اولا والمراد باولو العلم هنا ليس هو العلم الدنيوي. او علم طبائع الاشياء او علم الاشياء صار الكون بل المراد بالعلم العلم بالله عز وجل. والعلم بالله الذين عرفوا الله عز وجل باياته الكونية والشرعية هم الذين شهدوا له بالوحدانية. قائما بالقسط. قائما حال من الله يعني حال كونه قائما بالقسط. اي بالعدل. بالعدل في احكامه تكليفية والعدل في احكامه القضائية والجزائرية فهو عدل في احكامه التكليفية. ليس في احكام الله تعالى التكليفية جو كلها عدم بل انها مع كونها عدلا تتضمن الفضل والعفو والاحسان. ولهذا قال الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقال عز وجل اولئك يسألون بالخيرات وهم لها سابقون ولا نكلف نفسا الا وسعها وهذا ليس هذا هذا امر زائد على العدل لانه متضمن للعفو والتسامح. كذلك في في الجزاء. عدل في جزاءه لا يظلم احدا ابدا بل هو ذو فضل في جزاءه ايضا فانه يجزي الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعف كثيرة والسيئة بمثلها او يعفو بمثله او يعفو الا من كان كافرا لا ليس اهل العفو فلا يعفى عنه. طيب اذا قائما بالقسط باحكام تكليفية وفي قضائه. كذلك قائمة هو قائم بالقسط في الفصل بين عباده بالفصل بين عباده فان الله سبحانه وتعالى يقضي للمظلوم من من الظالم اما في اجابة دعوة المظلوم ان دعا على ظالمه في الدنيا. كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ ابن جبل وقد بعثه لليمن اياك وكرائم اموالهم واتق دعوة المظلوم. فانه ليس بينها وبين الله حجاب. واما بمجازاة الاخذ منه من حسناته يوم القيامة. كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من تعدون المحدثة فيكم؟ قالوا من لا درهم عنده ولا متاع او قالوا ولا دينار؟ قال المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات امثال الجبال. فيأتي وقد ظلم هذا وظرب هذا وشتم هذا واخذ مال هذا فياخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فان بقي من حسناته شيء والا اخذ من سيئاتهم فطرح وطرح في النار. فلابد لابد من العدل بين العباد. ولهذا قال العلماء رحمهم الله ان الحقوق التي بين العباد من الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فلا بد ان يقتص للمظلوم من الظالم. طيب فان قال قائل اليس الناس يصابون؟ بالنكبات من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات؟ فالجواب بلى فان قالوا الا يكون هذا ظلما فالجواب كم؟ ليس بظلم لان هذا بما كسبت ايدي الناس ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم اذا فهذه المصائب فظل. لان المقصود بها تأديب الخلق. وردعهم حتى يرجعوا الى الله عز وجل فليس هذا من باب الظلم في شيء بل هو من باب الجزاء بالعمل لغاية حميدة وهي رجوع الناس عن ظلمهم وقد قال الله تعالى ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترى على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم الى اجل مر علينا الفرق بين القسط والاقساط ها وقلنا ان قسط بمعنى لا قصد بمعنى جاره واقسط بمعنى ها؟ عدل بمعنى عدل. وهنا قال قائلا بالقسط لان القسط نفسه هو العدل لكن قصد الفعل بمعنى جار واقسط بمعنى عدل يعني احل القسط كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. قائما بالقسط. لا اله الا هو. هذا حكم بعد الشهادة. فشهد الله لنفسه بان لا اله الا هو وحكم لنفسه ايضا بان لا اله الا هو فاجتمع في كلامه عز وجل الشهادة والحكم. فكان شاهدا لنفسه حاكما لها في الالوهية. فهذه الجملة لا اله الا هو حكم. وتصديق. لان المعروف المحاكمات والمرافعات ان تؤدى الشهادة اولا ثم يحكم. فالله تعالى شهد اولا واخبر شهد معه وثانيا حكم فقال لا اله الا هو وسبق ان المتكلمين يفسرون هذه الجملة العظيمة لان المراد بها ايش؟ القادر على الاختراع ففسروها بما يقر به المشركون ولم يكونوا موحدين فالمشركون يقرون بان الله هو القادر على كل شيء. وان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر الامر ومع ذلك فهل هم موحدون؟ لا بل هم مشركون قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام. لانهم لم يحققوا معنى لا اله الا الله. وتعجب ان يكون هؤلاء المشركون افهم من هؤلاء المتكلمين بمعنى ها؟ لا اله الا الله. هؤلاء المتكلمون كثير من من المتأخرين ايضا اذا وجدت قرأته كتبهم وجدت كلامهم في الالوهية يدور على تحقيق الربوبية فقط وهذا نقص عظيم الربوبية يقر بها المشركون. ولم يجعلهم الرسول عليه الصلاة والسلام موحدين. ولم يجعل اقرارهم هذا مخرجا لهم من الكفر ولا عاصما لدمائهم واموالهم ولا منجيا لهم من النار بل قاتلهم واستباح دماءهم واموالهم وسبي نسائهم وذرياتهم. وهم يقولون ربنا الله واذا سئلوا من خلق السماوات والارض قالوا الله واذا سئلوا من خلقهم قالوا الله واذا سئلوا من يحيي ويميت قالوا الله واذا سئلوا من من يدبر الامر قالوا الله. ومع ذلك لم ينفعهم هذا الايمان. ما يكفي. الاقرار بان الله خالق الكون ومدبر والهه خالقه خالق الكون ومدبره ومتصرفيه لا يكفي في التوحيد ابدا ومن مات على ذلك دون ان يؤمن بانه لا معبود حق الا الله فانه لم يمت على التوحيد طيب وقوله العزيز الحكيم العزيز اي ذو العزة والعزة تفسر لثلاثة معاني عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع اما عزة القدر فمعناها ان الله تعالى ذو القدر العظيم. والسيادة والشرف الى غير ذلك من معاني القدر والرفعة وقت والثاني عزة الامتناع يعني انه يمتنع ان يناله السوء ومن هذا قوله في الارض الشديدة الصلبة قرظ عزاز يعني قوية وصلبة لا ينالوها شيء طيب والثالث عزة القهر اي انه الغالب لكل شيء ومنه قوله تعالى فقال اكفلنيها وعزلني في الخطاب يعني غلبني. هذه الانواع الثلاثة كاملة لله عز وجل من جميع الوجوه فهو ذو القدر العظيم وهو ذو الامتناع الذي يمتنع عليه النقص بوجه من الوجوه وهو الغالب الذي لا يغلبه شيء يقول الشاعر الجاهلي اين المفر والاله الطالب؟ والاشرم المغلوب ليس الغالب. فالله عز وجل غالب لكل شيء اما الحكيم فانه مأخوذ من الحكم ومن الاحكام. فهو ذو الحكم وذو الاحكام. اما الحكم فانه ينقسم الى كون وشر. والاحكام بمعنى والاتقان يستلزم الحكمة وهي وضع الاشياء في مواضعها تنقسم ايضا الحكمة الى قسمين حكمة صورية بمعنى انه ان الشيء على هذه الصورة موافق للحكمة وان شئنا قلنا بدل صورية لان لا يفهم منها معنى فاسد حكمة حالية وحكمة غائية. فالحكمة الغائية الحالية ما عليه الشيء في الحال. والحكمة الغائية ما ينتهي اليه الشيء. كذلك ايضا وتكون الحكمة في احكام الكونية وفي الاحكام الشرعية وعلى هذا فاذا ضربت اثنين في اثنين بالنسبة للحكمة بلغت اربعة. حكمة حالية في الحكم الكوني حكمة حالية في الحكم الشرعي حكمة غائية في الحكم الكوني وحكمة هوائية في الحكم الشرعي. هداية هداية الله ها كم قلنا ها؟ اخاف انك ما ادركت حتى تنسى يا شيخ لا تذكر ها؟ يطير كيف يطير؟ طيب هنا موجود طيب محمد الحكم الشرعي وفي الحكم القومي. هذي ثنتين. الحكم الشرعي وفي الحكم صح. هذي اربعة فهمت؟ طيب اه الحكيم اذا؟ من الحكم والاحكام ذكرنا انه كوني وشرعي. وبما ان هذا الامر او ان هذا التقسيم قد مر علينا لم يبق الان الا ان فنأتي او نطلب مثالا للحكم الكوني نعم اية فيها ذكر الحكم الكوني. اي نعم. احمد لا حكم نعم. نعم حتى يأذن لي بابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. طيب الشرعي ونفي مهاجرات ايه لما ذاك الحكم المهاجرات وما يتعلق بهن قال ذلكم حكم الله يحكم والله عليم حكيم. طيب ذكرنا ان الحكم الشرعي فيه حكمة حالية وحكمة غائبية نعم. نعم. مثل الصلاة. الحكمة الحالية هي يعني كونها على هذا الصف المعين. نعم يعني ما يترتب عليها من اثار الحميدة والثواب الجزيل. كذا طيب في الامور الكونية الحكمة الحالية المطرية نزول مطر بهذه الطريقة سمعتم؟ ها؟ ما سمعت يقول المطر نزوله على هذا الوجه قطرات لا تؤثر على الناس ولا على مواشيهم ولا بنائهم ومن علو من فوق ليس تشمل المرتفع في الارض والنازل هذه حكمة ايش حكمة الغائية ما ينتج عن هذا المطر من المصالح العظيمة فهي حكمة غائبة اصل ان ان الله حكيم بهذه الوجوه يقول العزيز الحكيم الجمع بينهما له فائدة ان شاء الله تذكر في الفوائد. ناخذ الفوائد كما يلح علينا الاخ. طيب قال الله تعالى قل اؤنبئكم بخير من ذلكم الى اخر من فوائد هذه الاية اهمية هذا النبأ اهمية هذا النبأ وذلك من وجهين هما تصديره بقل والثاني اتيانه بصيغة الاستفهام. الدالة على ايش؟ التشويق. طيب اما الاول فقد قلنا ان كل شيء يصدره الله بقل فهو امر بتبليغه على وجه الخصوص وهذا يدل على العناية به والا فكل القرآن قد امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يقوله للامة ومن فوائد الاية الكريمة ان النبي صلى الله عليه وسلم عبد يؤمر وينهى لقول الله تعالى قل اؤنبئكم وليس له حق في الربوبية ابدا فهو لا يحيي ولا يميت ولا يرزق ولا يدفع الضر عن نفسه ولا عن غيره