يا مريم اقرتي لربك واسجدي واركعين عن راحمين. ذلك من انباء طيب فهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم ان يحتسبون الملائكة يا مريم ان الله يبشرهم. يا مريم ان الله. يا مريم ان الله يبشر بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيعا في الدنيا والاخرة ومن ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن بس. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين ذكرنا ان اللصق فمعناه الاختيار وهو مأخوذ من الصفوة وصفوة كل شيء خلاصته وطهرك ظاهرا وباطنا من العيوب الظاهرة ومن العيوب الباطلة ومن الاخلاق السافلة فهي مطهرة ظاهرا وباطنا ونص الله تعالى على ذلك دفعا لقول اليهود قاتلهم الله ولعنه انها كانت بغيا وان وان عيسى عليه الصلاة والسلام كان ولد زنا وقول اصطفاك على نساء العالمين قلنا ان المراد بذلك نساء عالم زمانها على انها هي وخديجة بنت خويلد واسيا امرأة فرعون هؤلاء الثلاث تمل من النساء وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام وقوله على نساء العالمين العالمين هم كل من سوى الله في الاصل كما قال تعالى الحمد لله رب العالمين فالرب والمربوب لا يوجد سواهما وعليه فالعالم كل من سوى الله هذا في الاصل وسمي عالما لانه علم على خالقه عز وجل فانما في هذا المخلوقات ما في هذه المخلوقات من الايات الدالة على كمال الله سبحانه وتعالى وعلى كل ما تتضمنه هذه المخلوقات علم واضح على ما تتضمنه هذه المخلوقات من الصفات الكاملة يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين هذا من خطاب الملائكة ايضا تقول لها يا مريم اقنتي لربك والقنوت هو دوام الطاعة واللام في قوله لربك للاختصاص اي قنوتا خالصا لله اي طاعة خالصة له لان من شرط الطاعة ان تكون خالصة لله سبحانه وتعالى وقوله لربك الربوبية هنا ربوبية خاصة وقد مر علينا ان الربوبية تنقسم الى ربوبية عامة وربوبية خاصة فالعامة هي الشاملة لكل احد والخاصة تختص بمن خصها الله به لكنها تفيد تربية اكثر اعتناء واختصاصا من الربوبية العامة وقوله واسجدي الواو حرف عطف واسجدي عن السجود المعروف وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان هذه الامة امرت ان تسجد على سبعة اعظم وعطف السجود على القنوت من باب عطف العام على الخاص او الخاص على العام الخاص على العام وذكر الخاص بعد العام يدل على فضله ومزيته ولا شك ان السجود من افظل انواع الطاعة ولهذا كان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقالوا اركعي مع الراكعين الركوع معروف وهو الاحناء انحناء الظهر وقوله مع الراكعين اي في جملتهم وليس المراد انها تصلي مع الجماعة لان المرأة لا تخاطب بالصلاة مع الجماعة لكن كوني في جملة الراكع الذين يركعون لله عز وجل وفي قوله مع الراكعين ولم يقل مع الراكعات مع انها امرأة لان الكمل من الرجال اكثر من الكمل من النساء ولهذا لم يكن من النساء الا ثلاث نعم وقوله اسجدي واركعي قدم السجود على الركوع لان هيئة السجود افضل وابلغ في الخضوع فقدمها على الركوع اما من حيث الترتيب الفعلي بالنسبة للصلاة فان الركوع ها قبل السجود ثم قال الله عز وجل ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك ذلك المشار اليه كل ما سبق من ذكر قصة زكريا وقصة مريم وقوله من انباء الغيب اي من اخبار الغيب اي من اخبار الشيء الغائب الذي لا يعلم لكن من الذي لا يعلمه ليس المراد من وقع في زمنه لان من وقع في زمنه فهم يعلمونه لكن المراد لا يعلمها النبي صلى الله عليه وسلم ولا قوم كما قال تعالى في سورة هود تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قبلك ولا قومك من قبل هذا فاصبر ان العاقبة للمتقين اذا هي غيب النسبي ولا حقيقي غيب النصف بالنسبة لمن لم تكن في زمنه اما من كانت في زمنه فهي مشاهدة ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام وقومه كانوا اميين لا يعلمون شيئا عن الامم السابقين فاوحى الله الى الى نبيه صلى الله عليه وسلم ما اوحى من اخبار السابقين التي ما كان يعلمها لا هو ولا قوم وهو دليل على انه رسول الله حقا وان الوحي يأتيه من الله وقول ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك الوحي في اللغة الاعلام بسرعة وخفاء فاذا علمك انسان بسرعة على وجه خفي يسمى في اللغة وحيا وحيا ولكنه في الشرع اخبار الله سبحانه وتعالى لنبي من انبيائه بما يشاء من من شرعه هذا الوحي اخبار الله سبحانه وتعالى لنبي من انبيائه بما ايش يشاء من شرعه ثم ان كلفه بتبليغه كان رسولا والا كان نبيا الاخ عرفنا ما هو الوحي شرعا انت اي نعم هذا الوحي شرعي صار الوحي شرعا ما من اوحي اليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه هذا الوحي شرعا اعتقد انك ما انت بمعنى لا في غير وقت الدرس وقت الدرس تأمل ما يقول المدرس ما تابعت له ولهذا اخطأت في تعريف الوحي طيب اذا الوحي الله سبحانه وتعالى ايش الوحي لا خالد يحارب الله الى مثله حال الله عز وجل. لا ها لا نعم هذه الوحي اختار الله سبحانه وتعالى لنبي من انبيائه بما يشاء من شرع ثم ان امر بتبليغه كان رسولا والا فهو نبي طيب اسم الاخ خالد ها مفرج المطيري ولا دوسي طيب يا ذلك من ابن الغيب نحيه اليك اي نخبرك به على الوصف الذي ذكرناه انباء الله اخبار الله تعالى لنبي من انبيائه بما شاء من شرعه هذا الوحي وقوله وما كنت لديهم اي ما كنت عندهم يعني عندها زكريا وقومه اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم يذبحينا وهي متعلقة بقوله كنت يعني ما كنت في ذلك الوقت عندهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم اقلامهم اختلف العلماء في تفسيره فقيل انها على ظاهرها انهم القوا اقلامهم التي يكتبون بها وقيل انها ان المراد بها سهامه سهامهم التي تكون آآ في النصل يرمون بها وسميت قلما لانها تشبه بالاستطالة ودقة الرأس السهم عندهم بمنزلة الرصاصة عندنا في الوقت الحاضر على كل حال ايهما ظاهر القرآن ظاهر القرآن ان المراد بالاقلام الاقلام الحقيقة التي يكتب بها ولا نعدل عن ظاهر القرآن الا بدليل هذه هي القاعدة الشرعية بتفسير القرآن بل وفي تفسير الحديث النبوي بل وفي كلام الغيث حتى كلام الناس يجب ان نعمل بظاهره الا الا بدليل ولكن اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم. كيف القوا هذه الاقدام المعروف انهم القوها في النهر النهر في الماء الذي يمشي. فما فمن حبس منها فمن حبس منه فهو فصاحبه الذي يكفل مريم وما جرى فهو الذي لا يكفر ولكن ولكن القرآن ليس فيه بيان ذلك يعني ليس فيه انهم وضعوا هذه الاقطار في النهر انما القوا اقلامهم على وجه الله اعلم بكيفيته لكنهم القوها من باب الاقتراع من باب الاقتراع يعني قرعة ايهم يكفر مريم فخرجت القرعة لمن لزكريا كما قال تعالى في اول القصة وكفلها زكريا وما كنت لديهم اذ يختصموه يعني وما كنت عندهم ايظا في حال اختصامهم ايهم يكفل مريض هذا الاختصام هل هو قبل القاء الاقلام او بعده نعم قبله الظاهر انه قبله لكن اخر في الذكر لمناسبة الايات رؤوس الايات اذ يختصمون هذا هو هو الذي يظهر على انه قد يقال ان الله سبحانه وتعالى ذكر النتيجة قبل المقدمة وقبل السبب لانها هي الغاية فان القاء الاقلام والاستهام هو هو غاية ايش غاية الاختصار فاختصموا ايهم يكفلها فقالوا لنفسهم لسه بالقاء الاقلام وقوله ما كنت لديه من يذوقون اقلامهم هذا كالدليل لقوله ذلك من انباء الغيب نوحيه اليك يعني فانت ما قلتها لانك شاهد ولكن قلتها لانها اوحي لانه اوحيت اليه طيب وايضا فيه اشارة الى ان هذا الذي انبئ به كأنما يراه بعينه لان ما يراه بعينه كانه حاضر وهو كذلك بل كما قلنا فيما سبق ان اخبار الله عز وجل اشد ثبوتا وحقيقة مما يرى بالعين ثم قال تعالى اذ قالت الملائكة يا مريم يعني اذكر اذ قالت الملائكة يا مريم وهل المراد جنس الملائكة او الملائكة كلهم الظاهر الاول ان المراد الجنس لان القائل واحد والمشهور انه جبريل قال لها ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم الى اخره