اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى فان حاجوا فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني تقدم الكلام على اول هذه الاية وقلنا ان المحاجة هي المناظرة والمجادلة لان كل واحد منهما يدلي بحجته بحجته ليغلب صاحبه والظمير يعود على الذين اوتوا الكتاب لقوله وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءته وربما يعود عليهم وعلى غيرهم. اما بدلالة اللفظ او بدلالة القياس المعنى وذكرنا ان الله امره اذا حاجوه ان يبين انه قد اسلم وجهه لله وانه يقول بامر الله ويدعو بامر الله. هو ومن اتبع وامره الله ان يقول بعد ان اقام الحجة ان نقول بعد ان اقام الحجة للذين اوتوا الكتاب والاميين وهم العرب فاسلمت وهذا الاستفهام ذكرنا ان ان فيه قولين لاهل العلم اما انه بمعنى الاخ ها وش ما هي من البلاءة؟ كيف البلاءة؟ بس يسخر منهم. نعم. من بعد هذا الوضوح هل اسلمتم الله انتم على ما انتم عليه؟ طيب او نعم انه للامر يعني اصلا ثم قال الله تعالى فان اسلموا هذا منتدى الدرس. فان اسلموا فقد اهتدوا ان اسلموا يعني استسلموا لله ظاهرا وباطنا اما باطنا فبالايمان بما يجب الايمان به. وهي الاركان الستة التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم وظاهرا بعمل الجوارح وهو الاسلام المبني على خمسة اركان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ان اسلموا فقد اهتدوا اهتدوا هداية توفيق كما قد هدوا هداية دلالة فهداية الدلالة الشاملة لجميع الخلق ما من اناس الا وقد هداهم الله هداية الدلالة. وان من امة الا خلى فيها نذير لكن هداية التوفيق هي التي حرمها قوم ووفق لها قوم اخرون فقد اهتدوا اي هداية التوفيق بعد هداية الدلالة وان تولوا يعني اعرضوا عن الاسلام فلم ينقادوا بظواهرهم ولا بواطنهم فقد اديت ما عليك ولهذا قال فانما عليك البلاغ وان اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ الجملة هذه جواب الشرط في قوله فان تولوا وهي تفيد الحصد يعني ما عليك نحوهم الا ايش ان البلاء وقد بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام اما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى ولو كان بيد النبي صلى الله عليه وسلم شيء من الهداية هداية التوفيق لكان اول من يحرص عليه اول من يهتدي على يديه عمه ابا طالب لكن ليس عليه ليس عليه هدى الناس انما عليه البلاغ اي ابلاغ الرسالة الى الامة فان اهتدوا فلهم وان اساءوا فعليه والله بصير بالعباد بصير بهم اي عليم باحوالهم وعليم باهليتهم من يصلح للهداية ومن لا يصلح والبصر هنا بصر الرؤية وبصر العلم الله تعالى بصير بالعباد بالرؤيا لا يخفى عليه شيء منهم تصير بالعباد بالعلم لا يخفى عليه شيء من لمهند لا يخفى عليه شيء من احواله فالله بصير بالعباد والعباد هنا يشمل جميع الخلق لانه ما من شيء في السماوات ولا في الارض بل ما من احد في السماء والارض الا اتي الرحمن عبدا من كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا ولهذا قال والله بصير بالعباد فاذا كان الله بصيرا بالعباد وانت قد اديت ما عليك من البلاغ فمن الذي يحاسبهم الله كما قال تعالى انما عليك البلاغ وعلينا الحساب في هذه الاية من الفوائد فوائد عديدة اولا ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عرضة لمحاجة اعدائه نعم من قبل ها صافي طيب اذا نبدأ من ان الدين عند الله الاسلام ما في بعد قبل ها ان الدين عند الله الاسلام من فوائد هذه الاية الكريمة انه لا دين مقبول عند الله الا الاسلام لقوله ان الدين عند الله الاسلام يعني الدين الذي يعتد به ويكون مقبولا هو الاسلام قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه من فوائد الايات الكريمة ان كل دين يخالف الاسلام في اي زمان هذا ليس بمقبول ولا مرضي عند الله ومن المعلوم كما سبق ان ان الاسلام بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به الرسول وعلى هذا فدين اليهودية والنصرانية دين باطل دي من بعض الغير مقبول عند الله وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه ما من يهودي ولا نصرانيا من هذه الامة يعني امة الدعوة يعني امة الدعوة يسمع به الرسول صلى الله عليه وسلم ثم لا يتبع ما جاء به الا كان من اهل النار الا كان من اهل النار او من اصحاب النار من فوائد الاية الكريمة ان من ادعى ان دين اليهودية او النصرانية او غير او غيره من الاديان مقبول عند الله الان فهو كافر لماذا لانهم مكذب للقرآن. ان الدين عند الله الاسلام ومن فوائدها بيان ضلال اولئك القوم الذين اذا تكلموا عن الديانات قرنوا بين دين الاسلام واليهود والنصارى وقالوا هذه هي الاديان السماوية حتى ان الجاهل لا يظن ان اختلاف الاديان الثلاثة كاختلاف المذاهب الفقهية في الامة الاسلامية وهذا ضلال عظيم ومصانعة ومداهنة لليهود والنصارى بل نقول ان الاديان السماوية اليهودية والنصرانية كانت اديانا مقبولة عند الله. اما الان فقد نسخ الله عز وجل وصار الدين السماوي المقبول الذي لا يمكن ان يشركه دين اخر هو ما جاء به محمد صلى الله صلى الله عليه وسلم ومن فوائد الايات الكريمة ان اختلاف اليهود والنصارى كان عن علم بعد ان جاءهم العلم اختلفوا ولهذا قال وما اختلف الذين اوتوا الكتاب من بعدي والكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان اختلاف هؤلاء ليس لقصد الحق بل لقصد البغي والعدوان بعضهم على بعض حتى يضلل بعضهم بعضا بل ويكفر بعضهم بعضا ومن فوائد الايات الكريمة الاشارة الى التحذير مما وقع فيه هؤلاء الكفار الذين اوتوا الكتاب وجه ذلك قوله وما اختلف الذين اوتوا الكتاب من بعدهم نعم وما اختلف الذين اوتوا العلم ها؟ اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم باغيا بينهم والبغي معلوم انه محذر منه غير مرغوب فيه. فلهذا نقول في هذه الاية التحذير من هذا الاختلاف الذي وقع لاهل الكتاب ومن فوائدها الاشارة الى انه يجب على الانسان اذا خالفه غيره ان لا يتطاول عليه والا يقصد بسوق الادلة المؤيدة لقوله البغي على غيره والتطاول عليه بل يقصد ايش بل يقصد اظهار الحق لينتفع هو وينفع غيره. اما ان يأتي بالادلة من اجل ان يعلو على اخيه ويكن قوله الاعلى فهذا خطأ عظيم بل الواجب ان يؤيد الانسان الحق وان خالفه غيره ويأتي بالادلة التي تؤيد الحق قاصدا بذلك ايش؟ اظهار الحق ونصره لا ان يغلب ويبغي على غيره ومن فوائد الايات الكريمة ان الكفر بالتحذير التحذير من الكفر بايات الله لقوله ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب ومن فوائدها انه اذا كان التحذير من الكفر بآيات الله فعلى العكس من ذلك الايمان لايات الله لان القدح في الشيء مدح لضده طيب ومن فوائد الاية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل لكونه سريع الحساب ومن فوائدها ايضا انه لابد ان يحاسب الانسان على على عمله افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون هذا الحسبان لا شك انه ضلال مخالف لما تقضيه الحكمة ما الفائدة؟ ما من ان تخلق هذه الخليقة العظيمة وتنزل عليه الكتب وترسل عليه الرسل وتؤمر وتنهى ثم في النهاية ان تؤول الى تراب ما الفائدة لا فائدة اذا لابد من من حساب ومن فوائد الاية الكريمة بيان انه ينبغي للعاقل ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسب كما قال امير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا فكون الانسان يحاسب نفسه ليصلح ما عساه فسد اولى من سكوتها واهماله وعدم حساب نفسه لان الذنوب تتراكم عليه ثم يهلك هل يستفاد منها الرد على الجبرية نعم وجه ذلك ان الله اسند هذه الافعال الى فاعليه وما اختلف الذين ومن يكفر بايات الله طغيا بينهم وما اشبه ذلك. كل هذا يفيد ان الانسان ارادة وفعلا تاريين خلافا للجبرية الذين قالوا ان افعال العباد يجبر عليه الانسان