احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الرابعة ان مشركي زماننا اغلق شركا من الاولين لان الاولين يشركون رخاء ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائما في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. مقصود هذه القاعدة بيان غلظ شرك اهل زمانه فمن بعدهم من المتأخرين. بيان الى ذي شرك اهل زمانه فمن بعدهم من المتأخرين. وانهم اغلظ شركا من الاولين. وانهم اغلظوا تلكا من الاولين ومنفعة تقرير غلظه الاعلام بانهم اولى بالتكفير والقتال من الاولين وهو المصرح به في كتاب المصنف الاخر كشف الشبهات وذكر المشركين تعيين للكفر الذي وصفوا به قبل في قول المصنف رحمه الله ان الكفار الذين لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه يعني الكفار الذين كفروا بالشرك. ومجموع الادلة الشرعية والوقائع القدرية يدل ان شرك المتأخرين اعظم من شرك الاولين من اثني عشر اشرا وجها. فالوجه الاول ان الاولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة. واما المتأخرون فيشركون هنا في الرخاء والشدة ذكر هذا الوجه المصنف في القواعد الاربع وفي كشف الشبهات ايضا. وذكره بعده جماعة منهم سليمان ابن عبد الله وعبد الرحمن ابن حسن وعبدالله ابا بطين وسليمان ابن سحمان رحمهم الله. والوجه الثاني ان الاولين كانوا يدعون مع الله خلقا مقربين من الانبياء والملائكة والاولياء او يدعون اشجارا واحجارا ليست عاصية. وهؤلاء المتأخرون يدعون مع الله الفساق او الفجار ذكر هذا الوجه المصنف في كشف الشبهات وعصريه محمد بن اسماعيل الصنعاني في تطهير الاعتقاد. ومنشأ دعوتهم اولئك الفساق مع مشاهدتهم فجورهم وفسقهم انهم كانوا يخافون شرهم وضرهم اليهم بما يتوجهون اليه من اعمالهم. والوجه الثالث ان الاولين يعتقدون ان ما هم عليه مخالف دعوة الانبياء والرسل. فانهم قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء فلا يجتمع عندهم دين الانبياء والمرسلين ودينهم الذي هم عليه. اما المتأخرون فانه هم يدعون ان فعلهم موافق دعوة الانبياء والمرسلين. ذكر معنى هذا الوجه عبداللطيف بن عبدالرحمن في رده على داوود ابن جزيس في رده على داوود ابن جرجيس. والوجه الرابع ان المشركين الى كانوا لا يشركون بالله في شيء من الملك والتصرف الكلي العام. بل كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك الا شريكا تملكه وما ملك. فهم يرون ان التصرف منك الكلية هو لله سبحانه وتعالى وحده. اما المتأخرون فقد جعلوا لمن يعظمونه ملكا وتصرفا في الكون وقصدوهم على ان لهم تدبيرا في العالم. وهذا شرك لم تعرفه الجاهلية ذكر معنى هذا الوجه عبدالله بن فيصل بن سعود ذكر معنى هذا الوجه عبدالله بن فيصل بن سعود رحمه الله واعتبري هذا فيما ينقلونه عن بعض ما يعتقد في معظم مصر انه لا تدخل نملة واحدة مصر حتى يأذن له يعني النملة ما تدخل حتى تستأذن فكيف ببقية المخلوقات؟ وهذا التصرف والملك الكلي لم يكن عليه اهل الجاهلية الاولى. والوجه الخامس ان كثيرا من المتأخرين قصدوا معبوداتهم من دون الله على جهة الاستقلال. اما الاولون فقصدوا معبوداتهم الى الله فقصدوا معبوداتهم لتقربهم الى الله فهي عندهم شفعاء ووسائل والوجه السادس ان عامة شرك الاولين في الالوهية. وهو في غيرها قليل. اما المتأخرون فشركهم كثير في الالوهية والربوبية والاسماء والصفات. فانت تجد من المتأخرين من انشد فقال ما شئت لا ما شاءت الاقدار فاحكم فانت الواحد الجبار. هذه مخلوق من المخلوقين الوجه السابع ان المتأخرين يزعمون ان قصد الصالحين ودعائهم والتوجه اليهم من حقهم وان تركه لهم وازراء بهم. ولم يكن الاولون يذكرون هذا. والوجه الثامن ان المشركين الاولين كانوا مقرين بشركهم كما تقدم في تلبيتهم ويقولون لو شاء الله ما اشركنا واما اخرون فانهم لا يقرون بشركهم. ويسمون رغبتهم الى معظميهم محبة. فيزعمون انهم يحبون الاولياء وهم يدعونهم ويقصدونهم ويتوجهون اليهم. والوجه التاسع ان المشركين الاولين يرجون الهتهم في قضاء حوائج الدنيا كرد غائب وشفاء مريظ. ولا يجعلونهم عدة ليوم ولا يجعلونهم عدة ليوم الدين. لانكارهم البعث او اعتقادهم ان لهم من ينالون به ما يريدون. اما المتأخرون فانهم يريدون من معظميهم قضاء حوائج الدنيا والاخرة. ذكر معنى هذا الوجه حمد بن ناصر بن معمر رحمه الله. والوجه العاشر ان الاولين كانوا يعظمون الله ويعظمون شعائره. بخلاف المتأخرين فلا يعظمون الله ولا الا يعظمون شعائره؟ فكان الاولون يعظمون اليمين بالله. ويعيدون من عاذ ببيت الله ويعتقدون ان البيت الحرام اعظم من بيوت اصنامه. اما المتأخرون فانهم بضد هذا احدهم بالله كاذبا ولا يقدم على الاقسام بمعظم. ولا يعيدون من عاد بالله وببيته يعيدون من عاد بمعظمهم. ويعتقدون ان العكوف عند القبور والمشاهد اعظم من الاعتكاف في المساجد واكثرهم يرى ان الاستغاثة بمعظمه انجع واسرع جوابا من الاستغاثة بالله سبحانه وتعالى ولذلك من غرائب الحكايات التي تبين مثل هذا ما حكاه لي احدهم انه رأى عجوزين يمشيان بين يديه يقدمان الى حافلة ليركبا احداهما بمقبض درجه لاجل الصعود ثم اعتمدت عليه وقالت يا علي فعابت عليها الاخرى وقالت لها اتركي علي للشداد يعني اتركي علي للامور العظيمة يعني هذا امر هين لكن علي يطلب للامور للامور العظيمة ولذلك لا يعرف قبح هذا وفشوه في الناس الا من خالط بلادا فيها مثل هؤلاء المشركين نسأل الله سبحانه وتعالى ان يطهر بلاد المسلمين من الشرك واهله والوجه الحادي عشر ان المشركين الاولين لم يكونوا يطلبون من الهتهم كل ما يطلب من الرحمة فلهم مطالب لا يطلبونها الا من الله. اما المشركون المتأخرون فعكسوا الامر. فلهم مطالب لا يطلبونها من الله ويطلبونها من معظمين. ذكره ابن تيمية الحفيد والوجه الثاني عشر ان المتأخرين من المشركين فيهم من يزعم ان الله سبحانه تعالى يتجلى في صور من المخلوقات. فيرون في احد من معظميهم صورة الله تعالى الله اما يقولون كما قال احد مقدميهم الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف. تعالى الله سبحانه وتعالى عن هذه المقالات الرديئة. ذكر هذا الوجه ابن تيمية الحفيد رحمه الله تعالى. فهذه الوجوه الاثنى عشر تبين شدة شرك المتأخرين وغلظه وقبحه وشؤم اثره على الناس وان ما فاتهم من سعة الدنيا وامنها وحسن حالهم هو بفشو الشرك في بلاد المسلمين. فالواجب على طالب العلم ان يجعل عظم دعوته واكثر نياط قلبه هو اصلاح الناس في دعوتهم الى توحيد الله سبحانه وتعالى والتحذير من الشرك. لئلا يخلف هو في بيته بمن يكون من ذريته من المشركين اذا اهمل دعوة الناس الى توحيد الله سبحانه وتعالى وضعف فيها وقد رأينا هذا في اناس كان اجدادهم من اهل التوحيد الساعين في طباعة كتبه. ثم صار من الاحفاد من هو من دعاة والانسان يحفظ في نفسه وذريته بقدر ما يحفظ من امر ربه. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظنا واياكم بتوحيده وان يحفظ بلاد المسلمين في التوحيد والسنة وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام. اكتبوا طبقة السماع سمع علي جميع القواعد الاربع بقراءة غيره صاحبنا ويكتب اسمه تاما فتم له ذلك في مجلس واحد بالميعاد المثبت في محله من نسخته. واجزت له روايته عني اجازة خاصة من معين لمعين في معين باسناد مذكور في منح المكرمات لاجازة طلاب المهمات. والحمد لله رب العالمين صحيح ذلك وكتبه صالح بن عبد بن حمد العصيمي ليلة الثلاثاء التامن التاسع والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة تسع وثلاثين واربع مئة والف في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بمدينته صلى الله عليه وسلم