بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولمشايخنا يا رب العالمين قلتم احسن الله اليكم في مصنفكم المقدمة الفقهية الصغرى على مذهب الامام احمد بن حنبل رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي فقه خير عباده في الشرائع واوصل اليهم بفضله بدائع الصنائع. وصلى الله سلم على رسوله محمد وعلى اله وصحبه ومن هديه تجرد اما بعد فهذه مقدمة صغرى وذخيرة يسرى في الفقه على المذهب الاسمى مذهب الامام الرباني ابي عبدالله احمد بن حنبل الشيباني بلغه الله غاية الاماني تحوي من الطهارة والصلاة ومات المسائل التي تشتد اليها حاجة المتفقه العائل مرتبة في فصول مترجمة ومسرودة بعبارة مفهمة. والله اسأل ان يتقبل مني ويعفو عني وينفع بها المتفقهين. ويدخر اجرها الى يوم الدين. ابتدأ المصنف وفقه الله كتابه في البسملة والحمدلة والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه وهؤلاء الاربع من اداب التصنيف اتفاقا والمح باشارة لطيفة الى غاية المقصود بفقه الاحكام وهو معرفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال ومن لهديه تجرد؟ اي كان غاية همه في معرفة احكام الفقه هو العلم بهديه صلى الله عليه وسلم ليقتدي به. وهي الغاية التي ينفذها المصنفون في فروع الكتب. فان التصانيف الفقهية المنسوجة في ابواب الاحكام على مذهب من المذاهب المتبوعة مقصد مصنفيها الترقي الى فقه الكتاب والسنة. فهي بمنزلة العلوم الالية. التي تبلغ تلك الغاية. ذكر العلامة سليمان بن عبدالله في تيسير العزيز الحميد. ومن جملة تلك الكتب هذه الرسالة التي وصفها مصنفها بقوله فهذه مقدمة صغرى وذخيرة يسرى اي مدخر متصف باليسر فاليسرى مؤنث ايسر واليسر ملائم للمبتدئ لموافقته الشرع والطبع ثم بين ان تلك المقدمة الصغرى والذخيرة اليسرى على المذهب الاسمى. اي الاضوء او الارفع فهي منسوبة الى الاضاءة لما اشتملت عليه من علم الشريعة. فهي منسوبة الى الاضاءة لما اشتملت عليه من علم الشريعة وهو نور بلا ريب. ومنسوبة الى الارتفاع لان من اخذ من العلم حظا وافرا وسببا نافعا فان العلم يورثه الرفعة في الدنيا والاخرة. وقوله الرباني اي المنسوب الى الربانية. اي المنسوب الى الربانية ومن معانيها تعليم الناس صغار العلم قبل كباره. ومن معانيها تعليم الناس صغار العلم قبل كباره ذكره البخاري في كتاب العلم من صحيحه. وقوله امات المسائل اي كبارها ومهماتها. اي كبارها وهم ومهماتها. فالامهات جمع ام فالامهات جمع ام وام الشيء هي ما يرجع اليه وام الشيء هي ما يرجع اليه فالمذكور في هذه الرسالة من المسائل هي من المسائل الكبار في ابواب بها من ابواب الاحكام. وقوله العائل هو الفقير المحتاج الى من يعوله. هو الفقير المحتاج الى من يعوله. في دينه او دنياه ومن العائل في الدين المبتدئ في العلم فانه مفتقر الى من يقوم على رعايته. فيمده بانواع العلم ويحسن تفهيمه وتلقينه العلم شيئا فشيئا حتى يدرك مأموله منه وقوله فصول مترجمة اي مقرونة بتراجم وضعت تفصح عن مضمونها. اي مقرونة بتراجم وضعت تفصح عن مضمونها وسميت العناوين التي تجعل التي تجعل سميت العناوين التي تجعل بين يدي المسائل تراجم لانها تترجم عن مضمن ما بعدها. لانها تترجم عن مظمن ما بعد اي تفسره وتعبر عنه اي تفسره وتعبر عنه وتنبئ عن مقصوده وهذه الفصول تتضمن مسائل في بابي الطهارة والصلاة. فانهما اولى ابواب الفقه بالدرس والتلقي واحقها واحقها بالاخذ والترقي. ومما يعين على اخذها التفقه فيها بمتن منسوب الى احد المذاهب المعتمدة. ومن تلك المذاهب مذهب الامام احمد بن حنبل رحمه الله فهو مذهب معظم متبوع من زمن حياته الى يومنا هذا. فينتفع بالتأليف الموضوعة على ابواب الفقه في مذهب ما بالترقي في تصور المسائل فان الصناعة الفقهية التي انتهت الى تقييد الاحكام على صورة المسائل تهون على مدارك الافهام حسن الانتظام في فهمها فامعان النظر في تلك المسائل وتصويرها في القلب يجعلها بينة للمتلقي ثم ينشئ بعد هذه الرتبة مرتبة ثانية. وهي معرفة الدلائل. فاذا احسن تصور المسائل ومهر في معرفة الدلائل قويت مكنته في الفقه واذا قلب القضية فقد اثقل ذهنه بطلب حسن النزع من الدلائل لتصوير المسائل. فيعاني ذهنه من مشقة تصوير المسألة عند تلقيها من الدليل ومن المقطوع به في صنعة العلم في الفقه او غيره ان تصور الذهن للمسائل اهون عليه من غير ذلك. فاذا ارتسم في الذهن صورة المسألة ادرك حقيقتها وميز بينما يندرج فيها وما ليس منها. ثم يتهيأ بعد ذلك مترشحا لمعرفة الدليل الذي دل عليها. ثم تحدث له بعد ذلك مع طول الميراث. وكثرة الاعادة الفاقة قوة تهيئه لمعرفة منازل المسائل من قوة الدلائل في معرفة الراجح والمرجوح منها. وهذا شيء لم تزل عليه الامة من قرون طويلة وليس هو حجابا عن فهم الكتاب والسنة. فمن ابتغاه كذلك فليس من اهل العلم على الحقيقة وانما هو عند ارباب العلم مرقاة وسلم للوصول الى فهم الكتاب والسنة. نعم