ثم قال تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجه الله ومن اتبعني في هذه الاية دليل على ان النبي صلى الله عليه وسلم له من يحاجه من اعدائه وهو كذلك فانهم حاجوه في اصل الدين وفي فروع الدين وسخروا منه واوجدوا الشبهات الكثيرة نعم منذ بعث والى يومنا هذا والناس يثيرون الشبهات حول الدين الاسلامي ولكن يأبى الله الا ان يتم نوره لانهم يريدون ان يطلبون الله بافواههم والله متم النور ومن فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء الذين يحاجون الرسول عليه الصلاة والسلام لا لا يحتاجون الى كبير عناء لانهم يحاجون على امر واضح ولهذا امره الله ان يسفهه وان يقول اسلمت وجهي لله ومن اتبعه كي نسمتم فهو لكم وان لم تسلموا فعليكم ويتفرع على ذلك ان من علمت انه انما يحاجك لقصد نصر قوله ولو كان باطلا فلك ان تعرض عنه وتقول هذا ما ادين الله به وهذا ما استسلم له وتدعك. لماذا لان هذا معاند مكابر ولا وليس اهلا لان تدخل معه في محاجة الخصومة لانه لا يريد الحق لو كان للحق ما حصل من حاجة ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذون حذوه في اسلامهم لله وتفويض الامر اليك كقوله اسلمت وجهي لله ومن اتبعني ومن فوائد الاية الكريمة ان الوجه اشرف الاعضاء وهو الذي يكون به الانقياد وعدم الانقياد فقال اسلمت وجهي لله فان اسلام الوجه هو الذي يكون به الانقياد ولهذا كان اذل ما يكون الانسان لربه اذا كان ساجدا واقرب ما يكون من ربه اذا كان ساجدا لان هذا هو تمام الذل ان تضع اشرف اعضائك على موطئ الاقدام على الارض ومن فوائد الاية الكريمة ان النبي صلى الله عليه وسلم متبوع لا تابع لقوله ومن اتبعا ويتفرغ على ذلك ان الواجب على من تبين له الحق ان يأخذ به اذا كان يريد ان يكون من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم اما من يلوي اعناق النصوص الى قوله فهذا ليس بمتبع حقيقة لان بعض الناس اذا قال قولا وجاء في النص القرآني او النبوي ما يخالف قوله حاول ان ينوي عنق النصب ويحرف النص من اجل ان يكون موافقا لقوله وهذا حرام لانك انت تابع ولست بمتبوع طيب ومن فوائد الاية الكريمة انه لا يمكن ان يكون قول احد من اهل العلم حجة على الاخرين لماذا لان الكل تابعيه لان الكل تابعون لا متبوعون ومن اراد ان يكون الناس اتباعا له لا للحق فقد جعل نفسه شريكا في الرسالة والواجب انك اذا دعوت الى الحق الا تريد ان يتبعك الناس لانك فلان ابن فلان بل ان نتبع الناس قولك لانه هو القول الذي دل عليه الدليل طيب ومن فوائد الاية الكريمة النداء بالسفه والبلاهة على من جادل وعارض دون ان يستسلم لله بقوله تقول ااسلمتم وان جعلناها امرا فالامر واضح ومن فوائد الاية الكريمة بيان عظيم منة الله عز وجل على العرب ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وجه ذلك انه قال للذين اوتوا الكتاب والاميين فرق بين الوصفين بين من اوتي الكتاب وبين الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب فالذين اوتوا الكتاب اصحاب علم واصحاب كتاب والاميون اصحاب جهل لكنهم ببعثة الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا هم اهل الكتاب حقا لان هذا الكتاب الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه الله بانه مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهين عليه فصار والحمد لله صار هؤلاء الاميون هم اهل الكتاب الحق فيكون في هذا بيان عظيم منة الله عز وجل على العرب ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث كانوا في الاول ها اميين جاهلين وفي الثاني اهل كتاب وزكاء لقد من الله على المؤمنين اذ بعث بهم رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل في ضلال مبين ومن فوائد الاية الكريمة وجوب الاسلام لله سواء قلنا ان الاستفهام لاستبلاه هؤلاء القوم والانكار عليهم او قلنا انه للامر فانه يدل على وجوب الاسلام والاستسلام لله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة ان اهل الهدى هم المسلم هم المسلمون لقوله فان اسلموا فقد اهتدوا ومن فوائدها ايضا ان من لم يسلم فهو ضال فان كان قد علم بالحق كان من الضالين المغضوب عليهم لان كل من علم الحق ولم يتبعه فهو مغضوب عليه طيب يقول يقول عز وجل وان وان تولوا فانما عليك البلاغ في هذه الجملة التحذير تحذير من تولى بعد ان دعي فان هذا فان قوله والله بصير بالعباد لا شك انه يحذرهم من مخالفتهم. لان الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ومن فوائد الاية الكريمة انه لا يجب على من بلغ الا البلاغ اما الهداية فالى الله لقوله فانما عليك البلاغ ومن فوائدها وجوب البلاغ على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله فانما عليك البلاغ ومن فوائدها ايضا وهي فرع عما قبلها ان من اتاه الله علما بهذا الوحي وجب عليه البلاغ خلفا لمن لرسول الله وصلى الله وسلم ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى ان الانسان لا يسأل عن عمل غيره ان يقوم بما يجب عليه واما غيره فامره الى الله بقوله فان تولوا فانما عليك البلاغ ولم يقل فانما عليك اثمهم عليك البلاغ وانت سالم من اثمهم وهذه الاية احد الفائدة يتفرع عنها مسائل كثيرة منها ما اشار اليه النبي عليه الصلاة والسلام حين قال له جماعة قوم حين قال له قوم يا رسول الله ان قوما يأتوننا بالله لا ندري اذكروا اسم الله عليه ام لا فقال لهم سموا انتم وكلوا اشارة الى انك انما تطالب بفعلك اما فعل غيرك فلست منه بي بشيء ما قال تأكدوا هل سموا ام لا هل سموا انتم وهذه التسمية التي امر بها الرسول صلى الله عليه وسلم اهي على فعل الذابحين او على فعل الاكلين ها الاكلين طيب اذا كانت على فعل الذابحين كما قاله من قاله منكم فهذه تسمية على فعل سابق وهل فيها فائدة؟ ما فيها فائدة الفائدة ان تسمي على فعل لاحق وعلى هذا فقول السموا اي على الاكل لان الذبح تولاه غيركم وهو المسؤول عنه اما انتم فعليكم التسمية عند الاكل وهذا من نعمة الله لو كنا مأمورين ان لو كنا مأمورين ان نبحث عن فعل غيرنا لوقعنا في حرج لا نهاية له نعم كان اذا قدم لنا انسان لحم قلنا تعال من ذبحه فلان هل سمى اولى من اين اشترى هذا الشرط هل غصبها او سرقها قد تكون مسروقة نعم اذا قال اشتراها من فلان فلان من اين من اين اشتراه او سرقه او كيف نعم لو اننا امرنا بان نبحث عن فعل غيرنا لكن اذا تقدم الامام قلنا تعال انت متوضأ ولا لا؟ عليك جنابة ولا ما عليك جنابة نعم في ثوبك نجاسة او طاهر هل هو مغصوب ولا حلال؟ ها؟ مشكل لكن من نعمة الله اننا لا نسأل عن فعل الغيب كل من فعل فعلا وهو اهل له فاننا لا نسأل عنه والسؤال عنه من التنطع وتكليف النفس ما لم تكلف به ولهذا قال ان تولوا فانما عليك البلاغ فانت تقوم بفعلك وهم يحاسبون على فعلهم. ولهذا قال والله بصير بالعباد من فوائد الاية الكريمة اثبات اسم البصير لله عز وجل على انه يحتمل ان يكون المراد بالبصير هنا الصفة لانه قال لانه قيدها قال بصير بالعباد واسم الله غير غير مقيد مثل والله سميع بصير وما اشبهه ومن فوائدها ايضا عموم عموم علم الله عز وجل كقوله بصير بالعباد اي بجميع احوالهم ومن فوائد الاية التحذير من مخالفة الله كيف اذا كان له بصيرا فكل انسان يخجل ويستحيي ان يفعل ما نهاه الله عنه او ان يترك ما امره الله به لانه يعلم ان الله بصير به وسوف يعاقبه ثم قال تعالى ان الذين يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بل الحق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب اليم في هذه الاية قراءتان في كلمتين اولا النبيين فيها قراءة النبيئين وثانيا ويقتلون فيها قراءة ويقاتلوه ويقاتلونه الذين يأمرون بقسم الناس ويقاتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس. طيب قال تعالى ان الذين يكفرون بايات الله يكفرون بايات الله الكونية او الشرعية والايات جمع اية وهي في اللغة العلامة وهذه الايات الكونية التي نشاهدها مما لا يستطيع البشر ان يخلقوا مثلها هي اية على الله اية تدل على ان الخالق واحد لا شريك له وعلى انه لا يشبهه شيء لان الناس لو اجتمعوا كلهم على ان يخلقوا جبلا واحدا ما استطاعوا او ان يخلقوا حيوانا واحدا ما استطاعوا ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا لهم ايات الله الشرعية ايضا لا يمكن للبشر ان يأتوا بمثلها قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يكفروا على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله فالايات الشرعية العلامات الدالة على ان الذي انزل هذه الايات اله واحد وانه كامل الحكمة هؤلاء الذين يكفرون بهذه الايات