بالله من الشيطان الرجيم. الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما لا اله الا هو العزيز الحكيم. ان الدين عند الله الاسلام. وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم. الا من بعد ما جاءهم العلم بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب. فان اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى في وصف الذين اتقوا عند ربهم والذين لهم جنات تجري من تحتها انهار خالدين فيها خالدين فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد. من اين طيب هنا ما كمل الاية قال الله تعالى الصابرين في في بقية اوصافهم الصابرين فسبق الكلام على الصبر. معناه لغة وشرعا. وانه ينقسم الى ثلاثة اقسام صبر على طاعة الله وصبر على معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة ثم قال والقانتين القانتين اسم فاعل من القنوت. ونعم والصادقين وسبقوا الكلام ايضا على الصدق وبين ان انه صدق في المقال والفعال والعقيدة وبينا انه صدق مع الله وصدق مع عباد الله طيب ثم قال والقانتين هذا اذا من صفاتهم القنوت والقنوط يطلق على عدة معاني وانسبها لهذه الاية ان المراد بالقنوت دوام الطاعة مع الخشوع والخضوع لله عز وجل بحيث يكون الانسان مديما لطاعة الله. مقبلا على الله سبحانه وتعالى في طاعته. قال الله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين اي خاشعين ولهذا لما نزلت هذه الاية امروا بالسكوت ونهوا عن الكلام فالقانت اذا المديم لطاعة الله مع خشوع القلب وحضوره والتزامه بالاقبال على الله عز وجل والمنفقين المنفقين من انفق اي بذل النفقة والنفقة هي اخراج المال واطلق الله سبحانه وتعالى هنا الانفاق ولمبينه لكنه سبحانه وتعالى ذكر في ايات اخرى الميزان بالانفاق وذكر ما ينفق عليه او ما ينفق له. فقال تعالى والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وقال سبحانه وتعالى ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقي ولا تبسطها كل البسط فهذا هو الميزان في الانفاق. الا يكون الانسان مقترا ولا مسرف واذا جعلنا هذا هو الميزان صار هذا الميزان يختلف باختلاف الاحوال والازمان والبلدان فقد يكون الانفاق اسرافا بالنسبة لشخص وليس باسراف بالنسبة لاخر فانفاق الغني فانفاق الفقير ليس كانفاق الغني. ولهذا قال الله تعالى لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله وانفاق المتوسط بينهما. كذلك ايضا يختلف باختلاف الزمان فقد يكون الزمان زمان رخاء عام في هذا المجتمع فيكون الاسراف في مجتمع دونه في الرخاء غير اسراف في حق هذا المجتمع. ويختلف كذلك باختلاف الازمان ففي بعض الاحيان تكون الاموال كثيرة متوفرة فيكون الانفاق الكثير فيها غير اسراف. واحيانا يكون الامر بالعكس. على كل حال اطلق الله هنا في الاية الانفاق وذكر ميزانه في عدة ايات منها في سورة الاسراء والذين اذا انفقوا في سورة الفرقان والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم وكان بين ذلك قوام. اما ما الذي ينفق فيه؟ او ينفق له قال الله سبحانه وتعالى يسألونك ماذا ينفقون؟ قل ما انفقتم من خير فللوالدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل فجهات الصرف كل جهة محتاجة او يحتاج المسلمون اليها اما ان تكون هي محتاجة واما ان يكون المسلمون محتاجين اليها. فالانفاق في سبيل الله بحاجة من لحاجة المسلمين الى الجهاد في سبيل الله لان في في الجهاد في سبيل الله اعلاء كلمة الله عز وجل وحفظ شريعته والانفاق على الفقير لحاجة من؟ لحاجة الفقير. ليست لحاجة المسلمين بل هي لحاجة الفقير فانت ترى دائما الانفاق اما لدفع حاجة محتاج واما لدفع حاجة المسلمين عموما يعني في المصالح العامة المهم ان هؤلاء منفقون هؤلاء الذين هم من اهل الجنة منفقون لكن انفاقهم منضبط بضوابط شرعية والمستغفرين في الاسحار المستغفرين السائلين لمغفرة الله والمغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه مأخوذة من الغفر وهو الستر بوقاية. ومنه المغفر الذي يجعل الرأس الذي يجعل على الرأس عند الحرق فانه جامع بين الستر والوقاية ان يصلون المغفرة وقوله بالاسحار قلب هنا للظرفية اي فيها والاسحار جمع سحر وهو اخر الليل اي يسألون المغفرة في هذا الوقت من الزمن في اخر الليل. لماذا؟ اولا لانه وقت نزول الله عز وجل الى السماء الدنيا فان الله تعالى ينزل الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له؟ من فاعطيه من يستغفرني فاغفر له والثاني انه وقت فراغهم من التهجد من العمل والانسان مطلوب منه اذا فرغ من العبادة ان يستغفر الله ولهذا يشرع لنا ان نستغفر الله تعالى ثلاثا بعد الصلاة امر الله سبحانه وتعالى ان نستغفر في الحج متى ها ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم كذلك ايضا في اخر الليل بعد التهجد يسأل الله سبحانه وتعالى يسأل الله المتهجد يسأل الله المغفرة وهذا اي سؤال المغفرة بعد الانتهاء من العبادة فيه كمال الذل لله عز وجل وان الانسان لا يعجب بعمله بل يخشى من التقصير فيه. فلهذا يستغفر اما يكون منه من نقصان وتقصير في هذه العبادة ثم قال الله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. شهد الله الشهادة قد تكون بالقول وقد تكون بالفعل شهادة الله سبحانه وتعالى لنفسه بانفراده بالالوهية كشهادتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم لانه انزل عليه الكتاب فهنا قال شهد الله انه لا اله الا هو. وقال تعالى لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه. والملائكة يشهدون وهنا قال شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة. فشهادته لنفسه بالوحدانية وشهادته لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة هو والملائكة والشهادة كما قلت قولية كما في هذه الاية. وكما في اية النساء لكنه يشهد بما انزل اليك. وفعلية وفعلية وهو ما وهي اي الشهادة ما يظهره الله سبحانه وتعالى من اياته فان ما يظهره من اياته شهادة له بالوحدانية كل الكائنات تشهد لله عز وجل بالوحدانية اما بلسان المقال واما بلسان الحال. كذلك تأييده النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر وجعل العاقبة له شهادة له بانه رسول الله حق. فشهادة الله لنفسه بالوحدانية اقول انها تكون بالقول وتكون بالفعل. في الاية الكريمة شهادة بالقول ولا بالفعل؟ بالقول. شهد الله يعني اخبر عن نفسه بانه انه لا اله الا هو. سبحانه وتعالى. لا اله الا هو مرت علينا هذه كثيرة ويجب على كل مسلم ان يعرف معناها. وان يعرف مقتضاها ايضا. معناها انه لا معبود حق الا الله هذا معنى كل ما عبد من دون الله فهو باطل. وان سمي الها فان الوهيته مجرد تسمية لكن هو لا يستحق الالوهية وان كان هؤلاء عبدوه واتخذوه الها لكن هو نفسه اي المعبود من دون الله ليس بايداع قال الله تعالى ما تعبدون من دونه الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان وليست مسميات وكيف تكون مسميات مطابقة للواقع وهي الة باطلة هذا لا يمكن. اذا لا اله اي لا لا معبود حق الا الله. واما المعبود باطل فهو موجود كما سمى الله تعالى الاصنام الهة في قوله تعالى واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون وقال فما اغنت عنه الهتهم التي يدعون من دون الله لما جاء امر ربي. وقال انكم ما تعبدون من دون الله حصبوا جهنم والايات في هذا كثيرة وقال فلا تجعل مع الله الها اخر فتكون من المعذبين. ولا تدعو مع الله الها اخر لا اله الا هو وكل شيء هذا كل وجهه كل هذه المعبودات تسمى الهة لكن هل هي هل هذا الاسم مطابق للواقع؟ ها؟ لا. فمعنى اله الا الله اي لا معبود حق الا الله عز وجل. ويلزم من كونه المعبود ان يكون هو الرب كما كما يلزم من كونه الرب ان يعبد وحده فتوحيد توحيده بالالوهية متظمن لتوحيده بالربوبية ولهذا بنى الله توحيد الالوهية على توحيد الربوبية في قوله يا ايها الناس اعبدوا ها ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم وقوله انه لا اله الا هو والملائكة معطوفة على ها اسم الجلالة على الله يعني وشهدت الملائكة انه لا اله الا الله والثالث واولو العلم. اصحاب العلم الذين رزقهم الله سبحانه وتعالى العلم يشهدون ايضا. بانه لا اله الا الله ولا احد اشد يقينا واقوى ايمانا من اهل العلم. ولهذا كانوا هم اهل الخشية كما قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. طيب