اما اما الايات التي بعدها فمن فوائدها اثبات ان علو الله لقوله نزل وانزل والنزول يكون الا من اعلى. طيب ومن فوائدها ان القرآن الكريم منزل لقوله نزل عليك وهل كونه منزلا يستلزم ان لا يكون مخلوقا لا مجرد كونه منزلا لا يستلزم ان يكون ان لا يكون مخلوقا لان الله قد ينزل المخلوق ونزلنا من السماء ماء مباركا. والماء مخلوق انزل من السماء ماء والماء مخلوق لكن بالنظر لكون القرآن كلاما يستلزم ان لا يكون مخلوقا لان الكلام صفة المتكلم وصفة الخالق غير مخلوقة اذا فيؤخذ ان القرآن مخلوق لكونه نزل من عند الله وهو ان القرآن. نعم. يؤخذ كون القرآن غير مخلوق انه نزل من عند الله هو كلام والكلام من صفة المتكلم وصفة والصفة تابعة للموصوف واضح ومن فوائد الاية الكريمة فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وميزته لقوله عليك الكتاب بالحق ولكن قد يرد علينا ان الله سبحانه وتعالى قد يضيف الانزال الى الناس كما قال تعالى في سورة ال عمران قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم. وفي اية البقرة قولوا امنا بالله وما انزل اليه وما انزل الى ابراهيم فالجواب ان نقول وانزل الى الرسول مباشرة والينا بواسطة بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي بلغه الينا ومعلوم ان الاصل اشرف من من الفرق ومن فوائد الايات الكريمة ان هذا الكتاب الذي انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم مشتمل على الحقد في قوله بالحق فقد جاء بالحق ونزل به قال الله تعالى وبالحق انزلناه وبالحق نزل كمان الحق الذي نزل به القرآن نقول ما في القرآن اما اخبار واما احكام فالحق في الاخبار الصدق والحق في الاحكام العدل كما قال الله تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا نعم اذا نقول القرآن كل ما فيه من الاخبار فهو صدق وكل ما فيه من احكام فهو عدل هل يشمل ذلك ان هذه الاخبار وهذه الاحكام نافعة مصلحة للخلق الجواب نعم قال الله تعالى نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن وقال لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب فكل ما فيه من الخبر فهو نافع وكل ما فيه من حكم فهو ايضا نافع متضمن للمصالح ودفع المفاسد ومن فوائد الاية الكريمة ان القرآن نفسه حق من اين يؤخذ من قوله بالحق يعني انه نزل نزولا بحق ليس ليس نزولا كذبا باطلا ومن فوائد الاية الكريمة فضيلة القرآن لوصفه بالحق نزولا وتضمنا ولوصفه بالتصديق لما بين يديه انهم مصدق لما بين يديه من كل الكتب لقوله مصدقا لما بين يديه ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى ان هذا القرآن قد اخبرت عنه الكتب السابقة الكتب السابقة من قوله مصدقا لما بين يديه لانه احد الوجهين في كلمة مصدق ومن فوائد الاية الكريمة جواز التعبير جواز التعبير بما يخالف الظاهر اذا دل عليه السياق في قوله لما بين يديه اذ قد يقول قائل ليس للقرآن يد فكيف يصح ان يقول لما بين يديه نقول صحيح ان القرآن ليس له يد ونحن لا نقول ان لما بين يديه ان القرآن له ايد اوله يدان وانه سبق صدق ما بين يديه لكن نقول ان ان الكلمة اذا دلت على معناها في سياقها وان كان يخالف اصل الوضوء وقد سبق ان المراد بما بين يديه ما سبقه ما سبقه من الكتب طيب من فوائد الايات الكريمة ان التوراة النازلة على موسى والانجيل النازل على عيسى عليهم الصلاة والسلام حق لقوله وانزل التوراة والانجيل ومن فوائدهن ومن فوائد الاية الاشارة وتأنوا الاشارة الى ان التوراة والانجيل قد نسخ في القرآن ها؟ هل يمكن ان نقول من قبل؟ تشير الى ان هذين الكتابين قد مضى عهدهما وانقضى على كل حال في المسألة ثقل او او في الاستدلال بهذا على ما قلناه ثقل يعني اننا لا نجزم بذلك لكن لنا دليل من غير هذه الاية وهو ما في سورة المائدة حيث قال الله تعالى مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ومن فوائد الايات الكريمة رحمة الله عز وجل بعباده وعنايته بهم حيث كان ينزل الكتب على رسله هدى للناس هدى للناس اليس كذلك؟ نعم ومن فوائد الاية الكريمة اثبات الحكمة لله تعالى باحكامه الشرعية كما تثبت في احكامها الكونية من قوله هدى للناس لان ذكرنا ان هدى ان هذا مفعول لاجل. اي من اجل ذلك ففيها اثبات الحكمة لله وهو كذلك ومن اسماء الله تعالى الحكيم من اسماء الله الحكيم وهو ذو الحكمة والحكمة هي اصابة الصواب وان شئت فقل وظع الشيء في موظعه وان شئت فقل اتقان الشيء. واحكامه والتعبيرات كلها تنصب الى ان فعل الله عز وجل او الى ان حكم الله الكونية والشرعي كله مشتمل على الحكمة فان قال قائل اذا اثبت لله حكمة ووقع من افعال الله او من او من شرع الله ما لا نعلم له حكمة او ما نظن ان الحكمة في خلافه فما هو الجواب فالجواب اننا اذا ظننا ان هذا ليس له حكمة فليس ذلك الا لقصور فهمنا عجزنا عن ادراك الحكمة واذا ظننا انه على خلاف الحكمة فما ذاك الا لسوء فهمه فالذي يظن انه ليس له حكمة قاصر الفهم والذي يظن انه على خلاف الحكمة سيء الفهم سيعفى اما سليم الفهم والذي يعطيه الله تعالى فهما فستتبين له الحكمة ومع ذلك لا يمكن ان ندرك كل وجوه الحكمة ابدا لان لان حكمة الله عز وجل لا تدرك غايتها والانسان بشر ناقص وكم من اشياء او كم من احكام شرعية تظن ان حكمتها كذا وكذا ثم يتبين لك ان لها حكما اخرى او ربما يتبين لك انه ليس هذه هي الحكمة بل الحكمة شيء اخر انما يجب عليك ان تؤمن بان ان تؤمن بانه ما من حكم لله كوني او شرعي الا وله حكمة فان قلت يلزم على قولك هذا ان تذهب مذهب المعتزلة في وجوب الصلاح او وجوب الاصلح يعني اذا تعارض فعلا احدهما اصلح من الاخر فهل يجب على الله ان يفعلها الاصلح ان قلت منعت الحكمة وان قلت نعم ففيه اشكال نعم فيقال اولا قد تظن ان هذا هو الاصلح وليس الاصل ولنضرب لهذا مثلا نحن نظن ان الاصلح نزول الغيث وخصبة خصب الارض اليس كذلك؟ فاذا امتنع المطر واجدبت الارض فقد يكون هذا هو المصلحة اليس كذلك؟ ونحن اذا لا يمكن ان نقول يجب على الله كذا لانه الاصلح اذ قد يكون ما قلنا انه الاصلح هو الافسد اليس هكذا؟ طيب ثانيا اذا تحققنا انه الاصلح اذا تحققنا انه اصبح فان له يجب بمقتضى الحكمة لا بمقتضى العقل فنحن لا نوجب على الله في عقولنا والعقل لا يوجب على الله شيئا لانه مخلوق ناقص فلا يوجب على الكامل الازلي الابدي شيئا فاذا وجبت فعل الاصلح فانما الذي اوجبه على نفسه من؟ الله قال الله تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة كتب عليه هو الذي اوجب وقال انما عليك نعم ان ان علينا للهدى ان علينا للهدى فاوجب على نفسه ان يهدي الناس ويدلهم كذا طيب اذا نحن نقول اذا ثبت ان هذا هو الاصلح فقد وجب على الله بمقتضى حكمته وايجابه على نفسه لا بمقتضى عقولنا وايجابنا عليه وبهذا ننفك عن قول المعتزلة الذين يرون ان العقل هو الذي يوجب الشيء او الذي يمنع الشيء او الذي يقبح الشيء او الذي يحسن الشيء واضح؟ طيب من ذلك مثلا البيان للخلق بيان الشرائع للخلق وما يجب عليه نحو ربهم وما يجب عليهم نحو عباد الله هذا واجب على الله ولا لا رحمة نعم واجب على الله بمقتضى الحكمة ان علينا للهدى علينا والا تفيد ايش توحيد الوجوب طيب ومن فوائد الايات الكريمة ان القرآن او ان هداية القرآن نوعان عامة وخاصة فالعامة مثل هذه الاية هدى للناس والخاصة مثل قوله هدى للمتقين هدى للمتقين فما هو الفرق الفرق ان الهداية التي بمعنى الدلالة عامة والهداية التي بمعنى التوفيق والاهتداء هذه خاصة خاص بالمتقين الهداية التي تتضمن الاهتداء هذه للمتقين واما الذي تضمن البيان والايضاح فهذه للناس عامة لقول الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين بان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان الكتب كلها فقهاء تتضمن الفرق بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب وبين المؤمن والكافر وبين الضار والنافع كل ما يمكن ان ان يكون فيه الفرق فان الكتب تفرقه ومن فوائد الاية الكريمة انه يمتنع ان تجمع الكتب السماوية بين متفرقين او ان تفرق بين متماثلين ابدا لان الفرقان هو الذي يفرق بين شيئين مختلفين اما شيئان لا يختلفان الا تفريق بينهم ومن هنا يمكن ان نأخذ يعني يتفرع على هذه الفائدة اثبات القياس لان القياس الحاق فرع في اصله لعلة في حكم لعلة جامعة فهو جمع بين متماثلين وعدم الاخذ بالقياس تفريق بين متماثلين والكتب السماوية كلها فرقان ومن فوائد الاية الكريمة انه كلما اهتدى الانسان للفروق كان اعظم اهتداء بالكتب المنزلة من الله كلما اهتدى الفروق كان اعظم اهتداء بالكتب المنزلة من السماء لان الكتب كلها فرقان فمثلا اذا كان الانسان يفرق بين الشرك الاصغر والاكبر وبين نفاق الاعتقاد والعمل وبين الكفر الاكبر والاصغر وبين اشياء الحلال والحرام كان اشد اهتداء بالكتب ممن ممن لا يفرق اليس كذلك؟ طيب ربما يؤخذ من هذا ايضا الاشارة الى انه ينبغي الاعتناء بمعرفة الفروق لنعرفة الفروق بين الاشياء المتشابهة وهذا شيء او هذا فن اخذ به بعض اهل العلم ولا سيما في كتب الفقه