قوله يبشرك ان الله يبشرك سبق ان معنى البشارة الاصل الاخبار بما يسر وانها قد تطلق على الاخبار بما يسوء بجامع ان كلا مما يسر وما يسوء يغير البشرة ويؤثر فيها اذ قالت املئك يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه ابشرك بكلمة منه قوله بكلمة تحتمل وجهين الوجه الاول ان الكلمة هي المبشر به كما تقول بشرته بولد بشرته بولد فتكون الكلمة هي المبشر به والوجه الثاني ان المراد بالكلمة هنا الصيغة التي حصلت بها البشارة اي يبشرك بشارة عن طريق النطق بها عن طريق النطق كما تقول بشرته بالقول لا بالكتابة فانت مثلا تبشر الانسان اما بواسطة النطق واما بواسطة الكتابة واما بواسطة الاشارة فقوله يبشرك بكلمة اي ان الوسيلة التي حصلت بها البشارة هي الكلمة يعني ان الله قال سبحانه وتعالى كلمة فيها البشرى بالمسيح عيسى ابن مريم فالوجهان محتملان الوجه الاول ما هو ان المراد بالكلمة عيسى يعني المبشر به كما تقول بشرته بايش بولد او ان المراد بالكلمة الصيغة التي حصل فيها البشارة اي ان البشارة حصلت من الله في القول كما تقول بشرته بالنطق بشرته بالكتابة بشرته بالاشارة تأما على الاحتمال الثاني فلا اشكال لا اشكال ان تقع البشارة بالنطق لكن على الوجه الاحتمال الاول ان الكلمة هي المبشر به فكيف تكون يكون المبشر به كلمة مع انه انسان اجاب العلماء عن ذلك لانه اطلق عليه الكلمة لانه كان بالكلمة كان بالكلمة لا بالوسائل الحسية المعلومة لان الولد في العادة يأتي بواسطة النكاح لكن هذا لم يأتي بالنكاح اتى بالكلمة ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون فلهذا صح ان يطلق عليه الكلمة وفي هذه الاية اشكال وهو اشكال اخر اذا قلنا ان الكلمة ان قوله بكلمة تعني المبشر بها وهو قوله منه بكلمة منه فان من لها معاني منها التبعير كما قال ابن مالك رحمه الله في الخلاصة بعظ وبين وابتدأ الامكنة بمن وقد تأتي لبدء الازمنة البيت بعض وبين ها بمن وقد تأتي لبدء الازمنة الشاهد قوله بعد فان نمن تفيد التبعيظ فهل معنى ذلك ان عيسى بعض من الله كما قال ذلك النصارى الجواب لا الجواب ليس ليس بعضا من الله لان الله واحد احد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ولا يتبع احد هذه الاية ويدعي التبعيظية او يجعل يدعي البعضية الا من في قلبه زيغ فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه والنصراني كما اتبع المتشابه في هذه الاية اتبع المتشابه في قوله انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون قال هذا كلام الله يقول ان وان تفيد الجمع فاتبع المتشابه انتصار لرأيه الفاسق ولا يخفى على كل ذي لوم ان المراد بقوله انا نحن نزلنا الذكر وما اشبهها التعظيم لا التعبد كذلك هنا بكلمة منه لا يقتضي ان يكون عيسى بعضا من الله عز وجل لان ان ادعيت انه بعض من الله فلتدعي انه كلمة الله انه كلمة الله ومعلوم انه لا احد يدعي ان عيسى كلمة ليس بشر ذو جسم وروح يأكل ويشرب وهذه الكلمة كذلك ها؟ لا فانت ان ادعيت انها من الله فادعي ان ان عيسى ها كلمة ومعلوم ان عيسى ليس بكلمة اذا فيتعين ان تكون من ها اما ابتدائية واما للبياء بيانية يعني بكلمة صادرة من الله عز وجل بان قال كن فكان نظير هذه الاية قوله تعالى وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا منه هل يدعي احد ان ما في السماوات وما في الارض؟ بعض من الله لا لا يدعي حتى النصراني ما يدعي ذلك ولكن هنا من اما للابتداء يعني ابتداء التسليم من الله او للبيان بيان من المسخر او من اين جاء هذا التسخين قال بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم اسمه المسيح عيسى ابن مريم اسم مبتدأ والمسيح خبر وعيسى خبر ثاني وابن مريم خبر ثالث وانما قلنا ذلك لانك لو افرطت كل واحد عن الاخر نعم لاستقام الكلام الاستقام الكلام لو قلت اسمه ابن مريم صح اسمه عيسى اسمه المسيح صح وعلى هذا فكل واحد منها خبر وقيل بل الثلاثة خبر واحد كقولك البرتقال حلو حامض هنا لا يصح ان تقول حلو الخبر وحامل الخبر لانك لو افرطت احدهم على الاخر فسد المعنى لو قلت البرتقال حلو ها ما صح لو قلت البرتقال حام ما صح ما ادى المعنى الذي يؤديه قوله حلو الحال يعني حلو حامض يعني جامع بينهما يعني مز كده فلهذا نقول بقول القائل البرتقال حلو حامض حلو حامض جميعه خبر لكن في الايات التي معنا اسمه المسيح عيسى ابن مريم لا يستقيم هذا المعنى فيها وبناء على ذلك نقول ان كل واحد منها ايش قبر مثل قوله تعالى وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد كم استقطار واضح يا جماعة طيب هذه هذه الاخبار الثلاثة جمعت انواع العلم جمعت انواع العلن التي اشار اليها ابن مالك في قوله واسما اتى وكنية ولقبا واخرا داء سواه صحبا معلوم اين الاسم اللقب الكنية ابن مريم واذا كان هذا هذه الكلمات الثلاث قد جمعت انواع العلم ثلاثة الاسم واللقب والكنية يبقى عندنا اشكال في قول ابن مالك واخرا ذا يعني اللقب ان سواه صحب فانه في الاية الكريمة قدم اللقب قدم اللقب فيبقى اشكال فهل نأخذ بقول ابن مالك ونقول القرآن شاذ؟ حاشا نعم يقول بن مالك والفية الشاذة وليس بالقرآن اذا كيف نجمع بين هذا الكلام من هذا العالم في النحو وبين الاية من المعروف ان علماء النحو رحمهم الله لا تضيقوا عليه ابدا نعم ولهذا يقولون بضرب الامثال حجة نحو او يقولون حجج النحات كبيوت اليرابيع ها واضح حجج النحات كابوت الارابيع ايش معنى هذا ها هل هل يا ربيع جمع يربون ها؟ وعندنا باللغة العامية جرابين طيب اليربوع من ذكائه يتخذ جحرا في الارض له باب واذا بلغ منتهاه خرق الارض متعلمة الى فوق فاذا بقي قصة رقيقة وقف من اجل اذا احد اذا دخل عليه احد من من باب الجحر ها خرج من هذه النطاقة كما يقولون نطق اقول نحن رحمهم الله لا تضيقوا عليه قالوا الجواب عن الاية هو ان اللقب اذا اشتهر به الانسان حتى صار كالعلم او كالاسم جاز ان يقدم جاز ان يقدم ولهذا نجد في كلام العلماء الامام احمد بن حنبل الامام احمد ابن حنبل المسيح عيسى بن مريم على وزان المسيح ابن مريم الامام محمد ابن ادريس الشافي فيقدم الامام مع انه لقب لماذا للاشتغار. اذا لا اشكال الان قال انما اسمه المسيح واختار الله تعالى له اسم المسيح لانه كان لا يمسح ذا عاهة الا برأ او لكثرة مسح الارض وسيره فيها او من من المسحة وهي الجمال والمعنى الاول اشهر يعني انه لا يمسح اذاعة الا برأ فهو يبلغ اكمه والابرص ويحيي الموتى ويخرجهم من قبورهم نعم وهذه امور لا تتم لكل احد لا تتم لاحد ابدا الا باذن الله عز وجل نعم عيسى ابن مريم ابن مريم ولم ينسبه الى ذكر لانه لا اب له واظن ذلك واضحا انه لم ينسبه الى اب لانه لا اب له لكن لماذا نسبه الى امه اشارة الى ان لا يقول قائل انه ينسب الى كافله زكريا يعني لئلا يقول قائل ما دام هذا الطفل ليس له اب فلينسب الى الى كافر حتى يعرف به فبدأت الملائكة وبينت ان هذا الرجل ينسب الى ها الى امه عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة قوله وجيها هذه منصوبة على الحال من اين ها حال منيح او المسيح المسيح حال كونه وجيها في الدنيا والوجيه هو ذو الجاه وهو الشرف والمكانة والسيادة وقد كان كذلك عليه الصلاة والسلام اما وجاهته في الدنيا فلانه كان احد الرسل الكرام بل هو من اولي العزم بيقول لي عزم واعظم الناس جاها في الدنيا والاخرة هم اولو العزم كما قال الله تبارك وتعالى عن عن موسى وكان عند الله وجيها واما وجاهته في الاخرة فكما قلت كما قلنا ايضا لانه من اولي العزم من الرسل الذين هم في اعلى درجات الجنة ولهم في الاخرة مقامات لا تكونوا لغيره