نعم. احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الاولى ان تعلم ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر وان ذلك لم يدخلهم في الاسلام. والدليل قوله تعالى قم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار. ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله فقل افلا تتقون. مقصود هذه القاعدة بيان شيئين. احدهما ان الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرون بتوحيد الربوبية مقرون بتوحيد الربوبية وهو افراد الله في ذاته وافعاله واشار اليه المصنف بقوله مقرون بان الله تعالى هو الخالق المدبر لان الخلق والتدبير من اعظم افعال الربوبية. والاخر ان اقرارهم بتوحيد الربوبية فقط لم يدخلهم بالاسلام ولم يعصم دماءه. لان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت لهم وصف الكفر وقاتلهم. ولو باقرارهم بالربوبية مسلمين لما اكفرهم وقاتلهم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. واستدل المصنف على ما ذكره بقوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والارض الاية ووجه دلالته على الامر اول في اقرارهم بان الرزق والملك والتدبير كله لله. اذ يقرون قولون لله كما قال فسيقولون لله. واما دلالتها على الامر الثاني فهو في انكار الله عليهم عبادة غيره اذ قال فقل افلا تتقوا اي فقل لهم اقامة للحجة عليهم. اي فقل لهم اقامة للحجة عليهم افلا تتقون ربكم فتخلصون له العبادة. فمطالبتهم بتوحيد الالهية برهان على عدم انتفاع بما امنوا به من توحيد الربوبية. وسيأتي في القاعدة الثالثة مزيد تقرير للامر الثاني