من فوائد الاية الكريمة ان مقتضى الربوبية ان الله تعالى ينزل على عبده على عباده كتابا لا يكون فيه اختلاف يوقعهم في الشك والاشتباه بقولهم كل من عندي من عند ربنا وما كان من عند الرب المعتني بعباده بربوبيته فلن يكون فيه شيء يتناقض ويختلف ومن فوائد الايات الكريمة انه لا يتذكر بهذا القرآن ولا بغيره الا اصحاب العقوق لقوله وما ذكروا الا اولوا الالباب ومن فوائد الاية الكريمة انه كلما ازداد الانسان عقلا ازداد تذكرا لكلام الله عز وجل وكلما نقص تذكره بالقرآن دل على نقص اجي عقله لانه اذا كان الله حصر التذكر باولي الالباب فانه يقتضي انتفاء هذا التدبر عن من ليس عنده لب ومن فوائد الاية الكريمة ان العقول غير الذكاء اي ان العقل غير الذكاء لاننا نجد كثيرا من الناس اذكياء ولكن لا يتذكرون بالقرآن اذا هؤلاء لا نسميهم عقلاء لكن الذي انتفى عنهم من العقل هو عقل الادراك او التصرف عقل التصرف والرشد اما الادراك فهم يدركون ولهذا تقوم عليهم الحجة ومن فوائد الاية الكريمة ان من القرآن ما لا يعلم تأويله الا الله على رواية اعلى قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله فان قلق قائل ما الفائدة في تنزيل شيء لا يعلن تأويله قلنا الفائدة امتحان لعباد بتأدبهم مع الله عز وجل فهل يحاولون ان يصل الى شيء لا تدركه عقولهم او يقفون على حدود ما تدركه عقولهم لان من الناس من يذهب ويتجرأ على محاولة ادراك ما لا يصل اليه العقل ومن الناس من يتأدب فاذا وصل الى ما لا يبلغه العقل وقف ومن فوائد الاية الكريمة سعة علم الله عز وجل بقوله وما يعلم تأويله الا الله على قراءة الوقت ومن فوائدها ايضا ان كلام الله عز وجل يختلف منه محكم ومنه متشابه ومنه امر ومنه نهي ومنه خبر ومنه استخبار الى انواع لا يحصيها الا الله خلافا لمن قال ان كلام الله نوع واحد وان اختلاف الصور او الصيغ لا يدل على تنوعه واختلافه مثل الاشاعرة لان الاشاعرة يرون ان كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وانه شيء واحد ان عبر عنه بالعربية صار قرآنا وان عبر عنه بالعبرية صار ثوراتا وان عبر عن الاستريالية صار انجيلا وان اتى بصيغة النهي فصار نهيا وهكذا او ان عبر عنه بصيغة النهي صار نهي وان عذر عنه بصيغة الامر صار امرا والا فهو شيء واحد ولا شك ان هذا قول يبطله العقل والسمع ثم قال الله عز وجل وهو منتهي لدرسنا الان ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا الظاهر ان هذا من جملة قول الراسخين في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا ويقولون ايضا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا والدعاء يصدر غالبا بالرب لان الدعاء يستلزم يعني يتطلب الاجابة والاجابة من الافعال والافعال علاقتها بالربوبية اكثر من علاقتها في الالوهية ولهذا غالب الادعية يأتي مصدرا بالرب ربنا. وقوله ربنا هذه منصوبة بياء الندى المحذوفة واصل الكلام يا ربنا لكن حذفت الياء تخفيفا وتيمنا بالبداءة بسم الله عز وجل ربنا لا تزغ قلوبنا لا تزغ هذه جملة دعائية وان كانت بصيغة النهي لان النهي لا يمكن ان يرد من المخلوق للخالق اذ ان النهي طلب الكف على وجه الاستعلى ولا يمكن للمخلوق ان يطلب من ربه ان يكف على وجه الاستعلاء ابدا ومر علينا في ما سبق انه اذا وجه الطلب من ادنى الى اعلى سمي دعاء فلهذا نقول لا دعائية ولا نقول لا ناهي لانه لا نهي من مخلوق لخالق لا تزغ قلوبنا تزغ بمعنى تمل ومنه زاغت الشمس اي مالت عن كبد السماء وتزغ تمل عن اي شيء يبين ذلك ما بعده لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا اي لا تزغها عن الهداية بل اهدها بداية دلالة وهداية توفيق وقوله لا تزغ قلوبنا سلط الفعل على القلب لان القلب عليه مدار العمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب والقلب هو هذا الجزء المستقر في الصدر لقول الله تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وبهذا القلب يكون العقل لقوله تعالى افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وبناء على هذه الادلة يتبين ان العقل في القلب وليس في الدماغ والعلماء اختلفوا قديما وحديثا هل العقل في الدماغ او العقل في القلب والذي دل عليه القرآن انه في القلب والقرآن كلام الخالق والخالق عز وجل اعلم بما خلق العقل بالقلب لكن عقل القلب هو عقل التصرف والتدبير ليس عقل الادراك والتصور. فان عقل الادراك والتصور يكون في المخ فالمخ يتصور ويعقل وهو بمنزلة السكرتير للقلب يشرح ما يريد رفعه الى القلب ثم يرفعه الى القلب ثم يسلب القلب الاوامر والذي يبلغ الاوامر الى الرعية من ها الدماغ هو الذي يبلغ الاوامر ولهذا تنشط العضلات كلها بنشاط الدماغ فصارت المسألة سلسلة يتصور الذي يتصور ويدرك وفيه عقل الادراك هو ها الدماغ واما عقل التصرف والتدبير والرشاد والفساد فهو عقل القلب فالدماغ يتصور ويدرك الاشياء وينظر فيها ثم يرفعها مكتوبة ليوقع عليه القلب ترد على القلب والقلب نعم يأمر وينهى لكن القلب لا يباشر هو بنفسه اعلى من ان يباشر مخاطبة هؤلاء الجنود يرسل القضية الى من ها الى الدماغ مرة ثانية الدماغ يوجه للاوامر ويقول الملك يأمركم بكذا وكذا تمتثل الاوامر ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا صلحت نعم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وحينئذ يزول الاشكال وتجتمع الادلة الحسية والشرعية فالعقل الادراكي اين محله والعقل التصرف الارشادي الذي به الارشاد والفساد هو القلب نعم يقول عز وجل ربنا لا تزغ قلوبنا واذا استقامت القلوب ولم تمل استقامت الجوارح عقيدة وقولا وعملا وقوله بعد اذ هديتنا هذه الجملة لا يراد بها الافتخار وانما يراد بها التوسل بالنعم السابقة الى النعم اللاحقة فكأنهم يقولون ربنا انك مننت علينا بالهداية اولا فنسألك ان تمن علينا بثبوت هذه الهداية فلا تزغها سيكون في هذا الدعاء ثناء على ثناء على الله فيكون في هذا الدعاء ثناء على الله عز وجل لماذا في الهداية السابقة هم لو قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا كفى لكن قالوا بعد اذ هديتنا ليتوسلوا بنعم الله السابقة الى نعمه اللاحقة وليثنوا على الله عز وجل بنعمه السابقة. وانه عز وجل اهل للفضل والانعام بعد اذ هديتنا ابتداء الدلالة ولا ولا توفيق او الاثنين نعم الاثنين فالمؤمنون هداهم الله الى هداية الله هداية توفيق وهداية دلالة بداية الدلالة ان بين لهم الحق وهداية التوفيق ان وفقهم لسلوك الحق فمن الناس من يحرم الهدايتين ومن الناس من يحرم الهداية الثانية ولا اظن ان احدا يحرم الهداية الثالثة اه نعم لا الهداية الثانية فقط يعني لا اظن ان احدا يعطى الهداية الاولى والهداية الثالثة لانه لا يمكن ان يتوفق الا بعد الا بعد العلم من الناس من يحرم الهدايتين فلا يكون عنده هداية دلالة ولا هداية توفيق مثل مثل النصارى قالوه لم يعرفوا الحق ولم يعملوا به ومن الناس من يحرم هداية التوفيق مثل اليهود فالنصارى فاليهود علموا لكن لم يعملوا ومن الناس من يرزق هدايتين كالمؤمنين الذين انعم الله عليه فهنا هديتنا يعني هداية الدلالة وهداية ايش؟ التوفيق فهم هدوا الى الى الى الحق بالدلالة عليه وهدوء الى الحق بالتوفيق هل تستطيعون ان تأتوا بدليل على على هداية الدلالة فقط نعم عادل نعم واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى كذا طيب هداية التوفيق نعم يعني لا توفقوا للهداية ولكن الله يهدي من يشاء اما هداية الدلالة فلا شك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هدى الناس ودلهم وانك لتهدي الى الصراط المستقيم بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة هب بمعنى اعظم والهبة هي العطاء بلا عوظ وكمالها بلا منة العطاء الى عوض هبة وكمالها ان لا الا يصحبها منة والله سبحانه وتعالى له المنة علينا كما قال تعالى بل الله يمن عليكم ان هداكم الامام والامر هنا الصيغة هنا لايش الامر ولا للدعاء للدعاء نعم وهب لنا يعني اعطنا من لدنك اي من عندك واظافها اظافوا هذه الهبة الى الله لان لا يكون لاحد عليهم منة سواه هذا من وجه ولانها اذا كانت من عند الله وهو اكرم الاكرمين صارت هدية هبة عظيمة لان العطاء على قدر من على قدر المعطي ولهذا قالوا هب لنا من لدنك اي هبة لا يمن بها علينا احد سواك وهبة عظيمة لانها تأتي من عندك ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر حين سأله ان يعلمه دعاء يدعو به في صلاته قال الله قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني