طيب من فوائد الايات الكريمة التحذير من مخالفة الله وكيف ذلك خوفا من ان يعلم بك بمخالفتك اياه ومن فوائد الايات الكريمة الرد على القدرية الذين يقولون ان الله لا يعلم الشيء الذي يفعله العبد الا بعد وقوعه وهؤلاء غلاتهم كما سبقوا ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى عالم عالم بالكليات والجزئيات. مأخوذ من قوله شيء النكرة في سياق النفي. فيعم كل شيء ومن فوائد الاية الكريمة اثبات الارض والسماء وهذا امر معلوم. لكن اذا قال قائل وما وما سوى الارض والسماء؟ هل يخفى على الله الجواب لا لكنه خص الارظ والسماء لانه هو المشهود لنا فنحن لا نشهد الا الارظ والسماء. وما عدا ذلك لا نعلمه الا عن طريق الغيب. فذكر الارظ والسماء هل يمكن ان نقول ان من فوائد الاية ان صفات الله عز وجل اما منفية واما مثبتة الجواب نعم وهذا قد سبقنا تقسيمه في في التوحيد. وقلنا ان صفات الله عز وجل اما مثبتة واما منفية فالمثبتة يسمونها ثبوتية والمنفية يسمونها سلبية وقلنا ان السلبية متضمنة لثبوت لابد ولكنه ينفى نقص ذلك الثابت فلكمال علمه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء ثم قال عز وجل هو الذي يصوركم في الارحام. وهذا من جملة معلوماته التي تخفى على كثير من الناس وهي معلومة له هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. يصوركم اي يجعلكم على صورة معينة يختارها ويريدها وقوله يصوركم في الارحام الارحام جمع رحم وهو وعاء الجنين في بطن امه وقد بين الله تعالى في في اية ثانية ان الجنين في بطن امه في ظلمات ثلاث في ظلمات ثلاث وهي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة مشمة يعني الوعاء المائي الذي يكون فيه الجنين ويسمى عند عامة القمقم نعم طيب وقوله في كيف يشاء؟ كيف يشاء؟ هذه حال من فاعل يشاء يعني انه يصورنا على اي كيفية شاء على اي كيفية شاء واما قوله في الارحام فهي حال من الظمير من الكاف يصوركم. يعني حال كونكم الارحام وقوله كيف يشاء يعني لا خيار لنا في اختيار الصورة معينة للجنين الذي في بطنه. ثم قال لا اله الا هو العزيز الحكيم هذه الجملة خبرية منفية مثبتة فيها الحصر الذي طريقه النفي والاثبات والاله بمعنى مألوه وقوله الا هو الظمير هو بدل من الخبر المحذوف اي لا اله حق الا هو وليس اسما من اسماء الله كما تقوله الصوفية الذين يدعون ان هو اسم من اسماء الله ويدعون الله به فيقول هو هو كما وهذا من شطاحاتهم العزيز الحكيم العزيز سبق لنا قريبا معناه وانه ذو العزة الكاملة وان عزة الله عز وجل ثلاثة اقسام عزة القدر والقهر والامتنان. والحكيم فعيل بمعنى مفعل وفعيل بمعنى فاعل سعيد بمعنى فاعل وعيد بمعنى مفعل اما فعيل بمعنى فاعل فهي كثير في اللغة العربية مثل قديم بمعنى قادر سميع بمعنى سامع واما سميع بمعنى مسمع فهي واردة في اللغة العربية قال الشاعر امن ريحانة الداعي السميع يؤرقني واصحابي هجوم ام من ريحانة الداعي السميع السميع بمعنى المسلم الذي يسمعني يؤرقني واصحابي فجور. فتكون حكيم هنا بمعنى محكم. وبمعنى حاكم فالله عز وجل حاكم محكم لما حكم الحاكم ينقسم حكمه الى قسمين حكم كوني وحكم شرعي فالحكم الكوني ما قضاه الله على عباده كونا وهذا يخضع له كل احد من مؤمن وكافر وبر وفاجر. ولا يستطيع احد ان يتهرب منه ابدا والحكم الشرعي ما قضاه الله على عباده شرعا وهذا هو الذي اختلف فيه الناس فمنهم كافر ومنهم مؤمن منهم من خضع لهذا الحكم الشرعي وقام بما يجب عليه نحوه ومنهم من من استكبر عنه وكذب به ولم يرفع به رأسا واضح؟ ماذا قلنا لا اولا الحكم الحكم الحكم اي نعم الحكم ذكرنا انه نعم قسمان ها لا لا يا اخي لا يا اخي نعم لا اخر واحد حكم شرعي؟ ها تصدر حكم شرعي هو الثاني حكم كوني. طيب. عرفت؟ يلا حكم حكم الشرعي ما هو ما قضاه على عباده شرعا. والكون طيب الحكم كوني كل احد يرخ له ولا يستطيع ان احد ان يهرب منه. والشرعي نعم ينقسم الناس به الى قسمين ينقسم فيه الناس الى قسمين قسم قابل لهذا الحكم قائم به وقسم غير قابل ولا قائم به. واضح؟ طيب. قلنا انه من حاكم ومن محكم بمعنى متقن وهنا يكون بمعنى ذي الحكمة اي متقن لكل ما حكم به متقن لكل ما حكم به. فكل ما حكم الله به من حكم كوني او شرعي فهو على اتم وجه واتقنه واحسنه ارجع البصر نعم ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور؟ ثم ارجع البصر كرتين ينقلب البصر الخاص وهو حصيف افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون هذا الحكم الشرعي او الكوني محكم. متقن ليس فيه خلل ولا نقص. ثم هو ايضا محكم في صفته وصورته التي هو عليها. ومتقن في غايته المرادة منه الحكمة قد تكون صورية اي على صورة معينة موافقة للحكمة وقد تكون غائية اي الغاية منها المصلحة والمنفعة ودفع المضار وما اشبه ذلك. المهم ان تكون غايته محمودة الحكمة اذا في الحكم الكوني وفي الحكم الشرعي. وهي اما صورية بان يكون الشيء على صورة مطابقا حكمة او غائية بان يكون الغرض منها والغاية منها غاية حميدة واضح؟ كل هذا داخل في قولنا محكم فمثلا اذا نظرنا الى الشرع واذا جميع المشروعات على صورة مطابقة للحكمة كالصلاة والزكاة والصيام والحج ثم الغرض منها ايضا موافق للحكمة. الغرض منها اصلاح القلوب واصلاح الاعمال واصلاح الفرج واصلاح المجتمع. فكلها واية حميدة. كل هذا داخل في في قوله تعالى على الحكيم الحكيم طيب في هذه الاية عدة فوائد اولا بيان قدرة الله عز وجل حيث كان يصور المخلوقات في الارحام. هو الذي يصوركم في الارحام وثانيا من فوائد الاية ايضا ان الصور يكون تصويرها بامر الله باذنه كيف يشاء هذا ابيظ وهذا اسود وهذا جميل وهذا قبيح وهذا طويل وهذا قصير وهذا غليظ وهذا دقيق وهكذا نعم بل ممكن ان نقول انه يشمل وهذا ذكر وهذا انثى. لان سورة الذكر تختلف عن صورة الانثى. طيب من من فوائد الاية الكريمة بيان رحمة الله عز وجل حيث يتولى شؤون الجنين ويصوره لا يخرج غير مصور. لو شاء الله لخرج جنين غير مصور ثم صار يصور شيئا فشيئا كما ينمو عقله ولكن من حكمة الله ورحمته انه لا يخرج الا على الصورة التي ارادها الله عز وجل دل على الصورة التي ارادها الله طيب فاذا قال قائل كيف يشاء يستفاد منها ان هذا التصوير لا يرجع الى فعل العبد وانما يرجع الى مشيئة الله عز وجل. وهو كذلك ولكن هذا لا ينافي. ان تكون قريبة من صورة الاب او من صورة الام او الجد او الجدة يعني ان يكون هذا الجنين قد نزعه عرق من ابائه وامهاته واقاربه. هذا لا يمنع لان الله عز وجل قد جعل لكل شيء سببا قد جعل لكل شيء سببا ويدل لهذا قصة الرجل الذي جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ان امرأتي ولدت غلاما وكان الرجل وزوجته ابيظين فكأنه يعرض لزوجته. وش اللي جاب الاصل لها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من ابل قال نعم قال فما الوانها؟ قال حمر قال هل فيها من اوراق؟ الاوراق الفظي اللي بين البياظ والسواد؟ قال نعم. قال انى لها ذلك قال لعله نزعه عرق فقال الرسول عليه الصلاة والسلام فابنك هذا لعله نزعه. ها نعم فاقتنع الرجل لان هذا قياس جلي واضح المهم الشاهد ان هذا قوله لعله نزعه عرق فيستفاد من ذلك ان هذه الكيفية التي يريد الله عز وجل في الارحام لا يمنع ان يكون نزعها عرق من او امهاته او اجداده او جداته