اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملتمين من تشاء وتنزع الملتمين من تشاء وتعز من تشاء وتذل ومن تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير تورد الليل في النهار وتولدونها وفي الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى قل اللهم مالك الملك تؤتي المول كمن تشاء وتنزل الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء الى اخره الخطاب لا يخفى انه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومناسبة هذه الاية لما قبلها ان الذين اوتوا نصيبا من الكتاب اذا دعوا الى كتاب الله ليحكم بينهم تولوا يريدون ان تكون السيادة لهم لا لغيرهم فامر النبي عليه الصلاة والسلام ان ندعوا الله تعالى بهذا الدعاء المتضمن لهذه الصفات العظيمة التي مقتضاها قدرة الله سبحانه وتعالى على ان ينقل الرسالة التي يتبعها الملك من بني اسرائيل الى العرب بمحمد صلى الله عليه وسلم فهذا وجه ارتباط هذه هاتين الايتين بما قبلهما اي ان هؤلاء الذين تولوا واعرضوا اذا دعوا الى كتاب الله ليحكم بينهم لا شك انهم يريدون ان تبقى السيادة لهم وان يمنعوها غيرهم فامر الله نبيه ان يبتهل الى الله بهذا الدعاء المتظمن قدرة الله على نقل النبوة التي يتبعها الملك من بني اسرائيل الى العرب فقال قل اللهم ما لك الملك وقد سبق الكلام على هذه هذه الجملة اللهم وبينا انها منادى حذفت منه ياء النداء وعوض عنها الميم ولهذا لا يجمع بينهما ولا يجمع بينهما الا في حال الشذوذ كما قال ابن مالك وشذي اللهم في قريظي اي في النوم اي في النوم وقولها اللهم مالك الملك اي يا الله وقوله مالك الملك ما لك اسم فاعل والملك يحتمل ان يكون بمعنى مملوك اي مالك المملوكات كلها ويحتمل ان يكون المراد به التدبير اي مالك تدبير الخلائق كلها والامران ثابتان لله عز وجل فهو مالك المملوكات كلها باعيانها وهو مالك التصرف فيها لا يشكه في ذلك احد هو الذي يدبر الامر ويملك المأمور وقوله مالك الملك قيل انه بدل من الله ولكنه نصب لانه مضاف والبدل يكون على نية اعادة العامل وانت لو سلطت اللهم لو سلطتها على ملك الملك لوجب لوجب النصر لان المنادى اذا اضيف يجب فيه النصر وسواء قلت انها بدل او انها منادى حذف منه حرف النداء فان ما لا يختلف قال مالك الملك ثم فصل فقال تؤتي الملك من تشاء والاصح ان تؤتي هذه جملة استئنافية ببيان كيف يكون ملك الله عز وجل لهذا المملوك فقال تؤتي الملك من تشاء وقال تؤتي اي تعطي ولم يقل تملك لان ما يكون للعبد من الملك انما هو من اعطاء الله تعالى اياه وتسليطه عليه ولهذا لا يتصرف المالك من المخلوقين بما ملك الا على حسب ليش الا على حسب الشريعة التي شرعها الله عز وجل لان الاتيان من الله فالتصرف في هذا المؤتى الى الله عز وجل لا الى الانسان فالانسان لا يملك ان يتصرف تصرفا مطلقا فيما فيما ملكه الله وقوله تؤتي الملك من تشاء هي من الجملة الفعل تؤتي من الافعال التي تنصب مفعولين ليس اصلهما المبتدأ والخبر ومفعولها الاول الملك مفهومها الثاني من تشاء من وقولها تؤتي الملك من تشاء نحن نعلم ان من سنة الله عز وجل ان كل شيء له سبب اما شرعي واما كون لان هذا مقتضى حكمة الله سبحانه وتعالى واذا كان كذلك فان اتيان الله الملك لمن يشاء مقيد بسببه فلابد ان يكون له سبب فالملك قد يكون مستقلا عن الرسالة وقد يكون نعم تابعا للرسالة فاذا كان مبنيا على الشريعة صار تابعا للرسالة واذا كان غير مبني على الشريعة كان مستقلا قال الله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه ان اتاه الله الملك وهذا ملك تابع للرسالة ولا لا ها لا هذا مستقل ما لك سبب الرسالة لانه كافر هذا اللي يحاج ابراهيم متربي واما قول النبي عليه الصلاة والسلام ان الله زواليا الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان ملك امتي سيبلغ ما حوالي منها او ما زوالي منها المراد بالملك هنا ملك النبوة يعني الملك التابع للنبوة. الملك التابع للنبوة فهنا يقول تؤتي الملك من تشاء يشمل الملك المستقل الذي قد يكون مبنيا على الكفر والملك التابع للرسالة وهو مبني وهو المبني على الشريعة قد تؤتي الملك من تشاء ثم ان من تشاء ككثير من الايات الكريمة المقيدة للحكم بالمشيئة او المعلقة للحكم بالمشيئة تقيد كلها بما تقتضيه الحكمة تؤتي الملك من تشاء وتعز من تشاء نعم وتنزع الملك ممن تشاء قول تنزع الملك يحتمل وجهين الوجه الاول نزع بعد ثبوت والوجه الثاني نزع بمعنى المنع فعلى الاول يكون فيه اشارة الى ان الله تعالى يملك من شاء من خلقه ثم ينزع عنه الملك وكم من ملك وكم من ملك ملك ثم زال ملكه اما بالغلبة له او بموته او بغير ذلك ويحتمل ان تكون بمعنى المنع اي تملك من شئت ولا تملك من شئت وكل ما لا ينصح فالله تعالى قد يمنع الانسان الملك وقد ينزل الملك منه بعد ثبوته له وكلاهما صحيح اذا الملك بيد الله يؤتيه من يشاء فهذا يملكه وهذا لا يملك وهذا يملكه ثم ينزع الملك منه وهذا يملكه ويستمر الملك اهله حتى يتوفاه الله وتنزع الملك ممن تشاء ولكن يكون هذا بحكمة ايضا فقد يكون هذا الملك الذي نزع منه الملك غير صالح للملك لكونه من اصحاب الفساد في الارض فيسلط عليه من ينزع الملك منه وقد يكون هذا الملك ضعيفا هو لا يريد الفساد لكنه ضعيف. لا يقيم الاصلاح فيسلط عليه من ينزع الملك منه وهذا كثير في التاريخ لو تدبرتموه والله سبحانه وتعالى لا يفعل شيئا الا بحكمة وتعز من تشاء وتذل من تشاء والعزاز هنا يعني التقوية اي تجعله عزيزا قويا غالبا على غيره وكذلك تذل من تشاء وهل هذا ملازم للملك؟ اي تعز من تشاء من من الملوك وتذل من تشاء او هو عام. هو عام قد يعز الله الانسان بدينه وعلمه وايمانه وان لم يكن ملكا وقد يعزه بملكه وكذلك في الذل قد يذله بالمعصية وبالغلبة نعم بالمعصية هذا في مقابل العز بالايمان وبالغلبة في مقابل العز بالملك المهم ان الاعزاز والاذلال لا يستلزمان الملك ولا يستلزمهما الملك فمن الذي يعزه الله يعز الله تعالى من ذكره بقوله ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين العزة لله لكنها لكن لا دخل لها في الاتي هنا لكن الذي يعزه الله هم الرسل واتباعه كما قال الله تعالى كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز فمن اسباب العزة الايمان سواء كان الانسان ملكا ام غير ملك ومن اسباب العزة الاستعداد والحذر والحزن والقوة والنشاط كل هذه من اسباب العزة لكن هذه اسباب مادية حسية والايمان سبب معنوي على ان الانسان على ان الايمان قد يكون من ثمرته ونتيجته ان يكون الانسان قويا حازما ينظر الى الامور بمنظار الحكمة تحصل له بذلك العزة قال وتعز من تشاء وتذل من تشاء يذل الله من يشاء من ممن اتاه الله الملك وممن لم يؤته حتى الملك ربما يكون ملكا ولكنه ذليل دليل ضعيف خائف كل شيء يخاف منه ولا يكون عنده حزم وقوة ونشاط وقد يذل الله سبحانه وتعالى الانسان حتى في في ملكه وقد يذل الله من لم يكن ملكا ومن اسباب الذل ان يعجب الانسان بنفسه وان يتعرض لما لا يمكنه دفعه فهذان شيئان اعجابه بالنفس قد يخذله ويذله كذلك تعرضه لما لا يمكنه دفعه قد يكون سببا بذله ايضا وخذلانه وكلا الامرين يقع فيهما كثير من الناس فكثير من الناس يتكلم او يفعل غير ملتفت الى الاستعانة بالله عز وجل فيخذل وكثير وكثير من الناس يتعرض للامور التي لا يمكنه دفعها تكن امور تكون امورا كبيرة فوق مستواه ثم يخذل ويذل ولهذا جاء في الاثر لا ينبغي لاحدكم ان يذل نفسه فقالوا كيف يدل نفسه قال يتكلم بما لا يمكن ان يدفع ان يدفعه او كلمة ان هذا هذا معناه فالانسان ينبغي له ان لا يعرض نفسه للذل بسبب معقول او معنوي او بغير ذلك فالاول ان يكون معجبا بنفسه يقول القول او يفعل الفعل غير ملتفت لماذا للاستعانة بالله والثاني يتعرض نفسه لامور لا يمكنه دفعها امور اكبر من مستواه ولنفرض واحد يبي يتكلم بالفقه وهو لا يعرف الفقه فيخذل ويذل يتكلم في النحو وهو لا يعرف النحو يتكلم في الاصول وهو لا يعرف الاصول فيظهر ذله امام الناس ولهذا ينبغي للانسان ان يتحرى في قوله حتى لا يقع في شبكة الذب