ان يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به حيث يقرأ عليهم شيئا فشيئا لقوله تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا هذا ايضا من الفوائد انه اذا نزل مفرقا سهل والعمل به لكن لو نزل جملة واحدة يصعب حفظه وكذلك العمل به لانه يلزم من نزوله جملة واحدة ان تثبت جميع احكام الشريعة جملة واحدة وهذا فيه صعوبة ينزل مفرقا لاجل ان يتروض الناس على العمل به فيتلقونه شيئا فشيئا ثالثا تنشيط الهمم هذا ربما يفيد من يحفظ القرآن يعني من يريد ان يحفظ القرآن عن ظهر قلب نقول الافضل ان لا تقرأه جملة واحدة بل تفرقوا مثلا تقرأ خمسة اسطر حتى تحفظها ثم خمسة اخرى ثم خمسة اخرى فاذا اتممت جملا صالحة للاعادة اعدته كلها نعم ثالثا تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه. حيث يتشوق الناس بلهاف وشوق الى نزول الاية. لا سيما عند اشتداد اليها كما في ايات الافك والنعام كما في ايات الافك واللعان هذا ايضا تنشيط الهمم لقبول ما نزل لانه اذا تأخر النزول صار الناس يتشوهون وينتظرون نزول الاية بفارغ الصبر لا سيما عند اجتياد الحاجة مثل اية النعام كما في اية النعام والافك وكذلك ايات الظهار وغيرها مما هو معروف ولا شك ان هذا ان هذه فائدة عظيمة. لانه اذا نزل القرآن والناس في شدة اشتياق اليه صار هذا لقبوله والعمل به والراحة فيه رابعا التدرج في التشريع حتى يصل الى درجة الكمال كما في ايات الخمر الذي نشأ الناس عليه والفوه وكان من الصعب عليهم ان يجابهوا بالمنع منه بالمنع منه منعا باتا. فنزل في شأنه اولا قوله تعالى يسألونه الخمي والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما. فكان في هذه الاية تهيئة كان في هذه الاية تهيئة للنفوس لقبول تحريمه حيث حيث ان العقل يقتضي الا الا يمارس شيئا اثمه اكبر من نفعه. ثم كسر الهمزة حتى يكون الاظافة الى الى جملة حيث ايش؟ حيث ان العقل ثم نزل ثم نزل ثانيا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلمون وما تقولون فكان في هذه الاية تنزيل على تركه في بعض الاوقات وهي اوقات الصلوات ثم نزل ثالثا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازنام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون واطيعوا الله واطيعوا الرسول واحذروا فان توليتم فاعلموا فاعلموا فاعلموا ان ما على رسول نعم الهمزة تحت قالت له خطأ تعلموا ان ما عليه فان توليتم فاعلموا ان ما على رسولنا البلاغ المبين. فكان فيها فكان في فكان في هذه الايات المنع من الخمر منع باتا في جميع الاوقات بعد ان هيأت النفوس ثم مرنت على المنع منه في بعض الاوقات. هذا ايضا من فوائد نزول القرآن مفرقا للتدرج بالتشهير واظهر لسانه على ذلك الخمر ومن ذلك ايضا الصلوات ومن ذلك الصيام فالصلوات اول ما فرضت في الصلاة تم؟ ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر ومن المعلوم ان الركعتين اخف من الاغبار كذلك ايظا في الصيام اول ما نزل فرضه ان الانسان مخير ان شاء صغار وان شاء اطعم والصيام افضل ثم بعد ذلك تعلم الصيام لانه اذا قيل للانسان ان شئت صم وان شئت فافطر والصوم افضل تهيأت نفسه لايش للصيام وصار ايجابه بعد النفس من ابلغ الحكمة المثال الذي معنا الان هو الخمر فاول لاهمية الموضوع نبحث ما هو الخمور الخمر كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب هذا الخمر كل ما غطى العقل على وجه اللذة والطرب ولهذا قيل خمر من الخمار الذي تغطي به المرأة وجهها ورأسها فهو اي الخمر يغطي العقل على وجه اللذة والطرب لان تغطية العقل قد تكون لذلك وقد تكون لغير هذا ربما يدوخ الانسان من شيء شربه او شمه او ما اشبه ذلك فهل هذا هل هذا سكر لا لانه لا يقهر ولا يتلذذ بخلاف الخمر الميسر نعم الميسر هو القمار وهو المغالبة المغالبة على عوض وما اشبهها من المعاملات وضابطها كل معاملة يكون الانسان فيها اما غانما واما غانما فهي ميسر وسميت ميسرا الربح فيها لان الانسان في القمار نسأل الله العافية ربما يربح في ليلة واحدة ملايين الملايين طيب يقول التدرج به اولا انزل الله بهذه الاية وهي قوله تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما اثم كبير هذي بالكيفية منافع للناس بالكمية لان المنافع جمع منفعة وهي صيغ منتهى الجموع فتكون منافع كثيرة لكن الاثم اكبر من النفل اثمهما اكبر من نفعهما يعني اشد من من النهي وانظر الى قوله منافع وقوله نفع حيث جمع في الاول وافرد في الثاني لان الثاني مصدر والمصدر يكون مفردا دائما ولهذا قال ابن مالك ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد والتذكير وايضا هذه المنافع كلها لو اجتمعت فهي نفع واحد وان ظن الظان انها منافع كثيرة فهي نفع واحد لان نفعه يعود على مسائل دنيوية فقط هذه الاية اذا قرأها العاقل هل يقدم على شرب الخمر اجيبوا جماعة لا لماذا؟ لان العاقل لا يقدم على شيء اسمه اكبر منه فتتهيأ النفوس الان للمنع طيب يقول ثم نزل ثانيا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون كم اقام الصلاة خمسة قالت متعينة لا بد ان تصلي في هذه الاوقات فاذا قيل لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى امتنع الناس عن شرب المسكر فيكم وقت؟ خمسة اوقات لانهم اذا ستروا وجاء وقت الصلاة ينهى عن الصلاة فسوف يمتنعون اذا امتنعوا الان امروا او نهوا ان يقربوا الصلاة وهم سكارى في اوقات خمسة وهذا لا شك انه تمرين للنفوس على الترك. ثم نزل ثانيا ثالثا قوله تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر الى اخره فصدر الله هذه الاية بهذا النداء للتنبيه على اهمية ما سيذكر بعده ثم وجه النداء الى من الى الذين امنوا الذين يقتضي ايمانهم الامتثال والطاعة لامر الله عز وجل ولهذا يذكر ان ابن مسعود رضي الله عنه انه قال اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فاما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه ثم ذكر عز وجل العلة قبل الحكم العلة قبله لان ذكر العلة قبل الحكم يجعل النفس تقبل الحكم عن اقتناع وعقل فقال انما الخمر والميسر والانصار والازلام لبس من عمل الشيطان هذي العلة يترتب عليها ايش؟ فاجتنبوه تجتنبوا ثم ذكر الثمرة في جنابه فقال لعلكم تفلحون الى اخرها ها انما الخمر قلنا الخمر مغطى العقل ايش؟ على وجه اللذة والطرب. الميسر هو القمار. وهي كل معاملة يكون فيها الانسان اما غانم واما ضاربا الانصار هي الاوثان هي الاوثان دم ونصب لاسباب جمع سبب رجس من عمل الشيطان. رجس بمعنى نجس والنجس ينقسم الى قسمين نجس نجاسة حسية كما في حديث ابي طلحة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يناجي ان الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر اهلية فانها رجس هذا نجاسة حسية ومعنوية حسية وكما في حديث ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قضى حاجته فاتاه عبدالله بن مسعود بحجرين وروثة فاخذ الحجرين والقى الروثة وقال انها رجس او قال رجس هذه النجاسة حسية اما النجاسة المعنوية فمثل قول الله تعالى فاجتنبوا الرزق من الاوثان واجتنبوا قول الزور اجتنبوا الرجس من الاوثان هذي هذه نجاسة حسنية او معنوية؟ معنوية. لان الاوثان حجر او شجر او ما اشبه ذلك من الاشياء الطاهرة ومثل قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا