وقوله عذاب النار هذا مجمل لكنه مفصل في ايات كثيرة قد بين الله سبحانه وتعالى عذاب اهل النار وانه عذاب تتفطر منه الاكباد. وتتفجر منه القلوب. ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو جيد ثم وصف الله تعالى هؤلاء السادة بقوله الصابرين وهذه نعت لقوله اين اتقوا عند ربهم؟ للذين اتقوا عند ربهم للذين يقولون ربنا اننا امنا للصابرين اذا والصابر اسم اسم فاعل من الصبر وهو في الاصل الحبس. والمراد به شرعا حبس النفس. عن محارم الله. حبس النفس عن محارم الله. وانواعه ثلاثة. صبر على اقدار الله المؤلمة. وصبر عن الله وصبر على طاعة الله عز وجل. ثلاثة انواع صبر على طاعة الله وصبر على اقدار الله المؤلمة عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة اما الصبر على الطاعة فان الانسان يجد منه معاناة عظيمة معاناة عظيمة لانه عندما يهم بالطاعة تجد نفسه الامارة بالسوء والشيطان يحاولان ان يسداه عن طاعة الله وتجده في عراك مع نفسه الامارة بالسوء حتى اذا اعانه الله عز وجل على ذلك تغلب على هذين العدوين الشيطان والنفس اللي امر بالسوء واتقى وفعل ما اوجب الله او ما امر الله به. في المعصية لا سيما مع وجود الاسباب قضية لها تجد الانسان مع عراك شديد في عراك شديد مع نفسه تجد الانسان في شديد مع نفسه لا سيما مع قوة الداعي مع قوة الداعي لها وعدم المعارض فانه اذا قوي الداعي للمعصية وعدم المعارض لا ينجو منها الا من عصمه الله. ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في جملة من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله قال رجل دعته ذات منصب وجمال فقال اني اخاف الله. هذا الرجل صبر هذا الصبر العظيم عن محارم الله مع قوة الداعي وعدم ايش؟ المعارض. لم يقل هذا الرجل والله ما بشهوة. لا الرجل ما فيش شهوة. لم تكن المرأة قبيحة. لا تشتهى. بل هي ذات جمال. لم تكن المرأة من السوقة الذين ليس فيهم خير بل هي ذات منصب وشرف. ودعت لم يكن المكان اه لم يكن المكان فيه احد. يعارض الوصول الى الى المقصود كأنه لم يقل حولنا احد نخشى منه. لكن فيه شيء واحد. وهو الخوف من الله عز وجل. وهذا صبر عن ايش؟ عن معصية الله. صبر عن معصية الله ولا شك ان في هذا مشقة عظيمة شاب في مكان خالي عنده شهوة دعته امرأة ذات منصب وجمال هي دعته وكثير من الناس لا يملك نفسه اذا حدثته المرأة الشابة الجميلة لا يملك نفسه فكيف وهي تدعوه؟ ومع ذلك يقول اني اخاف الله. هذا صبر عظيم. ومنه صبر يوسف عليه الصلاة والسلام لما دعته امرأة العزيز وهي سيدة لا شك انها تجملت له. وانها فعلت جميع اسباب المغريات. او جميع المغريات لتصل الى مقصودها. ولكنه عليه الصلاة والسلام رأى برهان ربه والا فان الامر قد تم. همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه فعند اخر لحظة عصمه الله عز وجل. وهذا اشد ما يكون من من العفة واقوى يكون من العفة المتر الى الرجل الاسرائيلي الذي كان يراود ابنة عمه عن نفسه وتاب عليه فلما المت بها سنة جاءت اليه ومكنته من نفسها فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته في اشد ما يقوم من التهيؤ قالت له اتق الله ولا تفض الخاتم الا بحقه وما الذي حصل؟ قام منها وهي احب الناس اليه ما كره لم تزل نفسه تطلبها لكن لما ذكرته بالله عز وجل اتقى الله فاقول هذا من الصبر عن معصية الله عز وجل. الثالث الصبر على اقدار الله المؤلمة وهذا كثير ومن ذلك ايوب عليه الصلاة والسلام فانه صبر صبرا عظيما قال تعالى انا وجدناه صابرا نعم العبد انه اواب. فقد صبر على لما الم به من الظر صبرا عظيما. وهذا ايضا والصبر ايضا على اقدار الله المؤلمة المترتبة على طاعة الله. اعظم اجرا فصبر الرسل على اذية الناس من اجل الدعوة الى الله. لان هؤلاء صبروا على الاقدام المؤذية المترتبة على ايش؟ على فعل اختيار اختيار اختياري منهم وهو طاعة الله بتبليغ رسالته ونضرب مثلا لصبر سيد الخلق عليه الصلاة والسلام. محمد عليه الصلاة والسلام حيث صبر صبرا عظيما لا يصبر عليه احد. مع الحلم والاناة والعفو والتسامح لما خرج الى اهل الطائف يدعونه يدعوهم الى الله يدعوهم الى توحيد الله يدعوهم الى الجنة ينقذهم من النار ماذا حصل؟ اصطفوا صفين. صفوا سفهائهم صفين وقالوا اظربوا محمدا بالاحجار. فجعلوا يظربونه بالاحجار حتى ادنوا عقبه فلم يفق الا في قرن السعادة. عليه الصلاة والسلام. فجاءه ملك الجبال في هذه الحال التي يمكنه ان ينتقم من اعدائه. وقال له ان الله ارسلني اليك. وامرني ان اطبق عليهم اخشبين ان شئت بامكانه ان يقول اطبقها عليه. لان لان الذي ارسله هو الذي يقول للشيء كن فيكون سبحانه وتعالى. لكنه قال لا. استأني بهم. فلعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا. الله اكبر. واظهر الله من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا. من نصر الله بهم الاسلام وفتح بهم مشارق الارض ومغاربها. فانظر كيف كان عاقبة الصبر. والحلم والاناة وكان ذات يوم عليه الصلاة والسلام يصلي تحت بيت الله. في امن مكان على وجه الارض. ساجدا لله عز وجل قومه فارسلوا واحدا منهم الى جزور بني فلان فجاء بسلاها فرسها دمها فوضعه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد. ساجد لله في امن مكان في المكان الذي يأتمنه او يأمن فيه المشرك الكاف يأمن من شر قريش ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمن من اذاهم حتى جاءت ابنته فاطمة الصبية فازالت الاذى عن ظهره. ومع ذلك صبر وصابر. ولم يخرج من مكة الا بعد ان اذن الله له. هاجر قومه ولكنه هو ابى لم يهاجر حتى اذن له عليه الصلاة والسلام. فكان عبدا لله في الاقامة عبدا لله في الهجرة عليه الصلاة والسلام المهم ان الصبر درجة عظيمة. يمتدح الله الصابرين. ويبين انه يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هو درجة عالية لا تنال الا بامر يصبر عليه. لا تظن ان الصبر درجة بسيطة لابد من شيء تصبر عليه ولهذا على اهل العلم من المسؤولية التي يجب ان يصبروا على اذى الناس فيها ما ليس على غيره كل من حمله الله علما فان تحميله ذلك العلم عهد وميثاق بينه وبين ربه ان يبلغه الى الناس. وان يدعو به الناس. قال الله تعالى واذا اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبينن انه للناس ولا تكتمونه بماذا اخذ؟ هل احد منكم انتم الان اعطاكم الله الكتاب؟ هل احد منكم شعر بان الله اخذ عليه العهد والميثاق ها؟ لا لكن تعليم الله لكم هو عهد وميثاق. اختصكم الله بالعلم من بين سائر هذا هو العهد والميثاق. يعني ما هو مبايعة حسية. يشهدها الناس في المساجد او في الفلوات ولكنه نعمة ينعم الله بها على الانسان فمتى انعم الله بالعلم على انسان فهذا هو العهد والميثاق الذي اخذه الله. ولو ان طلبة العلم الان الموجودين بثوا شيئا من علمهم ليس كل علمهم لوجدت العلم منتشرا بين الناس كثيرا ولكن اكثر الناس اكثر طلبة العلم او كثير من طلبة العلم نسخ الكتب انفع للناس منهم. لان علمهم لا يتجاوز صدورهم. بل انهم قد قد اه قد يعنون احيانا بافعالهم واقوالهم عن جهلهم. وكانه لا علم لهم. لا علم عندهم. من التقصير العبادة والتقصير في المعاملة وسوء الخلق وعدم القيام بحقوق الناس فتجد طالب العلم تجد معاملة الجاهل العامي خيرا منه. فهل نقول ان هذا الرجل صبر نعم لا ما صبر. لانه لو لان متى ينام الصبر؟ ان يبث العلم حتى يؤذى فيه. ان يبث العلم حتى يوذى فيه ولو تأملتم الان. لرأيتم اكثر الناس علما وامامة في الدين هم الذين اشتد اداء الناس لهم