قالت واني اعيذها بك اعيدها اي استجير لها لان الاستعاذة معناه الاستجارة الاستعاذة الاستجارة من امر مكروه ولهذا نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ونستعيذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال قالوا اي اهل اللغة العياذ من المكروه واللياد في رجاء المحبوب برجاء المحبوب وانشدوا على ذلك قول الشاعر يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به مما احاذره يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به مما احاذره لا يجبر الناس عظما انت كاسره ولا يفيضون عظما انت جابره ويخاطب ملكة من الملوك وهذا الوصف لا يليق الا بالله عز وجل لكن الشعراء يتبعهم الغاوون طيب اه اذا اعيذها بك من الشيطان الرجيم يعني استجير بك لها من الشيطان الرجيم والشيطان ابو الجن ابو الجن كما قال الله تعالى افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدو وهنا نقول شيطان شطن او منشاط قولان فمنهم من قال انه من سطن اي بعد ومنهم من قال من شاط اي غضب لان طبيعة الشيطان الغضب والسرعة وعدم التأني وهو ايضا قد وعد من رحمة الله ولكن الظاهر انه من شيطنة وان النون اصلية ولذلك لا يمنع من الصرف وقول الشيطان الرجيم الرجيم بمعنى المرجوم واصل الرجم القذف بالحجارة ومنه رجل الزاني من رجل الزاني وعلى هذا فيكون في الكلام استعارة اي اننا استعرنا الرجل بالحجارة الدال على ابعاد المرجوم للمبعد المطلوب الرسيم هنا بمعنى مفعول فعيل بمعنى مفعول اي مطرود مبعد عن رحمة الله عز وجل ومن العلماء من قال ان الرجم يأتي بمعنى الطرد حقيقة لا استعارة وعلى كل حال فاذا اتضح المعنى فسواء كان الرجم استعارة او كان اصليا حقيقة من الشيطان الرجيم وانما استعاذت بالله لها من الشيطان الرجيم لان الشيطان الرجيم مبعد عن رحمة الله والمبعد عن الرحمة يريد ان يبعد كل انسان عن الرحمة لا سيما بني ادم بل لاسيما بنو ادم لان بني ادم اعداء للشيطان قال الله تعالى ان الشيطان لكم عدو اتخذوه عدوا انما ذو حزب ليكونوا من اصحاب السعير فهو عدو والعدو لا يريد من عدوه الا ما فيه هلاك ولهذا استعاذت بربها عز وجل لهذه الانثى من الشيطان الرجيم لئلا يغويها ويظلها قال الله تعالى واذ الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا نعم يقول واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم لم يكن لها ذرية الا واحد من عيسى ابن مريم وهل لعيسى ذرية الله اعلم قد يكون له ذرية وقد لا يكون لكن مهما كان هي قالت وذريتها بناء على اي اي شيء بناء على الاصل والغالب الاصل والغالب ان الانثى تتزوج ويكون لها ذرية ولكن الله سبحانه وتعالى اراد لهذه المرأة شيئا اخر قال الله تعالى فتقبلها ربها بقبول حسن تقبل قال اهل اللغة بمعنى قبل ولهذا قال قبول ولم يقل تقبل تقبلها بقبول ولم يقل بتقبل والمصدر الموافق لتقبل تقبلها ها تقبل طبل اما قبول فهو في هذا الموضع اسم مصنع وليس كقوله والله انبتكم من الارض نباتا ولم يقل ان بات لكن هل تقبل وقبل بمعنى واحد او ان في تقبل شدة عناية ومبالغة او لا وما اكثر القولين قول ان تقبل بمعنى قبل تتعجب بمعنى عجب وتبرأ بمعنى بريء نعم تقول تبرأ من فلان بمعنى برأ منه وقول ثاني ان ان نتقبل ابلغ من قبل من قبل هبلة وعللوا ذلك بالعلة الغالبية وهي ان الغالب ان زيادة المبنى تدل على زيادة المعدة ايه زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى يعني اذا جعلت البيت طابقين صار اكثر من الطابق الواحد ها نعم هو صحيح الطابق الواحد يسع مئة نفر مثلا طابقين مئتين لكنهم لا يريدون هذا. يريدون ان زيادة بنية الكلمة تدل على زيادة معناه وهذا كما مر علينا كثيرا ليس ليس مضطردا بل هذا هو الغالب وقد يكون الامر بالعكس كنمل ونملة وشجر وشجرة وبقر وبقرة اي اكثر الزائد او الناقص ها؟ الناقص اكثر ناقصك في الطيب تقبلها ربها الرب بمعنى الخالق المالك المدبر هذا الرب بالنسبة لله عز وجل اذا اظيفت الربوبية لله فهذه معناه فهذا معناه انه الخالق فلا خالق غيره المالك فلا مالك غيره المدبر فلا مدبر غيره وهذا النفي باعتبار الاطلاق فلا خالق على سبيل الاطراف الا الله واذا اضيف الخلق الى غيره فانما هو باعتبار التغيير والتصيير لا باعتبار الاصل فخلق الباب من من الخشبة ليس اصليا بل هو ها؟ تغيير وتصدير صير الخشبة بابا فقه خلقه لكن اصل هذا الخشب من الذي خلقه الله عز وجل ولا يستطيع احد من الخلق ان يخلق خشبة واحدة ولا غصن شجرة المالك على الاطلاق واضافة الملك لغير الله اضافة جزئية والا فقد قال الله تعالى الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم فاظفر ملكي للانسان وقال تعالى او ما ملكتم مفاتيحه فاضافه ايضا الانسان لكن هذا ملك مقيد او غاية التقييد طيب المدبر كذلك التدبير على الاطلاق لعبد الرحمن هو لله عز وجل اما الانسان فانه وان اظيف الى التدبير له تدبير خاص محصور على كل حال الرب المضاف الى الله ايش معناه قال المالك المدبر ربوية الله نوعان عامة وخاصة رب السماوات والارض وما فيهن هذي عامة خاصة رب موسى وهارون وهنا ربها من العامة ولا الخاصة الخاص من الخاصة واعلم ان كل خاص من الربوبية والمعية والسمع والبصر وما اشبه ذلك مما قال العلماء انه ينقسم العام خاص ان الخاص يتضمن العام ولا عكس معنا الخاص يتضمن العام ولا عكسه فكل من كان الله ربه على وجه اللصوص فهو ربه على وجه العموم وكل من كان الله معه على وجه الخصوص فهو معه على وجه العموم وكل من سمعه الله على وجه الخصوص فقد سمعه على وجه العموم وهلم جرا وهنا اظاف الربوبية الى مريم لانه عز وجل تقبلها هذا القبول الحسن لقبول حسن والقبول من الله الحسن انه سبحانه وتعالى يسرها لليسرى وسهل امره وجعلها من خيرة نساء العالمين حتى الحقها بالرجال بصلاحه فقال فنفخنا فيها فيه من روحنا وصدقت بكلمة ربها وكتبه وكانت من القانطين وصدقا بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانطين وتأمل انه قال من القانتين ولم يقل من القانتات لانه كما جاء في الحديث كمل من الرجال كثير ولم يكن من النساء الا عدد قليل لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة طيب اذا نقول ان هذه هذا القبول هو ما حصل لها من الرفعة عند الله عز وجل وتيسير الامور والذكرى الحسنة وغير ذلك مما افاض الله عليها من نعمه وانبتها نباتا حسنا هذا انبت نباتا حسنا قد يعود الى المعنى وقد يعود الى حس اي قد يعود الى المعنى فيكون انبتها نباتا حسنا يعني في كمال الاداب والعفة والحشمة وغير ذلك وقد يكون انبت نباتا حسنا باعتبار الجسم يعني بمعنى انه نماها تنمية جيدة لم يتعثر فيها فيها جسمها حتى ان بعضهم ولعلها من الاسرائيليات قال انها تنمو في العام ما ينموه غيرها في عامين الله اعلم انما يكفي من ذلك ان الله انبت نبتا حسن لو لو لم يكن من ذلك الا انه سلمها من الامراض المؤذية المتعبة لكان هذا كافي المهم ان الله سبحانه وتعالى تقبلها بقبر حسن وانبتها نباتا حسن معنويا وحسي وكفلها زكريا هذا ايضا من التيسير ان الله يسر لها من يكفلها من الرسل ولا شك ان الانسان اذا كان عند عند كافل مستقيم صالح كان هذا من اسباب ليش صلاحي واستقامته واذا كان عند فاسق كان بالعكس ولهذا قال العلماء لا يجوز ان يترك المحظون. الطفل محظون بيد شخص لا يصومه ولا يصلحه قول وكفلها زكريا هذه القراءة المعروفة اللي في المصحف وتكون كف ناصبة لمفعولين احدهما هاء والثاني زكريا وهذا الفعل من اخوات كانو ولا من اخوات كسا ها ما الذي اعلمكم بانه من اخوات كسل وطيب ولكن هذا ليس اصلهم فاذا وجدت فعلا ناصبا مفعولين لا يصح ان يكون مبتدأ وخبرا فاعلم انه من باب كسل وهنا لو قلت هي زكريا يستقيمون معنا ولا لا لا يستطيع. طيب وفيه قراءة كفلها زكريا زكريا والفرق بينهما ان القراءة الاولى بالف مقصورة والثانية بالف ممدودة فيها قراءة ثالثة وكفلها زكريا كفلها على ان زكريا فاعل في قراءة رابعة وكفلها زكريا على انه فاعل ايضا لكن الفرق بين هذه والتي قبلها ايش القصر والمد والمد فصار زكريا الان تمد وتقصى وكفل يخفف وتشدد والاعراب على حسب الوضع طيب