وهو الاقبال على الله بالتوحيد. وهو الاقبال على الله بالتوحيد. ولازمه الميل عما سواه بالبراءة من الشرك الميل عما سواه بالبراءة من الشرك. والمذكور في قول المصنف ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين هو مقصود الحنيفية. ولبها المحقق وصفها الجامع المعنيين مع وهي دين الانبياء. فلا تختص بابراهيم عليه الصلاة والسلام. ووقع في كلام وغيره اضافتها الى ابراهيم اتباعا للوارد في القرآن الكريم. فان الحنيفية منسوبة في مواضع الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. واتفق كونها كذلك في القرآن لامور ثلاثة. واتفق كونها وكذلك في القرآن لامور ثلاثة. اولها ان الذين نزل فيهم القرآن كانوا تنسبون الى ابراهيم فيذكرون انهم من ذريته وانهم على دينه. فاجدر بهم ان يكونوا حنفاء مخلصين لله كابيهم وثانيها ان الله عز وجل جعل ابراهيم اماما لمن بعده من الانبياء. ان الله جعل ابراهيم عليه الصلاة والسلام اماما لمن بعده من الانبياء. فامرهم باتباعه والاقتداء به. فنسبت الحنيفية اليه ذكره ابو جعفر الطبري في تفسيره وثالثها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام بلغ الغاية في تحقيق الحنيفية فكان خليل الله عز وجل ولم يشاركه هذه المرتبة سوى نبينا عليه الصلاة والسلام فهما الخليلان البالغان الغاية في تحقيق الحنيفية وابراهيم عليه الصلاة والسلام متقدم على نبينا صلى الله عليه وسلم. فهو جد له والنسبة الى الاب اولى من النسبة الى الابن. والنسبة الى الاب اولى من النسبة الى الابن. فنسبت الحنيفية الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام. والناس جميعا مأمورون بعبادة الله. التي هي مقصود الحنيفية ومخلوقون لاجلها والدليل قوله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ودلالة الاية على المسألتين من جهتين احداهما صريح نصها ان الجن والانس مخلوقون للعباد والاخرى لازم لفظها لازم لفظها فانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فهم بها مأمورون لانهم اذا كانوا مخلوقين للعبادة فهم بها مأمورون. وكون الناس للعبادة ومأمورين بها شيء مجمع عليه. لا ينكره احد يدين لله بدين الاسلام فالمسلمون كافة متفقون على ان حكمة خلق الجن والانس هي عبادة الله سبحانه وتعالى على نعم