اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى ان الله اصطفى ادم ونوح على ابراهيم وعلى عمران على العالمين اولا اظن اننا كملنا الفوائد السابقة بلا ما يبقى شيء قال الله ان الله اصطفى ادم ونوح هذه الجملة كما نشاهد جملة مؤكدة بان لان المقام يقتضي ذلك اذ ان المقصود بيان ان الله تعالى يصطفي من من الناس من شاء الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس يعني ومن الناس رسلا ويقول الله تعالى ان الله اصطفى ادم وادم هو ابو البشر خلقه الله تعالى خلقا مستقلا وليس متطورا من جنس اخر او من نوع اخر قبله كما يقوله اهل الالحاد ومن ادعى ذلك فقد كفر بالله لان الله تعالى اخبر في كتابه في عدة مواضع ان الله خلق ادم من تراب من صلصال كالفخار من طين خلقه بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته فمن زعم غير ذلك فهو كافر مصدق لغير الله مكذب لله والعياذ بالله مع العلم بانه لن يأتي احد بكلام عن ادم وابتداء خلقه وكيفية خلقه غير مستند في ذلك الى الوحي فان قوله غير مقبول لماذا لانه لم يشاهده قال الله تعالى ما اشهدتم خلق السماوات والارض والارض ولا خلق انفسهم وقال الله تعالى لما اتي من نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعادوا وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم الا الله فمن ادعى علم شيء ممن سبق فهو كاذب الا ببرهان وادم كما نعلم بيننا وبينه ازمنة طويلة جدا فلا يمكن ان نقبل قولا فيه الا عن طريق الوحي الصحيح وسمي ادم قيل لادمته يعني لان لونه ليس الابيض الباهق ولا الاسود الحالك لكنه بين ذلك وخلقها الله عز وجل على صورته اي على صورة الله عز وجل تكريما له ولا يلزم من كونه على صورة الله ان يكون مماثلا له بان الله تعالى يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فعلينا ان نؤمن بالنصوص كلها نؤمن بانه خلقه على صورته ونؤمن بانه ليس مثله فان قلت كيف يكون على صورته وليس مثله فالجواب يمكن هذا يمكن هذا في المخلوق فما بالك بالخالق لقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام ان اول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ومن المعلوم انه لا يلزم التماثل يعني ليس صورتهم كصورة البدر تماما بل من حيث الجملة والبهاء والنور كالبدر نعم كالقمر ليلة البرد ثمان القرآن والسنة لا يكذب بعضهما بعضا واذا كان الجمع ممكنا بين المخلوقات بعضها مع بعض اي ان الشيء يكون على صورة الشيء بدون مماثلة فان كان ذلك بين الخالق نعم والمخلوق من باب اولى لان الله ليس كمثله شيء وقوله خلق نعم وخلقه الله على صورته واسجد له ملائكته اكراما له قال الله تعالى فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فامرهم ان يسجد امر الملائكة ان تسجد له اكراما له وادم عليه الصلاة والسلام اوحي اليه كما في القرآن الكريم ولا شك انه اوحي اليه ايضا من الناحية العقلية وذلك لانه لا يستقل بعبادة الله اي لا يمكن ان يعرف كيف يعبد الله الا بوحي من الله وهو مخلوق للعبادة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فدل على فدل السمع والعقل على انه موحى اليه ولكن هل كان رسولا لا ليس برسول بدلالة الكتاب والسنة اما الكتاب ففي قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده فجعل النبيين من بعد نوح وقال تعالى ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب وفي الحديث الصحيح حديث الشفاعة الطويل ان الناس يأتون الى نوح ويقولون له انت اول رسول بعثه الله الى اهل الارض وعليه فادم نبي روحي اليه بشر وتعبد لله به وبقي الناس على هذا الشرع لانهم قلة ولم يحصل منهم اختلاف فلما اختلفوا نعم بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس بما اختلفوا فيه. بالحق ليحكم بين الناس مما خلفوا فيه وقول ادم ونوحا نوح ذكره الله عز وجل بعد ذكر ادم لانه الاب الثاني للبشرية فان نوحا لما كذبه قومه الا القليل اهلكهم الله تعالى بالغرق فكان فجعل الله ذريته هم الباقين كما في سورة الصافات واجعلنا ذريته هم الباقين فصار الاب الثاني للبشرية وهو اول رسول ارسله الله الى اهل الارض ولبث في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم الى الله وما امن معه الا قليل الف سنة وما امن معه الا قريب. ونحن اذا دعونا عشرة انفار وتلكأوا قليلا ثم استجاب واحد من عشرة نعم قلنا ما قبلت دعوتنا واستحسرنا عن الدعوة الى الله وايسنا وهذا رسول بقي الف سنة الا خمسين عاما في قومه وما امن معه الا قليل ومع ذلك قال الله تعالى في كتابه لقد كان بقصصهم عبرة لاولي الالباب نعم وال إبراهيم وال ابراهيم وال عمران على العالمين ال ابراهيم لا شك انه يدخل فيهم ابراهيم بالاولى لكن نص على اله لكثرة الرسل فيهم ولا سيما ان فيهم افضل الرسل محمدا صلى الله عليه وسلم فان محمدا صلى الله عليه وسلم من ال ابراهيم طيب وال عمران ال عمران اختلفوا المراد به فقيل ال عمران ابي موسى لان موسى افضل انبياء بني اسرائيل وقيل ال عمران ابي مريم ومريم ابنة عمران فذكر ال عمران لان فيهم اخر الرسل قبل محمد صلى الله عليه وسلم وهو عيسى ابن مريم الذي ينتمي اليه النصارى وخصها بذلك خص ال عمران بذلك لان المقام يقتضيه ايضا فان هذه السورة نزل اولها في وفد نجران وهم من من النصارى وسواء كان هذا ام ذاك فانه يدل على ان الله اصطفى هذه هذه القبيلة قبيلة ابراهيم فهو فهو مصطفى من مصطفى اصطفى ادم هذا الاصطفاء الاول ونوح عن هذا الاصطفاء الثاني وعلى ابراهيم الثالث وال عمران الرابع فكان هؤلاء السادة من البشر هم الذين اصطفاهم ومعنى الاصطفاء ان الله اختارهم دارهم وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا كما قال تعالى ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناه من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ما هو على كل من خلقنا على كثير ممن خلقنا تفضيلا. طيب قلت الاصطفاء بمعنى الاختيار لان اصله مأخوذ من الصفوة وصفوة الشيء خياره واصطفى اي اخذ صفوته وقوله على العالمين على العالمين اي عالميين هل هم كل العالم او على العالمين من جنس الحيوان نعم الاول هو الاصل ان المراد بالعالمين من سوى الله من سوى الله لقوله تعالى الحمد لله رب العالمين وسيأتي ان شاء الله في الفوائد ما ينبني على هذا الخلاف طيب وقوله ذرية بعضها من بعض ذرية بالنصب بدل من ادم ونوحا وعلى ابراهيم وال عمران ها طيب ناخذ الفوائد ها ما يخالف طيب يمكن انا سنة يمديني ان شاء الله ناخذها الليلة ذرية يعني هؤلاء الاربعة في الاصناف ذرية بعضها من بعض والذرية مأخوذة من ذرأ بمعنى خلق في قوله تعالى يذرأكم فيه يذرأكم فيه ان يخلقكم وقيل من وذر بمعنى ترك فعلى الاول تكون الذرية الشاملة للاصول والفروع تكون الذرية شاملة للاصول والفروق لان الاصول مخلوقون والفروع كذلك مخلوق اما اذا جعلناه من وذر بما نترك فهي للفروع فقط وهذا هو المعروف عند عامة الناس ان الذرية هم الفروع يعني من نشأوا عن الانسان وتركهم بعده طيب هل في القرآن ما يدل على ان الذرية تطلق على الاصول نعم ايش لا لا نعم من حملنا ما نوح انه كان عنده شكوى نعم غاية لهم نعم نعم هذه واية لهم انا حملنا ذريتهم في الفلك المشغول وخلقنا لهم من مثله فان الذين حملوا في الذرية هم الذين امنوا مع نوح وهم سابقون وقوله بعضها من بعض بعضها من بعض في جنس الخلقة او بعضها من بعض في عمل والاداب والاخلاق نعم الظاهر الشموع يعني ان الادميين كلهم من جنس واحد كلهم يجنسون واحد ما فيه ادمي كان بالاول قرد كما يقولها اخوان القردة ومن اقروا على انفسهم بانهم قردة الادمي اصل ادم خلق الله اباه بيده ابتداء لكن هؤلاء ابوا الا ان يجعلوا انفسهم من القبور فبعضها من بعض في الخلقة من ادم الى يومنا هذا لم تتغير الخلقة الا في قوة الجسم وضخامة الجسم لان ادم خلق طوله في السماء ستون ذراعا وعرضه ايضا على ما في احاديث كثيرة حسان سبعة اذرع وهذا الخلق نقص نقص حتى وصل الى هذه الامة وانتهى ان هذه الامة هي اخر الامم ولا يرد على ذلك انه في بعض المناطق يكون الجنس البشري ضخما وفي بعض المناطق يكون دون ذلك لان هذا من من تغير المناخ والوراثة لكن الاصل ان اننا نعتبر في اخر مرحلة لبني لبني ادم نحن اخر الامم كذلك بعضهم البعض بالاداب والاخلاق والديانات الا من كان منهم ظالما خارجا عن هذا الاصل فانه يكون خارجا بما خرج به